×
خطبة عيد الأضحى، ألقاها فضيلة الدكتور عبد المحسن القاسم أثابه الله في يوم ١٠ ذو الحِجة ١٤٣٨هـ، يتحدث فيها الشيخ عبد المحسن القاسم عن محاسن الإسلام وأن الإسلامُ أَعْظمُ نعمةٍ أنعمَ اللَّهُ على عبادِه؛ فهو دينٌ لا كان ولن يكون مثلُه، قال عُمرُ بن الخطَّاب رضي اللَّه عنه: «مَنْ لَمْ يَعْرِفِ الجَاهِلِيَّةَ لَا يَعْرِفُ الإِسْلَامَ»، وليس للَّهِ في الأرضِ دينٌ حقٌّ سِواه؛ قال سبحانه: {إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلَامُ}.

مَحَاسِنُ الإِسْلامِ ([1])

اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر ما لاحَ صباحُ عيدٍ وأسفَر، اللَّه أكبر ما هلَّ مُهلِّلٌ وكبَّر، اللَّه أكبر ما أشرَقَت بوارِقُ الإسعادِ على مَن قصَدَ البيتَ الحرام، اللَّه أكبر ما ذكرَه الذَّاكِرون عند المشاعِر العِظام، اللَّه أكبر ما حدَت بهم مطايا الأشواقِ إلى عرفات، وما ابتَهَلُوا في ذلك الموقِفِ وحُطَّت عنهم السيئات.

اللَّه أكبر عددَ مَن طافَ بالبيتِ العتيقِ وخضَعَ لربِّه واستَكان، اللَّه أكبر عددَ ما يُتقرَّبُ به إلى اللَّه مِن قُربان، اللَّه أكبر ما لبَّى المُلبُّون، وطافَ الطائِفُون، وأهدَى المُضحُّون.

الحمدُ للَّه لا واضِعَ لِمَا رفَعَ، ولا رافِعَ لما وضَعَ، ولا مانِعَ لما أعطَى، ولا مُعطِيَ لما منَع، علَا بقَهرِه وقَدرِه وذاتِه فوقَ جميعِ مخلُوقاتِه وارتفَع، وفَطَرَ المصنوعات على ما شاءَ فأتقَنَ ما صنَعَ، مشنه الفضلُ يُرتجَى، والكرمُ يُبتغَى، نحمدُه سبحانه على نعمِه الغِزار، ونشكُرُه على مُترادِفِ فضلِه المِدرار.

وأشهدُ أن لا إله إلا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ له، جعلَ الأعيادَ مواسِمَ أفراحِ الطائِعِين، وأيامَ سُرور المُتعبِّدين، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه نبيُّ الرحمةِ والهُدى أعظِم به نبيّاً، وأكرِم به رسُولاً، صلَّى اللَّه عليه وعلى آلِه وأصحابِه بُدور الدُّجَى، وأعلامِ الهُدَى.

أيُّها المسلمون:

عاشَ النَّاسُ قبل بِعثةِ النَّبيِّ ﷺ في جاهليَّةٍ وضلالٍ، يعبُدُون الأشجارَ والأحجار، ويدعُون مِنْ دون اللَّه ما لا يَنفعُهم ولا يَضُرُّهم، واتَّخذُوا الشَّياطينَ أولياءَ مِن دُون اللَّه ويحسَبُون أنهم مُهتَدُون، حتى طُمِسَت معالِمُ الدِّين، وانتَكَسَت الفِطَر، قال أبو رجاءٍ العُطارديُّ رحمه اللَّه: «كُنَّا نَعْبُدُ الحَجَرَ، فَإِذَا وَجَدْنَا حَجَراً هُوَ أَخْيَرُ مِنْهُ أَلْقَيْنَاهُ، وَأَخَذْنَا الآخَرَ، فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَراً جَمَعْنَا جُثْوَةً مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ جِئْنَا بِالشَّاةِ فَحَلَبْنَاهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُفْنَا بِهِ» (رواه البخاري).

كانوا حَيَارَى في أمورِهم، الشُّؤم والتَّطيُّر طابَعُ حياتهم، ولا غايةَ نبيلةَ لهم، يقتُلُ بعضُهم بعضاً، وتستعِرُ الحروبُ لأجلِ فَرَسٍ أو ناقةٍ، لا شريعةَ تحكُمُهم فيأكُلُون الميتةَ، ويأتُون الفواحِشَ، ويشرَبُون الدَّمَ والخمرَ، ويطُوفُون بالبيتِ عُراةً، يقتُلُون أولادَهم خوفَ الفَقر، ويدفنُون بناتَهم خشيةَ العارِ ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ﴾.

المرأةُ عندهم مُبتذَلةٌ مَهِينة، تُعلَّقُ وتُعضَلُ، وتُورَثُ ولا تَرِثُ، وتُقتَلُ، الظُّلمُ شِعارُهم، والجهلُ دِثارُهم ﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا﴾.

أزمِنةٌ مُظلِمَة، والدِّينُ الصَّحيحُ مِن بقايا أهل الكتابِ يندُرُ وجودُه وقد لا يُدرَك؛ خرجَ زيدُ بنُ عمرِو بنِ نُفَيلٍ إلى الشَّام باحِثاً عن الحقِّ، وكان يقول: «اللَّهمَّ إنِّي لو أعلَمُ أحبَّ الوُجوه إليك عبَدتُك به، ولكنِّي لا أعلَمُ»، ثم يسجُدُ على راحِلتِه.

وأهلُ الكتاب يستنصِرُون على المُشركِين والكُفَّارِ ببعثةِ نبيِّ الإسلام؛ قال سبحانه: ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ﴾، قال النَّبيُّ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، فَمَقَتَهُمْ - عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ -، إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ» (رواه مسلم).

جاهليَّةٌ أطبَقَ الأرضَ ظلامُها، فبعثَ اللَّهُ نبيَّه مُحَمَّداً ﷺ على حينِ فترةٍ مِن الرُّسُل، فشعَّ نُورُ الإسلام، وانقَشَعَ الظَّلام، وأشرَقَت الأرضُ بنُور الهدى والبيِّنات؛ قال سبحانه: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾، وبِهِ خرَجَ الناسُ مِن الظُّلمات إلى النُّور ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾.

اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، وللَّه الحمد.

الإسلامُ أَعْظمُ نعمةٍ أنعمَ اللَّهُ على عبادِه؛ فهو دينٌ لا كان ولن يكون مثلُه، قال عُمرُ بن الخطَّاب رضي اللَّه عنه: «مَنْ لَمْ يَعْرِفِ الجَاهِلِيَّةَ لَا يَعْرِفُ الإِسْلَامَ»، وليس للَّهِ في الأرضِ دينٌ حقٌّ سِواه؛ قال سبحانه: ﴿إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلَامُ﴾.

هو سبيلُ اللَّه وصِراطُه المستقيم، رضِيَه لعبادِه؛ فقال: ﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناً﴾، لا يقبَلُ اللَّه مِن الخلق دِيناً سِواه ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾، ولا يُحبُّ سبحانه مِن الأديَان إلَّا الإسلام؛ قال الرَّسُولُ ﷺ: «أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى اللَّهِ: الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ» (رواه البخاري)، ولا يدخُلُ أحدٌ الجنَّةَ إلَّا مَن كان مِن أهلِ الإسلام؛ قال عز وجل: ﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾.

دينٌ كامِلٌ لا نقصَ فيه بوجهٍ مِن الوجُوه؛ قال سبحانه: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾، هو أحسنُ الأديان، وأتباعُهُ أحسنُ النَّاسِ ديناً؛ قال سبحانه: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾، ولحُسنِه يوَدُّ الكافِرُ أن يكون مِن أهلِه، قال تعالى: ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾.

أصلُه ونِبراسُه كِتابٌ مُحكَمٌ مُفصَّلٌ، قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾، شامِلٌ لجميعِ أمورِ الدُّنيا والدِّين، قال تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾، جامِعٌ لكلِّ ما تحتاجُه البشريَّة؛ قال عز وجل: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ﴾.

دينُ الإسلام دينٌ هادٍ لجميعِ الخَلقِ، صالِحٌ لكلِّ الأجيَال، سهلٌ لجميعِ النَّاسِ، لا يختَصُّ بلَونٍ أو جِنسٍ، ولا زمانٍ أو مكانٍ، قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً﴾، رحمةٌ لجميعِ البشرِ على تعاقُبِ الأزمانِ والدُّهور، قال عز وجل: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾، وسَطٌ في عقائِدِه وعباداتِه، ومُعاملاته وأخلاقِه، فلا إفراطَ فيه ولا تفريط، ولا غلُوَّ ولا جفَاء؛ قال عز وجل: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً﴾، قائِمٌ على اليُسر والسَّماحَة، فلا مشقَّةَ فيه ولا عنَت؛ قال سبحانه: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ﴾.

رفعَ اللَّهُ به عن الأمَّةِ الآصارَ والأغلال، وما جعلَ في الدِّينِ مِن حرَجٍ، تكالِيفُه منُوطةٌ بالأهليَّة والاستِطاعة، واللَّهُ لا يُكلِّفُ نفساً إلَّا وُسعَها، فلا واجِبَ مع العَجْز، ولا مُحرَّم مع الضَّرُورة، وكلَّما ضاقَ الأمرُ فيه اتَّسَع، وعفَا اللَّهُ عن هذه الأُمَّة ما حدَّثَت بها أنفُسَها ما لم تعمَلْ أو تتكلَّم، ورفعَ عنها الخطأَ والنِّسيان وما استُكرِهوا عليه، وبابُ التَّوبةِ في الإسلام مفتُوحٌ، وهي سهلةٌ ميسُورةٌ.

دِينٌ جلِيٌّ في مصدَرِه وغاياتِه، معالِمُه ظاهِرةٌ، وأحكامُه بيِّنةٌ لا غُموضَ فيها ولا خَفاء، يهدِي إلى السَّعادة ويمحُو الشَّقاء؛ قال سبحانه: ﴿مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ القُرْآنَ لِتَشْقَى﴾، مُتوافِقٌ مَعَ العُقولِ والفِطَر؛ قال عز وجل: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ﴾، أحكامُه وشرائِعُه مُؤتلِفةٌ غيرُ مُختلِفة؛ قال تعالى: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً﴾.

كتبَ اللَّهُ لهذا الدِّين البقاءَ في الأرضِ والنُّفُوذ؛ قال رسُول ﷺ: «لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ، وَلَا وَبَرٍ - أي: كلَّ بيتٍ في البوادي والحواضِر - إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ كَلِمَةَ الإِسْلَامِ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ» (رواه أحمد).

جمَعَ بين العدلِ والرَّحمةِ، والإصلاحِ والإحسانِ؛ قال سبحانه: ﴿إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾، لم يأمُرْ إلَّا بخيرٍ خالِصٍ أو راجِحٍ، ولا ينهَى إلَّا عن شرٍّ مَحضٍ أو راجِحٍ.

دينُ علمٍ وعملٍ يهدِي في ذلك للَّتي هي أقوَم؛ قال عز وجل: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى﴾ أي: العلم النافع ﴿وَدِينِ الحَقِّ﴾ أي: العمل الصالِح ﴿لِيُظْهِرَهُ على الدِّينِ كُلِّهِ﴾، يدعو إلى الكمال والقوَّة؛ قال النَّبيُّ ﷺ: «المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ» (رواه مسلم)، يُقرِّرُ الأصولَ الدِّينيَّة، ولا يُعارِضُ الحقائِقَ العقليَّةَ والفِطريَّة، ألَّف بين الرُّوح والمادَّة، وجمَعَ بين العقل والعلم، ويدعُو إلى الحضارة وعِمارة الأرض، السَّلامُ مبدَؤُه وخاتمتُه، وهو شِعارُه وتحيَّتُه.

بِهِ استِقامةُ الدُّنيا والآخرة، حكِيمٌ في مقاصِدِه ومطالِبِه، واقِعِيٌّ في أحكامِه وتشريعاتِه، يفتَحُ بابَ الأمل والفأْلِ، وينهَى عن اليَأسِ والقُنُوط، قائِمٌ على الصِّدقِ والنَّصيحَة؛ قال الرَّسُولُ ﷺ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» (رواه مسلم)، لا خَيرَ إلَّا دعَا إليه، ولا شرَّ إلَّا حذَّر مِنه، جمَعَ المحاسِنَ كلَّها، وحوَى مِن الفضائلِ ما يشهَدُ بكمالِ علمِ اللَّه وحِكمتِه، وصِدْقِ نبيِّه وشُمولِ رسالتِه.

اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، وللَّه الحمد.

دينُ الإسلام أزكَى الأديانِ عقيدةً وشريعةً، جمَعَ بين حُقوقِ الخَلق والخالِقِ، قامَ على أُسسٍ وقواعِد، له ثلاثُ مراتِبَ: الإسلامُ، والإيمانُ، والإحسانُ، ولكلِّ مرتبةٍ أركانٌ، وبالجميعِ صلاحُ الظَّاهِرِ والباطِنِ.

فالشَّهادتان: رُكنُ الإسلام الأعظَم، وهما دليلُه وبُرهانُه، وفيهما الإخلاصُ للَّه، والمُتابعةُ لنبيِّه ﷺ، والصَّلاةُ عمودُ الدِّين، وصِلةٌ بين العبدِ وربِّه، وفي الزَّكاةِ طهارةُ النَّفسِ والمالِ، وغَرسُ المحبَّةِ والرحمةِ، والصِّيامُ يُهذِّبُ النُّفوسَ ويُزكِّيها، والحجُّ فريضةٌ في العُمر مرَّةً، وبهِ يظهَرُ الاستِسلامُ وتحقيقُ العبودية.

واستِقامةُ الظَّاهِر منشَؤُها استِقامةُ الباطِنِ؛ قال تعالى: ﴿لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالمَلَائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾.

وحقيقةُ الإيمان: تصدِيقُ الغَيْبِ مع أمنٍ واطمِئنانٍ، يُصدِّقُه القولُ والعملُ.

والإحسان: عبادةُ اللَّه عن كمالِ إخلاصٍ ومُراقبةٍ.

وأصلُ دينِ الإسلام وبُنيانُه: عبوديَّةُ اللَّه وتوحيدُه، وبذلك بعَثَ اللَّه جميعَ أنبيائِه ورُسُله؛ قال سبحانه: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾، وغايتُه السَّعيُ في كلِّ ما يُحبُّه اللَّه ويرضَاه، لا يُفرِّقُ بين أنبياءِ اللَّه ورُسُله، فكلُّهم صادِقُون مُصدَّقُون.

عقائِدُه أصَحُّ العقائِدِ، وأسهَلُها، وأصلَحُها للخلقِ، وأقوَمُها، تُوافِقُ العقلَ والفِطَرَ، وتبعَثُ على القولِ والعملِ، بعيدةٌ عن الغُمُوضِ والخُرافات، سالِمةٌ مِن المحالِ والتَّناقُضات، مُناسِبةٌ للضَّعيفِ والقويِّ، وأحكامُه لا أحسنَ منها، وبها صلاحُ العباد والبلاد؛ قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.

لا رهبانيَّةَ في عباداتِه ولا مشقَّة، يأمُرُ بمحاسِنِ الأعمال، ويدعُو إلى مكارِمِ الأخلاق - مِن الصِّدقِ، والكرمِ، والوفاء -؛ قال عليه الصَّلاة والسَّلام: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلَاقِ» (رواه أحمد).

حلالُه بيِّنٌ وحرامُه بيِّنٌ؛ أباحَ الطَّيِّباتِ، وحرَّمَ الخبائِثَ، وما حرَّمَ شيئاً إلَّا وفتَحَ مِن الخيرِ أضعافَه، المعاملةُ فيه مبناها على الصِّدقِ والتَّسامُحِ والمحبَّةِ والإخاءِ والنُّصحِ لكلِّ مخلُوقٍ.

مقاصِدُه في حفظِ ضَرورات الخلقِ وحاجاتِهم، وما فِيه كمالٌ ومصلَحةٌ لهم، تشريعاتُه فيها حِفظُ الدِّين، وحِمايةُ أصولِه، والنَّهيُ عن التَّبديلِ والتَّغييرِ فيه، فأمَرَ برَدعِ النَّاكِصِين، وغلَّظَ على البِدع والمُحدِثين، ونهَى عن كلِّ خُرافةٍ تمَسُّ دينَ الإسلام - مِن الشَّعْوَذة والتَّنجيمِ وغيرِها مِن أفعالِ الشَّياطين-، صِمامُ أمانِه الأمرُ بالمعروف والنَّهيُ عن المُنكَر، وبذلك خَيرُ الأمَّة وفلاحُها.

في أحكامِه ما يكفَلُ حِفظَ الأنفُس؛ فدعَا للنِّكاح، وحثَّ عليه، ورغَّبَ في كثرةِ النَّسل، ورِعايةِ الأبناء، وحرَّم القتلَ وأسبابَه؛ قال سبحانه: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾، و«مَنْ قَتَلَ مُعَاهَداً؛ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ» (رواه البخاري).

جاء بما يحفَظُ العقلَ ويُزكِّيه، وبالبُعدِ عما يُضعِفُه ويُدَنِّيه؛ فحِفْظُ العُقول وتزكيتُها مقصدٌ شرعيٌّ، فصانَها عن خُرافاتِ الجاهليَّةِ وأباطِيلِها، ونهَى عن كلِّ ما يُخِلُّ بها ويحْرِفُها؛ قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

في الإسلام صلاحُ الأموال وحِفظُها؛ فأحَلَّ البيعَ، وحرَّمَ أكلَ المالِ بالباطلِ - كالرِّبا، والغِشِّ، والغصبِ، والسَّرِقة -، وأباحَ التَّوسِعةَ على النَّفسِ، وحرَّمَ الإسرافَ والتَّبذيرَ.

وحَفِظَ أعراضَ النَّاسِ وأنسابَهم؛ فنهَى عن الغِيبَة والنَّمِيمَة، والغَمْزِ واللَّمْز، والطَّعنِ في الأحسابِ والأنسابِ، وحرَّم القَذفَ ولعَنَ أهلَه، وشدَّدَ في الزِّنى، وحذَّرَ القُربَ مِنه، ونهَى عن وسائلِه وأسبابِه - مِن الاختِلاطِ، والتَّبرُّج، والنَّظرِ للمُحرَّمات، وفاحِشِ القولِ، وسماعِ المعازِفِ -.

اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، وللَّه الحمد.

الإسلامُ كرَّم الإنسانَ وشرَّفَه وفضَّله؛ كما قال سبحانه: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾، واستوفَى الحُقوقَ وأنصف أهلَها، وشرَعَ بين العِباد ما فِيه صلاحُ معاشِهم ومعادِهم، فأمَرَ ببرِّ الوالدَين، وصِلَة الرَّحِم، ورِعايةِ الذُّريَّة وإصلاحِها، والإحسانِ للجِيران والضُّعفاء، واحتِرامِ الكبير، ورحمةِ الصغير، وأكرَمَ المرأةَ، وحمَى عِرضَها، وجعلَ لها حُقوقاً ودفعَ ظُلمَ الجاهليَّةِ عنها.

ومِن الوفاءِ في الإسلام: حُبُّ نَقَلَةِ هذا الدِّينِ مِن الصَّحابةِ ومَن بعدَهم مِن التَّابِعِين، ومِن محاسِنِه: إنزالُ الكِبار منازِلهم؛ فدعَا لتوقيرِ العُلماء والرُّجوع إليهم، وأمَرَ بالنَّصِيحة لولاةِ الأمرِ وطاعتِهم بالمعروفِ والدُّعاءِ لهم، ويَقْدُرُ لحُماةِ الدِّين ومُقدَّساتِه قَدرَهم، والنَّاسُ في الإسلام سواسِيةٌ، لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ إلَّا بالتَّقوَى.

هو دينُ الإحسانِ والرِّفقِ، يدعُو للتَّراحُمِ والتَّكافُلِ والمَحبَّةِ والأُلفة، قال النَّبيُّ ﷺ: «إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» (متفق عليه)، يأمُرُ بكلِّ ما يُؤلِّفُ بين القُلوبِ، ويدعُو لاجتِماعِ الخَلقِ وائتِلافِهم، وينهَى عن فسادِ ذاتِ البَيْن، ويُحَذِّرُ مِن فُرقةِ العِباد واختلافِهم، ويرفَعُ الأَضرارَ ويدفَعُها، ومِن مقاصِدِه وأُصولِه: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»، ويحفَظُ الفِطَرَ مما يُفسِدُها مِن التَّشبُّه، ومُنكَراتِ الأخلاقِ وسافِلِها، ويدعُو لاحتِرام العُقُودِ والمواثِيقِ والوفاءِ بها.

اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، لا إله إلا اللَّه، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، وللَّه الحمد.

الإسلامُ يُثمِرُ على أهلِه الخيرات؛ قال النَّبيُّ ﷺ: «أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ العَرَبِ أَوِ العَجَمِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْراً؛ أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الإِسْلَامَ» (رواه أحمد)، وهو سبَبٌ للحياةِ الطَّيِّبةِ وسعادةِ الدُّنيا والآخرة؛ قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾.

وفِيه الأمنُ والاطمِئنان ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾، وبِهِ انشِراحُ الصَّدر؛ قال عز وجل: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ﴾، وهو نُورٌ لأهلِه وضِياء؛ قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ﴾، يُخرِجُ أهله مِن الظُّلمةِ إلى النُّورِ؛ قال سبحانه: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾، وفِيه حَلٌّ وتقويضٌ لجميعِ مشاكِلِ العبادِ في دينِهم ودنياهم، وعقائدِهم وسلوكِهم ومعاملاتهم.

دينُ زكاءٍ وفلاحٍ، و«قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافاً، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ»؛ قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾، له طعمٌ وحلاوة؛ قال الرَّسُولُ ﷺ: «ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ: مَنْ رَضِيَ باللَّه رَبّاً، وَبِالإِسْلَامِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً» (رواه مسلم).

وهو عِصمةٌ لأهلِه وأمانٌ؛ قال الرَّسُولُ ﷺ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» (رواه النسائي)، مُوجِبٌ للعِزَّة والقوَّة؛ قال عز وجل: ﴿وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾.

واللَّهُ ناصِرٌ أهله، وهو معهم، قال تعالى: ﴿إنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾، قال عمر بن الخطَّاب رضي اللَّه عنه: «نحن قوم أعزَّنا اللَّهُ بالإسلام، فمَهْمَا ابْتَغَيْنَا العزَّة في غيره؛ أذلَّنا اللَّهُ».

بالإسلام الخَلاصُ مِن الذُّنوبِ والآثام؛ قال تعالى: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ﴾، وفي الحديث: «الإِسْلَامُ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ» (رواه مسلم)، ومَن أحْسنَ في الإسلام لم يُؤاخَذ بما عمِلَ في الجاهليَّة.

وبعدُ، أيُّها المسلمون:

في الإسلام خَيرُ الجزاء وأوفَرُه؛ فالحسنةُ بعشرِ أمثالِها إلى سبعِ مئة ضِعف، وأجرُ أهلِه ضِعفُ مَنْ سبَقَهم؛ قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ﴾، قال النَّبيُّ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِناً حَسَنَةً؛ يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا، وَيُجْزَى بِهَا فِي الآخِرَةِ» (رواه مسلم)، وبِهِ دخُولُ الجنَّة والنَّجاةُ مِن النَّار؛ قال الرَّسُولُ ﷺ: «إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ» (متفق عليه).

فالإسلامُ سعادةُ الخَلق، ولا غِنَى لهم عنه، ولا صلاحَ لأحوالِ النَّاسِ إلَّا به، وهو المُخرِجُ مِن الفِتَنِ والمِحَن والمصائِبِ والأحزانِ، وما ابتعَدَ عنه أحدٌ أو تنقَّصه أو استهزَأَ به أو بأهلِه إلَّا لجَهلِه به.

وشرَفُ كلِّ مُسلمٍ التَّمسُّكُ به، والاعتِزازُ بذلك، والثَّباتُ عليه، ودعوةُ الخَلقِ إليه وترغيبُهم فيه، وإظهارُ محاسِنِ الإسلام قَولاً وفِعلاً، سُلوكاً ومنهَجاً، وإذا أرادَ اللَّه بعبدِه خَيراً جعله مِفتاحاً لكلِّ خيرٍ.

أعوذ باللَّه من الشَّيطان الرَّجيم

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾.

بارك اللَّه لي ولكم في القرآن العظيم …


الخطبة الثَّانية

اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، اللَّه أكبر خلقَ الخلقَ وأبدعَ الكائِنات، اللَّه أكبر شرعَ الدينَ وأحكَمَ التشريعات، اللَّه أكبرُ كلما ارتفَعت بطلبِ رحمتِه الأصوات، اللَّه أكبر كلما سكَبَ الحَجِيجُ العبَرات.

أيُّها المسلمون:

جاء الإسلامُ بإدخالِ الفرَحِ والسُّرور على أهلِه، وفي العِيدِ يتجدَّدُ لهم ذلك، فاشكُرُوا اللَّهَ على فضلِه ونعمِه.

ويومُ عيدِ الأضحَى وثانِيه أفضلُ الأيامِ عند اللَّه؛ قال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ» (رواه أبو داود).

ويُستحبُّ فيه: التَّوسِعةُ على النَّفسِ والاهلِ بالمُباحات.

والأضاحِي مِن أفضلِ العِبادات في العيد، ويبدأُ وقتُ ذَبحِها مِن بعد صلاةِ العِيدِ إلى غُروبِ شَمسِ آخر أيام التشريقِ، وتُجزِئُ الشاةُ عن الرجُلِ وأهلِ بيتِه، والبدَنَةُ والبقَرَةُ عن سبعةٍ مِن المُضحِّين، وأفضلُ كل جِنسٍ أنفَسُه وأغلاهُ ثمَناً. والسنَّةُ أن يذبَحُها المُضحِّي بنفسِه، ولا يجوزُ أن يُعطِيَ الجزَّارَ أُجرتَه مِنها.

ولا يُجزِئُ في الأضاحِي المريضَةُ البيِّنُ مرَضُها، ولا العَوراءُ البَيِّنُ عَوَرُها، ولا العَرجاءُ التي لا تُطيقُ المشيَ مع الصَّحيحة، ولا الهَزِيلَة التي لا مُخَّ فِيها.

وفِي أيامِ العِيدِ يُشرعُ التكبيرُ عقِبَ الصلوات المفرُوضَة، وفي كل وقتٍ وحينٍ.

وإذا وافَقَ العِيدُ يوم الجُمعة كهذا اليوم، جازَ لمَن حضَرَ العِيدَ أن يُصلِّي الجُمعة أو أن يُصلِّي ظُهراً، والأفضلُ أن يُصلِّي جُمعةً مع المُسلمين، أما الإمامُ فيُصلِّي بمَن حضَرَ الجُمعة، فإن لم يحضُر معه إلا واحِدٌ صلَّيَا ظُهراً.

ثمَّ اعلموا أنَّ اللَّه أمركم بالصَّلاة والسَّلام على نبيِّه …


([1]) ألقاها الشيخ د. عَبْدُ المُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ القَاسِمِ وَفَّقَهُ اللَّهُ، يوم الجمعة، العاشر من شهر ذي الحِجة، سنة ثمان وثلاثين وأربع مئة وألف من الهجرة، في مسجد الرَّسول.ﷺ.