ترجمات المادة
الوصف المفصل
أركان الإيمان
أركان الإيمان
هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .
قال تعالى : ¼ QWÝYÑHTVÖWè QW¤Yi<Ö@ óÝWÚ WÝWÚ ò YJð/@Y YzóéTW~<Ö@ Wè X£Y@ YàW|MXù;HTTVÕWÙ<Ö@ Wè gHTWTYÑ<Ö@ Wè WÝGTTTQX~YPVÞÖ@ Wè » [سورة البقرة: الآية 177].
وقال تعالى: ¼ WÝWÚ ò SÓéSªQW£Ö@ :WÙY WÓX¥ßKR Yã`~VÖMX ÝYÚ -YãYQTQW¤ &WÜéSÞYÚ`ëSÙ<Ö@ Wè QdÔRÒ WÝWÚ ò YJð/@Y -YãYW|XMù;HTVTÕWÚWè -YãYSñ{Wè -YãYÕSªS¤Wè W ñËQX£WÉSTß fû`kWT xWVK ÝYQÚ -&YãYÕSªQS¤ N éRÖWTÎWè WÞT`ÅYÙWª $WTÞ`ÅðºKV Wè ðÐWTß W£pTÉTSçÆ WTÞQWTW¤ ðÐ`~VÖMX Wè S¤kY±WÙ<Ö@ (285) » [سورة البقرة: الآية 285].
وقال تعالى : ¼ PVTßXM QWÔRÒ ]òpøW® SãHTWTÞpTÍVÕW x¤WWÍY (49) » [سورة القمر: الآية 49].
وقال النبي ﷺ : (( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره )) [ رواه مسلم ] .
الإيمان : هو قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
قال تعالى: ¼ WÙPVßXM fûéSÞYÚ`ëSÙ<Ö@ WÝÿY¡PVÖ@ V¢XM W£Y{S¢ JðS/@ pVÕXWè `ØSäSéSTÕSTÎ V¢XM Wè pW~YÕST `ØXä`~VÕWÆ ISãSHTWTÿ ò `ØSä`TW W¦ _TÞHTWÙÿMX uøVÕWÆWè `yXäYQTW¤ WÜéSTÕPV{WéWWÿ (2) WÝÿY¡PVÖ@ WÜéSÙ~YÍSÿ WáléVÕJð±Ö@ QWÙYÚWè `ØSäHTWTpÞÎW¦W¤ WÜéSÍYÉÞSÿ (3) ðÐMXù;HTTVÖOèKR SØSå WÜéSÞYÚ`ëSÙ<Ö@ &Q^TÍW `ØSäPVÖ }HTWW¤W WÞYÆ `yXäYQTW¤ báW£YÉpTçÅWÚWè bË`¦X¤Wè cyÿX£W{ (4) » [سورة الأنفال: الآية 2-4].
وقال تعالى: ¼ ÝWÚWè ó£SÉ<ÑWÿ YãPVÕÖ@Y -YãYW|MXù;HTTVÕWÚWè -YãYSS{Wè -YãYÕSªS¤Wè Yz`éW~<Ö@ Wè X£Y@ `WÍWTÊ QWÔTW¶ W=HTVÕW¶ [~YÅWT » [سورة النساء:الآية 136] .
فالإيمان يكون باللسان :كالذكر والدعاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القرآن ونحو ذلك . ويكون بالقلب : كالاعتقاد بوحدانية الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ووجوب عبادة الله وحده لا شريك له وما يدخل في ذلك من النيات والمقاصد . كما يدخل في مسمى الإيمان أعمال القلوب : من المحبة لله والخشية والإنابة والتوكل عليه ونحو ذلك . ويدخل في مسماه أعمال الجوارح: من الصلاة والصيام وبقية أركان الإسلام والجهاد في سبيل ا لله وطلب العلم ونحو ذلك .
قال الله تعالى: ¼ V¢XM Wè pW~YÕST `ØXä`~VÕWÆ ISãSHTWTÿ ò `ØSä`TW W¦ _TÞHTWÙÿMX » [سورة الأنفال:الآية 2]. وقال تعالى: ¼ WéSå v÷Y¡PVÖ@ WÓW¥ßKV WàWÞ~YÑJð©Ö@ Á YéSTÕSTÎ WÜkYÞYÚ`ëSÙ<Ö@ vN èS W `¦WkYÖ _TÞHTWÙÿMX WÄWQÚ ó%ØXäYÞTHTWÙÿXM » [سورة الفتح:الآية 4] .
والإيمان يزيد كلما ازدادت طاعات العبد وقرباته وينقص كلما نقصت طاعاته وقرباته ، كما أن المعاصي تؤثر فيه ، فإن كان شركاً أكبر أو كفر أكبر نقضت أصل الإيمان الشرعي وأبطلته ، وإن كان دون ذلك نقضت كماله الواجب أو كدرت صفاءه وأضعفته .
قال تعالى : ¼ QWÜMX JðW/@ W S£YÉpTçÅWÿ ÜKV ðÏW£pTSÿ -YãY S£YÉpTTçÅWÿWè WÚ WÜèS ðÐYÖ.V¢ ÝWÙYÖ &Sò:WWÿ » [سـورة النـساء:الآية 48]. وقـال تـعالى : ¼ fûéSÉYÕmïm`ð YJð/@Y WÚ N éRÖWTÎ `WÍVÖWè N éRÖWTÎ WàWÙYÕVÒ X£pTÉRÑ<Ö@ N èS£WÉW{Wè W`ÅWT `yXäYÙHTVÕ`ªMX » [سورة التوبة:الآية 74]. وقال ﷺ: (( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين شربها وهو مؤمن )) [ متفق عليه ] .
***
الركن الأول : الإيمان بالله عز وجل
(1) ـ تحقيقه : تحقق الإيمان بالله عز وجل بما يلي :
أولاً : الاعتقاد بأن لهذا الكون رباً واحداً تفرد بخلقه وملكه وتدبيره وتصريف شئونه رزقاً وقدرة وفعلاً وإحياء وإماتة ونفعاً وضراً لا رب سواه، يفعل وحده ما يشاء ويحكم ما يريد، يعز من يشاء ويذل من يشاء ، بيده ملكوت السموات والأرض وهو على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم ، غني عما سواه ، له الأمر كله وبيده الخير كله ، ليس له شريك في أفعاله ، ولا غالب له على أمره ، بل الخلق جميعاً بمن فيهم الملائكة والإنس والجن عبيد له ، لا يخرجون عن ملكه وقدرته وإرادته سبحانه ، وأفعاله لا تدخل تحت حصر ، ولا يحصرها عدد ، وكل تلك الخصائص هي حق له وحده لا شريك له ، لا يستحقها أحد سواه ، ولا يجوز نسبتها ولا إثبات شيء منها لغير الله عز وجل .
قال تعالى : ¼ WäQSTÿKVH;TTWTÿ ñ§PVÞÖ@ N èSS`Æ@ SØRÑQWTW¤ ÷Y¡PVÖ@ óØRÑWÍVÕTW WÝÿY¡PVÖ@ Wè ÝYÚ óØRÑYÕ`WTÎ óØRÑPVÕWÅVÖ WÜéSÍPVWT (21) ÷Y¡PVÖ@ ÔWÅW SØRÑVÖ ð³`¤KKVô@ ^T®.W£YÊ ò:fTTÙQW©Ö@ Wè _ò::WggÞ WÓW¥ßKV Wè WÝYÚ Yò:fTTÙJð©Ö@ _ò:WÚ WW£`KVWTÊ -YãTY WÝYÚ g.W£WÙPVÖ@ _TÎp¦Y¤ $óØRÑPVÖ » [سورة البقرة:الآيتان 21-22]. وقال تعالى: ¼ XÔSTÎ JðySäPVÕÖ@ ðÐYÕHTWÚ gÐ<ÕSÙ<Ö@ øYTpëST ðÐ<ÕSÙ<Ö@ ÝWÚ Sò:WWT SÃX¥ÞWTWè ðÐ<ÕSÙ<Ö@ ÝQWÙYÚ Sò:WWT QS¥TTYÅSTWè ÝWÚ Sò:WWT QSÓY¡STWè ÝWÚ $Sò:WWT ðÏYW~Y S$¤`kW<Ö@ ðÐPVßMX uøVÕWÆ QXÔRÒ wòpøW® c£ÿYWTÎ (26) » [سورة آل عمران: الآية 26]
وقال تعالى : ¼ ! WÚWè ÝYÚ xàTQWT: W Á X³`¤KKVô@ PVMX øVÕWÆ JðY/@ WäSTÎ`¦X¤ ñyVÕ`ÅWTÿWè WåQW£WÍWpT©SÚ &WäWÆW óéTWpT©SÚWè QbÔRÒ Á xHTWTYÒ xÜkYSQÚ (6) » [سورة هود:الآية 6].
وقال تعالى : ¼ VKV SãVÖ SÌ<ÕW<Ö@ S£`ÚKKVô@ Wè ðÏW¤WWT JðS/@ JñW¤ WÜkYÙVÕHTWÅ<Ö@ » [سورة الأعراف:الآية 54]
ثانياً : الاعتقاد بتفرد الله عز وجل بأحسن الأسماء وأكمل الصفات، التي تَعرَّف للعباد ببعضها في كتابه أو سنة خاتم أنبيائه ورسله محمد ﷺ.
قال سبحانه وتعالى : ¼ YãPVÕYÖWè Sò:WÙ`ªKKVô@ uøWÞp©S<Ö@ SâéSÆ` @WTÊ $WäY N èS¤W¢Wè WÝÿY¡PVÖ@ fûèSY<ÕSTÿ õøYÊ -&YãMXù;;HTTWÙ`ªKV WÜ`èW¥`S~Wª WÚ N éSTßVÒ WÜéSTÕWÙ`ÅWTÿ (180) » [سورة الأعراف:الآية 180]. وقـال ﷺ : (( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر )) متفق عليه .
وهذا الاعتقاد يقوم على أصلين عظيمين :
أحدهما : أن الله له الأسماء الحسنى والصفات العلى الدالة على صفات الكمال ولا نقص فيها بوجه من الوجوه ، فلا يماثله ولا يشاركه فيها شيء من المخلوقات .
فمن أسمائه سبحانه وتعالى (الحيّ) وله صفة (الحياة) التي يجب أن تُثبت له عز وجل على وجه الكمال اللائق به ، وهذه الحياة حياة كاملة دائمة ، اجتمع فيها أنواع الكمالات من علم وقدرة وغير ذلك، لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء . قال تعالى: ¼ JðS/@ :W WãHTVÖXM PVMX WéSå QSøW<Ö@ &S×éQST~WÍ<Ö@ W ISâR¡SK<WT bàWÞYTª WWè &c×óéTWTß » [سورة البقرة:الآية 255].
الثاني : أن الله تعالى منزه عن صفات النقص والعيب مطلقاً،كالنوم والعجز والجهل والظلم وغير ذلك ، كما أنه تعالى منزه عن مماثلة المخلوقين ، فيلزم نفي ما نفاه الله عن نفسه ونفاه الرسول ﷺ عن ربه مع اعتقاده أن الله موصوف بكمال ضد ما نفى عنه ، فإذا نفينا عنه السِنة والنوم فنفي السِنة فيه إثبات كمال القيومية ، ونفي النوم فيه إثبات كمال الحياة ، وهكذا كل نفي عن الله عز وجل ، فهو يتضمن إثبات كمال ضده ، فهو الكامل وما سواه ناقص . قال تعالى : ¼ ð¨`~TVÖ -YãYpÕYÙVÒ c$òpøTW® WéSåWè SÄ~YÙQW©Ö@ S¤kY±WT<Ö@ » [سورة الشورى:الآية 11] . وقال تعالى : ¼ WÚWè ðÐQSTW¤ xyHTPVÕðÀ¹YT Y~YWÅ<ÕPYÖ » [سورة فصلت:الآية 46].
وقال تعالى: ¼ WÚWè fûVÒ JðS/@ ISâW¥Y`ÅS~YÖ ÝYÚ xòpøTW® Á g.WéHTWÙQW©Ö@ WWè Á &X³`¤KKVô@ » [سورة فاطر:الآية 44]. وقال تعالى : ¼ WÚWè WÜVÒ ðÐQSTW¤ ^QT~Y©WTß » [سورة مريم:الآية 64].
والإيمان بأسماء الله وصفاته وأفعاله : هو الطريق الأوحد لمعرفة الله وعبادته ، وذلك أن الله غيّب عن الخلق في الحياة الدنيا رؤيته عياناً ، وفتح لهم هذا الباب العلمي الذي من خلاله يعرفون ربهم وإلههم ومعبودهم ، ويعبدونه وفق هذه المعرفة الصحيحة السليمة ، فالعابد إنما يعبد موصوفه ، فالمعطل يعبد عدماً والممثل يعبد صنماً ، والمسلم يعبد الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحداً.
وينبغي أن يراعى عند إثبات أسماء الله الحسنى الأمور الآتية :
1 ـ الإيمان بثبوت جميع الأسماء الحسنى الواردة في القرآن والسنة من غير أن يزاد عليها أو ينقص منها .
قال تعالى : ¼ WéSå JðS/@ üY¡PVÖ@ :W WãHTVÖXM PVMX WéSå ñÐYÕWÙ<Ö@ ñ§èPRSÍ<Ö@ SØHTVÕQW©Ö@ SÝYÚ`ëSÙ<Ö@ ñÛYÙ`~WäSÙ<Ö@ S¥ÿX¥WÅ<Ö@ S¤QWfTT<Ö@ &S¤QYiW|WSÙ<Ö@ WÝHTW`TSª JðY/@ QWÙÆ fûéS{X£pSTÿ (23) » [سورة الحشر:الآية 23]. وثبت في السنة أن النبي ﷺ سمع رجلاً يقول : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا الحي يا القيوم . فقال النبي ﷺ : (( تدرون بما دعا الله ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى )) [ رواه أبو داود وأحمد] .
2 ـ الإيمان بأن الله هو الذي سمى نفسه ولا يسميه أحد من خلقه، وهو عز وجل الذي مدح نفسه بهذه الأسماء ، وليست محدثة مخلوقة.
3 ـ الإيمان بأن أسماء الله الحسنى دالة على معان في غاية الكمال الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه ، فيجب الإيمان بتلك المعاني، كما يجب الإيمان بتلك الأسماء .
4 ـ وجوب احترام معاني تلك الأسماء وعدم التعرض لها بالتحريف أو التعطيل .
5 ـ الإيمان بما يقتضيه كل اسم من تلك الأسماء من الأحكام وما يترتب عليها من الأفعال والآثار .
ولتوضيح هذه الأمور الخمسة نضرب مثلاً على ذلك باسم الله (السميع) فيجب فيه مراعاة ما يأتي :
أ ـ الإيمان بثبوت اسم "السميع" اسماً من أسماء الله الحسنى لوروده في القرآن والسنة .
ب ـ الإيمان بأن الله هو الذي سمى نفسه بذلك وتكلم به وأنزله في كتابه العزيز .
ج ـ الإيمان بأن "السميع" تضمن معنى السمع وهو صفة من صفاته .
د ـ وجوب احترام صفة السمع التي دل عليها اسم (السميع) ، وعدم تحريف معناها أو تعطيله .
هـ ـ الإيمان بأن الله يسمع كل شيء ، وأن سمعه وسع جميع الأصوات والإيمان بالأثر المترتب على ذلك الإيمان من وجوب مراقبة الله وخشيته وخوفه، واليقين التام بأن الله عز وجل لا تخفى عليه خافية .
وينبغي أن يراعى في إثبات صفات الله العلى ما يأتي:
1 ـ إثبات جميع الصفات الواردة في القرآن والسنة لله عز وجل حقيقة من غير تحريف ولا تعطيل .
2 ـ الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى متصف بصفات الكمال، ومنزه عن صفات النقص والعيب .
3 ـ عدم مماثلة صفات الله بصفات المخلوقين ، فإن الله سبحانه ليس كمثله شيء لا في صفاته ولا في أفعاله . قال الله تعالى: ¼ ð¨`~TVÖ -YãYpÕYÙVÒ c$òpøTW® WéSåWè SÄ~YÙQW©Ö@ S¤kY±WT<Ö@ » [سورة الشورى:الآية 11].
4 ـ اليأس التام من معرفة كيفية تلك الصفات ؛ لأنه لا يعلم كيف صفة الله غيره ، فذلك لا سبيل لمخلوق إليه .
5 ـ الإيمان بما ترتب على تلك الصفات من أحكام وما تقتضيه من آثار ، فلكل صفة عبودية .
ولتوضيح هذه الأمور الخمسة نضرب مثلاً على ذلك بصفة "الاستواء" فيجب فيها مراعاة ما يأتي :
1 ـ إثبات صفة الاستواء والإيمان بها لورودها في النصوص الشرعية . قال تعالى : ¼ SÝHTWÙ`QW£Ö@ øVÕWÆ X«ó£TWÅ<Ö@ uüWéWTT`ª@ (5) » [سورة طه:الآية 5]
2 ـ إثبات صفة الاستواء لله عز وجل على وجه الكمال اللائق به تعالى، وأن معناها علو الله وارتفاعه على عرشه حقيقة، كما يليق بجلاله وغناه .
3 ـ عدم مماثلة استواء الخالق على العرش باستواء المخلوقين، فالله غني عن العرش لا يحتاج إليه ، وأما استواء المخلوق فلازمه الافتقار والاحتياج لقوله تعالى : ¼ ð¨`~TVÖ -YãYpÕYÙVÒ c$òpøTW® WéSåWè SÄ~YÙQW©Ö@ S¤kY±WT<Ö@ » [سورة الشورى:الآية 11].
4 ـ عدم الخوض في كيفية استواء الخالق على العرش ؛ فذلك أمر غيبـي لا يعلمه إلا الله عز وجل .
5 ـ الإيمان بالحكم والأثر المترتب على ذلك من إثبات عظمة الله وجلاله وكبريائه اللائق به الذي دل عليه علوه سبحانه المطلق على الخلق أجمعين ، واتجاه القلوب إليه في العلو كما يقول الساجد : ( سبحان ربي الأعلى ) .
ثالثاً : اعتقاد العبد بأن الله هو الإله الحق المتفرد باستحقاق العبادات كلها الظاهرة والباطنة وحده لا شريك له .
قال تعالى : ¼ `WÍVÖWè WTÞT`WÅWT Á QXÔS{ xàTTQWÚRK ZéSªWQ¤ gÜKV N èSST`Æ@ JðW/@ N éSYÞWT`@ Wè $ðéSçÅHTJð¹Ö@ » [سورة النحل:الآية 36]. وما من رسول إلا قال لقومه : ¼ N èSST`Æ@ JðW/@ WÚ ØRÑVÖ óÝYQÚ ]ãHTVÖXM ,ISâS¤`kTWçÆ » [سورة الأعراف:الآية 59].
وقال تعالى : ¼ :WÚWè vN èS£YÚRK PVMX N èSST`ÅW~YÖ JðW/@ WÜkY±YÕoñ` SãTVÖ WÝÿPYÖ@ ò:TWÉWÞTS » [سورة البينة:الآية 5].
وفي الصحيحين أن النبي ﷺ قال لمعاذ : (( أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله . قلت : الله ورسوله أعلم . قال : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً )) .
والإله الحق : هو الذي تألهه القلوب فتمتلئ بمحبته عن محبة ما سواه وتكتفي برجائه عن رجاء ما سواه ، وتستغني بسؤاله والاستعانة به وخوفه وخشيته عما سواه .
قال تعالى: ¼ ðÐYÖ.V¢ UfûKVYT WJð/@ WéSå SQÌW<Ö@ UfûVKV Wè WÚ WÜéSÆ`TWÿ ÝYÚ -YãTTYßèS WéSå ñÔY¹HTWT<Ö@ UfûVKV Wè JðW/@ WéSå JñøYÕWÅ<Ö@ S¤gkW|<Ö@ (62) » [سورة الحج:الآية 62].
وهذا هو توحيد الله بأفعال العباد .
أهمية التوحيد : تتجلى أهمية هذا التوحيد فيما يلي :
1 ـ أنه أول هذا الدين وغايته وآخره وظاهره وباطنه ، وهو دعوة الرسل عليهم السلام .
2 ـ لأجل هذا التوحيد خلق الله الخلق وأرسل الرسل وأنزل الكتب ، ولأجله اختلفت الخليقة فافترقوا إلى مؤمنين وكفار وسعداء وأشقياء.
3 ـ أنه أول واجب على المكلف وأول ما يدخل به العبد الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا .
تحقيق التوحيد :ـ
تحقيق التوحيد : هو تخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي، وينقسم إلى قسمين ، واجب ومندوب .
فالواجب يكون بثلاثة أشياء :
1 ـ تخليصه من الشرك المنافي لأصل التوحيد .
2 ـ تخليصه من البدع التي تنافي كماله الواجب أو تنافي أصله إن كانت من البدع المكفرة .
3 ـ تخليصه من المعاصي التي تنقص من ثوابه وتؤثر فيه .
وأما المندوب : فهو المأمور به استحباباً ، ومن أمثلته ما يلي:
أ ـ تحقيق كمال مرتبة الإحسان .
ب ـ تحقيق كمال مرتبة اليقين .
ج ـ تحقيق كمال الصبر الجميل بعدم الشكوى إلى غير الله تعالى.
د ـ تحقيق كمال الاستغناء بسؤال الله تعالى عن خلقه .
هـ تحقيق مرتبة التوكل بترك بعض المباح من الأسباب كالاسترقاء والاكتواء توكلاً على الله تعالى .
و ـ تحقيق كمال مرتبة المحبة التعبدية بالتقرب إلى الله بالنوافل.
فمن حقق التوحيد على الوجه الذي تقدم ذكره وسلم من الشرك الأكبر فله الأمن من الخلود في النار ، ومن سلم من الشرك الأكبر والأصغر وبعد عن كبائر الذنوب والمعاصي فله الأمن التام في الدنيا والآخرة .
قال تعالى : ¼ QWÜMX JðW/@ W S£YÉpTçÅWÿ ÜKV ðÏW£pTSÿ -YãY S£YÉpTTçÅWÿWè WÚ WÜèS ðÐYÖ.V¢ ÝWÙYÖ &&Sò:WWÿ » [سورة النساء:الآية 48].
وقال تعالى : ¼ WÝÿY¡PVÖ@ N éSÞTWÚ ò `yVÖWè N ;éTTS©Y<ÕWTÿ ySäWÞTHTWÙÿXM ]y<ÕRÀ¹Y ðÐMXù;HTTVÖOèKR SØSäVÖ SÝ`ÚVKô@ ØSåWè WÜèSWT`äQSÚ (82) » [سورة الأنعام:الآية 82]
وضد التوحيد الشرك ، وهو ثلاثة أقسام :
1 ـ شرك أكبر مناف لأصله لا يغفره الله إلا بالتوبة منه ، فمن مات عليه فهو مخلد في النار ، وهو أن يجعل العبد لله نداً في عبادته ، يدعوه كما يدعو الله ويقصده ويتوكل عليه ويرجوه ويحبه ويخشاه كما يحب الله ويخشاه.
قال تعالى : ¼ ISãPVTßMX ÝWÚ `ÏX£pTSTÿ YJð/@YT `TWÍWTÊ W×QW£W JðS/@ Yã`~VÕWÆ WàPVÞW<Ö@ SãHTúWèK<WÚWè $S¤QWTÞÖ@ WÚWè fûkYÙYÕHTJðÀ¹ÕYÖ óÝYÚ x¤fTT±ßKV » [سورة المائدة:الآية 72]
2 ـ شرك أصغر مناف لكماله ، وهو كل وسيلة أو ذريعة يتطرق بها إلى الشرك الأكبر ، مثل الحلف بغير الله ويسير الرياء.
3 ـ الشرك الخفي ، وهو الذي يتعلق بالنيات والمقاصد ، وقد يكون أكبر أو أصغر كما هو موضح في الأول والثاني .
عن محمود بن لبيد رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال : الرياء )) [ رواه الإمام أحمد ] .
(2) ـ تعريف العبادة :
العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد وأعمال القلوب وأعمال الجوارح وكل ما يقرب إلى الله من الأفعال والتروك .
ويدخل في اسم العبادة كل ما شرعه الله في كتابه أو سنة رسوله محمد ﷺ وهي عبادات متنوعة ، فمنها عبادات قلبية ، كأركان الإيمان الستة والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة وغيرها من العبادات ، ومنها عبادات ظاهرة كالصلاة والزكاة والصوم والحج .
ولا تصح العبادة حتى تنبني على أصلين :
الأول : إخلاص العبادة لله وعدم الإشراك به ، وهذا معنى شهادة أن لا إله إلا الله .
قال تعالى : ¼ WKV YãPVÕYÖ SÝÿPYÖ@ &ñ°YÖW<Ö@ fÛTÿY¡PVÖ@ Wè N èS¡WPVT@ ÛYÚ ,-YãTTYTßèS ò:fTTTTTT~YÖ`èVK WÚ `ØSåSST`ÅWTß PVMX :WTßéSTQX£WÍS~YÖ øVÖXM JðY/@ uvøWÉ<ÖS¦ QWÜMX JðW/@ SØRÑmï`mð `ySäWTÞ`~WT Á WÚ `ØSå Yã~YÊ %WÜéSÉYÕWmïm`ð QWÜMX WJð/@ W ÷Y`äWTÿ óÝWÚ WéSå tY¡HTTVÒ b¤PVÉW{ (3) » [سورة الزمر:الآية 3].
وقال تعالى : ¼ :WÚWè vN èS£YÚRK PVMX N èSST`ÅW~YÖ JðW/@ WÜkY±YÕoñ` SãTVÖ WÝÿPYÖ@ ò:TWÉWÞTS » [سورة البينة:الآية 5]
الثاني : المتابعة لما جاء به رسول الله ﷺ ، بأن يفعل العبد مثل ما فعل النبي ﷺ على الوجه الذي فعل من غير زيادة ولا نقصان ، وهذا معنى شهادة أن محمداً رسول الله .
قال سبحانه وتعالى : ¼ `ÔSTÎ ÜMX `ySÞRÒ WÜéQSYST JðW/@ øYTßéSÅYPVT@WTÊ SØRÑ`Y`STÿ JðS/@ ó£YÉpTTçÅWTÿWè `yRÑVÖ p%yRÑWéSTßS¢ » [سورة آل عمران:الآية 31].
وقال تعالى : ¼ :WÚWè SØRÑHùWT ò SÓéSªQW£Ö@ SâèS¡SWTÊ WÚWè óØRÑHùWäWTß SãTT`ÞWÆ &N éSäWß@WTÊ » [سورة الحشر:الآية 7].
وقال تعالى: ¼ ðTWTÊ ðÐQYTW¤Wè W fûéSÞYpÚëSÿ uøPVW ðÏéSÙYPÑWSÿ WÙ~YÊ W£fTTTTW® `ySäWTÞ`~WT QWØR W N èSTTmïYðm õøYÊ `ØXäY©STÉßKV _W£W QWÙQYÚ ð`~ðµWTÎ N éSÙPYÕW©SÿWè _Ù~YÕpT©WT (65) » [سورة النساء:الآية 65].
والعبودية التامة لا تتحقق إلا بأمرين :
الأول : كمال المحبة لله ، بحيث يقدم العبد محبة الله ومحبة ما يحبه الله على محبة أيِّ شي آخر .
الثاني : كمال الخضوع والتذلل لله ، بحيث يخضع العبد لله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه .
فالعبودية عبارة عما يجمع كمال المحبة مع كمال التذلل والخضوع والرجاء والخوف ؛ وبذلك تتحقق عبودية العبد لربه وخالقه ، وبالقيام بالعبودية لله يصل العبد إلى محبة الله ورضوانه، فالله يحب من العبد أن يتقرب إليه بما افترض عليه من فرائض ، وكلما ازداد العبد من نوافل العبادات ازداد قربه من الله عز وجل وارتفعت درجته عند الله ، وكان ذلك من أسباب دخول الجنة بفضل الله ورحمته .قال سبحانه وتعالى : ¼ N éSÆ` @ `ØRÑQWTW¤ _TÆQS£WµWT &[àWT~pTÉSWè ISãPVßMX W JñYSÿ fÛTÿYTWT`ÅSÙ<Ö@ (55) » [سورة الأعراف:الآية 55].
(3) أدلة وبراهين توحيد الله :
إن شواهد وحدانية الله تعالى وأدلتها كثيرة جداً ، من تأملها وأعمل فكره في تدبرها رسخ علمه وازداد يقينه بتفرد الرب سبحانه وتعالى ووحدانيته في أفعاله وأسمائه وصفاته وألوهيته .
ومن تلك الشواهد والأدلة والبراهين على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي : ـ
أ ـ عظم خلق هذا الكون ودقة صنعه وتنوع مخلوقاته ، والنظام الدقيق الذي يسير عليه ، فمن تأمل ذلك وأعمل فيه فكره أيقن بوحدانية الله . فالذي يتأمل خلق السموات والأرض وخلق الشمس والقمر وخلق الإنسان والحيوان وخلق النبات والجماد يعلم يقيناً أن لها خالقاً كاملاً في أسمائه وصفاته وألوهيته فدل على أنه وحده هو المستحق للعبادة .
قال سبحانه وتعالى: ¼ TTWÞ<ÕWÅWWè Á X³`¤KKVô@ øYª.WèW¤ ÜKV W~YÙWT óØXäY TTWÞ<ÕWÅWWè Wä~YÊ _TWYÊ ¾SSª óØSäPVÕWÅPVÖ WÜèSWT`äWTÿ (31) TTWÞ<ÕWÅWWè ò:WÙQW©Ö@ _TÉpTÍWª $^ÀºéSÉo`Jð óØSåWè óÝWÆ WäYHTWTÿ ò WÜéS¶X£`ÅSÚ (32) WéSåWè ÷Y¡PVÖ@ WÌVÕW WÔTT`~PVÖ@ W¤WäQWTÞÖ@ Wè ð¨`ÙJðTÖ@ Wè $W£WÙWTÍ<Ö@ Wè QbÔSÒ Á xÐVÕWTÊ WÜéSWT`©WTÿ (33) » [سورة الأنبياء:الآيات 31-33] .
وقال تعالى : ¼ óÝYÚWè -YãYHTWTÿ ò SÌT<ÕW g.WéHTWÙQW©Ö@ X³`¤KKVô@ Wè ñÈHTVÕYpT@ Wè óØS|YWÞY©<ÖVK p&yRÑYTß.Wé<ÖVK Wè QWÜMX Á ðÐYÖ.V¢ xHTWTÿKVð WÜkYÙYÕHTWÅ<ÕPYÖ (22) » [سورة الروم:الآية 22].
ب ـ ما بعث الله به الرسل من الشرائع وأيدهم به من الآيات والبراهين التي تدل على وحدانيته وتفرده عز وجل بالعبادة ، فما شرعه الله لخلقه من الأحكام دليل واضح على أنّ ذلك لا يصدر إلا من رب حكيم عليم بما خلق وما يصلح به الخلق .
قال تعالى: ¼ `TWÍVÖ WTÞ<ÕWª`¤VK WTÞVÕSªS¤ gHTWTÞQX~W<Ö@Y WÞ<ÖW¥ßKV Wè ñySäWÅWÚ ðHTWTYÑ<Ö@ WÜ W¦kYÙ<Ö@ Wè W×éSÍW~YÖ ñ§PVÞÖ@ Y$¸`©YÍ<Ö@Y » [سورة الحديد:الآية 25].
وقال تعالى : ¼ ÔSTÎ XÝMXùPVÖ gWÅWÙWT`@
ñ¨ßXMô@
QSÝY<Ö@
Wè uvøVÕWÆ ÜKV
N
éST
ج ـ الفطرة التي فطر الله قلوب العباد عليها من الإقرار بوحدانية الله ، وهي أمر مستقر في النفوس ، وإذا ما ألم بالإنسان ضرر وجد ذلك ورجع إلى الله ، ولو سلم الإنسان من الشبهات ، والشهوات التي تغير فطرته لما وجد في قرارة نفسه إلا الإقرار والتسليم بتفرد الله في ألوهيته وأسمائه وصفاته وأفعاله والتسليم لشرعه الذي بعث به رسله عليهم الصلاة والسلام .
قال تعالى: ¼ `yYÎVKWTÊ ðÐWä`Wè XÝÿPYÕYÖ &_TTÉ~TYÞW ðW£p¹YÊ JðY/@ øYPVÖ@ W£ð¹WTÊ ð§PVTÞÖ@ &Wä`~TVÕWÆ W ðÔÿYóTW gÌ<ÕWYÖ &JðY/@ ðÐYÖ.V¢ SÝÿPYÖ@ ñyQY~TWÍ<Ö@ QWÝYÑHTVÖWè W£WT`{KV X§PVÞÖ@ W WÜéSÙVÕ`ÅWTÿ (30) ! WÜgk~YÞSÚ Yã`~VÖMX SâéSÍTTPVT@ Wè N éSÙ~YÎKV Wè WáléVÕJð±Ö@ WWè N éTSßéRÑWT fÛYÚ WÜkY{X£pTSÙ<Ö@ (31) » [سورة الروم:الآيتان 30-31]. وقال ﷺ : ((كل مولد يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ، ثم قرأ "فطرت الله الذي فطر الناس عليها " )) [ رواه البخاري ] .
* * *
الركن الثاني : الإيمان بالملائكة
(1) ـ تعريفه :
الإيمان بالملائكة : هو الاعتقاد الجازم بأن لله ملائكة خلقهم من نور مجبولين على طاعته ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، يسبحون الله الليل والنهار لا يفترون ، لا يعلم عددهم إلا الله ، كلّفهم الله بأعمال ووظائف مختلفة .
قال تعالى : : ¼ QWÝYÑHTVÖWè QW¤Yi<Ö@ óÝWÚ WÝWÚ ò YJð/@Y YzóéTW~<Ö@ Wè X£Y@ YàW|MXù;HTTVÕWÙ<Ö@ Wè g» [سورة البقرة: الآية 177].
وقال تعالى: ¼ QdÔRÒ WÝWÚ ò YJð/@Y -YãYW|XMù;HTVTÕWÚWè -YãYSñ{Wè -YãYÕSªS¤Wè W ñËQX£WÉSTß fû`kWT xWVK ÝYQÚ -&YãYÕSªQS¤ » [سورة البقرة: الآية 285].
وفي حديث جبريل المشهور لما سأل رسول الله ﷺ عن الإيمان والإسلام والإحسان . قال ـ أي جبريل ـ : فأخبرني عن الإيمان . قال ـ أي رسول الله ﷺ ـ : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن تؤمن بالقدر خيره وشره .
منزلة الإيمان بالملائكة من الدين وحكمه :
الإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان الستة ، التي لا يصح إيمان عبد ولا يقبل إلا بها .
وقد أجمع المسلمون على وجوب الإيمان بالملائكة الكرام ، فمن أنكر وجودهم ، أو وجود بعضهم ممن ذكره الله عز وجل فقد كفر وخالف الكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى : ¼ ÝWÚWè ó£SÉ<ÑWÿ YãPVÕÖ@Y -YãYW|MXù;HTTVÕWÚWè -YãYSS{Wè -YãYÕSªS¤Wè Yz`éW~<Ö@ Wè X£Y@ `WÍWTÊ QWÔTW¶ W=HTVÕW¶ [~YÅWT » [سورة النساء:الآية 136]
(2) ـ كيفية الإيمان بالملائكة :
الإيمان بالملائكة مجمل ومفصل :
الإيمان المجمل يتضمن أموراً منها :
الأول : الإقرار بوجودهم ، وأنهم خلق من خلق الله ، خلقهم الله لعبادته، وأن وجودهم حقيقي ، وعدم رؤيتنا لهم لا يدل على عدم وجودهم ، فكم من مخلوقات دقيقة في الكون لا نراها وهي موجودة حقيقة.
وقد رأي النبي ﷺ جبريل بصورته الحقيقية مرتين ، ورأى بعض الصحابة رضي الله عنهم بعض الملائكة وهم متمثلون بصورة البشر .
فقد روى الإمام أحمد في المسند عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ((رأى رسول الله ﷺ جبريل في صورته وله ستمائة جناح ، وكل جناح منها قد سدّ الأفق)) . وقد ثبت في حديث جبريل المشهور والذي رواه مسلم أن جبريل عليه السلام جاء بصورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه أحد من الصحابة .
الثاني : إنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله ، فهم عباد الله مأمورون ، أكرمهم الله ورفع مقامهم وقربهم منه ، وأن منهم رسل الله بالوحي وغيره ، ولا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه ، وهم مع هذا لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعاً ولا ضراً من دون الله ؛ ولذلك لا يجوز أن يصرف لهم شيء من أنواع العبادة فضلاً عن أن يوصفوا بصفات الربوبية كما زعمت النصارى ذلك في روح القدس عليه السلام .
قال تعالى : ¼ N éRÖWTÎWè W¡WPVT@ SÝHTWÙ`QW£Ö@ % _VÖWè I&SãWÞHTW`TSª `ÔW b WYÆ fûéSÚW£<ÑQSÚ (26) W ISãWßéSÍY`©WTÿ YÓ`éWÍ<Ö@Y ØSåWè -YâX£`ÚVKY fûéRÕWÙ`ÅWTÿ (27) » [سورة الأنبياء:الآيتان 26-27]. وقال تعالى: ¼ PV WÜéS±`ÅWTÿ JðW/@ :WÚ óØSåW£WÚVK WÜéSTÕWÅpTÉWTÿWè WÚ WÜèS£WTÚ`ëSÿ » [سورة التحريم:الآية 6]
وهذا القدر من الإيمان واجب على كل مسلم ومسلمة ، يجب عليهم أن يتعلموه ويعتقدوه ، ولا يُعذر بجهله .
أما الإيمان المفصل بالملائكة فيتضمن أموراً منها :
أولاً : مادة خلقهم :
خلق الله تعالى الملائكة من نور كما خلق سبحانه الجن من النار وخلق بني آدم من طين ، وكان خلقهم قبل خلق آدم عليه السلام .
وقد جاء في الحديث ((خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم )) [ رواه مسلم ] .
ثانياً : عدد الملائكة :
الملائكة خلق لا يحصى عددهم إلا الله عز وجل لكثرتهم ، فما في السماء من موضع أربع أصابع إلا وعليه ملك ساجد أو قائم ، كما إن البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه من كثرتهم ، ويؤتى بالنار يوم القيامة ولها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها .
قال تعالى: ¼ WÚWè ñyVÕT`ÅWÿ W éSÞTS ðÐYQTW¤ PVMX W&éSå » [سورة المدثر:الآية 31] . وجاء في الحديث أنه ﷺ قال : (( أطَّت السماء وحق أن تَئِطَّ ، ما فيها موضع قدم إلا وفيه ملك ساجد وراكع )) . وقال ﷺ عن البيت المعمور : (( يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه )) رواه البخاري ومسلم . وقال ﷺ: ((يؤتي بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك )) [ رواه مسلم].
وهنا يتبين لنا ضخامة عدد الملائكة ، فهؤلاء مثلاً يبلغ عددهم أربعة آلاف وتسعمائة مليون ملك . فكيف ببقية الملائكة ! سبحان من خلقهم وصرفهم وأحصاهم عدداً .
ثالثاً : أسماء الملائكة :
يجب الإيمان بمن سمى الله لنا في القرآن أو سماه لنا رسوله ﷺ في السنة من الملائكة وأعظمهم ثلاثة :
الأول : جبريل ، وقد يسمى جبرائيل ، وهو روح القدس الذي ينزل بالوحي الذي به حياة القلوب على الرسل عليهم السلام .
الثاني : ميكائيل ، وقد يسمى ميكال . وهو موكل بالمطر الذي به حياة الأرض يسوقه حيث أمره الله .
الثالث : إسرافيل . وهو موكل بالنفخ في الصور إيذانا بانتهاء الحياة الدنيا وابتداء الحياة الآخرة ، والذي به حياة الأجساد .
رابعاً : صفات الملائكة : الملائكة خلق حقيقي ، لهم أجسام حقيقية متصفة بصفات خلقية وخُلقيه فمن ذلك :
أ ـ عظم خلقهم وضخامة أجسامهم : خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة على صور عظيمة قوية تليق بأعمالهم الجليلة التي وكلهم الله بها في السموات والأرض .
ب ـ أن لهم أجنحة : خلق الله سبحانه وتعالى للملائكة أجنحة مثنى وثلاث ورباع ، وقد تزيد على ذلك ، كما رأى رسول الله ﷺ جبريل على صورته له ستمائة جناح وقد سد الأفق . قال تعالى: ¼ S`ÙW<Ö@ YãPVÕYÖ X£YºWTÊ gW.éHTWÙQW©Ö@ X³`¤KKVô@ Wè XÔYÆW YàVÑMXù;HTTVÕWÙ<Ö@ ½SªS¤ õøYTÖOèKR xàWYÞ`VK uøWTpÞWQÚ ðHTVTÕRWè &WÄHTWTS¤Wè SÿX¥WTÿ Á XÌ<ÕW<Ö@ WÚ S&ò:WWTÿ » [سورة فاطر:الآية 1] .
ج ـ عدم حاجتهم للطعام والشراب : خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة لا يحتاجون إلى طعام أو شراب ولا يتزوجون ولا يتناسلون .
د ـ الملائكة عقلاء ذوو قلوب : كلموا الله وكلمهم ، كلموا آدم وغيره من الأنبياء .
هـ ـ قدرتهم على التمثل بغير صورتهم الحقيقة : أعطى الله ملائكته قدرة على التمثل بصورة الذكور من البشر ، وهذا فيه رد على الوثنيين الذين زعموا أن الملائكة بنات الله .
ولا نعلم كيفية تمثلهم إلا أنهم يتمثلون بصورة دقيقة يصعب معها التفريق بينهم وبين البشر .
و ـ موت الملائكة : الملائكة يموتون جميعاً يوم القيامة بما فيهم ملك الموت ، ثم يبعثون للقيام بأعمالهم التي وكلهم الله بها.
ز ـ عبادة الملائكة : يعبد الملائكة الله سبحانه وتعالى بعبادات منها الصلاة ، والدعاء والتسبيح ، والركوع ، والسجود ، والخوف والخشية والمحبة، وغير ذلك .
ومن صفات عبادتهم ما يلي :
1 ـ الدوام والاستمرار مع عدم الفتور .
2 ـ الإخلاص لله سبحانه وتعالى .
3 ـ لزوم الطاعة وترك المعصية لعصمتهم عن الذنوب والمعاصي.
4 ـ التواضع لله مع كثرة العبادة .
قال تعالى : ¼ WÜéSQYTW©STÿ WÔTT`~PVÖ@ W¤WäQWTÞÖ@ Wè W WÜèS£STT<ÉWTÿ (20) » [سورة الأنبياء:الآية 20]
خامساً : أعمال الملائكة : تقوم الملائكة بأعمال جليلة وكلهم الله بها ، فمنهم :
1 ـ حملة العرش .
2 ـ الملك الموكل بإنزال الوحي على الرسل .
3 ـ خزنة الجنة والنار .
4 ـ الموكلون بالسحاب والقطر والنبات .
5 ـ الموكلون بالجبال .
6 ـ الملك الموكل بالنفخ في الصور .
7 ـ الموكلون بكتابة أعمال بني آدم .
8 ـ الموكلون بحفظ بني آدم، فإذا قدر الله عليه أمراً تركوه فوقع ما قدر له.
9 ـ الموكلون بملازمة الإنسان ودعوته للخير .
10 ـ الموكلون بالنطفة في الرحم ، ونفخ الروح في الإنسان وكتابة رزقه وعمله وشقي أو سعيد .
11 ـ الموكلون بقبض أرواح بني آدم عند الموت .
12ـ الموكلون بسؤال الناس في قبورهم وما يترتب عليه من نعيم أو عذاب.
13 ـ الموكلون بتبليغ النبي ﷺ سلام أمته عليه .
ولذلك لا يحتاج المسلم في سلامه على النبي ﷺ إلى شد الرحل إليه ، بل يكفي أن يصلي ويسلم عليه في أي مكان ، فإن الملائكة تنقل سلامه وتبلغه النبي ﷺ ، وإنما تشد الرحال إلى المسجد النبوي للصلاة فيه .
ولهم أعمال كثيرة جداً هذا أشهرها ، ومن الأدلة على ذلك :
قال تعالى : ¼ WÝÿY¡PVÖ@ WÜéSTÕYÙmïm`ð ð«ó£WÅ<Ö@ óÝWÚWè ISãVÖ`éW WÜéSQYW©STÿ Y`ÙWY óØXäQYTW¤ WÜéSÞYpÚëSÿWè -YãY WÜèS£YÉpTçÅWpT©WTÿWè WÝÿY¡PVÕYÖ N éSÞWÚ ò » [سورة غافر:الآية 7].
وقال تعالى : ¼ `ÔSÎ ÝWÚ WÜVÒ Q^èSWÆ WÔÿXp¤iYPXÖ ISãPVTßXMWTÊ ISãVÖQW¥WTß uøVÕWÆ ðÐY<ÕTVÎ XÜ<¢XMTTY JðY/@ » [سورة البقرة:الآية 97].
وقال تعالى : ¼ óéTVÖWè vuüW£TWT Y¢XM fûéSÙYÕHTJðÀ¹Ö@ Á g.W£WÙWTçÆ góéTWÙ<Ö@ SàVÑXMMù;HTTVÕWÙ<Ö@ Wè Nv éñ¹YªWT `yXäÿY`TÿKV Nv éTSX£<VK $SØS|W©SÉßKV » [سورة الأنعام:الآية 93].
سادساً : حقوق الملائكة على بني آدم :
أ ـ الإيمان بهم .
ب ـ محبتهم وتعظيمهم وذكر فضائلهم .
ج ـ تحريم سبّهم أو تنقصهم أو الاستهزاء بهم .
د ـ البعد عما يكرهه الملائكة ، فإنهم يتأذون مما يتأذى منه بنو آدم .
* ثمرات الإيمان بالملائكة :
أ ـ تحقيق الإيمان ، فإن الإيمان لا يصح إلا بالإيمان بهم .
ب ـ العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه ، فإن عظمة المخلوق من عظمة الخالق .
ج ـ زيادة الإيمان في قلب المسلم بمعرفة صفاتهم وأحوالهم ، ووظائفهم.
د ـ الأمن والطمأنينة للمؤمنين عند تثبيت الله لهم بالملائكة.
هـ محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادات على الوجه الأكمل واستغفارهم للمؤمنين .
و ـ بغض الأعمال الفاسدة والمعاصي .
ز ـ شكر الله سبحانه وتعالى على عنايته بعباده ، حيث وكل بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك من مصالحهم .
***
الركن الثالث : الإيمان بالكتب
الإيمان بكتب الله المنـزلة على رسله عليهم الصلاة والسلام هو الركن الثالث من أركان الإيمان ، فإن الله تعالى قد أرسل رسله بالبينات وأنزل عليهم الكتب رحمة للخلق وهداية لهم لتتحقق سعادتهم في الدنيا والآخرة ، ولتكون منهجاً يسيرون عليه وحاكمة بين الناس فيما اختلفوا فيه .
قال تعالى : ¼ `TWÍVÖ WTÞ<ÕWª`¤VK WTÞVÕSªS¤ gHTWTÞQX~W<Ö@Y WÞ<ÖW¥ßKV Wè ñySäWÅWÚ ðHTWTYÑ<Ö@ WÜ W¦kYÙ<Ö@ Wè W×éSÍW~YÖ ñ§PVÞÖ@ Y$¸`©YÍ<Ö@Y » [سورة الحديد:الآية 25]. وقال تعالى : ¼ WÜVÒ S§PVÞÖ@ ^àQWTÚRK ^áWY.Wè ðWÅWWTÊ JðS/@ WÝGTTQX~YPVÞÖ@ fÛTÿX£TPYWSÚ WÝÿY¤Y¡ÞSÚWè VÓW¥ßKV Wè SØSäWÅWÚ ðHTWTYÑ<Ö@ QXÌW<Ö@Y WØRÑ`W~YÖ WÜ`kWT g§PVÞÖ@ WÙ~YÊ N éSÉVÕWT`T@ &Yã~YÊ » [سورة البقرة:الآية 21]
(1) ـ حقيقة الإيمان بالكتب :
الإيمان بالكتب هو التصديق الجازم بأن لله كتباً أنزلها على رسله عليهم الصلاة والسلام ، وهي من كلامه حقيقة ، وأنها نور وهدى ، وأن ما تضمنته حق وصدق وعدل يحب اتباعه والعمل به ، ولا يعلم عددها إلا الله .
قال تعالى : ¼ WØPVÕW{Wè JðS/@ uøWªéSÚ _Ù~YÕ`|WT » [سورة النساء:الآية 164]. وقال تعالى ¼ óÜMX Wè bWTVK WÝYQÚ WÜkYÒX£pTSÙ<Ö@ ðÏW¤WWT`ª@ Sâó£XKVWTÊ uøPVW WÄWÙ`©WTÿ WØHTVÕVÒ JðY/@ » [سورة التوبة:الآية 6]
(2) ـ حكم الإيمان بالكتب :
يجب الإيمان بجميع الكتب التي أنزلها الله على رسله عليهم الصلاة السلام، وأن الله تبارك وتعالى قد تكلم بها حقيقة ، وأنها منزلة غير مخلوقة، ومن جحدها أو جحد شيئاً منها فقد كفر .
قال تعالى : ¼ WäQSTÿKVH;TTWÿ WÝÿY¡PVÖ@ Nv éTSÞWÚ ò N éSÞYÚ ò gJð/@Y -YãYÖéSªW¤Wè gHTWTYÑ<Ö@ Wè ÷Y¡PVÖ@ WÓQW¥WTß uøVÕWÆ -YãYÖéSªW¤ gHTWTY|<Ö@ Wè v÷Y¡PVÖ@ WÓW¥ßKV ÝYÚ &SÔ`WTÎ ÝWÚWè ó£SÉ<ÑWÿ YãPVÕÖ@Y -YãYW|MXù;HTTVÕWÚWè -YãYSS{Wè -YãYÕSªS¤Wè Yz`éW~<Ö@ Wè X£Y@ `WÍWTÊ QWÔTW¶ W=HTVÕW¶ [~YÅWT (136) » [سورة النساء:الآية 136].
وقال تعالى: ¼ W¡WHTåWè }HTWTYÒ SãHTWTÞ<ÖW¥ßVK bÏW¤WSÚ SâéSÅYPVT@TWTÊ N éSÍPVT@ Wè óØRÑPVÕWÅVÖ WÜéSÙWó£TST (155) » [سورة الأنعام:الآية 155]
(3) ـ حاجة الناس للكتب والحكمة من إنزالها :
أولاً : ليكون الكتاب المنزل على الرسول هو المرجع لأمته ، فيرجعون إليه لمعرفة دينهم .
ثانياً : ليكون الكتاب المنزل على الرسول هو الحكم العدل لأمته في كل ما يختلفون فيه .
ثالثاً : ليقوم الكتاب المنزل بحفظ الدين بعد موت الرسول مهما تباعدت الأمكنة والأزمنة ، كما هو الحال في دعوة نبينا محمد ﷺ .
رابعاً : لتكون هذه الكتب حجة الله على خلقه ، لا يسعهم مخالفتها ولا الخروج عنها .
قال تعالى : ¼ WÜVÒ S§PVÞÖ@ ^àQWTÚRK ^áWY.Wè ðWÅWWTÊ JðS/@ WÝGTTQX~YPVÞÖ@ fÛTÿX£TPYWSÚ WÝÿY¤Y¡ÞSÚWè VÓW¥ßKV Wè SØSäWÅWÚ ðHTWTYÑ<Ö@ QXÌW<Ö@Y WØRÑ`W~YÖ WÜ`kWT g§PVÞÖ@ WÙ~YÊ N éSÉVÕWT`T@ &Yã~YÊ » [سورة البقرة:الآية 21]
(4) ـ كيفية الإيمان بالكتب :
الإيمان بكتب الله إجمالي وتفصيلي :
أما الإجمالي : فهو أن تؤمن بأن الله أنزل كتباً على رسله عليهم الصلاة والسلام .
وأما التفصيلي : فهو أن تؤمن بما سمى الله من كتبه في القرآن الكريم ، وقد علمنا من ذلك القرآن والتوراة والزبور والإنجيل وصحف إبراهيم وموسى ، وتؤمن بأن لله سوى ذلك كتباً أنزلها على أنبيائه ، لا يعرف أسماءها وعددها إلا الذي أنزلها سبحانه وتعالى .
وهذه الكتب كلها جاءت لتحقيق توحيد الله بإفراده بالعبادة وعمل الصالحات والنهي عن الشرك والإفساد في الأرض ، فأصل دعوة الأنبياء واحد وإن اختلفوا في الشرائع والأحكام .
والإيمان بالكتب الإقرار بنزولها على الرسل السابقين , والإيمان بالقرآن إقرار به واتباع لما فيه .
قال تعالى: ¼ WÝWÚ ò SÓéSªQW£Ö@ :WÙY WÓX¥ßKR Yã`~VÖMX ÝYÚ -YãYQTQW¤ &WÜéSÞYÚ`ëSÙ<Ö@ Wè QdÔRÒ WÝWÚ ò YJð/@Y -YãYW|XMù;HTVTÕWÚWè -YãYSñ{Wè -YãYÕSªS¤Wè » [سورة البقرة:الآية 285].
وقال تعالى: ¼ N éSÅXPVT@ :WÚ WÓX¥ßKR ØRÑ`~VÖMX ÝYQÚ `yRÑTQYTQW¤ WWè N éSÅYPVTWT ÝYÚ ,-YãTTYßèS %ò:WT~YÖ`èVK » [سورة الأعراف:الآية 3].
وقد امتاز القرآن عن الكتب السابقة بأمور أهمها :
1 ـ أنه معجز بلفظه ومعناه وما فيه من الحقائق الكونية والعلمية.
2 ـ أنه آخر الكتب السماوية ، فقد ختمت به الكتب كما ختمت الرسالات بنبينا محمد ﷺ .
3 ـ أن الله قد تكفل بحفظه من كل تحريف أو تبديل ، خلافاً للكتب الأخرى فقد وقع فيها التحريف والتبديل .
4 ـ أنه مصدق لما قبله من الكتب ومهيمن عليها .
5 ـ أنه ناسخ لجميع الكتب السابقة .
قال تعالى: ¼ WÚ WÜVÒ _TTÿYW uüW£WpTÉSÿ ÝY|HTVÖWè WÌÿYp±WT ÷Y¡PVÖ@ WÜ`kTW Yã`TÿWWÿ WÔ~Y±pTÉWWè QXÔS{ xòóøW® ÷_TTSåWè ^àWÙT`W¤Wè xz`éWÍPYÖ WÜéSÞYÚ`ëSTÿ » [سورة يوسف:الآية 111]
(5) ـ قبول أخبار الكتب السابقة :
نعلم يقيناً أن ما جاء في تلك الكتب من الأخبار التي أوحاها الله إلى رسله عليهم الصلاة والسلام حق لا شك فيه .
وهذا لا يعني أن نقبل ما في الكتب الموجودة الآن بين أيدي أهل الكتاب؛ لأنها حرفت وبدلت ، فلم تبق على أصولها التي أنزلها الله على رسله عليهم الصلاة والسلام .
ومما علمناه يقيناً من تلك الكتب ما أخبرنا الله به في كتابه من أنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ، وأن سعيه سوف يُرى ثم يُجزاه الجزاء الأوفى .
قال تعالى : ¼ ó×KV óØVÖ K<QWTWTÞSTÿ WÙYT Á YÈSS² uøWªéSÚ (36) ðy~Yå.W£`TXM Wè ÷Y¡PVÖ@ uvøPVÊWè (37) PVKV S¤X¥WT báW¤X¦ Wè W¤`¦Xè uüW£pTTKR (38) ÜKV Wè ð¨óT~PVÖ XÝHTW©TßægpYÖ PVMX WÚ uøWÅWª (39) QWÜKV Wè ISãWT~`ÅTWª ðÇóéTWª uüW£STÿ (40) QWØR SãHTúW¥mïm`ñ ò: W¥W<Ö@ uøWTÊ`èVKô@ (41) » [سورة النجم:الآيات 36-41].
وقال تعالى: ¼ `ÔWT WWÜèS£YTpëST WáléW~W<Ö@ WTp~ßJñÖ@ (16) SáW£Y@ Wè b¤`kW uvøWÍ`TVK Wè (17) JðûMX W¡HTWå øYÉVÖ YÈSJñ±Ö@ uøVÖèRKô@ (18) YÈSS² WØ~TYå.W£`TXM uøWªéSÚWè (19) » [سورة الأعلى:الآيات 16-19]
وأما أحكامها : فإن ما في القرآن يلزمنا التعبد به ، بخلاف ما في الكتب السابقة ، فإننا ننظر إن كان مخالفاً لشريعتنا فإننا لا نعمل به ؛ لا لأنه باطل ، بل هو حق في زمنه ولكن لا يلزمنا العمل به ؛ لأنه نسخ بشريعتنا ، فإن وافق شريعتنا فإنه حق دلت شريعتنا على صحته.
(6) ـ الكتب السماوية التي ورد ذكرها في القرآن والسنة، هي:
1 ـ القرآن الكريم :
وهو كلام الله الذي أنزله على محمد ﷺ خاتم الرسل والأنبياء ، فكان آخر الكتب المنزلة ، وقد تكفل الله بحفظه من التحريف والتبديل وجعله ناسخاً للكتب الأخرى .
قال تعالى: ¼ PVTßXM SÝ`Wß WTÞ<ÖQW¥WTß W£T`{PY¡Ö@ PVTßMX Wè ISãWTÖ WÜéRÀ¹YÉHTTWVÖ (9) » [سورة الحجر:الآية 9].
وقال تعالى : ¼ :WTÞ<ÖW¥ßKV Wè ðÐ`~VÖMX ðHTWYÑ<Ö@ JXÌW<Ö@YT _TTÎYJf±SÚ WÙPYÖ fû`kWT Yã`TÿWWTÿ WÝYÚ gHTWY|<Ö@ [TTÞYÙ`~TWäSÚWè $Yã`~VÕWÆ ØRÑ`@WTÊ ySäWTÞ`~WT :WÙYT WÓW¥ßKV $JðS/@ » [سورة المائدة: الآية 48].
2 ـ التوراة :
وهي الكتاب الذي أنزله الله على موسى عليه السلام وجعلها هدى ونوراً يحكم بها أنبياء بني إسرائيل وأحبارهم .
والتوراة التي يجب الإيمان بها هي التي أنزلها الله على موسى عليه السلام وليست التوراة المحرفة الموجودة عند أهل الكتاب اليوم .
قال تعالى : ¼ :PVTßXM WÞ<ÖW¥ßVK WàHTúW¤óéPVÖ@ fTä~YÊ ÷_TSå &c¤éSTßWè SØRÑmï`mð WäYT fûéQS~XQWÞÖ@ WÝÿY¡PVÖ@ N éSÙVÕpTªVK WÝÿY¡PVÕYÖ N èS Wå WÜéQS~YÞHTTQWTQW£Ö@ Wè S¤WpVKô@ Wè WÙYT N éRÀ¹YÉóSpTª@ ÝYÚ gHTWYÒ JðY/@ » [سورة المائدة:الآية 44] .
3 ـ الإنجيل :
وهو الكتاب الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام بالحق مصدقاً لما قبله من الكتب السماوية .
والإنجيل الذي يجب الإيمان به هو الكتاب الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام بأصوله الصحيحة ، وليست الأناجيل المحرفة الموجودة اليوم عند أهل الكتاب .
قال تعالى ¼ WÞTóT~PVÉWTÎWè uvøVÕWÆ ØYåX£HTTV ò øW©~YÅYT XÝ`T@ WØWTÿó£WÚ _TÎYPTW±SÚ WÙPYÖ WÜ`kWT Yã`TÿWWTÿ WÝYÚ $YàHTúW¤óéPVÖ@ SãHTWTÞ`~WT òWè WÔ~Yßægô@ Yã~YÊ ÷_TSå c¤éSTßWè _TÎPYfT±SÚWè WÙPYÖ WÜ`kTWT Yã`TÿWWTÿ WÝYÚ YàHTúW¤óéPVÖ@ ÷_TTSåWè _àðÀ¹YÆóéWÚWè WÜkYÍPVSÙ<ÕYPÖ (46) » [سورة المائدة:الآية 46].
ومما ضمنته التوراة والإنجيل البشارة برسالة نبينا محمد ﷺ . قال تعالى ¼ WÝÿY¡PVÖ@ WÜéSÅYPVWTÿ WÓéSªQW£Ö@ JðøXPVÞÖ@ JðøQYÚRKô@ ÷Y¡PVÖ@ ISãWTßèSYWTÿ [TéS<ÑWÚ `ØSåWÞYÆ Á YàHTúW¤`éPVÖ@ XÔ~Yßægô@ Wè ØSåS£SÚK<WTÿ gÇèS£`ÅWÙ<Ö@Y `ØSäHùWä`ÞWTÿWè XÝWÆ X£VÑÞSÙ<Ö@ QSÔmïmSYWè ñySäVÖ gHTWQXT~Jð¹Ö@ S×QX£WSTÿWè ñyXä`~VÕWÆ ðMXù;HTTWW<Ö@ SÄWµWTÿWè `ØSä`ÞWÆ `ØSåW£`²MX ðÔHTVÕçT<ÆKKVô@ Wè øYPVÖ@ pWTßVÒ &`yä`Y~VÕWÆ » [سورة الأعراف:الآية 157]
4 ـ الزبور :
وهو الكتاب الذي أنزله الله على داود عليه السلام . والزبور الذي يجب الإيمان به هو ما أنزله الله على داود عليه السلام وليس ما دخل عليه التحريف من عمل اليهود . قال تعالى: ¼ WÞT`~WT òWè W ISè W _¤éSW¦ » [سورة النساء:الآية 163]
5 ـ صحف إبراهيم وموسى :
وهي الصحف التي آتاها الله إبراهيم وموسى عليهما السلام وهذه الصحف مفقودة ولا يعرف منها شيء إلا ما جاء ذكره عنها في القرآن الكريم والسنة.
قال تعالى : ¼ ó×KV óØVÖ K<QWTWTÞSTÿ WÙYT Á YÈSS² uøWªéSÚ (36) ðy~Yå.W£`TXM Wè ÷Y¡PVÖ@ uvøPVÊWè (37) PVKV S¤X¥WT báW¤X¦ Wè W¤`¦Xè uüW£pTTKR (38) ÜKV Wè ð¨óT~PVÖ XÝHTW©TßægpYÖ PVMX WÚ uøWÅWª (39) QWÜKV Wè ISãWT~`ÅTWª ðÇóéTWª uüW£STÿ (40) QWØR SãHTúW¥mïm`ñ ò: W¥W<Ö@ uøWTÊ`èVKô@ (41) » [سورة النجم:الآيات 36-41].
وقال تعالى: ¼ `ÔWT WWÜèS£YTpëST WáléW~W<Ö@ WTp~ßJñÖ@ (16) SáW£Y@ Wè b¤`kW uvøWÍ`TVK Wè (17) JðûMX W¡HTWå øYÉVÖ YÈSJñ±Ö@ uøVÖèRKô@ (18) YÈSS² WØ~TYå.W£`TXM uøWªéSÚWè (19) » [سورة الأعلى:الآيات 16-19]
***
الركن الرابع : الإيمان بالرسل
(1) ـ الإيمان بالرسل عليهم السلام :
هو : أحد أركان الإيمان التي لا يتحقق إيمان العبد إلا بها.
والإيمان بالرسل : هو الاعتقاد الجازم بأن لله رسلاً اصطفاهم لتبليغ رسالاته، فمن اتبعهم فقد اهتدى ، ومن عصاهم فقد غوى ، وأنهم قد بلغوا ما أنزل الله إليهم من ربهم البلاغ المبين ، وأدوا الأمانة ونصحوا الأمة ، وجاهدوا في الله حق جهاده ، وأقاموا الحجة ولم يبدلوا أو يغيروا أو يكتموا شيئاً مما أرسلوا به ، ونؤمن بمن سمى الله لنا ومن لم يسمِّ ، وكل رسول يبشر بمن يأتي بعده ، والمتأخر منهم يصدق من قبله .
قال تعالى : ¼ vN
éTRÖéSTÎ UfTTTTÞWÚ
ò YJð/@Y :WÚWè WÓX¥ßKR
WÞT`T~VÖXM
:WÚWè WÓX¥ßKR
uvøVÖXM
ðyGTTYå.W£`TXM
WÔ~YÅHTTWTÙóªXM
Wè WÌHTWóªXM
Wè ðéSÍ`ÅWTÿWè Y·WTóªVKô@
Wè :WÚWè ðøYTèRK
uøWªéSÚ uøW©~YÆWè :WÚWè øYTèRK
fûéQS~XPVÞÖ@
ÝYÚ `yXäYQTQW¤ W SËQX£WÉSTß WÜ`kW xWKV
`ySä`ÞTQYÚ Wè ISãTVÖSÝð
فمن كذب رسولاً فقد كذب الذي صدقه ، ومن عصاه فقد عصى من أمر بطاعته . قال تعالى : ¼ QWÜMX fÛTÿY¡PVÖ@ WÜèS£SÉ<ÑWÿ YJð/@Y -YãYÕSªS¤Wè WÜèSÿX£STÿWè ÜKV N éSTÎQX£WÉSTÿ WÜ`kTW JðY/@ -YãYÕSªS¤Wè fûéRÖéSÍWTÿWè SÝYÚ`ëSTß w´`ÅWY S£SÉ`|WTßWWè w´`ÅWY WÜèSÿX£STÿWè ÜKV N èS¡YPVWTÿ WÜ`kW ðÐYÖ.V¢ ½~YWª (150) ðÐMXù;HTTVÖOèKR SØSå WÜèS£YÉHTVÑ<Ö@ &Q^TÍW WTß`TWT`ÆVK Wè WÝÿX£YÉHTVÑ<ÕYÖ _T W¡WÆ _TÞ~TXäQSÚ (151) » [سورة النساء:الآيتان 150-151].
(2) ـ حقيقة النبوة :
النبوة : واسطة بين الخالق والمخلوق في تبليغ شرعه ، يَمُنُّ الله بها على من يشاء من عباده ، ويختار لها من شاء من خلقه ، فما كانت الخيرة لأحد غيره سبحانه . قال وتعالى : ¼ JðS/@ øYÉV¹p±WTÿ fÛYÚ YàW|MXù;HTTVÕWÙ<Ö@ ¾SªS¤ fÛYÚWè &X§PVÞÖ@ UfûMX WJð/@ =SÄ~YÙWª c¤kY±WT (75) » [سورة الحج:الآية 75]
والنبوة : توهب ولا تكتسب ، لا تدرك بكثرة طاعة أو عبادة ، ولا تأتي باختيار النبي أو طلبه ، وإنما هي اجتباء واصطفاء من الله عز وجل . وقال تعالى : ¼ JðS/@ õøYWTmïmð` Yã`T~VÖMX ÝWÚ Sò:TWWÿ v÷Y`äWTÿWè Yã`~TVÖMX ÝWÚ ñ~YTÞSTÿ » [سورة الشورى:الآية 13].
(3) الحكمة من إرسال الرسل :
الحكمة من إرسال الرسل عليهم السلام تتمثل في أمور منها:
أولاً : إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن رق عبودية المخلوق إلى حرية عبادة رب العباد . قال تعالى: ¼ :WÚWè ðÐHTTWTÞ<ÕWª`¤VK PVMX ^àWÙ`W¤ fûkYÙVÕHTWÅ<ÕPYÖ (107) » [سورة الأنبياء:الآية 10].
ثانياً : التعريف بالغاية التي خلق الله الخلق لأجلها ، وهي عبادته وتوحيده والتي لا تعرف إلا عن طريق الرسل الذين اصطفاهم الله من خلقه وفضلهم على العالمين .
قال تعالى :¼ `WÍVÖWè WTÞT`WÅWT Á QXÔS{ xàTTQWÚRK ZéSªWQ¤ gÜKV N èSST`Æ@ JðW/@ N éSYÞWT`@ Wè $ðéSçÅHTJð¹Ö@ » [سورة النحل:الآية 36]
ثالثاً : إقامة الحجة على البشر بإرسال الرسل . قال تعالى : ¼ ¾SªQS¤ WÝÿX£PYWTQSÚ WÝÿY¤Y¡ÞSÚWè PVWLùYÖ WÜéRÑWTÿ X§PVÞÕYÖ øVÕWÆ JðY/@ =SàQWS W`ÅWT &XÔSªQS£Ö@ WÜW{Wè JðS/@ [¥ÿX¥WÆ _TÙ~YÑW (165) » [سورة النساء:الآية 165]
رابعاً : بيان بعض المغيّبات التي لا يدركها الناس بعقولهم ، مثل أسماء الله وصفاته ، ومعرفة الملائكة واليوم الآخر وغير ذلك .
خامساً : كون الرسل قدوة حسنة كمَّلهم الله بالأخلاق الفاضلة وعصمهم من الشبهات والشهوات . قال تعالى: ¼ ðÐMXù;HTTVÖOèKR WÝÿY¡PVÖ@ ÷WWå $JðS/@ SØSäHTúWTSäYWTÊ %`âYWT<Î@ » [سورة الأنعام:الآية 90]. وقال تعالى : ¼ `WÍVÖ WÜVÒ `yRÑVÖ óØXä~YÊ dáWépTªRK bàWÞW©W » [سورة الممتحنة:الآية 6].
سادساً: إصلاح النفوس وتزكيتها وتطهيرها وتحذيرها من كل ما يرديها. قال تعالى : ¼ WéTSå ÷Y¡PVÖ@ ðWÅW Á WÝGTTQY~TQYÚRKô@ _éSªW¤ `ØSä`ÞTQYÚ N éRÕT`TWÿ óØXä`~TVÕWÆ -YãYTHTWÿ ò óØXä~PY{W¥SÿWè SØSäSÙPYÕWÅSÿWè ðHTWYÑ<Ö@ WàWÙ<ÑY<Ö@ Wè » [سورة الجمعة:الآية 2] . وقال ﷺ : ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) [ رواه أحمد والحاكم].
(4) وظائف الرسل عليهم السلام :
للرسل عليهم السلام وظائف جليلة منها :
أ ـ تبليغ الشريعة ودعوة الناس إلى عبادة الله وحده وخلع عبادة ما سواه. قال تعالى: ¼ fÛTÿY¡PVÖ@ WÜéSçÅPYÕWTSTÿ gHTVÕHTWªX¤ JðY/@ ISãWTßóéTW`mïmðWè WWè WÜóéTWmïm`ð [WVK PVMX JðW%/@ uøWÉW{Wè YJð/@Y T_~Y©W (39) » [سورة الأحزاب:الآية 39].
ب ـ تبيين ما أنزل من الدين . قال تعالى : ¼ :WTÞ<ÖW¥ßKV Wè ðÐ`~VÖMX W£T`{PY¡Ö@ WÜPXkWSYÖ X§PVÞYÕÖ WÚ WÓQX¥STß óØXä`~VÖXM `ØSäPVÕWÅVÖWè WÜèS£PVÑWÉWWTÿ » [سورة النحل:الآية 44]
ج ـ دلالة الأمة إلى الخير وتحذيرهم من الشر ، وتبشيرهم بالثواب وإنذارهم بالعقاب . قال تعالى : ¼ ¾SªQS¤ WÝÿX£PYWTQSÚ WÝÿY¤Y¡ÞSÚWè » [سورة النساء:الآية 165]
د ـ إصلاح الناس بالقدوة الطيبة والأسوة الحسنة في الأقوال والأفعال .
هـ ـ إقامة شرع الله بين العباد وتطبيقه .
و ـ شهادة الرسل على أممهم يوم القيامة بأنهم قد بلغوهم البلاغ المبين . قال تعالى : ¼ ðÈ`~VÑWTÊ V¢XM WÞTT`LùY ÝYÚ QXÔSÒ Y>àTJðTTÚRK xTT~XäWYT WÞTT`LùYWè ðÐY uøVÕWÆ Yò:WSë;HTTWå _~TTXäW® (41) » [سورة النساء:الآية 41].
(5) الإسلام دين جميع الأنبياء :
الإسلام دين جميع الأنبياء والمرسلين . قال تعالى : ¼ QWÜMX fÛTÿPYÖ@ WÞYÆ JðY/@ %ñyHTVÕóªXMô@ » [سورة آل عمران:الآية 19]. فكلهم يدعون إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة ما سواه ، وإن اختلفت شرائعهم وأحكامهم فإنهم متفقون على الأصل وهو التوحيد . قال ﷺ : (( الأنبياء إخوة لعلات )) [ رواه البخاري ] .
(6) الرسل بشر لا يعلمون الغيب :
علم الغيب من خصائص الألوهية وليس من صفات الأنبياء ؛ لأنهم بشر كغيرهم من البشر ، يأكلون ويشربون ويتزوجون وينامون ويمرضون ويتعبون . قال تعالى : ¼ :WÚWè TWTÞ<ÕfTTª`¤VK ðÐVÕ`TWTÎ WÝYÚ fûkYÕfTTªó£SÙ<Ö@ :PVMX óØSäPVTßXM WÜéRÕS{K<W~VÖ W×TTWÅJð¹Ö@ fûéS`ÙWTÿWè Á g%Ë WépTªKKVô@ » [سورة الفرقان:الآية 20].
وقال تعالى: ¼ `WÍVÖWè WTÞ<ÕWª`¤VK ¾SªS¤ ÝYQÚ ðÐYÕ`WTÎ WTÞ<ÕWÅWWè óØSäVÖ _.Wè`¦KV _&àWQTÿQY¤S¢Wè » [سورة الرعد:الآية 38]. ويصيبهم ما يصيب البشر من الحزن والفرح والجهد والنشاط ، وإنما اصطفاهم الله لتبليغ دينه ولا يعلمون من الغيب إلا ما أطلعهم الله عليه . قال تعالى : ¼ SØYÕHTWÆ g`~WçÅ<Ö@ ðTWTÊ S£XäpÀ¹Sÿ øVÕWÆ ,-YãY`T~WçÆ [WVK (26) PVMX XÝWÚ uøWµWTp¤@ ÝYÚ xÓéSªWQ¤ ISãPVßXMWTÊ ñÐRÕp©Wÿ ?ÝYÚ XÜ`kTW Yã`TÿWWÿ óÝYÚWè -YãYÉ<ÕW _W²W¤ (27) » [الجن:26-27]
(7) ـ عصمة الرسل :
اصطفى الله سبحانه وتعالى لرسالته وتبليغها أفضل خلقه ، وأكملهم خَلقاً وخُلقاً ، وعصمهم من الكبائر وبرأهم من كل عيب حتى يؤدوا وحي الله إلى أممهم ، فهم معصومون فيما يخبرون به عن الله سبحانه وتعالى في تبليغ رسالاته باتفاق الأمة . قال تعالى : ¼ ! WäQSTÿKVH;TTWTÿ SÓéSªQW£Ö@ <çÄTPYÕWT :WÚ WÓX¥ßKR ðÐ`~VÖMX ÝYÚ ð$ÐYQTQW¤ ÜMX Wè `yPVÖ `ÔWÅpTÉWT WÙWTÊ ðpTTçÅPVÕWT I&SãWTVÖWªY¤ SJðJðS/@ Wè ðÐSÙY±`ÅWTÿ WÝYÚ %X§PVÞÖ@ » [سورة المائدة:الآية 67].
وقال تعالى : ¼ fÛTÿY¡PVÖ@ WÜéSçÅPYÕWTSTÿ gHTVÕHTWªX¤ JðY/@ ISãWTßóéTW`mïmðWè WWè WÜóéTWmïm`ð [WVK PVMX JJðW%/@ » [سورة الأحزاب:الآية 39].
وقال تعالى : ¼ ðyVÕ`ÅWT~YPÖ ÜKV `TWTÎ N éSçÅVÕ`TVK gHTVÕHTWªY¤ `ØXäQYTW¤ ð·WVK Wè WÙY `ØXä`TÿWVÖ uøW±`VK Wè QQWÔRÒ ]òpøW® W= WWÆ (28) » [سورة الجن:الآية 28].
وإذا صدرت من أحدهم الصغائر التي لا تعلق لها بالتبليغ فإنه يُبيّن لهم ، وسرعان ما يتوبون إلى الله وينيبون إليه فتكون كأن لم تكن ، وينالون بذلك منزلة أعلى من منزلتهم السابقة ؛ وذلك لأن الله قد خص أنبياءه صلوات الله وسلامه عليهم بكمال الأخلاق وصفات الخير ونزههم عن كل ما يحط من أقدارهم ومكانتهم .
(8) عدد الأنبياء والرسل وأفضلهم :
ثبت أن عدد الرسل عليهم الصلاة والسلام ثلاثمائة وبضعة عشر ، لقوله ﷺ لما سئل عن عدد الرسل (( ثلاثمائة وخمس عشرة جماً غفيراً)) [ رواه الحاكم ] والأنبياء أكثر من ذلك ، منهم من قصّ الله علينا في كتابه ، ومنهم من لم يقصص علينا . وقد سمى الله في كتابه منهم خمسة وعشرين نبياً ورسولاً.
قال تعالى: ¼ ¾SªS¤Wè `WTÎ `ØSäHTWTÞp±W±WTÎ ðÐ`~VÕWÆ ÝYÚ SÔ`WTÎ ¾SªS¤Wè `ØPVÖ `ØSäp±S±pTÍWTß &ðÐ`~VÕWÆ » [سورة النساء:الآية 164].
وقال تعالى : ¼ ðÐ<ÕYTWè :WÞTTSQWS :WäHTTWTÞ`~WT ò ðy~TYå.W£`TXM uøVÕWÆ -&YãYÚóéTWTÎ SÄTWTÊó£TWTß xHTWW¤W ÝQWÚ S%ò:TWPVTß QWÜMX ðÐPVW¤ }y~YÑW cy~YÕWTÆ (83) WÞTT`TWåWèWè ,ISãTVÖ WÌHTTW`ªXM &ðéSÍ`ÅWTÿWè JZS{ &TWTÞ`TÿWWå [TéSTßWè TWTÞ`TÿWWå ÝYÚ S$Ô`TWTÎ ÝYÚWè -YãYTQWTÿQX¤S¢ W ISè W WÝHTWÙ`~VÕTSªWè ðéQSTÿVK Wè ðÈSªéSTÿWè uøWªéSÚWè &WÜèS£HTWåWè ðÐYÖ.V¡W{Wè ÷X¥`WTß WÜkYÞY©`SÙ<Ö@ (84) QWTÿX£W{W¦Wè uøW~pWTÿWè uøW©~YÆWè $ð§W~T<ÖXM Wè QbÔRÒ WÝYQÚ fûkYYÕHTUfTT±Ö@ (85) WÔ~YÅHTWTÙ`ªXM Wè WÄW©W~<Ö@ Wè ð¨SßéWTÿWè &_TTºéRÖWè ^nS{Wè WÞ<ÕJðµWTÊ øVÕWÆ WÜkYÙVÕHTWÅ<Ö@ (86) óÝYÚWè `yXäMXú:WT ò óØXäYHTQWTÿQX¤S¢Wè $óØXäYß.Wé`XM Wè óØSäHTWTÞ`~WWT`@ Wè `ySäHTWTÞT`TÿWWåWè uøVÖXM x·.W£g² xy~YÍWTT`©QSÚ (87) » [سورة الأنعام:الآيات 83-87].
وقد فـضل الله النبـيين بعـضهم على بعض . قال تعالى: ¼ `TWÍVÖWè WTÞ<ÕJðµWTÊ ð´`ÅWT WÝGJgTT~YPVÞÖ@ uøVÕWÆ w$´`ÅW » [سورة الإسراء:الآية 55].
وفضل الله الرسل بعضـهـم على بعض. قال تعالى : ¼ ! ðÐ<ÕY ñÔSªQS£Ö@ WÞ<ÕJðTµWTÊ óØSäWµ`ÅWT uøVÕWÆ 'w´`ÅWT » [سورة البقرة:الآية 253].
وأفضلهم أولو العزم من الرسل . وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد عليهم السلام . قال تعالى: ¼ `¤Yip²@WTÊ WÙVÒ W¤WiTW² N éRÖOèRK Yz`¥WÅ<Ö@ WÝYÚ XÔSªQS£Ö@ » [سورة الأحقاف:الآية 35].
وقال تعالى: ¼ <¢MX Wè WTßp¡TWKV WÝYÚ WÝGJgTT~YPVÞÖ@ óØSäWÍHTWT~YÚ ðÐÞYÚWè ÝYÚWè wéPRß WØ~Yå.W£`TMX Wè uøWªéSÚWè øW©~YÆWè XÝ`T@ W$ØWTÿó£TWÚ WTpß¡WVK Wè ØSä`ÞYÚ [TÍHTWT~QYÚ _TTÀ¹~YÕWçÆ (7) » [سورة الأحزاب:الآية 7].
ومحمد ﷺ أفضل الرسل وخاتم النبيين وإمام المتقين ، وسيد ولد آدم وإمام الأنبياء إذا اجتمعوا وخطيبهم إذا وفدوا ، صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون ، وصاحب لواء الحمد والحوض المورود ، وشفيع الخلائق يوم القيامة ، وصاحب الوسيلة والفضيلة ، بعثه الله بأفضل شرائع دينه ، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس ، وجمع له ولأمته من الفضائل والمحاسن ما فرقه فيمن قبلهم وهم آخر الأمم خَلْقَاً وأولهم بعثاً .
قال ﷺ : (فضلت على الأنبياء بست) [رواه مسلم ] . وقال ﷺ : ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وبيدي لواء الحمد ولا فخر . وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي يوم القيامة)) [ رواه أحمد والترمذي] .
والذي يلي الرسول ﷺ بالفضيلة منهم إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن ، فالخليلان هما أفضل أولى العزم من الرسل ثم الثلاثة بعدهما.
(9) آيات الأنبياء عليهم السلام (المعجزات) :
أيّد الله رسله عليهم السلام بالآيات العظيمة والمعجزات الباهرة لتكون حجة أو حاجة ، كالقرآن الكريم وانشقاق القمر ، وانقلاب العصا حيّة ، وخلق الطير من الطين وغيرها .
فالمعجزة الخارقة للعادة دليل على النبوة الصادقة ، والكرامة دليل على صدق الشاهد بالنبوة الصادقة .
قال تعالى : ¼ `TWÍVÖ WTÞ<ÕWª`¤VK WTÞVÕSªS¤ gHTWTÞQX~W<Ö@Y » [سورة الحديد:الآية 25]. وقال ﷺ: ((ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة))[متفق عليه] .
(10) الإيمان بنبوة نبينا محمد ﷺ :
الإيمان بنبوته ﷺ أصل عظيم من أصول الإيمان ، ولا يتحقق الإيمان إلا به، قال تعالى: ¼ ÝWÚWè `yPVÖ ?ÝYÚ`ëSTÿ YJð/@Y -YãYTÖéSªW¤Wè :PVTßXMWTÊ WTß`TWT`ÆVK WÝÿX£YÉHTVÑ<ÕYÖ _¤kYÅWª (13) » [سورة الفتح:الآية 13].
وقال ﷺ : ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وإني رسول الله)) [رواه مسلم] . ولا يتم الإيمان به صلى الله عليه وسلم إلا بأمور منها :
أولاً : معرفة نبينا محمد ﷺ ، وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، وهاشم من قريش ، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، وله من العمر ثلاث وستون سنة ، منها أربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون سنة نبياً ورسولاً .
ثانياً : تصديقه فيما أخبر ، وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع .
ثالثاً : الاعتقاد بأنه رسول الله إلى عموم الثقلين من الجن والإنس فلا يسع أحداً منهم إلا اتباعه . قال تعالى: ¼ `ÔSTÎ WäQSTÿKVH;TTWTÿ ñ§PVÞÖ@ øYPßMX SÓéSªW¤ JðY/@ `ØS|`~VÖMX [TÅ~YÙW » [سورة الأعراف:الآية 158].
رابعاً : الإيمان برسالته، وأنه أفضل الأنبياء وخاتمهم . قال تعـالى: ¼ ÝYÑHTVÖWè ðÓéSªWQ¤ JðY/@ ðyWTWWè W%ÝGJgTT~YPVÞÖ@ » [سـورة الأحزاب : الآية 40]، وأنه خليل الرحمن، وسيد ولد آدم، وصاحب الشفاعة العظمى المخصوص بالوسيلة والتي هي أعلى الدرجات في الجنة ، وصاحب الحوض المورود ، وأمته خير الأمم .
قال تعالى : ¼ óØSÞRÒ W¤`kTW ]àTTPVÚRK pWX£pTTRK X§PVÞYÕÖ » [سورة آل عمران:الآية 110]. وأكثر أهل الجنة ، وأن رسالته ناسخة لجميع الرسالات السابقة .
خامساً :
أن الله أيده بأعظم معجزة وأظهر آية ، وهي القرآن العظيم كلام الله المحفوظ من
التغيير التبديل . قال تعالى: ¼ ÔSTÎ XÝMXùPVÖ gWÅWÙWT`@
ñ¨ßXMô@
QSÝY<Ö@
Wè uvøVÕWÆ ÜKV
N
éST
وقال تعالى : ¼ PVTßXM SÝ`Wß WTÞ<ÖQW¥WTß W£T`{PY¡Ö@ PVTßMX Wè ISãWTÖ WÜéRÀ¹YÉHTTWVÖ (9) » [سورة الحجر:الآية 9].
سادساً : الإيمان بأن الرسول ﷺ قد بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ونصح الأمة ، فما من خير إلا ودل الأمة عليه ، ورغبها فيه ، وما من شر إلا ونهى الأمة عنه وحذرها منه .
قال تعالى:¼ `WÍVÖ óØS{ò:W cÓéSªW¤ óÝYQÚ óØS|Y©SÉßKV e¥ÿX¥WÆ Yã`~VÕWÆ `yPRYÞWÆWÚ }°ÿX£W ØS|`~VÕWÆ fûkYÞYÚ`ëSÙ<Ö@Y cÇèSòW¤ cy~YQW¤ (128) » [سورة التوبة:الآية 128].
وقال ﷺ : (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ويحذر أمته من شر ما يعلمه لهم) [ رواه مسلم ] .
سابعاً : محبته ﷺ ، وتقديم محبته على النفس وسائر الخلق ، وتعظيمه وتوقيره ، وإجلاله ، واحترامه وطاعته ، فإن هذا من حقوقه التي أوجبها الله في كتابه لنبيه ﷺ فإن محبته من محبة الله ، وطاعته من طاعة الله . ¼ `ÔSTÎ ÜMX `ySÞRÒ WÜéQSYST JðW/@ øYTßéSÅYPVT@WTÊ SØRÑ`Y`STÿ JðS/@ ó£YÉpTTçÅWTÿWè `yRÑVÖ p%yRÑWéSTßS¢ SJðJðS/@ Wè c¤éSÉWTçÆ cy~YQW¤ (31) » [سورة آل عمران:الآية 31]. وقوله ﷺ : (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) [ متفق عليه ] .
ثامناً : الصلاة والتسليم عليه ﷺ والإكثار من ذلك ، فإن البخيل من ذُكر عنده فلم يصل عليه . قال الله تعالى: ¼ QWÜMX JðW/@ ISãWTW|Mù;HTVTÕWÚWè WÜéRPÕTW±STÿ øVÕWÆ Jg&øYPVÞÖ@ WäQSTÿKVH;TTWTÿ WÝÿY¡PVÖ@ N éSÞTWÚ ò N éPRÕW² Yã`T~VÕWÆ N éSÙPYÕWªWè [Ù~YÕT`©WT (56) » [سورة الأحزاب:الآية 56] . قال ﷺ : (من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً) [ رواه مسلم].
وتتأكد الصلاة عليه في مواطن ، منها في التشهد في الصلاة ، وفي القنوت وصلاة الجنازة ، وخُطبة الجمعة وبعد الأذان ، وعند دخول المسجد والخروج منه والدعاء ، وعند ذكره عليه الصلاة والسلام وغير ذلك من المواطن .
تاسعاً : أن النبي ﷺ وسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أحياء عند ربهم، حياة برزخية أكمل وأعلى من حياة الشهداء ، لكنها ليست كحياتهم على وجه الأرض ، وهي حياة لا نعلم كيفيتها ، ولا تزيل عنهم اسم الموت . قال ﷺ : (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) [ رواه أبو داود والنسائي ] . وقال ﷺ : (ما من مسلم يسلم عليّ إلا رد الله علي روحي كي أرد عليه السلام) . [ رواه أبو داود] .
عاشراً : من احترام النبي ﷺ أن لا تُرفع الأصوات عنده في حياته ، وكذا عند السلام عليه في قبره .
قال تعالى: ¼ WäQSTÿKVH;TTWÿ WÝÿY¡PVÖ@ N éSÞWÚ ò W N ;éSÅWTÊó£WT `ØRÑWT.Wé`²VK ðË`éWTÊ g`éW² JgøYPVÞÖ@ WWè N èS£Wä`ímð ISãVÖ XÓ`éWÍ<Ö@Y X£`äWVÒ `ØS|Yµ`ÅWT \´`ÅWYÖ ÜKV ð¸W`ímð `ØRÑRÕHTWÙ`ÆVK `ySßKV Wè W WÜèS£SÅpTWT (2) » [سورة الحجرات:الآية 2].
فحرمته ﷺ بعد دفنه كحرمته في أيام حياته، فيجب أن نحترمه ﷺ كما فعل الرِعيل الأول رضوان الله عليهم ، إذ كانوا أشد الناس موافقة له عليه السلام ، وأبعد الناس عن مخالفته وابتداع ما ليس من دين الله .
حادي عشر : محبة أصحابه وأهل بيته وأزواجه ، وموالاتهم جميعاً والحذر من تنقصهم أو سبهم أو الطعن فيهم بشيء ، فإن الله قد رضي عنهم واختارهم لصحبة نبيه ﷺ وأوجب على هذه الأمة موالاتهم .
قال تعالى: ¼ fûéSTÍYHTJð©Ö@ Wè WÜéRÖPVèKKVô@ WÝYÚ WÝÿX£YHTWäSÙ<Ö@ Y¤W±ßKKVô@ Wè WÝÿY¡PVÖ@ Wè ØSåéSÅWTPVT@ wÝHTW©`MXY øY¶PV¤ JðS/@ óØSä`ÞWÆ N éS¶W¤Wè SãTT`ÞWÆ » [سورة التوبة:الآية 100].
وقال ﷺ : ((لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)) [ رواه البخاري ] .
وندب من جاء بعدهم إلي الاستغفار لهم وسؤال الله أن لا يجعل في قلوبهم غلاً لهم . قال تعالى : ¼ fÛTÿY¡PVÖ@ Wè èSò:W =ÝYÚ óØYåY`ÅWT fûéRÖéSÍWTÿ WTÞQWTW¤ ó£TYÉ<çÆ@ fTTTÞVÖ WÞYTßWHé`TMXgWè fÛTÿY¡PVÖ@ WTßéSÍWWª XÝHTWÙÿXMô@Y WWè `ÔWÅ`ðím Á WÞYTéSTÕSTÎ ^nYçÆ WÝÿY¡PVÕPYÖ N éSÞWÚ ò :WÞQWTW¤ ðÐPVßMX cÇèSòW¤ eØ~YQW¤ (10) » [سورة الحشر:الآية 10].
ثاني عشر : تجنب الغلو فيه ﷺ فإنه من أعظم الأذية له ﷺ ، إذ حذّر عليه الصلاة والسلام أمته من الغلو فيه والتجاوز في إطرائه ومدحه ، وإنزاله فوق منزلته التي أنزله الله مما يختص به الرب عز وجل .
قال ﷺ : ((إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ، لا أحب أن ترفعوني فوق منزلتي)) . وقال : ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم)) [ رواه البخاري ] . ولا يجوز دعاؤه ولا الاستغاثة به ، ولا الطواف بقبره أو النذر والذبح له فكل هذا شرك بالله ، وقد نهي الله عن صرف العبادة لغيره .
وكذلك بالمقابل فإن عدم احترام النبي ﷺ المشعر بالغضّ منه ، أو تنقيصه ﷺ أو الاستخفاف به ، أو الاستهزاء به ردة عن الإسلام وكفر بالله . قال تعالى : ¼ `ÔSTÎ YãPVÕÖ@YKV -YãYHWTTÿ òWè -YãYTÖéSªW¤Wè `ySÞRÒ fûèSòX¥`äWT`©WT (65) W N èS¤Y¡WpTÅWT `WTÎ ØSp£TWÉVÒ W`ÅWT &`yRÑYÞHTWÙÿXM » [سورة التوبة:الآية 66] .
فالمحبة الصادقة لرسوله ﷺ هي التي تبعث على الاقتداء بهديه والاتباع لسنته وترك ما يخالف سبيله عليه الصلاة والسلام . قال تعالى : ¼ `ÔSTÎ ÜMX `ySÞRÒ WÜéQSYST JðW/@ øYTßéSÅYPVT@WTÊ SØRÑ`Y`STÿ JðS/@ ó£YÉpTTçÅWTÿWè `yRÑVÖ p%yRÑWéSTßS¢ SJðJðS/@ Wè c¤éSÉWTçÆ cy~YQW¤ (31) » [سورة آل عمران:الآية 31]
فيجب عدم الإفراط والتفريط في تعظيم الرسول ﷺ ، فلا يعطى صفات الألوهية، ولا ينقص قدره وحقه من الاحترام والمحبة التي من أبرزها الاتباع لشرعه والسير على هديه والاقتداء به عليه الصلاة والسلام .
ثالث عشر: الإيمان بالنبي ﷺ لا يتحقق إلا بتصديقه والعمل بما جاء به، وهذا معنى الانقياد له ﷺ، فطاعته هي طاعة الله ، ومعصيته هي معصية لله .
وبتحقيق تصديقه واتباعه ﷺ يتحقق الإيمان به عليه الصلاة والسلام .
***
الركن الخامس : الإيمان باليوم الآخر
(1) ـ الإيمان باليوم الآخر :
هو : الاعتقاد بنهاية الحياة الدنيا والدخول بعدها إلى دار أخرى ، تبدأ بالموت والحياة البرزخية وتمر بقيام الساعة ثم البعث والحشر والجزاء إلى دخول الناس الجنة أو النار .
والإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان التي لا يتم إيمان العبد إلا بها ، فمن أنكره فقد كفر . قال الله تعالى: ¼ QWÝYÑHTVÖWè QW¤Yi<Ö@ óÝWÚ WÝWÚ ò YJð/@Y YzóéTW~<Ö@ Wè X£Y@ » [سورة البقرة:الآية 177].
وقال ﷺ لما جاء في حديث جبريل وفيه (فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله ، وملائكته وكتبه ، ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره) [رواه مسلم 1/157] .
ومما يجب الإيمان به مقدمات اليوم الآخر مما أخبر به رسول الله ﷺ مما يكون من أشراط الساعة وأماراتها .
و قد قسم العلماء هذه العلامات إلى قسمين :
أ ـ صغرى : وهي التي تدل على اقتراب الساعة ، وهي كثيرة جداً، وكثير منها قد وقع إن لم يكن أغلبها .
ومنها : بعثة النبي ﷺ ، وضياع الأمانة ، وزخرفة المساجد والتباهي بها ، وتطاول الرعاة في البنيان ، ومقاتلة اليهود وقتلهم ، وتقارب الزمن ، ونقص العمل ، وظهور الفتن ، وكثرة القتل ، وكثرة الزنا والفسوق . قال تعالى: ¼ YWTW£WTpTÎ@ SàWÆJð©Ö@ VPÌWß@ Wè S£WÙWÍ<Ö@ (1) » [سورة القمر:الآية 1].
ب ـ كبرى : وهي التي تكون بين يدي الساعة وتنذر ببدء وقوعها، وهي عشر علامات ، ولم يظهر منها شيء.
ومنها : خروج المهدي ، وخروج الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام من السماء حكماً عدلاً ، فيكسر الصليب ويقتل الدجال والخنـزير ، ويضع الجزية ، ويحكم بشريعة الإسلام ، ويظهر يأجوج ومأجوج فيدعو عليهم فيموتوا ، وخسوفات ثلاث ، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب ، والدخان وهو انبعاث دخان عظيم من السماء يغشى الناس ويعمهم ، ورفع القرآن من الأرض إلى السماء ، وطلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة، وخروج نار عظيمة من عدن تسوق الناس إلى أرض الشام ، وهي آخر العلامات العظام .
روى مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: أطلع النبي ﷺ ونحن نتذاكر فقال : ((ما تذكرون ؟ قالوا: نذكر الساعة . قال : إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات . فذكر : الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم ، ويأجوج، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم)) [ رواه مسلم ] .
وقال ﷺ : ((يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحاً , وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعاً ، أو ثمانياً ، يعني حججاً)) [ رواه الحاكم في المستدرك ] .
وقد ورد أن هذه الأمارات متتابعة كتتابع الخرز في النظام ، فإذا ظهرت إحداهما تبعتها الأخرى ، فإذا انقضت هذه العلامات قامت الساعة بإذن الله تعالى .
والمقصود بالساعة : هو يوم يخرج الناس من قبورهم بأمر ربهم ليحاسبوا ، فينعم محسنهم ويعذب مسيئهم ، قال تعالى : ¼ W×`éWÿ WÜéSS£`mïmð WÝYÚ Y W`KKVô@ _TÆ W£gª `ØSäTPVTßVKVÒ uøVÖXM xS±STß WÜéSµYTÊéSÿ (43) » [سورة المعارج:الآية 43].
وهذا اليوم ذكر بأكثر من اسم في القرآن الكريم .
منها : يوم القيامة ، القارعة ، يوم الحساب ، يوم الدين ، الطّامة، الواقعة ، الحاقّة ، الصّاخة ، الغاشية ، وغير ذلك .
يوم القيامة: قال تعالى:¼ :W SØY©pTTTÎKR YzóéTW~Y YàWÙHTW~YÍ<Ö@ (1) » [سورة القيامة:الآية 1].
القارعة: قال تعالى: ¼ SàWÆY¤fTTTTÍ<Ö@ (1) WÚ SàWÆY¤WÍ<Ö@ (2) » [سورة القارعة:الآيتان 1-2].
يوم الحساب : قال تعالى : ¼ QWÜMX WÝÿY¡PVÖ@ fûéPRÕYµWTÿ ÝWÆ XÔ~XfTTª JðY/@ óØTSäVÖ t W¡WÆ =SÿYfTT® WÙY N éS©WTTß W×óéTWÿ gW©Y<Ö@ » [سورة ص:الآية 26].
يوم الدين : قال تعالى : ¼ QWÜMX Wè W¤PVSÉ<Ö@ øYÉVÖ xy~YW (14) WäWTßóéTVÕp±Wÿ W×`éWÿ XÝÿPYÖ@ (15) » [سورة الانفطار:الآيتان 14-15].
الطامة : قال تعالى : ¼ V¢MXWTÊ gò:W SàQWÚ:Jð¹Ö@ uüW¤`iRÑ<Ö@ (34) » [سورة النازعات : الآية 34] .
الواقعة : قال تعالى: ¼ V¢XM YYWÅWTÎWè SàWÅYÎ Wé<Ö@ (1) » [سورة الواقعة:الآية 1].
الحاقة: قال تعالى: ¼ SàPVTÎ:W<Ö@ (1) WÚ SàPVTÎ:W<Ö@ (2) » [سورة الحاقة:الآيتان 1-2].
الصاخة : قال تعالى : ¼ W¢MXWTÊ Yò:W SàPV:Jð±Ö@ (33) » [سورة عبس:الآية 33].
الغاشية : قال تعالى : ¼ `ÔWå ðÐHùWTKV ñÿYW YàW~YHTWçÅ<Ö@ (1) » [سورة الغاشية:الآية 1].
(2) ـ صفة الإيمان باليوم الآخر :
الإيمان باليوم الآخر إجمالي وتفصيلي :
أما الإجمالي : فهو أن نؤمن بأن هناك يوماً يجمع الله فيه الأولين والآخرين فيجازى كلاً بعمله فريق في الجنة وفريق في السعير . قال تعالى : ¼ `ÔSTÎ UfûMX WÜkYÖPVèVKô@ WÝÿX£Y@ Wè (49) WÜéSÆéSÙ`WÙVÖ uøVÖXM gHTWÍ~YÚ w×`éWÿ w×éSTÕ`ÅWQÚ (50) » [سورة الواقعة:الآيتان 49-50].
وأما التفصيلي : فهو الإيمان بتفاصيل ما يكون بعد الموت ويشمل ذلك أموراً منها :
أولاً : فتنة القبر :
وهي سؤال الميت بعد دفنه عن ربه ودينه ونبيه محمد ﷺ ، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ، كما ورد في الحديث أنه عندما يسئل يقول : ((ربي الله ، وديني الإسلام ونبي محمد ﷺ )). [ متفق عليه ] .
فيجب الإيمان بما دلت عليه الأحاديث من سؤال الملكين وكيفية ذلك ، وما يجيب به المؤمن ، وما يجيب به المنافق .
ثانياً : عذاب القبر ونعيمه :
يجب الإيمان بعذاب القبر ونعيمه ، وأنه إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة ، وأن القبر أول منازل الآخرة ، فمن نجا منه فما بعده أيسر منه ومن لم ينج فما بعده أشد منه ، ومن مات قامت قيامته .
فالنعيم والعذاب يقع على الروح والجسد جميعاً في القبر ، وقد تنفرد الروح بهذا أحياناً ، وعذابه يكون للظالمين ونعيمه للمؤمنين الصادقين .
والميت يعذب في البرزخ أو ينعم ، سواء قُبر أو لم يقبر . فلو أُحرق أو أغرق أو أكلته السباع أو الطيور فلابد أن يناله ذلك العذاب أو النعيم .
قال تعالى : ¼ S¤PVÞÖ@ fûéS¶W£`ÅSTÿ Wä`~VÕWÆ Q^èSSçÆ $Q^T~YWÆWè W×óéWTÿWè S×éSÍWT SàWÆJð©Ö@ Nv éSTÕY` VK WÓ ò fû`éWÆó£YÊ JðTW®KV g W¡WÅ<Ö@ (46) » [سورة غافر:الآية 46].
وقال ﷺ : ((فلو لا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر )) [ رواه مسلم ] .
ثالثاً : النفخ في الصور :
الصور قرن ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام فينفخ النفخة الأولى فتموت الخلائق جميعاً إلا من شاء الله ، ثم ينفخ النفخة الثانية فتبعث الخلائق أجمع منذ خلق الله الدنيا إلى قيام الساعة.
قال تعالى ¼ WYÉSTßWè Á X¤éJñ±Ö@ WÌYÅW±WTÊ ÝWÚ Á g.WéHTWÙQW©Ö@ ÝWÚWè Á X³`¤KKVô@ PVMX ÝWÚ ò:W® $JðS/@ QWØR WYÉSTß Yã~YÊ uüW£`KR W¢MXWTÊ `ØSå c×W~YÎ WÜèS£ñÀ¹ÞWTÿ (68) » [سورة الزمر:الآية 68].
وقال ﷺ : ((ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً ورفع ليتاً ، ثم لا يبقى أحد إلا صعق ، ثم ينزل الله مطراً كأنه الطل ، فتنبت منه أجساد الناس ، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون)) [ رواه مسلم ] .
رابعاً : البعث :
وهو إحياء الله الموتى حين ينفخ في الصور النفخة الثانية فيقوم الناس لرب العالمين ، فإذا أذن الله بالنفخ في الصور وبرجوع الأرواح إلى أجسادها حينئذٍ قام الناس من قبورهم وساروا مسرعين إلى الموقف حفاة :غير منتعلين، عراة: غير مكتسين، غرلاً : غير مختونين، بُهما : ليس معهم شيء ، ويطول الموقف وتدنو الشمس منهم ويزاد في حرها ، ويلجمهم العرق؛ لشدة الموقف ، فمنهم من يبلغ العرق إلى كعبيه ، ومنهم من يبلغ العرق إلى ركبتيه ، ومنهم من يبلغ إلى حقويه ، ومنهم من يبلغ إلى ثدييه ، ومنهم من يبلغ إلى منكبيه ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً وذلك كله بقدر أعمالهم .
البعث حق ثابت دل عليه الشرع والحس والعقل :
أما الشرع : فالآيات الكثيرة في كتاب الله والنصوص الصحيحة من سنة رسول الله ﷺ الدالة على إثباته .
قال تعالى : ¼ `ÔSTÎ uøVÕWT øQYTW¤Wè QWÝSTWÅ`TSVÖ » [سورة التغابن:الآية ].
وقال تعالى: ¼ WÙVÒ :WTßK< WWT ðÓQWèKV wÌ<ÕW I&SâS~YÅPRTß » [سورة الأنبياء:الآية 104].
قوله ﷺ : ((ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً ورفع ليتاً ، ثم لا يبقى أحد إلا صعق ، ثم ينزل الله مطراً كأنه الطل ، أو الظل ـ شك الراوي ـ فتنبت أجساد الناس ، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون)) [ رواه مسلم 4/2259 ] .
وقال تعالى : ¼ WÓWTÎ ÝWÚ gø`STÿ WØHTðÀ¹YÅ<Ö@ øYåWè cy~YÚW¤ (78) `ÔSTÎ Wä~Y~`mïmñ v÷Y¡PVÖ@ :WåVKWßVK ðÓPVèKV $xáQW£WÚ WéSåWè PXÔRÑYT \Ì<ÕW }y~YÕWÆ (79) » [سورة يس:الآيتان 78-79].
وأما الحس : فقد أرى الله عباده إحياء الموتى في هذه الدنيا ، وفي سورة البقرة خمسة أمثلة على ذلك ، وهي قوم موسى الذين أحياهم الله بعد إماتتهم ، وقتيل بني إسرائيل ، والقوم الذين خرجوا من ديارهم فراراً من الموت ، والذي مر على قرية ، وطير إبراهيم عليه السلام .
وأما العقل : فالاستدلال به من جهتين :
أ ـ أن الله تعالى فاطر السماوات والأرض ، وما فيهما ، خلقهما ابتداءً ، والقادر على ابتداء الخلق لا يعجز عن إعادته.
ب ـ أن الأرض تكون ميتة هامدة ليس فيها حياة فينزل الله عليها المطر فتهتز خضراء حية فيها من كل زوج بهيج ، فالقادر على إحيائها بعد موتها قادر على إحياء الأموات .
خامساً : الحشر والحساب والجزاء :
فنؤمن بحشر الأجساد ومساءلتها وإقامة العدل بينها ومجازاة الخلق على أعمالهم . قال تعالى : ¼ óØSäHTWTßó£WWWè óØVÕWTÊ `¤Y WçÅSTß óØSä`ÞYÚ _WVK » [سورة الكهف:الآية 47].
وقال تعالى : ¼ QWÚVKWTÊ óÝWÚ øYTèRK ISãWHTWTYÒ -YãYÞ~YÙW~Y SÓéSÍW~WTÊ S×Sê:Wå N èSòW£<Î@ `ãW~YHTWTYÒ (19) øYPTßMX ñÞWTÞVÀº øTPYTßVK \ÌðHTTÕSÚ `ãW~YW©Y (20) WéSäWTÊ Á xàW~YÆ xàW~Y¶ WQ¤ (21) » [سورة الحاقة:الآيات 19-21].
وقال تعالى : ¼ QWÚKV Wè óÝWÚ øYTèRK ISãWHTWTYÒ -YãYÖWÙYY SÓéSÍW~WTÊ øYÞWT`T~VÕHTTWÿ `yVÖ ðèRK `ãW~YHTWTYÒ (25) `yVÖWè X¤` VK WÚ `ãW~YW©Y (26) » [سورة الحاقة:الآيتان 25-26].
فالحشر سوق الناس وجمعهم إلى الموقف لحسابهم ، والفرق بينه وبين البعث هو أن البعث إعادة الأرواح إلى الأجساد والحشر سوق هؤلاء المبعوثين وجمعهم إلى لموقف .
والحساب والجزاء : هو أن يوقف الحق تبارك وتعالى عباده بين يديه ويعرفهم بأعمالهم التي عملوها ، فالمؤمنون المتقون تكون محاسبتهم بعرض أعمالهم عليهم حتى يعرفوا منّة الله عليهم في سترها عليهم في الدنيا وفي عفوه عنهم في الآخرة ، ويحشرون على حسب إيمانهم تستقبلهم الملائكة وتبشرهم بالجنة ، وتؤمنهم من الفزع ومن هول هذا اليوم العصيب ، فتبيّض وجوههم فهي يومئذٍ مسفرة ضاحكة مستبشرة.
وأما المكذبون المعرضون فيحاسبون محاسبة عسيرة دقيقة على كل صغيرة وكبيرة ، ويسحبون على وجوههم يوم القيامة إذلالاً لهم جزاءً بما قدمت أيديهم وبما كانوا يكذبون .
وأول من يحاسب يوم القيامة أمة نبينا محمد ﷺ ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب لكمال توحيدهم ، وهم الذين وصفهم النبي ﷺ بقوله : ((لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربـهم يتوكلون )) ومنهم الصحابي الجليل عكاشة بن محصن رضي الله عنه .
وأول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله تعالى الصلاة ، وأول ما يقضى فيه بين الناس من الحقوق الدماء .
سادساً : الحوض :
نؤمن بحوض النبي ﷺ ، وهو حوض عظيم ومورد كريم ، يُمد من شراب الجنة من نهر الكوثر في عرصات القيامة يرده المؤمنون من أمة محمد ﷺ .
ومن صفته : أنه أشد بياضاً من اللبن ، وأبرد من الثلج ، وأحلى من العسل ، وأطيب من المسك ، وهو في غاية الاتساع عرضه وطوله سواء ، كل زاوية من زواياه مسيرة شهر ، فيه ميزابان يمدانه من الجنة وآنيته أكثر من نجوم السماء، ومن يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً .
قال النبي ﷺ : ((حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منه فلا يظمأ أبداً)) [ رواه البخاري ] .
سابعاً : الشفاعة :
عندما يشتد البلاء بالناس في الموقف العظيم ويطول مكثهم يسعون ليُشفع لهم عند ربهم بتخليصهم من كربات الموقف وأهواله ، فيعتذر أولو العزم من الرسل عنها حتى ينتهي الأمر إلى خاتم الرسل نبينا محمد ﷺ الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فيقوم مقاماً يحمده عليه الأولون والآخرون ، وتظهر به منزلته العظيمة ودرجته العالية فيسجد تحت العرش فيلهمه الله محامد يحمده ويمجده بها ويستأذن ربه فيأذن له بأن يشفع في الخلائق ليقضى بين العباد بعد ما أصابهم من الهم والكرب ما لا يطيقون .
قال ﷺ : ((إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينما هم كذلك ، استغاثوا بآدم ثم بإبراهيم ثم بموسى ثم بعيسى ثم بمحمد ﷺ ، فيشفع ليقضى بين الخلق ، فيمشى حتى يأخذ بحلقة الباب ، فيومئذ يبعثه الله مقاماً محموداً يحمده أهل الجمع كلهم)) [ رواه البخاري ] .
وهذه الشفاعة العظمى اختص الله بها الرسول ﷺ ، وثبت له عليه الصلاة والسلام شفاعات أخرى هي :
1 ـ شفاعته ﷺ في أهل الجنة أن يؤذن لهم بدخول الجنة . دليلها قوله ﷺ : ((آتي باب الجنة يوم القيامة فاستفتح ، فيقول الخازن من أنت ؟ قال فأقول محمد ، فيقول بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك)) [ رواه مسلم ] .
2 ـ شفاعته ﷺ في قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع فيهم أن يدخلوا الجنة ، وذهب إلى هذا بعض أهل العلم وليس فيها حديث صحيح عن النبي ﷺ ولا عن غيره .
3 ـ شفاعته ﷺ في أقوام استحقوا النار أن لا يدخلوها . دليلها : بعموم قوله ﷺ : ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)) [ رواه أبو داود]
4 ـ شفاعته ﷺ في رفع درجات أهل الجنة في الجنة . دليلها قوله ﷺ : ((اللهم اغفر لأبي سلمة وأرفع درجته في المهديين)) [ رواه مسلم ].
5 ـ شفاعته ﷺ في أقوام يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب . دليلها : حديث عكاشة بن محصن في السبعين الألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ، فدعا له النبي ﷺ بقوله : ((اللهم اجعله منهم)) [ متفق عليه ] .
6 ـ شفاعته ﷺ في أهل الكبائر من أمته ممن دخل النار أن يخرج منها . دليلها :قوله ﷺ : ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)) [ رواه أبو دواد] . وقوله ﷺ : ((يخرج قوم من النار بشفاعة محمد ﷺ فيدخلون الجنة يسمون الجهنميين)) [ رواه البخاري ] .
7 ـ شفاعته ﷺ في تخفيف العذاب عمن كان يستحقه كشفاعته في عمه أبي طالب . دليلها قوله ﷺ : ((لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه)) [ متفق عليه ].
ولا تصح الشفاعة عند الله إلا بشرطين :
أ ـ رضا الله عن الشافع والمشفوع له .
ب ـ إذن الله تعالى للشافع أن يشفع .
قال تعالى : ¼ WWè fûéSÅWÉpTWTÿ PVMX XÝWÙYÖ uøWµWT`¤@ » [سورة الأنبياء:الآية 28]
وقال تعالى : ¼ ÝWÚ V¢ ÷Y¡PVÖ@ SÄWÉpTWTÿ ,ISâWÞYÆ PVMX -&YãTYß<¢MXY » [سورة البقرة:الآية 255].
ثامناً : الميزان :
الميزان حق يجب الإيمان به ، وهو ما ينصبه الله يوم القيامة لوزن أعمال العباد وليجازيهم على أعمالهم ، وهو ميزان حسي له كفتان ولسان ، توزن به الأعمال ، أو صحائف الأعمال أو العامل نفسه ، فالجميع قد يوزن ولكن الاعتبار في الثقل والخفة يكون بالعمل نفسه لا بذات العامل ولا بالصحيفة .
قال تعالى : ¼ SÄWµWßWè WÝÿX¦.WéWÙ<Ö@ ð¸`©YÍ<Ö@ Yz`éW~YÖ YàWÙHTW~YÍ<Ö@ ðTWTÊ SØVTÕ<À¹ST c¨pTÉWTß $T_LTT`~W® ÜMX Wè WÜW{ WÓfTTTÍ`YÚ xàTUfTTTW óÝYQÚ ]ÓW ó£W WTÞ`~WTVK %WäY uøWÉW{Wè WÞY fûkYY©HTW (47) » [سورة الأنبياء:الآية 4].
وقال تعالى : ¼ SÜ`¦Wé<Ö@ Wè ]¡MXùWÚ`éWÿ &SQÌW<Ö@ ÝWÙWTÊ pVÕSÍV ISãTSÞÿX¦.WéWÚ ðÐTMXùT;HTðTÖOèKRWTÊ SØSå WÜéSYpÕÉSÙ<Ö@ (8) óÝWÚWè pPVÉW ISãTSÞÿX¦.WéWÚ ðÐTMXùT;HTðTÖOèKRWTÊ WÝÿY¡PVÖ@ Nv èS£Y©W ØSäW©SÉßKV WÙY N éSTßVÒ WÞYHTWTÿLWTTY WÜéSÙYÕ<À¹Wÿ (9) » [سورة الأعراف:الآيتان 8-9]
وقال ﷺ : (( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان)) [ رواه مسلم ].
وقال ﷺ : ((يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت)) [ رواه الحاكم ] .
تاسعاً : الصراط :
ونؤمن بالصراط ، وهو جسر منصوب على متن جهنم وممر مخوف مرعب ، يمر الناس عليه إلى الجنة ، فمنهم من يمر كالطرف ، ومنهم من يمر كالبرق ومنهم كالريح ومنهم كالطير ومنهم كأجاويد الخيل ، ومنهم من يمر كشد الرجل ، يرمل رملا ، وآخر الماريين منهم من يسحب سحباً ، فيمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره على قدر إبهام قدمه ، ومنهم من يخطف فيلقى في النار ، ومن يمر على الصراط دخل الجنة .
وأول من يعبره نبينا محمد ﷺ ثم أمته ، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم ، وفي جهنم كلاليب على حافتي الصراط لا يعلم قدرها إلا الله عز وجل تخطف من شاء الله من خلقه .
ومن صفته : أنه أحد من السيف وأدق من الشعر ، مَزَلَّة ، لا تثبت عليه قدم إلا من ثبته الله وأنه ينصب في ظلمة ، وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط للشهادة على من رعاهما أو ضيعهما .
قال الله تعالى : ¼ ÜMX Wè `yRÑÞYQÚ PVMX &WåS Y¤ Wè WÜVÒ uøVÕWÆ ðÐQYTTW¤ _TÙ`W ^QT~YµpTÍTQWÚ (71) QWØST øYQWTÞSTß WÝÿY¡PVÖ@ N éWTÍPVT@ S¤W¡WTßQWè fûkYÙYÕHTJðÀ¹Ö@ Wä~YÊ ^QT~YY (72) » [سورة مريم:الآيتان 71-72].
وقال ﷺ : ((ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيزه)) [ رواه مسلم ] .
وقال ﷺ : ((ويضرب جسر جهنم .. فأكون أول من يجيز ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم)) [ متفق عليه ] .
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : ((بلغني أن الجسر أدق من الشعر وأحد من السيف) [ رواه مسلم ] .
وقال ﷺ : ((وترسل الأمانة والرحم فتقومان على جنبي الصراط يميناً وشمالاً ، فيمر أولكم كالبرق ... ثم كمر الريح ، ثم كمر الطير وشد الرجال ، تجزي بهم أعمالهم ، ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم ، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجئ الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكدوس في النار)) [ رواه مسلم ] .
عاشراً : القنطرة :
ونؤمن بأن المؤمنين إذا جاوزوا الصراط وقفوا على قنطرة ، وهي موضع بين الجنة والنار يوقف فيه المؤمنون الذين جاوزوا الصراط ونجوا من النار لأجل أن يقتصّ لبعضهم من بعض قبل دخول الجنة ، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخولها .
قال ﷺ : ((يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا)) [ رواه البخاري ] .
حادي عشر : الجنة والنار :
ونؤمن بأن الجنة حق وأن النار حق ، وأنهما موجودتان لا تفنيان ولا تبيدان ، بل دائمتان ، فنعيم أهل الجنة لا ينفد ولا يزول ، وعذاب أهل النار لمن حكم الله عليهم بالخلود فيها لا يفنى ولا ينقطع .
وأما الموحدون : فيخرجون منها بشفاعة الشافعين وبرحمة أرحم الراحمين .
والجنة : هي دار الكرامة التي أعدها الله للمتقين يوم القيامة ، فيها أنهار جارية وغرف عالية وزوجات حسان ، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، لا يفنى ولا ينفد نعيمها خالدين فيها بلا انقطاع . ومقدار موضع السوط منها خير من الدنيا وما فيها ، ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً ، وأعظم نعيمها رؤية المؤمنين لربهم بأبصارهم عياناً .
وأما الكفار : فهم عن رؤية ربهم محجوبون ، فمن نفي رؤية المؤمنين ربهم فقد سوى بينهم وبين الكافرين في هذا الحرمان .
وفي الجنة مائة درجة ، بين كل درجة والأخرى كما بين السماء والأرض ، وأعلى الجنة الفردوس الأعلى وسقفه عرش الرحمن ، ولها ثمانية أبواب ، ما بين جانبي كل باب كما بين مكة وهجر ، وليأتين عليه يوم وهو ممتلئ من الزحام ، وأدنى أهل الجنة منزلة له مثل الدنيا وعشرة أمثالها .
قال الله تعالى عن الجنة : ¼ pPVYÆRK WÜkYÍPVSÙ<ÕYÖ » [سورة آل عمران:الآية 133] .
وقال تعالى – عـن خـلـود أهل الجنة وأنها لا تفنى - : ¼ `ØSåSê: W¥TW WÞYÆ óØXäQYTW¤ ñHTTPVÞTW xÜ`WÆ ÷X£`WT ÝYÚ WäYpTWT S£HTWä`TßKKVô@ WÝÿYYÕHTWT :Wä~YÊ $ _TWTKV øY¶QW¤ JðS/@ óØSä`ÞTWÆ N éS¶W¤Wè &SãTT`ÞTWÆ WÐYÖ.W¢ óÝWÙYÖ øTTYW ISãTQWTW¤ (8) » [سورة البينة:الآية 8]
وأما النار : فهي دار العذاب أعدها الله للكافرين والعصاة ، فيها أشد العذاب وصنوف العقوبات ، وخزنتها ملائكة غلاظ شداد ، والكفار مخلدون فيها ، طعامهم الزقوم وشرابهم الحميم ، ونار الدنيا جزء من سبعين جزءاً من حر جهنم ، فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرها أو أشد .
وهذه النار لا تسأم ممن يوضع فيها ويقذف في قعرها بل إنها لتقول هل من مزيد ، ولها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم.
وقال تعالى عن النار : ¼ pPVYÆRK WÝÿX£YÉHTVÑ<ÕYÖ » [سورة آل عمران:الآية 131].
وقال تعالى - عن خلود أهل النار وأنها لا تفنى - : ¼ QWÜMX JðW/@ WÝWÅVÖ WÝÿX£YÉHTVÑ<Ö@ JðTWÆVK Wè óØSäVÖ [¤kYÅWª (64) WÝÿYYÕHTWT :TWä~YÊ $ _WTKV » [سورة الأحزاب:الآيتان 64-65]
(3) ـ ثمرات الإيمان باليوم الآخر :
للإيمان باليوم الآخر ثمرات جليلة منها :
1ـ الرغبة في فعل الطاعات والحرص عليها رجاء الثواب .
2 ـ الرهبة من فعل المعصية والرضا بها خوفاً من عقاب ذلك اليوم.
3 ـ تسلية المؤمن عما يفوته من الدنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها .
4 ـ أن الإيمان بالبعث أصل سعادة الفرد والمجتمع ، فإن الإنسان إذا آمن بأن الله تعالى سيبعث الخلق بعد موتهم ويحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم ويقتص للظالم من المظلوم حتى من الحيوان استقام على طاعة الله وانقطع دابر الشر وساد الخير في المجتمع ، وعمت الفضيلة والطمأنينة .
***
الركن السادس : الإيمان بالقدر
(1) ـ تعريف القدر وأهمية الإيمان به :
القدر : هو تقدير الله للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضت حكمته . وهو يرجع إلى قدرة الله ، وأنه على كل شيء قدير فعال لما يريد .
والإيمان به من الإيمان بربوبية الله سبحانه وتعالى ، وهو أحد أركان الإيمان التي لا يتم الإيمان إلا بها . قال تعالى : ¼ PVTßXM QWÔRÒ ]òpøW® SãHTWTÞpTÍVÕW x¤WWÍY (49) » [سورة القمر:الآية 49] .
قال ﷺ : ((كل شيء بقدر حتى العجز والكيس ، أو الكيس والعجز)) [ رواه مسلم ] .
(2) مراتب القدر :
لا يتم الإيمان بالقدر إلا بتحقيق أربع مراتب هي :
أولاً : الإيمان بعلم الله الأزلي المحيط بكل شيء . قال تعالى: ¼ `yVÖKV óØVÕ`ÅWT UfûKV WJð/@ SØVÕ`ÅWTÿ WÚ Á Yò:WÙUfTT©Ö@ X%³`¤KKVô@ Wè QWÜMX ðÐYÖ.V¢ Á ]&HTWTYÒ QWÜMX ðÐYÖ.V¢ øVÕWÆ JðY/@ c¤kY©WTÿ (70) » [سورة الحج:الآية 70]
ثانياً : الإيمان بالكتابة في اللوح المحفوظ لما علم الله من المقادير . قال تعالى : ¼ QWÚ WTÞ<ºQW£WTÊ Á gHTWTYÑ<Ö@ ÝYÚ xòp&øTW® » [سورة الأنعام:الآية 38].
وقال ﷺ: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)) [ رواه مسلم ] .
ثالثاً : الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة . قال تعالى: ¼ WÚWè WÜèSò:WW :PVMX ÜKV ò:WWÿ JðS/@ JñW¤ fûkYÙVÕHTWÅ<Ö@ (29) » [سورة التكوير:الآية 29].
قال ﷺ لمن قال له ما شاء الله وشئت : ((أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده)) [ رواه أحمد] .
رابعاً : الإيمان بأن الله خالق كل شيء . قال تعالى : ¼ JðS/@ SÌYÕHTTTW PXÔS{ x$òpøW® WéSåWè uøVÕWÆ QXÔS{ xòpøW® bÔ~Y{Wè (62) » [سورة الزمر:الآية 62].
وقال تعالى: ¼ SJðJðS/@ Wè `yRÑWÍVÕW WÚWè WÜéSTÕWÙ`ÅWT (96) » [سورة الصافات:الآية 96].
وقال ﷺ : (( إن الله يصنع كل صانع وصنعته)) [ رواه البخاري ] .
(3) أقسام التقدير :
أ ـ التقدير العام لجميع الكائنات ، وهو الذي كتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
ب ـ التقدير العمري ، وهو تقدير كل ما يجرى على العبد من نفخ الروح فيه إلى نهاية أجله .
ج ـ التقدير السنوي ، وهو تقدير ما يجري كل سنة ، وذلك ليلة القدر من كل سنة . قال تعالى : ¼ Wä~YÊ ñËW£pTÉTSÿ QSÔRÒ \£T`ÚKV ]y~YÑW (4) » [سورة الدخان:الآية 4] .
د ـ
التقدير اليومي ، وهو تقدير ما يجري كل يوم من عز وذل وعطاء ومنع وإحياء وإماتة
وغير ذلك . قال تعالى: ¼ ISãSTÕLWTTpT©Wÿ ÝWÚ Á Y.WéHTWÙQW©Ö@
&X³`¤KKVô@
Wè QWÔRÒ ]zóéTWÿ WéSå Á xÜ
(4) عقيدة السلف في القدر :
أن الله خالق كل شيء وربه ومليكه ، قد قَدَّر مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم ، قدر آجالهم وأرزاقهم وأعمالهم وكتب ما يصيرون إليه من سعادة أو شقاوة، فكل شيء أحصاه في إمام مبين. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، ويعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ، وهو قادر على كل شيء يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، وأن للعباد مشيئة وقدرة يفعلون بها ما أقدرهم الله عليه مع اعتقادهم أن العباد لا يشاءون إلا أن يشاء الله . قال تعالى: ¼ WÝÿY¡PVÖ@ Wè N èSWäHTW WTÞ~YÊ óØSäPVÞWÿY`äWTÞVÖ &WTÞVÕSTSª » [سورة العنكبوت:الآية 69] .
وأن الله تعالى خالق للعباد وأفعالهم وهم فاعلون لها حقيقة ، فلا حجة لأحد على الله في واجب تركه ولا محرم فعله ، بل له الحجة البالغة على العباد ، ويجوز الاحتجاج بالقدر على المصائب لا على المعائب والذنوب . كما قال ﷺ في محاجة موسى لآدم : (( تحاج آدم وموسى ، فقال موسى : أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة، فقال له آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ثم تلومني على أمر قد قُدّر عليّ قبل أن أخلق فحج آدمُ موسى)) [ رواه مسلم ] .
(5) أفعال العباد :
الأفعال التي يخلقها الله تعالى في الكون تنقسم إلى قسمين :
الأول : ما يجريه الله تبارك وتعالى من أفعاله في مخلوقاته ، فليس لأحد فيها مشيئة واختيار ، وإنما المشيئة لله ، مثل الإحياء والإماتة والمرض والصحة .
قال تعالى : ¼ SJðJðS/@ Wè `yRÑWÍVÕW WÚWè WÜéSTÕWÙ`ÅWT (96) » [سورة الصافات:الآية 96] .
وقال تعالى : ¼ ÷Y¡PVÖ@ WÌVÕW ð`éWÙ<Ö@ WáléW~W<Ö@ Wè `ØS{WéRÕ`W~YÖ `yRÑQSTÿKV SÝW©`KV ¾&WÙWÆ » [سورة الملك:الآية 2]. الثاني : ما تفعله الخلائق كلها من ذوات الإرادة ، فهذه تكون باختيار فاعليها وإرادتهم ؛ لأن الله جعل ذلك إليهم ، قال تعالى : ¼ ÝWÙYÖ ò:W® óØRÑÞYÚ ÜKV WØ~YÍWTpT©WTÿ (28) » [سورة التكوير:الآية 28]. وقال تعالى: ¼ ÝWÙVÊ ò:W® ÝYÚ`ëS~<ÕWTÊ ÝWÚWè ò:W® &ó£TSÉ<ÑW~<ÕWTÊ » [سورة الكهف:الآية 29]. فهم يُحمدون على المحمود منها ويذمون على المذموم ، والله لا يعاقب إلا على أمر فيه اختيار للعبد، كما قال تعالى : ¼ :WÚWè hWTßKV xyHTPVÕðÀ¹Y Y~YWÅ<ÕPYÖ » [سورة ق:الآية 29]. والإنسان يعرف الفرق بين الاختيار والاضطرار ، فينـزل من السطح بالسلم نزولاً اختيارياً، وقد يسقطه غيره من السطح ، فالأول اختيار والثاني إجبار.
(6) الجمع بين خلق الله وفعل العبد :
الله خلق العبد وخلق أفعاله ، وجعل له إرادة وقدرة ، فالعبد فاعل حقيقة لفعله مباشر له ؛ لأن له إرادة وقدرة ، فإذا آمن فهو بمشيئته وإرادته ، وإذا كفر فهو كافر بمشيئة وإرادته التامة، كما إذا قلنا : هذه الثمرة من هذه الشجرة ، وهذا الزرع من هذه الأرض ، بمعنى أنه حدث منها ، ومن الله بمعنى أنه خلقه منها لم يكن بينهما تناقض، وبهذا يتفق شرع الله وقدره .
قال تعالى: ¼ SJðJðS/@ Wè `yRÑWÍVÕW WÚWè WÜéSTÕWÙ`ÅWT (96) » [سورة الصافات:الآية 96] .
وقال تعالى : ¼ PVÚVKWTÊ óÝWÚ uøV¹`ÆVK uøWÍTPVT@ Wè (5) WËJðW²Wè uøWÞpT©S<Ö@Y (6) SâS£PY©WT~SÞW©WTÊ uüW£`©S~<ÕYÖ (7) PVÚKV Wè ?ÝWÚ WÔYYmîð uøWTÞpTTçÅWT`ª@ Wè (8) ðPV¡W{Wè uøWÞpT©S<Ö@Y (9) ISâS£QY©WT~SÞW©WTÊ uüW£p©SÅ<ÕYÖ (10) » [سورة الليل:الآيات 5-10]
(7) الواجب على العبد في القدر :
يجب على العبد في القدر أمران :
الأول : أن يستعين بالله في فعل المقدور واجتناب المحذور ، وأن يدعوه بأن ييسره لليسرى ويجنبه العسرى ، ويتوكل عليه ويستعيذ به ، فيكون مفتقراً إليه في جلب الخير وترك الشر. قال ﷺ : ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان)) .
الثاني : عليه أن يصبر على المقدور فلا يجزع ، فيعلم أن ذلك من عند الله فيرضى ويسلم ، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه . قال ﷺ : (( وأعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك)).
(8) الرضا بالقضاء والقدر :
ينبغي الرضا بالقدر ؛ لأنه من تمام الرضا بربوبية الله ، فينبغي لكل مؤمن أن يرضى بقضاء الله ؛ لأن فعل الله وقضاءه خير كلّه وعدل وحكمة ، فمن اطمأنت نفسه إلى أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه خلت نفسه من الحيرة والتردد ، وانتفى من حياته القلق والاضطراب ، فلا يحزن على ما فاته ، ولا يتهيب من مستقبله ، ويكون بذلك أسعد الناس حالاً وأطيبهم نفساً وأهدأهم بالاً، فمن عرف أن أجله محدود ورزقه معدود فلا الجبن يزيد في عمره، ولا الشح يزيد في رزقه ، فالكل مكتوب صبر على ما أصابه من المصائب واستغفر لما فعله من الذنوب والمعائب ، ورضي بما قدره الله ، فيجمع بين طاعة الأمر والصبر على المصائب .
قال تعالى : ¼ :WÚ ðW²VK ÝYÚ ]àTW~g±QSÚ PVMX XÜ<¢XMTTY %JðY/@ ÝWÚWè ?ÝYpÚëSÿ YðJ/@Y Y`äWÿ I&SãW<ÕWTÎ SJðJðS/@ Wè QXÔRÑY ]òpøW® cy~YÕWÆ (11) » [سورة التغابن:الآية 11]
وقال تعالى: ¼ `¤Yip²@WTÊ UfûMX W`ÆWè JðY/@ bQÌW ó£YÉpTçÅWpTª@ Wè ðÐY?TßW¡YÖ » [سورة غافر:الآية 55].
(9) الهداية نوعان :
الأولى : هداية دلالة على الحق وإرشاد ، وهي لجميع الخلق ، وهي التي يقدر عليها الرسل وأتباعهم . قال تعالى: ¼ ðÐPVßMX Wè v÷Y`äWTVÖ uøVÖXM x·.W£g² xy~YÍWTT`©QSÚ » [سورة الشورى:الآية 52]
الثانية : هداية توفيق وتثبيت من الله منّة منه وفضلاً لعباده المتقين ، وهي التي لا يقدر عـليـها إلا الله . قال تعالى : ¼ WÐPVßMX W üY`äVT óÝWÚ ð`WT`VK QWÝYÑHTVÖWè JðW/@ ÷Y`äWTÿ ÝWÚ &Sò:WWTÿ » [سورة القصص:الآية 56].
(10) الإرادة في كتاب الله نوعان :
الأولى : إرادة كونية قدرية ، وهي المشيئة الشاملة لجميع الموجودات ، فما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن . وهي تستلزم وقوع المراد ، ولا تستلزم المحبة والرضى إلا إذا تعلقت بها الإرادة الشرعية . قال تعالى : ¼ ÝWÙWTÊ Y X£STÿ JðS/@ ÜKV ISãWTÿY`äWTÿ `W£pTWTÿ ISâW¤`fTT² Y$yHTWTÕpªXMpYÖ » [سورة الأنعام:الآية 125].
الثانية : الإرادة الدينية الشرعية ، وهي محبة المراد وأهله والرضا عنهم ، ولا تستلزم وقوع المراد إلا إذا تعلقت بها الإرادة الكونية . قال تعالى : ¼ SÿX£STÿ JðS/@ SØS|Y W£ó©S~<Ö@ WWè SÿX£STÿ SØS|Y W£ó©SÅ<Ö@ » [سورة البقرة:الآية 185].
والإرادة الكونية أعم مطلقاً لأن كل مراد شرعي وقع فهو مراد كوناً ، وليس كل مراد كوني وقع مراداً في الشرع ، فإيمان أبي بكر رضي الله عنه مثلاً تحقق فيه الإرادتان ، وما تحققت فيه الإرادة الكونية فقط مثلاً كفر أبي جهل ، وما لم يتحقق فيه الإرادة الكونية وإن كان يراد شرعاً إيمان أبي جهل . فالله وإن كان يريد المعاصي قدراً ويشاؤها كوناً فهو لا يرضاها ديناً ولا يحبها ولا يأمر بها ، بل يبغضها ويكرهها وينهي عنها ويتوعد فاعلها ، وكل ذلك من قدره.
وأما الطاعات والإيمان فإنه سبحانه يحبها ويأمر بها ويعد صاحبها بالثواب والجزاء الحسن ، فهو سبحانه لا يعصى بغير إرادته ، ولا يقع إلا ما يريد قال تعالى: ¼ WWè uøW¶ó£WTÿ YâY WYÅYÖ $W£pTÉRÑ<Ö@ » [سورة الزمر:الآية 7].
وقال سبحانه: ¼ SJðJðS/@ Wè W JñYSTÿ W fTT©WÉ<Ö@ » [سورة البقرة:الآية 205].
(11) الأسباب التي تدفع القدر :
جعل الله لهذه المقادير أسباباً تدفعها وترفعها من الدعاء والصدقة والأدوية وأخذ الحذر واستعمال الحزم ، إذ لكل من قضاء الله وقدره حتى العجز والكيس .
(12) مسألة القدر سر الله في خلقه :
القول بأن القدر سر الله في خلقه محصور في الجانب الخفي من القدر ، فحقائق الأشياء لا يعلمها إلا الله ، ولا يطلع عليها البشر ، مثل أن الله أضل وهدى وأمات وأحيا ومنع وأعطى . كما قال ﷺ: ((إذا ذكر القدر فأمسكوا)) [ رواه مسلم ] .
أما جوانب القدر الأخرى وحكمه العظيمة ومراتبه ودرجاته وآثاره ، فهذه يجوز بيانها للناس ومعرفتها ؛ لأن القدر أحد أركان الإيمان التي ينبغي تعلمها ومعرفتها . كما قال الرسول ﷺ لما ذكر أركان الإيمان لجبريل عليه السلام : قال : (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) [ رواه مسلم ] .
(13) الاحتجاج بالقدر :
علم الله تعالى السابق بما سيكون غيب لا يعلمه إلا هو ، مجهول للمكلفين، فلا حجة لأحد فيه ، ولا يجوز ترك العمل اتكالاً على ما سبق به القضاء ، فالقدر ليس حجة لأحد على الله ولا على خلقه ، ولو جاز لأحد أن يحتج بالقدر على ما يفعله من السيئات لم يُعاقب ظالم ، ولم يُقتل مشرك، ولم يُقم حدّ ، ولم يُكف أحد عن ظلم وهذا من الفساد في الدين والدنيا المعلوم ضرره .
ونقول لمن يحتج بالقدر ليس عندك علم متيقن أنك من أصحاب الجنة أو النار ، ولو كان عندك علم لما أمرناك ولا نهيناك ، ولكن اعمل وعسى الله أن يوفقك لأن تكون من أصحاب الجنة .
قال بعض الصحابة لما سمع أحاديث القدر : ما كنت بأشد اجتهاد منى الآن . قال ﷺ لما سئل عن احتجاج بالقدر : اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة ، ومن كان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة ، ثم قرأ : ¼ PVÚVKWTÊ óÝWÚ uøV¹`ÆVK uøWÍTPVT@ Wè (5) WËJðW²Wè uøWÞpT©S<Ö@Y (6) SâS£PY©WT~SÞW©WTÊ uüW£`©S~<ÕYÖ (7) PVÚKV Wè ?ÝWÚ WÔYYmîð uøWTÞpTTçÅWT`ª@ Wè (8) ðPV¡W{Wè uøWÞpT©S<Ö@Y (9) ISâS£QY©WT~SÞW©WTÊ uüW£p©SÅ<ÕYÖ (10) » [سورة الليل:الآيات 5-10].
(14) الأخذ بالأسباب :
ما يعرض للعبد أمران ، أمر فيه حيلة فلا يعجز عنه ، وأمر لا حيلة فيه فلا يجزع منه ، فالله سبحانه وتعالى يعلم بالمصائب قبل وقوعها ، وعلمه بها ليس هو الذي أوقع المصاب في المصيبة ، وإنما وقعت بالأسباب المترتبة على وقوعها ، فإن كان وقوعها بسبب تقصير من الشخص بإهمال الأسباب والوسائل التي تقيه من الوقوع فيها ويأمره دينه باستعمالها فانه ملام على تقصيره في حماية نفسه وعدم استعماله للأسباب الطبيعية التي تحفظه ، وإن كان لا طاقة له في دفع هذه المصيبة فإنه معذور .
فالأخذ بالأسباب لا ينافي القدر والتوكل بل هو جزء منه ، ولكن إذا وقع القدر وجب الرضا به والتسليم له ، ويلجأ إلى قوله : " قدّر الله وما شاء فعل " وأما قبل أن يقع فإن سبيل المكلف هو الأخذ بالأسباب المشروعة ومدافعة الأقدار بالأقدار ، فالأنبياء أخذوا بالأسباب والوسائل التي تحفظهم من عدوهم مع أنهم مؤيدون بالوحي والحفظ من الله ، وكان رسول الله ﷺ سيد المتوكلين يأخذ بالأسباب مع قوة توكله على ربه .
قال تعالى : ¼ N èQSTTYÆVK Wè ØSäVÖ QWÚ yST`ÅV¹WT`ª@ ÝYQÚ wáQWéSTÎ ÛYÚWè g·WTQY¤ XÔ`~W<Ö@ fûéSYåó£ST -YãY QWèSWÆ JðY/@ `ØS{QWèSWÆWè » [سورة الأنفال:الآية 60].
وقال تعالى : ¼ WéSå ÷Y¡PVÖ@ WÔWÅW SØRÑVÖ ð³`¤KKVô@ ^éSTÖV¢ N éS`Ú@WTÊ Á WäXYYÒWTÞWÚ N éSTÕS{Wè ÝYÚ -$YãYpΦQX¤ YãT`~VÖMX Wè S¤éSSPRÞÖ@ (15) » [سورة الملك:الآية 15] .
قال ﷺ : ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله ما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان)) [ رواه مسلم ] .
(15) حكم من أنكر القدر :
من أنكر القدر فقد جحد أصلاً من أصول الشريعة وقد كفر بذلك . قال بعض السلف ـ رحمه الله ـ : ناظروا القدرية بالعلم ، فإن جحدوه كفروا، وإن أقروا به خصموا .
(16) ثمرات الإيمان بالقدر :
للإيمان بالقضاء والقدر ثمار طيبة وآثار حسنة ، تعود على الأمة والفرد بالصلاح فمنها :
أ ـ أنه يثمر أنواع العبادات الصالحة والصفات الحميدة ، كالإخلاص لله ، والتوكل عليه ، والخوف منه والرجاء وإحسان الظن به ، والصبر وقوة الاحتمال ، ومحاربة اليأس ، والرضا بالله ، وإفراد الله بالشكر والفرح بفضله ورحمته ، والتواضع لله عز وجل ، وترك الكبر والخيلاء ، ويثمر الإنفاق في أوجه الخير ثقة بالله ، والشجاعة والإقدام ، والقناعة وعزة النفس ، وعلو الهمة ، والحزم ، والجد في الأمور ، والاعتدال في السراء والضراء ، والسلامة من الحسد والاعتراض ، وتحرير العقول من الخرافات والأباطيل وراحة النفس وطمأنينته القلب .
ب ـ أن المؤمن بالقدر يمضي في حياته على منهج سوي ، فلا تبطره النعمة ، ولا ييأس بالمصيبة ، ويستيقن أن ما أصابه من ضراء فبتقدير الله ابتلاء ، فلا يجزع بل يصبر ويحتسب .
ج ـ أنه يحمي من أسباب الضلال وسوء الخاتمة إذ يثمر له المجاهدة الدائمة على الاستقامة والإكثار من الصالحات ، ومجانبة المعاصي والموبقات .
د ـ أنه يثمر للمؤمنين مواجهة المصاعب والأهوال بقلب ثابت ويقين تام مع فعل الأسباب .
قال ﷺ : ((عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)) [ رواه مسلم ] .