الوصف المفصل
الصحيح المسند من آثار بقية العشرة المبشرين بالجنة
عبد الله بن فهد الخليفي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فقد سبق لي أن جمعت الصحيح المسند من آثار الخلفاء الراشدين في الزهد والرقائق والأدب , ثم بدا لي أن أتم آثار بقية العشرة المبشرين بالجنة مع التنبيه على أنني لا أزعم أني استقصيت الصحيح الثابت , بل بذلت وسعي في الوقوف على ما ثبت وأسأل الله عزوجل أن ينفعنا به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
1- قال الإمام أحمد في المسند [ 1566 ] :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ:
إِنِّي لأوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَمَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلا وَرَقَ الْحُبْلَةِ ، وَهَذَا السَّمُرَ ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا لَهُ .
* وقال الحميدي في مسنده [ 83 ] :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِى حَازِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِى وَقَّاصٍ يَقُولُ :
أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سَابِعَ سَبْعَةٍ . وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ الْحُبْلَةَ وَوَرَقَ السَّمُرِ حَتَّى لَقَدْ قَرَحَتْ أَشْدَاقُنَا .
حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ مِثْلَ مَا تَضَعُ الشَّاةُ ، مَا لَهُ خِلْطٌ .
ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِى عَلَى الدِّينِ , لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَخَابَ عَمَلِي .
* وهو في البخاري 3728 – 6453 ثنا مسدد ثنا يحيى به - وفي مسلم 2966. بلفظ مقارب
2- قال الحافظ في المطالب العالية[ 4172 ] :
قَالَ إِسْحَاقُ : أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، قَالَ :
كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي نَفَرٍ ، فَذَكَرُوا عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَشَتَمُوهُ .
فَقَالَ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه : مَهْلًا عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّا أَصَبْنَا ذَنْبًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنزل الله عز وجل : { لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ رَحْمَةٌ من الله تعالى سَبَقَتْ لَنَا .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنْ كَانَ والله يبغضك ويسميك الْأُخَيْنَسُ .
فَضَحِكَ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه حَتَّى اسْتَعْلَاهُ الضَّحِكُ ، ثُمَّ قَالَ : أَوَ لَيْسَ الرَّجُلُ قَدْ يَجِدُ عَلَى أَخِيهِ فِي الْأَمْرِ ، يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، ثُمَّ لَا يَبْلُغُ ذَلِكَ أَمَانَتَهُ ، وَذَكَرَ كَلِمَةً أُخْرَى .
قال الحافظ عقبه : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ , وَقَدِ اشْتَمَلَ عَلَى فَوَائِدَ جَلِيلَةٍ .
أقول : من فوائد هذا المتن ، أن الصحابة سبق الكتاب بفوزهم ، فلا يلتفت إلى ما وقع بعد ذلك
ومنها أن ما صدر من الصحابة عند الغضب في حق بعضهم البعض ، لا ينبغي أن يؤخذ منه حكم على أحدهم بنقيصة .
3- قال ابن سعد في الطبقات [ 4933] :
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَشْيَاخِهِ ، قَالُوا :
دَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَلَى سَلْمَانَ يَعُودُهُ ، قَالَ : فَبَكَى سَلْمَانُ .
فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ .
وَتَلْقَى أَصْحَابَكَ ، وَتَرِدُ عَلَيْهِ الْحَوْضَ .
قَالَ سَلْمَانُ : وَاللَّهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلاَ حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا .
وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْدًا ، فَقَالَ : لِتَكُنْ بُلْغَةُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا مِثْلَ زَادِ الرَّاكِبِ ، وَحَوْلِي هَذِهِ الأَسَاوِدُ , قَالَ : وَإِنَّمَا حَوْلَهُ جَفْنَةٌ أَوْ مَطْهَرَةٌ أَوْ إِجَّانَةٌ .
قَالَ : فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ اعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ نَأْخُذُهُ بَعْدَكَ ، فَقَالَ : يَا سَعْدُ اذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ ، وَعِنْدَ حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ ، وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ .
أقول : أشياخ أبي سفيان - واسمه طلحة بن نافع - إبهامهم ينجبر بكثرتهم ، وعامة شيوخه قد أدركوا سعداً ، وهذا الخبر يصلح في أخبار سعد ويصلح في أخبار سلمان ، وهذا الخبر موجود في الزهد للإمام أحمد .
4- قال البخاري في صحيحه [ 4728 ] :
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبِي { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا } هُمْ الْحَرُورِيَّةُ ؟
قَالَ : لَا , هُمْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى .
أَمَّا الْيَهُودُ فَكَذَّبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَمَّا النَّصَارَى فَكَفَرُوا بِالْجَنَّةِ وَقَالُوا لَا طَعَامَ فِيهَا وَلَا شَرَابَ .
وَالْحَرُورِيَّةُ { الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ } وَكَانَ سَعْدٌ يُسَمِّيهِمْ الْفَاسِقِينَ .
أقول : وقد تقدم معنا في آثار علي أنه نزل قوله تعالى { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} على الحرورية
5- قال مسلم في صحيحه 948- [158-453] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ :
أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ شَكَوْا سَعْدًا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَذَكَرُوا مِنْ صَلاَتِهِ .
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَذَكَرَ لَهُ مَا عَابُوهُ بِهِ مِنْ أَمْرِ الصَّلاَةِ .
فَقَالَ : إِنِّي لأُصَلِّي بِهِمْ صَلاَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَخْرِمُ عَنْهَا إِنِّي لأَرْكُدُ بِهِمْ فِي الأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ فَقَالَ : ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ أَبَا إِسْحَاقَ .
وقال : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ جَرِيرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، بِهَذَا الإِسْنَادِ.
6- قال سلم 2200- [90-966] :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمِسْوَرِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، قَالَ : فِي مَرَضِهِ الَّذِي هَلَكَ فِيهِ :
الْحَدُوا لِي لَحْدًا ، وَانْصِبُوا عَلَيَّ اللَّبِنَ نَصْبًا ، كَمَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
أقول : هذا الأثر والذي قبله يبين شدة حرص سعد على الاتباع .
7- قال ابن سعد في الطبقات [ 3249] :
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ سَعْدٍ : أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ الثُّومَ بَدَا .
أقول : بدا يعني قصد البادية لئلا يتأذى أحدٌ برائحته .
8- قال ابن سعد في الطبقات [ 3251] :
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَيَّ ، يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ أَبِي قَالَ لِسَعْدٍ :
مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْقِتَالِ ؟
قَالَ : حَتَّى تَجِيئُونِي بِسَيْفٍ يَعْرِفُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ .
أقول : الحي كثرتهم تجبر إبهام أفراد أعيانهم ، وفي صحيح البخاري حديث عروة البارقي فيه [ أخبرنا الحي ] .
* ولهذا الخبر شاهد قال ابن سعد في الطبقات [ 3250]:
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : نُبِّئْتُ أَنَّ سَعْدًا كَانَ يَقُولُ :
مَا أَزْعُمُ أَنِّي بِقَمِيصِي هَذَا أَحَقُّ مِنِّي بِالْخِلاَفَةِ ، قَدْ جَاهَدْتُ إِذْ أَنَا أَعْرِفُ الْجِهَادَ ، وَلاَ أَبْخَعُ نَفْسِي إِنْ كَانَ رَجُلٌ خَيْرًا مِنِّي ، لاَ أُقَاتِلُ حَتَّى تَأْتُونِي بِسَيْفٍ لَهُ عَيْنَانِ ، وَلِسَانٌ وَشَفَتَانِ .
فَيَقُولَ : هَذَا مُؤْمِنٌ وَهَذَا كَافِرٌ .
9- قال ابن سعد في الطبقات[ 3252]:
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ :
أَنَّهُ صَحِبَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ .
قَالَ : فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَدِيثًا حَتَّى رَجَعَ .
أقول : وهذا يدل على ورع شديد في الرواية .
* رواه ابن المبارك في مسنده عن حماد بن زيد به وقال عقبه :
قال حماد –يعني ابن زيد - : يعظم الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم , ونحن بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ونحن نضيع .
10- وقال ابن سعد في الطبقات [ 3262] :
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ :
كَانَ رَأْسُ أَبِي فِي حِجْرِي ، وَهُوَ يَقْضِي ، قَالَ : فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ أَيْ بُنَيَّ ؟ ، فَقُلْتُ : لِمَكَانِكَ ، وَمَا أَرَى بِكَ .
قَالَ : فَلاَ تَبْكِ عَلَيَّ ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُعَذِّبُنِي أَبَدًا ، وَإِنِّي مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، إِنَّ اللَّهَ يَدِينُ الْمُؤْمِنِينَ بِحَسَنَاتِهِمْ مَا عَمِلُوا لِلَّهِ , قَالَ : وَأَمَّا الْكُفَّارُ فَيُخَفِّفُ عَنْهُمْ بِحَسَنَاتِهِمْ .
فَإِذَا نَفِدَتْ قَالَ : لِيَطْلُبْ كُلُّ عَامَلٍ ثَوَابَ عَمَلِهِ مِمَّنْ عَمِلَ لَهُ .
11- قال ابن المبارك في الزهد [ 1447 ] :
أَخْبَرَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ :
كَانَ سَعْدٌ إِذَا خَرَجَ - قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ - تَجَوَّزَ وَخَفَّفَ ، وَيُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ.
وَإِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ أَطَالَ , فَقِيلَ لَهُ : فَقَالَ : إِنَّا أَئِمَّةٌ يُقْتَدَى بِنَا .
12- قال وكيع في الزهد [ 186 ] :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ سَعْدٌ:
لَوْ كَانَ لِأَحَدِكُمْ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ ، ثُمَّ مَرَّ عَلَى سَبْعَةِ أَسْهُمٍ مَطْبُوعَةٍ يَعْنِي مَعْمُولَةً ، كَلَّفَتْهُ نَفْسُهُ أَنْ يَنْزِلَ فَيَأْخُذَهَا .
* قال الحربي في غريب الحديث [ 126 ] :
حدثنا ابن نمير ، عن أبيه ، ومحمد بن بشر قالا : حدثنا إسماعيل ، عن قيس ، قال سعد بن أبي وقاص : لو كان لأحدكم وادي مال ، ثم مر على سبعة أسهم صنع ، لكلفته نفسه أن ينزل فيأخذها .
13- قال هناد بن السري في الزهد [ 1080 ] :
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ، عَنْ بَيَانٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ :
إِيَّاكُمْ وَالْمَلَاعِنَ ، أَنْ يَطْرَحَ ، أَحَدُكُمُ الْأَذَى عَلَى الطَّرِيقِ .
فَيَمُرُّ بِهِ الرَّجُلُ , فَيَقُولُ : اللَّهُمَّ , الْعَنْ صَاحِبَ هَذَا .
* وروي مرفوعاً والموقوف أصح كما في العلل للدارقطني
14- قال البخاري في صحيحه [ 755 ] :
حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ :
شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّارًا فَشَكَوْا حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّهُ لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي .
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ : يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ هَؤُلَاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَا تُحْسِنُ تُصَلِّي ؟
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : أَمَّا أَنَا وَاللَّهِ فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَخْرِمُ عَنْهَا أُصَلِّي صَلَاةَ الْعِشَاءِ فَأَرْكُدُ فِي الْأُولَيَيْنِ وَأُخِفُّ فِي الْأُخْرَيَيْنِ .
قَالَ : ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ .
فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلًا أَوْ رِجَالًا إِلَى الْكُوفَةِ فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَلَمْ يَدَعْ مَسْجِدًا إِلَّا سَأَلَ عَنْهُ وَيُثْنُونَ مَعْرُوفًا .
حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِي عَبْسٍ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ قَالَ :
أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنَا فَإِنَّ سَعْدًا كَانَ لَا يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ وَلَا يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ وَلَا يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ .
قَالَ سَعْدٌ : أَمَا وَاللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ بِثَلَاثٍ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَأَطِلْ عُمْرَهُ وَأَطِلْ فَقْرَهُ وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ .
وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ .
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنْ الْكِبَرِ وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ .
15- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 26048] :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ :
كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَبَيْنَ سَعْدٍ كَلاَمُ ، قَالَ : فَتَنَاوَلَ رَجُلٌ خَالِدًا عِنْدَ سَعْدٍ .
قَالَ : فَقَالَ سَعْدٌ : مَهْ ، فَإِنَّ مَا بَيْنَنَا لَمْ يَبْلُغْ دِينَنَا .
16- قال أحمد في فضائل الصحابة [ 1318 ] :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قثنا مُعَاوِيَةُ قَالَ : نا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كُنْتُ أَنَا وَسَعْدٌ ، وَعُمَيْرُ بْنُ مَالِكٍ فِي حَجَفَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَإِنَّ سَعْدًا لِيُقَاتِلَ فِي يَوْمِ بَدْرٍ قِتَالَ الْفَارِسِ فِي الرِّجَالِ .
17- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 32811 ] :
حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ أَبِي بَلْجٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ :
أَنَّ سَعْدًا كَاتَبَ غُلامًا لَهُ فَأَرَادَ مِنْهُ شَيْئًا , فَقَالَ : مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيك , وَعَمَدَ إِلَى دَنَانِيرَ فَخَصَفَهَا فِي نَعْلَيْهِ , فَدَعَا سَعْدٌ عَلَيْهِ فَسُرِقَتْ نَعْلاهُ .
* وقال صالح في مسائله لأبيه الإمام أحمد : قَالَ حَدثنِي أبي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي بلج قَالَ سَمِعت مُصعب بن سعد :
أَن سَعْدا كَاتب غُلَاما لَهُ فَأَرَادَ مِنْهُ شَيْئا فَقَالَ مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيك وَعمد إِلَى دَنَانِير فَجَعلهَا فِي نَعله فَدَعَا سعد عَلَيْهِ فسرقت نعلاه .
19- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 32812 ] :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ , عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ :
أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَتَنَاوَلُ عَلِيًّا فَدَعَا عَلَيْهِ فَتَخَبَّطَتْهُ بُخْتِيَّةٌ فَقَتَلَتْهُ .
* وقال صالح في مسائله لأبيه الإمام أحمد :
وقَالَ حَدثنِي أبي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي بلج عَن مُصعب بن سعد عَن سعد :أَن رجلا نَالَ من عَليّ بن أبي طَالب فَدَعَا عَلَيْهِ سعد بن مَالك فَجَاءَت نَاقَة أَو جمل فَقتله
قَالَ شُعْبَة : فَأرَاهُ قد قَالَ فَحلف سعد أَن لَا يَدْعُو على أحد وَأَحْسبهُ قَالَ وَأعْتق نسمَة
قَالَ أبي : سعد بن مَالك هُوَ سعد بن أبي وَقاص كَانَ كنية مَالك أَبُو وَقاص .
20- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 11297] :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَغُنْدَرٌ , عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَن أَبِيهِ ، قَالَ :
رَأَيْتُ سَعْدًا عِنْدَ قَائِمَةِ سَرِيرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَقُولُ : وَاجَبَلاَه .
21- قال البخاري في صحيحه [ 3862 ] :
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَقُولُ :
وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ عُمَرَ لَمُوثِقِي عَلَى الْإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عُمَرُ وَلَوْ أَنَّ أُحُدًا ارْفَضَّ لِلَّذِي صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ لَكَانَ .
22- قال الإمام أحمد في مسنده [ 1629 ] :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنِي رِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ :
أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْأَكْبَرِ ، وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ عَنْ يَمِينِهِ ، وَعَنْ يَسَارِهِ .
فَجَاءَهُ رَجُلٌ يُدْعَى سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ ، فَحَيَّاهُ الْمُغِيرَةُ وَأَجْلَسَهُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ عَلَى السَّرِيرِ .
فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَاسْتَقْبَلَ الْمُغِيرَةَ ، فَسَبَّ وَسَبَّ ، فَقَالَ : مَنْ يَسُبُّ هَذَا يَا مُغِيرَةُ ؟
قَالَ : يَسُبُّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : يَا مُغِيرَ بْنَ شُعْبَة ، يَا مُغِيرَ بْنَ شُعْبَة ثَلاثًا ، أَلا أَسْمَعُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَبُّونَ عِنْدَكَ ؟ لَا تُنْكِرُ وَلا تُغَيِّرُ .
فَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِمَا سَمِعَتِ أذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنِّي لَمْ أَكُنِ أرْوِي عَنْهُ كَذِبًا يَسْأَلُنِي عَنْهُ إِذَا لَقِيتُهُ ، أَنَّهُ قَالَ :
أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ , وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الْجَنَّةِ ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَتَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ .
لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ ، قَالَ : فَضَجَّ أَهْلُ الْمَسْجِدِ يُنَاشِدُونَهُ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ التَّاسِعُ ؟
قَالَ : نَاشَدْتُمُونِي بِاللهِ ، وَاللهِ عَظِيمِ , أَنَا تَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الْعَاشِرُ ، ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ يَمِينًا.
قَالَ : وَاللهِ لَمَشْهَدٌ شَهِدَهُ رَجُلٌ يُغَبِّرُ فِيهِ وَجْهَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ , وَلَوْ عُمِّرَ عُمُرَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ .
أقول : وقوله [ وَاللهِ لَمَشْهَدٌ شَهِدَهُ رَجُلٌ يُغَبِّرُ فِيهِ وَجْهَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ . وَلَوْ عُمِّرَ عُمُرَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ] فيه الرد القوي على من زعم أنه قد يأتي بعد الصحابة من هو أفضل من بعضهم ، وفيه الرد على من فضل عمر بن عبد العزيز على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
23- قال مسلم في صحيحه 4140- [138-...] حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَنَّ أَبَاهُ ، حَدَّثَهُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ :
أَنَّ أَرْوَى خَاصَمَتْهُ فِي بَعْضِ دَارِهِ ، فَقَالَ : دَعُوهَا وَإِيَّاهَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ ، طُوِّقَهُ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا ، وَاجْعَلْ قَبْرَهَا فِي دَارِهَا .
قَالَ : فَرَأَيْتُهَا عَمْيَاءَ تَلْتَمِسُ الْجُدُرَ تَقُولُ : أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، فَبَيْنَمَا هِيَ تَمْشِي فِي الدَّارِ مَرَّتْ عَلَى بِئْرٍ فِي الدَّارِ ، فَوَقَعَتْ فِيهَا ، فَكَانَتْ قَبْرَهَا .
24- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 32819 ] :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إسْمَاعِيلَ , عَنْ قَيْسٍ , قَالَ :
رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ شَلاءَ , وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ .
* ورواه البخاري في صحيحه .
25- قال وكيع في الزهد [ 248 ] :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبْيَدِ اللَّهِ :
أَقَلٌّ لِعَيْبِ الْمَرْءِ أَنْ يَجْلِسَ فِي دَارِهِ .
26- قال ابن أبي شيبة في المصنف [32820] :
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ , قَالَ :
لَقَدْ رَأَيْت بِطَلْحَةِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ جُرْحًا , جُرِحَهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم .
أقول : موسى بن عبد الله قال فيه الحافظ في التقريب : مقبول .اهـ
وقد فاته توثيق عزيز له من الدارقطني .
قال الدارقطني في الضعفاء والمتروكون [ 291] :
صالح بن موسى بن عبد الله الطلحي ، كوفي ، عن منصور ، وعبد العزيز بن رفيع ، وهشام ، وعبد الله بن الحسن بن الحسن ، أبوه ثقة ، روى عنه أبو أسامة ، وعيسى بن يونس.
وموطن الشاهد قوله : أبوه ثقة .
27- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 31340 ] :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حدَّثَنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُ يَوْمَ الْجَمَلِ :
إنَّا كُنَّا قَدْ دَاهَنَّا فِي أَمْرِ عُثْمَانَ ، فَلاَ نَجِدُ بُدًّا مِنَ الْمُبَالَغَةِ .
28- قال وكيع في الزهد [ 246 ] :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ :
مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبِئٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ .
29- قال الطحاوي في بيان مشكل الآثار [ 13/ 45] :
كَمَا حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْخُصَيْبُ بْنُ نَاصِحٍ، وَكَمَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ:
قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ :
مَا لِي أَرَاكُمْ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ مِنْ أَخَفِّ النَّاسِ صَلَاةً ؟
فَقَالَ : نُبَادِرُ الْوَسْوَاسَ .
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ [ الطحاوي ] : يَعْنِي بِذَلِكَ الَّذِي يُوَسْوِسُهُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ ، فَأُمِرُوا بِالتَّخْفِيفِ فِي الصَّلَاةِ لِلْمُبَادَرَةِ لِذَلِكَ الْوَسْوَاسِ ، حَتَّى لَا يُدْرِكَهُمْ فِيهَا ، وَاللهَ عَزَّ وَجَلَّ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ . اهـ
* قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 4700] :
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ ، قَالَ :
رَأَيْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ صَلَّى صَلاَةً خَفِيفَةً ، فَقُلْتُ : أَنْتُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَفُّ النَّاسِ صَلاَةً ، قَالَ : إِنَا نُبَادِرُ هَذَا الْوَسْوَاسَ .
وقال ابن رجب في فتح الباري : قَالَ وكيع : ثنا ابن أَبِي عروبة ، عَن أَبِي رجاء العطاردي ، قَالَ :
قُلتُ للزبير بن العَوَّامِ : مَا لكم أصْحَاب مُحَمَّد من أخف النَّاس صلاة ؟ قَالَ : إنما نبادر الوسواس .
30- قال عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد [ 780] :
حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ العدوي ، أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ :
أَنَّ الزُّبَيْرَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - بَعَثَ إِلَى مِصْرَ فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ بِهَا الطَّاعُونَ ، فَقَالَ : إِنَّمَا جِئْتُ لِلطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ .
* ورواه أسود بن عامر عن حماد به عند ابن أبي شيبة .
وقال ابن سعد في الطبقات :
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ :
أَنَّ الزُّبَيْرَ بُعِثَ إِلَى مِصْرَ فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ بِهَا الطَّاعُونَ .
فَقَالَ : إِنَّمَا جِئْنَا لِلطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ , قَالَ فَوَضَعُوا السَّلالِيمَ فَصَعِدُوا عَلَيْهَا .
أقول : فخالفهم عفان ولم يذكر أبيه عروة في السند فليراجع فعفان أوثق منهما والله أعلم
ولكن رواه عمرو بن الحارث عن هشام عن أبيه متصلاً
لكن قال الحافظ في إتحاف المهرة [ 4/ 549] :(4636 ) حَدِيثٌ [ ابن خزيمة ] :
أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ خَرَجَ غَازِيًا نَحْوَ مِصْرَ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أُمَرَاءُ مِصْرَ : إِنَّ الأَرْضَ قَدْ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُونُ فَلا تَدْخُلْهَا ، قَالَ الزُّبَيْرُ : إِنَّمَا خَرَجْتُ لِلطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ فَدَخَلَهَا . . . , الْحَدِيثُ مَوْقُوفٌ .
خز فِي التَّوَكُّلِ : ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، بِهَذَا .
31- قال ابن أبي الدنيا في إصلاح المال[ 98 ] :
حدثنا أبو كريب ، حدثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني عثمان بن عروة ، عن أبيه عروة ، حدثني عبد الله بن الزبير ، قال : قال لي الزبير :
اشتر لي سرح بني فلان بالحيرة وإن بلغ عشرة آلاف .
فقلت : عشرة ؟ فقال : وإن بلغ عشرين ألفا .
قلت : سبحان الله , قال : وإن بلغ ثلاثين ألفا فاشتره ، إني والله لأن أعطى مالي أحب إلي من غصبة أغصبها .
فقلت : ما هذا إلا تكاثر الناس وفخرهم .
فقال : إنه والله ما بالدنيا بأس ، ما تدرك الآخرة إلا بالدنيا ، فيها يوصل الرحم ، ويفعل المعروف ، وفيها يتقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة ، فإياك أن تذهب أنت وأصحابك فتقعوا في معصية الله عز وجل ثم تقولون : قبح الله الدنيا ، ولا ذنب للدنيا .
32- قال ابن أبي الدنيا في إصلاح المال [ 292 ] :
حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير ، قال :
لم يدع الزبير دينارا ولا درهما ، إلا أرضين ، منها الغابة ، وإحدى عشر دارا بالمدينة ، ودارين بالبصرة ، ودارا بالكوفة ، ودارا بمصر .
أقول : وقد رواه البخاري بسياق أتم آثرت تقطيعه كما صنع ابن أبي الدنيا
33- وقال أيضاً في إصلاح المال [ 400 ] :
حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير قال :
كان جميع مال الزبير خمسين ألف ألف .
أقول : رواه البخاري بسياق أتم مع الذي قبله .
34- قال ابن سعد في الطبقات[ 3112] :
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَتْ لِي عَائِشَةُ :
أَبَوَاكَ وَاللَّهِ مِنَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدَ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ .
35- قال ابن سعد في الطبقات [ 3123 ] :
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ : مَا لِي لاَ أَسْمَعُكُ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَمَا يُحَدِّثُ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ ؟
قَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ :
مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدًا مِنَ النَّارِ .
قَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ : وَاللَّهِ مَا قَالَ مُتَعَمِّدًا ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ : مُتَعَمِّدًا.
* ورواه البخاري قال [ 107 ] :
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ :
إِنِّي لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ قَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ .
36- قال البخاري في صحيحه [ 3129 ] :
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ أَحَدَّثَكُمْ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ :
لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ دَعَانِي فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ يَا بُنَيِّ إِنَّهُ لَا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِلَّا ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ وَإِنِّي لَا أُرَانِي إِلَّا سَأُقْتَلُ الْيَوْمَ مَظْلُومًا وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي أَفَتُرَى يُبْقِي دَيْنُنَا مِنْ مَالِنَا شَيْئًا فَقَالَ يَا بُنَيِّ بِعْ مَالَنَا فَاقْضِ دَيْنِي وَأَوْصَى بِالثُّلُثِ وَثُلُثِهِ لِبَنِيهِ يَعْنِي بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقُولُ ثُلُثُ الثُّلُثِ فَإِنْ فَضَلَ مِنْ مَالِنَا فَضْلٌ بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ فَثُلُثُهُ لِوَلَدِكَ .
قَالَ هِشَامٌ : وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ وَازَى بَعْضَ بَنِي الزُّبَيْرِ خُبَيْبٌ وَعَبَّادٌ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعَةُ بَنِينَ وَتِسْعُ بَنَاتٍ .
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَجَعَلَ يُوصِينِي بِدَيْنِهِ وَيَقُولُ : يَا بُنَيِّ إِنْ عَجَزْتَ عَنْهُ فِي شَيْءٍ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَوْلَايَ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا دَرَيْتُ مَا أَرَادَ حَتَّى قُلْتُ : يَا أَبَةِ مَنْ مَوْلَاكَ .
قَالَ : اللَّهُ .
قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلَّا قُلْتُ يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ فَيَقْضِيهِ .
فَقُتِلَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِلَّا أَرَضِينَ مِنْهَا الْغَابَةُ وَإِحْدَى عَشْرَةَ دَارًا بِالْمَدِينَةِ وَدَارَيْنِ بِالْبَصْرَةِ وَدَارًا بِالْكُوفَةِ وَدَارًا بِمِصْرَ قَالَ وَإِنَّمَا كَانَ دَيْنُهُ الَّذِي عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَأْتِيهِ بِالْمَالِ فَيَسْتَوْدِعُهُ إِيَّاهُ فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ لَا وَلَكِنَّهُ سَلَفٌ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ وَمَا وَلِيَ إِمَارَةً قَطُّ وَلَا جِبَايَةَ خَرَاجٍ وَلَا شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي غَزْوَةٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : فَحَسَبْتُ مَا عَلَيْهِ مِنْ الدَّيْنِ , فَوَجَدْتُهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ .
قَالَ : فَلَقِيَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي كَمْ عَلَى أَخِي مِنْ الدَّيْنِ فَكَتَمَهُ فَقَالَ مِائَةُ أَلْفٍ فَقَالَ حَكِيمٌ وَاللَّهِ مَا أُرَى أَمْوَالَكُمْ تَسَعُ لِهَذِهِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَكَ إِنْ كَانَتْ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ قَالَ مَا أُرَاكُمْ تُطِيقُونَ هَذَا فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِينُوا بِي قَالَ وَكَانَ الزُّبَيْرُ اشْتَرَى الْغَابَةَ بِسَبْعِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ فَبَاعَهَا عَبْدُ اللَّهِ بِأَلْفِ أَلْفٍ وَسِتِّ مِائَةِ أَلْفٍ ثُمَّ قَامَ فَقَالَ مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ حَقٌّ فَلْيُوَافِنَا بِالْغَابَةِ فَأَتَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبَعُ مِائَةِ أَلْفٍ فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ إِنْ شِئْتُمْ تَرَكْتُهَا لَكُمْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ لَا قَالَ فَإِنْ شِئْتُمْ جَعَلْتُمُوهَا فِيمَا تُؤَخِّرُونَ إِنْ أَخَّرْتُمْ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لَا قَالَ قَالَ فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لَكَ مِنْ هَاهُنَا إِلَى هَاهُنَا قَالَ فَبَاعَ مِنْهَا فَقَضَى دَيْنَهُ فَأَوْفَاهُ وَبَقِيَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ فَقَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ وَالْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ زَمْعَةَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ كَمْ قُوِّمَتْ الْغَابَةُ قَالَ كُلُّ سَهْمٍ مِائَةَ أَلْفٍ قَالَ كَمْ بَقِيَ قَالَ أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ قَالَ الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ قَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ وَقَالَ ابْنُ زَمْعَةَ قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ كَمْ بَقِيَ فَقَالَ سَهْمٌ وَنِصْفٌ قَالَ قَدْ أَخَذْتُهُ بِخَمْسِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ قَالَ وَبَاعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ نَصِيبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّ مِائَةِ أَلْفٍ فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيرَاثَنَا قَالَ لَا وَاللَّهِ لَا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ حَتَّى أُنَادِيَ بِالْمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِينَ أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْضِهِ قَالَ فَجَعَلَ كُلَّ سَنَةٍ يُنَادِي بِالْمَوْسِمِ فَلَمَّا مَضَى أَرْبَعُ سِنِينَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ قَالَ فَكَانَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ وَرَفَعَ الثُّلُثَ فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأَةٍ أَلْفُ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ فَجَمِيعُ مَالِهِ خَمْسُونَ أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ .
37- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 25951] :
حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
كَانَ الزُّبَيْرُ يَنْهَى بَنِيهِ عَنِ التَّصَبُّحِ ، قَالَ : وَقَالَ عُرْوَةُ : إنِّي لأَسْمَعُ بِالرَّجُلِ يَتَصَبَّحُ فَأَزْهَدُ فِيهِ .
أقول : التصبح هو نومة الضحى .
38- قال الحافظ في المطالب العالية [ 4078 ] :
قال إسحاق : أنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة ، وكانت ، من المهاجرين الأول قالت :
غشي على عبد الرحمن بن عوف غشية حتى ظنوا أنه فاضت نفسه ، فخرجت أم كلثوم إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة .
فلما أفاق قال : أغشي علي ؟ قالوا : نعم ، قال : صدقتم ، إنه جاءني ملكان فقالا : انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين ، فقال ملك آخر : أرجعاه ، فإن هذا ممن كتب لهم السعادة وهم في بطون أمهاتهم ، وسيمتع به بنوه ما شاء الله , فعاش بعد ذلك شهرا ثم مات .
وقال أبو أسامة : قال رجلان ملكان كانوا يأتون في صورة الرجال .
قال الله تعالى : ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا , أي في صورة رجل .
أقول : فيه إثبات الأمين في أسماء الله الحسنى
39- قال أبو داود في الزهد [ 113 ] :
قال : نا سليمان بن داود ، قال : أنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف :
أنه قدم وافدا على معاوية في خلافته قال : فدخلت المقصورة ، فسلمت على مجلس من أهل الشام ثم جلست بين أظهرهم ، فقال رجل منهم : من أنت يا فتى ؟
قلت : أنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف .
فقال : رحم الله أباك ، حدثني فلان لرجل سماه قال : قدمت المدينة في خلافة عثمان فلقيتهم يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا عبد الرحمن بن عوف ، أخبرت أنه بأرض له بالجرف .
فركبت إليه حتى جئته ، فإذا هو واضع رداءه يحول الماء بمسحاة في يده ، فلما رآني استحيا مني .
فألقى المسحاة وأخذ رداءه .
فسلمت عليه وقلت : جئت لأمر رأيت أعجب منه .
فقلت : ما لنا نزهد في الدنيا وترغبون ونخف في الجهاد و تتثاقلون ، وأنتم خيارنا وأصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم ؟
قال عبد الرحمن : لم يأتنا إلا ما جاءكم ولم نعلم إلا ما علمتم ، ولكنا بلينا بالضراء فصبرنا ، وبلينا بالسراء فلم نصبر .
أقول : هذا من تواضع عبد الرحمن ، وإلا فقد كبر به السن آنذاك وقد جاهدوا جهاداً لا يدرك ذلك العاتب مده ولا نصيفه .
40- قال ابن المبارك في الزهد [ 510 ] :
أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ :
أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أُتِيَ بِطَعَامٍ وَكَانَ صَائِمًا ، فَقَالَ :
قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي ، وَكُفِّنَ فِي بُرْدَتِهِ ، إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ ، وَإِنْ غُطَّتْ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ .
وَأُرَاهُ قَالَ : وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي .
ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنِ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ .
أَوْ قَالَ : أُعْطِينَا مِنَ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا ، وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا قَدْ عُجِّلَتْ لَنَا .
ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ .
* هو في صحيح البخاري 4045 عبدان عن شعبة به .
41- وقال ابن المبارك في الزهد [ 1236 ] :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ صَلَاةً طَوِيلَةً ، فَإِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ شَدَّ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ وَخَرَجَ .
42- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 4705] :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ :
لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ وَمَاجَ النَّاسُ ، تَقَدَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَرَأَ بِأَقْصَرَ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ : {إنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَرَ} وَ{إذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ}.
43- قال ابن شيبة في المصنف [ 6432] :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَن أَبِيهِ ، قَالَ :
كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ .
44- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 30155] :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، عَن سُفْيَانَ ، عَن طَارِقٍ ، عَن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي هَيَّاجٍ الأَسَدِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ شَيْخًا يَطُوفُ خَلْفَ الْبَيْتِ وَهُوَ يَقُولُ :
اللَّهُمَّ قِنِي شُحَّ نَفْسِي ، فَلَمْ أَدْرِ مَنْ هُوَ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ ، اتَّبَعْتُهُ ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ ؟
فَقَالُوا : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ .
أقول : طارق البجلي اختلفوا وقد يحسن حديثه .
45- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 38197] :
حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ يُحَدِّثُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، قَالَ :
حَجَّ عُمَرُ فَأَرَادَ أَنْ يَخْطُبَ النَّاسَ خُطْبَةً ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ : إِنَّهُ قَدَ اجْتَمَعَ عِنْدَكَ رِعَاعُ النَّاسِ وَسِفْلَتُهُمْ ، فَأَخِّرْ ذَلِكَ حَتَّى تَأْتِيَ الْمَدِينَةَ ، قَالَ : فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ دَنَوْتُ قَرِيبًا مِنَ الْمِنْبَرِ .
فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ ، أَنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ : إِنَّ خِلاَفَةَ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةٌ ، وَإِنَّمَا كَانَتْ فَلْتَةً ، وَلَكِنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا ، إِنَّهُ لاَ خِلاَفَةَ إِلاَ عَنْ مَشُورَةٍ .
أقول : وهذا قد رواه البخاري [ 6830 ] وفي هذا من الفقه أن أمور السياسة والحكم ، لا ينبغي إدخال رعاع الناس فيها ، خلافاً لدعاة حكم الدهماء أو ما يسمونه بالديمقراطية !
46- وقال ابن أبي شيبة في المصنف [ 38896] :
حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ ، قَالَ :
رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ عَوْفٍ بِمِنًى مَحْلُوقًا رَأْسُهُ يَبْكِي .
يَقُولُ : مَا كُنْت أَخْشَى أَنْ أَبْقَى حَتَّى يُقْتَلَ عُثْمَان .
أقول : هذا خبرٌ عجيب ، فإن المعروف عند أهل التاريخ أن عبد الرحمن توفي قبل عثمان ، ولكن يبدو أنه قد كان علم بذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ، وشعر بقرب ذلك لما رأى إرهاصاته فحمله ذلك على البكاء .
47- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 35765]:
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ :
قَدِمْت عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ فَأَنْزَلَنِي فِي نَاحِيَةِ بَيْتِهِ ، وَامْرَأَتُهُ فِي نَاحِيَةٍ وَبَيْنَنَا سِتْرٌ ، فَكَانَ يَحْلِبُ النَّاقَةَ فَيَجِيءُ بِالإِنَاءِ فيضعه فِي يَدَيَّ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الطُّلَقَاءِ : أَتُنْزِلُ هَذَا نَاحِيَةَ بَيْتِكَ مَعَ امْرَأَتِكَ ؟ .
فَقَالَ : أُرَاقِبُ بِهِ عير مَنْ لَوْ لَقِيته *** سَلِيبًا لاَسْتَأْنَى عَلَى كُلِّ مَرْكَبٍ.