×
كتاب قيّم عبارة عن مختصر مفيد جامع لكتاب " الدعوات والأذكار المأثورة عن النبي المختار في اليوم والليلة " للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد - حفظه الله -، وهو كتاب يجمع جملة من أصح ما ورد من الأذكار والأدعية النبوية االشريفة، وقد رتبها المؤلف - حفظه الله - على وجه جد حسن، ونظمها في ثمانية أقسام بحسب أسبابها علي الإطلاق والتقييد، وقد اختصره واعتنى به الشيخ حسني بن أحمد بن حسانين الجهني.

 مختصر الدعوات والأذكار المأثورة عن النبي المختار في اليوم والليلة

(النُّسْخَةُ المُخْتَصَرَةُ)

تَصْنِيفُ

عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّعْد

اختصَرَهُ واعتنَى به

حُسْنِي بْنُ أحمدَ بنِ حَسَانَيْنِ الجُهَنِيُّ

المُشرِفُ العِلْميُّ على مَرْكَزِ رُسُوخ

مَرْكَزُ رُسُوخ

وَقْفٌ للهِ تعالى


          مقدِّمةُ المختصِر

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم

الحمدُ للهِ وَحْدَه، والصلاةُ والسلامُ على مَن لا نبيَّ بعدَه؛ وبعدُ:

فهذا مختصَرٌ مفيدٌ جامِعٌ لكتابِ"الدَّعَوَاتِ وَالْأَذْكَارْ، أَلْـمَأْثُورَةِ عَنِ النَّبِيِّ الْـمُخْتَارْ؛ ﷺ، فِي الْيَوْمِ واللَّيْلَةِ"؛ لفضيلةِ شيخِنا العلَّامةِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرحمنِ السَّعْد؛ حَفِظَهُ اللهُ وسدَّده، وقام الشيخُ عبدُ العزيزِ بنُ ناصرٍ الخَبَّانيّ، وفَّقه اللهُ، بالعنايةِ بالأصلِ تخريجًا وتوثيقًا.

وقد اصطفَى شيخُنا في هذا الكتابِ جملةً مِن أصحِّ ما ورَدَ مِن الأذكارِ والأدعيةِ النبويَّةِ الشريفة، ووقَعَ له ترتيبُها على وجهٍ جِدِّ حسَن؛ إذِ انتظَمَتْها ثمانيةُ أقسامٍ؛ بحسَبِ أسبابِها على الإطلاقِ والتقييدِ؛ فأذكارٌ مطلَقةٌ عامَّة، وأذكارٌ مقيَّدةٌ خاصَّة؛ وتقييدُها: إمَّا باليومِ كلِّه، أو بنهارِهِ فقطْ، أو بليلِهِ فقطْ، أو بصباحِهِ ومسائِهِ، أو بما قبلَ النومِ وعندَ الاستيقاظ، أو بأدبارِ الصلواتِ المكتوبات، وآخِرُها الأذكارُ المقيَّدةُ بأحوالٍ ومناسَباتٍ على مدارِ اليومِ والليلةِ، استيقاظًا ومنامًا، على اختلافِ الحال، والزمانِ والمكان.

وفي هذه الأذكارِ غُنْيةٌ وبَلَاغٌ لمن أراد اللهُ رُشْدَهُ وهدايتَهُ؛ قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ رحمه الله في "الفتاوى" (24 / 281): «فقد جمَعَ العلماءُ مِن الأذكارِ والدَّعَواتِ التي يقولُها العبدُ - إذا أصبَحَ، وإذا أمسى، وإذا نام، وإذا خاف شيئًا، وأمثالَ ذلك مِن الأسبابِ -: ما فيه بلاغٌ؛ فمَن سلَكَ مثلَ هذه السبيل، فقد سلَكَ سبيلَ أولياءِ اللهِ الذين لا خَوْفٌ عليهم ولا هم يَحزَنُون». اهـ.

وفي هذا المختصَرِ: حذَفْتُ بعضَ التخريجاتِ الحديثيَّةِ المطوَّلة، وما لا يقَعُ في حاجةِ عامَّةِ الناسِ ممَّن غايةُ همِّهم: الذِّكْرُ المجرَّدُ مما صحَّ عنه ﷺ، وكان بيِّنَ المرادِ، واضحَ المعنى؛ ومِن أجلِ هذا أبقَيْتُ على معاني المفرَداتْ، ومُحكَمِ الرواياتْ، ولطيفِ الاستنباطاتْ، ومفيدِ المنقولاتْ، وجعَلْتُ موضعَ ذلك كلِّه حاشيةَ الكتاب، مع العنايةِ بالتلخيصِ والاختصار، ومراجَعةِ التخريجات، والرجوعِ إلى المصادِرِ الجامعة، والطَّبَعاتِ المعتمَدة؛ أعانَنا اللهُ على ذِكْرِهِ وشُكْرِهِ وحُسْنِ عبادتِه، واللهُ الموفِّقُ إلى كلِّ خَيْر.


             مقدِّمةُ المؤلِّف

إنَّ الحمدَ للهِ نَحْمَدُهُ ونستعينُه، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنا وسيِّئاتِ أعمالِنا، مَن يَهْدِهِ الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له.

وأَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأَشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّم تسليمًا كثيرًا:

أمَّا بعدُ:

فإنَّ ذِكْرَ اللهِ D مِن أَجَلِّ الطاعاتْ، وأفضلِ القُرُباتْ، وأعظمِ العباداتْ؛ قال الله تعالى: ﴿ﮢ ﮣ ﮤ﴾، إلى قوله: ﴿ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾ [الأحزاب: 35].

وقد أخبَرَ الرسولُ ﷺ: أنَّ أهلَ الذِّكْرِ هم السابِقونَ يومَ القيامة؛ أخرَجَ مسلِمٌ([1])، عن أبي هُرَيْرةَ I؛ قال: كان رسولُ اللهِ ﷺ يَسِيرُ في طَرِيقِ مَكَّةَ، فمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ له: «جُمْدَانُ»، فقال: «سِيرُوا؛ هَذَا جُمْدَانُ، سَبَقَ المُفَرِّدُونَ»، قالوا: ومَا المُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيًرا وَالذَّاكِرَاتُ».

وأخرَجَ مسلِمٌ([2])، عن أبي هُرَيْرةَ I أيضًا؛ قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «لَأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، ولَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِليَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ».

وقد بيَّن اللهُ تعالى أنَّ الذِّكْرَ أكبَرُ الأعمال؛ قال تعالى: ﴿ﯪ ﯫ ﯬﯭ﴾ [العنكبوت: 45]؛ قال قتادةُ في تفسيرِ هذه الآية: «لا شَيْءَ أكبَرُ مِن ذِكْرِ الله، قال: أكبَرُ الأشياءِ كلِّها»([3]).

ويؤيِّدُ قولَ قتادةَ: ما رواه أبو الدَّرْداءِ I؛ قال: قال النبيُّ ﷺ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟»، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «ذِكْرُ اللهِ»([4]).

ولهذا ولغيرِهِ أمَرَ اللهُ تعالى بذِكْرِه، بل بالإكثارِ مِن ذِكْرِه؛ قال تعالى: ﴿ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﴾ [الأحزاب: 41-42]، وقال: ﴿ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ﴾ [آل عمران: 41].

ومِن المعلومِ: أنَّ اللهَ تعالى لم يأمُرْ بالإكثارِ مِن كلِّ العبادات، وإنما أمَرَ بالإكثارِ مِن بعضِ العبادات، ومِن ذلك: «ذِكْرُهُ سبحانَهُ وتعالى».

وحتى يكونَ المسلِمُ مكثِرًا مِن ذِكْرِ اللهِ تعالى، فعليه أن يُدِيمَ ذلك؛ قال تعالى: ﴿ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ﴾ [النساء: 103]؛ ولهذا وصَفَ اللهُ تعالى أُولي الألبابِ بقولِه: ﴿ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ﴾ [آل عمران: 190-191].

وعندما طلَبَ رجلٌ مِن الرسولِ ﷺ: أن يدُلَّهُ على شيءٍ يتمسَّكُ به، أوصاهُ بالمداوَمةِ على ذِكْرِ اللهِ؛ كما في حديثِ عبدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ؛ أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ شرائِعَ الإسلامِ قد كَثُرَتْ عليَّ، فأخبِرْنِي بشيءٍ أَتشبَّثُ به، قال: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ»([5]).

والنصوصُ في فضلِ الذِّكْرِ كثيرة.

وقد جاءت السُّنَّةُ بأنواعٍ كثيرةٍ مِن الأذكار؛ قال ابنُ عبدِ البرِّ([6]): «قد كان لرسولِ اللهِ ﷺ أنواعٌ مِن الدعاءِ يواظِبُ عليه، ويدعو به؛ لا يقومُ به كتابٌ لِكَثْرتِه».

وفي هذا الكتابِ: جمَعْتُ جُمْلةً مِن "الأَدْعِيَةِ والأَذْكَارْ، أَلثَّابِتَةِ عَنِ النَّبِيِّ المُخْتَارْ"؛ ﷺ، وصنَّفْتُها في ثمانيةِ أقسامٍ:

القسمُ الأوَّل: الذِّكْرُ المقيَّدُ باليوم.

واليومُ: هو مِن طلوعِ الفَجْرِ إلى مَغِيبِ الشمس، وقد يَشمَلُ الليلَ أيضًا.

وهذا القسمُ الذي قُيِّدَ باليوم؛ يكونُ المسلِمُ عامِلًا به متى ما ذكَرَه، صباحًا أو مساءً، متواليًا أو متفرِّقًا؛ شريطةَ أن يكونَ في اليوم([7]).

القسمُ الثاني: الذكرُ المقيَّدُ بأوَّلِ النهار.

والنهارُ: هو ما بين طلوعِ الشمسِ إلى غروبِها، والضُّحَا أوَّلُ النهار؛ وهو مِن ارتفاعِ الشمسِ إلى الزوال.

القسمُ الثالثُ: الذِّكرُ المقيَّدُ بالصباحِ والمساء.

والصباحُ: هو مِن طلوعِ الفجرِ إلى طلوعِ الشمس، والأَوْلى: أن تقالَ أذكارُ الصباحِ مجموعةً بعد صلاةِ الفجر، ولا يفرِّقَها؛ ففي كثيرٍ مِن الأحاديثِ يقولُ النبيُّ ﷺ: «حِينَ يُصْبِحُ».

والمساءُ: هو مِن بعدِ وقتِ الظهرِ إلى الليل، وهو وإنْ كان كذلك، إلا أنَّ الأَوْلى أن تقالَ أذكارُ المساءِ بعد صلاةِ العصر.

ثم إنَّ الأذكارَ مِن أسبابِ حفظِ العبد؛ فكان مِن الأَوْلى: أن يبادِرَ بها مِن أوَّلِ الصباحِ حتى يُحفَظَ بإذنِ اللهِ مِن أوَّلِ يومِهِ إلى المساء، ثُمَّ يبادِرَ بأذكارِ المساء، وهكذا دَوَالَيْكَ.

القسمُ الرابعُ: الذِّكْرُ المقيَّدُ بالليل.

والليلُ: هو ما بين غروبِ الشمسِ إلى طلوعِ الفجرِ؛ قال تعالى: ﴿ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ﴾ [البقرة: 187]، والمقصودُ: إلى غروبِ الشمس.

والأذكارُ التي تقالُ في الليلِ غيرُ الأذكارِ التي تقالُ عند النَّوْم؛ لأنَّ ما يقالُ في الليلِ مقيَّدٌ بالليلِ وليس بالنَّوْم.

القسمُ الخامسُ: الذِّكْرُ المقيَّدُ بما قبلَ النومِ وعندَ الاستيقاظ.

القسمُ السادسُ: الذِّكْرُ المقيَّدُ بأحوالٍ ومناسَبات.

القسمُ السابعُ: الذِّكْرُ المقيَّدُ بأدبارِ الصلواتِ المكتوبات.

القسمُ الثامنُ: الذِّكْرُ المُطْلَقُ، الذي لم يقيَّدْ بعددٍ ولا بحالٍ ولا غيرِ ذلك؛ فهو مقابِلٌ للأقسامِ الأخرى([8]).

قال أبو العبَّاسِ ابنُ تيميَّةَ: «فقد جمَعَ العلماءُ مِن الأذكارِ والدَّعَواتِ التي يقولُها العبدُ - إذا أصبَحَ، وإذا أمسى، وإذا نام، وإذا خاف شيئًا، وأمثالَ ذلك مِن الأسبابِ -: ما فيه بلاغٌ؛ فمَن سلَكَ مثلَ هذه السبيل، فقد سلَكَ سبيلَ أولياءِ اللهِ الذين لا خَوْفٌ عليهم ولا هم يَحزَنُون»([9]).

وأسأَلُ اللهَ التوفيقَ في الأمرِ كلِّه؛ فإنَّه لا توفيقَ إلا به تبارَكَ وتعالى.

!!!

 القِسْمُ الأَوَّلُ الأَذْكَارُ المُقَيَّدَةُ بِالْيَوْمِ

1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَومٍ مِائةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدَ البَحْرِ»([10]).

2- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ I؛ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ»، فَسَأَلَهُ سائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: «يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ([11]) عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ»([12]).

3- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَان يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ»([13]).


 القِسْمُ الثَّانِي الأَذْكَارُ المُقَيَّدَةُ بِأَوَّلِ النَّهَارِ

4- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ M([14])؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الحَالِ الَّتِي فَارِقْتُكِ عَلَيْهَا؟»، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ اليَوْمِ، لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهْ؛ عَدَدَ خَلْقِهْ، وَرِضَا نَفْسِهْ، وَزِنَةَ عَرْشِهْ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهْ».

وَفِي رِوَايَةٍ([15] قَالَتْ: مَرَّ بِهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الغَدَاةِ - أَوْ بَعْدَ مَا صَلَّى الغَدَاةَ - ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ؛ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهْ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهْ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهْ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهْ»([16]).


 القِسْمُ الثَّالِثُ الأَذْكَارُ المُقَيَّدَةُ بِالصَّبَاحِ وَالمَسَاءِ

5- عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ I، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ قَالَ: «سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ، أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ».

قَالَ: «وَمَنْ قَالَها مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَها مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ».

وَفِي رِوَايَةٍ: «إِذَا قَالَ حِينَ يُمْسِي، فَمَاتَ، دَخَلَ الجَنَّةَ - أَوْ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ - وَإِذَا قَالَ حِينَ يُصبِحُ، فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ؛ مِثْلَهُ»([17]).

6- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي البَارِحَةَ، قَالَ: «أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ»([18]).

7- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ I؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا أَمْسَى، قَالَ: «أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى المُلْكُ للهِ، وَالحَمْدُ للهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ([19])، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي القَبْرِ»، وَإِذَا أَصْبَحَ، قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا: «أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ المُلْكُ لِلهِ»([20]).

8- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ I؛ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينُ يُمْسِي: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي»، قَالَ: يَعْنِي: الخَسْفَ([21]).

وَفِي رِوَايَةٍ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ؛ لَمْ يَدَعْهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا، أَوْ حَتَّى مَاتَ»([22]).

9- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ I؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِفَاطِمَةَ J: «مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ؛ أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ»([23]).

10- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ ﷺ إِذَا أَصْبَحَ، قَالَ: «أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ»([24]).

11- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ I قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ، وَإِذَا أَمْسَيْتُ؟ قَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ([25])، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ»([26] قَالَ: «قُلْهَا إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ»([27]).

12- عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الحُبْرَانِيِّ؛ قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، فَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَأَلْقَى إِلَيَّ صَحِيفَةً، فَقَالَ: هَذَا مَا كَتَبَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَنَظَرْتُ فِيهَا، فَإِذَا فِيهَا: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي مَا أَقُولُ إِذَا أَصْبَحْتُ، وَإِذَا أَمْسَيْتُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، قُلِ: اللَّهُمَّ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ»([28]).

13- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ I؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ أَوْ يُمْسِي: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ، وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَلَائِكَتَكَ، وَجَمِيعَ خَلْقِكَ، أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، أَعْتَقَ اللهُ رُبْعَهُ مِنَ النَّارِ، فَمَنْ قَالَها مَرَّتَيْنِ، أَعْتَقَ اللهُ نِصْفَهُ، وَمَنْ قَالَها ثَلَاثًا، أَعْتَقَ اللهُ ثَلَاثَةَ أَرْبَاعِهِ، فَإِنْ قَالَها أَرْبَعًا، أَعْتَقَهُ اللهُ مِنَ النَّارِ»([29]).

14- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلْ: أَصْبَحْتُ أُثْنِي عَلَيْكَ حَمْدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ - ثَلَاثًا - وَإِذَا أَمْسَى، فَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ»([30]).

15- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا أَصْبَحَ، قَالَ: «اللَّهُمَّ، بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ»، وَإِذَا أَمْسَى، قَالَ: «اللَّهُمَّ، بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ المَصِيرُ»([31]).

16- عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ I يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ، وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِاسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ»([32]).

17- عَنْ أَبِي سَلَّامٍ؛ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا فِي مَسْجِدِ حِمْصَ، إِذْ مَرَّ رَجُلٌ، فَقَالُوا: هَذَا خَدَمَ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: فَنَهَضْتُ فَسَأَلْتُهُ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ لَمْ يَتَدَاوَلْهُ الرِّجَالُ فِيمَا بَيْنَكُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حِينَ يُمْسِي أَوْ يُصْبِحُ: رَضِيتُ بِالله رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ»([33]).

18- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ، وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ القِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ، أَوْ زَادَ عَلَيْهِ»([34]).

19- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ L؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مِائَةَ مَرَّةٍ إِذَا أَصْبَحَ، وَمِائَةَ مَرَّةٍ إِذَا أَمْسَى، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِنْهُ، إِلَّا مَنْ قَالَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ»([35]).

20- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو L؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، كَانَ أَفْضَلَ مِنْ مِائَةِ بَدَنَةٍ، وَمَنْ قَالَ: الحَمْدُ للهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، كَانَ أَفْضَلَ مِنْ مِائَةِ فَرَسٍ يُحْمَلُ عَلَيْهَا، وَمَنْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، مِائَةَ مَرَّةٍ، قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ مِائَةِ رَقَبَةٍ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مِائَةَ مَرَّةٍ، قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، لَمْ يَجِئْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدٌ بِعَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ، إِلَّا مَنْ قَالَ قَوْلَهُ أَوْ زَادَ»([36]).

21- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «وَاللهِ، إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ([37]) فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً»([38]).

وَعَنِ الأَغَرِّ المُزَنِيِّ I؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي([39])، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَه فِي اليَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ».

وَفِي رِوَايَةٍ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللهِ؛ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي اليَوْمِ - إِلَيْهِ - مِائَةَ مَرَّةٍ»([40]).


 القِسْمُ الرَّابِعُ الأَذْكَارُ المُقَيَّدَةُ بِاللَّيْلِ

قِرَاءَةُ سُورَةِ الإِخْلَاصِ:

22- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ I؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِأَصْحَابِهِ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟»، فشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَقَالُوا: أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟! فقَالَ: «اللهُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ القُرْآنِ»([41]).

23- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ I، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ قَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنِ ؟»، قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأُ ثُلُثَ القُرْآنِ؟! قَالَ: «﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ»([42]).

قِرَاءَةُ الآيَتَيْنِ الأَخِيرَتَيْنِ مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ:

24- عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ البَدْرِيِّ I؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ، كَفَتَاهُ»، وَفِي لَفْظٍ: «مَنْ قَرَأَ هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ، كَفَتَاهُ»([43]).

قِرَاءَةُ سُورَةِ تَبَارَكَ:

25- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ قَالَ: «إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً، شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ: ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾ [الملك: 1]»([44]).

26- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ I؛ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ: ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾ كُلَّ لَيْلَةٍ، مَنَعَهُ اللهُ بِهَا مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَكُنَّا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ نُسَمِّيهَا: المَانِعَةَ»([45]).

تَغْطِيَةُ الإِنَاءِ في اللَّيْلِ، وَإِيكَاءُ السِّقَاءِ، وَإِطْفَاءُ المِصْبَاحِ، وَغَلْقُ الأَبْوَابِ، وَذِكْرُ اسْمِ اللهِ تَعَالَى مَعَ كُلِّ ذَلِكَ:

27- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ L؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ - أَوْ أَمْسَيْتُمْ - فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ؛ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَخَلُّوهُمْ، فَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ؛ فَإِنَّ الشَيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا([46])، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ»([47]).

وَفِي رِوَايَةٍ([48]): «وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ»([49]).

!!!


 القِسْمُ الخَامِسُ الأَذْكَارُ المُقَيَّدَةُ بِمَا قَبْلَ النَّوْمِ، وَعِنْدَ الِاسْتِيقَاظِ([50])

28- عَنْ حُذَيْفَةَ I؛ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ، بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا»، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ، قَالَ: «الحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ»([51]).

29- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ؛ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا، فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ»([52]).

30- عَنِ ابْنِ عُمَرَ L؛ أنَّه أَمَرَ رَجُلًا إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، قَالَ: «اللَّهُمَّ، أَنْتَ خَلَقْتَ نَفْسِي، وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا؛ إِنْ أَحْيَيْتَهَا، فَاحْفَظْهَا، وَإِنْ أَمَتَّهَا، فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ»، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ عُمَرَ؟ فَقَالَ: «مِنْ خَيْرٍ مِنْ عُمَرَ؛ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ»([53]).

31- عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ؛ قَالَ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ، أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، ثُمَّ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ، رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ، أَنْتَ الْأَوَّلُ؛ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ؛ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ؛ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ؛ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ؛ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ»، وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ([54]).

32- عَنْ أَنَسٍ I؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَ: «الحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا؛ فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ!»([55]).

33- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ I؛ أَنَّ فَاطِمَةَ J شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَى، فَأَتَى النَّبِيَّ سَبْيٌ، فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ، فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ ﷺ، أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَيْنَا، وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْتُ لِأَقُومَ، فَقَالَ: «عَلَى مَكَانِكُمَا»، فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدتُّ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، وَقَالَ: «أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ؛ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ»([56]).

34- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ قَالَ: «وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ: وَاللهِ، لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ، وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ ...».

إِلَى أَنْ قَالَ: «فَرَصَدتُّهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَهَذَا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ؛ أَنَّكَ تَزْعُمُ لَا تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ، قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: ﴿ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ﴾ [البقرة: 255]، حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ؛ فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «مَا هِيَ؟»، قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا، حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ: ﴿ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ﴾، وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ - وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ - فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟»، قَالَ: لَا، قَالَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ»([57]).

35- عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ I؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَا فُلَانُ، إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَقُلِ: اللَّهُمَّ، أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ، مِتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَإِنْ أَصْبَحْتَ، أَصَبْتَ خَيْرًا»([58]).

مَا يَقُولُ إِذَا تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ:

36- عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ I، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ قَالَ: «مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى، قُبِلَتْ صَلَاتُهُ»([59]).

مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى فِي مَنَامِهِ مَا يَكْرَهُ:

37- عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ I؛ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ، فَلَا يُحَدِّثْ بِهَا إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، وَإِنْ رَأَى مَا يَكْرَهُ، فَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشَرِّهَا، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا؛ فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ»([60]).

38- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ I؛ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللهِ، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهَا، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلَا يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ؛ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ»([61]).

39- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ L، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ؛ قَالَ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ»([62]).

وَفِي رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ: «فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ، فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ»([63]).

!!!


 القِسْمُ السَّادِسُ الأَذْكَارُ المُقَيَّدَةُ بِأَحْوَالٍ وَمُنَاسَبَاتٍ

مَا يَقُولُ عِنْدَ دُخُولِ المَنْزِلِ:

40- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ L، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ قَالَ: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ([64]) عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالْعَشَاءَ»([65]).

مَا يَقُولُ عِنْدَ الخُرُوجِ مِنَ المَنْزِلِ:

41- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ J؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ، قَالَ: «بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَزِلَّ أَوْ أَضِلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ»([66]).

42- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ I؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ، فَقَالَ: بِاسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ»، قَالَ: «يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ؛ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ»، قَالَ: «فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ»([67]).

مَا يَقُولُ عِنْدَ دُخُولِ المَسْجِدِ وَالخُرُوجِ مِنْهُ:

43- عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ - أَوْ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ، افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ»([68]).

44- عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ؛ قَالَ: لَقِيتُ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ، فَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِى أَنَّكَ حَدَّثْتَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ المَسْجِدَ، قَالَ: «أَعُوذُ بِالله الْعَظِيمْ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمْ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمْ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمْ»؟ قَالَ([69]): أَقَطُّ([70] قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ، قَالَ الشَّيْطَانُ: حُفِظَ مِنِّى سَائِرَ الْيَوْمِ»([71]).

مَا يَقُولُ عِنْدَ الطَّعَامِ:

45- عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ([72] قَالَ: كُنْتُ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي: «يَا غُلَامُ، سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ»([73]).

46- عَنْ عَائِشَةَJ؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا، فَلْيَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ، فَإِنْ نَسِيَ فِي أَوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ»([74]).

مَا يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ:

47- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ I؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ، قَالَ: «الحَمْدُ لِلهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ، وَلَا مُوَدَّعٍ، وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ، رَبَّنَا»([75]).

مَا يَقُولُ إِذَا أَكَلَ عِنْدَ قَوْمٍ:

48- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ؛ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى أَبِي، قَالَ: فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا وَوَطْبَةً([76])، فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِتَمْرٍ، فَكَانَ يَأْكُلُهُ، وَيُلْقِي النَّوَى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى - قَالَ شُعْبَةُ: هُوَ ظَنِّي وَهُوَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ: إِلْقَاءُ النَّوَى بَيْنَ الْإِصْبَعَيْنِ([77]) - ثُمَّ أُتِيَ بِشَرَابٍ، فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: فَقَالَ أَبِي - وَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ -: ادْعُ اللهَ لَنَا، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ، بَارِكْ لَهمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهمْ وَارْحَمْهُمْ»([78]).

49- عَنْ أَنَسٍ I؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا أَفْطَرَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ، قَالَ: «أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْكُمُ المَلَائِكَةُ»([79]).

مَا يَقُولُ عِنْدَ دُخُولِ الحَمَّامِ:

50- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ I؛ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا دَخَلَ الخَلَاءَ، قَالَ: «اللَّهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ»([80]).

مَا يَقُولُ عِنْدَ الخُرُوجِ مِنَ الحَمَّامِ:

51- عَنْ أَبِي بُرْدَةَ؛ قَالَ: حدَّثَتْنِي عَائِشَةُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الغَائِطِ، قَالَ: «غُفْرَانَكَ»([81]).

مَا يَقُولُ إِذَا سَمِعَ الأَذَانَ:

52- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ؛ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ»([82]).

53- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو؛ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ؛ فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ»([83]).

54- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ، رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدتَّهُ، إِلَّا حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ»([84]).

55- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو؛ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يا رَسُولَ اللهِ، المُؤَذِّنُونَ يَفْضُلُونَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ، فَسَلْ تُعْطَهْ»([85]).

فَتَحَصَّلَ مِنَ الأَحَادِيثِ السَّابِقَةِ: أَرْبَعُ سُنَنٍ تُقَالُ عِنْدَ سَمَاعِ الأَذَانِ:

1- القَوْلُ مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ، إِلَّا فِي الحَيْعَلَتَيْنِ.

2- الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ.

3- سُؤَالُ الوَسِيلَةِ؛ وَهُوَ قَوْلُ: «اللَّهُمَّ، رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ ...».

4- الدُّعَاءُ بَعْدَ ذَلِكَ.

56- عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ؛ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ»([86]).

مَا يَقُولُ بَعْدَ الوُضُوءِ:

57- عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ I، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ قَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ - أَوْ فَيُسْبِغُ([87]) - الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ»([88]).

مَا يَقُولُ إِذَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَهْلٌ أَوْ مَالٌ:

58- عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ I؛ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ المَدِينَةَ، فَآخَى النَّبِيُّ ﷺ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ سَعْدٌ ذَا غِنًى، فَقَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: أُقَاسِمُكَ مَالِي نِصْفَيْنِ وَأُزَوِّجُكَ، فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ؛ دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ ...» الحَدِيثَ([89]).

مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ:

59- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ؛ قَالَ: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ، فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ([90])، فَأُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ، فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ سَهْلًا، فَقَالَ: «مَنْ تَتَّهِمُونَ؟»، قَالُوا: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، قَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟! إِذَا رَأَى مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ»([91]).

60- وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ؛ فَإِنَّ العَيْنَ حَقٌّ»([92]).

مَا يَقُولُ لِأَخِيهِ إِذَا رَآهُ يَضْحَكُ:

61- جَاءَ أَنَّ عُمَرَ I اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ ﷺ، وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ، عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَرَسُولُ اللهِ ﷺ يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ، ابْتَدَرْنَ الحِجَابَ...» الحَدِيثَ([93]).

مَا يَقُولُ فِي الدُّعَاءِ لِلْمُتَزَوِّجِ:

62- عَنْ حَمَّادِ بْنٍ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ رَأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ، قَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: «فَبَارَكَ اللهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ»([94]).

63- وَفِي حَدِيثِ بِنَاءِ النَّبِيِّ ﷺ بِأُمِّ المُؤْمِنِينَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ J، جَاءَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ I؛ قَالَ: «بَنَى النَّبِيُّ بِزَيْنَبَ، فَأَوْلَمَ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ، فأُرْسِلْتُ عَلى الطَّعَامِ دَاعيًا ...»، إِلَى أَنْ قَالَ: «فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللهِ»، فَقَالَتْ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ، كَيْفَ وَجَدتَّ أَهْلَكَ؟ بَارَكَ اللهُ لَكَ، فَتَقَرَّى حُجَرَ نِسَائِهِ([95]) كُلِّهِنَّ، يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا يَقُولُ لِعَائِشَةَ، وَيَقُلْنَ لَهُ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ»([96]).

64- وَفِي حَدِيثِ شِرَاءِ النَّبِيِّ ﷺ جَمَلَ جَابِرٍ I، قَالَ جَابِرٌ: «قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ ...»، إِلَى أَنْ قَالَ: فَقَالَ: «فَبَارَكَ اللهُ لَكَ»، أَوْ قَالَ لِي خَيْرًا»([97]).

65- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا رَفَّأَ([98]) الإِنْسَانَ إِذَا تَزَوَّجَ، قَالَ: «بَارَكَ اللهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ»([99]).

مَا يَقُولُ إِذَا عَطَسَ، وَمَا يُقَالُ لَهُ:

66- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ قَالَ: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلِ: الحَمْدُ لِلهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ - أَوْ صَاحِبُهُ -: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ»([100]).

إِذَا تَكَرَّرَ العُطَاسُ، فَزَادَ عَلَى الوَاحِدَةِ:

 67- عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ I؛ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ، وَعَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: «يَرْحَمُكَ اللهُ»، ثُمَّ عَطَسَ أُخْرَى، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الرَّجُلُ مَزْكُومٌ»([101]).

68- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ قَالَ: «شَمِّتْهُ وَاحِدَةً، وَثِنْتَيْنِ، وَثَلَاثًا، فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَهُوَ زُكَامٌ»([102]).

69- وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يُشَمَّتُ العَاطِسُ ثَلَاثًا؛ فَإِنْ زَادَ، فَإِنْ شِئْتَ فَشَمِّتْهُ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا»([103]).

تَشْمِيتُ الكَافِرِ:

70- عَنْ أَبِي مُوسَى I؛ قَالَ: كَانَ اليَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُمُ اللهُ، فَيَقُولُ: «يَهْدِيكُمُ اللهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ»([104]).

مَا يَفعَلُ إِذَا تَثَاءَبَ:

وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ: فَلَمْ تَثْبُتْ فِيهِ الِاسْتِعَاذَةُ وَلَا غَيْرُهَا، وَإِنَّمَا الَّذِي ثَبَتَ: الأَمْرُ بِرَدِّهِ.

مَا يَقُولُ إِذَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً، أَوِ اشْتَرَى خَادِمًا أَوْ دَابَّةً([105]):

71- عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ قَالَ: «إِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُمُ الجَارِيَةَ أَوِ الْغُلَامَ أَوِ الدَّابَّةَ، فَلْيَأْخُذْ نَاصِيَتَهُ، وَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا جُبِلَ عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا جُبِلَ عَلَيْهِ، وَإِذَا اشْتَرَى بَعِيرًا، فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ، وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ»([106]).

مَا يَقُولُ إِذَا غَضِبَ:

72- عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ؛ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ وَرَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ، فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا، ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ»([107]).

مَا يَقُولُ فِي دُعَاءِ الاِسْتِخَارَةِ:

73- عَنْ جَابِرٍ I؛ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ؛ يَقُولُ: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُلِ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ، إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي»، قَالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ»([108]).

مَا يَقُولُ لِلْمَرِيضِ:

74- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ L؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ، قَالَ لَهُ: «لَا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللهُ»، فَقَالَ لَهُ: «لَا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللهُ»، قَالَ: قُلْتَ: طَهُورْ؟ كَلَّا، بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورْ - أَوْ تَثُورْ - عَلَى شَيْخٍ كَبِيرْ، تُزِيرُهُ القُبُورْ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «فَنَعَمْ إِذَنْ»([109]).

75- عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ؛ أَنَّ أَبَاهَا - هُوَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ - قَالَ: تَشَكَّيْتُ بِمَكَّةَ شَكْوًا شَدِيدًا، فَجَاءَنِي النَّبِيُّ ﷺ يَعُودُنِي، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أَتْرُكُ مَالًا، وَإِنِّي لَمْ أَتْرُكْ إِلَّا ابْنَةً وَاحِدَةً، فَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي، وَأَتْرُكُ الثُّلُثَ؟ فَقَالَ: «لَا»، قُلْتُ: فَأُوصِي بِالنِّصْفِ، وَأَتْرُكُ النِّصْفَ؟ قَالَ: «لَا»، قُلْتُ: فَأُوصِي بِالثُّلُثِ، وَأَتْرُكُ لَهَا الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ»، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِي([110])، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِي وَبَطْنِي، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، وَأَتْمِمْ لَهُ هِجْرَتَهُ»؛ فَمَا زِلْتُ أَجِدُ بَرْدَهُ عَلَى كَبِدِي - فِيمَا يُخَالُ إِلَيَّ - حَتَّى السَّاعَةِ([111]).

76- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ L، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَيَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمْ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمْ، أَنْ يَشْفِيَكَ؛ إِلَّا عُوفِيَ»([112]).

مَا يَقُولُ إِذَا اشْتَكَى شَيْئًا:

77- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ I؛ قَالَ: انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ، فَأَتَوْهُمْ، فَقَالُوا: يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ، إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ، وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ؛ فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَاللهِ، إِنِّي لَأَرْقِي، وَلَكِنْ وَاللهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ، فَلَمْ تُضَيِّفُونَا؛ فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا([113])، فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنَ الغَنَمِ، فَانْطَلَقَ يَتْفُلُ عَلَيْهِ، وَيَقْرَأُ: ﴿ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾([114])؛ فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ([115])، فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَمَا بِهِ قَلَبَةٌ([116] قَالَ: فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ: اقْسِمُوا، فَقَالَ الَّذِي رَقَى: لَا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ ﷺ، فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ، فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَذَكَرُوا لَهُ، فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟!»، ثُمَّ قَالَ: «قَدْ أَصَبْتُمُ، اقْسِمُوا، وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا»، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ ﷺ([117]).

78- عَنْ عَائِشَةَ J؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ إِذَا اشْتَكَى، يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ([118])، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ، كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا([119]).

مَا يَقُولُ فِي رُقْيَةِ المَرِيضِ:

79- عَنْ عَائِشَةَ J؛ أَنَّ النَّبِيَّ ^ كَانَ إِذَا أَتَى المَرِيضَ يَدْعُو لَهُ([120] قَالَ: «أَذْهِبِ الْبَاسْ، رَبَّ النَّاسْ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا»([121]).

80- عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ؛ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَثَابِتٌ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، اشْتَكَيْتُ، فَقَالَ أَنَسٌ: أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسْ، مُذْهِبَ البَاسْ، إِشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا»([122]).

81- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ؛ قَالَ: تَنَاوَلْتُ قِدْرًا كَانَتْ لِي، فَاحْتَرَقَتْ يَدِي، فَانْطَلَقَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَجُلٍ جَالِسٍ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فقَالَ: «لَبَّيْكِ وَسَعْدَيْكِ»، ثُمَّ أَدْنَتْنِي مِنْهُ، فَجَعَلَ يَتْفُلُ وَيَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ مَا أَدْرِي مَا هُوَ، فَسَأَلْتُ أُمِّي بَعْدَ ذَلِكَ مَا كَانَ يَقُولُ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: «أَذْهِبِ البَاسْ، رَبَّ النَّاسْ، إِشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ»([123]).

82- عَنْ عَائِشَةَ J؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ إِذَا اشْتَكَى الإِنْسَانُ الشَّيْءَ مِنْهُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قُرْحَةٌ أَوْ جُرْحٌ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا - وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبَّابَتُهُ بِالأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَهَا -: «بِاسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا»([124]).

83- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيِّ I؛ أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلِ: بِاسْمِ اللهِ - ثَلَاثًا - وَقُلْ - سَبْعَ مَرَّاتٍ -: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرِتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ»([125]).

84- عَنْ عَائِشَةَ J؛ قَالَتْ: كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ ﷺ، رَقَاهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: «بِاسْمِ اللهِ يُبْرِيكْ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكْ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ»([126]).

85- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ I؛ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اشْتَكَيْتَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: «بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكْ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكْ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكْ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكْ»([127]).

مَا يَقُولُ فِي تَعْوِيذِ الأَطْفَالِ:

86- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ L؛ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُعَوِّذُ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ، وَيَقُولُ: «إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّهْ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّهْ([128])، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّهْ»([129]).

مَا يَقُولُ فِي التَّعْوِيذِ:

87- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ I؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الجَانِّ وعَيْنِ الإِنْسِ، فَلَمَّا نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ، أَخَذَ بِهِمَا، وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ([130]).

مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى القَمَرَ:

88- عَنْ عَائِشَةَ J؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَظَرَ إِلَى القَمَرِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، اسْتَعِيذِي بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا؛ فَإِنَّ هَذَا هُوَ الغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ»([131]).

مَا يَقُولُ لِمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا:

89- عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ J؛ قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ([132]) سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ، فَقَالَ: «مَنْ تَرَوْنَ أَنْ نَكْسُوَ هَذِهِ؟»، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، قَالَ: «ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ»، فَأُتِيَ بِهَا تُحْمَلُ، فَأَخَذَ الْخَمِيصَةَ بِيَدِهِ فَأَلْبَسَهَا، وَقَالَ: «أَبْلِي وَأَخْلِقِي»، وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ، فَقَالَ: «يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَاهْ»؛ وسَنَاه بِالحَبَشِيَّةِ: حَسَنٌ([133]).

مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ:

90- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ L؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا؛ فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا»([134]).

مَا يَقُولُ إِذَا قِيلَ لَهُ: مَنْ؟:

91- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ I؛ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي، فَدَقَقْتُ البَابَ، فَقَالَ: «مَنْ ذَا؟»، فَقُلْتُ: أَنَا، فَقَالَ: «أَنَا! أَنَا!»؛ كَأَنَّهُ كَرِهَهَا([135]).

مَا يَقُولُ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا:

92- عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ I؛ قَالَ: سَمِعْتُ خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ J تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا([136] ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ»([137]).

مَا يَقُولُ إِذَا رَكِبَ دَابَّتَهُ:

93- عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفًا لِعَلِيٍّ I، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ، قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِ الدَّابَّةِ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلهِ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - ثُمَّ قَالَ: ﴿ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ﴾، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي؛ إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، ثُمَّ ضَحِكَ، فقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَا يُضْحِكُكَ؟ فَقَالَ: كَنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَصَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ كَما قُلْتَ لِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ اللهَ D لَيَضْحَكُ إِلَى عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي؛ فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي؛ إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، قَالَ: عَبْدِي عَرَفَ أَنِّي أَغْفِرُ، وَأُعَاقِبُ»([138]).

!!!


بَابُ مَا جَاءَ فِي أَدْعِيَةِ السَّفَرِ

مَا يَقُولُ إِذَا وَدَّعَ مُسَافِرًا:

94- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ L؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا: أَنِ ادْنُ مِنِّي أُوَدِّعْكَ، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُوَدِّعُنَا، فَيَقُولُ: «أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ»([139]).

مَا يَقُولُ المُسَافِرُ لمَنْ وَدَّعَهُ:

95- عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ؛ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ أُوَدِّعُهُ، فَقَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ يَا ابْنَ أَخِي شَيْئًا عَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَقُولُهُ عِنْدَ الْوَدَاعِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: قُلْ: «أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ»([140]).

مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ إِلَى السَّفَرِ عِنْدَ الرُّكُوبِ:

96- عَنِ ابْنِ عُمَرَ L؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللَّهُمَّ، إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ، هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ، أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللَّهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ فِي المَالِ وَالْأَهْلِ»، وَإِذَا رَجَعَ، قَالَهُنَّ، وَزَادَ فِيهِنَّ: «آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ»([141]).

97- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ I؛ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا سَافَرَ، يَتَعَوَّذُ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ المُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ المَظْلُومِ، وَسُوءِ المَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالمَالِ»([142]).

مَا يَقُولُ إِذَا أَسْحَرَ:

98- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ وَأَسْحَرَ، يَقُولُ: «سَمَّعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللهِ، وَحُسْنِ بَلَائِهِ عَلَيْنَا، رَبَّنَا صَاحِبْنَا وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا، عَائِذًا بِاللهِ مِنَ النَّارِ»([143]).

مَا يَقُولُ إِذَا أَوْفَى عَلَى ثَنِيَّةٍ:

99- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ L؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا قَفَلَ مِنَ الجُيُوشِ أَوِ السَّرَايَا، أَوِ الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ، إِذَا أَوْفَى عَلَى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَدٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهْ، وَنَصَرَ عَبْدَهْ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهْ»([144]).

مَا يَقُولُ إِذَا صَعِدَ أَوِ انْحَدَرَ فِي السَّفَرِ:

100- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ L؛ قَالَ: «كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا، كَبَّرْنَا، وَإِذَا نَزَلْنَا، سَبَّحْنَا»([145]).

مَا يَقُولُ إِذَا دَخَلَ قَرْيَةً أَوْ مَدِينَةً:

101- عَنْ صُهَيْبٍ I؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمْ يَرَ قَرْيَةً يُرِيدُ دُخُولَهَا، إِلَّا قَالَ حِينَ يَرَاهَا: «اللَّهُمَّ، رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ ومَا ذَرَيْنَ؛ فَإِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ، وَخَيْرَ أَهْلِهَا، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا»([146]).

مَا يَقُولُ إِذَا قَدِمَ مِنَ السَّفَرِ:

102- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ I؛ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ أَنَا وَأَبُو طَلْحَةَ([147])، وَصَفِيَّةُ رَدِيفَتُهُ عَلَى نَاقَتِهِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِظَهْرِ المَدِينَةِ، قَالَ: «آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ»؛ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ حَتَّى قَدِمْنَا المَدِينَةَ([148]).

مَا يَقُولُ مِنَ الدُّعَاءِ لمَنْ يَحْتَاجُ إِلَى الثَّبَاتِ:

103- عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ I؛ قَالَ: مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ ﷺ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي، وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ أَنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الخَيْلِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ، ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا»([149]).

مَا يَقُولُ إِذَا عَثَرَ:

104- عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ أَبِي المَلِيحِ، عَنْ رَجُلٍ؛ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ ﷺ، فَعَثَرَتْ دَابَّتُهُ، فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ «لَا تَقُلْ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ؛ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ، تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ، وَيَقُولَ: بِقُوَّتِي، وَلَكِنْ قُلْ: بِاسْمِ اللهِ؛ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ، تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ»([150]).

مَا يَقُولُ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، وَوَقَعَ فِي كَرْبٍ وَشِدَّةٍ:

105- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ L؛ قَالَ: «كَانَ آخِرَ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ: حَسْبِيَ اللهُ، وَنِعْمَ الوَكِيلُ»([151]).

106- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ L؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الكَرْبِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمْ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمْ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمْ»([152]).

!!!



بَابُ مَا جَاءَ فِي الاِسْتِنْصَارِ

107- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ L؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: «رَبِّ، أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الهُدَى لِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ، اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا، لَكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا، رَبِّ، تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي»([153]).

108- عَنْ صُهَيْبٍ I؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا صَلَّى، هَمَسَ شَيْئًا لَا أَفْهَمُهُ، وَلَا يُخْبِرُنَا بِهِ، قَالَ: «أَفَطِنْتُمْ لِي؟»، قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «إِنِّي ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ أُعْطِيَ جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ، فَقَالَ: مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ؟ - أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ؟ أَوْ غَيْرَهَا مِنَ الْكَلَامِ - فَأُوحِيَ إِلَيْهِ: أَنِ اخْتَرْ لِقَوْمِكَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ نُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الجُوعَ، أَوِ الْمَوْتَ، فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالُوا: أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ، نَكِلُ ذَلِكَ إِلَيْكَ، خِرْ لَنَا، فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ - وَكَانُوا إِذَا فَزِعُوا، فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ - فَصَلَّى مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ رَبِّ، أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ فَلَا، أَوِ الجُوعُ فَلَا، وَلَكِنِ المَوْتُ، فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ المَوْتُ([154])؛ فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَهَمْسِي الَّذِي تَرَوْنَ أَنِّي أَقُولُ: اللَّهُمَّ، بِكَ أُقَاتِلْ، وَبِكَ أُصَاوِلْ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ»([155]).

وَمِنْ طَرِيقٍ آخَرَ عَنْ صُهَيْبٍ؛ وَقَالَ فِي أَوَّلِهِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ أَيَّامَ حُنَيْنٍ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ بِشَيْءٍ لَمْ نَكُنْ نَرَاهُ يَفْعَلُهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَرَاكَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ؛ فَمَا هَذَا الَّذِي تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ؟ قَالَ: «إِنَّ نَبِيًّا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَعْجَبَتْهُ كَثْرَةُ أُمَّتِهِ، فَقَالَ: لَنْ يَرُومَ هَؤُلَاءِ شَيْءٌ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أَنْ خَيِّرْ أُمَّتَكَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ ... فَذَكَرَهَا بِنَحْوِ مَا تَقَدَّمَ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «فَأَنَا أَقُولُ الْآنَ - حَيْثُ رَأَى كَثْرَتَهُمُ - اللَّهُمَّ، بِكَ أُحَاوِلْ، وَبِكَ أُصَاوِلْ، وَبِكَ أُقَاتِلْ»([156]).

مَا يَقُولُ إِذَا غَلَبَهُ أَمْرٌ:

109- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «المُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ، كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ (لَوْ) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ»([157]).

110- عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ I؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا، وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ، إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ»([158]).

مَا يَقُولُ إِذَا خَافَ قَوْمًا:

111- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ I؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا خَافَ قَوْمًا، قَالَ: «اللَّهُمَّ، إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ»([159]).

مَا يَقُولُ إِذَا وَقَعَ فِي الوَسْوَسَةِ:

112- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ، وَلْيَنْتَهِ»([160]).

لَا يَقُولُ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ:

113- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ I؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ يَقُولُ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ»([161]).

مَا يَقُولُ مَنْ نَسِيَ شَيْئًا:

قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ﴾ [الكهف: 24].

مَا يَقْرَأُ فِي الوِتْرِ:

114- عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ I؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثِ رَكَعَاتٍ؛ كَانَ يَقْرَأُ فِي الأُولَى بِـ ﴿ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ﴾، وَفِي الثَّانِيَةِ بـ ﴿ﭑ ﭒ ﭓ﴾، وَفِي الثَّالِثَةِ بـ ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾، وَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ، فَإِذَا فَرَغَ، قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ: «سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ»؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يُطِيلُ فِي آخِرِهِنَّ([162]).

سُؤَالُ اللهِ العَافِيَةَ:

115- عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ I؛ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ ﷺ عَامَ أَوَّلَ، بِأَبِي وَأُمِّي هُوَ! ثُمَّ خَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ، ثُمَّ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ ﷺ عَامَ أَوَّلَ، بِأَبِي وَأُمِّي هُوَ! فَقَالَ: «سَلُوا اللهَ المُعَافَاةَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ عَبْدٌ بَعْدَ يَقِينٍ خَيْرًا مِنْ مُعَافَاةٍ»([163]).

116- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَائِشَةَ J؛ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ([164])، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ، إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ؛ فَاعْفُ عَنِّي»([165]).

مَا يَقُولُ إِذَا هَاجَتِ الرِّيحُ:

117- عَنْ عَائِشَةَ J؛ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ، قَالَ: «اللَّهُمَّ، إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»، قَالَتْ: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ([166]) السَّمَاءُ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عَنْهُ([167])، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: «لَعَلَّهُ، يَا عَائِشَةُ، كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: ﴿ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﴾ [الأحقاف: 24]»([168]).

118- عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ قَالَ: «لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا مِمَّا تَكْرَهُونَ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ، إِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الرِّيحِ، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ، وَمِنْ شَرِّ مَا فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»([169]).

119- عَنْ ثَابِتٍ الزُّرَقِيِّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ I يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ؛ فَلا تَسُبُّوهَا، وَلَكِنْ سَلُوا اللهَ مِنْ خَيْرِهَا، وَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا»([170]).

مَا يَقُولُ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ وَالصَّوَاعِقَ:

120- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ، تَرَكَ الحَدِيثَ، وَقَالَ: «سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا لَوَعِيدْ، لِأَهْلِ الأَرْضِ شَدِيدْ»([171]).

121- عَنِ الحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ؛ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ، قَالَ: «سُبْحَانَ الَّذِي سَبَّحْتَ لَهُ»([172]).

مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى المَطَرَ:

122- عَنْ عَائِشَةَ J؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ، قَالَ: «اللَّهُمَّ، صَيِّبًا نَافِعًا»([173]).

مَا يَقُولُ بَعْدَ المَطَرِ:

123- عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ I؛ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟»، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي، وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي، كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي، مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ»([174]).

مَا يَقُولُ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الدِّيَكَةِ، أَوْ نَهِيقَ الحَمِيرِ، أَوْنُبَاحَ الكِلَابِ:

124- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ، فَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ؛ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا»([175]).

125- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ L؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَا مَعْشَرَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، أَقِلُّوا الخُرُوجَ بَعْدَ هُدُوِّ الرِّجْلِ؛ فَإِنَّ للهِ دَوَابَّ يَبُثُّهُنَّ فِي الْأَرْضِ؛ فَمَنْ سَمِعَ نُبَاحَ كَلْبٍ أَوْ نُهَاقَ حِمَارٍ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لَا تَرَوْنَ»([176]).

126- عَنْ جَابِرٍ أَيْضًا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلَابِ، أَوْ نُهَاقَ الحَمِيرِ مِنَ اللَّيْلِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ؛ فَإِنَّهُنَّ يَرَوْنَ مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا أُجِيفَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، وَغَطُّوا الْجِرَارَ، وَأَوْكُوا الْقِرَبَ، وَاكْفُوا الآنِيَةَ»([177]).

مَا يُقَالُ عِنْدَ رُؤْيَةِ الدَّجَّالِ:

127- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ I؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ، عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ»([178]).

128- عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ I، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ فِي ذِكْرِ الدَّجَّالِ - وَهُوَ حَدِيثٌ طَوِيلٌ - وَفِيهِ: «فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ»([179]).

129- وَجَاءَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ؛ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ I، مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا: «مَنْ قَرَأَ سُورَةُ الكَهْفِ كَمَا أُنْزِلَتْ، كَانَتْ لَهُ نُورًا مِنْ مَقَامِهِ إِلَى مَكَّةَ، وَمَنْ قَرَأَ بِعَشْرِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا، فَخَرَجَ الدَّجَّالُ، لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ»([180]).

ذِكْرُ مَا يُجِيرُ مِنَ الشَّيْطَانِ:

130- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ قَالَ: «وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ: وَاللهِ، لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ، وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ ...».

إِلَى أَنْ قَالَ: «فَرَصَدتُّهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَهَذَا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ؛ أَنَّكَ تَزْعُمُ لَا تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ، قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: ﴿ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ﴾ [البقرة: 255]، حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ؛ فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «مَا هِيَ؟»، قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا، حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ: ﴿ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ﴾، وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ - وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ - فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟»، قَالَ: لَا، قَالَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ»([181]).

131- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ؛ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ»([182]).

132- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: «جَرِّدُوا القُرْآنَ([183])؛ لِيَرْبُوَ فِيهِ صَغِيرُكُمْ، وَلَا يَنْأَى عَنْهُ كَبِيرُكُمْ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ البَيْتِ يُسْمَعُ تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ»([184]).

مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى حَيَّةً فِي بَيْتِهِ:

133- عَنْ أَبِي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ؛ أَنَهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ فِي بَيْتِهِ، قَالَ: فَوَجَدتُّهُ يُصَلِّي، فَجَلَسْتُ أَنْتَظِرُهُ حَتَّى يَقْضِيَ صَلَاتَهُ، فَسَمِعْتُ تَحْرِيكًا فِي عَرَاجِينَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا حَيَّةٌ، فَوَثَبْتُ لِأَقْتُلَهَا، فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، أَشَارَ إِلَى بَيْتٍ فِي الدَّارِ، فَقَالَ: أَتَرَى هَذَا الْبَيْتَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: كَانَ فِيهِ فَتًى مِنَّا حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، قَالَ: فَخَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِلَى الْخَنْدَقِ، فَكَانَ ذَلِكَ الْفَتَى يَسْتَأْذِنُ رَسُولَ اللهِ ﷺ بِأَنْصَافِ النَّهَارِ، فَيَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ، فَاسْتَأْذَنَهُ يَوْمًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «خُذْ عَلَيْكَ سِلَاحَكَ؛ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ قُرَيْظَةَ»، فَأَخَذَ الرَّجُلُ سِلَاحَهُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَإِذَا امْرَأَتُهُ بَيْنَ الْبَابَيْنِ قَائِمَةً، فَأَهْوَى إِلَيْهَا الرُّمْحَ لِيَطْعُنَهَا بِهِ، وَأَصَابَتْهُ غَيْرَةٌ، فَقَالَتْ لَهُ: اكْفُفْ عَلَيْكَ رُمْحَكَ، وَادْخُلِ الْبَيْتَ حَتَّى تَنْظُرَ مَا الَّذِي أَخْرَجَنِي، فَدَخَلَ، فَإِذَا بِحَيَّةٍ عَظِيمَةٍ مُنْطَوِيَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ، فَأَهْوَى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ، فَانْتَظَمَهَا بِهِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَرَكَزَهُ فِي الدَّارِ، فَاضْطَرَبَتْ عَلَيْهِ، فَمَا يُدْرَى أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا الْحَيَّةُ أَمِ الْفَتَى، قَالَ: فَجِئْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ، وَقُلْنَا: ادْعُ اللهَ يُحْيِيهِ لَنَا، فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ بِالمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا، فَآذِنُوهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ، فَاقْتُلُوهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ»([185]).

وَفِي رِوَايَةٍ: «إِنَّ لِهَذِهِ الْبُيُوتِ عَوَامِرَ؛ فَمَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا، فَحَرِّجُوا عَلَيْهِ ثَلَاثًا، فَإِنْ ذَهَبَ؛ وَإِلَّا فَاقْتُلُوهُ؛ فَإِنَّهُ كَافِرٌ».

وَفِي رِوَايَةٍ: «فَمَنْ رَأَى شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْعَوَامِرِ، فَلْيُؤْذِنْهُ ثَلَاثًا، فَإِنْ بَدَا لَهُ بَعْدُ، فَلْيَقْتُلْهُ؛ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ».

فَيَقُولُ الَّذِي يَرَى الحَيَّةَ فِي بَيْتِهِ: «أُحَرِّجُ عَلَيْكِ - أَيَّتُهَا الحَيَّةُ - بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ: أَنْ تَظْهَرِي لَنَا، أَوْ تُؤْذِينَا».

أَوْ يَقُولُ: «أَنْتِ فِي ضَيْقٍ وَحَرَجٍ: إِنْ لَبِثْتِ عِنْدَنَا، أَوْ ظَهَرْتِ لَنَا، أَوْ عُدتِّ إِلَيْنَا».

يُكَرِّرُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يُمْهِلُ الحَيَّةَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ رَآهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ يَقْتُلُهَا([186]).

134- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ سُئِلَ عَنْ حَيَّاتِ البُيُوتِ، فَقَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُنَّ شَيْئًا فِي مَسَاكِنِكُمْ؛ فَقُولُوا: أَنْشُدُكُنَّ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُنَّ نُوحٌ، أَنْشُدُكُنَّ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُنَّ سُلَيْمَانُ: أَلَّا تُؤْذُونَا؛ فَإِنْ عُدْنَ؛ فَاقْتُلُوهُنَّ»([187]).

مَا يَقُولُ الإِنْسَانُ عِنْدَمَا يُهَاجِرُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ آخَرَ؛ فِرَارًا بِدِينِهِ:

135- عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ I؛ قَالَ: «جَاءَ النَّبِيُّ ﷺ يَعُودُنِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ بِالأَرْضِ الَّتي هَاجَرَ مِنْهَا».

وَفِي رِوَايَةٍ: «عَادَنِي النَّبِيُّ ﷺ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ مِنْ مَرَضٍ أَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى المَوْتِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلَغَ بِي مِنَ الوَجَعِ مَا تَرَى ... قَالَ سَعْدٌ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُخَلَّفُ بعدَ أَصْحَابِي؟ قَالَ: «إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ، فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ إِلَّا ازْدَدتَّ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ، أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ»([188]).

مَا يَقُولُ عِنْدَ النَّازِلَةِ تَنْزِلُ بِهِ:

136- عَنْ أَنَسٍ I؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَادَ رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ([189])، فَصَارَ مِثْلَ الفَرْخِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟»، قَالَ: نَعَمْ؛ كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ، مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «سُبْحَانَ اللهِ! لَا تُطِيقُهُ - أَوْ: لَا تَسْتَطِيعُهُ - أَفَلَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ، آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»، قَالَ: فَدَعَا اللهَ لَهُ، فَشَفَاهُ([190]).

مَا يُقَالُ للخَائِفِ لِتَسْكِينِ رَوْعِهِ:

137- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ I، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ رَاجِعًا، وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وَهُوَ يَقُولُ: «لَمْ تُرَاعُوا! لَمْ تُرَاعُوا!»، قَالَ: «وَجَدْنَاهُ بَحْرًا - أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ -»، قَالَ: وَكَانَ فَرَسًا يُبَطَّأُ([191]).

النَّهْيُ عَنْ تَمَنِّي المَوْتِ، وَمَا يَقُولُ إِنْ تَمَنَّاهُ:

138- عَنْ أَنَسٍ I؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ؛ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ، أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي»([192]).

مَا يَقُولُ فِي الدُّعَاءِ لِوَلَدِ المَيِّتِ:

139- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ سَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: لَوْ رَأَيْتَنِي أَنَا وَقُثَمَ وَعُبَيْدَ اللهِ ابْنَيِ العَبَّاسِ، وَنَحْنُ صِبْيَانٌ نَلْعَبُ؛ إِذْ مَرَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى دَابَّةٍ، فَقَالَ: «ارْفَعُوا إِلَيَّ هَذَا»، فَجَعَلَنِي أَمَامَهُ، وَقَالَ: «ارْفَعُوا هَذَا» لِقُثَمَ، فَجَعَلَهُ خَلْفَهُ، وَلَمْ يَسْتَحِ مِنْ عَمِّهِ العَبَّاسِ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللهِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ قُثَمَ([193] قَالَ: ثُمَّ مَسَحَ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ، اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ»([194]).

140- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ جَيْشًا، وَاسَتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ ... فَذَكَرَ قِصَّةَ مُؤْتَةَ، وَفِيهِ: «اللَّهُمَّ، اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ»؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ([195]).

141- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ J؛ قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ، وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فَأَغْمَضَهُ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ، تَبِعَهُ الْبَصَرُ»، فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ؛ فَإِنَّ المَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ»، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي المَهْدِيِّينْ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينْ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينْ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ»([196]).

مَا يَقُولُ عِنْدَ المُصِيبَةِ:

142- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ J؛ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ: إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي([197]) فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَجَرَهُ([198]) اللهُ فِي مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا»، قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَأَخْلَفَ اللهُ لِي خَيْرًا مِنْهُ، رَسُولَ اللهِ ﷺ([199]).

مَا يَقُولُ إِذَا وَضَعَ المَيِّتَ فِي اللَّحْدِ:

143- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ L؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ فِي القُبُورِ، فَقُولُوا: بِاسْمِ اللهْ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهْ»([200]).

مَا يَقُولُ عِنْدَ زِيَارَةِ المَقْبَرَةِ:

144- عَنْ عَائِشَةَ J؛ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَيَقُولُ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ»([201]).

145- عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الحُصَيْبِ I؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى المَقَابِرِ، فَكَانَ قَائِلُهُم يَقُولُ: «السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ»([202]).

مَا يَقُولُ عِنْدَ المَوْتِ:

146- عَنْ عَائِشَةَ J؛ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ ﷺ - وَأَصْغَتْ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، وَهُوَ مُسْنِدٌ إِلَيْهَا ظَهْرَهُ - يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ»([203]).

147- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ L؛ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»([204]).

كَفَّارَةُ المَجْلِسِ([205]):

148- عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ L، مَوْقُوفًا عَلَيْهِ؛ قَالَ: «كَلِمَاتٌ لَا يَتَكَلَّمُ بِهِنَّ أَحَدٌ فِي مَجْلِسٍ لَغْوٍ أَوْ بَاطِلٍ عِنْدَ قِيَامِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، إِلَّا كُفِّرَ بِهِنَّ عَنْهُ، وَلَا يَقُولُهُنَّ فِي مَجْلِسِ خَيْرٍ، وَمَجْلِسِ ذِكْرٍ، إِلَّا خُتِمَ لَهُ بِهِنَّ؛ كَمَا يُخْتَمُ بِالخَاتَمِ عَلَى الصَّحِيفَةِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ»([206]).

149- عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ؛ فَعَنْ يَزِيدَ – يَعْنِي: ابْنَ الهَادِ - عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ؛ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَكُونُ فِي مَجْلِسٍ، فَيَقُولُ حِينَ يُرِيدُ أَنْ يَقُومَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي ذَلِكَ المَجْلِسِ»، قَالَ - يَعْنِي: ابْنَ الهَادِ -: «فَحَدَّثْتُ هَذَا الحَدِيثَ يَزِيدَ بْنَ خُصَيْفَةَ، فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ»([207]).

!!!


 القِسْمُ السَّابِعُ الأَذْكَارُ المُقَيَّدَةُ بِأَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَاتِ

أَوَّلًا: الِاسْتِغْفَارُ وَالثَّنَاءُ:

150- عَنْ ثَوْبَانَ I؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ، اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ»([208]).

ثَانِيًا: التَّهْلِيلُ وَالحَمْدُ وَالثَّنَاءُ:

151- عَنِ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ I؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ»([209]).

152- عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ؛ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ I يَقُولُ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ»، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ([210]).

ثَالِثًا: التَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّكْبِيرُ؛ وَهُوَ عَلَى أَنْوَاعٍ:

النَّوْعُ الأَوَّلُ:

قَوْلُ: «سُبْحَانَ اللهِ» (10) مَرَّاتٍ، وَ«الحَمْدُ لِلهِ» (10) مَرَّاتٍ، وَ«اللهُ أَكْبَرُ» (10) مَرَّاتٍ؛ فَيَكُونُ المَجْمُوعُ (30):

153- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «خَصْلَتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ، وهُمَا يَسِيرَةٌ؛ مَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ»، قَالُوا: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «يُسَبِّحُ أَحَدُكُمْ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُ عَشْرًا، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ؛ فَتِلْكَ مِائَةٌ وخَمْسُونَ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ ...» الحَدِيثَ([211]).

النَّوْعُ الثَّانِي:

قَوْلُ: «سُبْحَانَ اللهِ» (25) مَرَّةً، وَ«الحَمْدُ لِلهِ» (25) مَرَّةً، وَ«اللهُ أَكْبَرُ» (25) مَرَّةً، وَ«لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» (25) مَرَّةً؛ فَيَكُونُ المَجْمُوعُ (100):

154- عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؛ قَالَ: أُمِرْنَا أَنْ نُسَبِّحَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنَحْمَدَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنُكَبِّرَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَأُتِيَ رَجُلٌ فِي المَنَامِ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقِيلَ لَهُ: أَمَرَكُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ تُسَبِّحُوا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ الْأَنْصَارِيُّ فِي مَنَامِهِ: نَعَمْ، قَالَ: فَاجْعَلُوهَا خَمْسًا وَعِشْرِينَ، خَمْسًا وَعِشْرِينَ، وَاجْعَلُوا فِيهَا التَّهْلِيلَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، غَدَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «فَافْعَلُوا»([212]).

155- وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ([213] وَلَفْظُهُ: سَبِّحُوا خَمْسًا وَعِشْرِين، وَاحْمَدُوا خَمْسًا وَعِشْرِين، وَكَبِّرُوا خَمْسًا وَعِشْرِين، وَهَلِّلُوا خَمْسًا وَعِشْرِين؛ فَتِلْكَ مِائَةٌ، فَقَالَ الرَّسُولُ ﷺ: «افْعَلُوا كَمَا قَالَ الأَنْصَارِيُّ».

النَّوْعُ الثَّالِثُ:

قَوْلُ: «سُبْحَانَ اللهِ» (33) مَرَّةً، وَ«الحَمْدُ لِلهِ» (33) مَرَّةً، وَ«الله أَكْبَرُ» (33) مَرَّةً؛ فَيَكُونُ المَجْمُوعُ (99):

156- عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ فُقَرَاءَ المُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا، وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ، فَقَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟»، قَالُوا: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ وَلَا نُعْتِقُ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَفَلَا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ؟»، قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً»([214]).

النَّوْعُ الرَّابِعُ:

مِثْلُ مَا قَبْلَهُ، وَيَزِيدُ عَلَيْهَا قَوْلَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» مَرَّةً وَاحِدَةً تَمَامَ المِائَةِ؛ فَيَكُونُ المَجْمُوعُ (100):

157- فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ؛ قَالَ: «مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ؛ فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»([215]).

النَّوْعُ الخَامِسُ:

قَوْلُ: «سُبْحَانَ اللهِ» (33) مَرَّةً، وَ«الحَمْدُ لِلهِ» (33) مَرَّةً، وَ«اللهُ أَكْبَرُ» (34) مَرَّةً؛ فَيَكُونُ المَجْمُوعُ (100) بِدُونِ تَهْلِيلٍ:

158- فَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ؛ قَالَ: «مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ -أَوْ: فَاعِلُهُنَّ- دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ: ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً»([216]).

فَهَذِهِ الأَنْوَاعُ الخَمْسَةُ: أَيُّ نَوْعٍ أَتَى بِهِ، فَقَدْ أَتَى بِالسُّنَّةِ، وَإِنْ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً، وَالآخَرَ مَرَّةً، فَهُوَ أَكْمَلُ؛ لِأَنَّهُ يَكُونُ قَدْ عَمِلَ بِجَمِيعِ السُّنَّةِ.

وَلَعَلَّ مِنَ الحِكْمَةِ فِي تَنْوِيعِ هَذِهِ الأَذْكَارِ - غَيْرَ الِانْتِبَاهِ وَالتَّدَبُّرِ -: أَنَّ أَحْوَالَ الإِنْسَانِ تَخْتَلِفُ؛ فَقَدْ يَكُونُ مُسْتَعْجِلًا، فَيَأْتِي بِمَا كَانَ مُخْتَصَرًا مِنْهَا، مَعَ الِانْتِبَاهِ أَنَّ النَّوْعَ الثَّانِيَ قَدْ جَاءَ التَّأْكِيدُ عَلَيْهِ؛ وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ ﷺ: «فَافْعَلُوا»؛ وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

رَابِعًا: مَا يَقْرَؤُهُ مِنَ القُرْآنِ:

1- قِرَاءَةُ آيَةِ الكُرْسِيِّ: ﴿ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾:

159- فَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ، لَمْ يَمْنَعُهُ مِنْ دُخُولِ الجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ»([217]).

2- قِرَاءَةُ: ﴿ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ﴾ مَرَّةً، وَ﴿ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ﴾ مَرَّةً([218]):

160- فَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ أَقْرَأَ بِالمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كَلِّ صَلَاةٍ([219]).

خَامِسًا: الدُّعَاءُ:

161- عَنِ البَرَاءِ؛ قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ -أَوْ: تَجْمَعُ - عِبَادَكَ»([220]).

162- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لَهُ: «أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ: لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ، أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ»([221]).

سَادِسًا: فَضَائِلُ هَذِهِ الأَذْكَارِ وَغَيْرِهَا كَثِيرَةٌ وَمُتَنَوِّعَةٌ:

وَمِنْ أَهَمِّهَا: مَا تُورِثُهُ هَذِهِ الأَذْكَارُ فِي قَلْبِ الذَّاكِرِ مِنْ بَرَاهِينِ الإِيمَانِ؛ قَالَ أَبُو العَبَّاسِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: «وَالمُوَحِّدُ صَادِقٌ فِي قَوْلِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»، وَكُلَّمَا كَرَّرَ ذَلِكَ، تَحَقَّقَ قَلْبُهُ بِالتَّوْحِيدِ وَالإِخْلَاصِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: «اللهُ أَكْبَرُ» ... فَكُلَّمَا قَالَ العَبْدُ: «اللهُ أَكْبَرُ»، تَحَقَّقَ قَلْبُهُ بِأَنْ يَكُونَ اللهُ فِي قَلْبِهِ أَكْبَرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ فَلَا يَبْقَى لِمَخْلُوقٍ عَلَى القَلْبِ رَبَّانِيَّةٌ تُسَاوِي رَبَّانِيَّةَ الرَّبِّ»([222]).

سَابِعًا: تَنْبِيهَاتٌ:

(1) التَّهْلِيلَاتُ العَشْرُ الَّتِي فِي دُبُرِ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَصَلَاةِ المَغْرِبِ، لَا تَصِحُّ؛ وَقَدْ ضَعَّفَهَا الحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ([223]).

(2) زِيَادَةُ: «يُحْيِي وَيُمِيتُ» فِي التَّهْلِيلِ، هَذِهِ لَمْ تَصِحَّ فِي أَيِّ حَدِيثٍ؛ وَلِذَا لَمْ يُخْرِجْهَا الشَّيْخَانِ.

(3) هَلْ يُجْمَعُ بَيْنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّكْبِيرِ فِي جُمْلَةٍ وَاحِدَةٍ، أَوْ يُفَرَّقُ بَيْنَهَا؟ ظَاهِرُ الأَحَادِيثِ: التَّفْرِيقُ، وَإِنْ جَمَعَ بَيْنَهَا، فَالأَمْرُ وَاسِعٌ.

(4) مَا رُوِيَ فِي بَعْضِ الأَحَادِيثِ: أَنَّ التَّسْبِيحَ يَكُونُ أَحَدَ عَشَرَ، أَحَدَ عَشَرَ، هُوَ تَفْسِيرٌ مِنَ الرَّاوِي سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ؛ وَقَدْ أَخْطَأَ فِي ذَلِكَ.

(5) جَاءَتْ أَدْعِيَةٌ أُخْرَى، وَلَمْ يَثْبُتْ أَنَّهَا بَعْدَ السَّلَامِ، وَلَعَلَّهَا قَبْلَ السَّلَامِ.

(6) ذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ قَاعِدَةً؛ وَهِيَ: أَنَّ مَا كَانَ مِنَ الأَدْعِيَةِ، يُجْعَلُ قَبْلَ السَّلَامِ، وَمَا كَانَ مِنَ الأَذْكَارِ، يُجْعَلُ بَعْدَ السَّلَامِ إِلَّا لِدَلِيلٍ.

وَهَذَا - وَإِنْ كَانَ ظَاهِرًا فِي التَّسْبِيحِ؛ فَإِنَّهُ بَعْدَ السَّلَامِ - لَكِنْ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّعَاءِ؛ فَهُنَاكَ أَدْعِيَةٌ ثَبَتَ أَنَّهَا تُقَالُ قَبْلَ السَّلَامِ، وَهُنَاكَ أَدْعِيَةٌ ثَبَتَ أَنَّهَا تُقَالُ بَعْدَ السَّلَامِ؛ فَيَكُونُ فِي هَذَا القَوْلِ بَعْضُ النَّظَرِ؛ وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

!!!


 القِسْمُ الثَّامِنُ الذِّكْرُ المُطْلَقُ الَّذِي لَمْ يُقَيَّدْ بِحَالٍ وَلَا مُنَاسَبَةٍ

163- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ I؛ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا([224]) عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ إِنَّكُمْ لَيْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، وَهُوَ مَعَكُمْ»، قَالَ([225]): وَأَنَا خَلْفَهُ، وَأَنَا أَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ؟»، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ»([226]).

164- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانْ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانْ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنْ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ»([227]).

165- عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ I؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ لِلهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ؛ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ»([228]).

166- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ»([229]).

167- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ I؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ الجَنَّةُ: اللَّهُمَّ، أَدْخِلْهُ الجَنَّةَ، وَمَنِ اسْتَجَارَ مِنَ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ، أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ»([230]).



[1])) في "صحيحه" (2676).

[2])) في "صحيحه" (2695).

[3])) أخرجه ابن جرير (18/415).

[4])) أخرجه التِّرْمِذي (3377)، وابن ماجه (3790)، وهو خبَرٌ ثابتٌ عن أبي الدَّرْداء؛ لمجموعِ طُرُقِه، ولكنَّ الراجحَ أنه موقوفٌ، ومثلُهُ لا يقالُ مِن قِبَلِ الرأي.

([5]) أخرجه الترمذي (3375)، وابن ماجه (3793)؛ وهذا الحديثُ صحيحٌ؛ صحَّحه ابن حِبَّانَ (814)، والحاكم (1/495)، وقال الترمذي: «حَسَنٌ غريبٌ مِن هذا الوجه»، وحسَّنه البَغَويُّ في "شرح السُّنَّة" (1245).

([6]) في "التمهيد" (12/186).

[7])) قال النووي في "شرح مسلم" (17/17): «وظاهرُ إطلاقِ الحديثِ: أنه يحصِّلُ هذا الأجرَ المذكورَ في هذا الحديثِ مَن قال هذا التهليلَ مائةَ مرَّةٍ في يومه؛ سواءٌ قالها متواليةً أو متفرِّقةً في مجالس، أو بعضَها أولَ النهار وبعضَها آخِرَه، لكنَّ الأفضلَ: أن يأتيَ بها متواليةً في أوَّلِ النهار؛ ليكون حِرْزًا له في جميعِ نهاره».

[8])) وقد ذَكَرْتُ في الأصلِ فصلًا عن اختلافِ ألفاظِ الحديثِ في هذا البابِ وغيرِه.

[9])) "مجموع الفتاوى" (24 / 281).

[10])) أخرجه البخاري (6405)، ومسلم (2691).

[11])) في بعض رواياتِ مسلمٍ: «ويُحَطُّ»، وروايةُ الأكثر: «أو يُحَطُّ»، قلتُ: وفيها زيادةُ علم. ينظر: "شرح مسلم" للنووي (17/20).

[12])) أخرجه مسلم (2698).

[13])) أخرجه البخاري (3293)، ومسلم (2691).

([14]) مِن روايةِ سُفْيانَ بنِ عُيَيْنة، عن محمَّد بن عبد الرحمن مولى آل طَلْحة، عن كُرَيْب، عن ابن عبَّاس، به؛ وهذا هو الراجحُ أنَّ الحديثَ مِن مسنَدِ جُوَيْرِيَةَ J.

([15]) روايةُ مِسْعَرِ بنِ كِدَامٍ، عن محمَّد بن عبد الرحمن، عن كُرَيْبٍ، عن ابن عبَّاس، به، وتابعه شُعْبةُ، والثَّوْري.

[16])) أخرجه مسلم (2726). وهذه الروايةُ الثانيةُ هي الأرجح؛ لأنَّها روايةُ الجماعة، ومع ذلك: فالأَوْلَى أن يأتيَ الإنسانُ بهذه الروايةِ مَرَّةً، وتلك مَرَّةً؛ لقوَّةِ كلتا الروايتَيْن.

والراجحُ أيضًا: أن تقولَ الذِّكْرَ: «سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهْ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهْ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهْ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهْ» جميعًا، ثم تكرِّرَهُ كذلك مرَّةً ثانيةً وثالثةً؛ وهي روايةُ الجماعة، وروايةُ شُعْبةَ بتَكْرارِ كلِّ جملةٍ على حِدَةٍ ثلاثًا؛ والأمرُ فيه سَعَة؛ وهذا مثلُ حديثِ التسبيحِ الذي يقالُ دُبُرَ الصلاة؛ فظاهرُ اللفظِ: أن كلَّ كلمةٍ تقالُ على حِدَةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، وإنْ جُمِعَتْ - كما فسَّر بذلك أبو صالحٍ راوي الحديثِ - فلا بأس.

وفي هذا الحديثِ: فضلُ متابعَةِ الرسولِ ﷺ والعمَلِ بسُنَّتِه؛ ودليلُ هذا قولُهُ O: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ اليَوْمِ، لَوَزَنَتْهُنَّ»، مع أنها قد جلَسَتْ ساعاتٍ طويلةً، وهذه الكلماتُ التي ذكَرَها رسولُ الله ﷺ لا تحتاجُ إلَّا إلى وقتٍ يسير، ومع ذلك رجَحَتْ عليهنَّ؛ فينبغي للعبدِ أن يَحرِصَ على السُّنَّةِ في كلِّ أمورِه؛ فيُختَصَرُ له جهدُهُ ووقتُه.

واعلَمْ: أنَّ متابَعةَ السُّنَّةِ في هذه المسألةِ على نوعَيْن:

الأوَّلُ: في الشيءِ المخصوصِ الذي لا يجوزُ مخالفتُهُ بزيادةٍ أو نقصٍ أو تغييرِ هيئةٍ أو وقت؛ كصلاةِ الاستسقاء، والسننِ الرواتب، وغيرِ ذلك؛ فمِن المعلومِ: أنَّ العبدَ إذا أراد أن يأتيَ بها، فلا بُدَّ أن يلتزِمَ بما جاء عن رسولِ الله ﷺ فيها.

الثاني: الأمرُ العامُّ غيرُ المقيَّد؛ مثلُ الذِّكْرِ المطلَق؛ فلا شكَّ أنَّ السُّنَّةَ جاءت بالحثِّ على الإكثارِ مِن الذِّكْر؛ فهنا لا يجبُ على الإنسانِ أن يلتزِمَ بما ورَدَ بعَيْنِه، ولكنَّ متابعتَهُ ﷺ في ذلك والتزامَ ما جاء به هو الأَوْلى؛ وهذا هو المقصودُ مما تقدَّم التنبيهُ عليه.

([17]) أخرجه البخاري (6306، 6323). ومعنى «أَبُوءُ»: أعترِفُ.

[18])) جاء في بعضِ الرواياتِ: ذِكرُ هذا القولِ ثلاثًا، وفي بعضِها: بدون ذِكرِ العدَد، وهي الأصحُّ؛ لأنها روايةُ الأكثَر.

كما أنَّ أكثرَ الروايات: أنَّ هذا الذِّكرَ يقالُ في المساء، وفي بعضِها: في المساءِ والصباح، ولكنَّ الأُولى هي الأرجح؛ لأنها روايةُ الأكثر، ولكنْ في قولِه ﷺ: «لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ» ما يفيدُ بمفهومِ المخالَفةِ أن تقولَ هذا حين تُصبِحُ حتى تُحفَظَ إلى المساء؛ ولذا جاء في بعض الروايات: «لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ... لَمْ يَضُرَّكَ شَيْءٌ حَتَّى تُصْبِحَ».

والحديثُ أخرجه مسلِمٌ (2709)، وأبو داود (3898)، والترمذي (3604/م1)، والنسائي في "الكبرى" (10346-10353)، وابن ماجه (3518)؛ مِن حديثِ أبي صالح، عن أبي هُرَيْرةَ؛ قال سُهَيْلٌ: «فكان أهلُنا قد تعلَّموها، فكانوا يقولونها، فلُدِغَتْ جاريةٌ منهم، فلم تَجِدْ لها وَجَعًا»، وفي روايةِ أبي داودَ: «سَمِعْتُ رَجُلًا مِن أَسْلَمَ»، بدَلَ: «أبي هُرَيْرةَ».

[19])) الكِبَرُ: بفتحِ الباءِ على الصحيح، وهو: الخَرَفُ والردُّ إلى أرذَلِ العُمُر.

([20]) أخرجه مسلم (2723).

[21])) أخرجه أحمد (4785)، وأبو داود (5074)، وابن ماجه (3871)، والنسائي (5529 و5530)؛ والسياقُ للإمامِ أحمد، وإسنادُه جيِّد، ورجالُهُ كلُّهم ثقاتٌ، وصحَّحه ابنُ حِبَّانَ (961)، والحاكم (1/517-518).

وعند النسائي: «قال جُبَيْرٌ: هو الخَسْفُ، قال عُبَادةُ: فلا أدري: قولُ النبيِّ ﷺ أو قولُ جُبَيْر؟»، وعند أبي داودَ وابنِ ماجه: قال وكيعٌ: يعني: الخَسْفَ؛ قال ابنُ حجَرٍ: «كأنه لم يَحفَظْ تفسيرَهُ منقولًا، فقاله مِن قِبَلِ نفسِه». "نتائج الأفكار" (2/383).

[22])) أخرجها ابنُ أبي شيبة في "المصنَّف" (29889)، وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ؛ كما في "المنتخَب مِن مسنَدِ عَبْدِ بنِ حُمَيْد" (837).

[23])) أخرجه النسائي في "الكبرى" (10330)، والحاكم في "المستدرَك" (1/545)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (213)، والضياء في "المختارة" (6/300-302 رقم 2319-2322)؛ وهذا إسنادٌ صالحٌ لا بأس به، ولكنَّه غريب، ومتنُهُ مستقيم، ومعناه دلَّت عليه الشريعةُ كما لا يخفى،، وتخريجُ النسائي له، والبيهقيِّ، والضياءِ: مما يقوِّيه.

[24])) أخرجه أحمد (15360 و15363 و15364 و15367)، والنسائي في "الكبرى" (9743-9746). ووقَعَ في بعضِ الروايات: «ابنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أَبْزَى»، وفي بعضِها: «سعيدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أَبْزَى»، وفي الروايةِ الثانيةِ عند أحمد: «كان يقولُ إذا أصبَحَ، وإذا أمسَى»؛ ويؤيِّدُهُ: حديثُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ I؛ قال: كان رسولُ اللهِ ﷺ إذا أَصْبَحَ، قال: «أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلَامِ، وَكَلِمَةِ الإِخْلَاصِ، وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ»، وَإِذَا أَمْسَى، قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ؛ أخرجه البَزَّارُ في "مسنَده" (1911).

[25])) أكثرُ الرواياتِ على هذا، وفي بعضِها بتقديم: «عالِمِ الغَيْبِ والشهادةِ».

[26])) قولُهُ ﷺ: «وشِرْكِه» يُروَى على وَجْهَيْن: «وشِرْكِهِ» - وهو أظهَرُهما وأشهَرُهما - أي: ما يدعو إليه الشيطانُ ويوسوِسُ به مِن الإشراكِ بالله سبحانه، و«وشَرَكِهِ»؛ يريدُ: حَبائِلَ الشيطانِ ومَصايِدَه. ينظر: "شأن الدعاء" للخطَّابي (52)، و"الأذكار" للنووي (ص154).

قال ابنُ القيِّم: «تضمَّن هذا الحديثُ الشريفُ: الاستعاذةَ مِن الشرِّ، وأسبابِهِ، وغايتِهِ؛ فإنِّ الشرَّ كلَّه: إمَّا أن يصدُرَ من النَّفْس، أو مِن الشيطان، وغايتُهُ: إمَّا أن تعودَ على العامل، أو على أخيه المسلِم؛ فتضمَّن الحديثُ مصدَرَيِ الشرِّ اللذَيْنِ يصدُرُ عنهما، وغايتَيْهِ اللتَيْنِ يصلُ إليهما». "إغاثة اللهفان" (1/156).

[27])) أخرجه أبو داود (5067)، والترمذي (3392)، والنسائي في "الكبرى" ( 7644 و7652 و7668 و9755 و10326)، وقال الترمذي: «حديثٌ حسَنٌ صحيح»؛ وهذا حديثٌ صحيح، ورجالُهُ كلُّهم ثقات، وله شاهدٌ مِن حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ الآتي، وفيه زيادةٌ ليست في حديثِ أبي هريرة.

[28])) أخرجه أحمد (6851)، والبخاري في "الأدب المفرَد" (1204)، والترمذي (3529)؛ وقال الترمذي: «هذا حديثٌ حسَن، غريبٌ مِن هذا الوجه».

قلتُ: وإسنادُهُ لا بأسَ به، وليس في هذه الروايةِ ذِكْرُ الاضطجاع.

وأخرجه عَبْد بن حُمَيْد؛ كما في "المنتخَب من مسنَده" (338)، والطبراني في "الكبير" (14/45 رقم 14636)، والبيهقي في "الدعوات" (353)؛ من طريق عبد الرحمن بن زِيَاد بن أَنْعُمٍ، عن عبدِ اللهِ بن يَزِيدَ - هو الحُبُلي- به، بنحوِه، وقال فيه: «أَلَا أُعلِّمُكُمْ كَلِمَاتٍ كان رسولُ الله ﷺ يعلِّمُهُنَّ أبا بَكْرٍ يقولُهَا حِينَ يَنَامُ؟»؛ وعبدُ الرحمنِ بنُ زيادٍ لا يُحْتَجُّ به، وروايتُهُ تقوِّي الرواياتِ الأخرى.

[29])) أخرجه أبو داود (5069)؛ مِن طريقِ ابنِ أبي فُدَيْك، عن عبد الرحمن بن عبد المجيد، عن هِشَام بن الغاز بن رَبِيعة، عن مكحولٍ الدِّمَشْقي، عن أنس، به؛ وهذا الإسنادُ ليس بالقويِّ على غرابته.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرَد" (1201)، والنسائي في "الكبرى" (9753)؛ من طريق بقيَّةَ بنِ الوليد، عن مسلِم بن زياد، عن أنس؛ بنحوِ روايةِ مكحول.

وأخرجه أبو داود (5078)، والترمذي (3501)، والنسائي في "الكبرى" (9754)؛ من طرقٍ عن بقيَّة، به، إلا أنه قال في أَجْرِ قائلِها: «إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا أَصَابَ فِي يَوْمِهِ ذَلِكَ، وَإِنْ قَالَها حِينَ يُمْسِي غَفَرَ اللهُ لَه مَا أَصَابَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِنْ ذَنْبٍ»؛ هذا لفظُ الترمذي، ولم يَقُلْ: «إِلَّا أَعْتَقَ اللهُ رُبْعَهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ، وَمَنْ قَالَها مَرَّتَيْنِ، أَعْتَقَ اللهُ نِصْفَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ قَالَها أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، أَعْتَقَهُ اللهُ مِنَ النَّارِ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ»، وقال الترمذي: «هذا حديثٌ غريبٌ»، وإسنادُهُ صالحٌ مع غرابتِه.

والطريقُ الأوَّلُ: يعضُدُ الطريقَ الثانيَ، وإخراجُ البخاريِّ لهذا الحديثِ في كتابه "الأدَب المفرَد"، وأبي داود، والنسائي: مما يقوِّيه، مع اختيارِ الضياءِ المَقْدِسي له في "المختارة" (7/210).

[30])) أخرجه النسائي في "الكبرى" (10331)؛ وإسنادُه جيِّد.

[31])) أخرجه أحمد (8649 و10763)، والبخاري في "الأدب المفرَد" (1199)؛ واللفظُ له، وأبو داود (5068)، والترمذي (3391)، والنسائي في "الكبرى" (9752 و10323)، وابن ماجه (3868)؛ وإسنادُهُ صحيح، ورجاله ثقات.

وقد اختلَفَتِ الرواياتُ في لفظتَيِ «النُّشُور» و«المصير»، وما ذُكِرَ هو أصحُّها. وانظر في ذلك: "تهذيب سنن أبي داود" لابن القيِّم (5/2367-2369).

[32])) أخرجه أبو داود (5088 و5089)، والترمذي (3388)، والنسائي في "الكبرى" (9759 و9760 و10106 و10107)، وابن ماجه (3869)؛ وقال الترمذي: «حسَنٌ صحيح غريب»، والحديثُ صحيحٌ لغيره، وأحدُ أسانيدِهِ جيِّد، وقد صحَّحه الترمذي وغير واحد.

وفي لفظٍ: «لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ»، وفي لفظٍ آخَرَ: «فَقَالَها حِينَ يُمْسِي، لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَإِنْ قَالَها حِينَ يُصْبِحُ، لَمْ تَفْجَأَهُ فَاجِئَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ»، قال: «وكان أَبَانٌ قد أصابه طَرَفٌ من الفَالِجِ - وهو شلَلٌ يصيبُ أحدَ شِقَّيِ الجسمِ - فجعَلَ الرجلُ ينظُرُ إليه، فقال له أَبَانٌ: ما تنظُرُ إليَّ؟! أَمَا إنَّ الحديثَ كما قد حَدَّثْتُكَ، ولكنِّي لم أَقُلْهُ يومَئِذٍ لِيُمْضِيَ اللهُ عليَّ قَدَرَهُ».

[33])) أخرجه أبو داود (5072)، والنسائي في "الكبرى" (9747 و10324)، وابن ماجه (3870)؛ وهذا الحديثُ إسنادُهُ صالح، ويتقوَّى بأمور؛ منها: رواية شُعْبة بن الحجَّاج له، ومنها: تخريجُ أبي داود والنسائي والبيهقي في "الدعوات" (28) للحديث، مع سُكُوتِهم عنه، وقد صحَّحه الحاكم في "المستدرَك" (1/518)، وحسَّنه ابن حجَر. وللحديثِ طرُقٌ أخرى لا تصحُّ، ولا يتقوَّى بها الحديث.

([34]) أخرجه مسلم (2692).

([35]) أخرجه أحمد (6740، 7005)، والنسائي في "الكبرى" (10335-10337)؛ مِن طرقٍ عن عمرِو بنِ شُعَيْب، عن أبيه، عن جَدِّه.

وهذا إسنادٌ حسَن؛ وهو صحيحٌ عن عمرِو بنِ شُعَيْب، وهذه السلسلةُ الأصلُ فيها القَبُولُ والاستقامة، وأنَّها من قسمِ الحسَن، إلا إنْ تبيَّن الخطأُ بمخالفتِها لما رواه الثقات.

([36]) أخرجه النسائي في "الكبرى" (10588)؛ مِن طريق الأوزاعي، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جَدِّه. وإسنادُهُ جيِّدٌ إلى عمرِو بنِ شُعَيْب، ولا يخالِفُ لفظُهُ الحديثَ السابق؛ لأنه جزءٌ من رواية الأوزاعي.

وأخرجه الترمذي (3471)؛ من رواية الضحَّاك بن حُمْرة، عن عمرو بن شُعَيْب، به، وقال: «هذا حديثٌ حسَنٌ غريب»؛ قلتُ: إسنادُهُ لا يُحتجُّ به، وهو غريبٌ، وأصلُهُ حديثُ الأوزاعي.

([37]) قوله: «إليه» مِن روايةِ أبي ذَرِّ عن الكشميهني.

[38])) أخرجه البخاري (6307)، وبوَّب عليه بقولِه: «بابُ استغفارِ النبيِّ ﷺ في اليومِ والليلة».

[39])) أي: يغطَّى ويلبَّسُ على قلبي، وأصلُهُ مِن الغَيْن؛ وهو الغطاءُ. ينظر: "معالم السنن" للخطَّابي (1/406)، و"مجموع الفتاوى" لابن تيميَّة (15/283).

([40]) أخرجه مسلم (2702).

ومِن المعلوم: أنَّ هذا العدَدَ وما كان مِثْلَهُ ليس مقصودًا، وإنما المقصودُ هو الإكثار؛ ولذا جاء عند أبي داود (1524)، والنسائي في "الكبرى" (10218)، وصحَّحه ابن حِبَّانَ (923)؛ مِن حديثِ أبي إسحاق، عن عمرِو بنِ مَيْمون، عن ابن مسعود I؛ قال: «كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثَلَاثًا، وَيَسْتَغْفِرَ ثَلَاثًا»، والله تعالى أعلم.

واعلَمْ: أنَّ الاستغفارَ يكونُ مستحَبًّا؛ وهذا الأصلُ فيه، وأحيانًا يكونُ واجبًا، وأحيانًا يكونُ محرَّمًا:

أمَّا الوجوبُ: فعند الوقوعِ في الذنب، وفي الصلاةِ في الجَلْسةِ بين السجدتَيْن؛ وقد نصَّ جمعٌ من أهلِ العلمِ على وجوبِ الاستغفارِ في هذا الموطن.

وأمَّا الذي يحرُمُ فيه الاستغفارُ: فكما في قولِهِ تعالى: ﴿ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ﴾ [التوبة: 113].

وأمَّا الاستحبابُ: فمِن المعلومِ أنَّ الإنسانَ لا يخلو مِن ذنبٍ أو تقصيرٍ في القيامِ بما أوجَبَهُ اللهُ D عليه؛ ومِن ذلك: ما جاء في أدبارِ الصلوات؛ فهو لجَبْرِ التقصيرِ الذي يقَعُ في الصلاة، ومثلُهُ ما جاء في الحجِّ: ﴿ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ﴾ [البقرة: 199].

ويتأكَّدُ ذلك: في صلاةِ الاستسقاء، وفي الصباحِ والمَسَاء، وفي السَّحَرِ خاصَّةً في الثلثِ الأخيرِ من الليل، وعند قُرْبِ الأجَل.

ومِن المواطنِ التي يُشرَعُ فيها الاستغفارُ: الصلاةُ، وقد ذكَرَ ابنُ تيميَّةَ في "جامع المسائل" (6/274-175): أنَّ النبيَّ ﷺ كان يطلُبُ مِن اللهِ المَغفِرةَ في أوَّلِ الصلاةِ في الاستفتاح، وفي الركوع، وبعد التحميدِ إذا رفَعَ رأسَه، وفي السجود، وفي الجَلْسةِ بين السجدتَيْن، وفي دعاءِ التشهُّد؛ قال: «فلم يَبْقَ حالٌ مِن أحوالِ الصلاة، ولا رُكْنٌ مِن أركانِها، إلا استغفَرَ فيه؛ فعُلِمَ أنَّ اهتمامَهُ به أكثرُ مِن اهتمامِهِ بسائرِ الأدعية».

ولا شكَّ أن فوائدَ الاستغفارِ عظيمة، وعلى رأسِهَا: توبةُ اللهِ على عبدِهِ في الدنيا والآخِرة؛ فالاستغفارُ سببٌ رئيسٌ لدخولِ العبدِ الجَنَّةَ، وإعاذتِهِ من النار.

وأمَّا في الدنيا: فكما قال تعالى: ﴿ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﴾ [نوح: 10-12]، وقال تعالى: ﴿ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﴾ [هود: 52].

([41]) أخرجه البخاري (5015).

[42])) أخرجه مسلم (811).

[43])) أخرجه البخاري (4008)، ومسلم (807).

وقد تبايَنَتْ أقوالُ أهلِ العلمِ في معنى قولِهِ ﷺ: «مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ، كَفَتَاهُ»؛ والأقربُ: أنَّ المراد: كفَتَاهُ قيامَ الليل، أو كفَتَاهُ قراءةَ القرآنِ في الليل؛ أي: أنَّ في قراءةِ هاتَيْنِ الآيتَيْنِ إجزاءً عن القراءةِ بغيرِهما؛ ويؤيِّدُ هذا المعنى: الحديثُ الذي تقدَّم في القراءةِ بسورةِ الإخلاص؛ فتتأكَّدُ القراءةُ بالليلِ بهما، وهما ذِكْرُ الليل؛ فقد جاء في بعضِ رواياتِ الحديث: «تُجزِئُ عنه قيامَ ليلةٍ»؛ ولا تصحُّ، وقد تكونُ روايةً بالمعنى.

وفي هذا الحديثِ: أنَّ القرآنَ الكريمَ يتفاضَلُ؛ فبعضُهُ أفضلُ مِن بعض؛ وهذا ما ذهَبَ إليه أهلُ السُّنَّةِ والحديث.

[44])) أخرجه أبو داود (1400)، والترمذي (2891)، والنسائي في "الكبرى" (10478 و11548)، وابن ماجه (3786)؛ وقال الترمذي: «هذا حديثٌ حسَن». والحديثُ جاء من طرقٍ كلُّها لا تخلو من كلام، ولكنْ باجتماعِها يتقوَّى.

[45])) أخرجه النسائي في "الكبرى" (10479).

[46])) معنى: تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا: أي: تَنصِبُوا عليها بالعَرْض. "الترغيب والترهيب" لقَوَّام السُّنَّة" (2/ 165-166).

[47])) أخرجه البخاري (5623)، ومسلم (2012).

[48])) عند البخاري (3280).

[49])) «جُنْحُ اللَّيْلِ»: أوَّلُ اللَّيْلِ، والمعنى: إقبالُ الليلِ بعد غروبِ الشمس، و«أَوْكُوا»: اربِطُوا، و«خمِّروا»: غَطُّوا، «وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا»؛ المعنى: أنه إذا لم يَجِدْ ما يغطِّي به الإناءَ، فلا أقلَّ مِن أن يَعرُضَ عليه شيئًا مِن عُودٍ ونحوِه، وفي روايةٍ عند مسلِمٍ: «فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا، وَيَذْكُرَ اسْمَ اللهِ»، ويدخُلُ في ذلك: إغلاقُ مصابيحِ الكَهْرَباء، مع ذكرِ اسمِ الله.

ومِن العِلَّةِ في ذلك: ما جاء في روايةٍ لمسلِمٍ (2014): أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: «غَطُّوا الْإِنَاءْ، وَأَوْكُوا السِّقَاءْ؛ فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءْ، لَا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءْ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءْ، إِلَّا نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءْ»؛ والله تعالى أعلم.

[50])) اقتصَرْتُ في هذا القسمِ على ما ثبَتَ في "الصحيحَيْن".

[51])) أخرجه البخاري (6314)، وأخرجه أيضًا من حديث أبي ذَرٍّ (6325).

وأخرجه مسلم (2711)؛ من حديث البَرَاء بن عازب، وقال فيه: «اللَّهُمَّ، بِاسْمِكَ أَحْيَا، وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ».

[52])) أخرجه البخاري (6320)، واللفظ له، ومسلم (2714). والمرادُ بالداخِلةِ: طَرَفُ الإزارِ الذي يلي الجسَدَ.

وفي روايةٍ للبخاري (7393): «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ فِرَاشَهُ، فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ ثَوْبِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلْيَقُلْ ...»، فذكَرَ مثلَهُ، إلا أنه قال: «إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لَها».

ولمسلمٍ: «إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ، فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ، وَلْيُسَمِّ اللهَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ، فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ».

[53])) أخرجه مسلم (2712).

[54])) أخرجه مسلم (2713). وفي روايٍة: «كان رَسُولُ اللهِ ﷺ يَأْمُرُنَا إِذَا أَخَذْنَا مَضْجَعَنَا أَنْ نَقُولَ».

[55])) أخرجه مسلم (2715).

[56])) أخرجه البخاري (3705)، ومسلم (2727). وأخرجه مسلم أيضًا (2728) من حديث أبي هُرَيْرة. وعند مسلمٍ في لفظٍ له: «أَخَذْتُمَا مَضْجَعَكُمَا مِنَ اللَّيْلِ»، وعنده أيضًا: «قال عَلِيٌّ: مَا تَرَكْتُهُ مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ، قِيلَ له: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قال: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ».

والظاهرُ: أنَّ المرادَ تحصيلُ هذا العَدَد، وبأيِّهِنَّ بُدِئَ لا يَضُرّ؛ كما ورَدَ في «سُبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ»: «لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ». وفي تخصيصِ الزيادةِ بالتكبيرِ: إيماءٌ إلى المبالَغةِ في إثباتِ العَظَمةِ والكِبْرياءِ للهِ تعالى. وينظر: "مِرْقاة المفاتيح، شرح مِشْكاة المصابيح" (4/1657).

[57])) أخرجه البخاري تعليقًا مجزومًا به (2311) عن عثمانَ بنِ الهَيْثَم، عن عَوْف، عن ابن سِيرِينَ، عن أبي هُرَيْرة، ووصله النسائي في "الكبرى" (10729) عن إبراهيم بن يعقوب، وابن خزيمة في "صحيحه" (2424) عن هِلَال بن بِشْر؛ كلاهما عن عثمان بن الهَيْثَم، به.

[58])) أخرجه البخاري (7488)، ومسلم (2710).

وأخرجاه مِن طريقٍ آخَرَ عن البَرَاءِ؛ قال: قال لي رسولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثَمَّ قُلْ ...»، وذَكَرَ نحوَهُ، وفيه: «وَاجْعَلْهُنَّ مِنْ آخِرِ كَلَامِكَ»، قال البَرَاءُ: «فَرَدَّدتُّهُنَّ لِأَسْتَذْكِرَهُنَّ، فقُلْتُ: بِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فقَالَ: «لَا، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ».

[59])) أخرجه البخاري (1154)، ومعنى «تَعَارَّ»: استيقَظَ.

[60])) أخرجه البخاري (7044)، ومسلم (2261). وفي روايةٍ للبخاري (5747): «فَلْيَنْفُثْ حِينَ يَسْتَيْقِظُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»، ولمسلِمٍ: «فَلْيَبْصُقْ عَلَى يَسَارِهِ حِينَ يَهُبُّ مِنْ نَوْمِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ».

وفيهما: «قال أبو سَلَمَةَ: وَإِنْ كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا أَثْقَلَ عَلَيَّ مِنَ الجَبَلِ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ هَذَا الحَدِيثَ، فَمَا أُبَالِيهَا».

[61])) أخرجه البخاري (6985).

[62])) أخرجه مسلم (2262).

[63])) أخرجه البخاري (7017)، ومسلم (2263)؛ واللفظُ له.

وعلى ذلك: فحاصلُ ما ذُكِرَ مِن أدَبِ الرؤيا الصالحةِ ثلاثةُ أشياءَ: 1- أن يَحمَدَ اللهَ عليها. 2- أن يستبشِرَ بها. 3- وإذا حدَّث بها، فإنه يحدِّثُ مَن يُحِبُّ دون مَن يَكرَهُ؛ والحكمةُ في ذلك: أنَّ مَن يَكرَهُ قد يفسِّرُها تفسيرًا سيِّئًا؛ فيُخشَى أن تقَعَ على التفسيرِ المكروه؛ كما ذكَرَ ذلك النووي في "شرح مسلم" (15/18).

وحاصلُ ما ذُكِرَ مِن أدَبِ الرؤيا المكروهةِ سِتَّةُ أشياءَ: 1- أن يَتعوَّذَ باللهِ مِن شرِّها. 2- أن يَتعوَّذَ باللهِ مِن شَرِّ الشيطانِ ثلاثًا. 3- أن يتفُلَ حين يَهُبُّ مِن نومِهِ عن يسارِهِ ثلاثًا. 4- أن يتحوَّلَ عن جَنْبِهِ الذي كان عليه. 5- أن يقومَ للصلاة. 6- ألَّا يذكُرَها لأحدٍ أصلًا. ولينظر: "فتح الباري" (12/370).

[64])) كأنْ يقولَ: باسْمِ اللهِ. وهناك أحاديثُ في فضلِ السلامِ على الأهلِ عند دخولِ المَنزِل؛ مثلُ حديث أبي أُمَامةَ عند البخاري في "الأدَب المفرَد" (1094)، وأبي داود (2494)، وابن حِبَّانَ (499)، وقد حسَّنه الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/174)، وانظُرْ بقيَّةَ الأحاديثِ الواردةِ في البابِ عنده، وأمَّا عند الطعام، فيسمِّي اللهَ؛ لحديثِ عُمَرَ بنِ أبي سَلَمةَ عند البخاري (5376)، ومسلم (2022)، وسيأتي إن شاء الله.

[65])) أخرجه مسلم (2018).

[66])) أخرجه أبو داود (5094)، والترمذي (3427)، والنسائي (5486 و5539)، وابن ماجه (3884). والحديثُ مِن مراسيلِ الشَّعْبيّ، ومراسيلُهُ قويَّةٌ؛ لأنه لا يروي إلا عن ثقةٍ. وقد صحَّحه الترمذيُّ؛ فالعمَلُ بهذا الحديثِ لا بأسَ به. وفي بعض الروايات: «أَنْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ»، وفي بعضِها: «تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ»، وفي بعضِها: «أنَّ النبيَّ ﷺ رفَعَ بصَرَهُ إلى السماءِ»؛ ولا تصحّ.

[67])) أخرجه أبو داود (5095)، والترمذي (3426)، والنسائي في "الكبرى" (9837)؛ واللفظُ لأبي داوُدَ، ولفظُهُ أَتَمُّ، وعند النسائي: «فَيُقَالُ لَهُ: حَسْبُكَ؛ هُدِيتَ وَوُقِيتَ وَكُفِيتَ». وللحديثِ شاهدٌ مِن مُرسَلِ عَوْنِ بنِ عبدِ الله، ومن قول ابن مسعودٍ وكَعْب؛ فقولُ هَذَيْنِ الذِّكْرَيْنِ لا بأسَ به؛ لكنَّه لا يَجمَعُ بينهما، وإنما يغايِرُ بينهما.

[68])) أخرجه مسلم (713). وجاء عند أبي داود (465): زيادةُ السلامِ على النبيِّ ﷺ؛ وفي صحَّتها نظَرٌ.

[69])) القائلُ: عُقْبةُ بنُ مسلِم.

[70])) قولُه: «أَقَطُّ»؛ أي: أبلَغَكَ عني هذا القَدْرُ مِن الحديثِ فحَسْبُ؟

[71])) أخرجه أبو داود (466)، وإسنادُهُ جيِّد، ولكنْ فيه غرابة. ولا يصحُّ في ذلك سوى هذَيْنِ الحديثَيْن.

[72])) هو: ابنُ أمِّ سَلَمةَ زوجِ النبيِّ ﷺ.

[73])) أخرجه البخاري (5376)، ومسلم (2022). وقولُه: «وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ»، يفسِّرُهُ الروايةُ الأخرى عند البخاري (5377): «فَجَعَلْتُ آكُلُ مِنْ نَوَاحِي الصَّحْفَةِ»، وفي روايةٍ عند مسلمٍ: «فَجَعَلْتُ آخُذُ مِنْ لَحْمٍ حَوْلَ الصَّحْفَةِ».

[74])) أخرجه أبو داود (3767)، والترمذي (1858)، والنسائي في "الكبرى" (10040)، وابن ماجه (3264)، وقال الترمذي: «حديثٌ حسَنٌ صحيح».

[75])) أخرجه البخاري (5458). وفي روايةٍ (5459): «كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ - وقَالَ مَرَّةً: إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ - قَالَ: «الحَمْدُ لِلهِ الَّذِي كَفَانَا وَأَرْوَانَا، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مَكْفُورٍ»، وَقَالَ مَرَّةً: «الحَمْدُ لِلهِ رَبِّنَا، غَيْرَ مَكْفِيٍّ، وَلَا مُوَدَّعٍ، وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ، رَبَّنَا»؛ وهذا مِن أصحِّ ما ورَدَ من الحمدِ بعد الطعام.

قال أبو العبَّاسِ ابنُ تيميَّةَ V: «المخلوقُ إذا أنعَمَ عليكَ بنعمةٍ، أمكنَكَ أن تكافِئَه، ونِعَمُهُ لا تدومُ عليك؛ بل لا بدَّ أن تودِّعَكَ، ويَقطَعَها عنك، ويُمكِنُكَ أن تستغنيَ عنه، واللهُ D لا يُمكِنُ أن تكافِئَهُ على نِعَمِه، وإذا أنعَمَ عليك، أدام نِعَمَهُ؛ فإنه هو أغنى وأقنى، ولا يُستغنَى عنه طَرْفةَ عَيْنٍ». اهـ. وقولُه: «رَبَّنَا» فيه الوجوهُ الثلاثةُ: الرفعُ والنصبُ والجَرّ. يُنظَر: "جامع المسائل" لابن تيميَّة (1/120)، و"فتيا في صيغة الحَمْد" لابن القيِّم (ص17)، و"فتح الباري" لابن حجَر (9/581).

[76])) قال النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ - وهو أحدُ رواةِ هذا الحديثِ عن شُعْبةَ -: «الوَطْبةُ: الحَيْسُ يَجمَعُ بين التمرِ البَرْنيِّ والأَقِطِ المدقوقِ والسمنِ الجيِّد». ينظر: "الجمع بين الصحيحَيْن" للحُمَيْدي (3/465).

[77])) في روايةٍ: بدونِ الشكِّ في إلقاءِ النَّوَى بين الإصبَعَيْن.

[78])) أخرجه مسلم (2042). وبوَّب أبو عَوَانةَ على الحديثِ بقولِه: «بيانُ صفةِ إلقاءِ النوى إذا أكَلَ التَّمْرَ، ودعاءُ الضيفِ لمن يأكُلُ عنده، والدليلُ على إباحةِ تركِ الدعاءِ له، إلا أن يَسأَلَهُ صاحبُ الطعامِ أن يدعُوَ له؛ فيدعو عند خروجِه».

وأمَّا حديثُ: «اللَّهُمَّ، أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي، وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي»، فهذا إنما يقالُ قبل الأكل، عندما يَحْتاجُ الإنسانُ للطعام، وليس عنده، فيقولُ هذا الدعاءَ؛ كما في قِصَّةِ المِقْداد بن الأسود في "صحيح مسلم" (2055).

[79])) أخرجه أبو داود (3854)، والنسائي في "الكبرى" (6874 و10055-10057)، وفي "عمل اليوم والليلة" (296)، وفي بعضِ طرقِهِ قِصَّة. وهذا الحديثُ صحيحٌ؛ له طرُقٌ متعدِّدة، وله شواهدُ متكلَّمٌ فيها؛ منها: حديثُ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ عند ابن ماجه (1747)، وابنِ حِبَّانَ (5296). ولكنَّ بعضَها يَشهَدُ لحديثِ أنس، فيزدادُ بها قُوَّةً.

واختلَفَ أهلُ العلمِ في هذا القول:

فقيل: هو دعاء؛ فيكونُ شاملًا لكلِّ مَن أُكِلَ عنده؛ سواءٌ كان الآكِلُ صائمًا أم ليس بصائم.

وقيل: هو مِن بابِ الخبَر؛ فيكونُ خاصًّا بالصائم.

والحديثُ محتمِلٌ للأمرَيْن؛ لأنه جاء بلفظِ الإفطار، وجاء بدونه، ولا يخفى أنَّ لفظَ الإفطارِ لا يلزمُ منه الصيام؛ فلعلَّ القولَ الأوَّلَ أظهَر، وأيضًا: إذا قلنا بذلك، نكونُ قد أعمَلْنا الحديثَ على عمومِه؛ فيكونُ شاملًا للأمرَيْن؛ وهذا اختيارُ أبي داودَ وابنِ حِبَّانَ، واللهُ تعالى أعلم.

[80])) أخرجه البخاري (142)، ومسلم (375). قال البخاري: «وقال سعيدُ بنُ زَيْدٍ: حدَّثنا عبدُ العزيزِ [هو: عبدُ العزيزِ بنُ صُهَيْبٍ راوي الحديثِ عن أنسِ بنِ مالك]: «إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ».

وأفادت هذه الروايةُ تبيينَ المرادِ مِن قوله: «إِذَا دَخَلَ الخَلَاءَ»؛ أي: عند إرادةِ الدخول، لا بعده، وأما زيادةُ: «بِاسْمِ اللهِ»، فإنها ليست في الكُتُبِ السِّتَّة، ولا تصحُّ.

والخُبُثُ والخَبَائِثُ: ذُكْرَانُ الشياطينِ وإناثُهم.

[81])) أخرجه أبو داود (30)، والترمذي (7)، والنسائي في "الكبرى" (9824)، وابن ماجه (300)؛ وقال الترمذي: «حديثٌ حسَنٌ غريب»، وعنده: «إِذَا خَرَجَ مِنَ الخَلَاءِ»؛ وإسنادُهُ صالح، وهو ليس بالقوي، وفيه غرابةٌ من حيثُ الإسنادُ، وهو أصحُّ ما ورَدَ، وكل ما سواه فهو ضعيف.

ومعناه: اغْفِرْ، أو أسألُكَ غُفْرَانَكَ؛ كما قال اللهُ E: ﴿ﮱ ﯓ﴾ [البقرة: 285].

[82])) أخرجه البخاري (611)، ومسلم (383). فيقولُ مثلَ ما يقولُ المؤذِّنُ إلا في الحَيْعَلَتَيْنِ؛ فيقولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ؛ كما في حديثِ عُمَرَ الذي أخرجه مسلم (385)، وحديثِ معاويةَ الذي أخرجه البخاري (613).

[83])) أخرجه مسلم (384).

[84])) أخرجه البخاري (614).

وحديثُ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو صريحٌ في أنه يَسأَلُ الوسيلةَ بعد إجابةِ المؤذِّنِ والصلاةِ على رسولِ الله؛ وهذا هو الأظهر؛ فإنه يُشرَعُ قبل جميعِ الدعاءِ تقديمُ الثناءِ على اللهِ والصلاةِ على رسوله، ثم يدعو بعد ذلك.

[85])) أخرجه أبو داود (524)، والنسائي في "الكبرى" (9789).

[86])) أخرجه مسلم (386)، وقال: قال ابنُ رُمْحٍ في روايتِهِ: «وَأَنَا أَشْهَدُ»، ولم يذكُرْ قُتَيْبةُ قولَهُ: «وَأَنَا»؛ قلتُ: أكثرُ الرواةِ عن الليثِ يقولون: «وَأَنَا أَشْهَدُ».

قلتُ: حديثُ سعدٍ هذا موضعُهُ بعد تشهُّدِ المؤذِّنِ، وله احتمالان:

الأوَّلُ: الاقتصارُ على هذا الذِّكْرِ وحده عند سماعِ الأذان، وإنْ أضاف إليه الترديدَ مع المؤذِّن، فهذا أكمَلُ؛ ويؤيِّدُ هذا حديثُ أنسٍ I عند مسلم (382)؛ فيكونُ هذا نوعًا، وما قبله نوعًا؛ يقال ذا حِينًا، وذاك حِينًا آخَرَ.

الاحتمالُ الثاني: أن يقالَ هذا الذِّكْرُ مع بقيَّةِ الأذكارِ الأخرى، في موضعِهِ المشارِ إليه آنفًا؛ كما دلَّت على هذا الأحاديثُ الأخرى.

والأوَّلُ أقرَب؛ لأنه ظاهرُ الحديث؛ ويؤيِّدُهُ ما أخرجه البخاري (612 و613 و914).

[87])) قال النووي في "شرحه" (3/121): «هما بمعنًى واحدٍ؛ أي: يُتِمُّهُ ويُكْمِلُهُ فيوصِلُهُ مَواضِعَهُ على الوجهِ المسنون».

[88])) أخرجه مسلم (234)، وجاء في هذا الحديثِ زيادة: «اللَّهُمَّ، اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ»؛ أخرجها الترمذي (55) وغيرُه، وهي زيادةٌ ضعيفةٌ لا تصِحُّ، وكذلك التسميةُ قبل الوضوءِ لا تصحُّ؛ ضعَّفها الإمام أحمد؛ كما في "الكامل" (3/173)، (6/67)، وغيرُهُ مِن الحفَّاظ.

[89])) أخرجه البخاري (2049)، وأخرجه أيضًا (3780) مِن حديث إبراهيم بن عبد الرحمن بن عَوْف، عن أبيه. وفي هذا: مشروعيَّةُ دعاءِ الإنسانِ لأخيه إذا أحسَنَ إليه، وصنَعَ له معروفًا.

[90])) أي: صُرِعَ وسقَطَ.

[91])) أخرجه النسائي في "الكبرى" (7571 و7572 و9965-9967)؛ واللفظ له، وابن ماجه (3509).

[92])) أخرجه النسائي في "الكبرى" (10805).

والحديثان يشهَدُ أحدُهما للآخَر؛ فهو متنٌ محفوظ.

فيدعو بما في القرآن؛ كما في قولِهِ تعالى: ﴿ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ﴾ [الكهف: 39]، أو بما جاء في السُّنَّة:

ومنه: حديثُ أبي هُرَيْرةَ I؛ عند مسلم (1373)؛ وفيه: قال: كان الناسُ إذا رأَوْا أوَّلَ الثَّمَرِ، جاؤُوا به إلى النبيِّ ﷺ، فإذا أخَذَهُ رسولُ اللهِ ﷺ، قال: «اللَّهُمَّ، بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا» الحديثَ.

ومنه: حديثُ الأعمى والأبرَصِ والأقرَعِ؛ عند البخاري (3464)، ومسلم (2964)؛ وفيه: قال له المَلَكُ: «بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهَا».

ومنه: حديثُ إبراهيمَ وهاجَرَ أُمِّ إسماعيلَ؛ عند البخاري (3362-3365)؛ حينما جاء إبراهيمُ يَزُورُ إسماعيلَ، فلم يَجِدْهُ، فسأل امرأَتَهُ عن عَيْشِهم وهَيْئَتِهم، فقالت: نَحْنُ بخَيْرٍ وسَعَةٍ، وأَثْنَتْ على اللهِ، فقال: ما طَعَامُكُمْ؟ قَالَتِ: اللَّحْمُ، قال: فَمَا شَرَابُكُمْ؟ قَالَتِ: الماءُ، قال: «اللَّهُمَّ، بَارِكْ لَهم فِي اللَّحْمِ وَالماءِ»، ومنه: ما يأتي في الدعاءِ للمتزوِّج.

[93])) أخرجه البخاري (3294)، ومسلم (2396).

[94])) أخرجه البخاري (5155)، ومسلم (1427).

[95])) أي: تتبَّع حُجَرَ نِسَائِهِ واحدةً واحدة.

[96])) أخرجه البخاري (4793)، ومسلم (1428).

[97])) أخرجه البخاري (5367)، ومسلم (715)، وفي رواية للبخاري (6387): «فَبَارَكَ اللهُ عَلَيْكَ».

[98])) أي: دعا له.

[99])) أخرجه أبو داود (2130)، والترمذي (1091)، والنسائي في "الكبرى" (10017)، وابن ماجه (1905)؛ واللفظ لأبي داود، وقال الترمذي: «حديثُ أبي هريرةَ حديثٌ حسَنٌ صحيح».

[100])) أخرجه البخاري (6224).

قال البخاري في "الأدَب المفرَد" عقب هذا الحديث (921): «أثبَتُ ما يُروَى في هذا الباب: هذا الحديثُ الذي يُروَى عن أبي صالحٍ السَّمَّان».

[101])) أخرجه مسلم (2993)، وابن ماجه (3714).

وأخرجه الترمذي (2743)؛ مِن طريق ابنِ المبارَك، وقال: «حسَنٌ صحيحٌ»، ثم أخرجه بنحوه مِن طريقِ يحيى بنِ سعيد؛ إلا أنه قال له في الثالثةِ: «أَنْتَ مَزْكُومٌ»، وقال: «هذا أصحُّ مِن حديثِ ابنِ المبارَك».

[102])) أخرجه البخاري في "الأدَب المفرَد" (939)؛ واللفظ له، وأبو داود (5034)، وقال: «شَمِّتْ أَخَاكَ ثَلَاثًا ...»، وقد رُوِيَ مرفوعًا، قال الدارقطني في "العلل" (10/365): «والموقوفُ أشبَه».

[103])) أخرجه أبو داود (5036)؛ وهو مرسَلٌ، وأخرجه الترمذي (2744)، لكنْ وقَعَ في إسنادِهِ إشكال، ويُنظَرُ كلامُ ابنِ حجَرٍ عليه في "الفتح" (10/605-606). وفي البابِ غيرُ هذا. ينظر: "الفتح" (10/604).

فدلَّت هذه الأحاديثُ على أنه يُشمَّتُ العاطسُ في الأُولى بالاتفاق، وأمَّا الثانيةُ، ففيه بعضُ الخلاف، والصوابُ: أنه يُشمَّتُ، وأمَّا الثالثةُ، فيقالُ له: «مزكومٌ»، ولو قاله في الرابعةِ، فلا بأسَ؛ كما جاء في بعضِ الأحاديث.

[104])) أخرجه أبو داود (5038)، والترمذي (2739)، والنسائي في "الكبرى" (9990)؛ وقال الترمذي: «حسنٌ صحيح».

فإذا كان العاطسُ غيرَ مسلِمٍ، فإذا حَمِدَ اللهَ، يقالُ له: «يَهْدِيكُمُ اللهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ»، ولا يقالُ له: «يَرْحَمُكُمُ اللهُ».

[105])) ومثلُ ذلك إذا اشتَرَى سيَّارةً.

[106])) أخرجه أبو داود (2160)، والنسائي في "الكبرى" (9998 و10021)؛ واللفظ له، وابن ماجه (1918و 2252)؛ وهو حديثٌ حسَن.

وفي روايةٍ عند أبي داودَـ وابنِ ماجه - بعدما يستعيذُ مِن شرِّها وشَرِّ ما جُبِلَتْ عليه -: «وَلْيَدْعُ بِالبَرَكَةِ»، وعند ابنِ ماجه في البعيرِ: «وَلْيَدْعُ بِالبَرَكَةِ، وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ»، وعند أبي داود: «إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً»، وعند النسائي وابنِ ماجه: «إِذَا أَفَادَ أَحَدُكُمُ المَرْأَةَ».

[107])) أخرجه البخاري (3282)؛ واللفظ له، ومسلم (2610).

[108])) أخرجه البخاري (1162)، وفي روايةٍ (6382 و7390): «ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ»، وفي بعض أصول البخاري: «ثُمَّ أَرْضِنِي به».

وقولُه: «أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ»، شكٌّ من الراوي، واختُلِفَ في موضعِها على ثلاثةِ أوجُهٍ:

الأوَّلُ: أن يقولَ: «فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ»، بدَلَ قولِه: «فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي».

والثاني: أن يقولَ: «فِي دِينِي، وَفِي عَاجِلِ أَمْرِي وآجِلِهِ».

والثالثُ: أن يقولَ: «فِي دِينِي وَمعَاشِي، وَفِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ». وينظر: "جلاء الأفهام" لابن القيِّم (ص 377-378)، و"فتح الباري" لابن حجر (11/186).

وفي روايةِ ابنِ ماجه (1383): «خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ خَيرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ»، وعند عَبْدِ بنِ حُمَيْدٍ كما في "المنتخَب مِن مسندِه" (1089)، إلا أنه قال: «أَوْ قَالَ: خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ».

ولا يَجمَعُ بينها، وإنما يقولُ ما يترجَّح لَدَيْه، أو يقولُ ذا مَرَّةً، وذَا مَرَّةً.

[109])) أخرجه البخاري (3616). وفي روايةٍ (7470): «لَا بَأْسَ عَلَيكَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله».

[110])) هذه روايةُ أبي ذَرٍّ عن الكشميهنيِّ، وعند غيرِه: «على جبهَتِه»؛ أي: جبهةِ سَعْدٍ.

[111])) أخرجه البخاري (5659)؛ واللفظ له، ومسلم (1628)، وفي روايةِ مسلِمٍ مِن وجهٍ آخَرَ: «اللَّهُمَّ، اشْفِ سَعْدًا، اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا» ثلاثَ مِرَارٍ.

[112])) أخرجه أبو داود (3106)، والترمذي (2083)، والنسائي في "الكبرى" (10815-10820)؛ والحديثُ صحيحٌ بمجموعِ طُرُقِه. وقد وقَعَ في إسنادِهِ اختلافٌ لا يَضُرُّ. وانظر: "العلل" لابن أبي حاتم (2094، 2107).

[113])) الجُعْلُ: ما يُعطَى على العَمَل.

[114])) أي: سورةَ الفاتحة؛ كما في بعضِ الروايات.

[115])) العِقَالُ: حَبْلٌ يُشَدُّ به ذراعُ البهيمة.

[116])) أي: عِلَّة.

[117])) أخرجه البخاري (2276)؛ واللفظ له، وهو أَتَمُّ، ومسلم (2201)، وأخرجه البخاري أيضًا (5737) من حديث ابن عبَّاس.

وفي روايةٍ: «فجَعَلَ يَقْرَأُ أُمَّ القُرْآنِ، ويَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفُلُ، فبَرَأَ الرَّجُلُ»، والتَّفْلُ: نَفْخٌ معه رِيقٌ.

[118])) أي: يُخْرِجُ الرِّيحَ مِن فَمِه.

[119])) أخرجه البخاري (5016)، ومسلم (2192)، وفي روايةٍ عند البخاري (4439)، ومسلم (2192)؛ مختصَرًا: «كَانَ إِذَا اشْتَكَى، نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعوِّذَاتِ، وَمَسَحَ عَنْهُ بيَدِهِ، فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، طَفِقْتُ أَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ الَّتِي كَانَ يَنْفُثُ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ ﷺ عَنْهُ».

وفي روايةٍ لمسلِمٍ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ، نَفَثَ عَلَيْهِ بِالمُعَوِّذَاتِ ...» الحديثَ.

وجاء في روايةٍ للبخاري (5017): «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا: ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾، و﴿ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ﴾، و﴿ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ﴾، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ، وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ؛ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ».

وفي روايةٍ (5748): «نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بـ ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾، وَبِالمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اشْتَكَى، كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ».

والنَّفْثُ: نَفْخٌ مع رِيقٍ يسير، وقيل: نَفْخٌ بلا رِيق، والنَّفْثُ دون التَّفْل؛ فرِيقُ التفلِ أكثَرُ.

وهذا الحديثُ جاء بلفظَيْن:

الأوَّلُ: قراءةُ المعوِّذاتِ مطلَقًا؛ بدون تقييدِها بالشكوى.

والثاني: تقييدُ ذلك بالشِّكَاية.

فيُحمَلُ المطلَقُ على المقيَّد، خاصَّةً أنَّ أكثرَ أصحابِ الزُّهْريِّ روَوْهُ مقيَّدًا؛ ويؤيِّدُ ذلك: أنه O كان يَقرَأُ بالمعوِّذَاتِ، وينفُثُ في يَدَيْه، ويَمسَحُ رأسَهُ وجسَدَهُ؛ فدَلَّ هذا على أنه يقرؤُها للرُّقْية.

وقراءتُهُ ﷺ هذه المعوِّذاتِ عند النومِ إنما هو اختيارٌ لوقتِ الرُّقْية؛ وبالتالي: لا يكونُ هذا الحديثُ مِن أذكارِ النوم، وإنما تثبُتُ القراءةُ بالمعوِّذتَيْنِ عند النومِ من حديثِ عُقْبةَ بنِ عامر، وتجدُ الكلامَ عليه في الفصلِ الذي بآخِرِ الكتابِ مِن الأصل، وقد ذَكَرْتُ أني اقتصَرْتُ في هذا القِسْمِ - وهو: "القسمُ الخامسُ: الأذكارُ المقيَّدةُ بما قبل النَّوْمِ، وعند الاستيقاظِ" - على ما جاء في "الصحيحَيْن"؛ فلهذا لم أُورِدْ حديثَ عُقْبةَ هناك.

[120])) وفي روايةٍ: «إذا عاد مَرِيضًا».

[121])) أخرجه البخاري (5675)، ومسلم (2191)؛ واللفظ له.

وفي روايةٍ للبخاري (5743): «كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ ...»، وفي روايةٍ لمسلم: «أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يَرْقِي بِهَذِهِ الرُّقْيَةِ: «أَذْهِبِ الْبَاسْ، رَبَّ النَّاسْ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ»؛ وهي عند البخاري (5744) بنحوِه.

[122])) أخرجه البخاري (5742).

[123])) أخرجه النسائي في "الكبرى" (9944 و10797)، وبوَّب عليه - في الموضع الثاني - بقولِه: «ما يقولُ على الحَرِيق»؛ وهذا إسنادٌ جيِّد.

وفي روايةٍ: «صَنَعَتْ أُمِّي مَرَقَةً، فَأَهْرَاقَتْ عَلَى يَدِي، فَذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ الله ﷺ، فَقَالَ كَلَامًا لَمْ أَحْفَظْهُ، فَسَأَلْتُهَا عَنْهُ فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ، مَا قَالَ؟ قَالَتْ: قَالَ: «أَذْهِبِ الْبَاسْ، رَبَّ النَّاسْ، وَاشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي».

[124])) أخرجه البخاري (5745، 5746)، ومسلم (2194)؛ واللفظ له، وعند البخاري: «كان يقولُ للمريضِ»، وفي روايةٍ: «يقولُ في الرُّقْيَةِ».

قال النووي في "شرحه" (14/184): «ومعنى الحديثِ: أنه يأخُذُ مِن رِيقِ نَفْسِهِ على إصبَعِهِ السَّبَّابة، ثم يضَعُها على التراب، فيَعلَقُ بها منه شيء، فيَمسَحُ به على الموضعِ الجريحِ أو العليل، ويقولُ هذا الكلامَ في حالِ المَسْح».

[125])) أخرجه مسلم (2202).

[126])) أخرجه مسلم (2185).

[127])) أخرجه مسلم (2186).

[128])) الهامَّةُ: الواحدةُ مِن هَوَامِّ الأرض، وهي: دوابُّها المؤذِيةُ.

[129])) أخرجه البخاري (3371). والعَيْنُ اللَّامَّةُ هي: التي تصيبُ الإنسانَ وتُلِمُّ به.

[130])) أخرجه الترمذي (2058)، والنسائي (5494)، وابن ماجه (3511)، وعند الترمذي: «يَتَعَوَّذُ مِن الجَانِّ»؛ قال الترمذي: «حديثٌ حسَنٌ غريب».

[131])) أخرجه الترمذي (3366)، والنسائي في "الكبرى" (10064 و10065)؛ وقال الترمذي: «حسَنٌ صحيح»، والغاسِقُ: الظُّلْمةُ، والوَقَبُ: شِدَّةُ الظلام.

ولا يَخفَى أنه إذا جاء الظلامُ، فإنَّ للجِنِّ انتشارًا، كما ثبَتَ بذلك الحديثُ، وإنَّ بعضَ الهوامِّ تخرُجُ بالليل، وبعضَ أهلِ الشرِّ كذلك، فناسَبَ ذلك الاستعاذةَ مِن شرِّ القَمَر؛ لأنَّ القمَرَ آيةُ الليل.

وأمَّا حديثُ: «اللَّهُمَّ، أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ ...»، ونحوُهُ مما يُروَى، فقد قال فيه أبو داود في "السنن" (5092 و5093)، في باب ما يقولُ إذا رأى الهلالَ: «ليس عن النبيِّ ﷺ في هذا البابِ حديثٌ مسنَدٌ صحيح»، وقال العُقَيْليُّ (2/136): «وفي الدعاءِ لرؤيةِ الهلالِ أحاديثُ ... كلُّها ليِّنةُ الأسانيد»، وقال (4/317): «الروايةُ في هذا البابِ فيها لِينٌ».

[132])) الخَمِيصةُ: كساءٌ مربَّعٌ له عَلَمان.

[133])) أخرجه البخاري (5823).

وفي روايةٍ (5845): «أَبْلِي وأَخْلِقِي» مرَّتَيْن؛ فجعَلَ ينظُرُ إلى علَمِ الخَمِيصة، ويشيرُ بيده إليَّ، ويقولُ: «يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَا! وَيَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَا!»، والسَّنَا بلسانِ الحبشيَّةِ: الحسَنُ. اهـ. فيُشرَعُ لمن رأى على أخيهِ ثوبًا جديدًا أن يقولَ له: «جميلٌ حسَن».

وفي روايةٍ (5993): «أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي»، وفي "اليُونِينيَّة": «وَاخْلُفِي» بالفاء في الثلاثة. وينظر: "الفتح" (10/280).

وقولُه: «أَبْلِي»، أمرٌ بالإبلاء، وقولُه: «أَخْلِقي» أمرٌ بالإخلاق، وهما بمعنًى واحدٍ، والعرَبُ تُطلِقُ ذلك وتريدُ الدعاءَ بطولِ البقاءِ للمخاطَبِ بذلك؛ أي: أنها تطولُ حياتُها حتى يَبلَى الثوبُ ويَخلَقَ، ويقالُ للذَّكَرِ: أَبْلِ وأَخْلِقْ؛ قال ابنُ حجَرٍ في "الفتح" (6/184): «ووقَعَ في نسخةِ الصَّغَانيّ: قال أبو عبدِ اللهِ - هو البخاري -: لم تَعِشِ امرأةٌ مثلَ ما عاشتْ هذه؛ يعني: أمَّ خالد». اهـ.

وأمَّا حديثُ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ؛ قال: كان رسولُ اللهِ ﷺ إذا استَجَدَّ ثَوْبًا، سَمَّاهُ باسمِهِ، فقال: «اللَّهُمَّ، أَنْتَ كَسَوْتَنِي هَذَا الثَّوْبَ، فَلَكَ الحَمْدُ، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ» -: فلا يَصِحُّ؛ وقد أخرجه أبو داود (4020-4022)، والترمذي (1767)، والنسائي في "الكبرى" (10068)؛ وقال الترمذي: «حسَنٌ غريبٌ صحيح». وينظر: "نتائج الأفكار" (1/126).

وكذلك حديثُ: «الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا ...»، فهو حديثٌ منكَرٌ؛ وقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (10070)، وابن ماجه (3558)، وابن حِبَّان (6897) مِن حديثِ ابنِ عُمَرَ، وقال النسائي: «هذا حديثٌ منكَر». وينظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (3/356)، و"العلل الكبير" للترمذي (694-695)، و"العلل" لابن أبي حاتم (1460 و1470).

[134])) أخرجه البخاري (141)، ومسلم (1434).

[135])) أخرجه البخاري (6250)، ومسلم (2155).

[136])) المَنزِلُ: شاملٌ للمكانِ الذي تَنزِلُ فيه؛ قليلًا كان أو كثيرًا.

[137])) أخرجه مسلم (2708).

[138])) أخرجه النسائي في "مسند علي" - كما في "تهذيب الكمال" (18/225) - والمَحَاملي في "الدعاء" (20)، والطَّبَراني في "الدعاء" (778) - واللفظ له - والحاكم (2/98)؛ مِن طريقِ المِنْهالِ بنِ عمرو، عن عليِّ بن رَبِيعة، به.

وأخرجه أبو داود (2595)، والترمذي (3446)، والنسائي في "الكبرى" (8748، 8749)، وفي "عمل اليوم والليلة" (502)؛ من حديث أبي إسحاقَ السَّبيعيِّ، عن عليِّ بن ربيعة، به.

وقد رُوِيَ مِن طرقٍ أخرى عن عليِّ بن رَبِيعة، وأحسَنُها إسنادًا وسياقًا: حديثُ المِنْهالِ بنِ عمرو، عنه؛ فإنَّ إسنادَهُ قويٌّ، وباقي الطرقِ تعضُدُهُ وتقوِّيه. ينظر: "العلل" لابن أبي حاتم (799، 800)، و"العلل" للدارقطني (4/59-62).

[139])) أخرجه أبو داود (2600)، والترمذي (3442 و3443)، والنسائي في "الكبرى" (8754 و8755 و10267 و10269/1-10280)، وابن ماجه (2826).

وقد جاء مِن طُرُقٍ، وهو حديثٌ محفوظٌ بمجموع طُرُقِه؛ ولذا قال الترمذي: «وقد رُوِيَ هذا الحديثُ من غير وجهٍ عن ابنِ عُمَرَ»، وصحَّح بعضَ طرقِه، ومثلُهُ ابن خزيمة (2531)، وابن حِبَّانَ (2693)، والحاكم (1/442)، (2/97).

[140])) أخرجه النسائي في "الكبرى" (10269)، وابن ماجه (2825)؛ وإسنادُهُ حسَن.

[141])) أخرجه مسلم (1342).

[142])) أخرجه مسلم (1343).

[143])) أخرجه مسلم (2718). وقولُه: «أَسْحَرَ»؛ أي: صار في وقتِ السَّحَر؛ كما يقالُ: أصبَحَ؛ أي: صار في وقتِ الصباح.

وقوله: «سمَّع»، رُوِيَ على وجهَيْن:

الأوَّلُ: بتشديدِ الميمِ وفتحِها: «سَمَّعَ»؛ أي: ليبلِّغِ الشاهدُ أنِّي أَحْمَدُ اللهَ على ما أحسَنَ إلينا وأولانا مِن نِعَمِه. وحُسْنُ البَلاءِ: النعمةُ. وقيل: إن هذه هي روايةُ الأكثر. ينظر: "شرح مسلم" للنووي (17/39).

والثاني: بتخفيفِ الميمِ وكسرِها: «سَمِعَ»؛ أي: لِيَشهَدِ الشاهدُ أنِّي أحمَدُ اللهَ.

وقولُه: «رَبَّنَا، صَاحِبْنَا وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا» دعاءٌ، ولا يخفى أنه في هذا الوقتِ يُستحَبُّ الدعاءُ والصلاة.

[144])) أخرجه البخاري (1797 و2995)، ومسلم (1344). وقولُه: «إِذَا أَوْفَى عَلى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَدٍ»؛ المقصودُ: إذا علا مكانًا مرتفِعًا.

[145])) أخرجه البخاري (2993 و2994).

[146])) أخرجه النسائي في "الكبرى" (8776 و10302)، وصحَّحه ابن خزيمة (2565)، وابن حِبَّانَ (2709)، والحاكم (1/446 و2/100)؛ وأنا أذهب إلى هذا.

[147])) يعني: مِن خَيْبَر.

[148])) أخرجه البخاري (3085، 3086، 5968، 6185)، ومسلم (1345)؛ واللفظ له، وفي الحديثِ قصَّة. و«ظَهْرُ المدينةِ»؛ أي: ظاهِرُها، وفي روايةٍ: «أو أَشْرَفُوا على المدينة»، وفي روايةٍ: «فلمَّا دنا أو رَأَى المَدِينةَ».

[149])) أخرجه البخاري (3035 و3036)، ومسلم (2475). وفي روايةٍ للبخاري (4357)؛ قال: «فما وَقَعْتُ عن فَرَسٍ بَعْدُ».

وهذا الحديثُ شاملٌ لكلِّ مَن يحتاجُ إلى التثبيت؛ سواءٌ كان في أمرٍ حِسِّيٍّ كجهادٍ وغيره، أو في أمرٍ معنويٍّ كالمناظَرةِ مع الكفَّار، أو في استخلاصِ حقِّ؛ فيُشرَعُ له أن يدعُوَ اللهَ بالتثبيتِ له.

[150])) أخرجه أبو داود (4982)؛ واللفظ له، والنسائي في "الكبرى" (10312)؛ وإسناده جيِّد، وعند النسائي: «بِقُوَّتِي صَنَعْتُهُ».

والحديثُ - وإن كان في عثورِ الدابَّة - فهو شاملٌ أيضًا لعثورِ الإنسانِ نَفْسِه، أو حينما يكونُ في سيَّارةٍ ويقَعُ في مَطَبٍّ، ونحو ذلك؛ فيُشرَعُ له في هذا كلِّه أن يقولَ: «بِاسمِ اللهِ».

[151])) أخرجه البخاري (4564). وفي روايةٍ (4563)، قال: «حَسْبُنَا اللهُ، وَنِعْمَ الوَكِيلُ؛ قَالهَا إِبْرَاهِيمُ S حِينَ أُلقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَها مُحَمَّدٌ ﷺ حِينَ قَالُوا: ﴿ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ﴾ [آل عمران: 173]».

[152])) أخرجه البخاري (6346)، ومسلم (2730). ولمسلمٍ: «كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ»؛ أي: غلَبَهُ وألمَّ به وشغَلَه، وله أيضًا: «كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ، ويَقُولُهُنَّ عِنْدَ الكَرْبِ».

[153])) قوله: «شَكَّارًا»: كثيرَ الشكر، «رَهَّابًا»: كثيرَ الخوف، «مِطْواعًا»: كثيرَ الطَّوْعِ والانقياد، «مُخْبِتًا»: مِن الإخبات؛ وهو الخشوعُ والتواضُعُ والخضوع، «أوَّاهًا»: قال في "النهاية" (1/82): «الأَوَّاهُ: المتأوِّهُ المتضرِّع، وقيل: هو الكثيرُ البُكَاء، وقيل: الكثيرُ الدعاء». اهـ. و«مُنِيبًا»: راجعًا، و«الحَوْبةُ»: الإثم، و«ثَبِّتْ حُجَّتِي»؛ قال في "النهاية" (1/341): «أي: قَوْلي وإيماني في الدنيا، وعند جوابِ المَلَكَيْنِ في القبر». اهـ. و«السَّخِيمةُ»: الحِقْدُ، و«سَلُّها»: إخراجُها.

والحديثُ أخرجه أبو داود (1505)، والترمذي (3551)، والنسائي في "الكبرى" (10368)، وابن ماجه (3830).

وهذا الحديثُ إسنادُهُ جيِّد، وقال الترمذي: «حَسَنٌ صحيح»، وصحَّحه ابن حِبَّان (947 و948)، والحاكم (1/520)، والضياء المقدسي في "المختارة" (11/72-75).

[154])) وفي روايةٍ: «فسُلِّطَ عَلَيهِمُ المَوْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ».

[155])) أخرجه أحمد (18937و 23927)، والنسائي في "الكبرى" (10375)؛ وإسنادُهُ جيِّد.

[156])) أخرجه أحمد (18940)، والنسائي في "الكبرى" (8579)، وليس في هذه الرواية: «فَقَامَ إِلَى الصَّلاةِ - وَكَانُوا إِذَا فَزِعُوا، فَزِعُوا إِلَى الصَّلاةِ - فصَلَّى مَا شَاءَ اللهُ».

و«أُصَاوِل»؛ أي: أسطو وأَقْهَرُ، والصَّوْلَةُ: الحَمْلةُ والوَثْبة، و«أُحَاوِل»؛ قيل: المحاوَلةُ: طلَبُ الشيءِ بحِيلَة. ينظر: "النهاية" لابن الأثير (1/463)، (3/61).

[157])) أخرجه مسلم (2664). وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (621)، وابن ماجه (4168)؛ مِن وجهٍ آخَرَ، وفيه: «فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ». وتقدَّم قريبًا حديثُ ابنِ عبَّاسٍ L فيما يقولُهُ النبيُّ ﷺ إذا حَزَبَهُ أمرٌ.

[158])) أخرجه الترمذي (3505)، والنسائي في "الكبرى" (10417)؛ وهو حديثٌ حسَن. ويكفي ما جاء في القرآنِ العظيمِ في قِصَّةِ ذي النُّون، وأنه دعا بهذا الدعاءِ العظيم، وأنَّ اللهَ تعالى قال: ﴿ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﴾ [الصافَّات: 143- 144].

[159])) أخرجه أبو داود (1537)، والنسائي في "الكبرى" (8577 و10362).

قال ابنُ حجَرٍ في "نتائج الأفكار" (4/104): «هذا حديثٌ حسَنٌ غريب، ورجالُهُ رجالُ الصحيح، لكنْ قتادةُ مدلِّس، ولم أرَهُ عنه إلا بالعنعنة، ولا رواه عن أبي موسى إلا ابنُهُ، ولا عن أبي بُرْدةَ إلا قتادةُ». اهـ.

وعلى هذا: فالحديثُ يبقى على الاحتمال، والله أعلم.

[160])) أخرجه البخاري (3276)، ومسلم (134).

وفي هذا الحديثِ أَمَرَ O بأَمْرَينِ لمن وقَعَ في الوَسْوَسة:

الأوَّلُ: الاستعاذةُ باللهِ D مِن الشيطانِ الرجيم.

والثاني: الانتهاءُ عن ترديدِ هذه الأفكارِ السيِّئةِ في نَفْسِه.

فمَن فعَلَ ذلك، فسوف يَذهَبُ عنه هذا الأمرُ بإذن الله تعالى.

[161])) أخرجه البخاري (5039)، ومسلم (790).

وفي ضبطِ «نسي» وجهان؛ أحدُهما: بضمِّ النونِ وتشديدِ السين، والثاني: بتخفيفِ السين؛ قال ابنُ حجَرٍ في "الفتح" (9/80): «والتثقيلُ هو الذي وقَعَ في جميعِ الرواياتِ في البخاري، وكذا في أكثرِ الرواياتِ في غيره». قلتُ: والتثقيلُ والتخفيفُ وجهانِ في روايةِ "صحيح مسلم". ولمسلِمٍ: «لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ»؛ فينبغي أن يقولَ: «أُنسِيتُ»، أو «نُسِّيتُ».

[162])) أخرجه أبو داود (1423 و1430)، والنسائي (1699-1701 و1729 و1730)؛ واللفظ له، وابن ماجه (1171 و1182)؛ وإسنادُهُ جيِّد.

[163])) أخرجه النسائي في "الكبرى" (10649-10658)، وابن ماجه (3849)، وهو حديثٌ صحيح؛ فقد جاء مِن عِدَّةِ طُرُق.

[164])) وفي روايةٍ: «إِنْ وَافَقْتُ ليلةَ القَدْرِ».

[165])) أخرجه الترمذي (3513)، والنسائي في "الكبرى" (7665 و10642 و10643 و11624)، وابن ماجه (3850)؛ مِن طريق كَهْمَس بن الحسَن، عن ابنِ بُرَيْدةَ، به، وقال الترمذي: «هذا حديثٌ حسَنٌ صحيح»؛ قلتُ: إسنادُهُ منقطِعٌ؛ لم يَسمَعِ ابنُ بُرَيْدةَ من عائشة.

ورواه بعضُهم مِن طريقِ كَهْمَسٍ، عن ابنِ بُرَيْدةَ؛ مرسَلًا، وبعضُهم مِن طريقِ كَهْمَسٍ، عن ابنِ بُرَيْدةَ، عن عائشةَ؛ موقوفًا.

وجاء مِن طُرُقٍ أخرى عن عائشةَ موقوفًا.

وكلُّها أسانيدُ لا تخلو مِن كلام؛ إلا أنَّ بعضَها يقوِّي البعضَ الآخَر، وهي تدُلُّ على أنَّ هذا الخبَرَ محفوظٌ عن عائشة J؛ ولكنَّ الراجحَ فيه الوقف.

وهذا دعاءٌ عظيمٌ لمن أراد أن يدعُوَ به في هذه الليلةِ أو في غيرها.

[166])) مِن الـمَخِيلَةِ، وهي: سحابةٌ فيها رَعْدٌ وبَرْقٌ، يُخيَّلُ إليه أنها ماطرة.

[167])) سُرِّيَ عنه؛ أي: كُشِفَ عنه الخوفُ وأزيل، ويقالُ: مَطَرَتِ السماءُ مِن باب نَصَرَ، وأمطَرَهَا اللَهُ، وقد مُطِرْنا، وقيل: مَطَرَتِ السماءُ وأَمْطَرَتْ: بمعنًى واحدٍ، والاستمطارُ: الاستسقاءُ. ينظر: "مختار الصَّحَاح" (س ر ا)، (م ط ر).

[168])) أخرجه مسلم (899)، ومِن قولها: «وإذا تَخَيَّلَت ...» إلى آخر الخبَرِ: أخرجه البخاري (3206، 4829).

[169])) أخرجه الترمذي (2252)، والنسائي في "الكبرى" (10703 و10704 و10707)، والسياقُ للنسائي؛ وقال الترمذي: «هذا حديثٌ حسَنٌ صحيح».

وقد اختُلِفَ في رفعِهِ ووقفِه؛ وأصحُّ الرواياتِ: الوقفُ؛ ولكنَّ مثلَ هذا لا يُقالُ مِن قِبَلِ الرأي؛ فقد جاء بنحوِهِ؛ كما في حديثِ أبي هريرةَ الآتي.

[170])) أخرجه أبو داود (5097)، والنسائي في "الكبرى" (10701 و10702)، وابن ماجه (3727)؛ وإسنادُهُ جيِّد؛ ويَشهَدُ له حديثُ عائشةَ المتقدِّمُ.

[171])) أخرجه مالكٌ في "الموطَّأ" رواية أبي مُصْعَبٍ الزُّهْري (2094)، ورواية سُوَيْد بن سعيد (777). وأخرجه البخاري في "الأدَب المفرَد" (723) مِن طريقِ مالك، وإسنادُهُ صحيح؛ ولكنه موقوفٌ على عبد الله.

[172])) أخرجه البخاري في "الأدَب المفرَد" (722)، والطبري في "تفسيره" (1/360)، ( و13/477)؛ من طريق الحَكَم، به؛ وإسنادُهُ ضعيفٌ من أجلِ الحَكَم.

ولكنْ جاء مِن وجهٍ آخَرَ عن ابنِ عبَّاسٍ؛ أخرجه ابنُ أبي الدنيا في "المطر" (101)؛ وهذا يقوِّي الإسنادَ السابق.

وأمَّا ما أخرجه ابنُ أبي الدنيا في "المَطَر" (102)؛ مِن طريقِ زَمْعةَ بنِ صالح، عن ابنِ طاوسٍ، عن أبيه، عن ابنِ عبَّاس -: فالصوابُ: وقفُهُ على طاوس.

وأيضًا: ما أخرجه الترمذي (3450)، والنسائي في "الكبرى" (10697 و10698)، عن عبد الله بن عُمَر؛ قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ وَالصَّوَاعِقَ، قَالَ: «اللَّهُمَّ، لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكْ، ولَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكْ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكْ»؛ وإسنادُهُ ضعيفٌ منكَر؛ قال الترمذي: «هذا حديثٌ غريب»؛ قلتُ: والغريبُ عند الترمذيِّ غالبًا ما يكونُ شديدَ الضَّعْف.

فتبيَّن مما سبَقَ: أنه لا يصحُّ في البابِ ما هو مرفوع، وإنما هي آثارٌ عن بعضِ الصحابةِ والتابعين، وكان هذا منهم عمَلًا بما جاء في الآيةِ الكريمة؛ وهي قولُ اللهِ تعالى: ﴿ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ﴾ [الرعد: 13]، فإذا قال الإنسانُ ذلك في بعضِ الأحيان، فهو حسَنٌ؛ لأنه فيما يَظهَرُ: أنَّ الصحابةَ لم يكونوا يلتزِمُونَ ذلك، والله تعالى أعلم.

[173])) أخرجه البخاري (1032). وفي هذا: الدعاءُ بأن يكونَ النازلُ مِن السماءِ نافعًا، وذلك سُقْيَا الرحمةِ دون العذاب.

[174])) أخرجه البخاري (846)، ومسلم (71).

[175])) أخرجه البخاري (3303)، ومسلم (2729).

[176])) أخرجه أبو داود (5104)، والنسائي في "الكبرى" (10712)؛ واللفظ له.

وهُدُوُّ الرِّجْلِ وهُدُوءُها: انقطاعُ الأرجُلِ عن المشيِ في الطريق ليلًا؛ قال ابنُ الأثيرِ - في الكلامِ على حديثِ: «إِيَّاكُمْ وَالسَّمَرَ بَعْدَ هَدْأَةِ الرِّجْلِ» -: «الهَدْأَةُ والهُدُوءُ: السكونُ عن الحَرَكات؛ أي: بعدَ ما يسكُنُ الناسُ عن المشيِ والاختلافِ في الطُّرُق». "النهاية في غريب الحديث والأثر" (5/249).

[177])) أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1234؛ واللفظ له)، و(1235)، وأبو داود (5103 و5104)؛ من طُرُقٍ عن جابرٍ، وهو حديثٌ صحيحٌ بمجموعِ طُرُقِه.

[178])) أخرجه مسلم (809)؛ من طريق هشام وهمَّام؛ كلاهما عن قتادة، ورواه شُعْبة عن قتادة، فقال: «مِنْ آخِرِ الكَهْفِ».

والصوابُ: رِوايةُ هشامٍ وهمَّامٍ؛ ويَشهَدُ لها حديثُ النَّوَّاسِ الآتي.

أمَّا روايةُ شُعْبةَ: فقد رواها غيرُ واحد، واختُلِفَ عليه فيها؛ ففي أكثر الروايات: «مَنْ قرَأَ العَشْرَ الأواخِرَ مِن سورةِ الكَهْفِ»، وفي روايةٍ: «مَنْ قرَأَ عَشْرَ آياتٍ مِن الكَهْفِ»، وفي روايةٍ: «مَنْ قرَأَ ثَلَاثَ آياتٍ مِن الكَهْفِ».

[179])) أخرجه مسلم (2937).

[180])) أخرجه النسائي في "الكبرى" (10722)؛ مرفوعًا، و(10723)؛ موقوفًا، ورجَّح النسائيُّ الوقفَ.

وأخرجه النسائي أيضًا في "الكبرى" (10724)؛ من طريق سفيانَ عن أبي هاشمٍ موقوفًا؛ وهذا إسنادٌ صحيح، إلا أنه موقوف.

وروايةُ سُفْيانَ لا تخالِفُ ما تقدَّم؛ ففي قراءةِ العَشْرِ الآياتِ الأولى مِن أوَّلِ السورة، عِصْمةٌ من الدَّجَّال؛ كما في حديثِ أبي الدرداء، وقراءةُ السورةِ كاملةً أبلَغُ؛ كما في حديثِ أبي سعيدٍ الموقوف.

وللمسلِمِ حالانِ فيما يتعلَّق بالدَّجَّال:

الحالُ الأُولى: أن يَسمَعَ به ولا يراه؛ فالواجبُ عليه: أن يبتعِدَ عنه ولا يأتيَ إليه؛ كما في حديثِ عِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ الذي أخرجه أبو داود (4319): «مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ، فَلْيَنْءَ عَنْهُ»؛ وهو حديثٌ صحيح.

وإنْ ذهَبَ إلى مكَّةَ أو إلى المدينة، فهذا أبلَغُ؛ لأنَّ الدَّجَّالَ لا يدخُلُهما.

الحالُ الثانية: عندما يرى المسلِمُ الدَّجَّالَ؛ فحينئذٍ يَفْعَلُ ما تقدَّم مما جاء في حديثِ أبي الدرداء، وحديثِ أبي سعيد.

وقد ذكَرَ ﷺ ثلاثةَ أشياءَ في العِصْمَةِ مِن الدَّجَّال:

أولًا: الابتعادُ عنه؛ وخاصَّةً في الذَّهَابِ إلى مَكَّةَ والمدينة.

ثانيًا: قراءةُ أَوَّلِ سورةِ الكهف.

ثالثًا: بيانُ صفةِ الدَّجَّالِ، وأنه أعوَرُ، وأنه مكتوبٌ على جبهتِهِ: كافِرٌ، إلى غيرِ ذلك مِن الصفات التي تبيِّنُ حاله؛ وفي هذا عِصْمةٌ منه؛ لأن المسلِمَ سوف يَعلَمُ أنَّ هذا الرجلَ الذي تنطبِقُ عليه الصفاتُ التي جاءت عن رسولِ اللهِ ﷺ في وصفِهِ: أنَّه هو الدَّجَّال؛ فيكونُ ذلك سببًا في العِصْمةِ منه؛ وذلك في عَدَمِ اتِّبَاعه.

[181])) أخرجه البخاري تعليقًا مجزومًا به (2311) عن عثمانَ بنِ الهَيْثَم، عن عَوْف، عن ابنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرةَ، ووصله النسائي في "الكبرى" (10729) عن إبراهيمَ بنِ يعقوب، وابنُ خزيمة في "صحيحه" (2424) عن هِلَال بن بِشْر؛ كلاهما عن عثمانَ بنِ الهَيْثَم، به.

[182])) أخرجه مسلم (780).

[183])) ينظر: "غريب الحديث" لأبي عُبَيْد (4/46)، و"الإتقان" للسيوطي (4/324).

[184])) أخرجه النسائي في "الكبرى" (10734)؛ وإسنادُهُ صحيح، وهو موقوفٌ على ابن مسعود، وجاء في روايةٍ عند النسائي (10733) رَفْعُهُ؛ والصواب الوقف.

فقراءةُ سورةِ البقرةِ سببٌ لِنُفْرةِ الشيطانِ مِن البيتِ الذي تُقرَأُ فيه، ومباشَرةُ الإنسانِ ذلك بنفسِهِ أبلَغُ وأولى، وإن جعَلَ آلةَ مسجِّلٍ فيها هذه السورة، فهذا لا بأس به، ولكنَّ الأوَّلَ أَوْلى.

[185])) أخرجه مسلم (2236).

[186])) ينظر: "التمهيد" لابن عبد البر (23/ 240-247، 261)، و"شرح صحيح البخاري" لابن بَطَّال (4/493).

والتحقيقُ: ما ذكَرَه الطبريُّ؛ قال: «وجميعُ هذه الأخبارِ عن النبيِّ ﷺ حقٌّ وصِدْق، وليس في شيءٍ منها خلافٌ لصاحبِه، والروايةُ عن النبيِّ ﷺ: أنه أمَرَ بقتلِ الحَيَّاتِ مِن غيرِ استثناءِ شيءٍ منها خبَرٌ مجمَلٌ، بيَّن معناه الخبَرُ الآخَرُ: أنَّ النبيَّ ﷺ نهى عن قتلِ جِنَّانِ البيوتِ وعَوامِرِها، إلا بعد النِّشْدَةِ بالعهودِ والمواثيقِ التى أُخِذَ عليها؛ حِذَارَ الإصابةِ ... فيَلحَقُهُ مِن مكروهِ ذلك ما لَحِقَ الفتى المعرِّسَ بأهلِه ...». اهـ.

قلتُ - عبد الله السعد -: وأنا أذهَبُ إلى هذا؛ لِمَا جاء في حديثِ أبي لُبَابةَ، وما كان في معناه؛ فإنه عامٌّ؛ فقد جاء في "الصحيحَيْن" عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ نهى عن قتلِ الجِنَّانِ التي في البيوتِ»، وفي روايةٍ: «نَهَى عن قتلِ جِنَّانِ البيوتِ»، وجاء في حديثِ أبي السائبِ عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ؛ قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «الهَوَامُّ مِنَ الْجِنِّ؛ فَمَنْ رَأَى فِى بَيْتِهِ شَيْئًا مِنْهُ، فَلْيُحَرِّجْ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ؛ فَإِنْ عَادَ، فَلْيَقْتُلْهُ؛ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ»، وفي لفظٍ للترمذيّ: «إِنَّ لِبُيُوتِكُمْ عُمَّارًا؛ فَحَرِّجُوا عَلَيْهِنَّ ثَلاثًا؛ فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْهُنَّ شَيْءٌ، فَاقْتُلُوهُ»؛ وهذا شاملٌ لبيوتِ المدينةِ وبيوتِ غيرِها مِن المُدُنِ الأخرى، كما بيَّن ذلك الطبريُّ وابنُ عبد البرّ.

وقولُهُ ﷺ: «ثَلَاثًا»؛ أي: يكرِّرُ ذلك ثلاثَ مرَّات؛ كما تقدَّم في حديثِ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، ثم يُمهِلُهُ ثلاثةَ أيَّام؛ كما وقَعَ ذلك في بعضِ ألفاظِ حديثِ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ عند مسلم (2236)؛ فإنْ رآه بعد ذلك، فإنه يقتُلُهُ، واللهُ تعالى أعلم. وينظر: "المنتقى شرح الموطَّأ" للباجي (7/ 300)، و"القَبَس" لابن العَرَبي (3/1152-1154 ط. دار الغَرْب).

[187])) أخرجه أبو داود (5260)، والترمذي (1485)، والنسائي في "الكبرى" (10738)؛ وقال الترمذي: «حديثٌ حسَنٌ غريب؛ لا نَعرِفُهُ إلا مِن هذا الوجهِ مِن حديثِ ابنِ أبي لَيْلَى».

قلتُ: في إسنادِهِ محمَّدُ بنُ عبدِ الرحمن بنِ أبي ليلى، وهو لا يُحْتَجُّ به، ولكنْ لو قال هذه الصيغةَ التي جاءت في الحديثِ، فلا بأسَ بذلك.

[188])) أخرجه البخاري (2742 و3936)، ومسلم (1628)؛ وهذا ليس خاصًّا بالهِجْرةِ من مَكَّةَ.

[189])) أي: ضَعُفَ.

[190])) أخرجه مسلم (2688). وأخرجه مسلم أيضًا، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1055)؛ مِن وجهٍ آخَرَ، ولم يذكُرْ مسلِمٌ لفظَه، وذكَرَهُ النسائي: «سُبْحَانَ اللهِ! أَلَا قُلْتَ: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً؟!»، فقالها الرجُلُ فعُوفِيَ.

[191])) أخرجه البخاري (2627)، ومسلم (2307)؛ واللفظ له.

وقولُه: «لَمْ تُرَاعُوا»: كلمةٌ تقالُ عند تسكينِ الرَّوْع؛ تأنيسًا وإظهارًا للرِّفْقِ بالمخاطَب. ينظر: "فتح الباري" (10/457).

[192])) أخرجه البخاري (5671)، ومسلم (2680).

[193])) أي: ما استحيا رسولُ اللهِ ﷺ مِن عمِّه العبَّاس: أَنْ حَمَل قُثَمَ، وترَكَ عُبَيْدَ الله، وكان عُبَيْدُ اللهِ أحبَّ إلى العبَّاسِ مِن قُثَمَ.

[194])) أخرجه أحمد (1760)، والنسائي في "الكبرى" (10838 و10845)، وعند أحمدَ: «ثُمَّ مَسَحَ عَلَى رَأْسِي ثلاثًا، وقال كُلَّمَا مَسَحَ: «اللَّهُمَّ، اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي وَلَدِهِ»؛ وإسنادُهُ صالح، وقوَّى إسنادَه ابنُ حجرٍ في "الإصابة" (6/66).

[195])) أخرجه أحمد (1750)، والنسائي في "الكبرى" (8104 و8550)؛ وصحَّح إسنادَهُ ابنُ حجَرٍ في "الإصابة" (7/560).

[196])) أخرجه مسلم (920).

[197])) وتُضبَطُ أيضًا بالمدِّ للهمزةِ وكسرِ الجيم: «اللَّهُمَّ آجِرْنِي».

[198])) وتُضبَطُ أيضًا بالمدِّ للهمزةِ وفتحِ الجيم: «إِلَّا آجَرَهُ»؛ ففيها وجهانِ: مَدُّ الهمزةِ وقصرُها.

[199])) أخرجه مسلم (918)، وفي روايةٍ: «قَالَتْ: فلمَّا تُوُفِّيَ أبو سَلَمةَ، قلتُ: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمةَ صاحبِ رسولِ اللهِ ﷺ؟! ثُمَّ عَزَمَ اللهُ لي، فقُلْتُها، قالتْ: فتزَوَّجْتُ رسولَ اللهِ ﷺ».

[200])) أخرجه أحمد (4812 و4990 و5233 و5370 و6111)، وأبو داود (3213)، والنسائي في "الكبرى" (10860)، وفي لفظٍ: «وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ الله».

والصوابُ: وقفُهُ على ابنِ عمر؛ أخرجه النسائي في "الكبرى" (10861)؛ مِن رواية شُعْبةَ، عن قتادةَ، عن أبي الصِّدِّيق، عن ابنِ عُمَر، موقوفًا؛ قال الدارقطني في "العلل" (12/410): «وهو المحفوظ».

[201])) أخرجه مسلم (974).

[202])) أخرجه مسلم (975)، وفي روايةٍ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ».

[203])) أخرجه البخاري (4440)، ومسلم (2444).

[204])) أخرجه مسلم (916، 917)؛ ويؤيِّدُ هذا: ما أخرجه مسلم (26)؛ مِن حديثِ عُثْمانَ I؛ قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، دَخَلَ الجَنَّةَ».

[205])) حديثُ كفَّارةِ المجلِسِ: حديثٌ محفوظٌ بمجموعِ طُرُقِه، والمذكورُ هنا مِن أقوى هذه الطرق.

[206])) أخرجه أبو داود (4857).

وأخرجه ابن فُضَيْلٍ في "الدعاء" (107)؛ من طريق مجاهِد، عن عبد الله بن عمرو؛ وهذا إسنادٌ صحيح؛ ولفظُه: «مَنْ قَالَ حِينَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ كُلَّ ذَنْبٍ فِي ذَلِكَ المَجْلِسِ».

وحديثُ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو - وإنْ كان موقوفًا - لكنْ له حكمُ الرفع؛ لأنَّ مِثلَهُ لا يقالُ مِن قِبَلِ الرأي.

وهذا المتنُ ليس له صلةٌ بأحاديثِ أهلِ الكتاب؛ وإنْ كان I يَرْوِي عنهم أحيانًا كما هو معلومٌ؛ ويؤيِّدُ الرفعَ ما سوف يأتي إنْ شاء الله.

[207])) أخرجه أحمد (15729)؛ وإسنادُهُ قويٌّ.

وقد رُوِيَ حديثُ كفَّارةِ المجلِسِ مِن حديثِ عائشةَ J؛ أخرجه النسائي في "الكبرى" (1268 و10067 و10158-10160)، وإن كان في أسانيدِهِ إليها بعضُ الشيء، ولكنَّه يُستأنَسُ به، فيزدادُ الحديثُ قُوَّةً.

فتبيَّن صحةُ هذا المتنِ، وأنَّه محفوظٌ؛ والله تعالى أعلمُ.

[208])) أخرجه مسلم (591)، وجاء مِن حديثِ عائشة، وهو في نَفْس المعنى؛ أخرجه مسلم (592).

وأكثرُ الرواياتِ التي في مسلم: «يَا ذَا الجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ»، وفي بعضِها: «ذَا الجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ»، وكِلا اللفظَيْنِ ثابتٌ؛ فيقال ذا تارَةً، وذا تارَةً.

[209])) أخرجه البخاري (844)، ومسلم (593).

[210])) أخرجه مسلم (594). ويُلاحَظُ: أنَّ في كلِّ واحدٍ من الحديثَيْنِ ما ليس في الآخر؛ وهذا يفيدُ أنَّ النبيَّ ﷺ كان يقولُ هذا تارَةً، والآخَرَ تارَةً.

[211])) أخرجه أبو داود (5065)، والترمذي (3410)، والنسائي (1348)، وابن ماجه (926)، وإسنادُهُ جيِّدٌ، وقد صحَّحه الترمذي وغيره، وجاء هذا في أحاديث أخرى.

([212]) أخرجه أحمد (21600)؛ واللفظ له، والنسائي (1350). وعُزِيَ إلى "جامع الترمذي" (3413)، ولم أره في نسخةِ الكُرُوخيِّ، ولم يذكُرْهُ المِزِّيُّ في "الأطراف".

[213])) أخرجه النسائي (1351)؛ والحديثُ صحيحٌ بمجموعِ طريقَيْه.

[214])) أخرجه البخاري (843)، ومسلم (595)؛ واللفظ له.

[215])) أخرجه مسلم (597). وينظر: "مجموع الفتاوى" (22/494، 516)، و"مختصر الفتاوى المِصْرية" (ص87).

[216])) أخرجه مسلم (596).

[217])) أخرجه النسائي في "الكبرى" (9848)؛ وقد اختلَفَ أهلُ العلمِ في صِحَّته، ولكنْ قد صحَّحه جمعٌ، وإسنادُهُ قويٌّ.

[218])) أمَّا قراءةُ سورةِ الإخلاص، فالأقرَبُ: أنها لا تصحُّ؛ والأمرُ في ذلك واسعٌ.

[219])) أخرجه أبو داود (1523)، والترمذي (2903)، والنسائي (1336)، وصحَّحه ابن خزيمة (755)؛ وإسنادُهُ لا بأس به.

ولم يأتِ بيانُ موضعِ قراءةِ هذه الآياتِ مِن الأذكار، وإنما قال: «دُبُرَ الصَّلَاةِ»، فإذا فعَلَ ذلك في أيِّ موضعٍ، يكونُ قد عَمِلَ بالسُّنَّة.

[220])) أخرجه مسلم (709).

[221])) أخرجه أبو داود (1522)، والنسائي (1303)؛ وقد اختلَفَ أهلُ العلمِ في متى يقالُ هذا الدعاءُ، قبل السلامِ أم بعده؟ والأقرَبُ: أنه يقالَ بعد السلام؛ والأمرُ في ذلك واسعٌ.

([222]) "جامع المسائل" (3/280/ "قاعدة حَسَنة في الباقيات الصالحات").

([223]) فقد ورَدَ في ذلك عِدَّةُ أحاديثَ عن عدَدٍ مِن الصحابة، ضعَّفها كلَّها ابنُ رجَب، ونقَلَ عن الإمامِ أحمدَ: أنه لم يأخُذْ بحديثِ أبي ذَرٍّ. انظر: "فتح الباري" (7/428).

[224])) قولُه: «ارْبَعُوا»: مِن «رَبَعَ» الثلاثيِّ، كمَنَعَ؛ أي: ارفُقُوا.

[225])) القائلُ: أبو موسى.

[226])) أخرجه البخاري (2992)، ومسلم (2704).

قال أبو العبَّاسِ ابنُ تيميَّةَ: «والكَنْزُ: مالٌ مجتمِعٌ لا يَحتاجُ إلى جمع؛ وذلك أنها تتضمَّنُ التوكُّلَ والافتقارَ إلى الله تعالى». "مجموع الفتاوى" (13/321).

فلا تغيُّرَ لحالِ الإنسانِ في دِينِهِ إلى الأكملِ والأفضل، إلا بحولِ اللهِ وقوَّتِه؛ كما أنه لا تغيُّرَ لحالِهِ مِن الفقرِ إلى الغِنَى، ولا مِن المرَضِ إلى الشفاء، إلا باللهِ تبارك وتعالى.

[227])) أخرجه البخاري (6406)، ومسلم (2694).

[228])) أخرجه مسلم (2137).

[229])) أخرجه مسلم (2695).

[230])) أخرجه الترمذي (2572)، والنسائي (5521)، وابن ماجه (4340)؛ وإسنادُهُ جيِّد، وقد صحَّحه ابنُ حِبَّانَ (1014 و1034)، وغيرُه.

وأمَّا حديثُ مسلمِ بنِ الحارثِ، الذي فيه: «إِذَا انْصَرَفْتَ مِنْ صَلَاةِ المَغْرِبِ، فَقُلِ: اللَّهُمَّ، أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَإِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ، فَقُلْ ذَلِكَ» -: فأخرجه أبو داود (5079 و5080)، والنسائي في "الكبرى" (9859)؛ ولا يَصِحُّ.

وهناك غيرُ ذلك مِن الأحاديث، وهي كثيرة، واللهُ تعالى أعلم.