×
قال المؤلف: لا يخفى أن كتاب: (جامع العلوم والحكم) للإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي - رحمه الله تعالى - من أهم ما ينبغي أن يقتنيه طالب العلم، لما فيه من فوائد نفيسة; وحكم نافعة. ولمَّا كان هذا الكتاب القيم جامعاً كما سماه مؤلفه لأنواعٍ من العلوم والحكم قد فصل فيه رحمه الله في تخريجِ الأحاديث واستنباطِ الأحكام الفقهية منها وذِكرِ أقوال العلماء في مختلف مسائلها - رأيت أن أستخرج منه أقوال السلف فيما يتعلق بالرقائق والتزكية وتركت أقوالهم الفقهية التي ليس لها علاقة بالرقائق.

 أقوال السلف من كتاب جامع العلوم والحكم

في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم

  للإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي

تأليف : هاني الشيخ جمعة سهل

بسم الله الرحمن الرحيم

 تقديم

   الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :

فلا يخفى أن كتاب : (جامع العلوم والحكم) للإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى من أهم ما ينبغي أن يقتنيه طالب العلم ، لما فيه من فوائد نفيسة ، وحكم نافعة .

   ولمَّا كان هذا الكتاب القيم جامعاً كما سماه مؤلفه لأنواعٍ من العلوم والحكم قد فصل فيه رحمه الله في تخريجِ الأحاديث واستنباطِ الأحكام الفقهية منها وذِكرِ أقوال العلماء في مختلف مسائلها - رأيت أن أستخرج منه أقوال السلف فيما يتعلق بالرقائق والتزكية ، وتركت أقوالهم الفقهية التي ليس لها علاقة بالرقائق .

    وتركت كذلك ما ضعفه الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى ، أو ذكره بصيغة التمريض .

    كما أثبتُّ ما رأيته مهماً من كلام ابن رجب رحمه الله ، ومن تعليقاته على كلام بعض السلف .

    وقــد اعتمدت فيه علـى طبعـة ( مكتبة الصفا ) المصرية ، بتحقيق فضيلة الشيخ : وليد بن محمد بن سلامة حفظه الله ، الطبعة الأولى 1422هـ - 2002م

    فبين يديك أخي الكريم ما يزيد على (400) قولٍ من أقوال سلف هذه الأمة ، مرتبة على ترتيب أحاديث الكتاب – مع تكرار يسير لبعضها - ، يمكنك أن تتخذها نبراساً لك في حياتك بعد كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

    وقد أعددت هذه المادة لــيُصلح المسلم بها نفسه أولاً ، ثم لتكون سنداً وعوناً للخطيب في خطبته ، وللواعظ في وعظه ، وللمحاضر في محاضرته ، وللمربي في تربيته لطلابه ، وللمؤلف في تأليف كتابه .

وحري بمن حفظها أن يكون في خطابته بارعاً ، وللسلف متابعاً ، ولا تستصعب ذلك فالأمر لا يحتاج بعد توفيق الله تعالى إلا لنية خالصة وعزيمة جادة ..

ويا حبذا لو قام المربون بتحفيظ طلابهم ( مع الأربعين النووية ) ما يختارونه من هذه الأقوال مما يتناسب مع أعمارهم ومستوياتهم ، مع شرحها شرحاً مبسطاً ؛ ليتربى الناشئة على هدي السلف الصالح ، ويتخذوا منهم قدواتٍ يقتدون بها ويسيرون على نهجها .

ولا تنس أخي الكريم أن تدعو لمن أعد هذا الكتاب ولوالديه ، فدعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجاب ..

ما دعوة أنفع يا صاحبي * من دعوة الغائب للغائبِ

ناشدتك الله يا قارئاً * أن تسأل الغفران للكاتبِ

أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يتقبله قبولاً حسناً ، وأن ينفعنا به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

                                                    هاني الشيخ جمعة سهل

                                                   السودان – أم درمان

                                                   alkitab@maktoob.com 

فهرس الأحاديث

اضغط على (ctrl) + رقم الحديث للوصول إلى الحديث مباشرة

الحديث الأول

الحديث السادس والعشرون

الحديث الثاني

الحديث السابع والعشرون

الحديث الثالث

الحديث الثامن والعشرون

الحديث الرابع

الحديث التاسع والعشرون

الحديث الخامس

الحديث الثلاثون

الحديث السادس

الحديث الحادي و الثلاثون

الحديث السابع

الحديث الثاني و الثلاثون

الحديث الثامن

الحديث الثالث و الثلاثون

الحديث التاسع

الحديث الرابع و الثلاثون

الحديث العاشر

الحديث الخامس و الثلاثون

الحديث الحادي عشر

الحديث السادس و الثلاثون

الحديث الثاني عشر

الحديث السابع و الثلاثون

الحديث الثالث عشر

الحديث الثامن و الثلاثون

الحديث الرابع عشر

الحديث التاسع و الثلاثون

الحديث الخامس عشر

الحديث الأربعون

الحديث السادس عشر

الحديث الحادي و الأربعون

الحديث السابع عشر

الحديث الثاني و الأربعون

الحديث الثامن عشر

الحديث الثالث و الأربعون

الحديث التاسع عشر

الحديث الرابع و الأربعون

الحديث العشرون

الحديث الخامس و الأربعون

الحديث الحادي والعشرون

الحديث السادس و الأربعون

الحديث الثاني والعشرون

الحديث السابع و الأربعون

الحديث الثالث والعشرون

الحديث الثامن و الأربعون

الحديث الرابع والعشرون

الحديث التاسع و الأربعون

الحديث الخامس والعشرون

الحديث الخمسون

 الحديث الأول

1- عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عمر بْنِ الخطاب رضيَ الله عَنهُ قالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَى الله عليه وسلم يقولُ : (( إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّياتِ ، وإِنَّمَا لِكُلّ امرئ ما نَوَى ، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى الله وَرَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى الله وَرَسُولِهِ ، ومَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يصِيبُها أوْ امْرَأَةٍ ينْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إِليهِ )) رَوَاهُ البُخَارِي وَمُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

1- قال الفضل بن زياد رحمه الله : سألت أبا عبد الله - يعني أحمد - عن النية في العمل، قلت: كيف النية ؟ قال : يعالج نفسه إذا أراد عملاً لا يريد به الناس (ص : 13)

2- قال أحمد بن داود الحربي رحمه الله : حدث يزيد بن هارون بحديث عمر (الأعمال بالنيات) وأحمد رحمه الله جالس ، فقال أحمد ليزيد : يا أبا خالد هذا الخناق (ص : 13)

3- قال يحيى ابن أبي كثير رحمه الله : تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل (ص : 16)

4- قال زيد الشامي رحمه الله : إني لأحب أن تكون لي نية في كل شيء حتى في الطعام والشراب (ص : 16)

5- قال زيد الشامي رحمه الله : اِنوِ في كل شيء تريد الخير حتى خروجك إلى الكناسة (ص:16)

6- قال داود الطائي رحمه الله : رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية وكفاك بها خيراً وإن لم تنصب (ص : 16)

7- قال سفيان الثوري رحمه الله : ما عالجت شيئاً أشد عليَّ من نيتي ؛ لأنها تتقلب عليَّ (ص:16)

8- قال يوسف بن أسباط رحمه الله : تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد (ص : 16)

9- وقيل لنافع بن جبير رحمه الله : ألا تشهد الجنازة ؟ قال : كما أنت حتى أنوي ، قال: ففكر هنيهة ثم قال : امضِ (ص : 16)

10 – قال مطرف بن عبد الله رحمه الله : صلاح القلب بصلاح العمل ، وصلاح العمل بصلاح النية (ص : 16)

11- قال ابن المبارك رحمه الله : رب عمل صغير تعظمه النية ، ورب عمل كبير تصغره النية  (ص : 16)

12- قال ابن عجلان رحمه الله : لا يصلح العمل إلا بثلاث : التقوى لله ، والنية الحسنة، والإصابة (ص : 16)

13- قال الفضيل بن عياض رحمه الله : إنما يريد الله عز وجل منك نيتك وإرادتك (ص : 16)

14- قال يوسف بن أسباط رحمه الله : إيثار الله عز وجل أفضل من القتل في سبيل الله (ص : 16)

15- قال الفضيل رحمه الله في قوله تعالى : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) قال : أخلصه وأصوبه ، وقال : إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبَل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبَل ، حتى يكون خالصاً صواباً ، قال : والخالص إذا كان لله عز وجل والصواب إذا كان على السنة (ص : 17)

16- قال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله : ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب (ص : 24)

17- قال يوسف بن الحسين الرازي رحمه الله : أعز شيء في الدنيا الإخلاص ، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر (ص : 24)

18- قال ابن عيينة : كان من دعاء مطرف بن عبد الله رحمه الله اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه ، وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أفِ به لك ، وأستغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك فخالط قلبي منه ما قد عملت (ص : 24)

 الحديث الثاني

2- عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضيَ الله عَنهُ أَيضاً قالَ : بَينَما نَحْنُ جُلُوس عِنْدَ رَسُولِ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم ذَاتَ يوْمٍ ِإذْ طَلَعَ عَلَينَا رَجُل شَدِيدُ بياضِ الثِّيابِ ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عَلَيه أَثَرُ السَّفَرِ، ولا يعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ ، حتى جَلَسَ إلى النبي صَلى الله عليهِ وسَلَّم فأَسْنَدَ رُكْبَتَيهِ إلى رُكْبَتَيهِ ، وَوَضَعَ كَفَّيهِ على فَخِذَيهِ ، وَقالَ : يا محمدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلامِ ؟ فَقالَ رَسُولُ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم : (( الإِسْلامُ أَن تشهد أنْ لا إِله إِلا الله ، وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكاةَ ، وَتَصُومَ رَمضَانَ ، وَتحُجَّ البَيتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيهِ سَبِيلاً )) قال : صَدَقْتَ ، قالَ: فَعَجِبْنا لَهُ يسأَلُهُ وَيصَدِّقُهُ ! قالَ : فأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ ؟ قالَ : (( أَنْ تُؤْمِنَ بالله ، وَمَلائكَتِه ، وكتبه ، وَرُسُلِهِ ، واليوْمِ الآخِر ، وَتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيرِه وَشَرِّهِ )) ، قالَ : صَدَقْتَ . قالَ : فأَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسانِ ؟ قالَ : (( أَنْ تَعْبُدَ الله كأَنَّكَ تَرَاهُ ، فإِنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ فإِنَّهُ يرَاكَ )) ، قال : صَدَقْتَ . قالَ:فأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟ قالَ: (( ما المَسْئُولُ عَنْها بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ )) ، قال : فأَخْبِرْنِي عَنْ أَمارَاتِها ، قالَ : (( أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَها وأَنْ تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يتَطاوَلونَ في البنيان )) ثمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثَ مَلِيا، ثمَّ قالَ لي: يا عمرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائل؟ قُلْتُ : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قالَ : (( هَذا جِبْريلُ أَتاكُمْ يعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ )) رَوَاهُ مُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

19- قال بعض العارفين : اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك (ص : 44)

20- قال بعض العارفين : خفِ الله على قدر قدرته عليك ، واستحيِ من الله على قدر قربه منك (ص : 44)

21- قال بكر المزني رحمه الله : من مثلك يا ابن آدم ، خُلِّي بينك وبين المحراب وبين الماء كلما شئت دخلت على الله عز وجل ليس بينك وبينه ترجمان (ص : 46)

22- قيل لمالك بن مغفل رحمه الله وهو جالس في بيته وحده : ألا تستوحش ؟! قال : أَوَيَستوحش مع الله أحد ؟ (ص : 46)

23- وكان حبيب أبو محمد رحمه الله يخلو في بيته ويقول : من لم تقر عينه بك فلا قرت عينه ، ومن لم يأنس بك فلا أنِس (ص : 46)

24- قال غزوان رحمه الله : إني أصبت راحة قلبي في مجالسة من لديه حاجتي (ص:46)

25- قال مسلم بن يسار رحمه الله : ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله عز وجل (ص:46)

26- قال مسلم بن عابد رحمه الله : لولا الجماعة ما خرجت من بابي أبداً حتى أموت (ص : 46)

27- قال مسلم بن عابد رحمه الله : ما يجد المطيعون لله لذة في الدنيا أحلى من الخلوة بمناجاة سيدهم ، ولا أحسب لهم في الآخرة من عظيم الثواب أكبر في صدورهم وألذ في قلوبهم من النظر إليه ، ثم غشي عليه (ص : 47)

28- قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : أعلى الدرجات أن تنقطع إلى ربك وتستأنس إليه بقلبك وعقلك وجميع جوارحك حتى لا ترجو إلا ربك ولا تخاف إلا ذنبك ، وترسخ محبته في قلبك حتى لا تؤثر عليها شيئاً ، فإذا كنت كذلك لم تبال في بر كنت أو في بحر أو في سهل أو في جبل ، وكان شوقك إلى لقاء الحبيب شوق الظمآن إلى الماء البارد وشوق الجائع إلى الطعام الطيب ، ويكون ذكر الله عندك أحلى من العسل وأحلى من الماء العذب عند العطشان في اليوم الصائف (ص : 47)

29- قال الفضيل رحمه الله : طوبى لمن استوحش من الناس وكان الله جليسه (ص : 47)

30- قال أبو سليمان رحمه الله : لا آنسني الله إلا به أبداً (ص : 47)

31- قال معروف رحمه الله لرجل : توكل على الله حتى يكون جليسك وأنيسك وموضع شكواك (ص : 47)

32- قال ذو النون رحمه الله : من علامات المحبين لله أن لا يأنسوا بسواه ولا يستوحشوا معه ثم قال : إذا سكن القلبَ حبُّ الله تعالى أنس بالله ؛ لأن الله أجل في صدور العارفين أن يحبوا سواه (ص : 47)

 الحديث الثالث

3- عَنْ أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عبد الله بْنِ عمر بن الخَطَّابِ رضِيَ الله عَنهُما قالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم يقُولُ : (( بُنِي الإِسْلامُ على خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله ، وإِقامِ الصَّلاةِ ، وإِيتاءِ الزَّكاةِ ، وَحَجِّ البَيتِ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ )) رَوَاهُ البُخارِي وَمُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

33- قال عبد الله بن شقيق رحمه الله : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون من الأعمال شيئاً تركه كفر إلا الصلاة (ص : 53)

34- قال أيوب السختياني رحمه الله : ترك الصلاة كفر لا يُختلف فيه (ص : 53)

الحديث الرابع

4- عَنْ عبد الله بْنِ مَسْعُود رضيَ الله عَنهُ قالَ : حَدَّّثَنا رَسُولُ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم وَهُوَالصَّادِقُ المَصْدُوق : (( إِنَّ أَحَدَكُمْ يجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يوْماً نُطْفَةٌ ، ثمَّ يكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ ، ثُمَّ يكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ ، ثمَّ يرْسَلُ إِلَيهِ المَلَكُ ، فَينْفُخُ فِيهِ الرَّوحَ ، وَيؤْمَرُ بأَرْبَعِ كَلِماتٍ : بِكَتْبِ رِزْقِه وأَجَلِه وعَمَلِه وشَقِي أَوْ سَعِيدٌ ، فَوَالله الذي لا إِلَهَ غَيرَهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ ليعْمَلُ بعَمَل أَهْل الجَنَّةِ حتَّى ما يكونَ بَينَهُ وَبَينَها إِلا ذِراعٌ ، فَيسْبِقُ عَلَيهِ الكِتَابُ فَيعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيدْخُلُها، وإِنَّ أَحَدَكُمْ ليعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْل النَّار حتَّى ما يكُونَ بَينَهُ وَبَينَها إِلا ذِرَاعٌ ، فَيسْبِقُ عَلَيهِ الكِتابُ ، فَيعْمَلُ بِعَمَل أَهْلِ الجَنّةِ فَيدْخُلُها )) رَوَاهُ البُخارِي وَمُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

35- كان سفيان رحمه الله يشتد قلقه من السوابق والخواتيم ، فكان يبكي ويقول : أخاف أن أكون في أم الكتاب شقياً ، ويبكي ويقول : أخاف أن أسلب الإيمان عند الموت (ص : 68)

36- كان مالك بن دينار رحمه الله يقوم طول ليله قابضاً على لحيته ويقول : يا رب قد علمتَ ساكن الجنة من ساكن النار ، ففي أي الدارين منزل مالك ؟ (ص : 68)

37- قال حاتم الأصم رحمه الله : من خلا قلبه من ذكر أربعة أخطار فهو مغتر فلا يأمن الشقاء ، الأول : خطر يوم الميثاق حين قال : هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي ، فلا يعلم في أي الفريقين كان ، والثاني : حين خلق في ظلمات ثلاث فنادى الملك بالشقاوة والسعادة ولا يدري أمن الأشقياء هو أم من السعداء ، والثالث : ذكر هول المطلع فلا يدري أيبشر برضا الله أم بسخطه ، والرابع : يوم يصدر الناس أشتاتاً فلا يدري أي الطريقين يسلك به (ص : 68)

38- وقال سهل التستري رحمه الله : المريد يخاف أن يبتلى بالمعاصي ، والعارف يخاف أن يبتلى بالكفر (ص : 68)

الحديث الخامس

5- عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ عبدِ الله عائشة رضيَ الله عَنها قالَتْ : قالَ رَسُولُ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم : (( مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنا هَذَا ما لَيسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدُّ )) رَوَاهُ البُخارِي وَمُسْلِم ، وفي روايةٍ لِمُسْلِم (( مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمْرُنا فَهُوَ رَدُّ ))

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

لا يوجد

الحديث السادس

6- عَنْ أبي عبد الله النُّعْمانِِ بْنِ بَشِيرٍ رضيَ الله عَنهُ قالَ : سَمِعتُ رَسُولَ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم يقُول: (( إنَّ الحلال بَيِّنٌ، وإِنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ وبَينَهُما أَمُورٌ مُشْتَبِهاتُ ، لا يعْلَمُهُنَّ كَثِير مِنَ النَّاسِ ، فَمَنْ اتَّقى الشُّبهاتِ فَقَدْ اسْتَبْرَأَ لِدينِه وَعِرْضِهِ ، وَمَنْ وَقَعَ في الشُّبهاتِ وَقَع في الحَرَامِ ، كالرَّاعِي يرْعَى حَوْلَ الحِمَى يوشِكَ أَنْ يرْتَعَ فِيهِ ، أَلاَ وإنَّ لِكُلّ مِلَكٍ حِمَى ، ألاَ وإِنَّ حِمَى الله مَحَارِمُهُ ، أَلا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذا صلحتْ صَلَحَ الجَسَدُ كله، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كلهُ ، أَلاَ وهِي القَلْبُ )) رَوَاه البُخارِي وَمُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

39- قال أبو الدرداء رضيَ الله عَنهُ : تمام التقوى أن يتقي اللهَ العبدُ حتى يتقيه من مثقال ذرة ، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً ؛ حجاباً بينه وبين الحرام (ص : 84)

40- قال الحسن رحمه الله : مازالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام (ص:84)

41- قال الثوري رحمه الله : إنما سموا المتقين لأنهم اتقوا ما لا يُتَّقَى (ص : 84)

42- قال ميمون بن مهران رحمه الله : لا يسلم للرجل الحلال حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزاً من الحلال (ص : 84)

43- قال سفيان بن عيينة رحمه الله : لا يصيب عبد حقيقة الإيمان حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزاً من الحلال ، وحتى يدع الإثم وما تشابه منه (ص : 84)

44- قال الحسن رحمه الله : اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته (ص : 85)

45- سئل ذو النون المصري رحمه الله : متى أحب ربي ؟ قال : إذا كان ما يبغضه عندك أمر من الصبر (ص : 85)

46- قال بشر بن السري رحمه الله : ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغضه حبيبك (ص : 85 - 86)

47- قال أبو يعقوب النهرجوري رحمه الله : كل من ادعى محبة الله عز وجل ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطل (ص : 86)

48- قال رويم رحمه الله : المحبة الموافقة في كل الأحوال (ص : 86)

49- قال يحيى بن معاذ رحمه الله : ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده (ص : 86)

50- قال الحسن رحمه الله : ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية ؟ فإن كانت طاعته تقدمت ، وإن كانت معصية تأخرت (ص : 86)

51- قال محمد بن الفضل البلخي رحمه الله : ما خطوت منذ أربعين سنة خطوة لغير الله عز وجل (ص : 86)

52- قيل لداود الطائي رحمه الله : لو تنحيت من الظل إلى الشمس ، فقال : هذه خطى لا أدري كيف تكتب ؟ (ص : 86)

الحديث السابع

7- عَنْ تمِيمِ الدَّارِي رضيَ الله عَنهُ أَنَّ النبي صَلى الله عليـهِ وسَلَّم قال : (( الدّينُ النَّصِيحَةُ )) (ثَلاثاً) ، قُلْنا لِمَنْ يا رسولَ الله ؟ قالَ : (( للهِ وَلِكِتابِهِ وَلِرَسُولِهِ ولأئمة المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهمْ )) رَوَاه مُسلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

53- وقال الحسن رحمه الله : إنك لن تبلغ حق نصيحتك لأخيك حتى تأمره بما تعجز عنه (ص : 91)

54- وقال الفضيل بن عياض رحمه الله : ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام ، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة (ص : 91)

55- سئل ابن المبارك رحمه الله : أي الأعمال أفضل ؟ قال : النصح لله (ص : 91)

56- قال بعض السلف : من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة ، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبَّخَه (ص : 91)

57- قال الفضيل بن عياض رحمه الله : المؤمن يستر وينصح ، والفاجر يهتك ويعيِّر (ص:91)

58- قال عبد العزيز بن أبي رواد رحمه الله : كان من كان قبلكم إذا رأى الرجل من أخيه شيئاً يأمره في رفق فيؤجر في أمره ونهيه ، وإن أحد هؤلاء يخرق بصاحبه فيستغضب أخاه ويهتك ستره (ص : 91)

الحديث الثامن

8- عَنْ عبد الله عُمَرَ رَضِي الله عَنهُمَا أَنَّ رَسُولَ صَلى الله عليهِ وسَلَّم قَال : (( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الناس حتى يشْهَدُوا أَنْ لا إلَهَ إلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله ، وَيقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيؤْتُوا الزكاةَ ، فإذَا فَعَلُوا ذلكَ عَصَمُوا مني دِماءَهُمْ وأمْوَالَهُمْ، إِلاَّ بِحَقً الإسْلامِ ، وَحِسابُهُمْ على الله تعالى )) رَوَاهُ البُخارِي وَمُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

لا يوجد

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله بعد ذكره لقصة إنكار عمر على أبي بكر رضي الله عنهما قتال مانعي الزكاة : وعمر رضي الله عنه ظن أن مجرد الإتيان بالشهادتين يعصم الدم في الدنيا تمسكاً بعموم أول الحديث كما ظن طائفة من الناس أن من أتى بالشهادتين امتنع من دخول النار في الآخرة تمسكاً بعموم ألفاظ وردت وليس الأمر على ذلك ، ثم إن عمر رجع إلى موافقة أبي بكر رضيَ الله عَنهُ (ص : 95)

الحديث التاسع

9- عَنْ أبي هٌرَيرَةَ رضيَ الله عَنهُ قالَ : سَمِعْتُ رَسولَ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم يقُولُ : (( ما نَهَيتُكُمْ عَنْهُ فاجْتَنِبوهُ ، ومَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فأْتُوا مْنُه ما اسْتَطَعْتُمْ ، فإنَّمَا أهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسائِلِهمْ واخْتِلافُهُمْ على أنْبِيائِهِمْ )) روَاه البُخارِي وَمُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

59- قال عمرو بن مرة رحمه الله : خرج عمر رضيَ الله عَنهُ على الناس فقال : أحرِّج عليكم أن تسألونا عن ما لم يكن ؛ فإن لنا فيما كان شغلاً (ص : 101)

60- قال ابن عمر رضي الله عنهما : لا تسألوا عما لم يكن فإني سمعت عمر رضيَ الله عَنهُ لعن السائل عما لم يكن (ص : 101)

61- كان زيد بن ثابت رضيَ الله عَنهُ إذا سئل عن شيء يقول : كان هذا ؟ فإن قالوا: لا ، قال : دعوه حتى يكون (ص : 101)

62- قال مسروق : سألت أبي بن كعب رضي الله عنه عن شيء ، فقال : أكان بعد ؟ فقلت : لا ، فقال : أجِـمَّنا - يعني أرحنا - حتى يكون ، فإذا كان اجتهدنا لك رأينا (ص : 101)

63- قال الشعبي : سئل عمار رحمه الله عن مسألة ، فقال : هل كان هذا بعد ؟ قالوا : لا ، قال : فدعونا حتى يكون ، فإذا كان تجشمناه لكم (ص : 101)

64- قال الصلت بن راشد : سألت طاوساً عن شيء فانتهرني فقال : أكان هذا ؟ قلت: نعم ، قال : آلله ؟ قلت : آلله ، قال : إن أصحابنا أخبرونا عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال : أيها الناس لا تعجلوا بالبلاء قبل نزوله فيذهب بكم هاهنا وهاهنا ، فإنكم إن لم تعجلوا بالبلاء قبل نزوله لم ينفك المسلمون أن يكون فيهم من إذا سئل سُدِّد أو قال : وُفِّق  (ص : 101)

65- قال الحسن رحمه الله : شرار عباد الله الذين يتبعون شرار المسائل يعمون بها عباد الله (ص : 102)

66- قال الأوزاعي رحمه الله : إن الله إذا أراد أن يحرم عبده بركة العلم ألقى على لسانه المغاليط ، فلقد رأيتهم أقل الناس علماً (ص : 102)

67- قال مالك رحمه الله : أدركت هذه البلدة وإنهم ليكرهون الإكثار الذي فيه الناس اليوم يريد المسائل (ص : 102)

68- قال ابن وهب : سمعت مالكاً رحمه الله وهو يعيب كثرة الكلام وكثرة الفتيا ، ثم قال: يتكلم كأنه جمل مغتلم يقول : هو كذا هو كذا ، يهدر في كلامه (ص : 102)

69- قال الهيثم بن جميل : قلت لمالك رحمه الله يا أبا عبد الله الرجل يكون عالماً بالسنن يجادل عنها ؟ قال: لا ، ولكن يخبر بالسنة فإن قبلت منه وإلا سكت (ص : 102)

70- قال إسحق بن عيسى : كان مالك رحمه الله يقول : المراء والجدال في العلم يذهب بنور العلم من قلب الرجل (ص : 102)

71- قال ابن وهب : سمعت مالكاً رحمه الله يقول : المراء في العلم يقسي القلب ، ويورث الضغن (ص : 102)

72- كان أبو شريح الإسكندراني رحمه الله يوماً في مجلسه فكثرت المسائل فقال : قد درنت قلوبكم منذ اليوم فقوموا إلى أبي حميد خالد ابن حميد صقّلوا قلوبكم وتعلموا هذه الرغائب فإنها تجدد العبادة وتورث الزهادة وتجر الصداقة ، وأقلوا المسائل إلا ما نزل فإنها تقسي القلب وتورث العداوة (ص : 102)

73- قال الميموني : سمعت أبا عبد الله يعني أحمد رحمه الله يسأل عن مسألة فقال : وقعت هذه المسألة ؟ بليتم بها بعد ؟ (ص : 102)

74- قيل للإمام أحمد رحمه الله من نسأل بعدك ؟ قال : عبد الوهاب الوراق ، قيل له : إنه ليس له اتساع في العلم ! قال : إنه رجل صالح مثله يوفق لإصابة الحق (ص : 104)

75- سئل الإمام أحمد رحمه الله عن معروف الكرخي فقال : كان معه أصل العلم : خشية الله (ص : 104)

76- قال الحسن رحمه الله : ما عبد العابدون بشيء أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه (ص : 105)

77- قال ابن عمر رضي الله عنهما : لَرَدُّ دانق من حرام أفضل من مائة ألف تنفق في سبيل الله (ص : 105)

78- قال بعض السلف : ترك دانق مما يكرهه الله أحب إلى الله من خمسمائة حجة (ص : 105)

79- قال ميمون بن مهران رحمه الله : ذكر الله باللسان حسن ، وأفضل منه أن يذكر اللهَ العبدُ عند المعصية فيمسك عنها (ص : 105)

80- قال ابن المبارك رحمه الله : لأن أرد درهماً من شبهة أحب إليَّ من أن أتصدق بمائة ألف ومائة ألف ... حتى بلغ ستمائة ألف (ص : 105)

81- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : ليست التقوى قيام الليل وصيام النهار والتخليط فيما بين ذلك ، ولكن التقوى أداء ما افترض الله وترك ما حرم الله ، فإن كان مع ذلك عمل فهو خير إلى خير أو كما قال (ص : 105)

82- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : وددت أني لا أصلي غير الصلوات الخمس سوى الوتر وأن أؤدي الزكاة ولا أتصدق بعدها بدرهم وأن أصوم رمضان ولا أصوم بعده يوما أبداً وأن أحج حجة الإسلام ثم لا أحج بعدها أبداً ثم أعمد إلى فضل قوتي فأجعله فيما حرم الله عليَّ فأمسك عنه (ص : 105)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : والظاهر أن ما ورد من تفضيل ترك المحرمات على فعل الطاعات إنما أريد به على نوافل الطاعات وإلا فجنس الأعمال الواجبات أفضل من جنس ترك المحرمات لأن الأعمال مقصودة لذاتها والمحارم مطلوب عدمها ولذلك لا تحتاج إلى نية بخلاف الأعمال ، وكذلك كان جنس ترك الأعمال قد تكون كفراً كترك التوحيد وكترك أركان الإسلام أو بعضها على ما سبق بخلاف ارتكاب المنهيات فإنه لا يقتضي الكفر بنفسه (ص : 105)

الحديث العاشر

10- عَنْ أبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قالَ : قالَ رَسُولُ صَلى الله عليهِ وسَلَّم : (( إِنَّ الله َتعالى طَيب لا يقْبَلُ إِلا طَيباً، وإِنَّ الله تعالى أَمَرَ المُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ ، فَقالَ تعالى: ( يأيها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيباتِ واعمَلُوا صَالِحاً ) [المؤمنون : 51] وَقاَلَ تعالى: ( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طيبات ما رًزَقْناكُمْ واشكروا الله إن كنتم إِياهُ تَعْبُدُونَ ) [البقرة : 172] ، ثمّ ذكَرَ الرَّجُلَ يطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يمُدُّ يدَيهِ إلى السَّماءِ يا رَبِّ يا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وغُذِّي بالْحَرَامِ ، فأَنى يسْتَجابُ لِذلكَ؟ )) رَوَاهُ مُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

83- قال أبو عبد الله النباجي الزاهد رحمه الله : خمس خصال بها تمام العمل : الإيمان بمعرفة الله عز وجل ، ومعرفة الحق ، وإخلاص العمل لله ، والعمل على السنة ، وأكل الحلال ، فإن فقدت واحدة لم يرتفع العمل (ص : 109)

84- قال وهيب بن الورد رحمه الله : لو قمتَ مقام هذه السارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل في بطنك حلال أم حرام ؟ (ص : 109)

85- قيل لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : تستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما رفعت إلى فمي لقمة إلا وأنا عالم من أين مجيئها ومن أين خرجت (ص : 115)

86- قال وهب بن منبه رحمه الله : من سره أن يستجيب الله دعوته فليطيب طعمته (ص : 115)

87- قال سهل بن عبد الله رحمه الله : من أكل الحلال أربعين صباحاً أجيبت دعوته (ص : 115)

88- قال يوسف بن أسباط رحمه الله : بلغنا أن دعاء العبد يحبس عن السماوات بسوء المطعم (ص : 115)

89- قال وهب ابن منبه رحمه الله : مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر (ص : 116)

90- قال وهب ابن منبه رحمه الله : العمل الصالح يبلِّغ الدعاء ، ثم تلا قوله تعالى : (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) (ص : 116)

91- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح (ص : 116)

92- قال أبو ذر رضي الله عنه : يكفي مع البر من الدعاء مثل ما يكفي الطعام من الملح (ص : 116)

93- قال محمد بن واسع رحمه الله : يكفي من الدعاء مع الورع اليسير (ص : 116)

94- قيل لسفيان رحمه الله : لو دعوت الله ؟ قال : إن ترك الذنوب هو الدعاء (ص : 116)

95- قال بعض السلف: لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي (ص : 116)

الحديث الحادي عشر

11- عنْ أبِي مُحمَّد الـحَسَنِ بْنِ علي بْنِ أبي طالِبٍ رضِيَ الله عنهما سِبطِ رَسُولِ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم وَرَيحانَتِهِ قالَ : حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم : (( دَعْ ما يرِيبُكَ إلى ما لا يرِيبُكَ )) رَوَاهُ النسائي والترمذي ، وَقالَ : حَسَنٌ صَحِيحٌ .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

96- قال أبو عبد الرحمن العمري الزاهد رحمه الله : إذا كان العبد ورعاً ترك ما يريبه إلى ما لا يريبه (ص : 117)

97- قال الفضيل رحمه الله : يزعم الناس أن الورع شديد ، وما ورد عليَّ أمران إلا أخذت بأشدهما ، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك (ص : 117)

98- قال حسان بن أبي سنان رحمه الله : ما شيء أهون من الورع ، إذا رابك شيء فدعه (ص : 117)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله تعالى معلقاً : وهذا إنما يسهل على مثل حسان رحمه الله (ص : 117)

99- قال هشام بن حسان رحمه الله : ترك محمد بن سيرين أربعين ألفاً فيما لا ترون به اليوم بأساً (ص : 118)

100- سأل رجل بشر بن الحارث رحمه الله عن رجل له زوجة وأمه تأمره بطلاقها فقال : إن كان بر أمه في كل شيء ولم يبق من برِّها إلا طلاق زوجته فليفعل ، وإن كان يبرها بطلاق زوجته ثم يقوم بعد ذلك إلى أمه فيضربها فلا يفعل (ص : 119)

101- سئل الإمام أحمد رحمه الله عن رجلٍ يشتري بقلاً ويشترط الخوصة - يعني التي تربط بها حزمة البقل - ، فقال أحمد : إيش هذه المسائل؟! قيل له : إن إبراهيم بن أبي نعيم يفعل ذلك ، فقال أحمد : إن كان إبراهيم بن أبي نعيم فنعم ، هذا يشبه ذاك (ص : 119)

102- أَمَرَ الإمام أحمد رحمه الله من يشتري له سمناً فجاء به على ورقة ، فأمر برد الورقة إلى البائع . وكان الإمام أحمد رحمه الله لا يستمد من محابر أصحابه وإنما يخرج معه محبرته يستمد منها، واستأذنه رجل أن يكتب من محبرته فقال له : اكتب فهذا ورع مظلم ، واستأذن رجل آخر في ذلك فتبسم وقال : لم يبلغ ورعي ولا ورعك هذا (ص : 119)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله معلقاً : وهذا قاله على وجه التواضع وإلا فهو كان في نفسه يستعمل هذا الورع وكان ينكره على من لم يصل إلى هذا المقام (ص : 119)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : وهاهنا أمر ينبغي التفطن له وهو أن التدقيق في التوقف عن الشبهات إنما يصلح لمن استقامت أحواله كلها وتشابهت أعماله في التقوى والورع ، فأما من يقع في انتهاك المحرمات الظاهرة ثم يريد أن يتورع عن شيء من دقائق الشبهة فإنه لا يُحتَمَل له ذلك ، بل ينكر عليه ، كما قال ابن عمر لمن سأله عن دم البعوض من أهل العراق : يسألونني عن دم البعوض وقد قتلوا الحسين !! ، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (هما ريحانتاي من الدنيا) (ص : 119)

الحديث الثاني عشر

12- عن أبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قالَ : قالَ رَسُولُ صَلى الله عليهِ وسَلَّم : (( مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ ما لا يعْنِيهِ )) حَدِيثٌ حَسَن ، رَوَاهُ الترمذي وَغَيرُهُ هَكَذَا .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

103- قال بعض العارفين : إذا تكلمتَ فاذكر سمع الله لك ، وإذا سكتَّ فاذكر نظره إليك (ص : 122)

104- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : من عدَّ كلامه من عمله قلَّ كلامه إلا فيما يعنيه (ص : 122)

105- قال عمرو بن قيس الملائي : مر رجل بلقمان والناس عنده فقال له : ألست عبد بني فلان ؟ قال : بلى ، قال : الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا ؟ قال : بلى ، فقال : فما بلغ بك ما أرى ؟ قال : صدق الحديث وطول السكوت عما لا يعنيني (ص:123)

106- دخلوا على بعض الصحابة رضي الله عنه في مرضه ووجهه يتهلل ، فسألوه عن سبب تهلل وجهه فقال : ما من عملٍ أوثق عندي من خصلتين : كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني وكان قلبي سليماً للمسلمين (ص : 123)

107- قال مورق العجلي رحمه الله : أمر أنا في طلبه منذ كذا وكذا سنة لم أقدر عليه ، ولست بتاركٍ طلبه أبداً ، قالوا : وما هو ؟ قال : الكف عما لا يعنيني (ص : 123)

108- قال الحسن رحمه الله : من علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه (ص : 124)

109- قال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله : من تكلم فيما لا يعنيه حرم الصدق (ص : 124)

110- قال معروف رحمه الله : كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله عز وجل (ص : 124)

الحديث الثالث عشر

13- عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه عَنِ النبي صَلى الله عليهِ وسَلَّم قالَ : (( لا يؤْمِنُ أحدكُم حتى يحِبَّ لأَخِيهِ ما يحِبُّ لِنَفْسِهِ )) رَوَاه البخاري وَمُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

111- قال الفضيل رحمه الله : إن كنت تحب أن يكون الناس مثلك فما أديت النصيحة لربك ، كيف وأنت تحب أن يكونوا دونك ؟ (ص : 130)

112- قال محمد بن واسع رحمه الله لابنه : أما أبوك فلا كثر الله في المسلمين مثله (ص : 131)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله معلقاً : فمن كان لا يرضى عن نفسه فكيف يحب للمسلمين أن يكونوا مثله مع نصحه لهم ؟ بل هو يحب للمسلمين أن يكونوا خيراً منه ، ويحب لنفسه أن يكون خيراً مما هو عليه (ص : 131)

113- قال ابن عباس رضي الله عنهما : إني لأمر على الآية من كتاب الله فأود أن الناس كلهم يعلمون منها ما أعلم (ص : 131)

114- قال الشافعي رحمه الله : وددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولم ينسب إليَّ منه شيء (ص : 131)

الحديث الرابع عشر

14- عَنِ ابْنِ مَسْعُود رضي الله عنه قالَ : قالَ رَسُولُ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم : (( لا يحلٌّ دَمُ امرئ مُسْلِمٍ إِلا بإِحْدَى ثَلاث : الثيب الزَّانِي ، والنَّفْسُ بالنَّفْسِ ، والتَّارِكُ لِدينِه المُفارِقُ للِجمَاعَةِ )) رَوَاهُ البخاري وَمُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

لا يوجد

الحديث الخامس عشر

15- عَنْ أبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم قالَ : (( مَنْ كانَ يؤمِنُ بالله واليوْمِ الآخِرِ فَلْيقُلْ خَيرًا أَوْ لِيصْمُتْ ، ومَنْ كانَ يؤْمِنُ بالله واليوْمِ الآخرِ فَلْيُكْرم جارَهُ ، وَمَنْ كانَ يؤْمِنُ بالله واليوْمِ الآخرِ فَلْيكْرِمْ ضَيفَهُ )) رَوَاهُ البخاري وَمُسْلِم.

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

115- قال مجاهد رحمه الله : ما جلس قوم مجلساً فتفرقوا قبل أن يذكروا الله إلا تفرقوا عن أنتن من ريح الجيفة ، وكان مجلسهم يشهد عليهم بغفلتهم ، وما جلس قوم مجلساً فذكروا الله قبل أن يتفرقوا إلا تفرقوا عن أطيب من ريح المسك ، وكان مجلسهم يشهد لهم بذكرهم (ص : 143/144)

116- قال بعض السلف : يعرض على ابن آدم يوم القيامة ساعات عمره ، فكل ساعة لم يذكر الله فيها تتقطع نفسه عليها حسرات (ص : 144)

117- قال النخعي رحمه الله : يهلك الناس في فضول المال والكلام (ص : 144)

118- قال محمد بن عجلان رحمه الله : إنما الكلام أربعة : أن تذكر الله ، وتقرأ القرآن، وتسأل عن علم فتخبر به ، أو تكلم فيما يعنيك من أمر دنياك (ص : 144)

119- قال رجل لسلمان رضي الله عنه : أوصني قال : لا تتكلم ، قال : ما يستطيع من عاش في الناس أن لا يتكلم ! قال : فإن تكلمت فتكلم بحق أو اسكت (ص : 144)

120- كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأخذ بلسانه ويقول : هذا أوردني الموارد (ص : 144)

121- قال ابن مسعود رضي الله عنه : والله الذي لا إله إلا هو ما على الأرض أحق بطول سجن من اللسان (ص : 144)

122- قال وهب بن منبه رحمه الله : أجمعت الحكماء على أن رأس الحكمة الصمت (ص : 144)

123- قال شميط بن عجلان رحمه الله : يا بن آدم إنك ما سكت فأنت سالم ، فإذا تكلمت فخذ حذرك إما لك وإما عليك (ص : 144)

124- قال الفضيل بن عياض رحمه الله : ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان (ص : 145)

125- وسئل ابن المبارك رحمه الله عن قول لقمان لابنه : إن كان الكلام من فضة فإن الصمت من ذهب ، فقال : معناه لو كان الكلام بطاعة الله من فضة فإن الصمت عن معصية الله من ذهب (ص : 145)

126- قال عبيد الله بن أبي جعفر رحمه الله فقيه أهل مصر في وقته - وكان أحد الحكماء -: إذا كان المرء يحدث في مجلسٍ فأعجبه الحديث فليسكت ، وإن كان ساكتاً فأعجبه السكوت فليحدث (ص : 145)

الحديث السادس عشر

16- عَنْ أبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً قالَ للنَّبِي صَلى الله عليهِ وسَلَّم : أَوْصِنِي ، قال : (( لا تَغْضَبْ )) ، فَرَدَّدَ مِرَاراً قال : (( لا تَغْضَبْ )) رَوَاهُ البخاري .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

127- قال مورق العجلي رحمه الله : ما امتلأت غضباً قط ، ولا تكلمت في غضب قط بما أندم عليه إذا رضيت (ص : 156)

128- غضب عمر بن عبد العزيز رحمه الله يوماً فقال له ابنه عبد الملك رحمه الله : أنت يا أمير المؤمنين مع ما أعطاك الله وفضلك به تغضب هذا الغضب ؟ فقال له : أو ما تغضب يا عبد الملك ؟ فقال له عبد الملك : وما يغني عني سعة جوفي إذا لم أردد فيه الغضب حتى لا يظهر ؟! (ص : 156)

129- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : قد أفلح من عُصِم عن الهوى والغضب والطمع (ص : 157)

130- قال الحسن رحمه الله : أربع من كن فيه عصمه الله من الشيطان وحرمه على النار : من ملك نفسه عند الرغبة والرهبة والشهوة والغضب (ص : 157)

131- قال عطاء بن أبي رباح رحمه الله : ما أبكى العلماء بكاء آخر العمر من غضبة يغضبها أحدهم فتهدم عمل خمسين سنة أو ستين سنة أو سبعين سنة ، ورب غضبة قد أقحمت صاحبها مقحم ما استقالَّه (ص : 160)

الحديث السابع عشر

17- عَنْ أبي يعْلَى شَدَّادِ بْن أَوْسٍ رضي الله عنه عنْ رَسُولِ صَلى الله عليهِ وسَلَّم قال : (( إِنَّ الله كَتَبَ الإِحْسانَ على كُلّ شَيءٍ ، فإِذَا قَتَلْتُمْ فأَحْسِنُوا القِتْلَةَ ، وإِذَا ذَبحتُم فأَحسِنُوا الذِّبْحَةَ ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُم شَفْرَتَهُ ، ولْيرِح ذَبِيحَتَه )) رَوَاهُ مُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

لا يوجد

الحديث الثامن عشر

18- عَنْ أبي ذَرّ جُنْدُبِ بْنِ جُنادَةَ وأَبي عبد الرَّحمَنِ مُعاذِ بْن جَبَلٍ رضي الله عنهُمَا عَن رَسُول الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم قالَ : (( اتَّقِ الله حَيثُما كُنْتَ ، وأَتْبِعِ السَّيئَةَ الحَسَنَةَ تمْحُها ، وَخالِقِ النَّاس بِخُلُقٍ حسَنِ )) رَوَاه الترمذي وَقالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

132- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله ، فمن رزق بعد ذلك خيراً فهو خير إلى خير (ص : 170)

133- قال طلق بن حبيب رحمه الله : التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله (ص : 170)

134- قال أبو الدرداء رضي الله عنه : تمام التقوى أن يتقي اللهَ العبدُ حتى يتقيه من مثقال ذرة ، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً يكون حجاباً بينه وبين الحرام (ص : 170)

135- قال الحسن رحمه الله : ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام (ص : 170)

136- قال الثوري رحمه الله : إنما سموا متقين لأنهم اتقَوا ما لا يُتَّقى (ص : 170)

137- قال موسى بن أعين رحمه الله : المتقون تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا في الحرام فسماهم الله متقين (ص : 170)

138- قال ميمون بن مهران رحمه الله : المتقي أشد محاسبة لنفسه من الشريك الشحيح لشريكه (ص : 170)

139- قال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى : ( اتقوا الله حق تقاته ) قال : أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، وأن يُشكر فلا يُكفر (ص : 170)

140- سئل أبو هريرة رضي الله عنه عن التقوى فقال : هل أخذت طريقا ذا شوك ؟ قال: نعم ، قال : فكيف صنعت ؟ قال : إذا رأيت الشوك عزلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه ، قال : ذاك التقوى (ص : 171)

141- كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى رجل : أوصيك بتقوى الله عز وجل التي لا يقبل غيرها ، ولا يرحم إلا أهلها ، ولا يثيب إلا عليها ، فإن الواعظين بها كثير ، والعاملين بها قليل ، جعلنا الله وإياك من المتقين (ص : 172)

ولما ولي خطب فحمد الله وأثنى عليه وقال : أوصيكم بتقوى الله عز وجل فإن تقوى الله عز وجل خلف من كل شيء ، وليس من تقوى الله خلف (ص : 172)

142- قال رجل ليونس بن عبيد رحمه الله : أوصني ، فقال : أوصيك بتقوى الله والإحسان ، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون (ص : 172)

وقال له رجل يريد الحج : أوصني ، فقال له : اتق الله ، فمن اتقى الله فلا وحشة عليه (ص : 172)

143- قال الشافعي رحمه الله : أعز الأشياء ثلاثة : الجود من قلة ، والورع في خلوة ، وكلمة الحق عند من يُرجى أو يُخاف (ص : 173)

144- رأى محمد بن المنكدر رحمه الله رجلاً واقفاً مع امرأة يكلمها ، فقال : إن الله يراكما سترنا الله وإياكما (ص : 173)

145- سئل الجنيد رحمه الله : بم يستعان على غض البصر ؟ قال : بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى ما تنظره (ص : 173)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : وفي الجملة فتقوى الله في السر هو علامة كمال الإيمان وله تأثير عظيم في إلقاء الله لصاحبه الثناء في قلوب المؤمنين (ص : 174)

146- قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر ، يخلو بمعاصي الله فيلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين (ص : 174)

147- قال سليمان التيمي رحمه الله : إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته . وقال غيره : إن العبد ليذنب الذنب فيما بينه وبين الله ثم يجيء إلى إخوانه فيرون أثر ذلك عليه (ص : 174)

148- قال أبو سليمان رحمه الله : إن الخاسر من أبدى للناس صالح عمله ، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد (ص : 174)

149- قيل للحسن رحمه الله : ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ، ثم يستغفر ثم يعود ؟ فقال : ودَّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا ، فلا تملوا من الاستغفار (ص : 176)

150- قال مالك بن دينار رحمه الله : البكاء على الخطيئة يحط الخطايا كما يحط الريح الورق اليابس (ص : 180)

151- قال عطاء رحمه الله : من جلس مجلساً من مجالس الذكر كفر به عشرة مجالس من مجالس الباطل (ص : 180)

152- قال شويش العدوي رحمه الله - وكان من قدماء التابعين - : إن صاحب اليمين أمير أو قال أمين على صاحب الشمال ، فإذا عمل ابن آدم سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين : لا تعجل لعله يعمل حسنة ، فإن عمل حسنة ألقى واحدة وكتبت له تسع حسنات ، فيقول الشيطان : يا ويله ، من يدرك تضعيف ابن آدم؟ (ص : 180/181)

153- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : وددت أني صولحت على أن أعمل كل يوم تسع خطيئات وحسنة (ص : 181)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : وهذا إشارة منه إلى أن الحسنة يمحى بها التسع خطيئات ويفضل له ضعف واحد من ثواب الحسنة فيكتفى به والله أعلم (ص : 181)

154- قال سلمان رضي الله عنه : حافظوا على الصلوات الخمس فإنهن كفارات لهذه الجراح ما لم تصب المقتلة (ص : 182)

155- قال ابن عمر رضي الله عنهما لرجل : أتخاف النار أن تدخلها وتحب الجنة أن تدخلها؟ قال: نعم قال : برَّ أمك ، فوالله لئن ألنت لها الكلام ، وأطعمتها الطعام ، لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر (ص : 182)

156- قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب طار على أنفه فقال به هكذا (ص : 186/187)

157- قال الحسن رحمه الله : أدركت أقواماً لو أنفق أحدهم ملء الأرض ما أمن لعظم الذنب في نفسه (ص : 187)

158- قال ابن عون رحمه الله : لا تثق بكثرة العمل ؛ فإنك لا تدري أيقبل منك أم لا، ولا تأمن ذنوبك ؛ فإنك لا تدري أكفرت عنك أم لا ، إن عملك مغيب عنك كله (ص : 187)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : وكثيراً ما يغلب على من يعتني بالقيام بحقوق الله والانعكاف على محبته وخشيته وطاعته إهمال حقوق العباد بالكلية أو التقصير فيها ، والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جداً لا يقوى عليه إلا الكمل من الأنبياء والصديقين (ص : 194)

159- قال الحسن رحمه الله : حسن الخلق : الكرم والبذلة والاحتمال (ص : 196)

160- قال الشعبي رحمه الله : حسن الخلق : البذلة والعطية والبشر الحسن (ص : 196)

161- قال ابن المبارك رحمه الله عن حسن الخلق : هو بسط الوجه ، وبذل المعروف ، وكف الأذى (ص : 196)

162- قال الإمام أحمد رحمه الله : حسن الخلق : أن لا تغضب ولا تحقد  (ص : 196)

163- قال الإمام أحمد رحمه الله : حسن الخلق : أن تحتمل ما يكون من الناس (ص : 196)

164- قال إسحاق بن راهويه رحمه الله عن حسن الخلق : هو بسط الوجه ، وأن لا تغضب (ص : 196)

الحديث التاسع عشر

19- عَنْ أبي العَبَّاسِ عبد الله بُنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قالَ: كُنْتَ خَلْفَ النبي صَلى الله عليهِ وسَلَّم يوْماً ، فقالَ لي : (( يا غُلامُ إِنِّي أعَلِّمُكَ كَلِماتٍ : اِحْفَظِ الله يحْفَظْكَ ، احفَظِ الله تجِدْهُ تُجاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فاسأَلِ الله ، وإِذَا استَعَنْتَ فاستَعِن بالله ، واعلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ على أَنْ ينْفَعُوكَ بِشَيءٍ لم ينْفَعوكَ إِلا بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله لَكَ ، وإِنَ اجْتَمَعوا على أَنْ يضُرُّوكَ بِشَيءٍ لم يضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله عَلَيكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ )) رَوَاهُ الترمذي ، وقالَ : حَديث حَسَنٌ صَحِيح.

وفي رِوايةِ غَيرِ الترمذي : (( احفَظِ الله تَجِدْهُ أَمامَكَ ، تَعَرَّفْ إلى الله في الرَّخاءِ يعْرِفْكَ في الشِّدَّةِ ، واعْلَمْ أَنَّ ما أَخْطَأَكَ لم يكُنْ لِيصِيبَكَ ، ومَا أَصاَبَكَ لم يكُنْ لِيخْطِئَكَ ، واعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْر ، وأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ ، وأَنَّ مَعَ العُسْرِ يسْراً )) .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

165- قال ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) : هم الملائكة يحفظونه بأمر الله فإذا جاء القدر خلوا عنه (ص : 199)

166- قال علي رضي الله عنه : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر ، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه ، وإن الأجل جنة حصينة (ص : 199)

167- قال مجاهد رحمه الله : ما من عبد إلا وله ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام ، فما من شيء يأتيه إلا قال له : وراءك ، إلا شيئاً أذن الله فيه فيصيبه (ص : 199)

168- قال سعيد بن المسيب رحمه الله لابنه : لأزيدن في صلاتي من أجلك ؛ رجاء أن أحفظ فيك ، ثم تلا هذه الآية : ( وكان أبوهما صالحاً ) (ص : 199/200)

169- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه (ص : 200)

170- قال ابن المنكدر رحمه الله : إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله فما يزالون في حفظ من الله وستر (ص : 200)

171- قال بعض السلف : إني لأعصي الله ، فأعرف ذلك في خلق خادمي ودابتي (ص : 200)

172- قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : ( أَنَّ الله يحول بين المرء وقلبه ) قال : يحول بين المؤمن وبين المعصية التي تجره إلى النار (ص : 201)

173- قال الحسن رحمه الله - وذكر أهل المعاصي - : هانوا عليه فعصوه ، ولو عزوا عليه لعصمهم (ص : 201)

174- قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له ، فينظر الله إليه فيقول للملائكة : اصرفوه عنه ، فإني إن يسرته له أدخلته النار ، فيصرفه الله عنه ، فيظل يتطير يقول : سبقني فلان ، ودهاني فلان ، وما هو إلا فضل الله عز وجل (ص : 201)

175- قال قتادة رحمه الله : من يتق الله يكن معه ، ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب ، والحارس الذي لا ينام ، والهادي الذي لا يضل (ص : 201)

176- كتب بعض السلف إلى أخ له : أما بعد ، فإن كان الله معك فمن تخاف ؟ وإن كان عليك فمن ترجو ؟ (ص : 201)

177- قال بعض العارفين : مساكين أهل الدنيا ؛ خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل له : وما هو ؟ قال : معرفة الله عز وجل (ص : 202)

178- قال أحمد بن عاصم الأنطاكي رحمه الله : أحب أن لا أموت حتى أعرف مولاي، وليس معرفته الإقرار به ولكن المعرفة التي إذا عرفته استحييت منه (ص : 202)

179- قيل لمعروف رحمه الله : ما الذي هيجك إلى الانقطاع والعبادة وذكرت الموت والبرزخ والجنة والنار ؟ فقال معروف : إن ملِكاً هذا كله بيده إن كانت بينك وبينه معرفة كفاك جميع هذا (ص : 203)

180- قال سلمان الفارسي رضي الله عنه : إذا كان الرجل دعَّاءً في السر فنزلت به ضراء فدعا الله تعالى قالت الملائكة : صوت معروف ، فشفعوا له ، وإذا كان ليس بدعاء في السراء فنزلت به ضراء فدعا الله تعالى قالت الملائكة ، صوت ليس بمعروف فلا يشفعون له (ص : 203)

181- قال رجل لأبي الدرداء رضي الله عنه : أوصني ، فقال : اذكر الله في السراء يذكرك الله عز وجل في الضراء (ص : 203)

182- قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ادع الله في يوم سرائك لعله أن يستجيب لك في يوم ضرائك (ص : 203)

183- قال أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله قبل موته : كيف لا أرجو ربي وقد صمت له ثمانين رمضان ؟ (ص : 204)

184- قال أبو بكر بن عياش رحمه الله لابنه عند موته : أترى الله يضيع لأبيك أربعين سنة يختم القرآن كل ليلة ؟ (ص : 204)

185- وختم آدم بن أبي إياس رحمه الله القرآن وهو مسجى للموت ، ثم قال : بـحبي لك إلا رفقتَ بي في هذا المصرع ، كنت أؤملك لهذا اليوم ، كنت أرجوك ، لا إله إلا الله ثم قضى (ص : 204)

186- لما احتضر زكريا بن عدي رحمه الله رفع يديه وقال : اللهم إني إليك لمشتاق (ص : 204)

187- قال قتادة رحمه الله في قول الله عز وجل : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ) قال : من الكرب عند الموت (ص : 204)

188- قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية : ينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة (ص : 204)

189- قال زيد بن أسلم رحمه الله في قوله عز وجل : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا ) قال : يبشر بذلك عند موته وفي قبره وحين يبعث، فإنه لفي الجنة وما ذهبت فرحة البشارة من قلبه ! (ص : 204)

190- قال ثابت البناني رحمه الله في هذه الآية : بلغنا أن المؤمن حيث يبعثه الله من قبره يتلقاه ملكاه اللذان كانا معه في الدنيا ، فيقولان له : لا تخف ولا تحزن ، فيؤمن الله خوفه ، ويقر الله عينه ، فما من عظيمة تغشى الناس يوم القيامة إلا هي للمؤمن قرة عين لما هداه الله ، ولما كان يعمل في الدنيا (ص : 204)

191- كان الإمام أحمد رحمه الله يدعو ويقول : اللهم كما صنتَ وجهي عن السجود لغيرك ، فصنه عن المسألة لغيرك ، ولا يقدر على كشف الضر وجلب النفع سواك (ص : 205/206)

192- قال وهب بن منبه رحمه الله لرجل كان يأتي الملوك : ويحك ! تأتي من يغلق عنك بابه ، ويظهر لك فقره ، ويواري عنك غناه ، وتدع من يفتح لك بابه نصف الليل ونصف النهار ، ويظهر لك غناه ، ويقول : ادعُني أستجب لك ؟! (ص : 206)

193- قال طاوس رحمه الله لعطاء : إياك أن تطلب حوائجك إلى من أغلق بابه دونك ويجعل دونها حجابه ، وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة ، أمرك أن تسأله ووعدك أن يجيبك (ص : 206)

194- كتب الحسن رحمه الله إلى عمر بن العزيز : لا تستعن بغير الله فيكلك الله إليه (ص : 206)

195- قال بعض السلف : يا رب ، عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك ! وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك ! (ص : 206)

196- قال علقمة رحمه الله في قول الله عز وجل : ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) قال : هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى (ص : 208)

197- قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به (ص : 208)

198- قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن الله بقسطه وعدله جعل الرَّوح والفرح في اليقين والرضا ،  وجعل الهم والحزن في الشك والسخط (ص : 208/209)

199- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : أصبحتُ ومالي سرور إلا في مواقع القضاء والقدر (ص : 209)

200- قال عبد الواحد بن زيد رحمه الله : الرضا باب الله الأعظم ، وجنة الدنيا ، ومستراح العابدين (ص : 209)

201- قال الحسن رحمه الله : الرضا عزيز ، ولكن الصبر معول المؤمن (ص : 209)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : والفرق بين الرضا والصبر : أن الصبر : كف النفس وحبسها عن السخط مع وجود الألم وتمني زوال ذلك ، وكف الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع ، والرضا : انشراح الصدر وسعته بالقضاء ، وترك تمني زوال الألم ، وإن وجد الإحساس بألم لكن الرضا يخففه لما يباشر القلب من روح اليقين والمعرفة ، وإذا قوي الرضا فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية (ص : 209)

202- قال بعض السلف : كلنا يكره الموت وألم الجراح ، ولكن نتفاضل بالصبر (ص : 209/210)

203- قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لمن سأله عن الجهاد : ابدأ بنفسك فجاهدها ، وابدأ بنفسك فاغزها (ص : 210)

204- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أول ما تنكرون من جهادكم : جهادكم أنفسكم (ص : 210)

205- قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في وصيته لعمر حين استخلفه : إن أول ما أحذرك نفسك التي بين جنبيك (ص : 210)

206- قال ابن المبارك رحمه الله : من صبر فما أقل ما يصبر ، ومن جزع فما أقل ما يتمتع (ص : 210)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب ، واليسر بالعسر : أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى حصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين ، وتعلق قلبه بالله وحده ، وهذا هو حقيقة التوكل على الله ، وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج ، فإن الله يكفي من توكل عليه كما قال تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) (ص : 211)

وقال أيضاً رحمه الله : وأيضاً فإن المؤمن إذا استبطأ الفرج وأيس منه بعد كثرة دعائه وتضرعه ، ولم يظهر عليه أثر الإجابة فرجع إلى نفسه باللائمة وقال لها : إنما أتيت من قبلك ولو كان فيك خير لأجبت ، وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعات - فإنه يوجب انكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنه أهل لما نزل من البلاء وأنه ليس أهلاً لإجابة الدعاء ، فلذلك تسرع إليه حينئذ إجابة الدعاء وتفريج الكرب ، فإنه تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله (ص : 212)

207- قال الفضيل رحمه الله : لو يئست من الخلق حتى لا تريد منهم شيئاً لأعطاك مولاك كل ما تريد (ص : 212)

الحديث العشرون

20- عَنْ أبي مَسْعودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرِو الأَنْصَارِي البَدْرِي رضي الله عنه قالَ : قالَ رَسُولُ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم : (( إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاس مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى : إذَا لم تَسْتَحِ فاصْنَعْ ما شِئْتَ )) رَوَاهُ البخاري .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

208- قال ابن عباس رضي الله عنهما : الحياء والإيمان في قرن ، فإذا نزع الحياء تبعه الآخر (ص : 214)

209- قال بعض السلف - وقد سئل عن المروءة - فقال : أن لا تعمل في السر شيئاً تستحي منه في العلانية (ص : 216)

الحديث الحادي و العشرون

21- عَنْ أبي عَمْرو - وَقيلَ أبي عَمْرَةَ - سُفْيانَ بْنِ عبد الله رضي الله عنه قالَ : قُلْتُ : يا رسول الله قُلْ لي في الإِسْلامِ قَوْلاً لا أَسْألُ عَنْهُ أَحَداً غَيرَكَ ، قالَ : (( قُلْ : آمَنْتُ بالله ثمَّ اسْتَقِمْ )) رَواهُ مُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

210- قال الحسن رحمه الله وغيره في قول الله عز وجل : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) قال : هو الذي لا يهوى شيئاً إلا ركبه (ص : 218)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : وفي قوله عز وجل : ( فاستقيموا إليه واستغفروه ) إشارة إلى أنه لا بد من تقصير في الاستقامة المأمور بها ، فيجبر ذلك الاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة (ص : 219)

الحديث الثاني و العشرون

22- عَنْ أبي عبد الله جابِر بْنِ عبد الله الأَنْصارِي رضي الله عنه أَنَّ رجُلاً سأَلَ رَسُولَ صَلى الله عليهِ وسَلَّم فَقالَ : (( أَرأَيتَ إِذَا صَلَّيتُ المَكْتُوباتِ ، وصُمتُ رَمَضَانَ ، وأَحْلَلْت الحَلالَ وَحَرَّمت الحَرَامَ ، ولم أَزِدْ على ذلكَ شَيئاً ، أَأَدْخُلُ الجَنَّةَ ؟ قالَ : نَعَمْ )) رواهُ مُسلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

211-  قال بعض السلف : إن الرجل ليحبس على باب الجنة مائة عام بالذنب كان يعمله في الدنيا (ص : 223)

212- قال الحسن رحمه الله للفرزدق : إن لــ(لا إله إلا الله) شروطاً فإياك وقذف المحصنة (ص : 224)

213- قيل للحسن رحمه الله : إن ناساً يقولون : من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، فقال : من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة (ص : 224)

214- قيل لوهب بن منبه رحمه الله : أليس ( لا إله إلا الله ) مفتاح الجنة ؟ قال : بلى ، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك ، وإلا لم يفتح لك (ص : 224)

الحديث الثالث و العشرون

23- عَنْ أبي مالك الحارِثِ بْنِ عاصِمٍ الأَشْعَرِي رضي الله عنه قالَ : قالَ رَسولُ صَلى الله عليهِ وسَلَّم : (( الطّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ ، والحَمْدُ لله تَمْلأُ المِيزانَ ، وَسُبْحانَ الله والحَمْدُ لله تَملآنِ - أَوْ تَمْلأُ - ما بَينَ السَّماء والأَرْضِ ، والصَّلاةُ نُورٌ ، والصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ والصَّبْرُ ضِياءُ ، والقُرآنُ حُجَّةٌ لكَ أَوْحُجَّةٌ عَلَيكَ ، كُلُّ النَّاسِ يغْدُو فَبائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها أَوْ مُوبِقُها )) رَوَاهُ مُسْلِم.

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

215- قال أبو الدرداء رضي الله عنه : صلوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبور (ص : 234)

216- قال بعض السلف : ما جالس أحد القرآن فقام عنه سالماً ، بل إما أن يربح أو أن يخسر (ص : 236)

217- قال ابن مسعود رضي الله عنه : القرآن شافع مشفع ، وحامل مصدق ، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره قاده إلى النار (ص : 236)

218- قال ابن مسعود رضي الله عنه : يجيء القرآن يوم القيامة فيشفع لصاحبه ، فيكون قائداً إلى الجنة ، أو يشهد عليه فيكون سائقاً إلى النار (ص : 236)

219- قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : إن هذا القرآن كائن لكم أجراً ، وكائن عليكم وزراً ، فاتبعوا القرآن ولا يتبعكم القرآن ، فإنه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن زجَّ في قفاه فقذفه في النار (ص : 236)

220- قال الحسن رحمه الله : المؤمن في الدنيا كالأسير ، يسعى في فكاك رقبته ، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله عز وجل (ص : 237)

221- قال الحسن رحمه الله : ابن آدم إنك تغدو وتروح في طلب الأرباح فليكن همك نفسك فإنك لن تربح مثلها أبداً (ص : 237)

222- قال أبو بكر بن عياش رحمه الله : قال لي رجل مرة وأنا شاب : خلص رقبتك ما استطعت في الدنيا من رق الآخرة ، فإن أسير الآخرة غير مفكوكٍ أبداً ، قال : فوالله ما نسيتها بعد (ص : 237)

223- كان بعض السلف يبكي ويقول : ليس لي نفسان ، إنما لي نفس واحدة ، إذا ذهبت لم أجد أخرى (ص : 237)

224- قال محمد بن الحنفية رحمه الله : إن الله عز وجل جعل الجنة ثمناً لأنفسكم ، فلا تبيعوها بغيرها (ص : 237)

225- قال محمد بن الحنفية رحمه الله : من كرمت نفسه عليه لم يكن للدنيا عنده قدر (ص : 237)

226- قيل لمحمد بن الحنفية رحمه الله : من أعظم الناس قدراً ؟ قال : من لم ير الدنيا كلها لنفسه خطراً (ص : 237/238)

الحديث الرابع و العشرون

24-عَنْ أبي ذَرّ الغِفارِي رضي الله عنه عَنِ النبي صَلى الله عليهِ وسَلَّم فِيما يرْويهِ عَنْ رَبه عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قالَ : (( يا عبادي إِنِّي حَرَّمْتُ الظَّلْمَ على نَفْسِي ، وَجَعَلْتُهُ بَينَكُمْ مُحَرَّماً فَلا تظَّالَمُوا ، يا عبادي كلٍكمْ ضَالٌ إِلاَّ مَنْ هدَيتُهُ فاسْتهْدُوني أَهْدِكُم ، يا عبادي كُلُّكُمْ جائِع إلاَ مَنْ أَطْعَمْتُهُ فاسْتَطْعِموني أُطْعِمكُمْ ، يا عبادي كلّكُمْ عار إِلاَ مَنْ كَسَوْتُهُ فاسْتكْسوُنِي أَكْسكُمْ ، يا عبادي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيلِ والنَّهارِ، وَأَنا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً، فاسْتَغْفِروُني أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عبادي إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضُرّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي ، يا عبادي لوْ أَنَّ أَوَّلَكُم وآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كانُوا على أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ مِنْكُمْ ما زَادَ ذَلِكََ في مُلْكِي شَيئاً ، يا عبادي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وآخِركُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كانُوا على أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ مِنْكُمْ ما نَقَصَ ذلكَ مِنْ مُلْكِي شَيئاً، يا عبادي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ، وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قامُوا في صَعيدٍ واحِدٍ فَسألُونِي فأَعْطَيتُ كُلَّ واحِدٍ مَسْأَلَتَهُ ما نَقَصَ ذَلكَ مِمَّا عِنْدِي إلاَّ كما ينْقُصُ المِخْيطُ إذا أُدْخِلَ البَحْر ، يا عبادِي إِنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيها لَكُمْ ثمَّ أُوَفَيكُمْ إياها، فَمَنْ وَجَدَ خَيراً فلْيحْمَدِ الله ، ومَنْ وَجَدَ غَيرَ ذَلكَ فَلا يلُومَنَّ إلاَّ نَفْسَهُ )) رَوَاهُ مُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

227- قال علي رضي الله عنه : لا يرجوَنَّ عبد إلا ربه ، ولا يخافن إلا ذنبه (ص : 248)

228- قال سلمان الفارسي رضي الله عنه : إن المسلم ليبتلى فيكون كفارة لما مضى ومستعتباً فيما بقي ، وإن الكافر يبتلى فمثله كمثل البعير أطلق ، فلم يدر لما أطلق وعقل (ص : 249)

229- قيل لمسروق رحمه الله : لو قصرت عن بعض ما تصنع من الاجتهاد ، فقال : والله لو أتاني آتٍ فأخبرني أن لا يعذبني لاجتهدت في العبادة ، قيل : كيف ذاك ؟ قال : حتى تعذرني نفسي إن دخلت النار أن لا ألومها ، أما بلغك في قول الله تعالى : ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) إنما لاموا أنفسهم حين صاروا إلى جهنم ، فاعتنقتهم الزبانية ، وحيل بينهم وبين ما يشتهون ، وانقطعت عنهم الأماني ، ورفعت عنهم الرحمة ، وأقبل كل امرئ منهم يلوم نفسه (ص : 249)

230- كان عامر بن عبد قيس رحمه الله يقول : والله لأجتهدن ثم والله لأجتهدن ، فإن نجوت فبرحمة الله ، وإلا لم ألم نفسي (ص : 249)

231- كان زياد رحمه الله يقول لابن المنكدر ولصفوان بن سليم : الجدَّ الجدَّ ، والحذرَ الحذرَ ، فإن يكن الأمر على ما نرجو كان ما عملتما فضلاً ، وإلا لم تلوما أنفسكما (ص : 249)

232- كان مطرف بن عبد الله رحمه الله يقول : اجتهدوا في العمل ، فإن يكن الأمر ما نرجو من رحمة الله وعفوه كانت لنا درجات في الجنة ، وإن يكن الأمر شديداً كما نخاف ونحاذر لم نقل : ( ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل ) نقول : قد عملنا فلم ينفعنا ذلك (ص : 249/250)

الحديث الخامس و العشرون

25- عَنْ أبي ذَرٍّ رضي الله عنه أَنَّ ناساً مِنْ أَصحابِ رَسُولِ صَلى الله عليهِ وسَلَّم قالوا للنَّبي صَلى الله عليهِ وسَلَّم : يا رَسولَ الله ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالأَجُورِ ، يصَلُّونَ كما نُصَلِّي ، وَيصُومونَ كما نَصُوم ، ويتَصَدقُونَ بِفَضُولِ أَمْوالِهِمْ ، قالَ : (( أَوَلَيسَ قَدْ جَعَلَ الله لَكُمْ ما تَصَّدَّقونَ ؟ إِنَّ بِكُلّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً ، وكُلّ تَكْبيرَةٍ صَدقَةً ، وكُلّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً ، وَكلّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً ، وأَمر بالمَعْرُوفِ صَدَقَةً ، وَنَهْي عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةً ، وفي بضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةً )) قالُوا : يا رسول الله ، أَيأَتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيكونَ لَهُ فِيها أَجرٌ ؟ قالَ : (( أَرَأَيتُم لَوْ وَضَعَهَا في حَرام ، أكانَ علَيهِ وِزْرٌ ؟ فَكَذلكَ إِذَا وَضَعَها في الحَلالِ كانَ لَهُ أَجْرٌ )) رَوَاهُ مُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

233- قال خالد بن معدان رحمه الله : إن الله يتصدق كل يوم بصدقة ، وما تصدق الله على أحد من خلقه بشيء خير من أن يتصدق عليه بذكره (ص : 251)

234- قال أبو الدرداء رضي الله عنه : لأَن أقول : (الله أكبر) مائة مرة أحب إليَّ من أن أتصدق بمائة دينار (ص : 256)

235- قال سلمان الفارسي رضي الله عنه وغيره من الصحابة والتابعين : إن الذكر أفضل من الصدقة بعدده من المال (ص : 256)

الحديث السادس و العشرون

26- عَنْ أبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قالَ : قالَ رَسُولُ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم : (( كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيهِ صَدَقَةٌ ، كُلَّ يوْمٍ تَطْلُعُ فيهِ الشَّمْسُ تَعْدِلُ بَينَ اثْنَينِ صَدَقَةٌ ، وَتُعينُ الرَّجُلَ في دابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ علَيها أَوْ تَرْفَعُ لَهُ علَيها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ ، وَالكَلِمَةُ الطيبَةُ صَدَقَةُ ، وَبِكُلّ خُطْوَةٍ تَمْشِيها إلى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ ، وتميط الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقةٌ )) رَوَاهُ البخاري وَمُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

236- قرأ الفضيل رحمه الله قوله تعالى : ( ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين ) ليلةً فبكى ، فسئل عن بكائه فقال : هل بتَّ ليلة شاكراً لله أن جعل لك عينين تبصر بهما ؟ هل بتَّ ليلة شاكراً لله أن جعل لك لساناً تنطق به ؟ وجعل يعدد من هذا الضرب (ص : 259)

237- شكى رجل إلى يونس بن عبيد رحمه الله ضيق حاله ، فقال له يونس : أيسرك أن لك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف درهم ؟ قال الرجل : لا ، قال : فبيدك مائة ألف درهم ؟ قال : لا ، قال : فبرجليك ؟ قال : لا ، فذكره نعم الله عليه فقال يونس : أرى عندك مئين ألوف وأنت تشكو الحاجة ! (ص : 259)

238- قال بكر المزني رحمه الله : يا ابن آدم ، إن أردت أن تعلم قدر ما أنعم الله عليك فغمض عينيك (ص : 259/260)

239- رأى الحسن رحمه الله رجلاً يتبختر في مشيه فقال : لله في كل عضو منه نعمة ، اللهم لا تجعلنا ممن يتقوى بنعمتك على معصيتك (ص : 263/264)

240- قال كعب رضي الله عنه : لأن أبكي من خشية الله أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهباً (ص : 267)

الحديث السابع و العشرون

27- عَن النَّواسِ بْنِ سَمْعانَ رضي الله عنه عَنِ النبي صَلى الله عليهِ وسَلَّم قَالَ : (( البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ ، وَالإِثْمُ ما حاكَ في نَفْسِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يطَّلِعَ عَلَيهِ الناسُ » رَوَاهُ مُسْلِمُ وَعَنْ وابِصَةَ بَنْ مَعْبَدٍ رضي الله عنه قالَ : أَتَيتُ رَسُولَ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم فقَالَ: ((جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ البِرّ والإثْمِ ؟)) قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : (( اسْتَفْتِ قَلْبَكَ ، البِرُّ ما اطْمأنَّتْ إِلَيهِ النَّفْسُ واطْمأَنّ إِلَيهِ القَلْبُ ، والإِثْمُ ما حاكَ في النَّفْسِ وتَرَدَّد في الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتاكَ النَّاس وأَفْتُوكَ )) حَديثٌ حَسَنٌ ، روَيناه في مُسْنَدي الإمامَينْ أَحْمَدَ والدَّارِمِي بإسْنَادِ حَسَنٍ .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

241- قال أبو الدرداء رضي الله عنه : الخير في طمأنينة ، والشر في ريبة (ص : 269)

242- كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : البر شيء هين : وجه طليق وكلام لين (ص : 270)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : قوله في حديث وابصة وأبي ثعلبة : (وإن أفتاك المفتون) يعني : أن ما حاك في صدر الإنسان فهو إثم وإن أفتاه غيره بأنه ليس بإثم ...، وهذا إنما يكون إذا كان صاحبه ممن شرح صدره بالإيمان ، وكان المفتي يفتي له بمجرد ظن أو ميل إلى هوى من غير دليل شرعي ، فأما ما كان مع المفتي به دليل شرعي فالواجب على المستفتي الرجوع إليه وإن لم ينشرح له صدره ، وهذا كالرخصة الشرعية مثل الفطر في السفر والمرض وقصر الصلاة في السفر ونحو ذلك مما لا ينشرح به صدور كثير من الجهال فهذا لا عبرة به (ص : 272)

243- قال عمرو بن قيس رحمه الله : ينبغي لصاحب الحديث أن يكون مثل الصيرفي الذي ينتقد الدراهم ، فإن الدراهم فيها الزائف والبهرج وكذلك الحديث (ص : 274)

244- قال الأوزاعي رحمه الله : كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما نعرض الدرهم الزائف على الصيارفة ، فما عرفوا أخذنا ، وما أنكروا تركنا (ص : 274)

245- قيل لعبد الرحمن بن مهدي رحمه الله : إنك تقول للشيء : هذا يصح ، وهذا لم يثبت ، فعمن تقول ذلك ؟ فقال : أرأيت لو أتيت الناقد فأريته دراهمك فقال : هذا جيد وهذا بهرج أكنت تسأله عن ذلك أو تسلم الأمر إليه ؟ قال : لا ، بل كنت أسلم الأمر إليه ، فقال : فهذا كذلك ؛ لطول المجالسة والمناظرة والخبرة (ص : 274)

246- قال ابن مهدي رحمه الله : معرفة الحديث إلهام (ص : 274)

247- قال ابن مهدي رحمه الله : إنكارنا الحديث عند الجهال كهانة (ص : 274)

248- قال أبو حاتم الرازي رحمه الله : مثل معرفة الحديث كمثل فص ثمنه مائة دينار وآخر مثله على لونه ثمنه عشرة دراهم ، قال : وكما لا يتهيأ للناقد أن يخبر بسبب نقده فكذلك نحن رزقنا علماً لا يتهيأ لنا أن نخبر كيف علمنا بأن هذا حديث كذب وأن هذا حديث منكر إلا بما نعرفه ، قال : وتعرف جودة الدينار بالقياس إلى غيره فإن تخلف عنه في الحمرة والصفاء علم أنه مغشوش ، ويعلم جنس الجوهر بالقياس إلى غيره فإن خالفه في المائية والصلابة علم أنه زجاج ، ويعلم صحة الحديث بعدالة ناقليه وأن يكون كلاماً يصلح مثله أن يكون كلام النبوة ، ويعرف سقمه وإنكاره بتفرد من لم تصح عدالته بروايته والله أعلم (ص : 274)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله معلقاً : وبكل حال فالجهابذة النقاد العارفون بعلل الحديث أفراد قليل من أهل الحديث جداً ، وأول من اشتهر في الكلام في نقد الحديث ابن سيرين ، ثم خلفه أيوب السختياني ، وأخذ ذلك عنه شعبة ، وأخذ عن شعبة يحيى القطان وابن مهدي ، وأخذ عنهما أحمد وعلي بن المديني وابن معين ، وأخذ عنهم مثل البخاري وأبي داود وأبي زرعة وأبي حاتم ، وكان أبو زرعة في زمانه يقول : قلَّ من يفهم هذا ، وما أعزه إذا دفعت هذا عن واحد واثنين ، فما أقل من تجد من يحسن هذا ! ولما مات أبو زرعة قال أبو حاتم : ذهب الذي كان يحسن هذا المعنى - يعني أبا زرعة - ما بقي بمصر ولا بالعراق واحد يحسن هذا ، وقيل له بعد موت أبي زرعة : تعرف اليوم أحداً يعرف هذا ؟ قال : لا ، وجاء بعد هؤلاء جماعة ، منهم : النسائي والعقيلي وابن عدي والدارقطني ، وقل من جاء بعدهم ممن هو بارع في معرفة ذلك ، حتى قال أبو الفرج الجوزي في أول كتابه (الموضوعات) : قد قلَّ من يفهم هذا بل عدم . والله أعلم (ص : 274)

الحديث الثامن و العشرون

28- عَنْ العِرْباضِ بْنِ سَارِيةَ رضي الله عنه قَال : (( وَعَظَنَا رَسُولُ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنْها القُلُوبُ ، وَذَرَفَتْ مِنْها العُيونُ ، فَقُلْنا : يا رسول الله كأَنَّها مَوْعِظَةُ مُودّعٍ فأَوْصِنا ، قالَ: أَوْصِيكُمْ بتقوى الله عَزَّ وَجَلَّ ، وَالسَّمْعِ والطَّاعَةِ وَإِنْ تأْمَّرَ عَلَيكُمْ عَبْد ، فإِنَّهُ مَنْ يعِشْ مِنْكُمْ فسيرَى اخْتِلافاً كَثِيراً فَعَلَيكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدينَ مِنْ بَعْدِي ، عَضوا عَلَيها بالنَّوَاجِذِ وإِياكُمْ ومُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ )) رَوَاهُ أَبُو دَاودَ والترمذي وقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

249- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إن الناس لا يصلحهم إلا إمام بر أو فاجر ، إن كان فاجراً عبد المؤمن فيه ربه ، وحمل الفاجر فيها إلى أجله (ص : 279)

250- قال الحسن رحمه الله في الأمراء : هم يلون من أمورنا خمساً : الجمعة والجماعة والعيد والثغور والحدود ، والله ما يستقيم الدين إلا بهم وإن جاروا أو ظلموا ، والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون مع أن – والله - إن طاعتهم لغيظ ، وإن فرقتهم لكفر (ص : 279)

251- قال مجاهد رحمه الله : إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ما صنع عمر فخذوا به (ص : 282)

252- قال ابن عباس رضي الله عنهما : حدث الناس في كل جمعة مرة ، فإن أبيت فمرتين ، فإن أكثرت فثلاثاً ، ولا تمل الناس (ص : 284/285)

253- قال ابن مسعود رضي الله عنه : إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة ، وإنكم ستحدثون ويحدث لكم ، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالهدي الأول (ص : 285)

الحديث التاسع و العشرون

29- عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قالَ : قُلْتُ يا رَسُولَ الله أخبرني بِعَمَلٍ يدْخِلُنِي الجنَّةَ وَيباعِدُنِي عَنِ النَّارِ ، قالَ : (( لَقَدْ سأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ وإِنَّهُ لَيسِيرٌ على مَنْ يسَّرَهُ الله علَيهِ : تَعْبُدُ الله لا تُشْرِكُ بِهِ شَيئاً ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ البَيت )) ، ثمَّ قالَ : (( أَلاَّ أَدُلَّكَ على أَبْوَابِ الخَيرِ ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، والصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كمَا يطْفِئُ الماءُ النَّارَ ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ في جَوْفِ اللَّيلِ )) ، ثمَّ تَلا : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ ) حتى بَلَغَ ( يعْلَمُونَ ) ، ثمَّ قالَ : (( ألا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سِنامِهِ؟ )) قُلْتُ : بَلى يا رَسُولَ الله ، قالَ : (( رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ ، وَذِرْوَةُ سَنامِهِ الجِهادُ )) ، ثم قالَ : (( أَلا أُخْبِرُكَ بِمَلاكِ ذلكَ كُلِّهِ؟ )) قُلْتُ : بَلى يا رَسُولَ الله ، فأَخذَ بِلِسَانِهِ ثمَّ قالَ : (( كُفَّ عَلَيك هذَا )) ، قُلْتُ يا نَبِي الله وَإِنَّا لمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِه ؟ فَقالَ: (( ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا مَعاذُ ، وَهَلْ يكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ أَوْ على مَناخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدَ أَلْسِنَتِهِمْ )) رَوَاهُ الترمذي وَقالَ حَديثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

254- قال ابن المنكدر رحمه الله : الصائم إذا اغتاب خرق ، وإذا استغفر رقع (ص : 288)

255- قال ابن مسعود رضي الله عنه : فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية (ص : 290)

256- دخل عمر على أبي بكر رضي الله عنهما وهو يجبذ لسانه ، فقال عمر : مَهْ غفر الله لك ! فقال أبو بكر : هذا الذي أوردني الموارد (ص : 293)

257- قال ابن بريدة : رأيت ابن عباس رضي الله عنهما آخذاً بلسانه وهو يقول : ويحك ! قل خيراً تغنم ، أو اسكت عن سوء تسلم ، وإلا فاعلم أنك ستندم . قال : فقيل له : يا ابن عباس لم تقول هذا ؟ قال : إنه بلغني أن الإنسان - أراه قال - ليس على شيء من جسده أشد حنقاً أو غيظاً يوم القيامة منه على لسانه إلا ما قال به خيراً أو أملى به خيراً (ص : 293)

258- كان ابن مسعود رضي الله عنه يحلف بالله الذي لا إله إلا هو : ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لساني (ص : 293)

259- قال الحسن رحمه الله : اللسان أمير البدن فإذا جنى على الأعضاء شيئاً جنت ، وإذا عف عفت (ص : 293)

260- قال يونس بن عبيد رحمه الله : ما رأيت أحداً لسانه منه على بال إلا رأيت ذلك صلاحاً في سائر عمله (ص : 293)

261- قال يحيى بن أبي كثير رحمه الله : ما صلح منطق رجل إلا عرفت ذلك في سائر عمله ولا فسد منطق رجل قط إلا عرفت ذلك في سائر عمله (ص : 293)

الحديث الثلاثون

30- عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيّ - جُرْثُوم بْن نَاشِرٍ - رضي الله عنه عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قَال : (( إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلا تُضَيِّعُوهَا ، وَحَدَّ حُدُوداً فَلا تَعْتَدُوهَا ، وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلا تَنْتَهِكُوْهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً لَكُمْ غَيْرَ نسْيَان فَلا تَبْحَثُوا عَنْهَا )) حَديْث حَسَن رَوَاهُ الدَارقُطْني وَغَيْرُهُ

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

262- قال الربيع بن خثيم رحمه الله : ليتق أحدكم أن يقول : أحل الله كذا وحرم كذا فيقول الله : كذبت لم أحل كذا ولم أحرم كذا (ص : 296)

263- قال ابن مسعود رضي الله عنه : إياكم والتنطع ، إياكم والتعمق ، وعليكم بالعتيق (ص : 304)

الحديث الحادي والثلاثون

31- عَنْ سَهْلِ بْنِ سعد السَّاعِدِي رضي الله عنه قالَ : جاءَ رَجُلٌ إلى النبي صَلى الله عليهِ وسَلَّم فقالَ : يا رَسُولَ الله دُلَّنِي على عَمَلٍ إِذَا عَمِلْته أَحَبَّني الله وَأَحَبّنِي النَّاسُ ، فَقالَ : (( ازْهَدْ في الدُّنْيا يحِبَّكَ الله وازْهَد فِيما عِنْدَ النَّاسِ يحِبَّكَ النَّاسُ )) حَديثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ ابْنُ ماجة وَغَيرُهُ بأَسانِيدَ حَسَنَةٍ .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

264- قال أبو سليمان رحمه الله : لا تشهد لأحد بالزهد ؛ فإن الزهد في القلب (ص : 307)

265- قال الحسن رحمه الله : إن من ضعف يقينك أن تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل (ص : 307)

266- قال مسروق رحمه الله : إن أحسن ما أكون ظناً حين يقول الخادم : ليس في البيت قفيز من قمح ولا درهم (ص : 307)

267- قال الإمام أحمد رحمه الله : أسرُّ أيامي إليَّ يوم أصبح وليس عندي شيء (ص : 307)

268- قيل لأبي حازم الزاهد رحمه الله : ما مالك ؟ قال : لي مالان لا أخشى معهما الفقر: الثقة بالله ، واليأس مما في أيدي الناس ، قيل له : أما تخاف الفقر؟ فقال : أنا أخاف الفقر ومولاي له ما في السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى؟! (ص : 307)

269- قال الفضيل بن عياض رحمه الله : أصل الزهد الرضا عن الله عز وجل (ص : 307/308)

270- قال عمار رضي الله عنه : كفى بالموت واعظاً ، وكفى باليقين غني ، وكفى بالعبادة شغلاً (ص : 308)

271- قال ابن مسعود رضي الله عنه : اليقين : أن لا ترضي الناس بسخط الله ، ولا تحسد أحداً على رزق الله ، ولا تلم أحداً على ما لم يؤتك الله ؛ فإن رزق الله لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره (ص : 308)

272- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : من زهد الدنيا هانت عليه المصيبات (ص : 308)

273- قال الحسن رحمه الله : الزاهد : الذي إذا رأى أحداً قال : هو أفضل مني (ص : 308/309)

274- قال وهيب بن الورد رحمه الله : الزهد في الدنيا أن لا تأس على ما فات منها ولا تفرح بما آتاك منها (ص : 309)

275- قال سفيان الثوري رحمه الله : الزهد في الدنيا : قصر الأمل ، ليس بأكل الغليظ ولا بلبس العباء (ص : 309)

276- قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : الزهد ثلاثة أصناف : فزهد فرض ، وزهد فضل ، وزهد سلامة ؛ فأما الزهد الفرض فالزهد في الحرام ، والزهد الفضل الزهد في الحلال ، والزهد السلامة الزهد في الشبهات (ص : 310)

277- قال أبو سليمان الداراني رحمه الله : اختلفوا علينا في الزهد بالعراق ؛ فمنهم من قال: الزهد في ترك لقاء الناس ، ومنهم من قال : في ترك الشهوات ومنهم من قال : في ترك الشبع ، وكل منهم قريب بعضه من بعض ، قال : وأنا أذهب إلى أن الزهد في ترك ما يشغلك عن الله عز وجل (ص : 310)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله معلقاً : وهذا الذي قاله أبو سليمان حسن ، وهو يجمع جميع معاني الزهد وأقسامه وأنواعه (ص : 310)

278- قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي (ص : 313)

279- قال سعيد بن جبير رحمه الله : متاع الغرور : ما يلهيك عن طلب الآخرة ، وما لم يلهك فليس متاع الغرور ولكنه متاع بلاغ إلى ما هو خير منه (ص : 313)

280- قال يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله : كيف لا أحب دنيا قدر لي فيها قوت أكتسب به حياة أدرك بها طاعة أنال بها الآخرة ؟ (ص : 313)

281- سئل أبو صفوان الرعيني رحمه الله - وكان من العارفين - : ما هي الدنيا التي ذمها الله في القرآن التي ينبغي للعاقل أن يتجنبها ؟ فقال : كل ما أصبت في الدنيا تريد به الدنيا فهو مذموم ، وكل ما أصبت منها تريد بها الآخرة فليس منها (ص : 313)

282- قال الحسن رحمه الله : نعمت الدار الدنيا كانت للمؤمن ؛ وذلك أنه عمل قليلاً وأخذ زاده منها إلى الجنة ، وبئست الدار كانت للكافر والمنافق ؛ وذلك أنه ضيع لياليه وكان زاده منها إلى النار (ص : 313)

283- قال الحسن رحمه الله : الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن (ص : 315)

284- قال الحسن رحمه الله : إن كان أحدهم ليعيش عمره مجهوداً شديد الجهد ، والمال الحلال إلى جنبه ، يقال له : ألا تأتي هذا فتصيب منه ؟ فيقول : لا والله لا أفعل ؛ إني أخاف أن آتيه فأصيب منه فيكون فساد قلبي وعملي (ص : 315)

285- بُعِث إلى عمر بن المنكدر رحمه الله بمال ، فبكى واشتد بكاؤه ، وقال : خشيت أن تغلب الدنيا على قلبي فلا يكون للآخرة مني نصيب فذلك الذي أبكاني ، ثم أمر به فتصدق به على فقراء أهل المدينة (ص : 315)

286- قال أبو سليمان رحمه الله : الزهد : ترك ما يشغل عن الله (ص : 315)

287- قال أبو سليمان رحمه الله : كل ما يشغلك عن الله من أهل ومال وولد فهو مشئوم (ص : 315/316)

288- قال أبو سليمان رحمه الله : ليس الزاهد من ألقى هموم الدنيا واستراح منها إنما الزاهد من زهد في الدنيا وتعب فيها للآخرة (ص : 316)

289- قال عون بن عبد الله رحمه الله : الدنيا والآخرة في القلب ككفتي الميزان ، بقدر ما ترجح إحداهما تخف الأخرى (ص : 318)

290- قال وهب رحمه الله : إنما الدنيا والآخرة كرجل له امرأتان إن أرضى إحداهما أسخط الأخرى (ص : 318)

291- قال ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه : أنتم أكثر صلاة وصوماً وجهاداً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وهم كانوا خيراً منكم ، قالوا : كيف ذلك ؟ قال: كانوا أزهد منكم في الدنيا وأرغب منكم في الآخرة (ص : 318)

292- قال أبو الدرداء رضي الله عنه : لئن حلفتم لي على رجل أنه أزهدكم لأحلفن لكم أنه خيركم (ص : 318)

293- قال الحسن رحمه الله : لا تزال كريماً على الناس ولا يزال الناس يكرمونك ما لم تعاط ما في أيديهم ، فإذا فعلت ذلك استخفوا بك وكرهوا حديثك وأبغضوك (ص : 319)

294- قال أيوب السختياني رحمه الله : لا ينبل الرجل حتى تكون فيه خصلتان : العفة عما في أيدي الناس ، والتجاوز عما يكون منهم (ص : 319)

295- كان عمر رضي الله عنه يقول في خطبته على المنبر : إن الطمع فقر ، وإن اليأس غنى ، وإن الإنسان إذا أيس من شيء استغنى عنه (ص : 319)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله معلقاً : وقد تكاثرت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بالاستعفاف عن مسألة الناس والاستغناء عنهم ، فمن سأل الناس ما بأيديهم كرهوه وأبغضوه ؛ لأن المال محبوب لنفوس بني آدم فمن طلب منهم ما يحبونه كرهوه لذلك ، وأما من كان يرى المنة للسائل عليه ، ويرى أنه لو خرج له عن ملكه كله لم يف له ببذل سؤاله له وذلته له ، أو كان يقول لأهله : ثيابكم على غيركم أحسن منها عليكم ، ودوابكم تحت غيركم أحسن منها تحتكم - فهذا نادر جداً من طباع بني آدم ، وقد انطوى بساط ذلك من أزمان متطاولة ! (ص : 319)

296- قال بعض السلف في وصف الدنيا وأهلها :

           وما هي إلا جيفة مستحيلة     عليها كلاب همُّهنَّ اجتذابها

      فإن تـجتنبها كنت سلماً لأهلها   وإن تجتذبها نازعتك كلابها   (ص : 319)

الحديث الثاني والثلاثون

32- عَنْ أبي سَعِيدٍ سعد بْنِ مالِكِ الخُدْرِي رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم قال : (( لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ )) حَديثٌ حَسَنٌ ، رَوَاهُ ابْنُ ماجَهْ والدَّارَقُطْنِي وَغَيرهمَا.

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

297- قال ابن عباس رضي الله عنهما : الإضرار في الوصية من الكبائر (ص : 322)

الحديث الثالث والثلاثون

33- عَنْ ابْنِ عَبِّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم قالَ : (( لَوْ يعْطَى النَّاسُ بِدَعْواهم لادَّعَى رجالٌ أَمْوالَ قَوْمٍ وَدِماءَهْم ، ولَكِن البَينَةُ على المُدَّعِي واليمِينُ على مَنْ أَنْكَرَ )) حَدِيثٌ حَسَنٌ ، رَوَاهُ البَيهَقِي وَغَيرُهُ هَكَذَا ، وَبَعْضُهُ في الصَّحيحَينَ

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

لا يوجد

الحديث الرابع والثلاثون

34- عَنْ أبي سعِيدٍ الخُدْرِي رضي الله عنه قالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم يقُول : (( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرَاً فلْيغَيرْهُ بِيدِهِ ، فإِنْ لَمْ يسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ ، فإِن لَمْ يسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وذلكَ أَضْعَفُ الإِيمان )) رَوَاهُ مُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

298- قال ابن مسعود رضي الله عنه : يوشك من عاش منكم أن يرى منكراً لا يستطيع له غير أن يعلم الله من قلبه أنه له كاره (ص : 337)

299- قال سعيد بن جبير رحمه الله : قلت لابن عباس رضي الله عنهما : آمر السلطان بالمعروف وأنهاه عن المنكر؟ قال : إن خفت أن يقتلك فلا ، ثم عدتُّ فقال لي مثل ذلك، ثم عدتُّ فقال لي مثل ذلك وقال : إن كنت لابد فاعلاً ففيما بينك وبينه (ص : 338)

300- قال طاوس : أتى رجل ابنَ عباس رضي الله عنهما فقال : ألا أقوم إلى هذا السلطان فآمره وأنهاه؟ قال : لا تكن له فتنة ، قال : أفرأيت إن أمرني بمعصية الله ؟ قال: ذلك الذي تريد فكن حينئذٍ رجلاً (ص : 338)

301- قال أحمد رحمه الله : لا يتعرض إلى السلطان فإن سيفه مسلول (ص : 339)

302- قال ابن شبرمة رحمه الله : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالجهاد ، يجب على الواحد أن يصابر فيه الاثنين ويحرم عليه الفرار منهما ، ولا يجب عليه مصابرة أكثر من ذلك (ص : 339)

303- قال ابن مسعود رضي الله عنه : إذا اختلفت القلوب والأهواء ، وألبستم شيعاً ، وذاق بعضكم بأس بعض فيأمر الإنسان حينئذ نفسه ، فهو حينئذ تأويل هذه الآية ، يعني قوله تعالى : ( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) (ص : 340)

304- قال ابن عمر رضي الله عنهما : هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم يقبل منهم (ص : 340)

305- قيل لابن مسعود رضي الله عنه : إن فلاناً تقطر لحيته خمراً ، فقال : نهانا الله عن التجسس (ص : 341)

306- قال بعض السلف : وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله وأن لحمي قرض بالمقاريض (ص : 342)

307- كان عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز يقول لأبيه : وددت أني غلت بي وبك القدور في الله تعالى (ص : 342)

308- قال سفيان الثوري رحمه الله : لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال : رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى ، عدل بما يأمر عدل بما ينهى ، عالم بما يأمر عالم بما ينهى (ص : 342)

309- قال أحمد رحمه الله : الناس محتاجون إلى مداراة ورفق في الأمر بالمعروف بلا غلظة إلا رجل معلن بالفسق فلا حرمة له (ص : 342)

310- قال أحمد رحمه الله : يأمر بالرفق والخضوع ، فإن أسمعوه ما يكره فلا يغضب فيكون يريد أن ينتصر لنفسه (ص : 342)

الحديث الخامس والثلاثون

35- عَنْ أبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قال : قالَ رَسُولُ صَلى الله عليهِ وسَلَّم : (( لاَ تحاسَدُوا ، ولا تَناجَشُوا ، وَلا تَباغَضوا ، وَلا تَدابَرُوا ، وَلا يبعْ بَعْضُكُمْ على بيعِ بَعْضٍ ، وَكُونُوا عِبادَ اللّهِ إِخْوَانا ، المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ ، لا يظْلِمُهُ ، ولا يـخْذُلُهُ ، وَلا يكْذِبُهُ ، وَلا يحْقِرُهُ ، التَّقْوَى هاهُنَا ، - وَيشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرات - بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرّ أَنْ يحْقِرَ أَخاهُ المُسْلِمَ ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المسلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَماُلُه وَعِرْضُهُ )) رَوَاهُ مُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

311- قال عمر رضي الله عنه : إنا كنا نعرفكم إذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وإذ ينـزل الوحي وإذ ينبئنا الله من أخباركم ، ألا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق به وانقطع الوحي فإنما نعرفكم بما نخبركم ، ألا من أظهر منكم لنا خيراً ظننا به خيراً وأحببناه عليه ، ومن أظهر منكم شراً ظننا به شراً وأبغضناه عليه ، سرائركم بينكم وبين ربكم عز وجل (ص : 346/347)

312- قال الربيع بن خيثم رحمه الله : لو رأيت رجلاً يظهر خيراً ويسر شراً أحببته عليه آجرك الله على حبك الخير ، ولو رأيت رجلاً يظهر شراً ويسر خيراً أبغضته عليه آجرك الله على بغضك الشر (ص : 347)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم ، وكل منهم يظهر أنه يبغض لله ، وقد يكون في نفس الأمر معذوراً ، وقد لا يكون معذوراً بل يكون متبعاً لهواه مقصراً في البحث عن معرفة ما يبغض عليه ، فإن كثيراً من البغض كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يُظن أنه لا يقول إلا الحق ، وهذا الظن خطأ قطعاً ، وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه فهذا الظن قد يخطئ ويصيب ، وقد يكون الحامل على الميل مجرد الهوى والألفة أو العادة وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله (ص : 347)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له وهو أن كثيراً من أئمة الدين قد يقول قولاً مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه مأجوراً على اجتهاده فيه موضوعاً عنه خطؤه فيه ، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة ؛ لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله ، بحيث أنه لو قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والى من وافقه ولا عادى من خالفه ، وهو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه وليس كذلك ، فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده ، وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه ، وظهور كلمته ، وأن لا ينسب إلى الخطأ ، وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق ، فافهم هذا فإنه مهم عظيم ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (ص : 347)

313- قال الحسن رحمه الله : المصافحة تزيد في المودة (ص : 349)

314- قال مجاهد رحمه الله : بلغني أنه إذا تراءى المتحابان فضحك أحدهما إلى الآخر وتصافحا تحاتت خطاياهما كما يتحات الورق من الشجر ، فقيل له : إن هذا ليسير من العمل ، قال : يقولون يسير والله يقول : ( لو أنفقت ما في الأرض جمعياً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ) (ص : 349)

الحديث السادس والثلاثون

36- عَنْ أبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه عَنِ النبي صَلى الله عليهِ وسَلَّم قالَ : (( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيا نَفَّسَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يوْمِ القِيامَةِ ، وَمَنْ يسَّرَ على مُعْسِرٍ يسَّرَ الله عَلَيهِ في الدُّنْيا والآخِرَةَ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ الله في الدُّنْيا والآخِرَةِ ، والله في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْن أَخيهِ ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يلْتَمِسُ فِيهِ عِلْما سَهَّلَ الله لَهُ بِهِ طَرِيقاً إلى الجِنَّةِ ، وَما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيت مِنْ بُيوتِ الله يتْلُونَ كتاب الله وَيتَدارَسونهُ بَينَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيهِمُ السَّكِينةُ ، وَغَشِيتْهُمُ الرَّحْمَةُ ، وَحَفَّتْهُمُ المَلائِكَةُ ، وَذَكَرَهُمُ الله فيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبْطأَ بهِ عَمَلُهُ لم يسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ )) رَوَاهٌ مُسْلِم بِهَذَا اللَّفْظِ

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

315- قال ابن مسعود رضي الله عنه : الأرض كلها يوم القيامة نار ، والجنة من ورائها ترى أكوابها وكواعبها ، فيعرق الرجل حتى يرشح عرقه في الأرض قدر قامة ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه وما مسَّه الحساب ، قال : فمم ذلك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : مما يرى الناس يصنع بهم (ص : 356)

316- بعث الحسن البصري رحمه الله قوماً من أصحابه في قضاء حاجةٍ لرجل ، وقال لهم : مرُّوا بثابت البناني فخذوه معكم ، فأتوا ثابتاً فقال : أنا معتكف ، فرجعوا إلى الحسن فأخبروه فقال : قولوا له يا أعمش أما تعلم أن مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة ؟ فرجعوا إلى ثابت فترك اعتكافه وذهب معهم (ص : 359)

317- قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع (ص : 361)

318- قال الحسن رحمه الله : العلم علمان : علم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم، وعلم في القلب فذاك العلم النافع (ص : 361)

319- قال الربيع بن أنس رحمه الله : إن الله ذاكر من ذكره ، وزائد من شكره ، ومعذب من كفره (ص : 365)

الحديث السابع والثلاثون

37- عَنْ ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنهُمَا عَنْ رَسول الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم فيما يرْويهِ عَنْ رَبَهِ َتبارَكَ وَتعالى ، قال : (( إنَّ الله كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيئاِتِ ثَمَّ بَيَّن ذلكَ ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَة ، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَملَها كَتَبها الله عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنات إلى سبعمائةِ ضعفٍ إلى أضعاف كَثِيرَةٍ ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيئَةٍ فَلَمْ يعْمَلْهَا كَتَبها الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كاملَةً ، وَإن هَمَّ ِبها فَعَمِلَها كَتَبها الله سيئَةً وَاحِدَةً )) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف ، فانظر يا أخي وفقنا الله وإياك إلى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الألفاظ وقوله (عنده) إشارة إلى الاعتناء بها ، وقوله (كاملة) للتأكيد وشدة الاعتناء بها ، وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها (كتبها الله عنده حسنة كاملة ) فأكدها بـ(كاملة) (وإن عملها كتبها سيئة واحدة) فأكد تقليلها بـ(واحدة) ولم يؤكدها بكاملة ، فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه وبالله التوفيق

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

320- قال ابن مسعود رضي الله عنه : ويل لمن غلبت وحدانه عشراته (ص : 375)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : مضاعفة الحسنات زيادة على العشر تكون بحسب حسن الإسلام - كما جاء ذلك مصرحاً به في حديث أبي هريرة وغيره - ، ويكون بحسب كمال الإخلاص ، وبحسب فضل ذلك العمل في نفسه ، وبحسب الحاجة إليه (ص : 369)

321- قال أبو الدرداء رضي الله عنه : من أتى فراشه وهو ينوي أن يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى يصبح كتب له ما نوى (ص : 371)

الحديث الثامن والثلاثون

38- عَنْ أبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قالَ : قالَ رَسُولُ اللّهِ صَلى الله عليهِ وسَلَّم : (( إِنَّ اللّهَ تَعَالى قَالَ : مَنْ عادَي لِي وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّب إليَّ عَبْدِي بشَيء أحَبَّ إليَّ مِمَّا افْترضتٌه عَلَيه ، ولا يزَالُ عَبْدِي يتَقَرَبُ إليَّ بِالنَوافِل حتى أُحِبَّهُ ، فإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَه الذي يبْصِرُ بِهً ، وَيدَهُ التي يبْطِشُ بِها ، وَرِجْلَهُ التي يمْشِي بِها ، وَلَئِنْ سأَلَنِي لأُعْطِينَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعاذَنِي لأُعِيذَنهَ )) . رواه البخاري

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

322- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أفضل الأعمال أداء ما افترض الله ، والورع عما حرم الله ، وصدق النية فيما عند الله تعالى (ص : 379)

323- قال بعض السلف : العمل على المخافة قد يغيره الرجاء ، والعمل على المحبة لا يدخله الفتور (ص : 381)

324- قال بعض السلف :  إذا سئم البطالون من بطالتهم فلن يسأم محبوك من مناجاتك وذكرك (ص : 381)

325- قال محمد بن النضر الحارثي رحمه الله : ما يكاد يمل القربة إلى الله تعالى محب لله، وما يكاد يسأم من ذلك (ص : 381)

326- قال بعض السلف : المحب لله طائر القلب ، كثير الذكر ، متسبب إلى رضوانه بكل سبيل يقدر عليها من الوسائل والنوافل دأباً وشوقاً (ص : 381)

327- قال خباب بن الأرت رضي الله عنه لرجل : تقرب إلى الله تعالى ما استطعت ، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه (ص : 382)

328- قال عثمان رضي الله عنه : لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم (ص : 382)

329- قال ابن مسعود رضي الله عنه : من أحب القرآن أحب الله ورسوله (ص : 382)

330- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إن كنا لنرى أن شيطان عمر ليهابه أن يأمره بالخطيئة ! (ص : 384)

331- قيل لإبراهيم التيمي رحمه الله - وهو في سجن الحجاج - لو دعوتَ الله تعالى ! فقال : أكره أن أدعوه أن يفرج عني مالي فيه أجر (ص : 387)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : الموت هو مفارقة الروح للجسد ، ولا يحصل ذلك إلا بألم عظيم جداً ، وهو أعظم الآلام التي تصيب العبد في الدنيا (ص : 388)

332- قال عمر لكعب رضي الله عنهما : أخبرني عن الموت ، قال : يا أمير المؤمنين ، هو مثل شجرة كثيرة الشوك في جوف ابن آدم ، فليس منه عرق ولا مفصل إلا ورجل شديد الذراعين فهو يعالجها ينتزعها ، فبكى عمر (ص : 388)

333- لـمَّا احتضر عمرو بن العاص رضي الله عنه سأله ابنه عن صفة الموت فقال : والله لكأن جنبي في تخت ، ولكأني أتنفس من سم إبرة ، وكأن غصن شوك يجر به من قدمي إلى هامتي (ص : 388)

334- قالت عائشة رضي الله عنها : ما أغبط أحداً يهون الله عليه الموت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص : 388)

335- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : ما أحب أن تهون عليَّ سكرات الموت ؛ إنه لآخر ما يكفر به عن المؤمن (ص : 388)

336- قال النخعي رحمه الله : كانوا يستحبون أن يجهدوا عند الموت (ص : 388)

337- قال ابن مسعود رضي الله عنه : إذا جاء ملك الموت لقبض روح المؤمن قال له : إن ربك يقرئك السلام (ص : 389)

338- قال محمد بن كعب رحمه الله : يقول له ملك الموت : السلام عليك يا ولي الله ، الله يقرئك السلام ، ثم تلا : ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ) (ص : 389)

339- قال زيد بن أسلم رحمه الله : تأتي الملائكة للمؤمن إذا احتضر وتقول له : لا تخف مما أنت قادم عليه ، فيذهب الله خوفه ، ولا تحزن على الدنيا وأهلها وأبشر بالجنة ، فيموت وقد جاءته البشرى (ص : 389)

340- وقال ثابت البناني رحمه الله : إن لله عباداً يضن بهم في الدنيا عن القتل والأوجاع يطيل الله أعمارهم ، ويحسن أرزاقهم ، ويميتهم على فرشهم ، ويطبعهم بطابع الشهداء (ص : 389)

341- قال ابن مسعود رضي الله عنه وغيره : إن موت الفجأة تخفيف عن المؤمن (ص : 389)

342- قال أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه : إني لأرجو أن لا يخنقني الله كما أراكم تُـخنقون عند الموت ، وكان ليلة في داره فسمعوه ينادي : يا عبد الرحمن ، وكان عبد الرحمن قد قتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتى مسجد بيته فصلى فقبض وهو ساجد (ص : 389)

343- كان بعض السلف جالساً يكتب في مصحف فوضع القلم من يده وقال : إن كان موتكم هكذا فوالله إنه لموت طيب ! ثم سقط ميتاً (ص : 389)

الحديث التاسع والثلاثون

39- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضيَ الله عَنْهُمَا أَنّ رَسُولَ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم قالَ : (( إِنَّ اللّهَ تَجَاوَزَ لي عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ وَالنَّسْيانَ وَما اسْتُكْرِهُوا عَلَيهِ )) حَدِيثٌ حَسنٌ روَاهُ ابْنُ ماجَهْ والبَيهَقِي وَغَيرهمَا .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

344- قال الحسن رحمه الله : لولا ما ذكر الله من أمر هذين الرجلين - يعني داود وسليمان عليهما السلام - لرأيت أن القضاة قد هلكوا ؛ فإنه أثنى على هذا بعلمه وعلى هذا باجتهاده، يعني قوله : ( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم ) (ص : 392)

الحديث الأربعون

40- عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضيَ الله عَنْهُمَا قال : أَخَذَ رَسُولُ اللّهِ صَلى الله عليهِ وسَلَّم بِمَنْكَبِي فَقالَ : (( كُنْ في الدُّنْيا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ ، أَوْ عابِرُ سَبِيلٍ )) وكانَ ابْنُ عُمَرَ رَضيَ الله عَنْهُمَا يقُولُ : إِذَا أَمْسَيتَ فَلا تنَتَظِرِ الصَّباحَ ، وإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَساءَ ، وَخُذْ مَنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَياتِكَ لِمَوْتِكَ . رَوَاهُ البخاري .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

345- دخل رجل على أبي ذر رضي الله عنه ، فجعل يقلب بصره في بيته ، فقال : يا أبا ذر أين متاعكم ؟ فقال : إن لنا بيتاً نتوجه إليه ، فقال : إنه لا بد لك من متاعٍ مادمت هاهنا ، فقال : إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه (ص : 397)

346- دخلوا على بعض الصالحين فقلبوا بصرهم في بيته فقالوا : إنا نرى بيتك بيت رجل مرتحل ! فقال : لا أرتحل ولكن أُطرَد طرداً (ص : 397)

347- كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، ولكل منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل (ص : 397/398)

348- قال الحسن رحمه الله : المؤمن في الدنيا كالغريب ، لا يجزع من ذلها ولا ينافس في عزها ، له شأن وللناس شأن (ص : 398)

349- قيل لمحمد بن واسع رحمه الله : كيف أصبحت ؟ قال : ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلة إلى الآخرة ؟ (ص : 399)

350- قال الحسن رحمه الله : إنما أنت أيام مجموعة ، كلما مضى يوم مضى بعضك (ص : 399/400)

351- قال الحسن رحمه الله : ابنَ آدم ، إنما أنت بين مطيتين يوضعانك ، يوضعك الليل إلى النهار ، والنهار إلى الليل ، حتى يسلمانك إلى الآخرة ، فمن أعظم منك يا ابن آدم خطراً ؟ (ص : 400)

352- قال داود الطائي رحمه الله : إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلةً مرحلة ، حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم ، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زاداً لما بين يديها فافعل ؛ فإن انقطاع السفر عن قريبٍ ما هو ، والأمر أعجل من ذلك ، فتزود لسفرك ، واقض ما أنت قاضٍ من أمرك ، فكأنك بالأمر قد بغتك (ص : 400)

353- كتب بعض السلف إلى أخ له : يا أخي ، يخيل لك أنك مقيم ، بل أنت دائب السير تساق مع ذلك سوقاً حثيثاً ، الموت متوجه إليك ، والدنيا تطوى من ورائك ، وما مضى من عمرك فليس بكارٍّ عليك يوم التغابن (ص : 400)

354- قال الفضيل بن عياض رحمه الله لرجل : كم أتت عليك ؟ قال : ستون سنة ، قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ (ص : 400)

355- قال الحسن رحمه الله : لم يزل الليل والنهار سريعين في نقص الأعمار وتقريب الآجال (ص : 400)

356- قال المروزي : قيل لأبي عبد الله - يعني أحمد - رحمه الله : أي شيء الزهد في الدنيا؟ قال: قصر الأمل ، من إذا أصبح قال لا أمسي (ص : 401)

357- قال داود الطائي : سألت عطوان بن عمرو رحمه الله قلت : ما قصر الأمل ؟ قال : ما بين تردد النفس ، فحدث بذلك الفضيل بن عياض فبكى وقال : يقول يتنفس فيخاف أن يموت قبل أن ينقطع نفسه ، لقد كان عطوان من الموت على حذر (ص : 401)

358- قال بعض السلف : ما نـمت نوماً قط فحدثت نفسي أني أستيقظ منه (ص : 401)

359- كان محمد بن واسع رحمه الله إذا أراد أن ينام قال لأهله : أستودعكم الله فلعلها أن تكون منيتي لا أقوم منها ، وكان هذا دأبه إذا أراد النوم (ص : 401)

360- قال بكر المزني رحمه الله : إن استطاع أحدكم أن لا يبيت إلا وعهده عند رأسه مكتوب فليفعل ؛ فإنه لا يدري لعله أن يبيت في أهل الدنيا ويصبح في أهل الآخرة (ص : 401)

361- قال عون بن عبد الله رحمه الله : ما أنزل الموتَ كُنْهَ منزلته من عدَّ غداً من أجَلِهِ، كم من مسقبل يوماً لا يستكمله ، وكم من مؤملٍ لغدٍ لا يدركه ، إنكم لو رأيتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره (ص : 401)

362- قال عون بن عبد الله رحمه الله : إن من أنفع أيام المؤمن له في الدنيا ما ظن أنه لا يدرك آخره (ص : 401)

363- قال بكر المزني رحمه الله : إذا أردت أن تنفعك صلاتك فقل لعلي لا أصلي غيرها (ص : 402)

364- أقام معروف الكرخي رحمه الله الصلاة ثم قال لرجل : تقدم فصل بنا ، فقال الرجل: إني إن صليت بكم هذه الصلاة لم أصل بكم غيرها ، فقال معروف : وأنت تحدث نفسك أنك تصلي صلاة أخرى ؟! نعوذ بالله من طول الأمل فإنه يمنع خير العمل (ص : 402)

365- قال سعيد بن جبير رحمه الله : كل يوم يعيشه المؤمن غنيمة (ص : 402)

الحديث الحادي والأربعون

41- عَنْ أَبِي محمَّدٍ عبدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رضي الله عنهم قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعاً لِمَا جِئْتُ بِهِ )) حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحِيْحٌ روَيْنَاهُ فِيْ كِتَابِ الحُجَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيْحٍ .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

366- قال الحسن رحمه الله : قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إنا نحب ربنا حباً شديداً ، فأحب الله أن يجعل لحبه علماً ، فأنزل الله هذه الآية : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) (ص : 406)

367- لما نزل قوله تعالى : ( ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ) قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك (ص : 408)

الحديث الثاني والأربعون

42- عَنْ أَنَس بْن مالكٍ رضي الله عنه قالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلى الله عليهِ وسَلَّم يقولُ : (( قالَ اللّهُ تعالى : يا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ ما دَعَوْتَني وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لكَ على مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبالي ، يا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ ، يا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطايا ثمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيئاً لأَتَيتُكَ بقُرَابِها مَغْفِرَةً )) رَوَاهُ الترمذي وقَالَ : حدَيثٌ حَسَنٌ صَحَيحٌ .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

368- قال أبو مسلم الخولاني رحمه الله : ما عرضت لي دعوة فذكرت النار إلا صرفتها إلى الاستعاذة منها (ص : 410)

369- قال الحسن رحمه الله : أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم وأينما كنتم ؛ فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة (ص : 412)

370- قال بعض العارفين : من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره (ص : 413)

371- كان بعض العارفين يقول : استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار (ص : 413)

372- قال ابن عمر رضِيَ الله عَنهُمَا: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول : رب اغفر لي وتب عليَّ إنك أنت التواب الغفور (ص : 415)

373- قال أبو هريرة رضي الله عنه : إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم ألف مرة وذلك على قدر ديتي (ص : 415)

374- قالت عائشة رضي الله عنها : طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً (ص : 415)

375- قال أبو المنهال رحمه الله : ما جاور عبد في قبره من جارٍ أحب إليه من استغفارٍ كثير (ص : 415)

376- قال قتادة رحمه الله : إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم ، فأما داؤكم فالذنوب وأما دواؤكم فالاستغفار (ص : 415)

377- قال رياح القيسي رحمه الله : لي نيف وأربعون ذنباً ، قد استغفرت الله لكل ذنب مائة ألف مرة (ص : 415)

378- وحاسب بعض السلف نفسه من وقت بلوغه فإذا زلاته لا تجاوز ستاً وثلاثين ، فاستغفر الله لكل زلة مائة ألف مرة ، وصلى لكل زلةٍ ألفَ ركعة ، وختم في كل ركعة منها ختمة ، قال : ومع ذلك فإني غير آمنٍ مِن سطوة ربي أن يأخذني بها ؛ فأنا على خطر من قبول التوبة (ص : 415)

379- كان عمر رضي الله عنه يطلب من الصبيان الاستغفار ، ويقول : إنكم لم تذنبوا (ص : 415)

380- كان أبو هريرة رضي الله عنه يقول لغلمان الكُتَّاب : قولوا : اللهم اغفر لأبي هريرة ، فَيُؤَمِّن على دعائهم (ص : 415)

الحديث الثالث والأربعون

43- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهُمَا قالَ : قالَ رَسُولُ الله صَلى الله عليهِ وسَلَّم : ((أَلْحِقُوا الفَرائِضَ بأَهْلِها ، فَما أَبْقَتِ الفَرائِضُ فَلأَوْلى رَجُلٍ ذَكَرٍ)) خَرَّجَهُ البخاري وَمُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

لا يوجد

الحديث الرابع والأربعون

44- عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النبي صَلى الله عليهِ وسَلَّم قالَ : (( الرَّضَاعَةُ تُحَرِّمُ ما تُحَرّمُ الوِلادَةُ )) خَرَّجَهُ البُخَارِي وَمُسْلِم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

لا يوجد

الحديث الخامس والأربعون

45- عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النبي صَلى الله عليهِ وسَلَّم عامَ الفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ يقُولُ : (( إنَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيعَ الخمرِ وَالمَيتَة والخَنْزير والأَصْنَام )) ، فَقيلَ : يا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيتَ شُحومَ المَيتَةِ ، فإِنَّهُ يطْلَي بها السُّفُنُ ، ويدْهَنُ بِها الجُلودُ ، ويَستَصْبِحُ بِها النَّاسُ؟ قال : (( لا ، هُوَ حَرامٌ )) ، ثمَّ قالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلكَ : (( قاتَلَ اللّهُ اليهُودَ ، إِنَّ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا حَرَّمَ عَلَيهِمُ شُحُومَها ، أَجْمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فأَكَلُوا ثَمَنَهُ )) خرجه البخاري ومسلم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

لا يوجد

الحديث السادس والأربعون

46- عَنْ أبي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي مُوسَي الأَشْعَرِي رضي الله عنه أَنَّ النبي صَلى الله عليهِ وسَلَّم بَعَثَهُ إلى اليمَنِ فَسأَلَهُ عَن أَشْرِبَةٍ تصْنَعُ بِهَا ، فَقالَ : (( ومَا هي ؟ )) قالَ : البَتْعُ والمَزْرُ، فَقيلَ لأَبي بُرْدَة : ما البَتْعُ ؟ قالَ : نَبِيذُ العَسَلِ ، والمزْرُ نَبِيذُ الشَّعير ، فَقالَ : (( كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ )) خَرَّجَهُ البخاري

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

لا يوجد

الحديث السابع والأربعون

47- عَنِ المِقْدَام بن مَعْدِي كرِب رضي الله عنه قالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عليهِ وسَلَّم يقُولُ : (( ما ملأَ ابْنُ آدَمَ وِعاءً شَرَّا مِنْ بَطْنٍ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيمات يقِمْنَ صُلْبَهُ ، فإِنْ كان لا مَحَاَلَةَ فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرابِهِ وِثَلُثٌ لِنَفَسِهِ )) رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه ، وقال الترمذي : حديث حسن .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

381- قال رجل لابن عمر رَضِيَ الله عَنْهُمَا : ألا أجيئك بجوارش ؟ قال وأي شيء هو؟ قال : شيء يهضم الطعام إذا أكلته ، قال : ما شبعت منذ أربعة أشهر ، وليس ذاك لأني لا أقدر عليه ، ولكن أدركت أقواماً يجوعون أكثر مما يشبعون (ص : 443)

382- قال محمد بن واسع رحمه الله : من قلَّ طُعْمُهُ فهِمَ وأفهم ، وصفا ورقَّ ، وإنَّ كثرة الطعام ليثقل صاحبه عن كثير مما يريد (ص : 443)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : قلة الغذاء توجب رقة القلب ، وقوة الفهم ، وانكسار النفس ، وضعف الهوى والغضب ، وكثرة الغذاء يوجب ضد ذلك (ص : 443)

383- عن أبي عبيدة الخواص رحمه الله قال : حتفك في شبعك وحظك في جوعك ، وإذا أنت شبعت ثقلت فنمت ، واستمكن منك العدو فجثم عليك ، وإذا أنت تجوعت كنت للعدو بمرصد (ص : 443)

384- قال عمرو بن قيس رحمه الله : إياكم والبطنة فإنها تقسي القلب (ص : 443)

385- قال سلمة بن سعيد رحمه الله : إن كان الرجل ليعيَّر بالبطنة كما يعير بالذنب يعمله (ص : 443)

386- قال بعض العلماء : إذا كنت بطيناً فاعدد نفسك زمناً حتى تخمص (ص : 443)

387- قال ابن الأعرابي : كانت العرب تقول : ما بات رجل بطيناً فتم عزمه (ص : 443)

388- قال أبو سليمان الداراني رحمه الله : إذا أردت حاجة من حوائج الدنيا والآخرة فلا تأكل حتى تقضيها ؛ فإن الأكل يغيِّر العقل (ص : 443)

389- قال مالك بن دينار رحمه الله : ما ينبغي للمؤمن أن تكون بطنه أكبر همه ، وأن تكون شهوته هي الغالبة عليه (ص : 443)

390- قال عبد العزيز بن أبي داود رحمه الله : كان يقال : قلة الطعام عون على التسرع إلى الخيرات (ص : 444)

391- قال قثم العابد رحمه الله : كان يقال : ما قلَّ طعم امرئ قط إلا رقَّ قلبه ونديت عيناه (ص : 444)

392- قال عبد الله بن مرزوق رحمه الله : لم نر للأشر مثل دوام الجوع ، فقال له أبو عبد الرحمن العمري الزاهد : وما دوامه عندك ؟ قال : دوامه أن لا يشبع أبداً ، قال : وكيف يقدر من كان في الدنيا على هذا ؟ قال : ما أيسر ذلك يا أبا عبد الرحمن على أهل ولا يته ومن وفقه لطاعته ، لا يأكل إلا دون الشبع هو دوام الجوع (ص : 444)

393- عرض الحسن رحمه الله الطعامَ على بعض أصحابه فقال له : أكلتُ حتى لا أستطيع أن آكل ، قال الحسن : سبحان الله ! أَوَيأكل المسلم حتى لا يستطيع أن يأكل؟! (ص : 444)

394- قال أبو عمران الجوني رحمه الله : كان يقال : من أحب أن ينور قلبه فليقل طعمه (ص : 444)

395- قال عثمان بن زائدة : كتب إليَّ سفيان الثوري رحمه الله : إن أردت أن يصح جسمك ويقل نومك فأقلل من الأكل (ص : 444)

396- قال ابن السماك رحمه الله : خلا رجل بأخيه فقال : أيْ أخيّ ، نحن أهون على الله من أن يجيعنا ، إنـما يجيع أولياءه (ص : 444)

397- قرِّب إلى رياح القيسي رحمه الله طعام ، فأكل منه ، فقيل له : ازدد فما أراك شبعت ، فصاح صيحة فقال : كيف أشبع أيام الدنيا وشجرة الزقوم طعام الأثيم بين يدي ؟ ، فرفع الرجل الطعام من بين يديه وقال : أنت في شيء ونحن في شيء (ص : 444)

398- قال بشر بن الحارث رحمه الله : ما شبعت منذ خمسين سنة (ص : 444)

399- قال بشر بن الحارث رحمه الله : ما ينبغي للرجل أن يشبع اليوم من الحلال ؛ لأنه إذا شبع من الحلال دعته نفسه إلى الحرام ، فكيف من هذه الأقذار ؟ (ص : 444)

400- قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : من ضبط بطنه ضبط دينه ، ومن ملك جوعه ملك الأخلاق الصالحة ، وإن معصية الله بعيدة من الجائع ، قريبة من الشبعان ، والشبع يميت القلب ، ومنه يكون الفرح والمرح والضحك (ص : 444)

401- قال أبو سليمان الداراني رحمه الله : إن النفس إذا جاعت وعطشت صفا القلب ورقَّ ، وإذا شبعت ورويت عمي القلب (ص : 444)

402- قال أبو سليمان الداراني رحمه الله : مفتاح الدنيا الشبع ومفتاح الآخرة الجوع ، وأصل كل خير في الدنيا والآخرة : الخوف من الله عز وجل ، وإن الله ليعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، وإن الجوع عنده في خزائن مدخرة فلا يعطي إلا من أحب خاصة ، ولأن أدع من عشائي لقمة أحب إلى من أن آكلها ثم أقوم من أول الليل إلى آخره (ص : 444/445)

403- قال الحسن بن يحيى الخشني رحمه الله : من أراد أن تغزر دموعه ويرق قلبه فليأكل وليشرب في نصف بطنه ، قال أحمد بن أبي الحواري فحدثت بهذا أبا سليمان فقال : إنما جاء الحديث : ثلث طعام وثلث شراب ، وأرى هؤلاء قد حاسبوا أنفسهم فربحوا سدساً (ص : 445)

404- قال محمد بن النضر الحارثي رحمه الله : الجوع يبعث على البر كما تبعث البطنة على الأشر (ص : 445)

405- قال الشافعي رحمه الله : ما شبعت منذ ستة عشرة سنة إلا شبعة اطرحتها ؛ لأن الشبع يثقل البدن ، ويزيل الفطنة ، ويجلب النوم ، ويضعف صاحبه عن العبادة (ص : 445)

406- قال سفيان رحمه الله : كل ما شئتَ ولا تشرب ، فإذا لم تشرب لم يجئك النوم (ص : 445)

407- قالت عائشة رضي الله عنها : ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من خبز برٍ ثلاث ليال تباعاً حتى قبض (ص : 445)

408- قالت عائشة رضي الله عنها : ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض (ص : 445)

409- خطب عمر رضي الله عنه فَذَكر ما أصاب الناس من الدنيا فقال : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلاً يملأ به بطنه (ص : 445)

الحديث الثامن والأربعون

48- عَنْ عبد الله بْنِ عمَر رضِيَ الله عَنهُمَا عَنِ النبي صَلى الله عليهِ وسَلَّم قالَ : (( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كان مُنافقِاً ، ومنْ كانت فيه خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كانت فيه خَصْلَةٌ مِنَ النَّفاقِ حتى يدعها: من إذا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإذَا خاصم فَجَرَ ، وإذَا عاهد غَدَرَ )) خرجه البخاري ومُسْلم .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

410- قال الحسن رحمه الله : كان يقال : النفاق : اختلاف السر والعلانية والقول والعمل والمدخل والمخرج (ص : 447)

411- قال ابن مسعود رضي الله عنه : لا يَعِد أحدكم صبيه ثم لا ينجز له (ص : 448)

(فائدة) : قال ابن رجب رحمه الله : فإذا كان الرجل ذا قدرة عند الخصومة - سواء كانت خصومته في الدين أو في الدنيا - على أن ينتصر للباطل ويخيِّل للسامع أنه حق ، ويوهن الحق ويخرجه في صورة الباطل ، كان ذلك من أقبح المحرمات ، وأخبث خصال النفاق (ص : 449)

412- قالت طائفة من السلف : خشوع النفاق : أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع (ص : 451)

413- قيل لابن عمر رضِيَ الله عَنهُمَا : إنا ندخل على سلطاننا فنقول له بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عنده ، قال : كنا نعد هذا نفاقاً (ص : 451)

414- قال حذيفة رضي الله عنه : إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصير بها منافقاً، وإني لأسمعها من أحدكم في اليوم أو في المجلس عشر مرات!! (ص : 451)

415- كان الحسن رحمه الله يقول : من لم يخف النفاق فهو منافق (ص : 451)

416- سمع رجل أبا الدرداء رضي الله عنه يتعوذ من النفاق في صلاته ، فلما سلم قال له : ما شأنك وشأن النفاق ؟ فقال اللهم اغفر لي - ثلاثاً - ، لا تأمن البلاء ، والله إن الرجل ليفتن في ساعة واحدة فينقلب عن دينه (ص : 451)

417- سئل الإمام أحمد رحمه الله ما تقول فيمن لا يخاف على نفسه النفاق؟ قال : ومن يأمن على نفسه النفاق؟!!  (ص : 451)

الحديث التاسع والأربعون

49- عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه عَنِ النبي صَلى الله عليهِ وسَلَّم قال : (( لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلُون على الله حَقَّ توكُّلِه لرزقكم كما يرزُقُ الطيرَ تَغْدُو خماصاً وتَرُوحُ بِطاناً )) رواه الإمام أَحْمَدُ والترمذي والنسائي وابْنُ ماجه وابْنُ حِبَّانَ والحاكم ، وقَالَ الترمذي : حَسَنٌ صَحِيح .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

418- قال سعيد بن جبير رحمه الله : التوكل جماع الإيمان (ص : 454)

419- قال وهب بن منبه رحمه الله : الغاية القصوى : التوكل (ص : 454)

420- قال الحسن رحمه الله : إن توكل العبد على ربه أن يعلم أن الله هو ثقته (ص : 454)

421- قال المروزي : قيل لأبي عبد الله رحمه الله : أي شيء صدق التوكل على الله ؟ قال: أن يتوكل على الله ولا يكون في قلبه أحد من الآدميين يطمع أن يجيبه بشيء ، فإذا كان كذلك كان الله يرزقه وكان متوكلاً (ص : 456)

422- قال معاوية بن قرة رحمه الله : لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ناساً من أهل اليمن ، فقال : من أنتم؟ قالوا : نحن المتوكلون ، قال : بل أنتم المتأَكِّلون ، إنما المتوكل الذي يلقي حبه في الأرض ويتوكل على الله (ص : 458)

الحديث الخمسون

50- عَنْ عبد الله بْنِ بِشْرٍ رضي الله عنه قالَ : أَتى النبيَّ صَلى الله عليهِ وسَلَّم رَجُلٌ فقال : يا رَسُولَ اللّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسلامِ قد كَثُرَتْ عَلَينا ، فَبابٌ نتَمَسَّكُ به جامع ، قال: (( لا يزَالُ لِسانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكرِ اللّهِ عَزَّ وَجَلّ )) خرّجه الإمام أَحْمَدُ بِهَذَا اللَّفْظِ .

(الرجوع للفهرس)

أقوال السلف :

423- قال أبو الدرداء رضي الله عنه : الذين لا تزال ألسنتهم رطبة من ذكر الله يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك (ص : 462) 

424- وقيل لأبي الدرداء رضي الله عنه : إن رجلاً أعتق مائة نسمة ، فقال : إن مائة نسمة من مال رجلٍ كثير ، وأفضل من ذلك : إيمان ملزوم بالليل والنهار ، وأن لا يزال لسان أحدكم رطباً من ذكر الله (ص : 462)

425- قال معاذ رضي الله عنه : لأن أذكر الله من بكرة إلى الليل أحب إليَّ من أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله من بكرة إلى الليل  (ص : 462)

426- قال الحسن رحمه الله : أحب عباد الله إلى الله : أكثرهم له ذكراً وأتقاهم قلباً (ص : 462)

427- قال كعب رضي الله عنه : من أكثر ذكر الله برئ من النفاق (ص : 462)

428- قال فتح الموصلي رحمه الله : المحب لله لا يغفل عن ذكر الله طرفة عين (ص : 462)

429- قال ذو النون رحمه الله : من اشتغل قلبه ولسانه بالذكر قذف الله في قلبه نور الاشتياق إليه (ص : 462)

430- قيل لعمير بن هانئ رحمه الله : ما نرى لسانك يفتر ، فكم تسبح كل يوم ؟ قال: مائة ألف تسبيحة إلا أن تخطئ الأصابع  (ص : 463)

431- قال مالك بن دينار رحمه الله : ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله (ص : 465)

432- قال ذو النون رحمه الله : ما طابت الدنيا إلا بذكره ، ولا طابت الآخرة إلا بعفوه ، ولا طابت الجنة إلا برؤيته (ص : 465)

433- كان أبو مسلم الخولاني رحمه الله كثير الذكر ، فرآه بعض الناس فأنكر حاله ، فقال  لأصحابه : أمجنون صاحبكم ؟ فسمعه أبو مسلم فقال : لا يا أخي ، ولكن هذا دواء الجنون (ص : 465)

434- قالت عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الجوامع من الدعاء ويدع ما بين ذلك (ص : 471)

435- سمع سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ابناً له يدعو ويقول : اللهم إني أسألك الجنة ، ونعيمها ، وإستبرقها ، ونحواً من هذا ، وأعوذ بك من النار ، وسلاسلها ، وأغلالها ، فقال : لقد سألت الله خيراً كثيراً ، وتعوذت بالله من شر كثيرٍ ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء ) وقرأ هذه الآية : (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين) وإن حسبك أن تقول : اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل (ص : 472)

 خاتـمة

أخي القارئ ..

بعد هذه الجولة الإيمانية التي عشنا فيها مع أقوال سلفنا الصالح ، اسأل نفسك .. أين نحن من هؤلاء ؟

ثم تذكر أخي أن المقصود الأول هو العمل بكلامهم ، وتحويله إلى واقع سلوكي ، وليس مجرد زيادة المعلومات وتنمية الثقافة !

أسأل الله تعالى أن يبارك في هذا العمل وأن ينفع به كل من وقف عليه ، وأن يجزي خيراً كل من أعان على نشره بين المسلمين ،،،

وما وجدتَّ فيه من خطأ أو نسيان فهذا لأنه جهد بشري ، وقد أبى الله أن يجعل العصمة إلا  لكتابه ..

والله تعالى أعلم وأحكم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..