الوصف المفصل
- الأحاديث المنتقاة من
موسوعة الأحاديث النبوية - المستوى الأول
- المقـدمة
- التعريف بمركز الترجمة:
- أهداف المشروع:
- المستهدفون:
- إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى
- بني الإسلام على خمس
- من رأى منكم منكراً فليغيره
- من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية
- الاقتصار على الفرائض
- الطهور شطر الإيمان
- وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله
- من حج، فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه
- أَلا أُنَبِّئكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ
- مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا
- إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه
- الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس
- بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله
- لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان
- إذا قلت لصاحبك: أَنْصِتْ يوم الجمعة والإمام يَخْطُبُ، فقد لَغَوْتَ
- الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله
- الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط
- والذي نفسُ مُحمَّد بيدِه، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمة يهوديٌّ، ولا نصرانيٌّ، ثم يموتُ ولم يؤمن بالذي أُرْسِلتُ به، إلَّا كان مِن أصحاب النار
- أحْفُوا الشَّوَارِبَ وأَعْفُوا اللِّحَى
- من توضأ نحو وضوئي هذا, ثم صلى ركعتين, لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه
- لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد -يحذر ما صنعوا-، ولولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا
- اجتنبوا السبع المُوبِقَات، قالوا: يا رسول الله، وما هُنَّ؟ قال: الشركُ بالله، والسحرُ، وقَتْلُ النفسِ التي حَرَّمَ الله إلا بالحق، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيم، والتَّوَلّي يومَ الزَّحْفِ، وقذفُ المحصناتِ الغَافِلات المؤمنات
- اللهم لا تجعل قبري وثنا يُعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
- إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله -تعالى- إذا أحب قوما ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط
- أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه
- إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً
- لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم
- إن الله -تعالى- يغار، وغيرة الله -تعالى-، أن يأتي المرء ما حرم الله عليه
- من حلف بغير الله قد كفر أو أشرك
- أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوًا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام, ثم آمر رجلا فيصلي بالناس, ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار
- إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد
- أخوف ما أخاف عليكم: الشرك الأصغر، فسئل عنه، فقال: الرياء
- أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ فقلت: بلى، قال: فتلك عبادتهم
- إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أولَ ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله
- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن النُّشرة؟ فقال: هي من عمل الشيطان
- لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم؛ إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله
- من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه
- مَن ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك، قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك
- من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم ورُوُحٌ منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل
- من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النار
- من مات وهو يدعو من دون الله ندًّا دخل النار
- هلك المتنطعون -قالها ثلاثا-
- في قول الله -تعالى-: (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح
- من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة
- إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: يا رسول الله، ألا نقاتلهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة
- لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ
- إذا مَرِض العَبد أو سافر كُتب له مثلُ ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا
- أفضل الذِّكر: لا إله إلا الله
- الجنة أقرب إلى أحدكم من شِرَاكِ نعله، والنار مثل ذلك
- السِّواك مَطْهَرَةٌ للْفَم مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ
- الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مُكَفِّراتٌ لما بينهنَّ إذا اجتُنبَت الكبائر
- بَلِّغُوا عَنِّي ولو آية، وحَدِّثُوا عن بَنِي إسرائيل ولا حَرَج، ومن كَذَب عليَّ مُتَعَمِدَا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَدَه من النَّار
- ما يُصيب المسلم من نَصب، ولا وصَب، ولا هَمِّ، ولا حَزن، ولا أَذى، ولا غَمِّ، حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه
- حُجِبت النار بالشهوات، وحُجبت الجنة بالمَكَاره
- حقُّ المُسلمِ على المُسلمِ خمسٌّ: ردُّ السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدَّعوة، وتَشميتُ العاطِس
- رحِم الله رَجُلا سَمْحَا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقْتَضَى
- كان رجل يُدَايِنُ الناس، وكان يقول لفَتَاه: إذا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَاوَزْ عنه، لعَلَّ الله أن يَتَجَاوَزَ عنَّا، فَلَقِيَ الله فتَجَاوز عنه
- ليس الواصل بِالمُكَافِىءِ، ولكنَّ الواصل الذي إذا قَطعت رحِمه وصَلَها
- مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرا، أو وضَع له، أظَلَّهُ الله يوم القيامة تحت ظِل عَرشه يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّه
- من خَرج في طلب العلم فهو في سَبِيلِ الله حتى يرجع
- من صَام رمضان إيِمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِر له ما تَقدَّم من ذَنْبِه
- من قام ليلة القَدْر إيِمَانا واحْتِسَابًا غُفِر له ما تَقدم من ذَنْبِه
- من يُرِدِ الله به خيرا يُصِبْ مِنه
- إذا التَقَى المسلمانِ بسَيْفَيْهِمَا فالقاتلُ والمقْتُولُ في النَّارِ
- الدين النصيحة
- إن الحلال بيِّن وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد اسْتَبْرَأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام
- إن الله كتب الإحسانَ على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسِنوا القِتلةَ وإذا ذبحتم فأحسِنوا الذِّبحة، وليحد أحدُكم شَفْرَتَه ولْيُرِحْ ذبيحتَهُ
- إن الله كَتَبَ الحسناتِ والسيئاتِ ثم بَيَّنَ ذلك، فمَن هَمَّ بحسنةٍ فَلم يعمَلها كَتبها الله عنده حسنةً كاملةً، وإن هَمَّ بها فعمِلها كتبها اللهُ عندَه عشرَ حسناتٍ إلى سَبعِمائةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ
- إنَّ اللهَ لا يَنْظُرُ إلى أَجْسامِكُمْ، ولا إلى صُوَرِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمَالِكُمْ
- بينما نحن جلوس عند رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديدُ بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يُرى عليه أثرُ السفر ولا يعرفه منا أحد
- أن رجلًا قال للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: أوصني، قال لا تَغْضَبْ فردَّدَ مِرارًا، قال لا تَغْضَبْ
- لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ
- لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا، وتروح بطانا
- مانهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأْتُوا منه ما استطعتم، فإنما أَهلَكَ الذين من قبلكم كثرةُ مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم
- مَن عَمِلَ عملًا ليس عليه أمرُنا فهو رَد
- يا عبادي، إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا فلا تَظَالموا، يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه فاستهدوني أهدكم
- يا غلام، إني أعلمُك كلمات: احْفَظِ اللهَ يحفظْك، احفظ الله تَجِدْه تجَاهَك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِن بالله
- أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فقال: اللهم اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فقال اللهُ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، ويَأْخُذُ بالذَّنْبِ
- إن المقسطين عند الله على منابر من نور: الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا
- كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى، قِيلَ: وَمَنْ يَأْبَى يا رسولَ اللهِ؟ قال: مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، ومَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى
- ما زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالجَارِ حَتَّى ظَنَنتُ أَنَه سَيُورثه
- إن الرقى والتمائم والتِّوَلَة شرك
- أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرُك أخاك بما يكره
- اللهم من وَلِيَ من أمر أمتي شيئا, فشَقَّ عليهم، فاشْقُقْ عليه
- إن رجالًا يَتَخَوَّضُون في مال الله بغير حق, فلهم النار يوم القيامة
- إيَّاكم والظنَّ, فإن الظنَّ أكذب الحديث
- ما من عبد يَسْتَرْعِيْهِ الله رَعِيَّةً, يموت يوم يموت, وهو غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ؛ إلا حرَّم الله عليه الجنة
- كل بني آدم خطاء, وخير الخطائين التوابون
- كل معروف صدقة
- لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئا, ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق
- ليس الشديد بالصُّرَعة, إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
- من تَشبَّه بقوم, فهو منهم
- من دلَّ على خير, فله مثل أجر فاعله
- سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندًّا، وهو خلقك
- لا تسبوا الأموات; فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا
- لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان: فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
- لا يدخل الجنة قاطع
- لا يدخل الجنة قَتَّات
- من أحبَّ أن يُبْسَطَ عليه في رزقه، وأن يُنْسَأَ له في أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رحمه
- من ضارَّ مسلما ضارَّه الله, ومن شاقَّ مسلما شقَّ الله عليه
- أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء
- مَنْ صَلَّى صلاةَ الصُّبْحِ فهو في ذِمَّةِ اللهِ فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ
- من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصْمُت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكْرِم جارَه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضَيْفَه
- مَنْ لا يَرْحَمُ النَّاسَ لا يَرْحَمُهُ اللهُ
- أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ
- أَحَبُّ الْكَلَامِ إلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ، لَا يَضُرُّك بِأَيِّهِنَّ بَدَأْت: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَاَللَّهُ أَكْبَرُ
- أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ
- الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ
- إن الدعاء هو العبادة
- كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ
- لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللهِ مِنَ الدُّعَاءِ
- مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى
- مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
- مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ في يوم مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ
- مَنْ قَالَ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ
- مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ
- إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي
- إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته
- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يرد الطيب
- أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم
- الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة
- إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه
- إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة، فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة، فيحمده عليها
- إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم
- إن من خياركم أحسنكم أخلاقا
- قال الله تعالى: أنفق يا ابن آدم ينفق عليك
- إن الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته
- ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء
- يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا
- تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا مِنَ الإبلِ فِي عُقُلِهَا
- خيركم من تعلم القرآن وعلمه
- مَن نزَل مَنْزِلًا فقال: أعوذ بكلمات الله التَّامَّات من شرِّ ما خلَق، لم يَضُرَّه شيءٌ حتى يَرْحَلَ مِن مَنْزِله ذلك
- ألا أَبْعَثُك على ما بَعَثَني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أن لا تَدْعَ صُورَةً إلا طَمَسْتَها، ولا قَبْرًا مُشْرِفًا إلا سَوَّيْتَه
- لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن وَلَدِه، ووالَدِه، والناس أجمعين
- ليس منا من تَطَيَّر أو تُطُيِّر له، أو تَكَهَّن أو تُكِهِّن له، أو سحَر أو سُحِر له؛ ومن أتى كاهنا فصدَّقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-
- من أتَى عرَّافًا فسأله عن شيء، فصدَّقه لم تُقْبَلْ له صلاةٌ أربعينَ يومًا
- من اقتَبَس شُعْبَة من النُّجوم؛ فقد اقتَبَسَ شُعْبة من السِّحْر، زاد ما زاد
- إن أحق الشروط أن توفوا به: ما استحللتم به الفروج
- أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا
- يقول: في دبر كل صلاة حين يُسلِّم «لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاه، له النِّعمة وله الفضل، وله الثَّناء الحَسَن، لا إله إلا الله مخلصين له الدِّين ولو كَرِه الكافرون
- لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت
- لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
- ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام
- من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله
- من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده
- من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه
- من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها
- إِذَا أَنْفَقَ الرجلُ على أَهْلِهِ نَفَقَةً يَحْتَسِبُهَا فهي له صَدَقَةٌ
- الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وسِتُونَ شُعْبَة
- أنه كان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، فأرسل رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر -أو قلادة- إلا قطعت
- من تعلق شيئا وُكل إليه
- مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مَنْ دُونِ اللهِ، حَرُمَ مَالُهُ، وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ
- كان خلق نبي الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن
- الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء
- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر الله على كل أحيانه
- نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن القَزَع
- إن الملائكة تَنْزِل في العَنَانِ -وهو السَّحَاب- فَتَذْكُرُ الأمر قُضِيَ في السماء، فَيَسْتَرِقُ الشيطان السَّمْعَ، فيسمعه، فيُوحِيَه إلى الكُهَّان، فيكذبون معها مائة كَذْبَة من عند أَنْفُسِهم
- نُهِيَنا عن التَّكَلُّف
- استنزهوا من البول؛ فإن عامة عذاب القبر منه
- مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسولُهُ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إلَّا حَرَّمَهُ اللهُ على النَّارِ
- ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني، فأستجيب له من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له
- لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها
- أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح، أو الرجل الصالح، بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله
- أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة، وأشار بيده على أنفه واليدين والركبتين، وأطراف القدمين ولا نكفت الثياب والشعر
- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول بين السجدتين: اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، واهدني، وارزقني
- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا، وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام
- صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب
- أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل أعمى، فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه، فقال: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب
- إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال، فليصنع كما يصنع الإمام
- علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطبة الحاجة: إن الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا
- لا نكاح إلا بولي
- يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك
- إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله
- من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلة جاهلية
- من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه
- من قتل معاهدًا لم يَرَحْ رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عامًا
- لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الراشي والمرتشي في الحكم
الأحاديث المنتقاة من موسوعة الأحاديث النبوية - المستوى الأول
المقـدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن من المعلوم أن من أشرف العلوم وأجلها، علوم القرآن الكريم والسنة النبوية وفهم معانيها وتدبرها،
والاعتصام والتمسك بهما يثمر الفوز والنجاة والسعادة في الدنيا والآخرة ويحصل به الأمان من الاختلاف والنزاع والهلاك، فلا نجاة إلا بالرجوع لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علماً وعملاً، فقد قال الله في كتابه العظيم في سورة طه: (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى)، قال ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- في الآية، تكفل الله لمن اتبع هدى الله ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة.
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في خطبته في حَجة الوداع: "وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به، فلن تضلوا أبدًا، أمرًا بينًا، كتاب الله، وسُنة نبيه"؛ رواه مالك.
وحيث أن غير الناطقين باللغة العربية في هذا الزمان يزيدون على تسعين في المائة من سكان الأرض، فكان من أولويات الدعوة إيصال نور الكتاب والسنة وبيانهما لهم، ليدركوا به شيئاً من الهدى والنور في هذا الكتاب العظيم وفي سنة سيد المرسلين، وحيث لا يكون ذلك إلا من خلال الترجمة، والتي من أهم أركانها فهم المترجم للنص العربي المراد ترجمته، فكان من اللازم إيجاد النص العربي الموثوق والمختصر والمناسب للترجمة الذي يعين المترجم على فهم النص الشرعي ويوضح المشكل من مصطلحاته وعباراته، ليتمكن من الترجمة بالصورة الصحيحة، لذا فقد قام إخوانكم في مركز الترجمة بالمكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالربوة بدعم سخي من أوقاف عبد الله بن تركي الضحيان -رحمة الله- بالبدء بإعداد موسوعة أصول المحتوى الإسلامي باللغة العربية، لتكون أصلاً ومرجعاً للترجمة إلى لغات العالم، وتتضمن هذه الموسوعة عدة موسوعات فرعية منها موسوعة القرآن الكريم، وموسوعة الأحاديث النبوية، وموسوعة المصطلحات الإسلامية، وغيرها من الموسوعات.
ويسرنا هنا أن نقدم موسوعة الأحاديث النبوية، وهي مجموعة كبيرة من الأحاديث النبوية المتكررة في المحتوى الإسلامي وشروحها، تم اختيارها وتحرير شروحها وبيانها وفق منهجية علمية معتمدة ليتحقق للمترجمين الفهم السليم للحديث ومعناه باللغة العربية، لتتم الترجمة بشكل صحيح ودقيق لتتحقق الثقة بالترجمة فيعتمدها عموم المترجمين، ولتوضع بين يدي المترجم أثناء عملية الترجمة من خلال الأنظمة الإلكترونية المساندة للترجمة فلا يحتاج لإعادة ترجمتها، وليتم نشرها في بوابة الموسوعة على شبكة الإنترنت، ثم نشرها في الموسوعات الإلكترونية العالمية، ليتحقق الهدف الأساس وهو وصول ترجمة النصوص الشرعية الصحيحة للمستهدفين.
ونسأل الله العون والتوفيق والسداد، وصلاح النية والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
أخوكم
خالد بن علي أبا الخيل
مدير المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالربوة
التعريف بمركز الترجمة:
مركز تابع للمكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالربوة، متخصص في الارتقاء بصناعة ترجمة المحتوى الإسلامي والقائمين عليه، يعمل من خلال منظومة إلكترونية لإدارة أنشطة الترجمة ومساندة المترجمين، مرتبطة بقواميس إلكترونية لترجمات الأصول الشرعية، ويتم بناء وتطوير محتواها وفق إجراء علمي دقيق، لتكون بين يدي المترجم أثناء عملية الترجمة، من أجل إثراء الساحة بمحتوى دعوي ذي جودة عالية، ليتحقق إيصال رسالة الإسلام الصافية لجميع البشر بلغاتهم.
أهداف المشروع:
1. قيادة ترجمة المحتوى الإسلامي وتوجيهها لخدمة ونشر المفهوم الصحيح للإسلام.
2. توفير ترجمات موثوقة ومجانية لمعاني وتفاسير القرآن الكريم والأحاديث النبوية والمصطلحات الإسلامية وغيرها من المراجع الأساسية باللغات.
3. نشر العقيدة الصحيحة وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام لدى غير الناطقين بالعربية.
4. إثراء الإنترنت والموسوعات العالمية الإلكترونية بترجمات صحيحة للأصول الإسلامية.
5. إيجاد مرجعية متخصصة للترجمة وتقييم المحتوى الإسلامي باللغات.
6. الحد من الخلل ورفع الجودة في المحتوى الإسلامي باللغات.
7. مواكبة التطور التقني والانفتاح المعلوماتي فيما يرتقي بالمحتوى الإسلامي باللغات.
8. إيجاد منظومة لإدارة أنشطة الترجمة والتواصل مع المترجمين تتجاوز عوائق المكان والزمان.
9. تلبية حاجة الجهات الدعوية وغيرها من المحتوى الشرعي الموثوق باللغات.
10. تطوير صناعة الترجمة الإسلامية وتنمية الخبرة فيها من خلال مرجعية مختصة وموثقة.
11. تنظيم واستثمار المترجمين وفق ما يتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم.
12. تمكين وتسهيل إيصال رسالة الإسلام النقية لعموم الناس بلغات العالم.
المستهدفون:
1. مراكز ووحدات الترجمة والمترجمون المعنيون بترجمة المحتوى الإسلامي.
2. الجهات الخيرية والحكومية والتجارية المعنية بالمحتوى الإسلامي باللغات.
3. عموم الناس الراغبون في معرفة الترجمة الصحيحة للنصوص الشرعية.
إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى
الحديث: عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مرفوعاً: «إنما الأعمال بِالنيَّات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرتُه لدنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكِحها فهجرته إلى ما هاجر إليه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
هذا حديث عظيم الشأن, وقد عدّه بعض العلماء ثلث الإسلام, فالمؤمن يثاب بحسب نيته، وعلى قدر صلاحها، فمن كانت أعماله خالصة لله فهي مقبولة ولو كانت قليلة يسيرة بشرط موافقة السنة، ومن كانت أعماله رياء للناس وليست خالصة لله فهي مردودة وإن كانت عظيمة كثيرة.
وكل عمل ابتُغِي به غير وجه الله, سواء كان هذا المُبتغى امرأة أو مالأ أو جاهًا أو غير ذلك من أمور الدنيا؛ فإن هذا يكون ردًّا على صاحبه, لا يقبله الله منه, إذ إن شرطي قبول العمل الصالح: أن يكون العمل خالصًا لله, وأن يكون موافقًا لهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: يصلح لكل باب.
راوي الحديث: عمرُ بنُ الخطَّاب -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· الأعمال : أي الأعمال الشرعية المفتقرة إلى النية.
· بالنيات : جمع نية، وهي عزم القلب، واصطلاحا: القصد للعمل تقربا لله.
· وإنما لكل امريء ما نوى : فمن نوى بعمله شيئا حصل له ما نواه.
· امرئ : المرء: الإنسان.
· هجرته : انتقاله من دار الشرك إلى دار الإسلام.
· إلى الله ورسوله : بأن يكون قصده بالهجرة طاعة الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
· فهجرته إلى الله ورسوله : ثوابا وأجرا.
· لدنيا : من الدنو، أي: القرب، سميت بذلك لسبقها للأخرى، أو لدنوها إلى الزوال، وهي ما على الأرض مع الهواء والجو مما قبل قيام الساعة، وقيل: المراد بها هنا المال بقرينة عطف المرأة عليها.
· يصيبها : يُحصِّلُها.
· ينكحها : يتزوجها.
· فهجرته إلى ما هاجر إليه : كائنا ما كان.
فوائد الحديث:
1. الحث على الإخلاص، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما ابتغي به وجهه.
2. الأفعال التي يتقرب بها إلى الله -عز وجل- إذا فعلها المكلف على سبيل العادة لم يترتب الثواب على مجرد ذلك الفعل وإن كان صحيحا، حتى يقصد بها التقرب إلى الله.
3. فضل الهجرة إلى الله ورسوله، وأنها من الأعمال الصالحة؛ لأنها يقصد بها الله.
4. هذا الحديث أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، ولهذا قال العلماء: مدار الإسلام على حديثين: هما هذا الحديث، وحديث عائشة: "مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلِيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّ" فهذا الحديث عمدة أعمال القلوب، فهو ميزان الأعمال الباطنة، وحديث عائشة: عمدة أعمال الجوارح.
5. يجب تمييز العبادات بعضها عن بعض، والعبادات عن المعاملات، وأنه لا يفرِّق بين الأعمال المتشابهة في الصورة إلا النية.
6. العمل الخالي عن القصد لغوٌ لا يترتب عليه حكم ولا جزاء.
7. من أخلص في عمله حصل له مراده حكماً وجزاءً، فعمله يكون صحيحاً، ويترتب عليه الثواب إذا تحققت شروط العمل.
8. حبوط العمل بعدم الإخلاص لله.
9. تحقير الدنيا وشهواتها لقوله: (فهجرته إلى ما هاجر إليه) حيث أبهم ما يحصل لمن هاجر إلى الدنيا، بخلاف من هاجر إلى الله ورسوله فإنه صرح بما يحصل له، وهذا من حسن البيان وبلاغة الكلام.
المصادر والمراجع:
1- التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة الأولى، 1380هـ.
2- شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
3- فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، دار ابن القيم، الدمام، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1424هـ - 2003م.
4- الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض.
5- شرح الأربعين النووية، للشيخ صالح آل الشيخ، دار الحجاز، الطبعة الثانية، 1433هـ.
6- الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط. مدار الوطن.
7- الجامع في شروح الأربعين النووية، للشيخ محمد يسري، ط. دار اليسر.
8- صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة الأولى، 1422ه.
9- صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
10-تاج العروس من جواهر القاموس، للزبيدي، نشر: دار الهداية.
بني الإسلام على خمس
الحديث: عَنِ أَبي عبدِ الرَّحمنِ عبدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بن الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
روى عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بني الإسلام على خمس)، أي: أن الإسلامَ مَثَله كمثل البنيان، وأنّ هذه الخمس بمثابة دعائم البنيان وأركانه التي يثبت عليها؛ فالأول: شهادة أن لا إله إلا الله، أي: لا معبود بحق إلا الله، وهذه كلمة التوحيد، ولا يصح الإسلام بدونها، ولا بد من النطق بها، ومعرفة معناها، والعمل بمقتضاها، وأن محمدًا رسول الله؛ ومقتضاها: تصديقه في كل ما أخبر به، مما صح لنا سنده، وامتثال ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، وألا يعبد الله عز وجل إلا بما شرعه.
والثاني: إقام الصلاة، وهي أهم الأركان بعد الشهادتين، وتأتي في اليوم والليلة خمس مرات، ولهذا فإنها صلة وثيقة بين العبد وربه، وإقامة الصلاة: هو أداؤها على وجه الاستقامة.
والثالث: إيتاء الزكاة، والزكاة عبادة مالية تأتي في السنة مرة واحدة، عند حولان الحول، أو عند خروج الثمار ونضوجها، ونفعها متعدٍ، ولهذا قدمت على الحج والصيام، وجاءت بعد الصلاة.
والرابع: حج بيت الله الحرام، وهو عبادة بدنية؛ لأن الإنسان يفعله بنفسه، وتجزئ فيه النيابة في حق من يجوز له أن يناب عنه، وهو -أيضًا- عبادة مالية؛ لأنه يحتاج فيه إلى مال، وإلى زاد.
والخامس: صوم رمضان، والصيام عبادة بدنية ليست متعدية، وإنما ترك أشياء محددة بنية، وهي المفطرات، والصيام يجب في السنة شهرًا واحدًا، وهو شهر رمضان.
والركن الأول لا يصح الإسلام بدونه، والثاني وهو الصلاة كذلك، فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة»، رواه مسلم، وهو على ظاهره، ولم يثبت في الباب ما يخالفه، وإنما عورض باستنباطات مخالفة لفهم السلف، وقد صح إجماع الصحابة رضي الله عنهم على كفر تاركها، قال عبد الله بن شقيق العقيلي:" كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غيرَ الصلاة ". رواه الترمذي في جامعه، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة، وأما الأركان الثلاثة الباقية فمن تركها بلا عذر فإسلامه ناقص، وهو في ضلال بعيد، وعلى خطر شديد، ولكنه لا يكفر بذلك؛ لدلالة نصوص أخرى.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: الأربعون النووية.
فوائد الحديث:
1. ذكر العدد في أول الكلام من هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما فيه مِن تحفيز السامع على استيعاب المعدود، وتشويقه لمعرفته، ومطالبة نفسه بتحصيله وضبطه، بحيث إنّه إذا فاته منه شيء، سعى في تحصيل ما نقصه منه.
2. تلازم الشهادتين، ووجوب الجمع بينهما، وأنه لو اقتصر على إحداهما لم تنفعه.
3. الشهادتان هما أساس في ذاتيهما، وهما أساس لبقية الأركان، ولكل عمل يتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى، وإذا لم يكن العمل مبنيًا على الشهادتين فإنه يكون مردودًا على صاحبه وغير مقبول، ولا ينفع صاحبه عند الله عز وجل.
4. شمول الشهادتين لكل الدين وكل الأعمال الظاهرة والباطنة.
5. فيه دليل على أنه يبدأ بالأهم فالأهم.
6. أهمية الإتيان بالصلاة على وجهها الصحيح وإقامتها.
7. أهمية الصوم والزكاة والحج، وأن من انتقص منها شيئًا نقص من دينه.
8. أن هذا الحديث أصل عظيم في معرفة الدِّين، وعليه اعتماده، وقد جمع أركانه.
9. أن هذه الفروض الخمسة من فروض الأعيان، لا تسقط بإقامة البعض عن الباقين.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري (1/ 11) (8)، صحيح مسلم (1/ 45) (16)، و(1/ 88) (82)، فتح الباري لابن رجب (1/ 22)، جامع العلوم والحكم (1/147)، شرح الأربعين لابن العطّار (ص 62)، شرح الأربعين النووية لعبد الكريم الخضير (ص 87)، فتح القوي المتين في شرح الأربعين للعباد (ص 29)، شرح الأربعين النووية لصالح آل الشيخ (ص 91 - 95)، التحفة الربانية لإسماعيل الأنصاري (ص 12).
من رأى منكم منكراً فليغيره
الحديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من رأى منكم منكراً فليُغيِّره بيده، فإلم يستطع فبلسانه، فإلم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا وهذا خطاب للجميع، يشمل الرجال والنساء، والصغار والكبار، وكل من يدخل تحت خطاب: مَن ومنكم، والمنكر ما قبُح لذاته، ويعرف بأمرين: نهي الشرع ودلالة العقل، ولكن لا يترتب الإثم عليه إلا بخطاب الشرع، والمعروف بضد ذلك، وليس الأمر للهوى والتشهي، ثم بيّن صلى الله عليه وسلم درجات تغيير المنكر بحسب إمكانات المغيِّر، فبدأ بالمرتبة الأولى فقال: بيده، والتغيير باليد لمن له سلطة، أو لمن له قدرة إذا كان بالحكمة، ولم يترتب على تغييره منكر مثله أو أكبر منه، فإلم يستطع أن يغيره بيده فبلسانه، واللسان يكون بالأسلوب المناسب بالطريقة التي لا تثير، ولا يترتب عليها منكر أعظم، فإلم يستطع تغييرها بلسانه فليغيرها بقلبه، أي إذا خشي من الضرر إذا نطق بالإنكار فينكر بقلبه، ويكره ويبغض ذلك المنكر، ويلزم منه مفارقة مكان المنكر إذا استطاع، وذلك أضعف الإيمان، أي أن هذا أقل المراتب لهذه الشعيرة من شعائر الإيمان؛ لأن هذا أقل ما يمكن أن يؤدى.
___________________________
راوي الحديث: أبو سعيد الْخُدْرِي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: الأربعون النووية.
معاني المفردات:
· منكرًا: الذي قبُح لذاته.أضعف الإيمان: أقل مرتبة من مراتب تغيير المنكر.
فوائد الحديث:
1. الحديث أصل في مراتب تغيير المنكر.
2. وجوب إنكار المنكر حسب الاستطاعة.
3. بذل الأسباب في تغيير المنكر.
4. أن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باب عظيم في الدين، به قوام الأمر وملاكه.
5. مراعاة الشريعة لاختلاف قدرة النّاس على تغيير المنكر.
6. الرجوع للكتاب والسنة لمعرفة ترتب العقوبة على المنكر، وليس باتباع الأهواء.
7. إرشاد من هو تحت يد الشخص وتحت رعيته وتغيير المنكر إذا صدر منهم.
8. الإيمان مراتب قول وعمل ونية وأنه درجات تزيد وتنقص.
المصادر والمراجع:
الأربعون النووية (ص: 100) (ح34)، صحيح مسلم (1/ 69)، جامع العلوم والحكم (2/245)، المعين على تفهم الأربعين (ص 393)، شرح الأربعين النووية للعثيمين (ص: 336)، البحر المحيط الثجاج (2/204، فتح القوي المتين للعباد (ص 116).
من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية
الحديث: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: «مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلاَمِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلاَمِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
سأل رجلٌ النبي صلى الله عليه وسلم عما عملوه في الجاهلية من سيئات ومعاصي هل يعاقبون عليها ويؤاخذون بها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحسن في الإسلام -والإحسان في الإسلام الاستمرار على دينه وترك المعاصي- فلا يحاسب بما عمل في الجاهلية من معاصي، سواء الكبائر كالقتل والزنى، أو الصغائر، ومن أساء والإساءة في الإسلام الارتداد عن دينه حوسب بما عمل في الكفر وبما عمل في الإسلام، هذا الصحيح في معناه، أما إذا قيل أساء بمعنى عصى وأذنب في الإسلام فظاهره مخالف لما أجمعت عليه الأمة من أن الإسلام يَجُّب ما قبله، وهو حديث في صحيح مسلم، وقال تعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين}، وتأويله: أن يُعيّر بما كان منه في الكفر ويوبخ به، كأنه يقال له: أليس قد فعلت كذا وكذا وأنت كافر؟ فهلا منعك إسلامك من معاودة مثله إذا أسلمت، ثم يعاقب على المعصية التي اكتسبها أي: في الإسلام، وقيل: يحتمل أن يكون معنى أساء في الإسلام ألا يكون صحيح الإسلام، أو لا يكون إيمانه خالصا بأن يكون منافقا ونحوه، والتفسير الأول هو المعتمد.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن مَسعود -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: صحيح البخاري.
معاني المفردات:
· أنؤاخذ: أنجازى ونحاسب ونعاقب؟
· أحسن في الإسلام: إذا دخل فيه مخلصًا صادقًا، واستمر على دينه بفعل الواجبات والانتهاء عن المحرمات.
· أساء في الإسلام: ارتد عن الإسلام.
فوائد الحديث:
9. اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم بالأعمال وقبولها.
10. الحث على الإحسان في الإسلام وترك المعاصي.
11. المرتد عن الإسلام يُحاسب بأعماله في الإسلام وفي الكفر.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري (9/ 14) (6921)، صحيح مسلم (1/ 111) (120)، مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/229)، الكواكب الدراري (24/43)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (24/ 76).
الاقتصار على الفرائض
الحديث: عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئاً، أأدخل الجنة؟ قال: «نعم».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
روى أبو عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت أي: أخبرني إذا صليت المكتوبات، أي الصلوات الفرائض الخمس، ولم أزد عليها النوافل، وصمت رمضان فقط دون التطوع، وأحللت الحلال أي: اعتقدت ما أحله الله حلالًا، وفعلت ما هو حلال مباح مع تحريم الحرام أي اجتنابه والابتعاد عنه معتقدًا حرمته، مستغنيًا بالمباح عنه، ولم أزد على ذلك شيئًا، هل يكفي ذلك في دخول الجنة؟ فأجاب صلى الله عليه وسلم: (نعم)، لأن مقتضى التقوى فعل المأمورات وترك المحظورات، وهذا هو المعروف في النصوص بالمقتصد، وهو الذي لا يزيد على ما أوجب الله عليه، ولا يترك سوى ما حرم الله عليه.
___________________________
راوي الحديث: أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: الأربعون النووية.
معاني المفردات:
· صليت المكتوبات: الصلوات الخمس المفروضة.
فوائد الحديث:
1. حرص الصحابة على معرفة الحق والهدى وملازمته، وحرصهم على معرفة ما يوصل إلى الجنة وما يبلغ أهل الجنة إلى الجنة.
2. الحديث يدل على أن الجنة مقصودة، وأن الإنسان يعمل الأعمال الصالحة ليحصل على رضا الله عز وجل وليسكنه جنته.
3. الحديث يدل على أن الأعمال سبب في دخول الجنة.
4. عظم شأن الصلوات الخمس، وأنها أهم الأعمال وأعظم الأعمال بعد الشهادتين.
5. عظم شأن صيام رمضان، ولعل السائل عندما سأل لم تكتمل الشرائع الأخرى، أو لم يكن له مالٌ يزكيه.
6. أن الإنسان يكون متبعًا وموافقًا لما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم في إحلال الحلال وتحريم الحرام، فيأتي ما هو سائغ له مما أحله الله، ويبتعد عما حرم الله عليه مما جاء منعه وتحريمه، فيدخل في ذلك الابتعاد عن كل محرم مع اعتقاد أنه محرم.
المصادر والمراجع:
الأربعون النووية (ص: 75) (ح22)، صحيح مسلم (1/ 44) (15)، جامع العلوم والحكم (1/513)، شرح الأربعين النووية للعثيمين (ص: 215)، فتح القوي المتين في شرح الأربعين للعباد (ص 77).
الطهور شطر الإيمان
الحديث: عن أبي مالك الحارث بن الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن -أو تملأ- ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو: فبائعٌ نفسَه فمُعتِقُها أو مُوبِقها».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الطهور شطر الإيمان، والمراد بالطهور التطهر، والطَهور هو الماء الذي يتطهر به، لكن المراد به فعل التطهر، ويراد به طهارة الظاهر وطهارة الباطن: طهارة الجوارح باجتناب النجاسات ورفع الحدث، وطهارة القلب من الشرك وأمراض القلوب، وشطر الإيمان أي: نصف الصلاة، لأن الصلاة مردودة بدون الطهور، وذكر أن الحمد لله تملأ الميزان، الحمد لله وصفٌ للرب -جل وعلا- بصفات كماله ونعوت جلاله مع حبه وتعظيمه، هذه تملأ الميزان الذي توزن به الأعمال، وسبحان الله تنزيه الله عمّا لا يليق به من العيوب ومماثلة المخلوقين، وسبحان الله والحمد لله تملآن -أو تملأ يعني الشك من الراوي-، ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام كلمة أو كلمتين تملآنه؛ لأن فضل الله لا يحد، والصلاة نور، نور في الدنيا ونور للعبد يوم القيامة، والصدقة برهان أي دليل قطعي على صدق إيمان صاحبه؛ لأن النفوس جبلت على حب المال، فكون الإنسان يخرج هذا المال طيبةً به نفسه، لا شك أن هذا دليل قاطع وبرهان ساطع على صدق إيمانه، والصبر ضياء بأنواعه الثلاثة: الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، والصبر على الأقدار المؤلمة، فهو ضياء ينير الطريق لصاحبه.
والقرآن حجة لك أو عليك، القرآن كلام الله المنزل على نبيه -عليه الصلاة والسلام- بواسطة جبريل، المحفوظ بين الدفتين، الذي من قام يقرأه كأنما خاطب الرحمن، ولا يخلو إما أن يكون حجة لك، إذا كنت مؤمنًا مصدقًا بجميع ما فيه، عاملًا بأوامره، مجتنبًا لنواهيه، بهذا يكون القرآن حجة لك يوم القيامة، أو حجة عليك، إذا أخذته وحفظته ونمت عنه، ونمت عن الصلاة، أو فعلت ما يخالف أوامره ونواهيه، فإنه يكون حينئذٍ حجة عليك.
كل الناس يغدو أي: كل الناس إذا أصبحوا انتشروا في الأرض لطلب الرزق، لكن بعض الناس غدوه لمصلحته، وبعض الناس غدوه وبال عليه، وكلهم يبيع نفسه أي يكلفها العمل، فإما أن تبيعها إلى الله -جل وعلا-، فتخلصها من ناره، أو تبيعها إلى الشيطان بفعل المعاصي والجرائم والمنكرات فتهلكها في النار.
___________________________
راوي الحديث: أبي مالك الحارث بن الأشعري -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: الأربعون النووية.
معاني المفردات:
· الطهور: الماء الذي يتطهر به.
· شطر: نصف.
· تملأ الميزان: الميزان الذي توزن به الأعمال.
· برهان: دليل قطعي على صحة إيمان صاحبه.
· يغدو: ينتشروا لطلب الرزق.
· فمعتقها: مخلصها من النار.
· موبقها: مهلكها في النار.
فوائد الحديث:
1. هذا من جوامع كلِمه عليه الصلاة والسلام.
2. أهمية التطهر ظاهرًا وباطنًا.
3. فضل ذكر الله سبحانه وتعالى.
4. رحمة الله سبحانه وتعالى إذ جعل من كلمات يسيرة أجورًا عظيمةً.
5. أهمية المحافظة على الصلاة فهي نور للعبد في الدنيا ويوم القيامة.
6. الصدقة دليل على صدق الإيمان.
7. أهمية العمل بالقرآن وتصديقه ليكون حجة لك لا عليك.
8. أنّ الحرِّيّة الحقيقيّة هي القيام بطاعة الله تعالى، وليس إطلاق الإنسان نفسه لِيَعمَل كلّ شيء أرادَه.
9. أن الإنسان لابد أن يعمل إما خيرًا وإما شرًّا.
المصادر والمراجع:
الأربعون النووية (ص: 77) (ح23)، صحيح مسلم (1/ 203) (223)، شرح الأربعين لابن دقيق العيد (ص 84)، شرح الأربعين النووية للعثيمين (ص: 231)، الرياض الزكية شرح الأربعين النووية للخضير (ص 293)، فتح القوي المتين في شرح الأربعين للعباد (ص 79)
وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله
الحديث: عن المقدام بن معدِيْكَرِب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا هل عسى رجلٌ يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالًا استحللناه، وما وجدنا فيه حرامًا حرمناه. وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله).
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صنف من الناس لا يعظِّمون حديثه صلى الله عليه وسلم، ومنهم من لا يحتج بسنته ولا يرفع بها رأسًا، وأن الواحد منهم يصل إليه حديثٌ من أحاديثه عليه الصلاة والسلام، وهو متكئ على سريره فيرُّده ويقول: بيننا وبينكم القرآن، فما وجدنا فيه حلالًا استحللناه، وما وجدنا فيه حرامًا حرمناه، فهو لا يعمل ولا يصدق بما بلغه من أحاديث ويجعل مصدره الوحيد بزعمه القرآن الكريم، ولو عمِل بالقرآن لالتزم بالسنة؛ لأن القرآن أمر بطاعة النبي عليه الصلاة والسلام، والذين نقلوا لنا السنة هم الذين نقلوا لنا القرآن، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ما حرم الله وحرم رسوله سواء، وأن تحريم الرسول من تحريم الله، لأنه هو المبلغ عن الله عز وجل، وما ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام.
___________________________
راوي الحديث: المقدام بن معدِيْكَرِب -رضي الله عنه-
التخريج: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
مصدر متن الحديث: سنن الترمذي.
معاني المفردات:
· ألا هل عسى: اقترب زمان يكون فيه هذا.يبلغه: يصل إليه ويُحدَّث.أريكة: سرير.
فوائد الحديث:
1. تعظيم حديث رسول الله عليه الصلاة السلام، وتعظيم أوامره ونواهيه.
2. أن ذلك من تعظيم القرآن الكريم.
3. ما حرم رسول الله عليه الصلاة والسلام فهو من تحريم الله.
4. مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم كمخالفة الله تعالى.
5. أن مَن أعرض عن السُّنَّة وادعى الاقتصار على القرآن معرضٌ عنهما جميعًا كاذبٌ في دعوى اتباع القرآن.
المصادر والمراجع:
سنن أبي داود (7/ 13) (4604)، سنن الترمذي (4/ 335) (2664)، سنن ابن ماجه (1/ 9) (12)، نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (13/ 154).
من حج، فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «مَنْ حَجَّ، فلَمْ يَرْفُثْ، وَلم يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدْتُهُ أُمُّهُ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
مَنْ حَجَّ لله -تعالى- ولم يَصْدُرْ منه كلامٌ قبيحٌ ولا فعلٌ سيءٌ أثناء المناسك، ولم يأتِ بمعصيةٍ رَجَعَ مِنْ حَجِّهِ مَغْفُوراً له، كما يُولَدُ الصَّبِيُّ سَالماً من الذُّنُوب، وتكفيرُ الحجِّ للذُّنُوب والخطايا خاصٌّ بصغائر الذنوب، أما الكبائرُ فلا بُدَّ لها من التوبة.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: مكفرات الذنوب.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· فلم يرفث : الرفث كلمة شاملة لكل ما يريده الرجل من المرأة، ويشمل القبيح من القول.
· لم يفسق : لم يأت بسيئة ولا معصية.
· كيوم ولدته أمه : أي رجع من حجه بغير ذنوب.
فوائد الحديث:
6. الحجُّ يزُكَيِّ النَّفْسَ من أعمال الرَّفَثِ والفُسُوق.
7. الحج مُكفِّرٌ للذُّنوب والآثام التي كانت قبله.
8. الفُسُوق وإن كان ممنوعاً في جميع الأحوال، فيتأكد النهيُ عنه في الحج تعظيماً لمناسك الحج في بيت الله الحرام.
9. الإنسان يولد بدون خطايا مبرءاً من الذنوب؛ فهو لا يحمل خطيئة غيره.
المصادر والمراجع:
- رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير، دمشق، الطبعة الأولى، 1428ه.
- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين؛ لمحمد بن علان الشافعي، دار الكتاب العربي-بيروت.
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى 1418ه.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
- صحيح البخاري –الجامع الصحيح-؛ للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب، الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
- كنوز رياض الصالحين، لحمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا- الطبعة الأولى1430ه.
- شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت الطبعة: الثانية، 1392ه.
- إِكمَالُ المُعْلِمِ بفَوَائِدِ مُسْلِم عياض بن موسى اليحصبي السبتي، أبو الفضل، المحقق: الدكتور يحْيَى إِسْمَاعِيل - دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، مصر- الطبعة: الأولى، 1419 هـ - 1998 م.
أَلا أُنَبِّئكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ
الحديث: عن أبي بَكْرَةَ- رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أَلا أُنَبِّئُكم بِأَكْبَرِ الْكَبَائِر؟»- ثَلاثا- قُلْنَا: بَلى يا رسول الله، قَالَ: «الإِشْرَاكُ بِالله وَعُقُوقُ الوالدين، وكان مُتَّكِئاً فَجَلس، وَقَال: ألا وَقَوْلُ الزور، وَشهَادَةُ الزُّور»، فَما زال يُكَرِّرُها حتى قُلنَا: لَيْتَه سَكَت.
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: ألا أنبئكم أي أخبركم بأكبر الكبائر فذكر هذه الثلاث التي هي الإشراك بالله، وهو اعتداء على مقام الألوهية، وأخذٌ لحقه سبحانه وتعالى، وإعطاؤه لمن لا يستحقه من المخلوقين العاجزين، وعقوق الوالدين ذنب فظيع؛ لأنه مكافأة للإحسان بالإساءة لأقرب الناس، وشهادة الزور عامَّة لكل قول مُزوَّر ومكذوب يراد به انتقاص مَن وقع عليه بأخذ من ماله أو اعتداء على عرضه أو نحو ذلك.
___________________________
راوي الحديث: أبو بكرة نُفَيع بن الحارث الثقفي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: عمدة الأحكام.
معاني المفردات:
· ألا أنبئكم : أَلا أخبركم
· الإشراك بالله : هو اتخاذ العبد من دون الله ندا يسويه برب العالمين.
· وَعُقوق الْوَالدين : الإساءة إِلَيهِما.
· لَيْتَهُ سَكَتَ : تَمَنَيْنَا أَنْ يَسْكُت إِشْفَاقاً عَلَيْهِ لما رأينا من انْزعاجه.
فوائد الحديث:
10. يؤخذ من هذا الحديث إبلاغ الأحكام الشرعية بطريقة العرض "ألا أنبئكم".
11. أن أعظم الذنوب الشرك بالله، لأنه جعله صدر الكبائر وأكبرها، ويؤكد هذا قوله تعالى {إن الله لا يَغْفِرُ أن يشرَكَ به وَيَغْفِرُ مَا دونَ ذلِكَ لِمَنْ يشَاء}.
12. عظم حقوق الوالدين، إذ قرن حقهما بحق الله -تعالى-.
13. خطورة شهادة الزور، وآثارها السيئة على حياة المجتمع المسلم؛ سواء على المستوى الأخلاقي أو غير ذلك من مظاهر الحياة الاجتماعية.
المصادر والمراجع:
- صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، ط1، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422هـ.
- صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1423 هـ.
- عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم لعبد الغني المقدسي، دراسة وتحقيق: محمود الأرناؤوط، مراجعة وتقديم: عبد القادر الأرناؤوط، ط2، دار الثقافة العربية، دمشق ، بيروت، مؤسسة قرطبة، 1408 هـ.
- تأسيس الأحكام للنجمي، ط2، دار علماء السلف، 1414.
- الإلمام بشرح عمدة الأحكام لإسماعيل الأنصاري، ط1، دار الفكر، دمشق، 1381هـ.
- تيسير العلام شرح عمدة الأحكام للبسام، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وصنع فهارسه: محمد صبحي بن حسن حلاق، ط10، مكتبة الصحابة، الأمارات - مكتبة التابعين، القاهرة، 1426 هـ.
- أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة لحافظ بن أحمد الحكمي، تحقيق: حازم القاضي، ط2، وزارة الشؤون الإسلامية، 1422هـ.
مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا
الحديث: عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن المؤمنين إخوة، يتألم بعضهم لألم بعضهم الآخر ويفرح لفرحه، وأن كلمتهم واحدة فهم يد على من عاداهم.
فيلزمهم الاجتماع والطاعة لإمامهم، وإعانته على من بغى وخرج عليه؛ لأن هذا الخارج شق عصا المسلمين، وحمل عليهم السلاح، وأخافهم فيجب قتاله، حتى يرجع ويفئ إلى أمر الله -تعالى-؛ لأن الخارج عليهم والباغي عليهم، ليس في قلبه المحبة الإسلامية، وفي هذا الحديث وعيد شديد يدل على أن هذه المعصية من الكبائر يفيد الوعيد والزجر، فيجب قتاله وتأديبه.
___________________________
راوي الحديث: أبو مُوسَى عبد اللَّه بن قيس الأشعري -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: عمدة الأحكام.
معاني المفردات:
· من حمل علينا السلاح : المقصود به من حمل السلاح؛ لقتال المسلمين أو لإرهاربهم، أما إن حمل السلاح بأمر إمامه؛ لقتال الخارجين عليه، أو المناوئين له بدون حق، فهذا لا يكون حاملاً للسلاح على المسلمين، وإنما هو حامل للسلاح من أجلهم.
فوائد الحديث:
14. تحريم الخروج على الأئمة، وهم الحكام، ولو حصل منهم بعض المنكر، ما لم يصل إلى الكفر، فإن ما يترتب على الخروج عليهم من إزهاق الأرواح، وقتل الأبرياء، وإخافة المسلمين، وذهاب الأمن، واختلال الِنظام، أعظم من مفسدة بقائهم.
15. إذا كان الخروج محرما في حق الحكام الذين يفعلون بعض المنكرات، فكيف بحال المستقيمين العادلين؟.
16. تحريم إخافة المسلمين بالسلاح وغيره، ولو على وجه المزاح.
المصادر والمراجع:
1- صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى 1422هـ.
2- صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة: 1423هـ.
3- خلاصة الكلام شرح عمدة الأحكام، فيصل بن عبد العزيز المبارك، الطبعة: الثانية 1412هـ، 1992م.
4- الإفهام في شرح عمدة الأحكام لابن باز، تحقيق: سعيد القحطاني، مؤسسة عبد العزيز بن باز الخيرية، الرياض، الطبعة: الأولى 1435هـ.
5- الإلمام بشرح عمدة الأحكام، إسماعيل بن محمد الأنصاري، دار الفكر، دمشق، الطبعة: الأولى 1381هـ.
6- تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، عبد الله بن عبد الرحمن البسام، دار الميمان، الطبعة: الأولى 1426هـ، 2005م.
7- تأسيس الأحكام، أحمد بن يحيى النجمي، دار المنهاج، الطبعة: 1427هـ.
إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه
الحديث: عن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ، فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
دعت أحاديث كثيرة إلى التحابب في الله -تعالى-، وأخبرت عن ثوابه، وهذا الحديث يشير إلى معنى مهم يُحْدِث الأثر الأكبر في علاقة المؤمنين بعضهم ببعض، كما ينشر المحبة، وهو أن يخبر أخاه أنه يحبه، وهذا يفيد المحافظة على البناء الاجتماعي من عوامل التفكك والانحلال؛ وهذا من خلال إشاعة المحبة بين أفراد المجتمع الإسلامي، وتقوية الرابطة الاجتماعية بالأخوة الإسلامية، وهذا كله يتحقق بفعل أسباب المحبة كتبادل الإخبار بالمحبة بين المتحابين في الله -تعالى-.
___________________________
راوي الحديث: المِقْدَام بن مَعْدِي كَرِبَ -رضي الله عنه-
التخريج: رواه أبو داود والترمذي والنسائي في السنن الكبرى وأحمد.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
فوائد الحديث:
17. من أحب أخاه في الله فليخبره.
18. فائدة الإخبار أنه إذا عَلِم أنه محب له قَبِل نصحه فيما دله عليه من رشده، ولم يرد قوله فيما دعاه إليه من صلاح خفي عليه.
19. استحباب إخبار المحبوب في الله بحبه، لتزداد المحبة والألفة.
المصادر والمراجع:
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415هـ.
تطريز رياض الصالحين للشيخ فيصل المبارك، ط1، تحقيق: عبد العزيز بن عبد الله آل حمد، دار العاصمة، الرياض، 1423 هـ.
جامع الترمذي، تحقيق وتعليق:أحمد محمد شاكر ، وآخرون، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط2، مصر، 1395 هـ.
رياض الصالحين للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428 هـ.
سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها للألباني، مكتبة المعارف، ط1، الرياض، 1422هـ.
سنن أبي داود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت.
السنن الكبرى للنسائي،، تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي، ط1، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1421 هـ.
فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي ، ط1، المكتبة التجارية الكبرى ، مصر، 1356هـ.
كنوز رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين برئاسة حمد بن ناصر العمار، ط1، كنوز إشبيليا، الرياض، 1430هـ.
مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، ط1، مؤسسة الرسالة، 1421 هـ.
الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس
الحديث: عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الكبائر: الإشراك بالله، وعُقُوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغَمُوس».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يتناول هذا الحديث عددًا من الذنوب التي وصفت بأنها من الكبائر، وسميت بذلك لضررها الكبير على فاعلها وعلى الناس في الدنيا والآخرة.
فأولها "الإِشرَاكُ بِالله": أي: الكفر بالله بأن، يعبد معه غيره ويجحد عبادة ربه.
وثانيها "عُقُوقُ الوَالِدَينِ": والعقوق حقيقته: أن يفعل مع والديه أو مع أحدهما، ما يتأذى به عرفاً، كعدم احترامهما وسبهما وعدم القيام عليهما ورعايتهما عند حاجتهم إلى الولد.
وثالثها "قَتْل النَّفْس": بغير حق كالقتل ظلماً وعدواناً، أما إذا استحق الشخص القتل بحق من قصاص وغيره فلا يدخل في معنى هذا الحديث.
ثم خُتِم الحديث بالترهيب من "اليَمِين الغَمُوسُ": وسُمِيت بالغموس لأنَّها تغمس صاحبها في الإِثم أو في النار؛ لأنه حلف كاذباً على علم منه.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عَمْرِو بن العاص -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· الكَبَائِر : الذنوب الكبيرة التي ورد فيها وعيد شديد في القرآن أو السنة.
· الإِشرَاكُ بِالله : الكفر بأنواعه.
· وَعُقُوقُ الوَالِدَين : العقوق مأخوذة من العق وهو القطع، وضابطه: أن يفعل مع أحد والديه ما يتأذى به من فعل أو قول.
· اليَمِين الغَمُوس : التي يحلفها كاذبا عامدا، سميت غموسا؛ لأنها تغمس الحالف في الإثم.
فوائد الحديث:
20. التحذير من الوقوع في هذه المعاصي؛ لأنها من الكبائر.
21. بيان أن الأيمان أقسام منها: يمين الغموس وهي التي تغمس صاحبها في النار، ومنها اليمين المنعقدة التي يحلف فيها صاحبها على فعل شيء أو تركه، فإذا خالف لزمته كفارة، ومنها يمين اللغو التي لا يقصدها صاحبها لكن جرت على لسانه مثل كلا والله وبلى والله.
22. الاقتصار على هذه الأربع في الحديث لكونها أعظم الكبائر إثمًا، وأشدِّها جُرمًا، وليس القصد الحصر.
المصادر والمراجع:
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415هـ.
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لمحمد علي بن محمد بن علان، ط4، اعتنى بها: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت، 1425هـ.
رياض الصالحين للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428هـ.
رياض الصالحين، ط4، تحقيق: عصام هادي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، دار الريان، بيروت، 1428هـ.
كنوز رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين برئاسة حمد بن ناصر العمار، ط1، كنوز إشبيليا، الرياض، 1430هـ.
صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، ط1، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422هـ.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ.
تطريز رياض الصالحين، تأليف فيصل آل مبارك، تحقيق د. عبد العزيز آل حمد، دار العاصمة-الرياض، الطبعة الأولى، 1423هـ.
بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله
الحديث: عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: بَايَعْنَا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السَّمع والطَّاعَة في العُسْر واليُسْر، والمَنْشَطِ والمَكْرَه، وعلَى أَثَرَةٍ عَلَينا، وعلى أَن لاَ نُنَازِعَ الأَمْر أَهْلَه إِلاَّ أَن تَرَوْا كُفْراً بَوَاحاً عِندَكُم مِن الله تَعَالى فِيه بُرهَان، وعلى أن نقول بالحقِّ أينَما كُنَّا، لا نخافُ فِي الله لَوْمَةَ لاَئِمٍ.
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
(بايعنا) أي بايع الصحابة -رضي الله عنهم- الرسول -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة؛ لأن الله -تعالى- قال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، وبعده -صلى الله عليه وسلم- أولو الأمر طائفتان: العلماء والأمراء، لكن العلماء أولياء أمر في العلم والبيان، وأما الأمراء فهم أولياء أمر في التنفيذ والسلطان.
يقول: بايعناه على السمع والطاعة، وقوله: "في العسر واليسر" يعني سواء كانت الرعية معسرة في المال أو كانت موسرة، يجب على جميع الرعية أغنياء كانوا أوفقراء أن يطيعوا ولاة أمورهم ويسمعوا لهم في المنشط والمكره، يعني سواء كانت الرعية كارهين لذلك لكونهم أمروا بما لا تهواه ولا تريده أنفسهم أو كانوا نشيطين في ذلك؛ لكونهم أُمِروا بما يلائمهم ويوافقهم.
"وأثرة علينا" أثرة يعني استئثارًا علينا، يعني لو كان ولاة الأمر يستأثرون على الرعية بالمال العام أو غيره، مما يرفهون به أنفسهم ويحرمون من ولاهم الله عليهم، فإنه يجب السمع والطاعة.
ثم قال: "وألا ننازع الأمر أهله" يعني لا ننازع ولاة الأمور ما ولاهم الله علينا، لنأخذ الإمرة منهم، فإن هذه المنازعة توجب شرًّا كثيرًا، وفِتَنًا عظيمةً وتفرقًا بين المسلمين، ولم يدمر الأمة الإسلامية إلا منازعة الأمر أهله، من عهد عثمان -رضي الله عنه- إلى يومنا هذا.
قال: " إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان" هذه أربعة شروط، فإذا رأينا هذا وتمت الشروط الأربعة فحينئذ ننازع الأمر أهله، ونحاول إزالتهم عن ولاية الأمر، والشروط هي:
الأول: أن تروا، فلابد من علم، أما مجرد الظن، فلا يجوز الخروج على الأئمة.
الثاني: أن نعلم كفرًا لا فسقًا، الفسوق، مهما فسق ولاة الأمور لا يجوز الخروج عليهم؛ لو شربوا الخمر، لو زنوا، لو ظلموا الناس، لا يجوز الخروج عليهم، لكن إذا رأينا كفرًا صريحًا يكون بواحًا.
الثالث: الكفر البواح: وهذا معناه الكفر الصريح، البواح الشيء البين الظاهر، فأما ما يحتمل التأويل فلا يجوز الخروج عليهم به، يعني لو قدرنا أنهم فعلوا شيئا نرى أنه كفر، لكن فيه احتمال أنه ليس بكفر، فإنه لا يجوز أن ننازعهم أو نخرج عليهم، ونولهم ما تولوا، لكن إذا كان بواحا صريحا، مثل: لو اعتقد إباحة الزنا وشرب الخمر.
الشرط الرابع: "عندكم فيه من الله برهان"، يعني عندنا دليل قاطع على أن هذا كفر، فإن كان الدليل ضعيفًا في ثبوته، أو ضعيفًا في دلالته، فإنه لا يجوز الخروج عليهم؛ لأن الخروج فيه شر كثير جدا ومفاسد عظيمة.
وإذا رأينا هذا مثلا فلا تجوز المنازعة حتى يكون لدينا قدرة على إزاحته، فإن لم يكن لدى الرعية قدرة فلا تجوز المنازعة؛ لأنه ربما إذا نازعته الرعية وليس عندها قدرة يقضي على البقية الصالحة، وتتم سيطرته.
فهذه الشروط شروط للجواز أو للوجوب -وجوب الخروج على ولي الأمر- لكن بشرط أن تكون القدرة موجودة، فإن لم تكن القدرة موجودة، فلا يجوز الخروج؛ لأن هذا من إلقاء النفس في التهلكة؛ لأنه لا فائدة في الخروج.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الإمامة: طاعة ولاة الأمور.
راوي الحديث: عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِت -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· بَايَعْنَا : عاهدنا.
· على السَّمع والطَّاعَة : لأولي الأمر والحكام.
· والمَنْشَطِ والمَكْرَه : أي في السهل والصعب.
· أَثَرَةٍ : الأثرة الاختصاص بالمشترك.
· كُفْراً : محمول على الكفر الظاهر.
· بَوَاحاً : أي ظاهرًا لا يحتمل تأويلًا.
· عِندَكُم مِن الله تَعَالى فِيه بُرهَان : عندكم دليل قاطع على أن هذا كفر، فإن كان الدليل ضعيفاً في ثبوته، أو ضعيفاً في دلالته، فإنه لا يجوز الخروج عليهم.
فوائد الحديث:
23. الحض على السمع والطاعة لولاة الأمور من المسلمين في غير معصية.
24. ثمرة الطاعة في جميع ما ذُكِر في الحديث اجتماع كلمة المسلمين ونبذ الفُرقة والخلاف من صفوفهم.
25. عدم منازعة ولاة الأمور إلا إذا ظهر منهم كفر مُحَقَّق، فيجب عندها الإنكار عليهم والانتصار للحق مهما كانت التضحية.
26. حُرمة الخروج على وُلاة الأمور وقتالهم بالإجماع وإن كانوا فَسَقة؛ لأن في الخروج عليهم مفسدة أعظم من فسقهم فيرتكب أخف الضررين.
27. البيعة للإمام الأعظم لا تكون إلا في طاعة الله -تعالى-.
28. طاعة الإمام الأعظم في المعروف واجبة في المنشط والمكره والعسر واليسر، ولو خالف هوى النفس.
29. احترام حق ولاة الأمور، وأنه يجب على الناس طاعتهم في اليسر والعسر، والمنشط والمكره والأثرة التي يستأثرون بها.
المصادر والمراجع:
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415هـ.
رياض الصالحين للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428هـ.
رياض الصالحين، ط4، تحقيق: عصام هادي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، دار الريان، بيروت، 1428هـ.
شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين، دار الوطن للنشر، الرياض، 1426هـ.
صحيح البخاري، ط1، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422هـ.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ.
لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان
الحديث: عن عائِشَة -رضي الله عنها- مرفوعاً: «لا صلاة بِحَضرَة طَعَام، وَلا وهو يُدَافِعُه الأَخبَثَان».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يؤكِّد هذا الحديث رغبة الشارع في حضور قلب المكلَّف في الصلاة بين يدي ربِّه، ولا يكون ذلك إلا بقطع الشواغل؛ التي يسبب وجودها عدم الطمأنينة والخشوع؛ لهذا: فإن الشارع ينهي عن الصلاة بحضور الطعام الذي تتوق نفس المصلي إليه، ويتعلق قلبه به، وكذلك ينهى عن الصلاة مع مدافعة الأخبثين، -اللذين هما البول والغائط-؛ لانشغال خاطره بمدافعة الأذى.
___________________________
راوي الحديث: عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: عمدة الأحكام.
معاني المفردات:
· لا صلاة : لا يصلِّ الإنسان.
· بِحَضْرَةِ : بحضور.
· ولا وهو : أي: الإنسان.
· يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ : البول والغائط، ومعنى مدافعتهما إيَّاه: أنه يدفعهما عن الخروج ويدفعانه عن الشغل بغيرهما ليخرجا.
فوائد الحديث:
30. كراهة الصلاة في حال مدافعة الأخبثين، ما لم يضق الوقت فتقدم الصلاة مطلقا، ولو صلى وهو كذلك فإن صلاته صحيحة لكنها ناقصة غير كاملة للحديث المذكور ولا إعادة عليه، وأما إذا دخل في الصلاة وهو غير مدافع للأخبثين وإنما حصلت المدافعة أثناء الصلاة فإن الصلاة صحيحة ولا كراهة إذا لم تمنع هذه المدافعة من إتمام الصلاة.
31. حضور القلب والخضوع مطلوبان في الصلاة.
32. ينبغي للمصلى إبعاد كل ما يشغله في صلاته.
33. الحاجة إلى التبوُّل أو التغوُّط عذر في ترك الجمعة والجماعة، بشرط ألاَّ يجعل أوقات الصلوات مواعيد لهما.
المصادر والمراجع:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام للبسام، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وصنع فهارسه: محمد صبحي بن حسن حلاق، ط10، مكتبة الصحابة، الأمارات - مكتبة التابعين، القاهرة، 1426هـ.
تنبيه الأفهام شرح عمدة لأحكام لابن عثيمين، ط1، مكتبة الصحابة، الإمارات، 1426ه.
عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم لعبد الغني المقدسي، دراسة وتحقيق: محمود الأرناؤوط، مراجعة وتقديم: عبد القادر الأرناؤوط، ط2، دار الثقافة العربية، دمشق ، بيروت، مؤسسة قرطبة، 1408هـ.
صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، ط1، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422ه.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1423هـ.
إذا قلت لصاحبك: أَنْصِتْ يوم الجمعة والإمام يَخْطُبُ، فقد لَغَوْتَ
الحديث: عن أبي هُريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: «إذا قلتَ لصاحبك: أَنْصِتْ يوم الجمعة والإمام يَخْطُبُ، فقد لَغَوْتَ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
من أعظم شعائر الجمعة الخطبتان، ومن مقاصدها وعظ الناس وتوجيههم، ومن آداب المستمع الواجبة: الإنصات فيهما للخطيب، ليتدبر المواعظ، ولذا حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الكلام، ولو بأقل شيء، مثل نهي صاحبه عن الكلام ولو بقوله: " أنصت"، ومن تكلم والإمام يخطب فقد لغا فيحرم من فضيلة الجمعة؛ لأنه أتى بما يشغله ويشغل غيره عن سماع الخطبة.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: عمدة الأحكام.
معاني المفردات:
· لصاحبك : كل من تخاطبه عبر عنه بالصاحب؛ لأنه الغالب أو لأنه بجوارك.
· أَنْصِتْ : اسكت عن الكلام.
· لَغَوْتَ : لغا أتى بقول ساقط، ليس فيه فائدة، والمراد أنه تذهب به فضيلة الجمعة.
فوائد الحديث:
34. وجوب الإنصات للخطيب يوم الجمعة، وقد اتفق العلماء على وجوب ذلك.
35. تحريم الكلام حال سماع الخطبة وأنه منافٍ للمقام ولو بالنهي عن المنكر ورد السلام وتشميت العاطس وكل ما فيه مخاطبة للآخرين.
36. يستثنى من هذا من يخاطِبُ الإمام أو يُخاطِبُهُ الإمام.
37. استثنى بعض العلماء من كان لايسمع الخطيب لِبُعْد، فإنه لاينبغي له السكوت بل يشتغل بالقراءة أو الذكر، أما من لا يسمعه لصمم، فلا ينبغي أن يشغل من حوله بالجهر بالقراءة، ويكون ذلك بينه وبين نفسه.
38. عقوبة المتكلم حرمانه من فضيلة الجمعة.
39. جواز الكلام بين الخطبتين.
40. إذا ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- والإمام يخطب فإنك تصلي عليه وتسلم سرا ويحصل لك بذلك العمل بالأحاديث، وكذلك تأمين الدعاء.
المصادر والمراجع:
تيسير العلام، للبسام، الناشر: مكتبة الصحابة، الإمارات، مكتبة التابعين، القاهرة، الطبعة: العاشرة، 1426هـ - 2006م.
تنبيه الأفهام، للعثيمين، طبعة مكتبة الصحابة الإمارات، مكتبة التابعين، القاهرة- الطبعة الأولى 1426هـ.
الإلمام بشرح عمدة الأحكام، لإسماعيل الأنصاري، طبعة دار الفكر، دمشق، الأولى 1381هـ.
صحيح البخاري، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة، الطبعة: الأولى 1422هـ.
صحيح مسلم، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
تأسيس الأحكام، أحمد بن يحيى النجمي، دار المنهاج، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى.
تاج العروس من جواهر القاموس، محمّد الحسيني الزَّبيدي، مجموعة من المحققين، الناشر: دار الهداية.
الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله
الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «السَّاعِي على الأَرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالمُجَاهِدِ في سبيل الله». وأَحْسَبُهُ قال: «وكالقائم الذي لا يَفْتُرُ، وكالصائم الذي لا يُفْطِرُ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الذي يقوم بمصالح المرأة التي مات عنها زوجها، والمسكين المحتاج وينفق عليهم، هو في الأجر كالمجاهد في سبيل الله، وكالقائم في صلاة التهجد الذي لا يتعب من ملازمة العبادة، وكالصائم الذي لا يفطر.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: النفقات.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· السَّاعِي : هو المكتَسِب للأرملة والمسكين بما يعيشهما ويُعِينُهما به.
· الأَرْمَلَة : المرأة التي مات عنها زوجها غنية كانت أو فقيرة.
· المِسْكِين : أي المحتاج الأحق بالصدقة، فهو الذي ليس له من المال ما يسد حاجته.
· كالمُجَاهِد في سَبيلِ الله : الجهاد: هو بذل الجهد في قمع أعداء الإسلام بالقتال وغيره؛ لتكون كلمة الله هي العليا.
· كالقَائِم : أي: في صلاة التهجد متعبِّدًا.
· الَّذِي لاَ يَفْتُرُ : لا يتعَب من ملازمة العبادة.
فوائد الحديث:
41. وجه إِلْحَاق القائم على الأرملة والمسكين بما يصلحهما ويحفظهما بالمجاهد والمتهجد: أن المداومة على أعمال البر كهذه تَفتقِر إلى مجاهدة النفس والشيطان.
42. الحث على كشف كرب الضعفاء وسد خُلَّتِهم وحاجاتهم وصون حُرمَتِهِم.
43. حرص الشريعة الإسلامية على تضامن المسلمين وتكافلهم وتعاونهم؛ حتى يشتد البناء الإسلامي.
44. العبادة تشمل كل عمل صالح.
45. العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه ويرضاه الله من الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة.
المصادر والمراجع:
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، سليم بن عيد الهلالي، دار ابن الجوزي، الدمام، الطبعة: الأولى 1415هـ.
تطريز رياض الصالحين، فيصل بن عبد العزيز المبارك، تحقيق: عبد العزيز بن عبد الله آل حمد، دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الأولى 1423هـ، 2002م.
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، أبو زكريا محيي الدين النووي، تحقيق ماهر الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الطبعة: الأولى 1428هـ.
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، أبو زكريا محيي الدين النووي، تحقيق: عصام هادي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، دار الريان، بيروت، الطبعة: الرابعة 1428هـ.
الشرح الممتع على زاد المستقنع، محمد بن صالح العثيمين، دار ابن الجوزي، الطبعة: الأولى 1422، 1428هـ.
شرح رياض الصالحين، محمد بن صالح العثيمين، دار الوطن، الرياض، الطبعة: 1426هـ.
صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى 1422هـ.
صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة: 1423هـ.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة: الرابعة عشر 1407هـ.
الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «الفِطرة خَمْسٌ: الخِتَان, والاسْتِحدَاد, وقَصُّ الشَّارِب, وتَقلِيمُ الأَظفَارِ, ونَتْفُ الإِبِط».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يذكر أبو هريرة -رضي الله عنه- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: خمس خصال من دين الإسلام، الذي فطر الله الناس عليه، فمن أتى بها، فقد قام بخصال عظام من الدين الحنيف.
وهذه الخمس المذكورة في هذا الحديث، من جملة النظافة، التي أتى بها الإسلام.
أولها: قطع قُلْفة الذكر، التي يسبب بقاؤها تراكم النجاسات والأوساخ فتحدث الأمراض والجروح.
وثانيها: حلق الشعور التي حول الفرج، سواء أكان قبلا أم دبرا، لأن بقاءها في مكانها يجعلها معرضة للتلوث بالنجاسات، وربما أخلت بالطهارة الشرعية.
وثالثها: قص الشارب، الذي بقاؤه، يسبب تشويه الخلقة، ويكره الشراب بعد صاحبه، وهو من التشبه بالمجوس.
ورابعها:تقليم الأظافر، التي يسبب بقاؤها تجمع الأوساخ فيها، فتخالط الطعام، فيحدث المرض.
وأيضا ربما منعت كمال الطهارة لسترها بعض الفرض.
وخامسها: نتف الإبط، الذي يجلب بقاؤه الرائحة الكريهة.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: عمدة الأحكام.
معاني المفردات:
· الفطرة : ما فطر الناس على حسنه، أي ما جبلوا على حسنه، وتأتي الفطرة بمعنى السنة.
· الختان : قطع جزء مخصوص من مكان مخصوص في الذكر والأنثى، وصورته: قطع جلدة الذكر التي فوق الحشفة حتى تبرز، وقطع رأس جلدة في فرج الأنثى فوق محل الإيلاج.
· الاستحداد : إزالة شعر العانة بالموسى، وهو الشعر الخشن الذي ينبت حول القبل.
· الشارب : هو ما ينبت على الشفة العليا، وقصه بحيث تظهر الشفة.
· تقليم الأظافر : قطع أطرافها الخارجية عن منابتها في اللحم.
· نتف الإبط : قطع شعره من أصله. والإبط بكسر الهمزة وسكون الباء باطن المنكب.
فوائد الحديث:
46. فطرة الله -تعالى- تدعو إلى كل خير، وتبعد عن كل شر.
47. الفطرة خمس، هذا العدد ليس حصرًا، فإن مفهوم العدد ليس بحجة، وقد جاء في صحيح مسلم: عشر من الفطرة.
48. مشروعية تعاهد هذه الأشياء، وعدم الغفلة عنها.
49. هذه الخصال الخمس الكَريمة، من فطرة الله، التي يحبها ويأمر بها.وجبل أصحاب الأذواق السليمة عليها ونفرهم من ضدها.
50. الدين الإسلامي جاء بالنظافة والجمال والكمال.
51. لهذه الخصال فوائد دينية ودنيوية منها: حسين الهيئة وتنظيف البدن والاحتياط للطهارة، ومخالفة شعار الكفار، وامتثال أمر الشارع.
52. ما يفعله الآن بعض الشبان والشابات من تطويل الأظافر، وما يفعله بعض الذكور من إعفاء الشوارب، من الأمور الممنوعة شرعا، المستقبحة عقلا وذوقا، والإسلام لا يأمر إلا بكل جميل ولا ينهى إلا عن كل قبيح، غير أن التقليد الأعمى للفرنجة قد قلب الحقائق وحسن القبيح، ونفَّر من الحسن ذوقا وعقلا وشرعا.
المصادر والمراجع:
الإلمام بشرح عمدة الأحكام لإسماعيل الأنصاري، ط1، دار الفكر، دمشق، 1381ه
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام للبسام، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وصنع فهارسه: محمد صبحي بن حسن حلاق، ط10، مكتبة الصحابة، الإمارات - مكتبة التابعين، القاهرة، 1426 هـ
تنبيه الأفهام شرح عمدة لأحكام لابن عثيمين، ط1، مكتبة الصحابة، الإمارات، 1426ه
عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم لعبد الغني المقدسي، دراسة وتحقيق: محمود الأرناؤوط، مراجعة وتقديم: عبد القادر الأرناؤوط، ط2، دار الثقافة العربية، دمشق ، بيروت، مؤسسة قرطبة، 1408 هـ
صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، ط1، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422ه.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1423 هـ.
والذي نفسُ مُحمَّد بيدِه، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمة يهوديٌّ، ولا نصرانيٌّ، ثم يموتُ ولم يؤمن بالذي أُرْسِلتُ به، إلَّا كان مِن أصحاب النار
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: «والذي نفسُ مُحمَّد بيدِه، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمة يهوديٌّ، ولا نصرانيٌّ، ثم يموتُ ولم يؤمن بالذي أُرْسِلتُ به، إلَّا كان مِن أصحاب النار».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يحلف النبي -صلى الله عليه وسلم- بالله أنه «لا يسمع به أحد من هذه الأمة» أي: ممن هو موجود في زمانه وبعده إلى يوم القيامة «يهودي، ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلتُ به، إلا كان من أصحاب النار» فأي يهودي أونصراني وكذلك غيرهما تبلغه دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يموت ولا يؤمن به إلا كان من أصحاب النار خالدًا فيها أبدًا.
وإنما ذَكر اليهودي والنصراني تنبيهًا على من سواهما؛ وذلك لأن اليهود والنصارى لهم كتاب، فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتابًا، فغيرهم ممن لا كتاب له أولى، فكلُّهم يجب عليهم الدخول في دينه وطاعته -صلى الله عليه وسلم-.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: صحيح مسلم.
فوائد الحديث:
53. من لم يَسمع بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم تبلغه دعوة الإسلام فهو معذور.
54. وجوب اتباعه -صلى الله عليه وسلم-، ونسخ جميع الشرائع بشرعه، فمن كفر به لم ينفعه إيمانه بغيره من الأنبياء -صلوات الله عليهم أجمعين-.
55. الانتفاع بالإسلام قبيل الموت، ولو في المرض الشديد ما لم يصل إلى المعاينة.
56. تكفير من أنكر بعض ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ثبت ذلك بنص قطعي، وأجمعت عليه الأمة.
المصادر والمراجع:
- صحيح مسلم، للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب، الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، المؤلف: أبو زكريا يحيى بن شرف النووي، الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية، 1392ه.
- الإفصاح عن معاني الصحاح، المؤلف: يحيى بن (هُبَيْرَة بن) محمد بن هبيرة الذهلي الشيبانيّ، المحقق: فؤاد عبد المنعم أحمد، الناشر: دار الوطن، سنة النشر: 1417هـ.
- طرح التثريب في شرح التقريب، المؤلف: عبد الرحيم بن زين العراقي، المحقق: أحمد بن عبد الرحيم أبو زرعة، الناشر: دار إحياء التراث العربي.
أحْفُوا الشَّوَارِبَ وأَعْفُوا اللِّحَى
الحديث: وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أحْفُوا الشَّوَارِبَ وأَعْفُوا اللِّحَى».
درجة الحديث: صحيح
المعنى الإجمالي:
معنى الحديث: أن المُسلم مأمور بالأخذ من شَارِبه ولا يتركه أكثر من أربعين يوما ما لم يَفْحش؛ لما رواه مسلم عن أنس -رضي الله عنه-: "وُقِّت لنا في قَصِّ الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة"
وفي رواية أبي داود: "وَقَّتَ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق العانة وتقليم الأظفار وقصّ الشارب أربعين يومًا مرةً"
وقد وقع عند أحمد والنسائي: "من لم يأخذ من شَارِبه فليس مِنَّا"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/1113) برقم (6533).
فيتأكد الأخذ من الشارب، سواء بِحَفِّه حتى يَبْدُوَ بياض الجلد أو بأخذ ما زاد على الشفه مما قد يَعْلق به الطعام.
" وإعفاء اللحية "واللحية : قال أهل اللغة: إنها شعر الوجه واللحيين يعني: العَوَارض وشَعَر الخَدَّيْنِ فهذه كلها من اللحية.
والمقصود من إعفائها: تركها مُوَفَّرَةٌ لا يتعرض لها بحلق ولا بتقصير، لا بقليل ولا بكثير؛ لأن الإعفاء مأخوذ من الكثرة أو التوفير، فاعفوها وكثروها، فالمقصود بذلك: أنها تترك وتوفر، وقد جاءت الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بإعفائها بألفاظ متعددة؛ فقد جاء بلفظ : "وفروا" وبلفظ: " أرخوا " وبلفظ: " أعفوا ".
وكلها تدل على الأمر بإبقائها وتوفيرها وعدم التَعرض لها.
وقد كان من عادة الفرس قص اللحية، فنهى الشرع عن ذلك، كما في البخاري من حديث ابن عمر بلفظ " خالفوا المشركين..".
وهذا الأمر مع تعليله بمخالفة المشركين يدل على وجوب إعفائها، والأصل في التشبه التحريم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم).
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين
معاني المفردات:
· أحفوا الشوارب : قصوا ما طال من الشفتين.أعفوا اللِّحى : لا تقصوا منها شيئا.
فوائد الحديث:
57. تحريم حلق اللحية أو تقصيرها ووجوب إعفائها، بخلاف الشارب، فإنه يؤخذ منه.
58. وجوب الأخذ من الشَّارب وعدم جواز تركه، سواء بالأخذ من أسفله مما يلي الشفة أو بتخفيفه كله.
المصادر والمراجع:
- رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428ه .
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى1418ه
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
- صحيح البخاري –الجامع الصحيح-؛ للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب-الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
- شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
- كنوز رياض الصالحين»، لحمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا- الطبعة الأولى1430ه
تطريز رياض الصالحين؛ تأليف فيصل آل مبارك، تحقيق د. عبد العزيز آل حمد، دار العاصمة-الرياض، الطبعة الأولى، 1423هـ
- منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري تأليف- حمزة محمد قاسم مكتبة دار البيان، دمشق - الجمهورية العربية السورية، مكتبة المؤيد، الطائف - المملكة العربية السعودية 1410 هـ - 1990 م.
من توضأ نحو وضوئي هذا, ثم صلى ركعتين, لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه
الحديث: عن حمران مولى عثمان أنَّه رأى عثمان دعا بوَضُوء, فأفرَغ على يَدَيه مِن إنائه, فغَسَلهُما ثلاثَ مرَّات، ثمَّ أدخل يَمينَه في الوَضُوء, ثمَّ تَمضمَض واستَنشَق واستَنثَر، ثُمَّ غَسل وَجهه ثَلاثًا, ويديه إلى المرفقين ثلاثا, ثم مسح برأسه, ثمَّ غَسل كِلتا رجليه ثلاثًا, ثمَّ قال: رأيتُ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- يتوضَّأ نحو وُضوئي هذا، وقال: (من توضَّأ نحو وُضوئي هذا, ثمَّ صلَّى ركعتين, لا يحدِّث فِيهما نفسه غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه).
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
اشتمل هذا الحديث العظيم على الصفة الكاملة لوضوء النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فإن عثمان -رضي الله عنه- من حسن تعليمه وتفهيمه علمهم صفة وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم- بطريقة عملية، ليكون أبلغ تفهُّماً، فإنه دعا بإناء فيه ماء، ولئلا يلوثه، لم يغمس يده فيه، وإنما صب على يديه ثلاث مرات حتى نظفتا، بعد ذلك أدخل يده اليمنى في الإناء، وأخذ بها ماء تمضمض منه واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يديه مع المرفقين ثلاثا، ثم مسح جميع رأسه مرة واحدة، ثم غسل رجليه مع الكعبين ثلاثا.
فلما فرغ -رضي الله عنه- من هذا التطبيق والوضوء الكامل أخبرهم أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ مثل هذا الوضوء، وأخبرهم -صلى الله عليه وسلم- أنه من توضأ مثل وضوئه، وصلى ركعتين، خاشعًا مُحْضراً قلبه بين يدي ربه عز وجل فيهما، فإنه- بفضله تعالى يجازيه على هذا الوضوء الكامل، وهذه الصلاة الخالصة بغفران ما تقدم من ذنبه.
___________________________
راوي الحديث: عثمان بن عفان -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: عمدة الأحكام.
معاني المفردات:
· وَضُوء : الماء الذي يتوضأ به. وأصل الوضوء من الوضاءة، وهى الحسن والنظافة فسمي وضوء الصلاة وضوءاً؛ لأنه يُنَظِّف صاحبه.
· فأَفرَغ : قَلَبَ وصَبَّ من ماء الإناء على يديه.
· لا يحدِّث فيهما نفسه : حديث النفس، هو الوساوس والخطرات، والمراد به هنا ما كان في شؤون الدنيا، يعني فلا يسترسل في ذلك، وإلا فالأفكار يتعذر السلامة منها.
· إلى المرفقين : (إلى) هنا بمعنى (مع) يعنى مع المرفقين.
· المرفق : هو مفصل العضد من الذراع.
· نحو وُضُوئي : مثل وضوئي.
· مولى عثمان : عتيقه، أن حمران كان مملوكًا لعثمان -رضي الله عنه- فأعتقه عثمان.
· دعا بوَضُوء : طلب ماء يتوضأ به.
· تَمَضْمَضَ : أدار الماء في فمه وأخرجه.
· اسْتَنْشَقَ : جذب الماء بنَفَسه إلى باطن أنفه، أو أدخله بالدفع.
· اسْتَنْثَرَ : أخرج من أنفه الماء الذي استنشقه
· وجهه : الوجه معروف، وحده من منابت شعر الرأس المعتاد، إلى ما نزل من اللحية والذقن طولا، ومن الأذن إلى الأذن عرضًا
· مسح برأسه : أمر يده على رأسه مبلولة بالماء، وحد الرأس: منابت الشعر المعتاد من جوانب الوجه إلى أعلى الرقبة.
· وُضوئي : نفس فعل الوضوء.
· غفر له : غفر الله له، والمغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه.
· تقدَّم : سبق.
· ذنبه : معصيته.
فوائد الحديث:
59. فضيلة أمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه-، وحرصه على نشر العلم والسنة.
60. التعليم بالفعل؛ لكونه أبلغ وأضبط.
61. استحباب غسل اليدين قبل إدخالهما في الإناء في ابتداء الوضوء، وإن لم يكن قائمًا من النوم، فإن كان مستيقظًا من نوم الليل فيجب غسلهما.
62. من فعل العبادة لله، وقصد مع ذلك تعليم الناس لم ينقص من إخلاصه.
63. ينبغي للمعلم أن يسلك أقرب الطرق إلى الفهم ورسوخ العلم.
64. ينبغي للداخل للعبادة دفع الخواطر المتعلِّقة بأشغال الدنيا، وجهاد النفس في ذلك، فإن الإنسان يحضُره في حال صلاته ما هو مشغوف به.
65. استحباب التيامن في الوضوء وفي تناول ماء الوضوء لغسل الأعضاء.
66. مشروعية الترتيب بين التمضمض، والاستنشاق، والاستنثار.
67. غسل الوجه ثلاثا.
68. مسح جميع الرأس مرة واحدة.
69. غسل الرجلين مع الكعبين ثلاثا.
70. وجوب الترتيب في ذلك، لأن الله أمر بمسح الرأس وأدخله بين غسل الرجلين وبقية الأعضاء مما دل على وجوب الترتيب.
71. هذه الصفة هي صفة وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم- الكاملة.
72. مشروعية الصلاة بعد الوضوء.
73. سبب تمام الصلاة وكمالها، حضور القلب بين يدي الله -تعالى- وفيه الترغيب بالإخلاص، والتحذير من عدم قبول الصلاة ممن لهى فيها بأمور الدنيا، ومن طرأت عليه الخواطر الدنيوية وهو في الصلاة فطردها يرجى له حصول هذا الثواب.
74. غسل اليدين مع المرفقين ثلاثاً.
75. الثواب الموعود به يترتب على مجموع الأمرين، وهما الوضوء على الصفة المذكورة، وصلاة ركعتين بعده على الصفة المذكورة.
76. ثواب الوضوء وصلاة ركعتين بخشوع مغفرة الله ما سبق من الذنوب.
المصادر والمراجع:
الإلمام بشرح عمدة الأحكام، لإسماعيل الأنصاري، ط1، دار الفكر، دمشق، 1381هـ.
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، للبسام، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وصنع فهارسه: محمد صبحي بن حسن حلاق، ط10، مكتبة الصحابة، الإمارات - مكتبة التابعين، القاهرة، 1426هـ.
تنبيه الأفهام شرح عمدة لأحكام، لابن عثيمين، ط1، مكتبة الصحابة، الإمارات، 1426هـ.
عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم، لعبد الغني المقدسي، دراسة وتحقيق: محمود الأرناؤوط، مراجعة وتقديم: عبد القادر الأرناؤوط، ط2، دار الثقافة العربية، دمشق، بيروت، مؤسسة قرطبة، 1408 هـ.
صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، ط1، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422هـ.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1423هـ.
لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد -يحذر ما صنعوا-، ولولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا
الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: لما نُزِلَ برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً له على وجهه، فإذا اغْتَمَّ بها كشفها فقال -وهو كذلك-: "لَعْنَةُ الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد -يُحَذِّرُ ما صنعوا".
ولولا ذلك أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غير أنه خَشِيَ أن يُتَّخَذَ مسجدا.
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
تخبرنا عائشة -رضي الله عنها- أنه حينما حضرت النبي -صلى الله عليه وسلم- الوفاة قال وهو في سكرات الموت: "لعن الله اليهود والنصارى"؛ وذلك لأنهم بنوا على قبور أنبيائهم مساجد. ثم استنتجت عائشة -رضي الله عنها- أنه يريد بذلك تحذير أمته من أن تقع فيما وقعت فيه اليهود والنصارى فتبني على قبره مسجدا، ثم بينت أن الذي منع الصحابة من دفنه خارج غرفته هو خوفهم من أن يتخذ قبره مسجدًا.
___________________________
راوي الحديث: عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· لما نزل : بضم النون وكسر الزاي أي: نزل به ملك الموت.
· طفق : بكسر الفاء وفتحها أي: جعل.
· خميصة : كساءٌ له أعلام أي: خطوط.
· اغتم بها : غمّته فاحتبس نفسُه عن الخروج.
· كشفها : أزالها عن وجهه الشريف.
· فقال وهو كذلك : أي: في هذه الحالة الحرجة يقاسي شدة النزع.
· يحذّر ما صنعوا : أي: لعنهم تحذيرا لأمته أن تصنع ما صنعوا.
· ولولا ذلك : لولا تحذير النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مما صنعوا ولعنُه من فعَله.
· لأُبرز قبرُه : لدُفن خارج بيته.
· خَشي : يُروى بفتح الخاء بالبناء للفاعل فيكون المعنى: أنّ الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هو الذي أمرهم بعدم إبراز قبره. ويُروى بضم الخاء بالبناء للمفعول فيكون المعنى: أن الصحابة هم الذين خشوا ذلك فلم يُبرزوا قبره.
فوائد الحديث:
77. المنع من اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد يُصلى فيها لله، لأن ذلك وسيلة إلى الشرك.
78. شدة اهتمام الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واعتنائه بالتوحيد وخوفِه أن يعظّم قبره، لأن ذلك يفضي إلى الشرك.
79. جواز لعن اليهود والنصارى ومن فعل مثل فعلهم من البناء على القبور واتخاذها مساجد.
80. بيان الحكمة من دفن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في بيته، وأن ذلك لمنع الافتتان به.
81. أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بشرٌ يَجري عليه ما يجري على البشر من الموت وشدة النزع.
82. حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته.
83. جواز لعن الكفار على سبيل العموم.
84. تحريم البناء على القبور عمومًا.
85. الرد على الذين يجيزون البناء على قبور العلماء تمييزا لهم عن غيرهم.
86. أن البناء على القبور من سنن اليهود والنصارى.
87. بيان فقه عائشة -رضي الله عنها-.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري, ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي, دار طوق النجاة, الطبعة: الأولى، 1422هـ .
صحيح مسلم, ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء التراث العربي, بيروت.
الملخص في شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان, دار العاصمة, الطبعة الأولى 1422هـ.
الجديد في شرح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي, ت: محمد بن أحمد سيد , مكتبة السوادي، الطبعة: الخامسة، 1424هـ.
اجتنبوا السبع المُوبِقَات، قالوا: يا رسول الله، وما هُنَّ؟ قال: الشركُ بالله، والسحرُ، وقَتْلُ النفسِ التي حَرَّمَ الله إلا بالحق، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيم، والتَّوَلّي يومَ الزَّحْفِ، وقذفُ المحصناتِ الغَافِلات المؤمنات
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: "اجتنبوا السبع المُوبِقَات، قالوا: يا رسول الله، وما هُنَّ؟ قال: الشركُ بالله، والسحرُ، وقَتْلُ النفسِ التي حَرَّمَ الله إلا بالحق، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيم، والتَّوَلّي يومَ الزَّحْفِ، وقذفُ المحصناتِ الغَافِلات المؤمنات".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يأمر -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمته بالابتعاد عن سبع جرائم مهلكاتٍ، ولما سُئل عنها ما هي؟ بيّنها بأنها الشرك بالله، باتخاذ الأنداد له من أي شكل كانت، وبدأ بالشرك؛ لأنه أعظم الذنوب، وقتلِ النفس التي منع الله من قتلها إلا بمسوغٍ شرعي، والسحر، وتناول الربا بأكلٍ أو بغيره من وجوه الانتفاع، والتعدي على مال الطفل الذي مات أبوه، والفرار من المعركة مع الكفار، ورمي الحرائر العفيفات بالزنا.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الجهاد - الحدود - الآداب - البيوع والعقود - الأخلاق.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: التوحيد.
معاني المفردات:
· اجتنبوا : ابتعدوا عن.
· الموبقات : المهلكات، سُميت موبقات؛ لأنها تهلك فاعلها في الدنيا والآخرة.
· الشرك بالله : بأن يجعل لله نداً يدعوه ويرجوه ويخافه.
· التي حرم الله : أي: حرم قتلها.
· إلا بالحق : أي: بفعل موجبٍ للقتل.
· وأكل الربا : أي: تناوله بأي وجه.
· وأكل مال اليتيم : يعني: التعدي فيه، واليتيم: من مات أبوه وهو دون البلوغ.
· التولي يوم الزحف : أي الإدبار من وجوه الكفار وقت القتال.
· وقذفُ المحصنات : رميهن بالزنا، والمحصنات: المحفوظات من الزنا، والمراد: الحرائر العفيفات.
· الغافلات : عن الفواحش وما رمين به، أي: البريئات.
فوائد الحديث:
88. تحريم الشرك، وأنه هو أكبر الكبائر وأعظم الذنوب.
89. تحريم السحر، وأنه من الكبائر المهلكة ومن نواقض الإسلام.
90. تحريم قتل النفس بغير حق.
91. جواز قتل النفس إذا كان بحقٍّ كالقصاص والردة والزنا بعد إحصان.
92. تحريم الربا وعظيم خطره.
93. تحريم الاعتداء على مال الأيتام.
94. تحريم الفرار من الزحف.
95. تحريم القذف بالزنا واللواط.
96. أن قذف الكافر ليس من الكبائر.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري, ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي, دار طوق النجاة, الطبعة: الأولى، 1422هـ.
صحيح مسلم, ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء التراث العربي, بيروت.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، للشيخ صالح الفوزان, دار العاصمة, الطبعة الأولى، 1422ه.
اللهم لا تجعل قبري وثنا يُعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
الحديث: عن عطاء بن يسار وأبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يُعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
خاف -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يقع في أمته مع قبره ما وقع من اليهود والنصارى مع قبور أنبيائهم من الغلو فيها حتى صارت أوثاناً، فرغِب إلى ربه أن لا يجعل قبره كذلك، ثم نبّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على سبب لحوق شدة الغضب واللعنة باليهود والنصارى، أنه ما فعلوا في حق قبور الأنبياء حتى صيّروها أوثاناً تعبد، فوقعوا في الشرك العظيم المضاد للتوحيد.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الصلاة - صفات الله.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-عطاء بن يسار -رحمه الله-
التخريج: حديث عطاء بن يسار: رواه مالك.حديث أبي هريرة رضي الله عنه: رواه أحمد.
مصدر متن الحديث: التوحيد.
معاني المفردات:
· اللهم : منادى مبنيٌ على الضم في محل نصب، والميم المشددة زائدة.
· وثنا : هو المعبود الذي لا صورة له: كالقبور والأشجار والعُمد والحيطان والأحجار ونحوِها.
· اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد : يعني بنوا عليها مواضع للعبادة.
فوائد الحديث:
97. أن الغلو في قبور الأنبياء يجعلُها أوثاناً تُعبد.
98. أن من الغلو في القبور اتخاذها مساجد، وهذا يؤدّي إلى الشرك.
99. إثبات اتصاف الله سبحانه بالغضب على ما يليق بجلاله.
100. قصد القبور لتعظيمها عبادة لها، فيكون شركا مهما كان قرب صاحبها من الله -تعالى-.
101. تحريم بناء المساجد على القبور.
102. تحريم الصلاة عند القبور ولو لم يبن مسجدًا.
المصادر والمراجع:
-فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، مصر، الطبعة: السابعة، 1377هـ - 1957م.
-القول المفيد على كتاب التوحيد، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثانية، 1424ه.
-الملخص في شرح كتاب التوحيد، دار العاصمة الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ - 2001م.
-الجديد في شرح كتاب التوحيد، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ - 2003م.
-التمهيد لشرح كتاب التوحيد، دار التوحيد، تاريخ النشر: 1424هـ - 2003م.
-مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م.
-موطأ الإمام مالك، ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، عام النشر: 1406هـ - 1985م.
-مشكاة المصابيح، للألباني، نشر: المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة: الثالثة، 1985م.
إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله -تعالى- إذا أحب قوما ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط
الحديث: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإن الله -تعالى- إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رَضِيَ فله الرِضا، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أن المؤمن قد يحل به شيء من المصائب في نفسه أو ماله أو غير ذلك، وأن الله سيثيبه على تلك المصائب إذا هو صبر، وأنه كلما عظمت المصيبة وعظم خطرها عظم ثوابها من الله، ثم يبين -صلى الله عليه وسلم- بأن المصائب من علامات حب الله للمؤمن، وأن قضاء الله وقدره نافذان لا محالة، ولكن من صبر ورضي، فإن الله سيثيبه على ذلك برضاه عنه وكفى به ثوابا، وأن من سخط وكره قضاء الله وقدره، فإن الله يسخط عليه وكفى به عقوبة.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: القدر - الآداب.
راوي الحديث: أَنَس بن مالك -رضي الله عنه-
التخريج: رواه الترمذي وابن ماجه.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· إن عظم الجزاء مع عظم البلاء : أي كلما عظم بلاؤه عظم ثوابه.
· ابتلاهم : أي اختبر إيمانهم بالمصائب.
· فمن رضي : أي رضي بقضاء الله وقدره.
· فله الرضا : أي له الرضا من الله -تعالى-.
· سخط : السخط من الشيء الكراهية له وعدم الرضا به.
· فله السخط : أي فله السخط من الله -تعالى-.
فوائد الحديث:
103. أن المصائب مكفرات للذنوب ما لم يترتب عليها ترك واجب كترك الصبر أو فعل محرم كشق الجيوب أو لطم الخدود.
104. إثبات صفة المحبة لله على وجه يليق بجلاله.
105. أن البلاء للمؤمن من علامات الإيمان.
106. إثبات صفة الرضا والسخط لله على وجه يليق بجلاله.
107. استحباب الرضا بقضاء الله وقدره.
108. تحريم السخط من قضاء الله وقدره.
109. الحث على الصبر على المصائب.
110. الإنسان قد يكره الشيء وهو خيرٌ له.
111. إثبات الحكمة لله سبحانه في أفعاله.
112. الجزاء من جنس العمل.
المصادر والمراجع:
كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب، ت: د. دغش العجمي، مكتبة أهل الأثر, الطبعة الخامسة, 1435ه.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، لمحمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي, ت: محمد بن أحمد سيد, مكتبة السوادي، الطبعة: الخامسة، 1424ه.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، دار العاصمة، الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ - 2001م.
جامع الترمذي، ت: أحمد شاكر, شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي, الطبعة: الثانية، 1395هـ.
صحيح الجامع الصغير , للألباني , المكتب الإسلامي.
أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا: "قال -تعالى-: أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركتُه وشِرْكَه".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يروي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن ربه عز وجل -ويسمَّى بالحديث القدسي- أنه يتبرأ من العمل الذي دخله مشاركةٌ لأحد برياءٍ أو غيره؛ لأنه سبحانه لا يقبل إلا ما كان خالصاً لوجهه.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الإيمان - خطورة الرياء.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· أنا أغنى الشركاء عن الشرك : أي: عن مشاركة أحد، وعن عملٍ فيه شرك.
· أشرك معيَ فيه غيري : أي: قصد بعمله غيري من المخلوقين.
· تركته وشركه : أي: لم أقبل عمله بل أتركه لغير ذلك.
فوائد الحديث:
113. التحذير من الشرك بجميع أشكاله؛ وأنه مانعٌ من قبول العمل.
114. وجوب إخلاص العمل لله -تعالى- من جميع شوائب الشرك.
115. وصف الله -عز وجل- بالكلام.
116. إثبات صفة الغنى المطلق لله -تعالى-.
117. لا يقبل الله من العمل إلا ما كان خالصا له -سبحانه-.
118. إثبات كرم الله -سبحانه- المطلق.
المصادر والمراجع:
كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب ص252 ت: د. دغش العجمي . مكتبة أهل الأثر , الطبعة الخامسة , 1435ه
الملخص في شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان , دار العاصمة , الطبعة الأولى 1422ه
الجديد في شرح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي, ت: محمد بن أحمد سيد , مكتبة السوادي، الطبعة: الخامسة، 1424ه
صحيح مسلم, ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء التراث العربي, بيروت.
إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً
الحديث: عن جندب بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يموت بخمس، وهو يقول: «إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يتحدث -صَلّى اللَّه عَلَيْهِ وَسلّمَ- قبيل وفاته إلى أمته بحديث مهمّ، فيخبر عن مكانته عند الله، وأنها بلغت أعلى درجات المحبة، كما نالها إبراهيم -عليه السلام-، ولذلك نفى أن يكون له خليلٌ غير الله؛ لأن قلبه امتلأ من محبته وتعظيمه ومعرفته، فلا يتسع لأحد، والخلة في قلب المخلوق لا تكون إلا لواحد، ولو كان له خليلٌ من الخلق لكان أبا بكر الصديق -رضي الله عنه-، وهو إشارةٌ إلى فضل أبي بكر واستخلافه من بعده، ثم أخبر عن غلو اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم حتى صيّروها متعبدات شركية، ونهى أمته أن يفعلوا مثل فعلهم، والنصارى ليس لهم إلا نبي واحد وهو عيسى، لكنهم يعتقدون أن له قبرًا في الأرض، والجمع باعتبار المجموع، والصحيح أن عيسى -عليه السلام- رفع ولم يصلب ولم يدفن.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الوصايا - الصلاة - المحبة والخلة - الفضائل: إبراهيم ومحمد -صلى الله عليهما وسلم-
راوي الحديث: جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب.
معاني المفردات:
· بخمس : أي: خمس ليال. وقيل: خمس سنين.
· إني أبرأ : أي: أمتنع وأنكر.
· خليلاً : الخليل هو المحبوب غاية الحب.
· ألا : حرف استفتاح وتنبيه.
· من كان قبلكم : يعني: اليهود والنصارى.
· يتخذون قبور أنبيائهم مساجد : بالصلاة عندها وإليها، وبناءِ المساجد والقباب عليها، أي على القبور نفسها.
فوائد الحديث:
119. إثبات المحبة لله -سبحانه- على ما يليق بجلاله.
120. فضل الخليلين: محمد وإبراهيم -عليهما السلام-.
121. فضل أبي بكر الصديق، وأنه أفضل الأمة على الإطلاق.
122. أنه دليل على خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.
123. إثبات خلة النبي -صلى الله عليه وسلم- لله -تعالى-.
124. أن بناء المساجد على القبور من سنن الأمم السابقة.
125. النهي عن اتخاذ القبور أمكنة للعبادة يُصلى عندها أو إليها ويُبنى عليها مساجد أو قبابٌ، حذراً من الوقوع في الشرك بسبب ذلك.
126. سد الذرائع المفضية إلى الشرك.
المصادر والمراجع:
كتاب التوحيد، للإمام محمد بن عبد الوهاب، تحقيق: د. دغش العجمي، مكتبة أهل الأثر, الطبعة الخامسة , 1435هـ.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، لمحمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي, ت: محمد بن أحمد سيد , مكتبة السوادي، الطبعة: الخامسة، 1424هـ.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، للشيخ صالح الفوزان, دار العاصمة, الطبعة الأولى 1422هـ.
صحيح مسلم, ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء التراث العربي, بيروت.
لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
نهى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن إخلاء البيوت من صلاة النافلة فيها والدعاء وقراءة القرآن فتكون بمنزلة القبور؛ لأن النهي عن الصلاة عند القبور قد تقرر عندهم فنهاهم أن يجعلوا بيوتهم كذلك، ونهى عن تكرار زيارة قبره والاجتماع عنده على وجهٍ معتاد؛ لأن ذلك وسيلةٌ إلى الشرك، وأمر بالاكتفاء عن ذلك بكثرة الصلاة والسلام عليه في أي مكان من الأرض؛ لأن ذلك يبلغه من القريب والبعيد على حدّ سواء، فلا حاجة إلى التردد إلى قبره.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الصلاة.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه أبو داود.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· لا تجعلوا بيوتكم قبوراً : لا تعطّلوها من صلاة النافلة والدعاء والقراءة، فتكون بمنزلة القبور.
· ولا تجعلوا قبري عيداً : العيد: ما يعتاد مجيئه وقصده من زمان ومكان، أي: لا تتخذوا قبري محل اجتماعٍ تترددون إليه وتعتادونه للصلاة والدعاء وغير ذلك.
· فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم : أي ما ينالني منكم من الصلاة يحصل مع قربكم وبعدكم من قبري فلا حاجة بكم إلى المجيء إليه والتردد عليه.
فوائد الحديث:
127. تحريم هجر البيوت من عبادة الله.
128. سد الطرق المفضية إلى الشرك من الصلاة عند القبور والغلو في قبره -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأن يجعل محل اجتماع وارتياد ترتب له زيارات مخصوصة.
129. المنع من السفر لزيارة قبره -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
130. حمايته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جناب التوحيد.
131. أنه لا مزية للقرب من قبره -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
132. مشروعية الصلاة والسلام عليه في جميع أنحاء الأرض.
133. تحريم الصلاة في المقابر.
134. تحريم جعل زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عيدًا، بتكريره على وجه مخصوص في زمن مخصوص، وكذلك زيارة كل قبر.
135. انتفاع الأموات بدعاء الأحياء.
المصادر والمراجع:
كتاب التوحيد، للإمام محمد بن عبد الوهاب، تحقيق: د. دغش العجمي، مكتبة أهل الأثر, الطبعة الخامسة, 1435هـ.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، لمحمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي, ت: محمد بن أحمد سيد, مكتبة السوادي، الطبعة: الخامسة، 1424هـ.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، للشيخ صالح الفوزان, دار العاصمة, الطبعة الأولى، 1422هـ.
سنن أبي داود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد, المكتبة العصرية.
صحيح الجامع للألباني, المكتب الإسلامي, بيروت، بدون تاريخ.
إن الله -تعالى- يغار، وغيرة الله -تعالى-، أن يأتي المرء ما حرم الله عليه
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: «إِنَّ الله -تَعَالى- يَغَارُ، وغَيرَةُ الله -تَعَالَى-، أَنْ يَأْتِيَ المَرء ما حرَّم الله عليه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
جاء الحديث ليبين أن الله يغار على محارمه، يبغض ويكره انتهاك حدوده، ومن ذلك فاحشة الزنا، فهو طريق سافل سيِّئ، ومِن ثَمَّ حرَّم الله على عباده الزنا وجميع وسائله، فإذا زنى العبد، فإنَّ الله يغار غيرة أشد وأعظم من غيرته على ما دونه من المحارم، وكذلك أيضا اللِّوَاط، وهو إتيان الذَكَر، فإِنَّ هذا أعظم وأعظم؛ ولهذا جعله الله تعالى أشدَّ في الفُحش من الزنا.
وكذلك أيضا السرقة وشرب الخمر وكل المحارم يغار الله منها، لكن بعض المحارم تكون أشد غيرة من بعض، حسب الجُرم، وحسب المضَّار التي تترتَّب على ذلك.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: التوحيد - الصفات - محارم الله.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· الغيرة : الأنفة هذا في اللغة، وأما في حق الله فهي صفةٌ فعليَّةٌ خبريَّةٌ تليق بجلاله وعظمته، لا تشبه غَيْرَةَ المخلوق، ومن لازمها كراهيته سبحانه للشيء وبغضه.
فوائد الحديث:
136. التنفير من ارتكاب المحرمات؛ لأنها تُسَبِّب غضب الله -سبحانه وتعالى-.
137. إثبات الغيرة لله -تعالى-، على الوجه اللائق -سبحانه وتعالى-.
138. مراقبة الله -تعالى-، والخوف من غضبه وعقوبته إذا انتُهِكت محارمه.
المصادر والمراجع:
تطريز رياض الصالحين، للشيخ فيصل المبارك، ط1، تحقيق: عبد العزيز بن عبد الله آل حمد، دار العاصمة، الرياض، 1423هـ.
رياض الصالحين للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428هـ.
رياض الصالحين، ط4، تحقيق: عصام هادي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، دار الريان، بيروت، 1428هـ.
شرح رياض الصالحين، للشيخ ابن عثيمين، دار الوطن للنشر، الرياض، 1426هـ.
صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، ط1، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422هـ.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ.
صفات الله -عز وجل- الواردة في الكتاب والسنة، لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف - دار الهجرة - الطبعة: الثالثة، 1426هـ - 2006م.
من حلف بغير الله قد كفر أو أشرك
الحديث: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- مرفوعاً: "من حلف بغير الله قد كفر أو أشرك"
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبر -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في هذا الحديث خبراً معناه النهي: أن من أقسم بغير الله من المخلوقات فقد اتخذ ذلك المحلوف به شريكاً لله وكفر بالله؛ لأن الحلف بالشيء يقتضي تعظيمه، والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده، فلا يُحلف إلا به أو بصفة من صفاته.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه الترمذي وأبو داود وأحمد.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· عن عمر : كذا في المصدر وصوابه عن ابن عمر.
· من حلف: الحلف : اليمين، وهي توكيد الحكم بذكر معظّم على وجهٍ مخصوص.
· بغير الله : أي: بأي مخلوق من المخلوقات.
· كفر أو أشرك : يحتمل أن يكون هذا شكاً من الراوي، ويحتمل أن تكون "أو" بمعنى الواو فيكون كفر وأشرك، والمراد الكفر والشرك الأصغران.
فوائد الحديث:
139. تحريم الحلف بغير الله وأنه شرك وكفر بالله.
140. أن التعظيم بالحلف حقّ لله سبحانه وتعالى فلا يحلف إلا به.
141. أن الحلف بغير الله لا تجب به كفّارة؛ لأنه لم يذكر فيه كفارة، وإنما تلزمه التوبة والاستغفار.
142. أن القسم بغير الله شرك أصغر، وقيل: شرك أكبر والصواب أنه شرك أصغر وعليه أكثر العلماء.
المصادر والمراجع:
فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، مصر، الطبعة: السابعة، 1377ه - 1957م.
القول المفيد على كتاب التوحيد، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثانية, محرم 1424ه.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، دار العاصمة الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ- 2001م.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ - 2003م.
التمهيد لشرح كتاب التوحيد، دار التوحيد، تاريخ النشر: 1424هـ.
سنن أبي داوود، المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الناشر: المكتبة العصرية، صيدا – بيروت.
سنن الترمذي، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر، ومحمد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم عطوة عوض، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، الطبعة: الثانية، 1395هـ - 1975م.
صحيح الترمذي، للألباني، طبعة المعارف.
فتاوى اللجنة الدائمة، اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، جمع وترتيب: أحمد بن عبد الرزاق الدويش.
أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوًا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام, ثم آمر رجلا فيصلي بالناس, ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أَثقَل الصَّلاةِ على المُنَافِقِين: صَلاَة العِشَاء، وصَلاَة الفَجر، وَلَو يَعلَمُون مَا فِيها لَأَتَوهُمَا وَلَو حَبْوُا، وَلَقَد هَمَمتُ أًن آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَتُقَام، ثُمَّ آمُر رجلاً فيصلي بالنَّاس، ثُمَّ أَنطَلِق مَعِي بِرِجَال معهُم حُزَمٌ مِن حَطَب إلى قَومٍ لاَ يَشهَدُون الصَّلاَة، فَأُحَرِّقَ عَلَيهِم بُيُوتَهُم بالنَّار».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
لقد كان المنافقون يراؤون الناس، ولا يذكرون الله إلا قليلا، كما أخبر الله -تعالى- عنهم، ويظهر كسلهم في صلاة العشاء وصلاة الفجر؛ لأنهما بوقت ظلام، فما يراهم الناس الذين يصلون؛ لأن َّجلَّ المنافقين نجدهم يقصرون في هاتين الصلاتين اللتين تَقَعان في وقت الراحة ولذة النوم ولا ينشط لأدائهما مع الجماعة إلا من حَدَاه داعي الإيمان بالله -تعالى-، ورجاء ثواب الآخرة، ولمَّا كان الأمر على ما ذكر كانت هاتان الصلاتان أشق وأثقل على المنافقين، ولو يعلمون ما في فعلهما مع جماعة المسلمين في المسجد من الأجر والثواب لأتوهما ولو حبوا كحبو الطفل بالأيدي والركب، وأقسم -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قد هم بمعاقبة المتخلفين المتكاسلين عن أدائهما مع الجماعة، وذلك بأن يأمر بالصلاة فتقام جماعة، ثم يأمر رجلًا فيؤم الناس مكانه، ثم ينطلق ومعه رجال يحملون حزمًا من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فيحرق عليهم بيوتهم بالنار؛ لشدة ما ارتكبوه في تخلفهم عن صلاة الجماعة، لولا ما في البيوت من النساء والصبيان الأبرياء، الذين لا ذنب لهم، كما ورد في بعض طرق الحديث.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الأذان - الأحكام الشرعية.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: عمدة الأحكام.
معاني المفردات:
· على المنافقين : الذين يظهرون أنهم مسلمون وهم كفار.
· ولو يعلمون : علم إيمان ويقين.
· ما فِيهَا : ما في صلاة الفجر والعشاء مع الجماعة من الثواب.
· ولو حَبوًا : لو كان إتيانهما حبوًا، وهو المشي على الأيدي والركب.
· هَمَمتُ : أردت وعزمت.
· فتُقَام : ينادى لها بالإقامة.
· أَنطَلِق : أذهب.
· حُزَمٌ : جمع حزمة، وهو ما جُمع وشُدَّ بحبل ونحوه.
· إلى قوم : إلى رجال.
· لا يشهدون : لا يحضرون.
· فَأُحَرِّقَ عَلَيهِم بُيُوتَهُم : أحرقها وهم فيها لتأكلهم النار.
فوائد الحديث:
143. صلاة الجماعة فرض عين، على الرجال البالغين.
144. درء المفاسد، مقدم على جلب المصالح؛ فإنه لم يمنعه من تعذيبهم بهذه الطريق إلا خوف تعذيب من لا يستحق العذاب.
145. المفسدة إذا ارتفعت بالأهون من الزواجر اكتفى به عن الأعلى من العقوبة؛ لتقديم النبي صلى الله عليه وسلم التهديد على العقوبة.
146. ثقل الصلوات كلها على المنافقين، وأن أثقلهما صلاتي العشاء والفجر.
147. المنافقون لم يقصدوا بعبادتهم إلا الرياء والسمعة، لأنهم لا يأتون إلى الصلاة إلا حين يشاهدهم الناس.
148. فضل صلاتي العشاء والفجر.
149. عِظَم الثواب في صلاتي العشاء والفجر مع الجماعة، وأنهما جديرتان بالإتيان إليهما ولو حبوًا.
150. ثقل صلاتي الفجر والعشاء: محمول على أدائهما في جماعة، وهذا ما يدل عليه السياق وإنما ثقلتا لقوة الداعي إلى التخلُّف عنهما، وقوة الصارف عن حضورهما.
151. للإمام إذا عرض له شغل أن يستخلف من يصلي بالناس.
152. أخذ أهل الجرائم على غِرَّة.
المصادر والمراجع:
الإلمام بشرح عمدة الأحكام، لإسماعيل الأنصاري، ط1، دار الفكر، دمشق، 1381ه.
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، للبسام، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وصنع فهارسه: محمد صبحي بن حسن حلاق، ط10، مكتبة الصحابة، الإمارات - مكتبة التابعين، القاهرة، 1426هـ.
تنبيه الأفهام شرح عمدة الأحكام، لابن عثيمين، ط1، مكتبة الصحابة، الإمارات، 1426ه.
عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم، لعبد الغني المقدسي، دراسة وتحقيق: محمود الأرناؤوط، مراجعة وتقديم: عبد القادر الأرناؤوط، ط2، دار الثقافة العربية، دمشق، بيروت، مؤسسة قرطبة، 1408هـ.
صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، ط1، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422ه.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1423هـ.
إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد
الحديث: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- مرفوعاً: "إن من شرار الناس من تُدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد".
درجة الحديث: حسن.
المعنى الإجمالي:
يخبر -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عمن تقوم الساعة عليهم وهم أحياءٌ أنهم شرار الناس، ومنهم الذين يصلون عند القبور وإليها ويبنون عليها القباب، وهذا تحذيرٌ لأمته أن تفعل مع قبور أنبيائهم وصالحيهم مثل فعل هؤلاء الأشرار.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الصلاة - أشراط الساعة.
راوي الحديث: عبد الله بن مَسعود -رضي الله عنه-
التخريج: رواه أحمد.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· شرار الناس : بكسر الشين جمع شرّ، أي أشرار الناس.
· من تدركهم الساعة : أي: مقدماتها: كخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها.
· يتخذون القبور مساجد : أي: بالصلاة عندها وإليها.
فوائد الحديث:
153. إثبات قيام الساعة.
154. أن الساعة تقوم على شرار الناس.
155. تحريم بناء المساجد على القبور أو الصلاة عندها بدون بناء؛ لأن المسجد اسم لما يسجد فيه ولو لم يكن فيه بناء.
156. التحذير عن الصلاة عند القبور، لأنه وسيلةٌ إلى الشرك.
157. أن من اتخذ قبور الصالحين مساجد للصلاة فيها فهو من شرار الخلق، وإن كان قصده التقرب إلى الله.
158. التحذير من الشرك ووسائله وما يقرب إليه، مهما كان قصد صاحب تلك الوسائل.
159. معجزة للنبي -صلى الله عليه وسلم- حيث وقع ما أخبر به من بناء المساجد على القبور.
المصادر والمراجع:
كتاب التوحيد، للإمام محمد بن عبد الوهاب، تحقيق: د. دغش العجمي، مكتبة أهل الأثر, الطبعة الخامسة, 1435هـ.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، لمحمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي, ت: محمد بن أحمد سيد, مكتبة السوادي، الطبعة: الخامسة، 1424هـ.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، للشيخ صالح الفوزان, دار العاصمة, الطبعة الأولى، 1422هـ.
صحيح الجامع الصغير للألباني, المكتب الإسلامي.
مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م.
أحكام الجنائز، محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، الطبعة: الرابعة، 1406هـ - 1986م.
أخوف ما أخاف عليكم: الشرك الأصغر، فسئل عنه، فقال: الرياء
الحديث: عن محمود بن لبيد -رضي الله عنه- مرفوعاً: "أَخْوَفُ ما أخاف عليكم: الشرك الأصغر، فسئل عنه، فقال: الرياء".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أنه يخاف علينا، وأكثر ما يخاف علينا من الشرك الأصغر، وذلك لما اتصف به -صلى الله عليه وسلم- من كمال العطف والرحمة بأمته، والحرص على ما يصلح أحوالهم، ولما عرفه من قوة أسباب الشرك الأصغر الذي هو الرياء وكثرة دواعيه، فربما دخل على المسلمين من حيث لا يعلمون فيضر بهم؛ لذا حذرهم منه وأنذرهم.
___________________________
راوي الحديث: محمود بن لبيد -رضي الله عنه-
التخريج: رواه أحمد.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· أخوف ما أخاف عليكم : أشد شيء أخافه عليكم.
· الشرك الأصغر : الذي لا يخرج من الإسلام.
· الرياء : إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدونه عليها.
· الخوف : الشفقة.
فوائد الحديث:
160. أن الرياء أخوف على الصالحين من فتنة الدجال.
161. الحذر من الرياء ومن الشرك عموماً.
162. شدة شفقته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أمته وحرصه على هدايتهم ونصحه لهم.
163. أن الشرك ينقسم إلى أكبر وأصغر -فالأكبر هو أن يسوِّي غير الله بالله فيما هو من خصائص الله، والأصغر هو ما أتى في النصوص أنه شرك ولم يصل إلى حد الأكبر-، والفرق بينهما: أ.أن الأكبر يحبط جميع الأعمال، والأصغر يحبط العمل الذي قارنه. ب. أن الأكبر يخلد صاحبه في النار، والأصغر لا يوجب الخلود في النار.ج. أن الأكبر ينقل عن الملة، والأصغر لا ينقل عن الملة.
المصادر والمراجع:
كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب، ت: د. دغش العجمي، مكتبة أهل الأثر, الطبعة الخامسة, 1435ه.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، لمحمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي, ت: محمد بن أحمد سيد, مكتبة السوادي، الطبعة: الخامسة، 1424ه.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، للشيخ صالح الفوزان, دار العاصمة, الطبعة الأولى، 1422ه.
مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م.
صحيح الجامع للألباني, المكتب الإسلامي.
أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ فقلت: بلى، قال: فتلك عبادتهم
الحديث: عن عدي بن حاتم -رضي الله عنه-: "أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ هذه الآية: "اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" فقلت له: إنا لسنا نعبدهم، قال: أليس يُحَرِّمُونَ ما أحل الله فتُحَرِّمُونَهُ؟ ويُحِلُّونَ ما حَرَّمَ الله فتُحِلُّونَهُ؟ فقلت: بلى، قال: فتلك عبادتهم".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
حينما سمع هذا الصحابي الجليل تلاوة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لهذه الآية التي فيها الإخبار عن اليهود والنصارى: بأنهم جعلوا علماءهم وعبّادهم آلهة لهم يشرعون لهم ما يخالف تشريع الله فيطيعونهم في ذلك، استشكل معناها، لأنه كان يظن أن العبادة مقصورة على السجود ونحوه، فبين له الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن من عبادة الأحبار والرهبان: طاعتهم في تحريم الحلال وتحليل الحرام، خلاف حكم الله -تعالى- ورسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: التفسير.
راوي الحديث: أبو طَرِيف عدي بن حاتم -رضي الله عنه-
التخريج: رواه الترمذي.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· اتخذوا : جعلوا.
· أحبارهم : علماء اليهود.
· ورهبانهم : عباد النصارى.
· أربابًا من دون الله : حيث اتبعوهم في تحليل ما حرّم الله وتحريم ما أحلّ.
· لسنا نعبدهم : ظن أن العبادة يراد بها التقرب إليهم بالسجود ونحوه فقط.
· أليس يحرمون... إلخ : بيانٌ لمعنى اتخاذهم أربابًا.
· سبحانه عما يشركون : أي تنزيها له عن الإشراك به في طاعته وعبادته.
فوائد الحديث:
164. أن طاعة العلماء وغيرهم من المخلوقين في تغيير أحكام الله -إذا كان المطيع يعرف مخالفتهم لشرع الله- شركٌ أكبر.
165. أن التحليل والتحريم حقٌّ لله -تعالى-.
166. بيان لنوع من أنواع الشرك وهو شرك الطاعة.
167. مشروعية تعليم الجاهل.
168. أن معنى العبادة واسعٌ يشمل كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
169. بيان ضلال الأحبار والرهبان.
170. إثبات شرك اليهود والنصارى.
171. أن أصل دين الرسل واحد وهو التوحيد.
172. أن طاعة المخلوق في معصية الخالق عبادة له.
173. وجوب الاستفسار من أهل العلم عما خفي حكمه.
174. حرص الصحابة على العلم.
المصادر والمراجع:
كتاب التوحيد، للإمام محمد بن عبد الوهاب، ت: د. دغش العجمي. مكتبة أهل الأثر, الطبعة الخامسة, 1435ه.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، لمحمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي, ت: محمد بن أحمد سيد, مكتبة السوادي، الطبعة: الخامسة، 1424ه.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، للشيخ صالح الفوزان, دار العاصمة, الطبعة الأولى، 1422ه.
سلسلة الأحاديث الصحيحة، للألباني, مكتبة المعارف, الطبعة الأولى, 1415ه.
جامع الترمذي, ت: أحمد شاكر, مكتبة ومطبعة مصطفى البابي, الطبعة: الثانية، 1395ه.
إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أولَ ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله
الحديث: عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: "إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أولَ ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله" -وفي رواية: "إلى أن يوحدوا الله-، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فَتُرَدُّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكَرَائِمَ أموالِهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما وجه معاذ بن جبل -رضي الله عنه- إلى إقليم اليمن داعيا إلى الله ومعلما، رسم له الخطة التي يسير عليها في دعوته، فبين له أنه سيواجه قوما أهل علم وجدَل من اليهود والنصارى؛ ليكون على استعداد لمناظرتهم ورد شبههم، ثم ليبدأ في دعوته بالأهم فالأهم، فيدعو الناس إلى إصلاح العقيدة أولا؛ لأنها الأساس، فإذا انقادوا لذلك أمرهم بإقام الصلاة، لأنها أعظم الواجبات بعد التوحيد، فإذا أقاموها أمر أغنياءهم بدفع زكاة أموالهم إلى فقرائهم؛ مواساة لهم وشكرا لله، ثم حذّره من أخذ جيد المال؛ لأن الواجب الوسط، ثم حثّه على العدل وترك الظلم؛ لئلا يدعو عليه المظلوم ودعوتُه مستجابة.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الإيمان - الصلاة - الصيام - الزكاة.
راوي الحديث: عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· بعث : أرسل، وكان إرسال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ سنة عشر قبل حج النبي -عليه الصلاة والسلام-.
· أهل الكتاب : هم اليهود والنصارى.
· شهادة أن لا إله إلا الله : المراد بذلك نطقا بها، ومعرفة معناها، والعمل بمقتضاها.
· أطاعوك لذلك : آمنوا بذلك وعملوا به.
· افترض : أوجب.
· صدقة : المراد بها الزكاة.
· فإياك : احذر.
· كرائم أموالهم : خيارها.
· اتق دعوة المظلوم : اجعل بينك وبينها وقاية بالعدل.
· حجاب : حائل.
فوائد الحديث:
175. مشروعية إرسال الدعاة إلى الله -تعالى-.
176. أن شهادة أن لا إله إلا الله أول واجب وهي أول ما يدعى إليه الناس.
177. أن معنى شهادة أن لا إله إلا الله توحيدُ الله بالعبادة، وترك عبادة ما سواه.
178. أن الإنسان قد يكون قارئا وهو لا يعرف معنى لا إله إلا الله، أو يعرفه ولا يعمل به كحال أهل الكتاب.
179. أن مخاطبة العالم ليست كمخاطبة الجاهل: "إنك تأتي قوما أهل كتاب".
180. التنبيه على أنه ينبغي للإنسان خصوصا الداعية أن يكون على بصيرة من دينه؛ ليتخلص من شبهات المشبِّهين، وذلك بطلب العلم.
181. أن الصلاة أعظم الواجبات بعد الشهادتين.
182. فرضية الصلوات الخمس.
183. أن صلاة الوتر ليست بواجبة.
184. أن الزكاة أوجب الأركان بعد الصلاة.
185. لا يجوز دفع الزكاة للأغنياء.
186. بيان مصرفٍ من مصارف الزكاة، وهم الفقراء وجواز الاقتصار عليه، فلا يجب أن يستوعب الأصناف الثمانية من مصارف الزكاة.
187. المشروع أن تصرف زكاة أهل كل بلد في فقرائها؛ لهذا الحديث، فإن كان نقل الزكاة إلى بلد آخر لمصلحة راجحة فلا حرج في ذلك؛ كشدة الحاجة في البلد الآخر، أو وجود الأقرباء الفقراء ونحو ذلك.
188. أن الزكاة لا تدفع للكافر.
189. أنه لا يجوز أخذ الزكاة من جيد المال إلا برضا صاحبه.
190. تحريم أخذ الزكاة من خيار المال، وإنما يؤخذ الوسط.
191. التحذير من الظلم، وأن دعوة المظلوم مستجابة ولو كان عاصيًا.
المصادر والمراجع:
1- الملخص في شرح كتاب التوحيد، صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، دار العاصمة، الرياض، الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2001م.
2- الجديد في شرح كتاب التوحيد، محمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي، تحقيق: محمد بن أحمد سيد، مكتبة السوادي، الطبعة: الخامسة، 1424هـ - 2003م.
3- صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
4- صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة: 1423هـ.
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن النُّشرة؟ فقال: هي من عمل الشيطان
الحديث: عن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن النُّشْرَةِ؟ فقال: هي من عمل الشيطان.
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سئل عن علاج المسحور على الطريقة التي كانت تعملها الجاهلية، مثل: حل السحر بالسحر ما حكم ذلك، فأجاب -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأنه من عمل الشيطان أو بواسطته؛ لأنه يكون بأنواع سحرية واستخداماتٍ شيطانيةٍ، فهي شركية ومحرمة.
أما النشرة الجائزة: فهي فك السحر بالرقية أو بالبحث عنه، وفكه باليد مع قراءة القرآن أو بالأدوية المباحة.
___________________________
راوي الحديث: جابِر بن عبد الله -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه أبو داود وأحمد.
مصدر متن الحديث: التوحيد.
معاني المفردات:
· سئل عن النشرة : أي: النشرة التي كان أهل الجاهلية يعملونها.
· هي من عمل الشيطان : لأنهم ينشرون عن المسحور بأنواع من السحر، واستخداماتٍ شيطانية، وهي كذلك من الأعمال التي يحبها الشيطان.
· النُّشْرة : نوع من العلاج والرقية يعالَج به من كان يظن أن به مسًّا من السحر؛ سميت بذلك لأنها ينشر بها عنه ما خامره من الداء، أي: يُكشف ويزال.
فوائد الحديث:
192. مشروعية سؤال العلماء عما أشكل حكمه؛ حذرًا من الوقوع في المحذور.
193. النهي عن النشرة على الصفة التي تعملها الجاهلية؛ لأنها سحر والسحر كفر.
194. أن أعمال الشيطان كلها محرمة.
المصادر والمراجع:
1- الملخص في شرح كتاب التوحيد، صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، دار العاصمة، الرياض، الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2001م.
2- الجديد في شرح كتاب التوحيد، محمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي، تحقيق: محمد بن أحمد سيد، مكتبة السوادي، الطبعة: الخامسة، 1424هـ - 2003م.
3- سنن أبي داود، سليمان بن الأشعث أبوداود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت.
4- مسند الإمام أحمد بن حنبل، أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني، تحقيق: شعيب الأرنؤوط و عادل مرشد، وآخرون، تحت إشراف: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م.
5- سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض.
لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم؛ إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله
الحديث: عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا تُطْروني كما أَطْرت النصارى ابنَ مريم؛ إنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حرصاً منه على توحيد الله -تعالى-، وخوفاً على أمته من الشرك الذي وقعت فيه الأمم السابقة، حذَّرها من الغلو فيه، ومجاوزة الحد في مدحه مثل وصفه بأوصاف الله -تعالى- وأفعاله الخاصة به، كما غلت النصارى في المسيح بوصفه بالألوهية والبنوة لله -تعالى-، فوقعت في الشرك كما قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} ثم قال: «فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله» أي: فصفوني بالعبودية والرسالة كما وصفني الله -تعالى- بذلك، ولا تتجاوزوا بي حدود العبودية إلى مقام الألوهية أو الربوبية كما فعلت النصارى، فإن حق الأنبياء العبودية والرسالة، أما الألوهية فإنها حق الله وحده، ومع هذا التحذير فقد وقع بعض الناس فيما حذر منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منه، فاحذر من أن تكون منهم.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الآداب - أحاديث الأنبياء - الغلو في الصالحين.
راوي الحديث: عمرُ بنُ الخطَّاب -رضي الله عنه-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: صحيح البخاري.
معاني المفردات:
· تُطْروني : الإطراء: مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه.
فوائد الحديث:
195. التحذير من الغلو والإِسراف في المدح، ومجاوزة الحد، والمدح بالباطل؛ لأن ذلك قد يفضي إلى الشرك، وإنزال العبد منزلة الرب، ووصفه بصفاته.
196. أن كفر النصارى إنما كان بسبب غلوهم في المسيح والقديسين والقديسات من بعده، وقولهم في عيسى إنه ابن الله، حتى أدى بهم ذلك إلى تحريف الكتب المقدسة؛ لكي يستدلوا بها على صحة مزاعمهم الباطلة.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى 1422هـ.
عمدة القاري شرح صحيح البخاري، محمود بن أحمد بدر الدين العينى، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت
منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري، حمزة محمد قاسم، راجعه: عبد القادر الأرناؤوط، عني بتصحيحه ونشره: بشير محمد عيون، الناشر: مكتبة دار البيان، دمشق، مكتبة المؤيد، الطائف، عام النشر: 1410هـ، 1990م.
من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قلت: يارسول الله، "من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
سأل أبو هريرة النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أكثر الناس سعادة بشفاعته -عليه الصلاة والسلام- وأكثرهم حظوة بها فأخبره -عليه الصلاة والسلام- بأنهم الذين قالوا هذه الشهادة وهي شهادة أن لا إله إلا الله محمدا رسول الله، خالصة من القلب لا يشوبها شرك و لا رياء.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الفضائل (أبو هريرة) - الإخلاص.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: صحيح البخاري.
معاني المفردات:
· أسعد الناس : أكثر سعادة بها.
· بشفاعتك : مشتقة من الشفع وهو ضم الشيء إلى مثله وشفاعته -صلى الله عليه وسلم- توسله إلى الله تعالى أن يرحم العباد في مواقف عدة من مواقف يوم القيامة.
· خالصاً : أي: سالما من كل شوب، فلا يشوبها رياء ولا سمعة، بل هي شهادة يقين.
· الشفاعة : التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة.
فوائد الحديث:
197. إثبات الشفاعة.وجوب الإخلاص.ذم الرياء وأنه سبب لعدم نيل الشفاعة يوم القيامة.فضل أبي هريرة.
المصادر والمراجع:
القول المفيد على كتاب التوحيد، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثانية, محرم، 1424هـ.
صحيح البخاري، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
صحيح مسلم، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
مَن ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك، قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك
الحديث: عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه- مرفوعاً: "مَن ردته الطِّيَرَة عن حاجته فقد أشرك، قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ ولا إله غيرك".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أن من منعه التشاؤم عن المضي فيما يعتزم فإنه قد أتى نوعًا من الشرك، ولما سأله الصحابة عن كفارة هذا الإثم الكبير أرشدهم إلى هذه العبارات الكريمة في الحديث التي تتضمن تفويض الأمر إلى الله -تعالى- ونفي القدرة عمن سواه.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الأذكار.
راوي الحديث: عبد الله بن عَمْرِو بن العاص -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه أحمد.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· كفارة ذلك : يغفر إثم ما يقع من الطيرة.
· لا إله غيرك : لا معبود بحقٍّ سواك.
· ردته : منعته.
· الطيرة : هي التشاؤم بما يسمع أو يرى.
· عن حاجته : أي غرضه الذي عزم عليه.
· فقد أشرك : أي أتى شركا حيث اعتقد أن لما تطير به تأثيرا في الخير والشر.
· لا خير إلا خيرك : أي لا يرجى الخير إلا منك دون من سواك.
· ولا طير إلا طيرك : أي أن الطير ملكك ومخلوقك لا يأتي بخير ولا يدفع شرا.
فوائد الحديث:
198. إثبات شرك من ردته الطيرة عن حاجته.
199. قبول توبة المشرك.
200. الإرشاد إلى ما يقوله من وقع في التطير.
201. أن الخير والشر مقدر من الله -تعالى-.
المصادر والمراجع:
1- فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، مصر، الطبعة: السابعة، 1377هـ - 1957م.
2- القول المفيد على كتاب التوحيد، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثانية, محرم، 1424ه.
3- الملخص في شرح كتاب التوحيد، دار العاصمة الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ - 2001م.
4- الجديد في شرح كتاب التوحيد، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ - 2003م.
5- التمهيد لشرح كتاب التوحيد، دار التوحيد، تاريخ النشر: 1424هـ.
6- مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة-الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م.
7- السلسلة الصحيحة، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الأولى.
من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم ورُوُحٌ منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل
الحديث: عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "مَنْ شهِد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شرِيك له وأنَّ محمَّدا عبده ورسُولُه، وأنَّ عِيسى عبدُ الله ورسُولُه وكَلِمَتُه أَلقَاها إِلى مريم ورُوُحٌ مِنه، والجنَّة حَقٌّ والنَّار حقٌّ، أَدْخَلَه الله الجنَّة على ما كان مِنَ العمَل".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبرنا هذا الحديث أن من نطق بكلمة التوحيد وعرف معناها وعمل بمقتضاها، وشهد بعبودية محمد -صلى الله عليه وسلم- ورسالته، واعترف بعبودية عيسى ورسالته، وأنه خلق بكلمة كن من مريم، وبرأ أمه مما نسبه إليها اليهود الأعداء، واعتقد بثبوت الجنة للمؤمنين وثبوت النار للكافرين، ومات على ذلك دخل الجنة على ما كان من العمل.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: اليوم الآخر.
راوي الحديث: عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِت -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· شهد أن لا إله إلا الله : تكلّم بهذه الكلمة عارفاً لمعناها عاملاً بمقتضاها ظاهراً وباطناً.
· لا إله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله.
· وحده : حالٌ مؤكّد للإثبات.
· لا شريك له : تأكيد للنفي.
· وأن محمداً : أي وشهد أن محمداً.
· عبده : مملوكه وعابده.
· ورسوله : مرسله بشريعته.
· وأن عيسى : أي وشهد أن عيسى ابن مريم.
· عبد الله ورسوله : خلافاً لما يعتقده النصارى أنه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة.
· كلمته : أي أنه خلَقه بكلمةٍ وهي قولُه: (كن).
· ألقاها إلى مريم : أرسل بها جبريل إليها فنفخ فيها من روحه المخلوقة بإذن الله -عز وجل-.
· وروحٌ : أي أن عيسى عليه السلام روحٌ من الأرواح التي خلقها الله تعالى.
· منه : أي منه خلقاً وإيجاداً كقوله -تعالى-: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ}، [الجاثية: 13].
· والجنة حق والنار حق : أي شهد أن الجنة والنار اللتين أخبر الله عنهما في كتابه ثابتتان لا شك فيهما.
· أدخله الله الجنة : جواب الشرط السابق من قوله: من شهد... الخ.
· على ما كان من العمل : يحتمل معنيين: الأول: أدخله الله الجنة وإن كان مقصِّراً وله ذنوب؛ لأن الموحِّد لا بد له من دخول الجنة. الثاني: أدخله الله الجنة وتكون منزلته فيها على حسب عمله.
فوائد الحديث:
202. أن الشهادتين هما أصل الدين.
203. فضل التوحيد وأن الله يكفر به الذنوب.
204. سعة فضل الله وإحسانه -سبحانه وتعالى-.
205. أن عقيدة التوحيد تخالف جميع الملل الكفرية من اليهود والنصارى والوثنيين والدهريين.
206. لا تصح الشهادتان إلا ممن عرف معناهما وعمل بمقتضاهما.
207. جمع الله لمحمد -صلى الله عليه وسلم- بين العبودية والرسالة ردا على المفرطين والمفرطين.
208. وجوب تجنب الإفراط والتفريط في حق الأنبياء والصالحين، فلا نجحد فضلهم ولا نغلو فيهم فنصرف لهم شيئاً من العبادة، كما يفعل بعض الجهال والضلال.
209. إثبات عبودية عيسى ورسالته، وهذا رد على النصارى الذين زعموا أنه ابن الله.
210. أن عيسى خلق من مريم بكلمة كن من غير أب، وهذا رد على اليهود الذين قذفوا مريم بالزنا.
211. أن عصاة الموحدين لا يخلَّدون في النار.
212. إثبات صفة الكلام لله -تعالى-.
213. إثبات البعث.
214. إثبات الجنة والنار.
المصادر والمراجع:
- الملخص في شرح كتاب التوحيد، دار العاصمة، الرياض، الطبعة: الأولى، 1422ه - 2001م.
- الجديد في شرح كتاب التوحيد، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ - 2003م.
- صحيح البخاري، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة، (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
- صحيح مسلم، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النار
الحديث: عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ لَقِيَ الله لا يُشْرِك به شَيئا دخل الجنَّة، ومن لَقِيَه يُشرك به شيئا دخَل النار".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أن من مات لا يشرك مع الله غيره لا في الربوبية ولا في الألوهية ولا في الأسماء والصفات دخل الجنة، وإن مات مشركا بالله -عز وجل- فإن مآله إلى النار.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: اليوم الآخر.
راوي الحديث: جابِر بن عبد الله -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· من لقي الله : من مات.
· لا يشرك به : لم يتخذ معه شريكاً في الإلهية ولا في الربوبية.
· شيئاً : أي شركاً قليلاً أو كثيراً.
فوائد الحديث:
215. من مات على التوحيد لا يخلد في النار ومآله الجنة.
216. من مات على الشرك وجبت له النار.
217. قرب الجنة والنار من العبد وأنه ليس بينه وبينهما إلا الموت.
218. وجوب الخوف من الشرك؛ لأن النجاة من النار مشروطة بالسلامة من الشرك.
219. أنه ليس العبرة بكثرة العمل، وإنما العبرة بالسلامة من الشرك.
220. بيان معنى لا إله إلا الله وأنه ترك الشرك وإفراد الله بالعبادة.
221. فضيلة من سَلِم من الشرك.
222. إثبات الجنة والنار.
223. العبرة في الأعمال بخواتيمها.
المصادر والمراجع:
- الملخص في شرح كتاب التوحيد، دار العاصمة، الرياض، الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2001م.
- الجديد في شرح كتاب التوحيد، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ - 2003م.
- صحيح مسلم، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
من مات وهو يدعو من دون الله ندًّا دخل النار
الحديث: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ مات وهو يدعُو مِنْ دون الله نِدًّا دخَل النَّار".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أن من صرف شيئا مما يختص به الله إلى غيره، ومات مصرا على ذلك فإن مآله إلى النار.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن مَسعود -رضي الله عنه-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· يدعو : المراد بالدعاء هنا الدعاءان: دعاء العبادة ودعاء المسألة.ندًّا : الند: هو الشبيه والنظير.
فوائد الحديث:
224. من مات على الشرك دخل النار، فإن كان شركا أكبر خلد فيها، وإن كان أصغر عذب ما شاء الله له أن يعذب ثم يخرج.
225. أن العبرة بالأعمال خواتيمها.
226. أن الدعاء عبادة لا تصرف إلا لله -تعالى-.
المصادر والمراجع:
فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، مصر، الطبعة: السابعة، 1377هـ/1957م.
القول المفيد على كتاب التوحيد، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثانية, محرم 1424هـ.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، دار العاصمة الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ- 2001م.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ/2003م.
التمهيد لشرح كتاب التوحيد، دار التوحيد، تاريخ النشر: 1424هـ.
صحيح البخاري، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ .
هلك المتنطعون -قالها ثلاثا-
الحديث: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "هلك المُتَنَطِّعون -قالها ثلاثا-".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يوضح النبي -صَلى اللّه عليه وسلّم- أن التعمُّق في الأشياء والغلو فيها يكون سبباً للهلاك، ومراده -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النهي عن ذلك، ومن ذلك إجهاد النفس في العبادة حتى تنفر وتنقطع، ومن ذلك التنطع في الكلام والتقعر فيه، وأعظم صور التنطُّع جُرْما، وأولاه بالتحذير منه: الغلو في تعظيم الصالحين إلى الحدِّ الذي يفضي إلى الشرك.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: جميع أبواب الدين.
راوي الحديث: عبد الله بن مَسعود -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· المتنطعون : المتعمقون في الشيء من كلامٍ وعبادةٍ وغيرها.
· ثلاثاً : أي: قال هذه الكلمة ثلاث مرات مبالغة في الإبلاغ والتعليم.
· هلك : خاب وخسر.
فوائد الحديث:
227. الحث على اجتناب التنطع في كل شيء؛ لا سيما في العبادات وتقدير الصالحين.
228. شدة حرصه على نجاة أمته، واجتهاده في الإبلاغ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
229. تحريم التنطع في الأمور كلها.
230. استحباب تأكيد الأمر الهام.
231. الحث على الاعتدال في كل شيء.
232. سماحة الإسلام ويسره.
المصادر والمراجع:
الجديد في شرح كتاب التوحيد، للقرعاوي، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ/2003م.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، للفوزان، دار العاصمة الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ- 2001م.
صحيح مسلم، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت .
في قول الله -تعالى-: (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح
الحديث: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قول الله -تعالى-: (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) قال: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هَلَكوا أَوحى الشَّيطان إلى قَومِهِم أنِ انْصِبُوا إلى مَجَالِسِهِم الَّتي كانوا يَجْلِسون فيها أنصَابًا، وسَمُّوها بأسمَائِهِم، فَفَعَلُوا، ولم تُعْبَد، حتَّى إِذَا هَلَك أُولئك ونُسِيَ العلم عُبِدت".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يفسر ابن عباس -رضي الله عنهما- هذه الآية الكريمة بأن هذه الآلهة التي ذكر الله -تعالى- أن قوم نوح تواصوا بالاستمرار على عبادتها بعدما نهاهم نبيهم نوح -عليه السلام- عن الشرك بالله- أنها في الأصل أسماء رجال صالحين منهم، غلوا فيهم بتسويل الشيطان لهم حتى نصبوا صورهم، فآل الأمر بهذه الصور إلى أن صارت أصناماً تعبد من دون الله.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: التفسير.
راوي الحديث: عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· لا تذرن آلهتكم : لا تتركوا عبادتها.
· ولا تذرن وداً ولا سواعا ولا يغوث... : أي: ولا تتركوا هؤلاء خصوصاً.
· فلما هلكوا : أي: مات أولئك الصالحون وحزن عليهم قومهم حزناً شديداً.
· أوحى الشيطان إلى قومهم : أي: وسوس وألقى إليهم.
· أنصاباً : أي: أصناماً مصورة على صورهم.
· حتى إذا هلك أولئك : أي: الذين نصبوها ليتذكروا برؤيتها أفعال أصحابها فينشطوا على العبادة.
· ونُسي العلم : أي: زالت المعرفة وغلب الجهال الذين لا يميزون بين الشرك والتوحيد.
· عُبدت : أي: تلك الأصنام لما قال لهم الشيطان: إن آباءكم كانوا يعبدونها.
· وقد أضلوا كثيرا : وقد أضل رؤساؤهم بهذه الأصنام كثيرًا من الناس.
· ولا تزد الظالمين إلا ضلالًا : أي إلا عذابًا أو ضياعًا.
فوائد الحديث:
233. أن الغلو في الصالحين سببٌ لعبادتهم من دون الله وترك الدين بالكلية.
234. التحذير من التصوير وتعليق الصور، لا سيما صور العظماء.
235. التحذير من مكر الشيطان وعرضه الباطل في صورة الحق.
236. التحذير من البدع والمحدثات ولو حسُن قصد فاعلها.
237. أن التصوير من الوسائل إلى الشرك فيجب الحذر من تصوير ذوات الأرواح.
238. معرفة قدر وجود العلم ومضرة فقده.
239. أن سبب فقد العلم هو موت العلماء.
240. التحذير من التقليد، وأنه قد يؤول بأهله إلى المروق من الإسلام.
241. قدم الشرك في الأمم السابقة.
242. أن هذه الأسماء الخمسة المذكورات من معبودات قوم نوح.
243. بيان تكاتف وتعاون أهل الباطل على باطلهم.
244. جواز الدعاء على الكفار على سبيل العموم.
المصادر والمراجع:
-الملخص في شرح كتاب التوحيد، دار العاصمة، الرياض، الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2001م.
-الجديد في شرح كتاب التوحيد، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ - 2003م.
-صحيح البخاري، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة
الحديث: عن سهل بن سعد -رضي الله عنهما- مرفوعاً: «من يضمن لي ما بين لَحْيَيْهِ وما بين رجليه أضمن له الجنة».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أمرين يستطيع المسلم إذا ما التزم بهما أن يدخل الجنة التي وعد الله عباده المتقين، وهذان الأمران هما حفظ اللسان من التكلم بما يغضب الله -تعالى-، والأمر الثاني حفظ الفرج من الوقوع في الزنا.
___________________________
راوي الحديث: سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· يضمن : يلتزم بالحفظ.
· ما بين لحييه : هما العظمان في جانبي الفم، والمراد بما بينهما: اللسان.
· ما بين رجليه : يعني الفرْج، وهو كناية عن الزنا.
فوائد الحديث:
245. حفظ اللسان والفرج من الوقوع في الحرام سبيل لدخول الجنة.
246. أن أكثر أسباب دخول النار عدم حفظ ما بين الفرج واللسان.
المصادر والمراجع:
- صحيح البخاري، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق محمد الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى، 1418هـ.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الرابعة عشرة، 1407هـ.
- كنوز رياض الصالحين، لحمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا، الطبعة الأولى، 1430ه.
- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لمحمد علي بن محمد بن علان، اعتنى بها: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة.
- شرح رياض الصالحين، للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
-إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، أحمد بن محمد بن أبى بكر القسطلاني، المطبعة الكبرى الأميرية، مصر- الطبعة: السابعة، 1323هـ.
إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: يا رسول الله، ألا نقاتلهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة
الحديث: عن أم سلمة هند بنت أبي أمية حذيفة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إِنَّه يُسْتَعمل عَلَيكُم أُمَرَاء فَتَعْرِفُون وَتُنكِرُون، فَمَن كَرِه فَقَد بَرِئ، ومَن أَنْكَرَ فَقَد سَلِمَ، ولَكِن مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ» قالوا: يا رسول الله، أَلاَ نُقَاتِلُهُم؟ قال: «لا، ما أَقَامُوا فِيكُم الصَّلاَة».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أخبر -عليه الصلاة والسلام- أنه يولى علينا من قبل ولي الأمر أمراء، نعرف بعض أعمالهم؛ لموافقتها ما عرف من الشرع، وننكر بعضها؛ لمخالفته ذلك، فمن كره بقلبه المنكر ولم يقدر على الإنكار؛ لخوف سطوتهم فقد برىء من الإثم، ومن قدر على الإنكار باليد أو باللسان فأنكر عليهم ذلك فقد سلم، ولكن من رضي فعلهم بقلبه، وتابعهم في العمل به يهلك كما هلكوا.
ثم سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم-: ألا نقاتلهم؟ قال: "لا، ما أقاموا فيكم الصلاة".
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الصلاة - طاعة ولاة الأمور - الرد على الخوارج وأهل التكفير.
راوي الحديث: أم سلمة -رضي الله عنها-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· فَتَعْرِفُون : أي: تعرفون بعض أعمالهم؛ لموافقتها للشرع.
· وَتُنكِرُون : أي: تنكرون بعض أعمالهم؛ لمخالفتها للشرع.
· يستعمل عليكم أمراء : أي: تجعل الملوك عليكم أمراء عمالًا.
فوائد الحديث:
247. من معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- إخباره عما سيقع من المغيبات.
248. في هذا الحديث: دليل على وجوب إنكار المنكر على حسب القدرة، ولا يجوز الخروج على ولاة الأمر، إلا إذا تركوا الصلاة؛ لأنها الفارقة بين الكفر والإسلام.
249. الميزان في تغيير المنكر وخلع السلطان، هو الشرع لا الهوى أو المعصية أو الطائفية.
250. لا يجوز مُشَاركة الظالمين، أو عونهم، أو الاستبشار عند رؤيتهم، والجلوس إليهم دون حاجة مشروعة.
251. إذا أحدث الأمراء ما يُخَالف الشريعة؛ فلا يجوز للأمة موافقتهم على ذلك.
252. التحذير من تهييج الفتن، واختلاف الكلمة، واعتبار ذلك أشد نكارة من احتمال منكر الحكام العصاة، والصبر على أذاهم.
253. الصلاة عنوان الإسلام والفارق بين الكفر والإسلام.
254. وفي هذا الحديث دليل على أن ترك الصلاة كفر؛ وذلك لأنه لا يجوز قتال ولاة الأمور إلا إذا رأينا كفرًا بواحًا عندنا فيه من الله برهان، فإذا أَذن لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نقاتلهم إذا لم يقيموا الصلاة، دل ذلك على أن ترك الصلاة كفر بواح عندنا فيه من الله برهان.
المصادر والمراجع:
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، سليم بن عيد الهلالي، دار ابن الجوزي، الدمام، الطبعة: الأولى 1415هـ.
تطريز رياض الصالحين، فيصل بن عبد العزيز المبارك، تحقيق: عبد العزيز بن عبد الله آل حمد، دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الأولى 1423هـ، 2002م.
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، أبو زكريا محيي الدين النووي، تحقيق ماهر الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الطبعة: الأولى 1428هـ.
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، أبو زكريا محيي الدين النووي، تحقيق: عصام هادي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، دار الريان، بيروت، الطبعة: الرابعة 1428هـ.
الشرح الممتع على زاد المستقنع، محمد بن صالح العثيمين، دار ابن الجوزي، الطبعة: الأولى 1422، 1428هـ.
شرح رياض الصالحين، محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة: 1423هـ.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة: الرابعة عشر 1407هـ.
لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ يَقْبَل الله صلاَة أَحَدِكُم إِذا أَحْدَث حَتَّى يَتوضَّأ".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الشارع الحكيم أرشد من أراد الصلاة، أن لا يدخل فيها إلا على حال حسنة وهيئة جميلة، لأنها الصلة الوثيقة بين الرب وعبده، وهي الطريق إلى مناجاته، لذا أمره بالوضوء والطهارة فيها، وأخبره أن الصلاة مردودة غير مقبولة بغير طهارة.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: عمدة الأحكام.
معاني المفردات:
· لا يقبَل الله : بصيغة النفي، وهو أبلغ من النهي؛ لأنه يتضمن النهي، وزيادة نفي حقيقة الشيء.
· الصلاة : هي في الشرع: عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة، مبتدأه بالتكبير مختتمة بالتسليم.
· أحدث : أي حصل منه الحَدَث، وهو الخارج من أحد السبيلين أو غيره من نواقض الوضوء.
· يتوضَّأ : يتطهر بالوضوء وهو غسل الوجه، ثم اليدين إلى المرفقين، ثم مسح الرأس والأذنين، ثم غسل الرجلين إلى الكعبين.
فوائد الحديث:
255. تعظيم شأن الصلاة، حيث أن الله لا يقبلها إلا مع طهارة.
256. صلاة المحدث لا تقبل حتى يتطهر من الحدثين الأكبر والأصغر.
257. الحدث ناقض للوضوء ومبطل للصلاة، إن كان فيها.
258. المراد بعدم القبول هنا: عدم صحة الصلاة وعدم إجزائها.
259. يفيد الحديث أن الصلاة منها مقبول، ومنها مردود، فما كان على وفق الشرع فهو مقبول، وما لم يكن على وفق الشرع فهو مردود، وهكذا سائر العبادات؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".
260. صلاة المحدث حرام حتى يتوضأ؛ لأن الله لا يقبلها، والتقرب إلى الله بما لا يقبله محاداة له، ونوع من الاستهزاء.
261. الإنسان إذا توضأ لصلاة، ثم دخل عليه وقت صلاة أخرى، وهو على طهارته لم يجب عليه الوضوء مرة ثانية.
262. الصلاة فرضها ونفلها حتى صلاة الجنازة لا تقبل إذا صلاها المحدث ولو كان ناسيًا حتى يتوضأ، وكذلك الجنب إذا صلى قبل أن يغتسل، وعلى الناسي الإعادة.
المصادر والمراجع:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام للبسام، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وصنع فهارسه: محمد صبحي بن حسن حلاق، ط10، مكتبة الصحابة، الإمارات - مكتبة التابعين، القاهرة، 1426 هـ
تنبيه الأفهام شرح عمدة لأحكام لابن عثيمين، ط1، مكتبة الصحابة، الإمارات، 1426هـ
عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم لعبد الغني المقدسي، دراسة وتحقيق: محمود الأرناؤوط، مراجعة وتقديم: عبد القادر الأرناؤوط، ط2، دار الثقافة العربية، دمشق ، بيروت، مؤسسة قرطبة، 1408 هـ
صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، ط1، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422هـ.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1423 هـ.
إذا مَرِض العَبد أو سافر كُتب له مثلُ ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا
الحديث: عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا مَرِض العَبد أو سافر كُتِب له مثلُ ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الإنسان إذا كان من عادته أن يعمل عملًا صالحًا حال صحته وفراغه ثم مرض فلم يقدر على الإتيان به فإنه يكتب له الأجر كاملًا، كما لو عمله في حال الصحة، وكذلك إذا كان المانع السفر أو أي عذر آخر كالحيض.
___________________________
راوي الحديث: أبو مُوسَى عبد اللَّه بن قيس الأشعري -رضي الله عنه-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
فوائد الحديث:
263. سعة رحمة الله -تعالى- ولطفه بعباده.
264. من عجز عن أداء ما اعتاد عليه من الأعمال الصالحة بعذر شرعي من سفر أو مرض مع قيام النية الجازمة على فعله في حال القدرة كتب له أجره كما لو كان مقيمًا صحيحًا.
المصادر والمراجع:
- صحيح البخاري -الجامع الصحيح-؛ للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى1418ه.
- بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار -المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر السعدي -المحقق: عبد الكريم بن رسمي ال الدريني - مكتبة الرشد للنشر والتوزيع-الطبعة: الأولى 1422هـ - 2002م.
أفضل الذِّكر: لا إله إلا الله
الحديث: عن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أفضل الذِّكر: لا إله إلا الله».
درجة الحديث: حسن.
المعنى الإجمالي:
يخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أفضل الذكر: "لا إله إلا الله" وفي حديث آخر: "أفضل ما قلت أنا والنبيون قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له".
ولا شك أن هذه الكلمة كلمة عظيمة، قامت بها الأرض والسماوات، وخلقت لأجلها جميع المخلوقات، وبها أرسل الله -تعالى- رسله، وأنزل كتبه، وشرع شرائعه، ولأجلها نُصبت الموازين، ووُضِعَت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، ومعناها لا معبود بحق إلا الله، وشروطها سبعة: العلم واليقين والقبول والانقياد والصدق والإخلاص والمحبة، وعنها يسأل الأولون والآخرون، فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟
فجواب الأولى بتحقيق "لا إله إلا الله" معرفةً وإقرارًا وعملًا.
وجواب الثانية بتحقيق "أن محمدا رسول الله" معرفةً وإقرارًا وانقيادًا وطاعةً.
قال -صلى الله عليه وسلم-: ( بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله..).
___________________________
راوي الحديث: جابِر بن عبد الله -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه الترمذي والنسائي في الكبرى وابن ماجه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· لا توجد : ---
فوائد الحديث:
265. أن كلمة التوحيد أفضل الكلام؛ لأنها إثبات للوحدانية، ونفي للشركاء، وهي أفضل ما قاله الأنبياء، ومن أجلها بعثوا، وتحت رايتها قاتلوا، وفي سبيلها استشهدوا، وهي مفتاح الجنة والخلاص من النار.
المصادر والمراجع:
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428ه .
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
سنن الترمذي - محمد بن عيسى ، الترمذي، تحقيق وتعليق:أحمد محمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم عطوة عوض -شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي - مصر
الطبعة: الثانية، 1395 هـ - 1975 م
.زاد المعاد في هدي خير العباد ابن قيم الجوزية، مؤسسة الرسالة، بيروت - مكتبة المنار الإسلامية، الكويت الطبعة: السابعة والعشرون , 1415هـ /1994م
الجنة أقرب إلى أحدكم من شِرَاكِ نعله، والنار مثل ذلك
الحديث: عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الجنة أقرب إلى أحدكُم من شِرَاكِ نَعْلِه، والنار مِثلُ ذلك».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الجنة والنار قريبان من الإنسان كقرب السير الذي يكون على ظهر القدم، وهو قريب من الإنسان جدًّا؛ لأنه قد يفعل طاعة من رضوان الله -عز وجل- لا يظن أنها تبلغ ما بلغت، فإذا هي توصله إلى جنة النعيم، وربما يفعل معصية لا يلقي لها بالاً، وهي من سخط الله، فيهوي بها في النار كذا وكذا من السنين وهو لا يدري.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن مَسعود -رضي الله عنه-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· شراك نعله : سير النعل على ظهر القدم.
فوائد الحديث:
266. الطاعة موصلة إلى الجنة، والمعاصي تؤدي إلى النار.
267. تحصيل الجنة سهل، إذا صح القصد وعملت الصالحات.
268. الطاعة والمعصية قد تكون في أيسر الأشياء، فينبغي على المرء ألا يزهد في قليل من الخير فيعمله ولافي قليل من الشر فيجتنبه.
269. الترغيب في قليل الخير وإن قلَّ، والترهيب عن قليل الشر وإن قل.
270. ضرب الأمثلة لتقريب المراد للسامع.
المصادر والمراجع:
- صحيح البخاري -الجامع الصحيح-؛ للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
- فتح الباري شرح صحيح البخاري - لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي - دار المعرفة - بيروت، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي - قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب - عليه تعليقات العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى1418ه.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشرة، 1407هـ.
السِّواك مَطْهَرَةٌ للْفَم مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ
الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «السِّواك مَطْهَرَةٌ للْفَم مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
السِّوَاك يُطَهِّر الفَم من الأوساخ والروائح الكريهة وغير ذلك مما يَضُر، وبأي شيء استاك مما يزيل التَّغَيُّرَ حصلت سنة السَّوَاك، كما لو نظف أسنانه بالفرشاة والمعجون وغيره من المزيلات للأوساخ، وهو مرضاة للرب أي أن الاستياك من أسباب رَضَا الله -تعالى- عن العَبْد.
وقد ذكروا للسواك فوائد أخرى، منها: يُطَيِّب الفَم، ويَشُدُّ اللثة، ويَجْلُو البَصَر، ويذهب بالبَلْغَم، ويوافق السنة، ويُفرح الملائكة، ويزيد في الحسنات، ويصحح المعدة.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الصفات: صفة الرضى.
راوي الحديث: عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه النسائي وأحمد والدارمي.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· مطهرة : سبب طهارة الفم.مرضاة للرب : سبب رضا الله -عز وجل-.
فوائد الحديث:
271. أن السواك وسيلة لتطهير الفَم.
272. الله -تعالى- يحب النظافة ويحب المتطهرين، ولذلك شرع لهم ما يعينهم على ابتغاء مرضاته.
273. فضيلة السواك.
274. ترغيب النبي -صلى الله عليه وسلم- أمَّته للإكثار من الاستياك.
275. مشروعية السواك للصائم سواء كان أول النهار أو آخره؛ لإطلاق الحديث.
276. الاسْتِيَاك من أسباب رِضَا الله -تعالى- عن العَبْد.
277. إثبات صفة الرِّضَا لله -عز وجل-.
المصادر والمراجع:
- رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428ه .
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى1418ه
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ
- تطريز رياض الصالحين؛ تأليف فيصل آل مبارك، تحقيق د. عبد العزيز آل حمد، دار العاصمة-الرياض، الطبعة الأولى، 1423هـ.
مسند الدارمي المعروف بـ (سنن الدارمي) عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بَهرام بن عبد الصمد الدارمي، التميمي تحقيق: حسين سليم أسد الداراني - دار المغني للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1412 هـ - 2000 م.
الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مُكَفِّراتٌ لما بينهنَّ إذا اجتُنبَت الكبائر
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مُكَفِّراتٌ لما بينهنَّ إذا اجتُنبَت الكبائر».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الصلوات الخمس تكفر ما بينها من الذنوب -وهي الصغائر- إلا الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة، وكذلك صلاة الجمعة إلى التي تليها، وكذلك صوم رمضان إلى رمضان الذي بعده.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· الصلوات الخمس : المفروضة في اليوم والليلة.
· الجمعة : صلاة الجمعة.
· رمضان : صوم رمضان.
· مكفرات : ماحيات.
· الكبائر : الذنوب التي ورد الوعيد بالعقاب الشديد على فعلها؛ كالزنى وشرب الخمر.
فوائد الحديث:
278. أن القيام بهذه الواجبات على خير وجه يكون سببًا لأن يغفر الله عز وجل بفضله ورحمته ما وقع بينها من الذنوب الصغيرة.
279. انقسام الذنوب إلى صغائر وكبائر.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري -للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب-الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
- شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
- نزهة المتقين بشرح رياض الصالحين/تأليف مصطفى سعيد الخن-مصطفى البغا-محي الدين مستو-علي الشربجي-محمد أمين لطفي-مؤسسة الرسالة-بيروت –لبنان-الطبعة الرابعة عشرة.
- تطريز رياض الصالحين؛ تأليف فيصل آل مبارك، تحقيق د. عبد العزيز آل حمد، دار العاصمة-الرياض، الطبعة الأولى، 1423هـ.
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين –سليم بن عيد الهلالي دار ابن الجوزي –الطبعة الأولى 1418.
- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين -المؤلف: محمد علي بن محمد بن علان الصديقي-اعتنى بها: خليل مأمون شيحا-دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان-الطبعة: الرابعة، 1425 هـ - 2004 م.
بَلِّغُوا عَنِّي ولو آية، وحَدِّثُوا عن بَنِي إسرائيل ولا حَرَج، ومن كَذَب عليَّ مُتَعَمِدَا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَدَه من النَّار
الحديث: عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فَلْيَتَبَوَّأْ مقعده من النار».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
معنى الحديث انقلوا إلى الناس العلم الموروث عني من كتاب أو سنة، ولو كان الشيء الذي تبلغونه قليلاً كآية من القرآن، بشرط أن يكون ضابطًا لما يبلغه، والأمر بالتبليغ على الوجوب في حال تعيُّن ذلك عليه، فإن لم يتعين عليه ذلك، كأن يكون في البلد دعاة إلى الله يقومون بتعليم الناس وتبصيرهم أمور دينهم، فلا يجب عليه البلاغ، بل يستحب له ذلك، ولا بأس ولا إثم عليكم أن تحدثوا عن بني إسرائيل بما وقع لهم من وقائع حقيقية، كنزول النار من السماء لأكل القربان وكحكاية قتل أنفسهم في توبتهم من عبادة العجل، أو تفصيل القصص المذكورة في القرآن مما فيه عِبر ومواعظ، ومن افترى عليَّ الكذب فليتخذ لنفسه منزلا في النار، وذلك ؛ لأن الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس كالكذب على الناس، الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كَذب على الله -عز وجل-، ثم هو كذب على الشريعة؛ لأن ما يخبر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي هو من شريعة الله -تعالى-، فكانت عقوبته أشد.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الأنبياء.
راوي الحديث: عبد الله بن عَمْرِو بن العاص -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· لا حرج : لا إثم ولا ذنب.
· فليتبوأ : أي يتخذ لنفسه منزلا في النار.
· بنو اسرائيل : هم بنو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فإسرائيل هذه لقب ليعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
· النّار : هي دار العذاب والنكال أعدها الله لمن عصاه
فوائد الحديث:
280. وجوب تبليغ شريعة الله، وأن المرء يؤدي ما حفظ وفهم ولو كان يسيرًا.
281. وجوب طلب العلم؛ ليتمكن من تبليغ شريعة الله، وهو من الفروض الكفائية التي إذا قام بها بعض المسلمين سقط الوجوب عن الباقين، وإذا لم يقم بها أحد أثم الجميع.
282. جواز التحدث عما جرى لبني إسرائيل؛ لأخذ العبرة والعظة شريطة أن لا يكون الحديث مما ثبت كذبه، ويتحرى ما كان ثابتا وأقرب إلى الشرع الإسلامي.
283. تحريم الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو من كبائر الذنوب.
284. الحث على الصدق في الكلام والحيطة في الحديث، حتى لا يقع في الكذب، وخاصة في شرع الله -عز وجل-، وهذا يحتاج إلى العلم الصحيح والدقيق.
المصادر والمراجع:
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428ه
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى1418ه
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
صحيح البخاري –الجامع الصحيح-؛ للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
شرح رياض الصالحين- العثيمين -الناشر: دار الوطن للنشر، الرياض-الطبعة: 1426 هـ
فتح المجيد شرح كتاب التوحيد-عبد الرحمن بن حسن -المحقق: محمد حامد الفقي-الناشر: مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، مصر، الطبعة: السابعة، 1377هـ/1957م.
ما يُصيب المسلم من نَصب، ولا وصَب، ولا هَمِّ، ولا حَزن، ولا أَذى، ولا غَمِّ، حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه
الحديث: عن أبي سعيد وأبي هريرة -رضي الله عنهما- مرفوعاً: «ما يُصيب المسلم من نَصب، ولا وصَب، ولا هَمِّ، ولا حَزن، ولا أَذى، ولا غَمِّ، حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
معنى هذا الحديث: أن ما يُصاب به المسلم من أمراض وهموم وأحزان وكروب ومصائب وشدائد وخوف وجزع إلا كان ذلك كفارة لذنوبه وحطا لخطاياه.
وإذا زاد الإنسان على ذلك: الصبر والاحتساب، يعني: احتساب الأجر، كان له مع هذا أجر.
فالمصائب تكون على وجهين:
تارة : إذا أصيب الإنسان تذكر الأجر واحتسب هذه المصيبة على الله، فيكون فيها فائدتان:
تكفير الذنوب، وزيادة الحسنات.
وتارة يغفل عن هذا ، فيضيق صدره، ويصيبه ضجر أو ما أشبه ذلك، ويغفل عن نية احتساب الأجر والثواب على الله، فيكون في ذلك تكفير لسيئاته، إذًا هو رابح على كل حال.
فإما أن يربح تكفير السيئات، وحط الذنوب بدون أن يحصل له أجر؛ لأنه لم ينو شيئًا ولم يصبر ولم يحتسب الأجر، وإما أن يربح شيئين: تكفير السيئات، وحصول الثواب من الله عز وجل كما تقدم.
ولهذا ينبغي للإنسان إذا أصيب ولو بشوكة، فليتذكر احتساب الأجر من الله على هذه المصيبة، حتى يؤجر عليها، مع تكفيرها للذنوب.
وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالي وجوده وكرمه، حيث يبتلي المؤمن ثم يثيبه على هذه البلوى أو يكفر عنه سيئاته.
تنبيه: الحط للخطايا يحصل للصغائر، دون الكبائر التي لا ترفعها إلا التوبة النصوح.
___________________________
راوي الحديث: أبو سعيد الْخُدْرِي -رضي الله عنه-أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· الوصب : المرض .
· النصب : التعب.
· الأذى : هو كل ما لا يلائم النفس.
· الغم : هو أبلغ من الحزن، يشتد بمن قام به، حتى يصير بحيث يغمى عليه.
· يشاكها : تشكه ، وتدخل في جسده.
· خطاياه : ذنوبه.
· المسلم : المسلم هو من التزم لله بشريعة النبي صلّى الله عليه وسلّم فقط ظاهرًا وباطنًا.
فوائد الحديث:
285. فيه أن الأمراض وغيرها من الابتلاءات، التي تُصيب المؤمن: تُطهره من الذنوب والخطايا وإن قلت.
286. فيه البشارة العظيمة للمسلمين ؛ فإنه ما من مسلم إلا ويُصاب بهذه المصائب.
287. فيه رفع الدرجات بهذه الأمور وزيادة الحسنات.
288. تكفير الذنوب مقصورٌ على بعضها، وهي الصغائر، أما الكبائر فلا بد من إحداث توبة.
المصادر والمراجع:
كنوز رياض الصالحين، أ. د . حمد بن ناصر بن عبد الرحمن العمار دار كنوز اشبيليا، الطبعة الأولى.
- صحيح البخاري –الجامع الصحيح-؛ للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب-الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
- كنوز رياض الصالحين، لحمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا- الطبعة الأولى1430ه.
- شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج /أبو زكريا يحيى بن شرف النووي: دار إحياء التراث العربي – بيروت الطبعة: الثانية، 1392.
- تطريز رياض الصالحين؛ تأليف فيصل آل مبارك، تحقيق د. عبد العزيز آل حمد، دار العاصمة-الرياض، الطبعة الأولى، 1423هـ.
- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين؛ لمحمد بن علان الشافعي،تحقيق خليل مأمون شيحا-دار المعرفة-بيروت-الطبعة الرابعة، 1425ه.
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى، 1418ه.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشرة، 1407هـ.
حُجِبت النار بالشهوات، وحُجبت الجنة بالمَكَاره
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «حُجِبت النار بالشهوات، وحُجبت الجنة بالمَكَاره»متفق عليه وهذا لفظ البخاري.
وفي رواية لهما: «حُفَّت» بدل «حُجِبت».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
معنى الحديث: أن الطريق الموصلة إلى الجنة محفوف بأمور يكرهها الإنسان؛ لأن الأصل في النفس أنها تميل إلى الراحة.
وهكذا النار لا يدخلها إلا إذا هتك ما بينه وبينها بارتكاب المحرمات والبعد عن الطاعات، فمن هتك الحجاب وصل إلى المحجوب، فهتك حجاب الجنة باقتحام المكاره وهتك حجاب النار بارتكاب الشهوات، فأما المكاره فيدخل فيها الاجتهاد في العبادات والمواظبة عليها والصبر على مشاقها وكظم الغيظ والعفو والحلم والصدقة والإحسان إلى المسيء والصبر عن الشهوات ونحو ذلك.
فالنفس قد تكره المواظبة على الصلاة؛ لأجل ما فيها من بذل الجهد وقطع ما تهواه النفس من أمور الدنيا، قد تكره الجهاد قد تكره الصدقة بالمال؛ لأن النفس مجبولة على حب المال، وغير ذلك من الطاعات، فإذا كسر الإنسان شهوته وخالف ما تهواه نفسه، بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، كان ذلك: سببًا لدخول الجنة والبعد عن النار.
وأما الشهوات التي النار محفوفة بها فالظاهر أنها الشهوات المحرمة كالخمر والزنا والنظر إلى الأجنبية والغيبة واستعمال الملاهي ونحو ذلك، وأما الشهوات المباحة فلا تدخل في هذه لكن يكره الإكثار منها مخافة أن يجر إلى المحرمة أو يقسي القلب أو يشغل عن الطاعات أو يحوج إلى الاعتناء بتحصيل الدنيا.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· حجبت : بمعنى حفت: أي بينه وبينها هذا الحجاب فإذا فعله دخلها.
· الشهوات : ما يستلذ من أمور الدنيا مما منع الشرع من تعاطيه.
· المكاره : ما أمر المكلف بمجاهدة نفسه فيه فعلا وتركا، كالإتيان بالعبادات على وجهها، واجتناب المنهيات قولا وفعلا، وأطلق عليها المكاره لمشقتها على العامل وصعوبتها عليه.
· حفت : أحيطت.
فوائد الحديث:
289. سبب الوقوع في الشهوات هو تزيين الشيطان المنكر والقبيح، حتى تراه النفس حسنا فتميل إليه.
290. قد تكره النفس الشيء مع ما فيه من الخير الكثير، قال تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
291. لا بد من مجاهدة هوى النفس وفطامها عن شهواتها، ومألوفاتها.
292. الجنة والنار موجودتان مخلوقتان.
المصادر والمراجع:
- صحيح البخاري، الجامع الصحيح، للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- صحيح مسلم، للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب، الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
- كنوز رياض الصالحين، لحمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا، الطبعة الأولى، 1430ه.
- شرح رياض الصالحين، للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، أبو زكريا يحيى بن شرف النووي، دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: الثانية، 1392ه.
- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لمحمد بن علان الشافعي، تحقيق: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الرابعة، 1425ه.
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى، 1418ه.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الرابعة عشرة، 1407هـ.
حقُّ المُسلمِ على المُسلمِ خمسٌّ: ردُّ السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدَّعوة، وتَشميتُ العاطِس
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:«حقُّ المُسلمِ على المُسلمِ خمسٌّ: ردُّ السلام، وعِيَادَةُ المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدَّعوة، وتَشميتُ العاطِس».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
في هذا الحديث بيان بعض حقوق المسلم على أخيه المسلم، وحقوق المسلم على أخيه كثيرة، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحياناً يذكر أشياء معينة من أشياء كثيرة؛ عناية بها واحتفاء بها، فمن ذلك ما ذكره أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أنه قال: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام" يعني: إذا سلم عليك فرد عليه، وفي الحديث الآخر"حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه".
فهذه الحقوق من قام بها في حقّ المسلمين على وجهها، كان قيامه بغيرها أولى، وحصل له أداء هذه الواجبات والحقوق التي فيها الخير الكثير والأجر العظيم من الله إذا احتسب ذلك عند الله.
فأول هذه الحقوق: "إذا لقيته فسلم عليه" وفي الحديث الآخر "ردُّ السلام".
الحق الثاني: عيادة المريض إذا مرض وانقطع عن الناس في بيته أو في المستشفى أو غيرهما، فإن له حقاً على إخوانه المسلمين في زيارته.
أما الحق الثالث: فهو اتباع الجنائز وتشييعها، فإن من حق المسلم على أخيه أن يتبع جنازته من بيته إلى المصلى -سواء في المسجد أو في مكان آخر- إلى المقبرة.
الحق الرابع: إجابة الدعوة، فمن حق المسلم على أخيه إذا دعاه أن يجيبه.
الحق الخامس: تشميت العاطس: ذلك أن العطاس نعمة من الله؛ لخروج هذه الريح المحتقنة في أجزاء بدن الإنسان، يسر الله لها منفذاً تخرج منه فيستريح العاطس، فشرع له أن يحمد الله على هذه النعمة، وشرع لأخيه أن يقول له: "يرحمك الله"، وأمره أن يجيبه بقوله: "يهديكم الله ويصلح بالكم"، فمن لم يحمد الله لم يستحق التشميت، ولا يلومن إلا نفسه.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· حق المسلم : الأمر الواجب المتعين.
· تشميت العاطس : التشميت: الدعاء بالخير والبركة.
· عيادة المريض : زيارته.
· المسلم : الإسلام: وهو الاستسلام لله بشريعة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقط ظاهراً وباطناً.
فوائد الحديث:
293. بيان حق المسلم على المسلم، فمنها: واجب، ومنها: مندوب، ويختلف ذلك باختلاف الأحوال والأشخاص.
294. ردُّ السلام فرض عين إذا كان المُسلَّم عليه واحدًا، وفرض كفاية إذا كانوا جميعًا.
295. عيادة المريض فرض كفاية.
296. اتباع الجنازة فرض كفاية، وهو تشييعها من محلها أو محل الصلاة إلى مكان دفنها.
297. إجابة الدعوة إلى وليمة العرس بشروطها المقررة في كتب الفقه واجبة، وفي سائر الولائم سنة مؤكدة.
298. تشميت العاطس بعد أن يحمد الله، قال بعض العلماء: إنه واجب وجوباً عينياً إن لم يكن غيره، ووجوب كفاية على الجماعة، وقال آخرون: إنه مستحب.
299. عظمة الإسلام في توثيق عرى الأخوة والمحبة بين المسلمين.
300. لا يجوز تشميت العاطس، ولا رد السلام، والإمام يخطب؛ لأن كلاً منهما كلام، والكلام محرم في الخطبة.
المصادر والمراجع:
كنوز رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين برئاسة حمد بن ناصر العمار، كنوز إشبيليا، الرياض، الطبعة: الأولى، 1430هـ.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، سليم بن عيد الهلالي، دار ابن الجوزي، الطبعة: الأولى، 1418هـ - 1997م.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة: الرابعة عشر، 1407هـ.
شرح رياض الصالحين، محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، أبو زكريا محيي الدين النووي، تحقيق ماهر الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الطبعة: الأولى، 1428هـ، 2007م.
صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب، الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
بهجة قلوب الأبرار، عبد الرحمن بن ناصر آل سعدي، تحقيق: عبد الكريم بن رسمي ال الدريني، الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
رحِم الله رَجُلا سَمْحَا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقْتَضَى
الحديث: عن جابر -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «رحِم الله رَجُلا سَمْحَا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقْتَضَى».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
معنى الحديث: "رحِم الله رَجُلاً" هذا دعاء بالرحمة لكل من اتصف بالسماحة في بيعه وشرائه واقتضائه الثمن، أي أخذ الديون، سواء كان رجلاً أو امرأة، والتنصيص على الرجل خرج مخرج الغالب.
"سَمْحاً إذا باع" أي: سهلاً في بيعه، فلا يشدد على المشتري في سعرها، بل ويضع عنه من ثمنها، وفي رواية عند أحمد والنسائي من حديث عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: (أدخل الله -عز وجل- الجنة رجلاً كان سهلاً مشترياً وبائعاً..).
"وإذا اشترى" أي: سهلاً إذا اشترى، فلا يجادل ولا يماكس في سعرها، بل يكون سهلاً مسامحاً.
"وإذا اقْتَضَى" أي: يكون سمحاً سهلاً حال طلب دَيْنِه من غريمه، فيطلبه بالرفق واللطف لا بالعنف.
وفي رواية عند ابن حبان، من حديث جابر -رضي الله عنه- زيادة: (سمحاً إذا قضى) أي: سمحاً سهلاً حال قضاء الديون التي عليه، فلا يماطل ولا يتهرب مما عليه من الحقوق، بل يقضيها بسهولة وطيب نفس.
فهؤلاء الأصناف الأربعة دعا لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالرحمة متى كانوا متسامحين في بيعهم وشرائهم وقضاء ما عليهم واقتضاء ما لهم من ديون على غيرهم.
___________________________
راوي الحديث: جابِر بن عبد الله -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· سمحا : سهلاً جواداً سخياً.اقتضى : طلب قضاء حقه.
فوائد الحديث:
301. استحباب المسامحة في البيع والشراء؛ وذلك بأن يترك كل من البائع والمشتري ما يسبب ضجر الآخر وإزعاجه.
302. الحث على الليونة في طلب قضاء الحقوق، واستحباب التنازل عن شيء منها.
المصادر والمراجع:
نزهة المتقين، تأليف: جمعٌ من المشايخ، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى:، 1397هـ.
كنوز رياض الصالحين، تأليف: حمد بن ناصر العمار، الناشر: دار كنوز إشبيليا، الطبعة الأولى، 1430هـ.
رياض الصالحين، تأليف: محيي الدين يحيى بن شرف النووي، تحقيق: د. ماهر بن ياسين الفحل، الطبعة: الأولى، 1428هـ.
صحيح البخاري، تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: محمد زهير الناصر، الناشر: دار طوق النجاة، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
منار القاري، تأليف: حمزة محمد قاسم، الناشر: مكتبة دار البيان، عام النشر: 1410هـ.
شرح رياض الصالحين، تأليف: محمد بن صالح العثيمين، الناشر: دار الوطن للنشر، الطبعة 1426هـ.
كان رجل يُدَايِنُ الناس، وكان يقول لفَتَاه: إذا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَاوَزْ عنه، لعَلَّ الله أن يَتَجَاوَزَ عنَّا، فَلَقِيَ الله فتَجَاوز عنه
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «كان رجل يُدَايِنُ الناس، وكان يقول لفَتَاه: إذا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَاوَزْ عنه، لعَلَّ الله أن يَتَجَاوَزَ عنَّا، فَلَقِيَ الله فتَجَاوز عنه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
معنى الحديث: "كان رجُلٌ يُدَايِنُ النَّاس" أي: يتعامل معهم بالقَرض، أو يَبِيعَهم بالآجل، وكان يقول لغلامه الذي يتقاضى الديون التي عند الناس: إذا أتيت مدِيْنَا ولم يكن عنده ما يقضي به الدَّين الذي عليه لعجزه.
"فَتَجَاوَزْ عنه" إما بإمهاله وعدم الإلحاح في المطالبة، أو بقبول ما عنده ولو مع ما فيه من نقص يسير.
"لعَلَّ الله أن يَتَجَاوَزَ عنَّا" أي يعفو عنَّا لتجاوزنا عن عباده والتيسير عليها ورفع الحرج عنهم.
وهذا لعلمه؛ بأن الله تعالى يكافئ العباد على إحسانهم إلى عباده بما يوافق فعلهم. ولعلمه أن الله تعالى لا يُضِيع أجر من أحسن عملًا.
"فَلَقِيَ الله فتَجَاوز عنه" مكافأة له على رحمته بالناس، ورفقه بهم، وتيسيره عليهم، مع أنه لم يعمل خيرا قط كما هي رواية النسائي وابن حبان: "إن رجلا لم يعمل خيرا قط، وكان يُداين الناس، فيقول لرسوله: خذ ما تيسر، واترك ما عسر وتجاوز، لعل الله تعالى أن يتجاوز عنا"
فلما أحسن الظن بالله -تعالى- وأحسن إلى عباد الله -تعالى-، تجاوز الله عن سيئاته والجزاء من جنس العمل.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· يداين : يكثر من التعامل مع الناس بالقرض.
· فتاه : وهو الخادم حراً كان أو مملوكاً.
· أتيت معسراً : لمطالبته بما عليه.
· فتجاوز عنه : تساهل معه من حط الدين أو التأخير في أجل القضاء.
· أن يتجاوز عنا : يغفر عن ذنوبنا.
· فلقي الله : كناية عن الموت.
فوائد الحديث:
303. الأجر يحصل لمن يأمُرُ بالخير ولو لم يتولَّ ذلك بنفسه.
304. شَرعُ من قبلنا شَرْعٌ لنا إذا لم يخالف ما في شرعنا.
305. الحث على إنظار المعسر والإرفاق في المطالبة.
المصادر والمراجع:
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415هـ.
التنوير شرح الجامع الصغير للصنعاني، تحقيق: محمد إسحاق محمد إبراهيم، ط1، دار السلام، 1432هـ.
رياض الصالحين للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428 هـ.
رياض الصالحين، ط4، تحقيق: عصام هادي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، دار الريان، بيروت، 1428هـ.
صحيح البخاري، ط1، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422هـ.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
كنوز رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين برئاسة حمد بن ناصر العمار، ط1، كنوز إشبيليا، الرياض، 1430هـ.
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للقاري، ط1، دار الفكر، بيروت، 1422هـ.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ.
ليس الواصل بِالمُكَافِىءِ، ولكنَّ الواصل الذي إذا قَطعت رحِمه وصَلَها
الحديث: عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس الواصل بالمُكَافِئِ ، ولكنَّ الواصل الذي إذا قَطعت رحِمه وصَلَها».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس الواصل بالمكافىء" أي ليس الإنسان الكامل في صلة الرحم والإحسان إلى الأقارب هو الشخص الذي يقابل الإحسان بالإحسان، بل الواصل حقيقة الكامل في صلة الرحم هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها، حتى لو أساؤوا إليه، ثم قابل الإساءة بالإحسان إليهم، فهذا هو الواصل حقا، فعلى الإنسان أن يصبر ويحتسب على أذية أقاربه وجيرانه وأصحابه وغيرهم، فلا يزال له من الله ظهير عليهم، وهو الرابح، وهم الخاسرون.
وصلة الرحم تكون بالمال، والعون على الحاجة، ورفع الضرر، وطلاقة الوجه والدعاء لهم، والمعنى الجامع إيصال ما أمكن من الخير، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة، وقد أكد الإسلام كثيراً على صلة الرحم، إلا أنه لا يعد من القطيعة من ترك صلة الرحم من باب الهجر الوقائي أو الردعي؛ كمن رأى المصلحة في ترك الصلة رجاء أن يعود رحمه إلى جادة الصواب، وترك المخالفات الدينية، أو خاف على نفسه وأهله أنه متى وصل رحمه وهم على تلك المخالفات الشرعية، لربما انتقلت العدوى إليه وإلى من تحت يده.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عَمْرِو بن العاص -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· الواصل : كامل الصلة لأقاربه.
· المكافئ : الذي يكافئهم على صلتهم له.
· رحمه : قرابته.
· وصلها : برها وأحسن إليها.
فوائد الحديث:
306. الحث على صلة الأرحام.
307. وجوب إخلاص الأعمال لله ، ولو لم يأت منها خير عاجل في الدنيا، فهي خير دائم في الآخرة.
308. الإساءة للمسلم لا تجعله يقطع الخير عن المسيء.
309. صلة الرحم المعتبرة شرعًا أن تصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك ، وليست صلة المقابلة والمجازاة.
310. في الحديث بيان : أن الصلة إذا كانت نظير مكافأة من الطرف الآخر لا تكون صلة كاملة، لأنها من باب تبادل المنافع، وهذا مما يستوي فيه الأقارب والأباعد.
311. يستحب في معاملة الأقارب مقابلة الإساءة بالإحسان.
المصادر والمراجع:
منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري، المؤلف: حمزة محمد قاسم، راجعه: الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، عني بتصحيحه ونشره: بشير محمد عيون، الناشر: مكتبة دار البيان، دمشق - الجمهورية العربية السورية، مكتبة المؤيد، الطائف - المملكة العربية السعودية، عام النشر: 1410 هـ - 1990 م.
بهجة الناظرين، الشيخ: سليم بن عيد الهلالي، دار ابن الجوزي.
نزهة المتقين، د. مصطفى سعيد الخن، د. مصطفى البغا، محي الدين مستو، علي الشرجبي، محمد أمين لطفي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى: 1397 هـ 1977 م، الطبعة الرابعة عشرة 1407 هـ 1987م.
شرح رياض الصالحين، المؤلف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين، الناشر: دار الوطن للنشر، الرياض، الطبعة: 1426 هـ.
صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، دار طوق النجاة، الطبعة : الأولى، 1422هـ.
رياض الصالحين، د. ماهر بن ياسين الفحل، الناشر: دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق - بيروت، الطبعة: الأولى، 1428 هـ - 2007 م.
مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرا، أو وضَع له، أظَلَّهُ الله يوم القيامة تحت ظِل عَرشه يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّه
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرا، أو وضع له، أظَلَّهُ الله يوم القيامة تحت ظِل عرشه يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أخبر أبو هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
(من أنظر معسراً) أي أمهل مديوناً فقيراً، فالإنظار التأخير المرتقب نجازه.
قوله: (أو وضع عنه) أي حط عنه من دينه، وفي رواية أبي نعيم (أو وهب له).
فالجزاء: (أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه) أظله في ظل عرشه حقيقة أو أدخله الجنة؛ فوقاه الله من حر يوم القيامة.
وهذا الجزاء يحصل: (يوم لا ظل إلا ظله) أي ظل الله، وإنما استحق المُنظِر ذلك لأنه آثر المديون على نفسه وأراحه فأراحه الله والجزاء من جنس العمل.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه الترمذي والدارمي وأحمد.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين
معاني المفردات:
· أَنْظَرَ مُعْسِراً : أمْهَل وأخر.
· وضَع له : حَطَّ عنه من أصل الدين شيئاً.
· أظَلَّهُ الله : حَماه الله من حَرِّ الشمس التي تدنو من رؤوس العِباد، حتى يُلجِمهم العَرق يوم القيامة.
· عرشه : العرش هو المخلوق العظيم الذي استوى عليه الرحمن ولا يقدر قدره إلا الله -عز وجل-.
فوائد الحديث:
312. استحباب القَرض الحَسن ومعاملة المَدِين بلطف ولِين.
313. إنظار المعسر أو الوضع عنه دينه كله أو بعضه من الخصال الموجبة للظلال تحت عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله.
314. فضل الدائن المتسامح وما يناله من عظيم الأجر في الآخرة.
315. فضل التيسير على عباد الله -تعالى-.
316. جواز التعامل بالدَّين.
317. صحة تَبرع الوكيل إذا كان بإذن الموكِّل.
المصادر والمراجع:
كنوز رياض الصالحين، مجموعة من الباحثين برئاسة حمد بن ناصر العمار، ط1، كنوز إشبيليا، الرياض، 1430هـ.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415ه.
جامع الترمذي، تحقيق وتعليق:أحمد محمد شاكر ، وآخرون، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط2، مصر، 1395 ه.
رياض الصالحين للنووي، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، ط1، 1428 هـ.
رياض الصالحين، تحقيق: عصام هادي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، دار الريان، بيروت، ط4، 1428هـ.
صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، ط3، المكتب الإسلامي، بيروت، 1408ه.
مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، ط1، مؤسسة الرسالة، 1421 هـ.
فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي ، ط1، المكتبة التجارية الكبرى ، مصر، 1356ه.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ.
من خَرج في طلب العلم فهو في سَبِيلِ الله حتى يرجع
الحديث: عن أنس -رضي الله عنه- مرفوعاً: «من خَرج في طلب العلم فهو في سَبِيلِ الله حتى يرجع».
درجة الحديث: حسن.
المعنى الإجمالي:
معنى الحديث: أن مَنْ خَرج من بيته أو بلده؛ بَحثا عن العلم الشرعي، فهو في حكم من خرج للجهاد في سبيل الله -تعالى-، حتى يعود إلى أهله؛ لأنه كالمجاهد في إحياء الدِّين وإذلال الشيطان وإتعاب النَفْس.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الفضائل.
راوي الحديث: أَنَس بن مالك -رضي الله عنه-
التخريج: رواه الترمذي.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· في سَبِيلِ الله : بمثابة المجاهد لإعلاء كلمة الله -تعالى-.حتى يَرجع : يعود لمكانه الذي خَرَج منه.
فوائد الحديث:
318. أن طلب العلم جهاد في سبيل الله.
319. لطالب العلم أجْر المجاهد في ميادين القتال؛ لأن كلا منهما يقوم بما يُقَوِّي شريعة الله ويدفع عنها ما ليس منها.
320. فيه أن من خرج في طلب العلم، فله ثواب ممشاه ذهابا وإيابا إلى أن يرجع إلى أهله.
المصادر والمراجع:
جامع الترمذي، تحقيق وتعليق:أحمد محمد شاكر وآخرون، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط2، مصر، 1395هـ.
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لمحمد علي بن محمد بن علان، ط4، اعتنى بها: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت، 1425ه.
رياض الصالحين للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428هـ.
رياض الصالحين، ط4، تحقيق: عصام هادي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، دار الريان، بيروت، 1428هـ.
صحيح الترغيب والترهيب، للألباني، ط5، مكتبة المعارف – الرياض.
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، للمباركفوري، الطبعة الثالثة، إدارة البحوث العلمية والدعوة والإفتاء، الجامعة السلفية - بنارس الهند، 1404هـ.
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، للقاري، ط1، دار الفكر، بيروت، 1422هـ.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ.
من صَام رمضان إيِمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِر له ما تَقدَّم من ذَنْبِه
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «من صَام رمضان إيِمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِر له ما تَقدَّم من ذَنْبِه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
معنى الحديث: أن من صام شهر رمضان إيمانا بالله مصدقا بوعده محتسبا ثوابه قاصدا به وجه الله -تعالى-، لا رياء ولا سُمعة، غُفِر له ما تقدم من ذنبه.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· إيِمَانًا : أي مُصدقا بما وَرَد فيه من الثواب.
· احْتِسَابا : مُحْتَسبًا في صيامه قاصدا به وجه الله -تعالى-.
فوائد الحديث:
321. بيان فضل رمضان وعلو منزلته، وأنه شهر الصيام، فمن صامه غفرت خطاياه، وذنوبه ولو كانت كزبد البحر.
322. جواز إطلاق قول رمضان من غير إضافة شهر.
المصادر والمراجع:
- صحيح البخاري، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق محمد الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- صحيح مسلم، للإمام مسلم بن الحجاج، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي.
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي - الطبعة الأولى، 1418ه.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الرابعة عشرة، 1407هـ.
- كنوز رياض الصالحين، لحمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا - الطبعة الأولى، 1430ه.
- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لمحمد علي بن محمد بن علان، اعتنى بها: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، الطبعة: الرابعة، 1425هـ - 2004م.
- شرح رياض الصالحين، للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
من قام ليلة القَدْر إيِمَانا واحْتِسَابًا غُفِر له ما تَقدم من ذَنْبِه
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «من قام ليلة القَدْر إيمَانا واحْتِسَابًا غُفِر له ما تَقدم من ذَنْبِه».
درجة الحديث: صحيح
المعنى الإجمالي:
الحديث وارد في فضل قيام ليلة القدر والحث على ذلك ،فمن وافق قيامه ليلة القدر، مؤمنا بها وبما جاء في فضلها راجيًا بعمله ثواب الله تعالى، لا يقصد من ذلك رياء ولا سُمعة، ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص والاحتساب، فإنه يُغفر له جميع صغائر ذُنوبه، أما الكبائر فلا بد من إحداث توبة صادقة، إن كانت في حق الله تعالى، أما إن كانت متعلقة بحق آدمي، فالواجب أن يتوب إلى الله تعالى وأن يَبْرأ من حق صاحبها.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: تفاضل الأزمنة.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين
معاني المفردات:
· قام ليلة القَدْر : أحياها بالعبادة.
· إيِمَانا : تصديقًا بالله وبوعده.
· احْتِسَابًا : طلبًا للثواب والأجر من الله عز وجل.
· غفر له ما تقدم من ذنبه : أي غفرت الصغائر من ذنوبه أما الكبائر فتشترط لها التوبة بالإجماع.
فوائد الحديث:
323. فضل ليلة القَدْر والحَث على قيامها.
324. أن الأعمال الصالحة لا تزكو ولا تُقبل إلا مع الاحتساب وصدق النيات.
المصادر والمراجع:
كنوز رياض الصالحين، تأليف: حمد بن ناصر بن العمار، الناشر: دار كنوز أشبيليا، الطبعة الأولى: 1430 هـ
بهجة الناظرين، تأليف: سليم بن عيد الهلالي، الناشر: دار ابن الجوزي ، سنة النشر: 1418 هـ- 1997م
نزهة المتقين، تأليف: جمعٌ من المشايخ، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى: 1397 هـ الطبعة الرابعة عشر 1407 هـ
صحيح البخاري، تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: محمد زهير الناصر، الناشر: دار طوق النجاة الطبعة: الأولى، 1422هـ
صحيح مسلم، تأليف: مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت
رياض الصالحين، تأليف : محيي الدين يحيى بن شرف النووي ، تحقيق: د. ماهر بن ياسين الفحل ، الطبعة: الأولى، 1428 هـ
المنهاج شرح صحيح مسلم، تأليف: محيي الدين يحيى بن شرف النووي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة: الثانية 1392 هـ
شرح رياض الصالحين: تأليف: محمد بن صالح العثيمين، الناشر: دار الوطن للنشر، الطبعة: 1426 هـ
شرح صحيح البخاري، تأليف: علي بن خلف المشهور بابن بطال، تحقيق: ياسر بن إبراهيم، الناشر: مكتبة الرشد، الطبعة: الثانية، 1423هـ.
من يُرِدِ الله به خيرا يُصِبْ مِنه
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من يُرِدِ الله به خيرا يُصِبْ مِنه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
إذا أراد الله بعباده خيرًا ابتلاهم في أنفسهم وأموالهم وأولادهم؛ ليكون ذلك سببًا في تكفير ذنوبهم ورفعة في درجاتهم، وإذا تأمل العاقل عواقب البلاء وجد أن ذلك خيرٌ في الدنيا وفي الآخرة، وإنما الخيرية في الدنيا؛ لما فيه من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع وإظهار الحاجة، وأما مآلًا فلما فيه من تكفير السيئات ورفع الدرجات.
قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)، ولكن هذا الحديث المطلق مقيد بالأحاديث الأخرى التي تدل على أن المراد: من يرد الله به خيراً فيصبر ويحتسب، فيصيب الله منه حتى يبلوه، أما إذا لم يصبر فإنه قد يصاب الإنسان ببلايا كثيرة وليس فيه خير، ولم يرد الله به خيراً، فالكفار يصابون بمصائب كثيرة، ومع هذا يبقون على كفرهم حتى يموتوا عليه، وهؤلاء بلا شك لم يرد بهم خيرًا.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· يُصِبْ مِنه : يبتليه الله -تعالى- بالمصائب ليثيبه عليها.
فوائد الحديث:
325. أن المؤمن معرَّض لأنواع من البلاء، سواء كان في الدين أو المال.
326. البشارة العظيمة للمسلم؛ لأن كل مسلم لا يخلو عن كونه متأذياً.
327. الابتلاء قد يكون أمارة حب الله لعبده، حتى يرفع درجته، ويعلي مرتبته، ويكفر خطيئته.
المصادر والمراجع:
كنوز رياض الصالحين، أ.د. حمد بن ناصر بن عبد الرحمن العمار، دار كنوز اشبيليا، الطبعة الأولى.
بهجة الناظرين، سليم بن عيد الهلالي، ط ابن الجوزي.
تطريز رياض الصالحين، الشيخ: فيصل بن عبد العزيز آل مبارك، دار العاصمة، الطبعة الأولى.
نزهة المتقين، مجموعة من المشايخ، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى.
شرح رياض الصالحين، الشيخ: ابن عثيمين، مدار الوطن للنشر، طبع عام 1426هـ.
دليل الفالحين، محمد بن علان، دار الكتاب العربي.
رياض الصالحين، الشيخ: ماهر الفحل، دار ابن كثير، الطبعة الأولى.
صحيح البخاري، للإمام البخاري، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى.
مرقاة المفاتيح، علي القاري، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى.
إذا التَقَى المسلمانِ بسَيْفَيْهِمَا فالقاتلُ والمقْتُولُ في النَّارِ
الحديث: عن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا التَقَى المسلمانِ بسَيْفَيْهِمَا فالقاتلُ والمقْتُولُ في النَّارِ». قلت: يا رسول الله، هذا القاتلُ فما بالُ المقتولِ؟ قال: «إنه كان حريصًا على قَتْلِ صَاحِبِهِ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
إذا التقى المسلمان بسيفيهما، قاصدًا كلٌّ منهما إتلاف صاحبه؛ فالقاتل في النار بسبب مباشرته قتل صاحبه، والمقتول في النار لحرصه على ذلك، إلم يعف الله عنهما، وإذا لم يكن الاقتتال بوجه حق، كما في قول الله تعالى: (فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله).
___________________________
راوي الحديث: أبو بكرة نُفَيع بن الحارث الثقفي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· التقى المسلمان : قصد كل واحد منهما قتل صاحبه.
· بسيفيهما : ذكر السيف هنا على سبيل التمثيل، وليس على سبيل التعيين، بل إذا التقي المسلمان بأي وسيلة يكون بها القتل، فقتل أحدهما الآخر فالقاتل والمقتول في النار.
· فما بالُ : البال: الحال والشأن.
· كان حريصا على قتل صاحبه : أي: اشتدت رغبته في قتله.
فوائد الحديث:
328. وقوع العقاب على من عزم على المعصية بقلبه ووطن نفسه عليها وباشر أسبابها؛ سواء حدثت أم لم تحدث، إن لم يعف الله عز وجل عنه، أما من هم بقلبه فقط ولم يباشر الأسباب فلا يأثم.
329. التحذير من اقتتال المسلمين.
المصادر والمراجع:
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الرابعة عشر، 1407هـ - 1987م.
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لابن علان، نشر دار الكتاب العربي.
شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، نشر: دار الوطن للنشر، الرياض، الطبعة: 1426هـ.
المعجم الوسيط، نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
الدين النصيحة
الحديث: عن أبي رقية تميم بن أوس الداري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الدين النصيحة» قلنا: لمن؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
جاء الدين الحنيف بإخلاص النصيحة وبذلها، وبأن نؤمن ونعترف بوحدانية الله -عز وجل-، وننزهه عن النقائص ونصفه بصفات الكمال، وأن القرآن كلامه منزل غير مخلوق، نعمل بمحكمه ونؤمن بمتشابهه، ونصدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- بما جاء به ونمتثل أمره ونجتنب ما نهى عنه، وننصح لأئمة المسلمين بمعاونتهم على الحق وإرشادهم إلى ما جهلوه ونذكرهم ما نسوه أو غفلوا عنه، ونرشد عامة المسلمين إلى الحق، ونكف عنهم الأذى منا ومن غيرنا على حسب الاستطاعة، ونأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر، والجامع للنصح لهم: أن نحب لهم ما يحب كل منا لنفسه.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: العقيدة.
راوي الحديث: أبو رقية تميم بن أوس الداري -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: الأربعون النووية.
معاني المفردات:
· الدين : دين الإسلام، أي عماد الدين وقوامه النصيحة.
· النصيحة : تصفية النفس من الغش للمنصوح له وبذل التوجيه المفيد له.
· لله : بالإيمان به ونفي الشريك عنه، وترك الإلحاد في صفاته، ووصفه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله، وتنزيهه عن جميع النقائص، والرغبة في محابه بفعل طاعته، والرهبة من مساخطه بترك معصيته، والاجتهاد في رد العصاة إليه.
· ولكتابه : بالإيمان بأنه كلامه وتنزيله، وتلاوته حق تلاوته وتعظيمه، والعمل بما فيه والدعاء إليه.
· ولرسوله : بتصديق رسالته، والإيمان بجميع ما جاء به وطاعته، وإحياء سنته بتعلمها وتعليمها، والاقتداء به في أقواله وأفعاله، ومحبته ومحبة أتباعه.
· ولأئمة المسلمين : الولاة بإعانتهم على ما حملوا القيام به وطاعتهم في الحق وجمع الكلمة عليهم، وأمرهم بالحق ورد القلوب النافرة إليهم، وتبليغهم حاجات المسلمين، والجهاد معهم والصلاة خلفهم، وأداء الزكاة إليهم وترك الخروج عليهم بالسيف إذا ظهر منهم حيف، والدعاء لهم بالصلاح، وأما أئمة العلم فالنصيحة لهم بث علومهم ونشر مناقبهم، وتحسين الظن بهم.
· وعامتهم : بالشفقة عليهم، وإرشادهم إلى مصالحهم، والسعي فيما يعود نفعه عليهم، وكف الأذى عنهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه.
فوائد الحديث:
330. الأمر بالنصيحة.
331. عظم منزلة النصيحة من الدين، لذا سميت دينا.
332. أن الدين يشمل الأقوال والأعمال.
333. للعالم أن يكل فهم ما يلقيه إلى السامع، ولا يزيد له في البيان حتى يسأله السامع لتتشوق نفسه حينئذ إليه، فيكون أوقع في نفسه مما إذا أخبره به مباشرة.
334. حسن تعليم الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث يذكر الشيء مجملاً ثم يفصّله.
335. حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على العلم، وأنهم لم يدعوا شيئاً يحتاجون إلى بيانه إلا وسألوا عنه.
336. البداءة بالأهم فالأهم، حيث بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنصيحة لله، ثم للكتاب، ثم للرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم لأئمة المسلمين، ثم عامتهم.
337. تأكيد الكلام بالتكرار للاهتمام والإفهام، كما جاء في رواية الإمام أحمد: "الدين النصيحة" ثلاثاً.
338. شمول النصيحة للجميع.
المصادر والمراجع:
- التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة الأولى، 1380هـ.
- شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
- الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض.
- شرح الأربعين النووية، للشيخ صالح آل الشيخ، دار الحجاز، الطبعة الثانية، 1433هـ.
- الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط. مدار الوطن.
- صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
- الجامع في شرح الأربعين النووية، لمحمد يسري، ط3، دار اليسر، القاهرة، 1430هـ.
إن الحلال بيِّن وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد اسْتَبْرَأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام
الحديث: عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بين، وبينهما أمور مُشْتَبِهَاتٌ لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشُّبُهات فقد اسْتَبْرَأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحِمى يوشك أن يَرْتَع فيه، ألا وإن لكل مَلِك حِمى، ألا وإن حِمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
القاعدة العامة أن ما أحله الله ورسوله، وما حرمه الله ورسوله، كل منهما بَيِّن واضح، وإنما الخوف على المسلم من الأشياء المشتبهة، فمن ترك تلك الأشياء المشتبهة عليه سَلِم دينه بالبعد عن الوقوع في الحرام، وتم له كذلك صيانة عرضه من كلام الناس بما يعيبون عليه بسبب ارتكابه هذا المشتبه.
ومن لم يجتنب المشتبهات، فقد عرض نفسه إما إلى الوقوع في الحرام، أو اغتياب الناس له ونيلهم من عرضه.
وضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- مثلا لمن يرتكب الشبهات كراع يرعى إبله أو غنمه قرب أرض قد حماها صاحبها، فتوشك ماشية ذلك الراعي أن ترعى في هذا الحمى لقربها منه، فكذلك من يفعل ما فيه شبهة، فإنه بذلك يقترب من الحرام الواضح، فيوشك أن يقع فيه.
وأشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن الأعمال الظاهرة تدل على الأعمال الباطنة من صلاح أو فساد، فبين أن الجسد فيه مضغة (وهي القلب) يصلح الجسد بصلاحها، ويفسد بفسادها.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الفضائل - الفتن.
راوي الحديث: إياس بن عبد الله بن أبي ذباب -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: الأربعون النووية.
معاني المفردات:
· الحلال : وهو ما نص الله ورسوله، أو أجمع المسلمون على جوازه، أو لم يعلم فيه منع.
· بين : ظاهر.
· الحرام : ما نص أو أجمع على تحريمه، أو على أن فيه حدًّا أو تعزيرًا، أو وعيدًا.
· أمور : شئون وأحوال.
· مشتبهات : ليست بواضحة الحل ولا الحرمة.
· لا يعلمهن كثير من الناس : لا يدري كثير من الناس ما حكمها.
· اتقى الشبهات : تركها وحذر منها.
· استبرأ لدينه : طلب السلامة له من الذم الشرعي.
· عرضه : العرض: موضع المدح والذم من الإنسان، والمقصود هنا: أن يصون نفسه عن كلام الناس فيه بما يشينه ويعيبه.
· حول الحمى : المكان المحمي المحظور عن غير مالكه، ويتوعد من دخل إليه أو قرب منه، بالعقوبة الشديدة.
· يوشك : يقرب ويسرع.
· يرتع فيه : بفتح التاء، يدخله وتأكل ماشيته منه فيعاقب.
· صلحت : استقامت بفتح اللام وضمها، والفتح أشهر وقيد بعضهم الضم بالصلاح الذي صار سجية.
· محارمه : جمع محرم، وهو فعل المنهي عنه، أو ترك المأمور به الواجب.
· مضغة : قطعة لحم.
فوائد الحديث:
339. الحث على فعل الحلال واجتناب الحرام والشبهات.
340. للشبهات حكم خاص بها، عليه دليل شرعي يمكن أن يصل إليه بعض الناس وإن خفي على الكثير.
341. من لم يتوق الشبهة في كسبه ومعاشه وسائر معاملاته فقد عرض نفسه للطعن فيه.
342. التنبيه على تعظيم قدر القلب والحث على إصلاحه، فإنه أمير البدن بصلاحه يصلح، وبفساده يفسد.
343. تقسيم الأشياء من حيث الحل والحرمة إلى ثلاثة أقسام : حلال بيِّن وحرام بيِّن ومشتبه.
344. المحافظة على أمور الدين ومراعاة المروءة.
345. سد الذرائع إلى المحرمات، وأدلة ذلك في الشريعة كثيرة.
346. ضرب الأمثال للمعاني الشرعية العملية.
المصادر والمراجع:
-التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة: الأولى، 1380 هـ.
-شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
-فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، دار ابن القيم، الدمام المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1424هـ/2003م.
-الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض.
-شرح الأربعين النووية، للشيخ صالح آل الشيخ، دار الحجاز، الطبعة: الثانية، 1433هـ.
-الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط. مدار الوطن.
-الجامع في شروح الأربعين النووية، للشيخ محمد يسري، ط. دار اليسر.
-صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
-صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
إن الله كتب الإحسانَ على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسِنوا القِتلةَ وإذا ذبحتم فأحسِنوا الذِّبحة، وليحد أحدُكم شَفْرَتَه ولْيُرِحْ ذبيحتَهُ
الحديث: عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- مرفوعًا:« إن الله كتب الإحسانَ على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسِنوا القِتلةَ وإذا ذبحتم فأحسِنوا الذِّبحة، وليحد أحدُكم شَفْرَتَه ولْيُرِحْ ذبيحتَهُ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
المسلم مطالب بإحسان نيته وسريرته، ومطالب بإحسان طاعته وعبادته، ومطالب بإحسان عمله وصنعته، ومطالب بالإحسان إلى الناس والحيوان؛ بل وإلى الجماد أيضا.
ولا شك أن ذابح الحيوان سيؤلمه بالذبح، ولا بد من ذبحه للانتفاع به، إذا فالمقصود من ذلك هو تربية الرحمة والرأفة والشفقة والرفق في نفس المؤمن حتى لا يغفل عن تلك المعاني ولو كان ذابحا أو قاتلا بحق، وهو تنبيه على أن الإحسان إذا طلب في القتل والذبح فطلبه في غيره من الأعمال آكد وأشد، ومن الإحسان تحديد السكين وإراحة الحيوان.
___________________________
راوي الحديث: شداد بن أوس -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: الأربعين النووية.
معاني المفردات:
· كتب : أوجب.
· على كل شيء : "على" هنا بمعنى "في" أو "إلى".
· فإذا قتلتم : قصاصًا أو حدًا.
· فأحسنوا القِتلة : بأن تختاروا أسهل الطرق وأخفها وأسرعها زهوقا، القتلة بكسر القاف.
· وإذا ذبحتم : ما يحل ذبحه من البهائم.
· فأحسنوا الذِّبحة : بأن ترفقوا بالبهيمة وبإحداد الآلة، وتوجيهها القبلة والتسمية، ونية التقرب بذبحها إلى الله.
· وليُحِدَّ : بضم الياء، من حد السكين، وبفتحها من حد.
· الشفرة : السكينة العريضة.
· لِيُرِحْ : بإحداد السكين وتعجيل إمرارها وغير ذلك.
· ذبيحته : مذبوحته.
فوائد الحديث:
347. الأمر بالإحسان وهو في كل شيء بحسبه، فالإحسان في الإتيان بالواجبات الظاهرة والباطنة: الإتيان بها على وجه كمال واجباتها، فهذا القدر من الإحسان فيها واجب، وأما الإحسان بإكمال مستحباتها فمستحب.والإحسان في ترك المحرمات: الانتهاء عنها وترك ظاهرها وباطنها، وهذا القدر منه واجب، والإحسان في الصبر على المقدورات، الصبر عليها من غير تسخط، ولا جزع، والإحسان الواجب في معاملة الخلق ومعاشرتهم: القيام بما أوجب الله من حقوقهم. والإحسان الواجب في ولاية الخلق: القيام فيهم بواجبات الولاية المشروعة، والإحسان في قتل ما يجوز قتله من الدواب: إزهاق نفسه على أسرع الوجوه وأسهلها وأرجاها، من غير زيادة في التعذيب، فإنه إيلام لا حاجة إليه.
348. رأفة الله -عزّ وجل- بالعباد، وأنه كتب الإحسان على كل شيء.
349. الله -عزّ وجل- له الأمر وإليه الحكم، لقوله: "إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ" وكتابة الله -تعالى- نوعان: كتابة قدرية، وكتابة شرعية.
350. الإحسان شامل في كل شيء، كل شيء يمكن فيه الإحسان لقوله: "إِنَّ الله كَتَبَ الإِحسَانَ عَلَى كِلِّ شَيء".
351. حسن تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- بضرب الأمثال؛ لأن الأمثلة تقرّب المعاني في قوله: إِذَا قَتَلتُمْ.. إِذَا ذَبَحْتُمْ.
352. وجوب إحسان القِتلة؛ لأن هذا وصف للهيئة لا للفعل.
353. إحسان الذبحة، بأن نذبحها على الوجه المشروع.
354. تحريم تعذيب الحيوان كاتخاذه غرضاً وتجويعه وحبسه بلا طعام ولا شراب.
355. كمال هذه الشريعة واشتمالها على كل خير، ومن ذلك رحمة الحيوان والرفق بالحيوان.
المصادر والمراجع:
التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة الأولى، 1380هـ.
شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، دار ابن القيم، الدمام المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1424هـ - 2003م.
الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض.
الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط. مدار الوطن.
الجامع في شروح الأربعين النووية، للشيخ محمد يسري، ط. دار اليسر.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
إن الله كَتَبَ الحسناتِ والسيئاتِ ثم بَيَّنَ ذلك، فمَن هَمَّ بحسنةٍ فَلم يعمَلها كَتبها الله عنده حسنةً كاملةً، وإن هَمَّ بها فعمِلها كتبها اللهُ عندَه عشرَ حسناتٍ إلى سَبعِمائةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ
الحديث: عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فيما يرويه عن ربه -تبارك وتعالى- قال: «إن الله كَتَبَ الحسناتِ والسيئاتِ ثم بَيَّنَ ذلك، فمَن هَمَّ بحسنةٍ فَلم يعمَلها كَتبها الله عنده حسنةً كاملةً، وإن هَمَّ بها فعمِلها كتبها اللهُ عندَه عشرَ حسناتٍ إلى سَبعِمائةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، وإن هَمَّ بسيئةٍ فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هَمَّ بها فعمِلها كتبها اللهُ سيئةً واحدةً».
زاد مسلم: «ولا يَهْلِكُ على اللهِ إلا هَالِكٌ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
في هذا الحديث العظيم أن الهم بالحسنة مع الحرص على عملها يُكتب حسنة وإن لم تُعمل، وإذا عُملت الحسنة فإنها تُضاعف بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بالسيئة ثم تركها لله كُتبت له حسنة، ومن عمل سيئة كُتبت له سيئة واحدة، ومَن هم بالسيئة ثم تركها لم تُكتب شيئا، وكل ذلك يدل على سَعة رحمة الله عز وجل، حيث تفضل عليهم بهذا الفضل العظيم والخير الجزيل.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· تبارك : تعاظم.
· وتعالى : تنزه عما لا يليق بكماله.
· كتب الحسنات والسيئات : قدرهما في علمه على وفق الواقع.
· بين ذلك : للكتبة من الملائكة.
· هَمَّ : أرادها وترجَّح فعلها عنده، ولكن لم يأت معها بالمقدور أو بعضه.
· إلى أضعاف كثيرة : بحسب أسباب المضاعفة مثل الزيادة في الإخلاص وصدق العزم، وحضور القلب، وتعدى النفع.
فوائد الحديث:
356. بيان فضل الله العظيم على هذه الأمة، إذ لولا ما ذكر في الحديث لعظمت المصيبة، لأن عمل العباد للسيئات أكثر.
357. الحفظة يكتبون أعمال القلوب، خلافا لمن قال إنهم لا يكتبون إلا الأعمال الظاهرة.
358. إثبات كتابة الحسنات والسيئات وقوعاً وثواباً وعقاباً، لقوله: "إن الله كتب الحسنات والسيئات".
359. الحسنات الواقعة والسيئات الواقعة قد فرِغ منها وكتبت واستقرت، والعباد يعملون بمشيئتهم على وفق المكتوب عليهم.
360. إثبات أفعال الله -عزّ وجل- لقوله: "كَتَبَ"، وسواء قلنا إنه أمر بأن يكتب، أو كتب بنفسه عزّ وجل، لورود أحاديث أخرى في ذلك، مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وكتب التوراة بيده) دون تمثيل أو تأويل .
361. عناية الله -عزّ وجل- بالخلق حيث كتب حسناتهم وسيئاتهم قدراً وشرعاً.
362. اعتبار النية في الأعمال وأثرها.
363. التفصيل بعد الإجمال من البلاغة.
364. الهم بالحسنة يكتب حسنة كاملة.
365. فضل الله -عزّ وجل- ولطفه وإحسانه أن من هم بالحسنة ولم يعملها كتبها الله حسنة، ومن هم بسيئة فتركها لله كتبت له حسنة، والمراد بالهم: العزم، لا مجرد حديث النفس.
المصادر والمراجع:
1- التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة: الأولى، 1380 هـ.
2- شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
3- فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، دار ابن القيم، الدمام المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1424هـ/2003م.
4- الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض.
5- الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط. مدار الوطن.
6- الجامع في شروح الأربعين النووية، للشيخ محمد يسري، ط. دار اليسر.
7- صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422ه.
8- صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.
إنَّ اللهَ لا يَنْظُرُ إلى أَجْسامِكُمْ، ولا إلى صُوَرِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمَالِكُمْ
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «إنَّ الله لا ينْظُرُ إِلى أجْسَامِكُمْ، ولا إِلى صُوَرِكمْ، وَلَكن ينْظُرُ إلى قُلُوبِكمْ وأعمالكم».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
إن الله لا يثيبكم ولا يجازيكم على أجسامكم وصوركم ولا يحصل لكم القرب منه سبحانه بذلك، ولكن تحصل المجازاة على ما في قلوبكم من الإخلاص والصدق وعلى الأعمال الصالحة التي تقومون بها
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: البر والصلة - المراقبة.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· لاينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم : أي لا يثيبكم عليها، لأنَّ الأجر والثواب متعلق بعمل الإنسان.
فوائد الحديث:
366. الاعتناء بحال القلب وصفاته، وتصحيح مقاصده، وتطهيره عن كل وصف مذموم.
367. ثواب الأعمال يكون بما انعقد عليه القلب من إخلاص وحسن نية.
368. الاعتناء بإصلاح القلب وبصفاته مقدم على عمل الجوارح، لأن عمل القلب هو المصحح للأعمال الشرعية ولا يصح العمل من الكافر.
369. مسؤولية الفرد على نيته وعمله، وهذا ما يحمله على تصويب العمل القلبي لكل ما يرضي الله ورسوله.
المصادر والمراجع:
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415ه.
تطريز رياض الصالحين للشيخ فيصل المبارك، ط1، تحقيق: عبد العزيز بن عبد الله آل حمد، دار العاصمة، الرياض، 1423 هـ.
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين لمحمد علي بن محمد بن علان، ط4، اعتنى بها: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت، 1425 ه.
رياض الصالحين للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428 هـ.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ.
بينما نحن جلوس عند رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديدُ بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يُرى عليه أثرُ السفر ولا يعرفه منا أحد
الحديث: عن عمر -رضي الله عنه- قال: «بينما نحن جلوسٌ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم إذ طَلَعَ علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديد سَواد الشعر، لا يُرى عليه أثرُ السفر ولا يعرفه منَّا أحدٌ، حتى جلس إلى النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فأسنَد ركبتيْه إلى ركبتيْه، ووضع كفَّيه على فخذيْه، وقال: يا محمد أخبرْني عن الإسلام؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتُؤتيَ الزكاة، وتصومَ رمضان، وتحجَّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلاً، قال: صدقتَ، فعَجِبْنا له يَسأله ويُصدِّقه، قال: فأخبرْني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمنَ بالله وملائكته وكُتبه ورسُله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدَر خيره وشرِّه، قال: صدقتَ، فأخبرْني عن الإحسان؟ قال: أن تعبدَ الله كأنَّك تراه، فإن لَم تكن تراه فإنَّه يراك، قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلمَ مِن السائل، قال: فأخبرني عن أمَاراتِها؟ قال: أنْ تلِدَ الأَمَةُ ربَّتَها، وأنْ تَرَى الحُفاةَ العُراة العَالَة رِعاءَ الشاءِ يَتَطاوَلون في البُنيان، ثمَّ انطلق فَلَبِثَ مليًّا ثم قال: يا عمر أتدري مَن السائل؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: فإنَّه جبريلُ أتاكم يعلِّمُكم دينَكم».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
خرج جبريل -عليه السلام- على الصحابة -رضي الله عنهم- بصورة رجل لا يُعرف، وهم جلوس عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فجلس بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- جلسة المتعلم المسترشد، فسأله عن الإسلام، فأجابه بهذه الأركان التي تتضمن الإقرار بالشهادتين، والمحافظة على الصلوات الخمس، وأداء الزكاة لمستحقيها، وصيام شهر رمضان بنية صادقة، وأداء فريضة الحج على المستطيع، فصدقه، فاستغرب الصحابة من سؤاله الدال على عدم معرفته فيما يظهر ثم تصديقه له، وسأله عن الإيمان، فأجابه بهذه الأركان الستة المتضمنة أن الله هو الخالق الرازق، المتصف بالكمال المنزه عن النقص، وأن الملائكة التي خلقها الله عباد مكرمون لا يعصون الله -تعالى- وبأمره يعملون، والإيمان بالكتب المنزلة على الرسل من عند الله -تعالى-، وبالرسل المبلغين عن الله دينه، وأن الإنسان يبعث بعد الموت ويحاسب، ثم سأله عن الإحسان فأخبره أن الإحسان أن يعبد الله كأنه يشاهده -سبحانه-، فإن لم يقم بهذه العبادة، فليعبد الله -تعالى- خوفًا منه؛ لعلمه أنه مطلع لا تخفى عليه خافية، ثم بيَّن أن علم الساعة لا يعلمه أحد من الخلق، وأن من علامات الساعة كثرة السراري وأولادها، أو كثرة عقوق الأولاد لأمهاتهم يعاملونهن معاملة الإماء، وأن رعاة الغنم والفقراء تبسط لهم الدنيا في آخر الزمان؛ فيتفاخرون في زخرفة المباني وتشييدها، وكل هذه الأسئلة والأجوبة عليها لتعليم هذا الدين الحنيف من جبريل لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم".
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: أركان الإسلام - الإحسان - آداب العلم - علامات الساعة - الملائكة.
راوي الحديث: عمرُ بنُ الخطَّاب -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: الأربعون النووية.
معاني المفردات:
· طلع : ظهر.
· رجل : ملك في صورة رجل.
· أثر السفر : علامات السفر من غبرة وشعث.
· على فخذيه : الفَخِذ: ما بين الساق والوَرِك.
· أن تشهد أن لا إله إلا الله : أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا.
· وأن محمد رسول الله : يجب على الخلق تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر.
· تؤتي الزكاة : تعطي الزكاة المفروضة لمستحقيها.
· أن تؤمن بالله : أنه متصف بصفات الكمال، منزه عن صفات النقائص، لا شريك له.
· وملائكته : تؤمن أنهم كما وصفهم الله: عباد مكرمون، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
· وكتبه : تؤمن أنها كلام الله، وأن ما تضمنته حق.
· ورسله : تؤمن أنهم صادقون، وأنهم بلغوا كل ما أمرهم الله بتبليغه.
· اليوم الآخر : تؤمن بيوم القيامة بما اشتمل عليه من البعث والحساب والميزان والصراط والجنة والنار، إلى غير ذلك مما صحت فيه النصوص.
· وتؤمن بالقدر خيره وشره : تؤمن أن الله علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها، ثم أوجد ما سبق في عمله أن يوجد، فكل محدث صادر عن علمه وقدرته وإرادته، خيرًا كان أو شرًّا, وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطئك لم يكن ليصيبك.
· فإن لم تكن تراه فإنه يراك : فاستمر على إحسان العبادة فإنه يراك.
· عن الساعة : أي متى تقوم، والمراد بها يوم القيامة.
· ما المسئول عنها بأعلم من السائل : لا أعلم وقتها أنا ولا أنت، بل هو مما استأثر الله بعلمه.
· أماراتها : علاماتها.
· ربتها : سيدتها.
· الحفاة : جمع حاف، وهو غير المنتعل.
· العراة : جمع عار، وهو من لا شيء على جسده.
· العالة : الفقراء.
· رعاء الشاء : بكسر الراء، جمع راعي، أي حراسها، والشاء: جمع شاة.
· يتطاولون في البنيان : يتفاخرون في تطويل البنيان ويتكاثرون به.
· فلبثت : أقمت بعد انصرافه.
· مليا : بتشديد الياء، زمانًا.
· يعلمكم دينكم : كليات دينكم.
فوائد الحديث:
370. بيان حسن خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنه يجلس مع أصحابه ويجلسون إليه، وليس ينفرد ويرى نفسه فوقهم.
371. تحسين الثياب والهيئة والنظافة عند الدخول على الفضلاء، فإن جبريل أتى معلما للناس بحاله ومقاله.
372. أن الملائكة -عليهم السلام- يمكن أن يتشكلوا بأشكال غير أشكال الملائكة.
373. الرفق بالسائل وإدناؤه، ليتمكن من السؤال غير منقبض ولا هائب.
374. الأدب مع المعلم كما فعل جبريل -عليه السلام-، حيث جلس أمام النبي -صلى الله عليه وسلم- جلسة المتأدب ليأخذ منه.
375. جواز التورية لقوله: (يا مُحَمَّد) وهذه العبارة عبارة الأعراب، فيوري بها كأنه أعرابي،وإلا فأهل المدن المتخلقون بالأخلاق الفاضلة لا ينادون الرسول صلى الله عليه وسلم بمثل هذا
376. بيان التفاوت بين الإسلام والإيمان والإحسان.
377. أنَّ الإيمان بأصول الإيمان الستة من جملة الإيمان بالغيب.
378. أنَّ أركان الإسلام خمسة، وأنَّ أصولَ الإيمان ستة.
379. أنَّه عند اجتماع الإسلام والإيمان يُفسَّر الإسلام بالأمور الظاهرة، والإيمان بالأمور الباطنة.
380. بيان علوِّ درجة الإحسان.
381. أن الأصل في السائل عدم العلم، وأن الجهل هو الباعث على السؤال.
382. البدء بالأهمِّ فالأهمِّ؛ لأنَّه بُدىء بالشهادَتين في تفسير الإسلام، وبدىء بالإيمان بالله في تفسير الإيمان.
383. سؤال العالم ما لا يجهله السائل، ليعلمه السامع.
384. قول المسئول لِمَا لا يعلم: الله أعلم.
385. أنَّ علم الساعة مِمَّا استأثر الله بعلمه.
386. بيان شيء من أمارات الساعة.
المصادر والمراجع:
- صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب-الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ
-التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة: الأولى، 1380 هـ.
-شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
-فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، للعباد، دار ابن القيم، الدمام المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1424هـ/2003م.
-الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط. مدار الوطن.
-الأحاديث الأربعون النووية وعليها الشرح الموجز المفيد، لعبد الله بن صالح المحسن، نشر: الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، الطبعة: الثالثة، 1404هـ/1984م.
-تاج العروس من جواهر القاموس، للزبيدي، نشر: دار الهداية.
أن رجلًا قال للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: أوصني، قال لا تَغْضَبْ فردَّدَ مِرارًا، قال لا تَغْضَبْ
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رجلًا قال للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: أوصني، قال لا تَغْضَبْ فردَّدَ مِرارًا، قال لا تَغْضَبْ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
طلب أحد الصحابة -رضوان الله عليهم- من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يأمره بشيء ينفعه في الدنيا والآخرة، فأمره ألا يغضب، وفي وصيته "لا تغضب" دفع لأكثر شرور الإنسان.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: الأربعون النووية.
معاني المفردات:
· أوصني : يقال: أوصى فلانا بالشيء: أمره به وفرضه عليه.
· لا تغضب : لا تتعرض لما يجلب الغضب، ولا تفعل ما يأمرك به، والغضب: ضد الرضا.
· فردد : كرر ذلك الرجل قوله: (أوصني).
فوائد الحديث:
387. حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على ماينفع، لقوله: "أَوصِنِيْ".
388. معالجة كل ذي مرض بما يناسب مرضه، إن صح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خص هذا الرجل بهذه الوصية؛ لأنه كان غضوباً.
389. التحذير من الغضب فإنه جماع الشر، والتحرز منه جماع الخير.
390. الأمر بالأخلاق التي إذا تخلق بها المرء وصارت له عادة دفعت عنه الغضب عند حصول أسبابه، كالكرم والسخاء، والحلم والحياء، وغير ذلك.
391. من محاسن الدين الإسلامي أنه ينهى عن مساوئ الأخلاق.
392. جواز طلب الوصية من العالم.
393. جواز الاستزادة من الوصية.
394. فيه شاهد لقاعدة سد الذرائع.
395. فيه شاهد لما خُص به النبي من جوامع الكلم.
396. النهي عن الشيء نهي عن أسبابه، وأمر بما يعين على تركه.
المصادر والمراجع:
التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة الأولى، 1380هـ.
شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، دار ابن القيم، الدمام - المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1424هـ - 2003م.
الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض.
الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط. مدار الوطن.
الجامع في شروح الأربعين النووية، للشيخ محمد يسري، ط. دار اليسر.
صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة الأولى، 1422هـ.
المعجم الوسيط، نشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية.
تاج العروس من جواهر القاموس، للزبيدي، نشر: دار الهداية.
لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ
الحديث: عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله وعليه وسلم- قال: «لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الحديث يمثل قاعدة الإسلام في الشرائع وقواعد الأخلاق والتعامل بين الخلق، وهي دفع الضرر عنهم بمختلف أنواعه ومظاهره، فالضرر محرم وإزالة الضرر واجب، والضرر لا يزال بالضرر، والمضار محرمة.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: مقاصد الشريعة.
راوي الحديث: أبو سعيد الْخُدْرِي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه ابن ماجه من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- ومن حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-.
ورواه أحمد من حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-.
ورواه مالك من حديث عمرو بن يحي المازني مرسلا.
مصدر متن الحديث: الأربعون النووية.
معاني المفردات:
· لا ضرر : لا يضر الرجل أخاه فينقصه شيئا من حقه.
· ولا ضرار : لا يجازي من ضره بأكثر من المقابلة بالمثل، والانتصار بالحق.
فوائد الحديث:
397. الرسول أوتي جوامع الكلم وشواهد هذا كثيرة، وهو من خصائصه -عليه الصلاة والسلام-.
398. الضرر يُزال.
399. النهي عن المجازاة بأكثر من المثل.
400. لم يأمر الله عباده بشيء يضرهم.
401. ورود النفي بمعنى النهي.
402. تحريم الضرار بالقول أو الفعل أو بالترك.
403. دين الإسلام هو دين السلامة.
404. هذا الحديث يعتبر قاعدة من قواعد الشريعة، وهي أن الشريعة لا تقر الضرر، وتنكر الإضرار.
405. هل بين الضرر والضرار فرق أم لا؟ فمنهم من قال: هما بمعنى واحد على وجه التأكيد، والمشهور أن بينهما فرقا، ثم قيل: إن الضرر هو الاسم، والضرار الفعل، فالمعنى أن الضرر نفسه منتف في الشرع، وإدخال الضرر بغير حق كذلك، وقيل: الضرر: أن يدخل على غيره ضررا بما ينتفع هو به، والضرار: أن يدخل على غيره ضررا بلا منفعة له به، كمن منع ما لا يضره ويتضرر به الممنوع، ورجح هذا القول طائفة، منهم ابن عبد البر، وابن الصلاح، وقيل: الضرر: أن يضر بمن لا يضره، والضرار: أن يضر بمن قد أضر به على وجه غير جائز، وبكل حال فالنبي -صلى الله عليه وسلم- إنما نفى الضرر والضرار بغير حق.
المصادر والمراجع:
- التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة الأولى، 1380هـ.
- شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
- فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، دار ابن القيم، الدمام المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1424هـ - 2003م.
- الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض.
- الجامع في شروح الأربعين النووية، للشيخ محمد يسري، ط. دار اليسر.
- مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1421هـ - 2001م.
- سنن ابن ماجه، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي.
- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، للألباني، نشر: المكتب الإسلامي – بيروت، الطبعة الثانية 1405هـ - 1985م.
لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا، وتروح بطانا
الحديث: عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لو أنكم كنتم توَكَّلُون على الله حق توَكُّلِهِ لرزقكم كما يرزق الطير، تَغْدُو خِمَاصَاً، وتَرُوحُ بِطَاناَ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يرشدنا هذا الحديث إلى أن نتوكل على الله تعالى في جميع أمورنا، وحقيقة التوكل: هي الاعتماد على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار في أمور الدنيا والدين؛ فإنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع إلا هو سبحانه وتعالى، وأن على الإنسان فعل الأسباب التي تجلب له المنافع وتدفع عنه المضار مع التوكل على الله {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}, {وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}،فمتى فعل العبد ذلك رزقه الله كما يرزق الطير التي تخرج صباحا وهي جياع ثم تعود مساءً وهي ممتلئة البطون.
___________________________
راوي الحديث: عمرُ بنُ الخطَّاب -رضي الله عنه-
التخريج: رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.
مصدر متن الحديث: تتمة الأربعين النووية لابن رجب.
معاني المفردات:
· توكلون : التوكل: اعتماد القلب على الله في طلب المصالح ودفع المضار مع فعل الأسباب المأذون فيها.
· حق توكله : بالاعتماد على الله عز وجل دون غيره في أمور الدنيا والآخرة، مع الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا ينفع سوى الله تعالى.
· تغدو : تذهب أول النهار.
· خماصا : خاوية البطون من الجوع.
· تروح : ترجع آخر النهار.
· بطانا : ممتلئة البطون.
فوائد الحديث:
406. فضيلة التوكل، وأنه من أعظم الأسباب التي يستجلب بها الرزق.
407. التوكل لا ينافي النظر إلى الأسباب، فإنه أخبر أن التوكل الحقيقي لا يضاده الغدو والرواح في طلب الرزق.
408. اهتمام الشريعة بأعمال القلوب؛ لأن التوكل عمل قلبي.
409. التوكل على الله سبب معنوي في جلب الرزق ولا ينافيه فعل السبب الحسي.
410. مشروعية التوكل على الله في كل المطالب، وهو من واجبات الإيمان، قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
المصادر والمراجع:
-التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة: الأولى، 1380 هـ.
-فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، دار ابن القيم، الدمام المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1424هـ/2003م.
-الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض.
-الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط. مدار الوطن.
-الأحاديث الأربعون النووية وعليها الشرح الموجز المفيد، لعبد الله بن صالح المحسن، نشر: الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، الطبعة: الثالثة، 1404هـ/1984م.
سلسلة الأحاديث الصحيحة، محمد ناصر الدين الألباني، دار المعارف، 1415هـ.
-سنن ابن ماجه، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي.
سنن الترمذي، تحقيق بشار عواد، دار الغرب الإسلامي – بيروت، 1998م.
مسند أحمد، تحقيق شعيب الأرنؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م.
مانهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأْتُوا منه ما استطعتم، فإنما أَهلَكَ الذين من قبلكم كثرةُ مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأْتُوا منه ما استطعتم، فإنما أَهلَكَ الذين من قبلكم كثرةُ مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
دلنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه إذا نهانا عن شيء وجب علينا اجتنابه بدون استثناء، وإذا أمرنا بشيء فعلينا أن نفعل منه ما نطيق.
ثم حذرنا حتى لا نكون كبعض الأمم السابقة حينما أكثروا من الأسئلة على أنبيائهم مع مخالفتهم لهم فعاقبهم الله بأنواع من الهلاك والدمار، فينبغي أن لا نكون مثلهم حتى لا نهلك كما هلكوا.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الفتن - آداب السؤال في العلم.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: الأربعون النووية.
معاني المفردات:
· نهيتكم : النهي: طلب الكفّ على وجه الاستعلاء.
· فاجتنبوه : اتركوه.
· من قبلكم : من الأمم السابقة.
· واختلافهم : مخالفتهم.
· مسائلهم : أسئلتهم.
فوائد الحديث:
411. الأمر بامتثال الأوامر، واجتناب النواهي.
412. النهي لم يرخص في ارتكاب شيء منه، والأمر قيد بالاستطاعة؛ لأن الترك مقدور والفعل يحتاج إلى قدرة على إيجاد الفعل المأمور به.
413. النهي عن كثرة السؤال، قد قسم العلماء السؤال إلى قسمين: أحدهما: ما كان على وجه التعليم لما يحتاج إليه من أمر الدين، فهذا مأمور به ومن هذا النوع أسئلة الصحابة. والثاني: ما كان على وجه التعنت والتكلف وهذا هو المنهي عنه.
414. تحذير هذه الأمة من مخالفة نبيها، كما وقع في الأمم التي قبلها.
415. المنهي عنه يشمل القليل والكثير، لأنه لا يتأتّى اجتنابه إلا باجتناب قليله وكثيره، فمثلاً: نهانا عن الرّبا فيشمل قليله وكثيره.
416. ترك الأسباب المفضية إلى المحرم، لأن ذلك من معنى الاجتناب.
417. الإنسان له استطاعة وقدرة، لقوله: "مَا استَطَعْتُمْ" فيكون فيه رد على الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان لا استطاعة له، لأنه مجبر على عمله، حتى الإنسان إذا حرّك يده عند الكلام، فيقولون تحريك اليد ليس باستطاعته، بل مجبر، ولا ريب أن هذا قول باطل يترتب عليه مفاسد عظيمة.
418. لا ينبغي للإنسان إذا سمع أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يقول: هل هو واجب أم مستحبّ؟ لقوله: "فَأْتُوا مِنْهُ مَا استَطَعْتُمْ".
419. ما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- أو نهى عنه فإنه شريعة، سواء كان ذلك في القرآن أم لم يكن، فُيعمل بالسنة الزائدة على القرآن أمراً أو نهياً.
420. كثرة المسائل سبب للهلاك ولا سيّما في الأمور التي لا يمكن الوصول إليها مثل مسائل الغيب كأسماء الله وصفاته، وأحوال يوم القيامة، لاتكثر السؤال فيها فتهلك، وتكون متنطّعًا متعمّقًا.
421. الأمم السابقة هلكوا بكثرة المسائل، وهلكوا بكثرة الاختلاف على أنبيائهم.
المصادر والمراجع:
-التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة: الأولى، 1380 هـ.
-شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
-فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، دار ابن القيم، الدمام المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1424هـ/2003م.
-الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض.
-شرح الأربعين النووية، للشيخ صالح آل الشيخ، دار الحجاز، الطبعة: الثانية، 1433هـ.
-الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط. مدار الوطن.
-الجامع في شروح الأربعين النووية، للشيخ محمد يسري، ط. دار اليسر.
-صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
-صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
مَن عَمِلَ عملًا ليس عليه أمرُنا فهو رَد
الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي رواية " مَن عَمِلَ عملًا ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
كل عمل أو قول لم يوافق الشريعة في وجوهها كافة؛ بحيث لم تدل عليه أدلتها وقواعدها فهو مردود على صاحبه غير مقبول منه.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: العبادات - الأعياد.
راوي الحديث: عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: الأربعون النووية.
معاني المفردات:
· أحدث : أنشأ واخترع.
· أمرنا : ديننا.
· هذا : إشارة لجلالته ومزيد رفعته وتعظيمه.
· ما ليس منه : من الدين، بأن لا يشهد له شيء من أدلة الشرع وقواعده العامة.
· فهو : أي هذا الأمر المحدث.
· رد : مردود غير مقبول، أي: باطل
فوائد الحديث:
422. حكم الحاكم لا يغير ما في باطن الأمر، لقوله (ليس عليه أمرنا) والمراد به الدين.
423. الدين مبناه على الشرع.
424. كل البدع الاعتقادية والعملية باطلة، كبدعة التعطيل والإرجاء ونفي القدر والتكفير بالذنوب والعبادات البدعية.
425. أن الدين ليس بالرأي والاستحسان.
426. الإشارة إلى كمال الدين.
427. رد كل محدثة في الدين لا توافق الشرع، وفي الرواية الثانية التصريح بترك كل محدثة سواء أحدثها فاعلها أو سبق إليها.
428. إبطال جميع العقود المنهي عنها، وعدم وجود ثمراتها المترتبة عليها.
429. النهي يقتضي الفساد، لأن المنهيات كلها ليست من أمر الدين فيجب ردها.
المصادر والمراجع:
-التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة: الأولى، 1380 هـ.
-شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
-الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض.
-شرح الأربعين النووية، للشيخ صالح آل الشيخ، دار الحجاز، الطبعة: الثانية، 1433هـ.
-الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط. مدار الوطن.
-الجامع في شروح الأربعين النووية، للشيخ محمد يسري، ط. دار اليسر.
-صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
-صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
يا عبادي، إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا فلا تَظَالموا، يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه فاستهدوني أهدكم
الحديث: عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه: «يا عبادي، إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا فلا تَظَالموا، يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه فاستهدوني أَهْدَكِم، يا عبادي، كلكم جائِعٌ إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوتُه فاسْتَكْسُوني أَكْسُكُم، يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوبَ جميعًا فاستغفروني أغفرْ لكم، ياعبادي، إنكم لن تَبلغوا ضَرِّي فتَضُرُّونِي ولن تَبْلُغوا نَفْعِي فتَنْفَعُوني، يا عبادي، لو أن أولَكم وآخِرَكم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا على أتْقَى قلبِ رجلٍ واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أوَّلَكم وآخِرَكم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا على أفْجَرِ قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صَعِيدٍ واحد فسألوني فأعطيت كلَّ واحدٍ مسألتَه ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذا أُدخل البحر، يا عبادي، إنما هي أعمالكم أُحْصِيها لكم ثم أُوَفِّيكُم إياها فمن وجد خيرًا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يفيدنا هذا الحديث القدسي المشتمل على فوائد عظيمة في أصول الدين، وفروعه، وآدابه بأن الله سبحانه حرم الظلم على نفسه تفضلاً منه وإحساناً إلى عباده، وجعل الظلم محرمًا بين خلقه فلا يظلم أحد أحدًا، وأن الخلق كلهم ضالون عن طريق الحق إلا بهداية الله وتوفيقه، ومن سأل الله وفقه وهداه، وأن الخلق فقراء إلى الله محتاجون إليه، ومن سأل الله قضى حاجته وكفاه، وأنهم يذنبون بالليل والنهار والله تعالى يستر ويتجاوز عند سؤال العبد المغفرة، وأنهم لا يستطيعون مهما حاولوا بأقوالهم وأفعالهم أن يضروا الله بشيء أو ينفعوه، وأنهم لو كانوا على أتقى قلب رجل واحد أو على أفجر قلب رجل واحد ما زادت تقواهم في ملك الله، ولا نقص فجورهم من ملكه شيئًا؛ لأنهم ضعفاء فقراء إلى الله محتاجون إليه في كل حال وزمان ومكان، وأنهم لو قاموا في مقام واحد يسألون الله فأعطى كل واحد ما سأل ما نقص ذلك مما عند الله شيئاً؛ لأن خزائنه سبحانه ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، وأن الله يحفظ جميع أعمال العباد ويحصيها ما كان لهم وما كان عليهم، ثم يوفيهم إياها يوم القيامة فمن وجد جزاء عمله خيرًا فليحمد الله على توفيقه لطاعته، ومن وجد جزاء عمله شيئا غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه الأمارة بالسوء التي قادته إلى الخسران.
___________________________
راوي الحديث: أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: الأربعون النووية.
معاني المفردات:
· حرمت : منعت.
· الظلم : وضع الشيء في غير موضعه.
· على نفسي : أي: فضلاً مني، وجوداً وإحسانا إلى عبادي.
· وجعلته بينكم محرما : حكمت بتحريمه عليكم.
· فلا تظالموا : بتشديد الظاء وبتخفيفها أصله تتظالموا، لا يظلم بعضكم بعضًا.
· كلكم ضال : عن الحق لو ترك دون هداية من الله.
· إلا من هديته : وفقته لا متثال الأمر واحتناب النهي.
· فاستهدوني : اطلبوا مني الدلالة على طريق الحق والإيصال إليها.
· أهدكم : أنصب لكم أدلة ذلك الواضحة، وأوفقكم لها.
· فاستطعموني : اطلبوا مني الطعام.
· فاستكسوني : اطلبوا مني الكسوة.
· وأنا أغفر الذنوب جميعا : أي: أسترها وأمحوها، غير الشرك وما لا يشاء مغفرته.
· فاستغفروني : سلوني المغفرة، وهي ستر الذنب ومحو أثره، وأمن عاقبته.
· صعيد واحد : أرض واحدة ومقام واحد.
· المخيط : الإبرة.
· فمن وجد خيرا : ثوابا ونعيما بأن وفق لأسبابهما.أو حياة طيبة هنيئة.
· أوفيكم إياها : أعطيكم جزاءها وافيا تاما.
· فلا يلومن إلا نفسه : فإنها آثرت شهواتها على رضا ربها، واللوم: أن يشعر الإنسان بقلبه بأن هذا فعل غير لائق وغير مناسب، وربما ينطق بذلك بلسانه.
· فليحمد الله : على توفيقه للطاعات التي ترتب عليها ذلك الخير والثواب، فضلاً منه ورحمة.
· ومن وجد غير ذلك : أي وجد شراً أو عقوبة.
فوائد الحديث:
430. من السنة ما هو من كلام الله، وهو ما يرويه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه، ويسمى بالحديث القدسي أو الإلهي.
431. إثبات القول لله -عزّ وجل- وهذا كثير في القرآن الكريم، وهو دليل على ما ذهب إليه أهل السنة من أن كلام الله يكون بصوت، إذ لا يطلق القول إلا على المسموع.
432. الله تعالى قادر على الظلم لكنه حرّمه على نفسه لكمال عدله.
433. تحريم الظلم.
434. شرائع الله مبنية على العدل.
435. من صفات الله ما هو منفي مثل الظلم، ولكن لايوجد في صفات الله -عزّ وجل- نفي إلا لثبوت ضده، فنفي الظلم يعني ثبوت العدل الكامل الذي لانقص فيه.
436. لله عزّ وجل أن يحرم على نفسه ما شاء لأن الحكم إليه، كما أنه يوجب على نفسه ما شاء.
437. إطلاق النفس على الذات لقوله: "عَلَى نَفْسِيْ"، والمراد بنفسه ذاته -عزّ وجل-.
438. وجوب الإقبال على المولى في جميع ما ينزل بالإنسان لافتقار سائر الخلق إليه.
439. كمال عدل الله وملكه وغناه وإحسانه إلى عباده، وعلى العباد أن يتوجهوا إلى الله في قضاء حوائجهم.
440. لا تُطلب الهداية إلا من الله لقوله: "فَاستَهدُونِي أَهدِكُم".
441. الأصل في المكلفين : الضلال، وهو الجهل بالحق وترك العمل به.
442. ما يحصل للعباد من علم أو اهتداء، فبهداية الله وتعليمه.
443. الخير كله من فضل الله تعالى على عباده من غير استحقاق، والشر كله من عند ابن آدم من اتباع هوى نفسه.
444. أن العبد لا يخلق فعل نفسه بل هو وفعله مخلوقان لله تعالى.
445. مهما كثرت الذنوب والخطايا فإن الله تعالى يغفرها، لكن يحتاج أن يستغفر الإنسان، ولهذا قال: "فَاسْتَغْفِرُوْنِيْ أَغْفِرْ لَكُمْ".
446. من أحسن فبتوفيق الله، وجزاؤه فضل من الله فله الحمد.
المصادر والمراجع:
-التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة: الأولى، 1380 هـ.
-شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
-فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، دار ابن القيم، الدمام المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1424هـ/2003م.
-الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض.
-الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط. مدار الوطن.
-الأحاديث الأربعون النووية وعليها الشرح الموجز المفيد، لعبد الله بن صالح المحسن، نشر: الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، الطبعة: الثالثة، 1404هـ/1984م.
-صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
يا غلام، إني أعلمُك كلمات: احْفَظِ اللهَ يحفظْك، احفظ الله تَجِدْه تجَاهَك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِن بالله
الحديث: عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً فقال يا غلام، إني أعلمك كلمات: «احْفَظِ اللهَ يحفظْك، احفظ الله تَجِدْه تُجَاهَك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِن بالله، واعلمْ أن الأمةَ لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يَضرُّوك بشيء لم يَضرُّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».
وفي رواية: «احفظ الله تَجِدْه أمامك، تَعرَّفْ إلى الله في الرَّخَاء يَعرِفْكَ في الشِّدة، واعلم أنَّ ما أخطأَكَ لم يَكُنْ ليُصِيبَكَ، وما أصَابَكَ لم يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، واعلم أن النصرَ مع الصبرِ، وأن الفرجَ مع الكَرْبِ، وأن مع العُسْرِ يُسْرًا».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
في هذا الحديث العظيم يتوجه النبي -صلى الله عليه وسلم- لهذا الغلام وهو ابن عباس -رضي الله عنهما- بوصايا جليلة تتضمن أن يحفظ أوامر الله تعالى ونواهيه على كل أحيانه وفي كل أوقاته، ويصحح له النبي عقيدته في الصغر فما من خالق إلا الله، وما من قادر دون الله، وما من مدبر للأمر مع الله، ولا واسطة بين العبد وبين ربه ومولاه في التوكل والطلب، فهو سبحانه المأمول عند نزول المصاب، وهو سبحانه المرجو عند حلول العقاب، وغرس النبي -عليه السلام- في نفس ابن عباس -رضي الله عنهما- الإيمان بقدر الله وقضائه فكل شيء بقدره -سبحانه- وقضائه، من خير أو شر، وأن البشر ليس بيدهم إمضاء كل ما يريدون، ولا يمضي إلا ما أذن الله -سبحانه- فيه.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه الترمذي وأحمد بروايتيه.
مصدر متن الحديث: الأربعون النووية.
معاني المفردات:
· خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- : أي على دابته رديفا.
· غلام : الصبي حين يفطم إلى تسع سنين، وسن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- حينئذ كانت نحو عشر سنين.
· كلمات : جمل.
· احفظ الله : بملازمة تقواه، واجتناب نواهيه، فحفظ الله بحفظ أمره ونهيه والمحافظة على ما سبق.
· يحفظك : في نفسك وأهلك، ودنياك ودينك، سيما عند الموت.
· تُجاهك : بضم التاء، أمامك كما في الرواية الثانية.
· فاسأل الله : أن يعطيك مطلوبك، ولا تسأل غيره، فإنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، فضلا عن غيره.
· استعنت : طلبت الإعانة على أمر من أمور الدنيا والآخرة.
· فاستعن بالله : لأنه القادر على كل شيء، وغيره عاجز.
· الأمة : المراد بها هنا سائر المخلوقات.
· رفعت الأقلام وجفت الصحف : كناية عن تقدم كتابة المقادير كلها، والفراغ منها من أمد بعيد.
· تعرف إلى الله في الرخاء : بملازمة طاعته.
· يعرفك في الشدة : بتفريجها عنك، وجعله لك من كل ضيق فرجا، ومن كل هم مخرجا.
· واعلم أن ما أخطأك : من المقادير فلم يصل إليك.
· لم يكن ليصيبك : لأنه مقدر على غيرك.
· لم يكن ليخطئك : لأنه مقدر عليك.
· أن النصر : من الله للعبد على جميع أعداء دينه ودنياه أينما يوجد.
· مع الصبر : على طاعة الله، وعن معصيته، وعن المصائب.
· الفرج : الخروج من الغم.
· الكرب : الغم الذي يأخذ النفْس.
فوائد الحديث:
447. جواز الإرداف على الدابة إن أطاقته.
448. ذكر المعلم للمتعلم أنه يريد أن يعلمه قبل فعله، ليشتد شوقه إلى ما يعلم وتقبل نفسه عليه.
449. ملاطفة النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن هو دونه حيث قال: "يَا غُلام إني أُعَلِمُكَ كَلِماتٍ".
450. فضل ابن عباس -رضي الله عنهما-، حيث رآه النبي أهلاً لهذه الوصايا مع صغر سنه.
451. الجزاء قد يكون من جنس العمل.
452. الأمر بالاعتماد على الله، والتوكل عليه دون غيره، وهو نعم الوكيل.
453. عجز الخلائق كلهم، وافتقارهم إلى الله -عز وجل-.
454. التنبيه على أن هذه الدار عرضة للمصائب، فينبغي الصبر عليها.
455. الرضا بالقضاء والقدر.
456. من أضاع الله -أي أضاع دين الله- فإن الله يضيعه ولا يحفظه.
457. من حفظ الله -عزّ وجل- هداه ودله على ما فيه الخير.
458. البشارة العظيمة أن الإنسان إذا أصابه العسر فلينتظر اليسر.
459. تسلية العبد عند حصول المصيبة، وفوات المحبوب على أحد المعنيين في قوله: "وَاعْلَم أن مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُن لِيُخطِئكَ، وَمَا أخطأَكَ لَمْ يَكُن لِيصيبَك" فالجملة الأولى تسلية في حصول المكروه، والثانية تسلية في فوات المحبوب.
المصادر والمراجع:
- التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة: الأولى، 1380 هـ.
- شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
- فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، دار ابن القيم، الدمام المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1424هـ/2003م.
- الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض.
- الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط. مدار الوطن.
- الجامع في شروح الأربعين النووية، للشيخ محمد يسري، ط. دار اليسر.
- مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: أحمد محمد شاكر، نشر: دار الحديث – القاهرة، الطبعة: الأولى، 1416هـ - 1995م.
- سنن الترمذي، نشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، الطبعة: الثانية، 1395هـ - 1975م.
- مشكاة المصابيح، للتبريزي، تحقيق الألباني، الناشر : المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة : الثالثة - 1405هـ.
أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فقال: اللهم اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فقال اللهُ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، ويَأْخُذُ بالذَّنْبِ
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يَحْكِي عن ربه تبارك وتعالى، قال: «أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فقال: اللهم اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فقال اللهُ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، ويَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثم عَادَ فَأَذْنَبَ، فقال: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فقال تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ له رَبًّا، يَغْفِرُ الذَّنْبَ، ويَأْخُذُ بالذَّنْبِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَفْعَلْ ما شَاءَ»
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
إذا فعل العبد ذنبا، ثم قال: اللهم اغفر لي ذنبي، يقول الله تبارك وتعالى: فعل عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، فيستره ويتجاوز عنه، أو يعاقب عليه، ثم عاد فأذنب، فقال: يا رب اغفر لي ذنبي، فقال الله تبارك وتعالى: فعل عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، فيستره ويتجاوز عنه، أو يعاقب عليه، قد غفرت لعبدي، فليفعل ما شاء من الذنوب ويتبعها بالتوبة الصحيحة، فما دام يفعل هكذا، يذنب ويتوب أغفر له، فإن التوبة تهدم ما قبلها.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الرقاق - الرجاء.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· يغفر الذنب : أي: يستره، ويتجاوز عنه.
· يأخذ بالذنب : أي: يعاقب عليه إن شاء.
· فليفعل ما شاء : أي: ما دام يفعل هكذا، يذنب ويتوب أغفر له، فإن التوبة تهدم ما قبلها.
فوائد الحديث:
460. عظيم فضل الله ورحمته على عباده ما داموا يعتقدون أن ربهم بيده مقاليدهم إن شاء غفر وإن شاء عاقب.
461. التوبة الصحيحة تكفر الذنب.
462. المؤمن بالله تعالى يصفو قلبه بالتوبة ويأمل بعفو ربه، فيبادر إلى الصلاح وعمل الخير، وإن وقع منه ذنب استدرك على نفسه بالتوبة ولم يصر على المعصية.
463. لو تكرر الذنب من العبد مائة مرة أو أكثر وتاب في كل مرة؛ قبلت توبته وسقطت ذنوبه، ولو تاب عن الجميع توبة واحدة بعد جميعها صحت توبته.
المصادر والمراجع:
رياض الصالحين، للنووي، نشر: دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق – بيروت، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، الطبعة: الأولى، 1428هـ - 2007م.
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لابن علان، نشر دار الكتاب العربي.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الرابعة عشر، 1407ه 1987م.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415ه.
النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، نشر: المكتبة العلمية - بيروت، 1399هـ - 1979م، تحقيق: طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي.
صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422ه.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
إن المقسطين عند الله على منابر من نور: الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا
الحديث: عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن المُقْسِطين عند الله على منابر من نور: الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولَوُاْ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
في الحديث بشارة للذين يحكمون بالحق والعدل بين الناس الذين تحت إمرتهم وحكمهم، وأنهم على منابر من نور حقيقة إكرامًا لهم يوم القيامة عند الله -عز وجل-.
وهذه المنابر عن يمين الرحمن -تعالى-، وفيه إثبات اليمين واليد له -سبحانه- دون تعطيل أو تكييف أو تشبيه أو تحريف.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: القضاء - الفضائل - الآداب - الإيمان.
راوي الحديث: عبد الله بن عَمْرِو بن العاص -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه مسلم.
ملحوظة:
في صحيح مسلم زيادة على ما في رياض الصالحين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن -عز وجل-، وكلتا يديه يمين».
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· المقسطين : العادلين.
· عند الله : عند الله يوم القيامة.
· في حكمهم : في قضائهم.
· ما وَلُوا : الذي كانت لهم عليه ولاية.
فوائد الحديث:
464. فضل العدل والحث عليه.
465. بيان منزلة العادلين يوم القيامة.
466. تفاوت منازل أهل الإيمان يوم القيامة كل حسب عمله.
467. أسلوب الترغيب من أساليب الدعوة التي ترغب المدعو في الطاعة.
468. إثبات اليد واليمين لله -تعالى- دون تعطيل أو تكييف أو تشبيه أو تحريف.
المصادر والمراجع:
صحيح مسلم, ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء التراث العربي, بيروت.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين لمجموعة من الباحثين, مؤسسة الرسالة, الطبعة الرابعة عشر, 1407ه.
تطريز رياض الصالحين لفيصل بن عبد العزيز المبارك النجدي, تحقيق: عبد العزيز آل حمد, دار العاصمة , الطبعة: الأولى، 1423 هـ.
كنوز رياض الصالحين بإشراف حمد العمار, دار كنوز إشبيليا, الطبعة الأولى, 1430ه.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، لسليم الهلالي, دار ابن الجوزي.
شرح رياض الصالحين لابن عثيمين، دار مدار الوطن للنشر، الرياض, الطبعة : 1426 هـ.
كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى، قِيلَ: وَمَنْ يَأْبَى يا رسولَ اللهِ؟ قال: مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، ومَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أَبَى». قيل: ومَنْ يَأْبَى يا رسول الله؟ قال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أَبَى».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يحدِّث أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بشّر أمته فقال:
(كل أمتي يدخلون الجنة) أي أمة الإجابة
ثم استثنى عليه الصلاة والسلام فقال: (إلا من أبى) أي: من عصى منهم بترك الطاعة التي هي سبب لدخولها؛ لأن من ترك ما هو سبب لشيء لا يوجد بغيره فقد أبى أي امتنع؛ فاستثناؤهم تغليظًا عليهم، أو أراد أمة الدعوة: ومن أبى من كفر بامتناعه عن قبولها.
فقال الصحب الكرام: (ومن يأبى يا رسول الله):
فأجابهم عليه الصلاة والسلام: (من أطاعني) أي انقاد وأذعن لما جئت به (دخل الجنة).
وأما (ومن عصاني) بعدم التصديق أو بفعل المنهي (فقد أبى): أي فله سوء المنقلب بإبائه.
وعليه: فمن أبى إن كان كافرًا لا يدخل الجنة أصلاً، وأما من كان مسلمًا فإنه لا يدخلها حتى يطهر بالنار، وقد يدركه العفو فلا يعذب أصلاً وإن ارتكب جميع المعاصي.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· أمتي : أمة الدعوة والآبي هو الكافر بامتناعه عن قبول الدعوة.أو: أمة الإجابة والآبي هو العاصي منهم ويكون المراد: أن لا يدخلها ابتداء.
· أَبَى : امتنع.
فوائد الحديث:
469. خلق الله العباد ليرحمهم، ويدخلهم دار رحمته.
470. الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ عن ربه.
471. من عصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رد رحمة الله.
472. مشاقة الله ورسوله توجب النار.
473. نجاة المرء في الدنيا والآخرة باتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم.
474. في هذا الحديث: أعظم بشارة للطائعين من هذه الأمة، وأن كلهم يدخلون الجنة إلا من عصى الله ورسوله واتبع شهواته وهواه.
المصادر والمراجع:
فيض القدير شرح الجامع الصغير، للمناوي، المكتبة التجارية الكبرى – مصر، الطبعة: الأولى.
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لابن علان، نشر دار الكتاب العربي.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415ه.
صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422ه.
التيسير بشرح الجامع الصغير، للمناوي، مكتبة الإمام الشافعي، الرياض، ط3.
ما زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالجَارِ حَتَّى ظَنَنتُ أَنَه سَيُورثه
الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها-, وعبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
ما زال جبريل يوصيني بالاعتناء بالجار، حتى ظننت أنه سينزل الوحي الذي يأتي به جبريل بتوريث الجار.
___________________________
راوي الحديث: عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-، ورواه مسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها-.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· يوصيني بالجار : أي: بالاعتناء به.
· ظننت أنه سيورثه : اعتقدت وترقبت أن يأتيني ويجعل الجوار سببا للإرث.
فوائد الحديث:
475. عظم حق الجوار ووجوب مراعاة ذلك.
476. التأكيد على حقه بالوصية يقتضي ضرورة إكرامه والتودد والإحسان إليه، ودفع الضر عنه، وعيادته عند المرض، وتهنئته عند المسرة، وتعزيته عند المصيبة.
المصادر والمراجع:
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لابن علان، نشر دار الكتاب العربي.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الرابعة عشر، 1407هـ - 1987م.
شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، نشر: دار الوطن للنشر، الرياض، الطبعة: 1426هـ.
صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
إن الرقى والتمائم والتِّوَلَة شرك
الحديث: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الرقى والتمائم والتِّوَلَة شرك".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخبر أن استعمال هذه الأشياء لقصد دفع المضار وجلب المصالح من عند غير الله شركٌ بالله لأنه لا يملك دفع الضر وجلب الخير إلا الله سبحانه، وهذا الخبر معناه النهيُ عن هذا الفعل.
فالرقى -وتسمى العزائم- والتمائم وهي التي تعلق على الأطفال من الخرز ونحوها، والتولة وهي التي تصنع لتحبب أحد الزوجين إلى الآخر بأنها شرك بالله -تعالى-، والجائز من الرقى ما تضمن ثلاثة شروط: الأول: أن لا يعتقد أنها تنفع بذاتها دون الله، فإن اعتقد أنها تنفع بذاتها من دون الله فهو محرم، بل شرك، بل يعتقد أنها سبب لا تنفع إلا بإذن الله، الثاني: أن لا تكون مما يخالف الشرع، كما إذا كانت متضمنة دعاء غير الله، أو استغاثة بالجن، وما أشبه ذلك، فإنها محرمة، بل شرك، الثالث: أن تكون مفهومة معلومة، فإن كانت من جنس الطلاسم والشعوذة، فإنها لا تجوز.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الطب.
راوي الحديث: عبد الله بن مَسعود -رضي الله عنه-
التخريج: رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· الرقى : هي القراءة على المريض ونحوه، سواء مع النفث أو بدونه، والمشروع منها ما توفرت فيه ثلاثة شروط كما سبق.
· التمائم : جمع تميمة، وهي ما يعلقونه من الخرز ونحوها على الصبيان اتقاء العين.
· التولة : شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والرجل إلى زوجته.
فوائد الحديث:
477. الحث على صيانة العقيدة عما يخل بها وإن كان يتعاطاه كثيرٌ من الناس.
478. تحريم استعمال هذه الأشياء المذكورة فيه.
479. الشرك الموصوف به في الحديث هل هو شرك أصغر أو أكبر؟ نقول: بحسب ما يريد الإنسان منها: إن اتخذها معتقدا أن المسبب للمحبة هو الله; فهي شرك أصغر، وإن اعتقد أنها تفعل بنفسها; فهي شرك أكبر.
480. تحريم الرقى وأنها من الشرك إلا ما كان منها مشروعا.
المصادر والمراجع:
-سنن أبي داود، لسليمان بن الأشعث السِّجِسْتاني، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد: المكتبة العصرية.
-سنن ابن ماجه، لإبن ماجه أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي- دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي.
-مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي مؤسسة الرسالة الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م.
-سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، محمد ناصر الدين، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض- الطبعة: الأولى، (لمكتبة المعارف).
-الجديد في شرح كتاب التوحيد، محمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي، دارسة وتحقيق: محمد بن أحمد سيد أحمد- مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية- الطبعة: الخامسة، 1424هـ/2003م.
-الملخص في شرح كتاب التوحيد، صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان- دار العاصمة الرياض- الطبعة: الأولى 1422هـ- 2001م.
-القول المفيد على كتاب التوحيد، محمد بن صالح بن محمد العثيمين، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية- الطبعة: الثانية, محرم 1424هـ.
أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرُك أخاك بما يكره
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أتدرون ما الغِيبَةُ؟»، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذكرُك أخاك بما يكره»، قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغْتَبْتَهُ, وإن لم يكن فقد بَهَتَّهُ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يبين النبي -صلى الله عليه وسلم- حقيقة الغيبة، وهي: ذكر المسلم الغائب بما يكره، سواء كان من صفاته الخَلْقية أو الخلُقية ولو كانت فيه تلك الصفة، وأما إذا لم تكن فيه الصفة التي ذكرت فقد جمعت إلى الغيبة المحرمة البهتان والافتراء على الإنسان بما ليس فيه.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· الغيبة : ذكر الغائب بما يكره.بَهَتَّه : كذبت وافتريت عليه.
فوائد الحديث:
481. بيان معنى الغيبة وأنها ذكرك لأخيك المسلم بما يكره.
482. أن الكافر لا تحرم الغيبة في حقه، لأن الحديث قيد الغيبة بغيبة الأخ، والمراد به المسلم.
483. إذا كانت الغيبة بوصف الإنسان بما ليس فيه فهو البهتان.
484. حسن تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث يُلقي المسائل على طريقة السؤال.
485. حسن أدب الصحابة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حين قالوا: الله ورسوله أعلم.
المصادر والمراجع:
فتح ذي الجلال والاكرام بشرح بلوغ المرام، للشيخ ابن عثيمين، مدار الوطن للنشر، الطبعة الأولى 1430 - 2009م.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان، دار ابن الجوزي، ط1، 1428هـ.
توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام، للبسام، مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت.
اللهم من وَلِيَ من أمر أمتي شيئا, فشَقَّ عليهم، فاشْقُقْ عليه
الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها- مرفوعاً: «اللهم من وَلِيَ من أمر أمتي شيئاً, فشَقَّ عليهم؛ فاشْقُقْ عليه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
في الحديث وعيد شديد لمن ولي أمرًا من أمور المسلمين صغيرًا كان أم كبيرًا وأدخل عليهم المشقة، وذلك بدعاء رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عليه بأن الله -تعالى- يجازيه من جنس ما عمل.
___________________________
راوي الحديث: عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· اللهم : هي بمعنى: يا الله.فشَقَّ عليهم : صعّب عليهم الأمر.
فوائد الحديث:
486. الحديث فيه وعيد شديد على الأمراء والعمال الذين يشقون على الناس.
487. يجب على من تولى شيئا من أمور المسلمين أن يرفق بهم ما استطاع.
488. أن الجزاء من جنس العمل.
المصادر والمراجع:
المسند الصحيح (صحيح مسلم), تأليف: مسلم بن حجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, دار إحياء التراث العربي.
فتح ذي الجلال والاكرام بشرح بلوغ المرام، للشيخ ابن عثيمين، مدار الوطن للنشر - الطبعة الأولى 1430 - 2009م
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان. دار ابن الجوزي. ط1 1428ه
توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام، للبسام. مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة.الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م
إن رجالًا يَتَخَوَّضُون في مال الله بغير حق, فلهم النار يوم القيامة
الحديث: عن خولة الأنصارية -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن رجالاً يَتَخَوَّضُون في مال الله بغير حق, فلهم النار يوم القيامة».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أناس يتصرفون في أموال المسلمين بالباطل، وأنهم يأخذونها بغير حق، ويدخل في ذلك أكل أموال اليتامى وأموال الوقف من غير مستحقها وجحد الأمانات والأخذ بغير استحقاق ولا إذن من الأموال العامة، وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أن جزاءهم النار بذلك يوم القيامة.
___________________________
راوي الحديث: خولة الأنصارية -رضي الله عنها-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· يتخوضون في مال الله : يتصرفون في أموال المسلمين بالباطل.
فوائد الحديث:
489. يحرم على الإنسان أن يكتسب المال إلا من الوجه الحلال، لأن اكتسابه من الحرام من التخوض فيه والتصرف بالباطل.
490. المال بيد المسلمين وبيد ولاتهم هو مال الله استخلفهم عليه لينفقوه في الطرق المشروعة، والتصرف فيه بالباطل حرام، وهذا عام في الولاة وغيرهم من سائر المسلمين.
المصادر والمراجع:
فتح ذي الجلال والاكرام بشرح بلوغ المرام، للشيخ ابن عثيمين، مدار الوطن للنشر، الطبعة الأولى 1430 - 2009م.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان، دار ابن الجوزي، ط1، 1428هـ.
توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام، للبسام، مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة، الطبعة الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
صحيح البخاري, تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري, تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر, دار طوق النجاة ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي, ط، 1422.
إيَّاكم والظنَّ, فإن الظنَّ أكذب الحديث
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: «إيَّاكم والظنَّ, فإن الظنَّ أكذبُ الحديث».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
في الحديث تحذير من الظن الذي لم يُبن على دليل، بحيث يعتمد الإنسان على هذا الظن المُجرد ويبني عليه الأحكام، وأن هذا من مساوئ الأخلاق، وأنه من أكذب الحديث لأن الظان إذا اعتمد على ما لا يُعتمد عليه وجعله أصلا وجزم به صار كذباً بل أشد الكذب.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· إياكم والظن : أسلوب تحذير، ومعناه: حذروا أنفسكم من الظن، واحذروا الظن.
· الظن : هو التهمة، وهو ظن السوء بالمسلم من غير برهان.
فوائد الحديث:
491. التحذير من الظن الذي لم يُبن على دليل.
492. لا يضر الظن السيء بمن ظهرت منه علاماته، كأهل السوء والفسوق.
493. المراد التحذير من التهمة التي تستقر في النفس، ومن الإصرار عليها، أما ما يعرض في النفس ولا يستقر فهذا لا يُكلف به.
المصادر والمراجع:
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان، دار ابن الجوزي، ط1 ،1428هـ.
توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام، للبسام، مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة، الطبعة الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
رياض الصالحين، للنووي، تحقيق: ماهر الفحل، دار ابن كثير - بيروت، الطبعة الأولى 1428هـ - 2007م.
صحيح البخاري, تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري, تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر, دار طوق النجاة ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي, ط 1422هـ.
صحيح مسلم, تأليف: مسلم بن حجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, دار إحياء التراث العربي.
ما من عبد يَسْتَرْعِيْهِ الله رَعِيَّةً, يموت يوم يموت, وهو غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ؛ إلا حرَّم الله عليه الجنة
الحديث: عن معقل بن يسار -رضي الله عنه- مرفوعاً: «ما من عبد يَسْتَرْعِيْهِ الله رَعِيَّةً, يموت يوم يموت, وهو غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ؛ إلا حرَّم الله عليه الجنة».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
في حديث معقل بن يسار هذا التحذير من غش الرعية، وأنه:
(ما من عبد يسترعيه الله رعية): أي يفوض إليه رعاية رعية: وهي بمعنى المرعية، بأن ينصبه إلى القيام بمصالحهم ويعطيه زمام أمورهم، والراعي: الحافظ المؤتمن على ما يليه من الرعاية وهي الحفظ.
(يموت يوم يموت وهو غاش) أي خائن (لرعيته) المراد يوم يموت وقت إزهاق روحه، وما قبله من حالة لا تقبل فيها التوبة؛ لأن التائب من خيانته أو تقصيره لا يستحق هذا الوعيد.
فمن حصلت منه الخيانة في ولايته، سواء كانت هذه الولاية عامة أو خاصة؛ فإن الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم توَعَّده بقوله: (إلا حرم الله عليه الجنة) أي إن استحل أو المراد يمنعه من دخوله مع السابقين الأولين.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الإمامة - الإيمان.
راوي الحديث: مَعْقِلُ بن يَسار -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· يَسْتَرْعِيْهِ : يفوّض إليه رعايتها، بأن يكون أميرًا أو واليًا عليها.
· رَعِيَّةً : الرعية هم عامة الناس الخاضعون للأمير ونحوه.
· غاشّ : خائن لا يقوم بمصالحهم.
· إلا حرم الله عليه الجنة : حرم عليه دخول دار النعيم العظيم مع الفائزين أول الأمر أو حرمها عليه مطلقا إن استحل غش وخيانة المسلمين.
فوائد الحديث:
494. الوعيد الشديد للولاة الذين لا يهتمون بأمور رعيتهم.
495. هذا الحديث ليس خاصًا بالإمام الأعظم ونوابه، بل هو عام في كل من استرعاه الله رعية، كالأب، ومدير المدرسة ونحوهما.
496. أنه لو تاب هذا الغاش قبل موته لا يلحقه هذا الوعيد.
497. تحذير الحكام من التفريط في حق رعاياهم وإهمال قضاياهم وتضييع حقوقهم.
498. بيان واجب الحكام في بذل أقصى جهودهم لنصح شعوبهم، وأن من فرط في ذلك حرم الجنة مع الفائزين.
499. بيان أهمية منصب الحاكم في الإسلام.
المصادر والمراجع:
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415ه.
رياض الصالحين، للنووي، ط1، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1428ه.
رياض الصالحين، ط4، تحقيق: عصام هادي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، دار الريان، بيروت، 1428هـ.
صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، ط1، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422ه.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
فيض القدير شرح الجامع الصغير، للمناوي، ط1، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، 1356ه.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين، ط14، مؤسسة الرسالة، 1407هـ.
كل بني آدم خطاء, وخير الخطائين التوابون
الحديث: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ بني آدم خَطَّاءٌ, وخيرُ الخَطَّائِينَ التوابون».
درجة الحديث: حسن.
المعنى الإجمالي:
لا يخلو الإنسان من الخطيئة، لما فُطر عليه من الضعف، وعدم الانقياد لمولاه في فعل ما دعاه إليه، وترك ما نهاه عنه، لكنه تعالى فتح باب التوبة لعباده، وأخبر أن خير الخطائين هم المكثرون من التوبة.
___________________________
راوي الحديث: أَنَس بن مالك -رضي الله عنه-
التخريج: رواه الترمذي وابن ماجه والدارمي وأحمد.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· خطَّاء : الرجل الخطَّاء هو الملازم للخطأ.
· التوّابون : التواب: العبد الكثير التوبة.والتوبة: هي ترك الذنب لقبحه والندم على ما فرط منه، والعزيمة على ترك المعاودة، وتدارك ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالإعادة.
فوائد الحديث:
500. من شأن ابن آدم الخطأ والوقوع في الذنب.الواجب على المؤمن إذا تلبس بمعصية أن يبادر بالتوبة.
المصادر والمراجع:
سنن الترمذي، محمد بن عيسى الترمذي، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم عطوة عوض، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر الطبعة الثانية، 1395هـ - 1975 م.
سنن ابن ماجه: ابن ماجه أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، فيصل عيسى البابي الحلبي.
مسند الإمام أحمد بن حنبل المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى، 1421 هـ - 2001 م.
سنن الدارمي، عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، دار المغني للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1412 هـ - 2000 م.
مشكاة المصابيح، محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي، المحقق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1985.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام:تأليف عبد الله الفوزان، طبعة دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى 1428هـ.
توضيح الأحكام شرح بلوغ المرام: تأليف عبد الله البسام، مكتبة الأسدي، مكة المكرمة، الطبعة الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للشيخ ابن عثيمين، المكتبة الإسلامية القاهرة، تحقيق صبحي رمضان وأم إسراء بيومي، الطبعة الأولى 1427هـ.
- سبل السلام، محمد بن إسماعيل الصنعاني، دار الحديث، بدون طبعة وبدون تاريخ.
- فيض القدير شرح الجامع الصغير، المؤلف: عبد الرؤوف المناوي القاهري، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، الطبعة الأولى، 1356هـ.
كل معروف صدقة
الحديث: عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كل معروف صدقة».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
كل معروف يفعله الإنسان صدقة، والصدقة هي ما يعطيه المتصدّق من ماله، وهذا يشمل الصدقة الواجبة والمندوبة، فبيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن فعل المعروف له حكم الصدقة في الأجر والثواب.
___________________________
راوي الحديث: جابِر بن عبد الله -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· معروف : المعروف اسم جامع لكل ما فيه نفع للآخرين من قول أو فعل.
فوائد الحديث:
501. الحديث يدل على أن الصدقة لا تنحصر فيما أخرجه الإنسان من ماله، بل كل شيء يفعله الإنسان أو يقوله من الخير يكتب له به صدقة.
502. فيه الترغيب في بذل المعروف وكل ما فيه نفع للآخرين.
المصادر والمراجع:
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان، دار ابن الجوزي، ط1، 1428هـ.
توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام، للبسام، مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئا, ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق
الحديث: عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- مرفوعاً: «لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئا, ولو أن تَلْقَى أخاك بوجه طَلْق».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الحديث دليل على استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء، وأن هذا من المعروف الذي ينبغي للمسلم أن يحرص عليه ولا يحتقره لما فيه من إيناس الأخ المسلم وإدخال السرور عليه.
___________________________
راوي الحديث: أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· لا تحقرنّ : احتقار الشيء: الاستهانة بقدره.طَلْق : سهل منبسط مشرق.
فوائد الحديث:
503. طلب التواد والتحاب بين المؤمنين، وطلاقة الوجه وابتسامته والبِشر.
504. كمال هذه الشريعة وشمولها، وأنها جاءت بكل ما فيه صلاح المسلمين وتوحيد كلمتهم.
505. الحرص على فعل المعروف خاصة ما كان متعلقا بالآخرين، وألا يحتقر من المعروف شيئا.
506. استحباب إدخال السرور على المسلمين؛ لما في ذلك من تحقيق الألفة بينهم.
المصادر والمراجع:
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان، دار ابن الجوزي، ط1، 1428هـ.
توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام، للبسام، مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة، الطبعة الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الرابعة عشر، 1407هـ - 1987م.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، للهلالي، نشر: دار ابن الجوزي.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت.
ليس الشديد بالصُّرَعة, إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «ليس الشديد بالصُّرَعة, إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
القوة الحقيقية ليست هي قوة العضلات والجسد، وليس الشديد القوي هو الذي يصرع غيره من الأقوياء دائمًا، وإنما القوي الشديد بحق هو الذي جاهد نفسه وقهرها حينما يشتد به الغضب؛ لأن هذا يدل على قوة تمكنه من نفسه وتغلبه على الشيطان.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· الشديد : القوي في بدنه.الصُّرَعة : هو القوي الذي يصرع الناس.
فوائد الحديث:
507. فضيلة الحلم، قال تعالى: "وإذا ما غضبوا هم يغفرون".
508. مجاهدة النفس عند الغضب أشد من مجاهدة العدو.
509. تغيير الإسلام لمفهوم القوة الجاهلي إلى أخلاق كريمة تبني شخصية مسلمة متميزة؛ فأشد الناس قوة هو من ملك زمام نفسه وفطمها عن شهواتها.
510. وجوب الابتعاد عن الغضب؛ لما فيه من الأضرار الجسمية والنفسية والاجتماعية.
511. الغضب صفة بشرية تنصرف بأمور منها مِلك النفس.
المصادر والمراجع:
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان. دار ابن الجوزي. ط1 1428ه.
توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام، للبسام، مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة.الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الرابعة عشر، 1407ه 1987م.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، للهلالي، نشر: دار ابن الجوزي.
صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422ه.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
من تَشبَّه بقوم, فهو منهم
الحديث: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: «من تَشبَّه بقوم, فهو منهم».
درجة الحديث: حسن.
المعنى الإجمالي:
الحديث يفيد العموم، فمن تشبه بالصالحين كان صالحاً وحشر معهم، ومن تشبه بالكفار أو الفساق فهو على طريقتهم ومسلكهم.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الآداب - الثياب واللباس.
راوي الحديث: عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه أبو داود وأحمد.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· تشبه : التشبه هو: تكلّف المسلم موافقة غيره من الكفار أو المبتدعة فيما هو من خصائصهم من عبادات أو عادات.
فوائد الحديث:
512. التحذير من التشبه بالكفار.
513. الحث على التشبه بالصالحين.
514. الوسائل لها أحكام المقاصد، فالتشبه في الظاهر يورث المحبة في الباطن.
515. أحكام التشبه على جهة التفصيل لا يمكن الإحاطة بها، لأن هذا يختلف باختلاف نوع التشبه وما يتضمن من المفاسد، خاصة في هذا الزمان، بل لا بد من عرض كل مسألة على نصوص الشريعة.
516. النهي عن التشبه بالكفار إنما هو نهي عن التشبه بهم في دينهم وفي عاداتهم المختصة بهم، أما ما لم يكن كذلك كتعلم الصناعات ونحوها فلا يدخل في النهي.
المصادر والمراجع:
سنن أبي داود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، نشر: المكتبة العصرية، صيدا – بيروت.
بلوغ المرام من أدلة الأحكام، لابن حجر، دار الفلق، الرياض، الطبعة: السابعة، 1424هـ.
توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام، للبسام، مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة، 1423هـ - 2003م.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان، دار ابن الجوزي، ط1 1428هـ.
فتح ذي الجلال والاكرام بشرح بلوغ المرام، للشيخ ابن عثيمين، مدار الوطن للنشر، الطبعة الأولى 1430 - 2009م.
مشكاة المصابيح، للتبريزي، تحقيق الألباني، الناشر: المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة الثالثة - 1405 – 1985م.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، للشيخ الفوزان، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى : 1427 – 2006م.
من دلَّ على خير, فله مثل أجر فاعله
الحديث: عن أبي مسعود البدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من دلَّ على خير, فله مثلُ أجرِ فاعلِه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
هذا حديث عظيم، يدل على أن من أرشد غيره إلى خير كان له من الأجر مثل ما للفاعل، وهذا يشمل الدلالة بالقول كالتعليم، والدلالة بالفعل وهو القدوة الحسنة.
___________________________
راوي الحديث: أبو مسعود عقبة بن عمرو البدري الأنصاري -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
فوائد الحديث:
517. الحث على الدلالة على الخير.الوسائل لها أحكام المقاصد.
المصادر والمراجع:
توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام، للبسام، مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
رياض الصالحين، للنووي، تحقيق: ماهر الفحل، دار ابن كثير - بيروت، الطبعة الأولى 1428هـ - 2007م.
صحيح مسلم, تأليف: مسلم بن حجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, دار إحياء التراث العربي.
فتح ذي الجلال والاكرام بشرح بلوغ المرام، للشيخ ابن عثيمين، مدار الوطن للنشر - الطبعة الأولى 1430 - 2009م.
سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندًّا، وهو خلقك
الحديث: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيُّ الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله نِدًّا، وهو خَلَقَكَ» قلت: ثم أَيُّ؟ قال: «ثم أن تقتل ولدك خَشْيَةَ أن يأكل معك» قلت: ثم أَيُّ؟ قال: «ثم أن تُزَانِي حَلِيْلَةَ جَارِكَ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
سأل الصحابة -رضي الله عنهم- عن أعظم الذنوب فأخبرهم عن أعظمها، وهو الشرك الأكبر، وهو الذي لا يغفره الله تعالى إلا بالتوبة، وإن مات صاحبه فهو مخلد في النار.
ثم قتل المرء ولده خشية أن يأكل معه، فقتل النفس التي حرم الله تعالى هي المرتبة الثانية من الذنوب العظيمة، ويزيد الإثم وتتضاعف العقوبة إذا كان المقتول ذا رحم من القاتل، ويتضاعف مرة أخرى حين يكون المقصود هو قطع المقتول من رزق الله الذي أجراه على يد القاتل.
ثم أن يزني الرجل بزوجة جاره، فالزنا هو الرتبة الثالثة من الكبائر، ويعظم إثمه إذا كانت المزني بها زوجة الجار الذي أوصى الشرع بالإحسان إليه وبره وحسن صحبته.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن مَسعود -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· نِدّاً : النِّدّ: هو الشبيه والمثيل والشريك.حَلِيْلة : زوجة.
فوائد الحديث:
518. تفاوت الذنوب في العظم، كما أن الأعمال الصالحة تتفاوت في الفضل.
519. الحديث يدل على أن أعظم الذنوب: الشرك بالله تعالى، ثم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، ثم الزنى.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري, تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري, تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر, دار طوق النجاة ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي, ط 1422هـ.
صحيح مسلم, تأليف: مسلم بن حجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, دار إحياء التراث العربي.
فتح ذي الجلال والاكرام بشرح بلوغ المرام، للشيخ ابن عثيمين، مدار الوطن للنشر - الطبعة الأولى 1430 - 2009م.
توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام، للبسام، مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
بلوغ المرام من أدلة الأحكام، لابن حجر، دار الفلق – الرياض، الطبعة: السابعة، 1424هـ.
لا تسبوا الأموات; فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا
الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها- مرفوعاً: «لا تسبوا الأموات; فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الحديث دليل على تحريم سب الأموات والوقوع في أعراضهم، وأن هذا من مساوئ الأخلاق، وحكمة النهي جاءت من قوله في بقية الحديث: "فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" أي وصلوا إلى ما قدموه من أعمالهم صالحة أو طالحة، وهذا السب لا يبلغهم وإنما يؤذي الأحياء.
___________________________
راوي الحديث: عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· أفضوا إلى ما قدموا : صاروا إلى ما قدموا من أعمالهم.
فوائد الحديث:
520. الحديث دليل على تحريم سب الأموات، وعمومه يفيد أنه سواء أكانوا مسلمين أم كفارًا.
521. يستثنى من النهي عن سب الأموات إذا كان في ذكر معايبهم فائدة.
522. الحكمة من النهي عن سبهم جاءت في الحديث، وهي أنهم وصلوا إلى ما قدموا من خير أو شر فلا ينفع سبهم، وأيضا لما فيه من إيذاء أقاربه الأحياء.
523. أنه لا ينبغي للإنسان أن يقول ما لا فائدة فيه.
المصادر والمراجع:
فتح ذي الجلال والاكرام بشرح بلوغ المرام، للشيخ ابن عثيمين، مدار الوطن للنشر - الطبعة الأولى 1430 - 2009م.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان، دار ابن الجوزي، ط1 1428هـ.
توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام، للبسام، مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
رياض الصالحين، للنووي، تحقيق: ماهر الفحل، دار ابن كثير - بيروت، الطبعة الأولى 1428هـ - 2007م.
صحيح البخاري, تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري, تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر, دار طوق النجاة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، 1422.
لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان: فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
الحديث: عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان: فيُعرض هذا، ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
في الحديث نهي عن هجر المسلم أخاه المسلم أكثر من ثلاث ليال، يلتقي كل منهما بالآخر فيعرض عنه ولا يسلم عليه ولا يكلمه، ويُفهم منه إباحة الهجر في الثلاث فما دونها، مراعاة للطباع البشرية؛ لأن الإنسان مجبول على الغضب، وسوء الخلق، فعُفي عن الهجر في الثلاث ليذهب ذلك العارض، والمراد بالهجر في الحديث الهجر لحظ النفس، أما الهجر لحق الله تعالى كهجر العصاة، والمبتدعة، وقرناء السوء، فهذا لا يؤقت بوقت، وإنما هو معلق بسبب يزول بزواله، وأفضل هذين المتخاصمين من يحاول إزالة الهجر، ويبدأ بالسلام.
___________________________
راوي الحديث: أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· يهجر : الهجر الترك، والمراد أن يترك المؤمن السلام والكلام مع أخيه المؤمن إذا تلاقيا، ويعرض كل واحد منهما عن صاحبه.
فوائد الحديث:
524. تحريم هجر المسلم أكثر من ثلاثة أيام، فيما يتعلق بالأمور الدنيوية.
525. فضيلة الذي يبدأ صاحبه بالسلام، ويزيل ما بينهما من التهاجر والتقاطع.
526. فضل السلام، وأنه يُزيل ما في النفوس، وأنه علامة على المحبة.
المصادر والمراجع:
تسهيل الإلمام، للشيخ صالح الفوزان، طبعة الرسالة، الطبعة الأولى 1427 – 2006 م.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان، دار ابن الجوزي، ط1 1428هـ
توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام، للبسام، مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
رياض الصالحين، للنووي، تحقيق: ماهر الفحل، دار ابن كثير - بيروت، الطبعة الأولى 1428هـ - 2007م.
صحيح البخاري, تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري, تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر, دار طوق النجاة ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي, ط 1422هـ.
صحيح مسلم, تأليف: مسلم بن الحجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, دار إحياء التراث العربي.
لا يدخل الجنة قاطع
الحديث: عن جبير بن مطعم -رضي الله عنه- مرفوعاً: «لا يدخل الجنة قاطع».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الحديث دليل على تحريم قطيعة الرحم، وأن ذلك من كبائر الذنوب، ومعنى الحديث: نفي الدخول الذي لا يسبقه عذاب، وليس نفيا لأصل الدخول؛ لأن قاطع الرحم ليس كافرا تحرم عليه الجنة، بل مآله إلى الجنة قطعاً ما دام موحدا، لكنه دخول يسبقه عذاب بقدر ذنبه.
___________________________
راوي الحديث: جُبير بن مُطعم -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· قاطع : قاطع الرحم: الذي لم يصلها.
فوائد الحديث:
527. قطيعة الرحم كبيرة من كبائر الذنوب.خطورة قطيعة الرحم، وبيان أضرارها.
المصادر والمراجع:
رياض الصالحين، للنووي، تحقيق: ماهر الفحل، دار ابن كثير - بيروت، الطبعة الأولى 1428هـ - 2007م.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان، دار ابن الجوزي، ط1 1428هـ.
صحيح البخاري, تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري, تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر, دار طوق النجاة ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي, ط 1422هـ.
صحيح مسلم, تأليف: مسلم بن حجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, دار إحياء التراث العربي.
تسهيل الالمام، للشيخ الفوزان، طبعة الرسالة، الطبعة الأولى 1427 – 2006 م.
لا يدخل الجنة قَتَّات
الحديث: عن حذيفة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يدخل الجنة قَتَّات».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبر -صلى الله عليه وسلم- بوعيد شديد على فاعل النميمة -نقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد-، وهو أنه لا يدخل الجنة أي ابتداءً، بل يسبقه عذاب بقدر ذنبه، والقتات هو النمام، وفعله من الكبائر؛ لهذا الحديث.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الإيمان - الوعيد.
راوي الحديث: حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· قَتَّات : هو الذي ينقل الكلام من شخص لشخص، أو أشخاص، بقصد الإفساد.
· الجنة : هي الدار التي أعدها الله لمن اطاعه، فيها من النعيم المقيم ما لا يخطر على بال.
· لا يدخل الجنة : أي لَا يدْخل الْجنَّة ابْتِدَاء وَقد يدْخل النَّار.
فوائد الحديث:
528. النميمة من كبائر الذنوب؛ لما يحصل فيها من الأثر السيء، والعاقبة الوخيمة.
529. أن هذه الشريعة مبنية على كل ما يكون فيه التآلف بين المسلمين.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
صحيح مسلم، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت.
شرح رياض الصالحين، محمد بن صالح العثيمين، الناشر: دار الوطن للنشر، الطبعة: 1426 هـ.
فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام، محمد بن صالح بن محمد العثيمين، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة، المكتبة الإسلامية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1427هـ.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، البسام، مكتبة الأسدي، مكة، الطبعة الخامسة، 1423.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان، دار ابن الجوزي. ط1 1428ه.
رياض الصالحين، للنووي، تحقيق : ماهر الفحل. دار ابن كثير - بيروت، الطبعة الأولى 1428ه - 2007م.
من أحبَّ أن يُبْسَطَ عليه في رزقه، وأن يُنْسَأَ له في أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رحمه
الحديث: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من أحبّ أن يُبْسَطَ عليه في رزقه، وأن يُنْسَأَ له في أَثَرِهِ؛ فَلْيَصِلْ رحمه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
في هذا الحديث حث على صلة الرحم، وبيان بعض فوائدها بالإضافة لتحقيق رضا الله -تعالى-، فإنها سبب أيضًا للثواب العاجل بحصول أحب الأمور إلى العبد، وأنها سبب لبسط رزقه وتوسيعه، وسبب لطول العمر.
وقوله -تعالى-: (ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها) معناه الأجل الذي ستبلغه بعد فعل الأسباب التي تطيل العمر، فلو قُدِّر أن عمر شخصٍ خمسون سنة، وأنه قبل أن يموت سيصل رحمه ويصبح عمره ستون سنة، فلن يُؤخَّر عن الستين، وكل ذلك يعلمه الله تعالى ابتداء، لكن قد يخفى على بعض الملائكة، وقوله -تعالى-: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) أي من صحف الملائكة (وعنده أم الكتاب) الذي كُتب فيه تفصيل كلِّ شيء، فلا يتغير منه شيء.
___________________________
راوي الحديث: أَنَس بن مالك -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· يُبْسَط : يوسّع.
· يُنْسَأ : يُؤخر.
· أَثَره : الأثر: الأجل.
· فليصل رحمه : صلة الرحم: الإحسان إلى الأقربين سواء بالزيارة أو الإكرام البدني أو بالمال عند حاجته وغير ذلك بحسب العرف.
فوائد الحديث:
530. الحث والحرص على صلة الرحم.
531. صلة الرحم سبب قوي جعله الله في سعة رزق الواصل وطول عمره.
532. الجزاء من جنس العمل، فمن وصل رحمه بالبر والإحسان، وصله الله في عمره ورزقه.
533. إثبات الأسباب؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أثبت سببًا -وهو: صلة الرحم- ومسببًا -وهو: طول الأجل وسعَة الرزق-.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة،الطبعة : الأولى 1422هـ
صحيح مسلم بن الحجاج، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، عبد الله بن عبد الرحمن البسام ،مكة ، مكتبة الأسدي ، الطبعة الخامسة ،1423.
شرح رياض الصالحين، محمد بن صالح العثيمين، الناشر: دار الوطن للنشر، الطبعة: 1426 هـ.
فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام، محمد بن صالح بن محمد العثيمين، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة، المكتبة الإسلامية، القاهرة،الطبعة الأولى ، 1427هـ.
تطريز رياض الصالحين،فيصل بن عبد العزيز بن المبارك ، المحقق: د. عبد العزيز الزير آل حمد، دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الأولى، 1423 هـ - 2002 م.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، عبد الله صالح الفوزان، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى، 1428.
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لابن علان، نشر دار الكتاب العربي.
رياض الصالحين، للنووي، تحقيق : ماهر الفحل. دار ابن كثير - بيروت. الطبعة الأولى 1428ه - 2007م
- الأدب النبوي لمحمد عبد العزيز بن علي الشاذلي الخَوْلي، ط4، دار المعرفة، بيروت، 1423 هـ.
من ضارَّ مسلما ضارَّه الله, ومن شاقَّ مسلما شقَّ الله عليه
الحديث: عن أبي صرمة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «من ضارَّ مسلما ضارَّه الله, ومن شاقَّ مسلما شقَّ الله عليه».
درجة الحديث: حسن.
المعنى الإجمالي:
في الحديث دليل على تحريم الإيذاء وإدخال الضرر والمشقة على المسلم، سواء كان ذلك في بدنه أو أهله أو ماله أو ولده، وأن من أدخل الضرر والمشقة على المسلم فإن الله يجازيه من جنس عمله، سواء كان هذا الضرر بتفويت مصلحة أو بحصول مضرة بوجه من الوجوه، ومن ذلك التدليس والغش في المعاملات، وكتم العيوب، والخطبة على خطبة أخيه.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: مقاصد الشريعة - تحريم الضرر.
راوي الحديث: أبو صرمة -رضي الله عنه-
التخريج: رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه وأحمد.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· ضارّ مسلما : أدخل عليه المضرة في ماله أو نفسه أو عرضه.
· ضارّه الله : أوقع به الضرر، وجازاه من جنس ما فعل بأخيه.
· شاقّ مسلما : أوصل المشقة وألحقها به من غير حق.
· شقّ الله عليه : أدخل عليه ما يشق عليه.
فوائد الحديث:
534. تحريم أذية المسلم، بأي وجه من الوجوه.
535. الجزاء من جنس العمل.
536. حماية الله لعباده المسلمين، وأنه هو نفسه سبحانه يدافع عنهم.
المصادر والمراجع:
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، تأليف: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة: الأولى، 1427 هـ.
توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة الطبعة: الخامِسَة، 1423هـ.
جامع الترمذي، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر وآخرون، ط2، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، 1395هـ.
سنن أبي داود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت.
سنن ابن ماجه: ابن ماجه أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي.
مسند الإمام أحمد بن حنبل المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي مؤسسة الرسالة الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م.
فتح ذي الجلال والإكرام، شرح بلوغ المرام، لمحمد بن صالح بن محمد العثيمين، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة، ط1، المكتبة الإسلامية، 1427هـ.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن صالح الفوزان، الناشر: دار ابن الجوزي الطبعة: الأولى ، 1432هـ.
أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أقْرَبُ ما يَكون العبد مِنْ رَبِّهِ وهو ساجد، فَأَكْثروا الدُّعاء».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"، وذلك لأن الإنسان إذا سجد، فإنه يضع أشرف ما به من الأعضاء في أماكن وضع الأقدام التي توطأ بالأقدام، وكذلك أيضاً يضع أعلى ما في جسده حذاء أدنى ما في جسده -يعني: أن وجهه أعلى ما في جسده وقدميه أدنى ما في جسده-، فيضعهما في مستوى واحد خضوعاً وتذللاً وتواضعاً لله -عز وجل-، ولهذا كان أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإكثار من الدعاء في حال السجود، فيجتمع في ذلك الهيئة والمقال تواضعاً لله -عز وجل-، ولهذا يقول الإنسان في سجوده: سبحان ربي الأعلى، إشارة إلى أنه -جل وعلا- وهو العلي الأعلى في ذاته وفي صفاته، وأن الإنسان هو السافل النازل بالنسبة لجلال الله -تعالى-
وعظمته.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: السجود.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
فوائد الحديث:
537. استحباب كثرة الدعاء في السجود، لأنه من مواطن الإجابة.
538. الطاعة تزيد العبد قرباً من الله -سبحانه وتعالى-.
539. كلما ازداد العبد طاعة استجاب الله دعاءه.
540. حرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على تعليم أمته الخير وأسبابه وأبوابه.
المصادر والمراجع:
رياض الصالحين, ت: الفحل, دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق, الطبعة: الأولى، 1428هـ.
شرح رياض الصالحين, لمحمد بن صالح بن محمد العثيمين, دار الوطن للنشر, الطبعة: 1426هـ.
تطريز رياض الصالحين, لفيصل بن عبد العزيز المبارك, المحقق: د. عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل حمد, دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض, الطبعة: الأولى، 1423هـ.
صحيح الإمام مسلم, ت: محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء التراث العربي – بيروت.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، لسليم الهلالي, دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى 1418.
مَنْ صَلَّى صلاةَ الصُّبْحِ فهو في ذِمَّةِ اللهِ فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ
الحديث: عن جندب بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَلَّى صلاةَ الصُّبْحِ فهو في ذِمَّةِ اللهِ فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبُّهُ على وَجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
من صلى صلاة الصبح فقد دخل في عهد الله فكأنه معاهد لله عزّ وجلّ أن لا يصيبه أحد بسوء، فلا تحل أذيته من أحد؛ لأن أذيته تعتبر في الحقيقة اعتداء على الله ونقضًا لأمانه الذي وهبه لهذا المصلي، ومن نقض عهد الله واعتدى عليه فقد عرض نفسه لمحاربة الله، والله ينتقم لمن أوذي وهو في جواره وأمانه.
___________________________
راوي الحديث: جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· من صلى صلاة الصبح : أي صلاها جماعة في وقتها.في ذمة الله : في عهده وأمانته.يكبه : يلقيه.
فوائد الحديث:
541. بيان أهمية صلاة الفجر وفضيلتها.
542. التحذير الشديد من التعرض بسوء لمن صلى الصبح.
543. الحفاظ على حدود الله وحرماته سبب في حفظ الله للعبد وعونه.
المصادر والمراجع:
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لابن علان، نشر دار الكتاب العربي، بدون تاريخ.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الرابعة عشر، 1407هـ - 1987م.
شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، نشر: دار الوطن للنشر، الرياض، الطبعة: 1426هـ.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، للهلالي، نشر: دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى 1418هـ.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت.
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصْمُت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكْرِم جارَه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضَيْفَه
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصْمُت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكْرِم جارَه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضَيْفَه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
حدث أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- بأصول اجتماعية جامعة، فقال:
"مَنْ كَانَ يُؤمِنُ" هذه جملة شرطية، جوابها: "فَليَقُلْ خَيْرَاً أَو لِيَصْمُتْ"، والمقصود بهذه الصيغة الحث والإغراء على قول الخير أو السكوت كأنه قال: إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فقل الخير أو اسكت.
"فَلَيَقُلْ خَيرَاً" كأن يقول قولاً ليس خيراً في نفسه ولكن من أجل إدخال السرور على جلسائه، فإن هذا خير لما يترتب عليه من الأنس وإزالة الوحشة وحصول الألفة.
"أو لِيَصْمُتْ" أي يسكت.
"وَمَنْ كَانَ يُؤمِنُ باللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ" أي جاره في البيت، والظاهر أنه يشمل حتى جاره في المتجر كجارك في الدكان مثلاً، لكن هو في الأول أظهر أي الجار في البيت، وكلما قرب الجار منك كان حقه أعظم.
وأطلق النبي -صلى الله عليه وسلم- الإكرام فقال: "فليُكْرِم جَارَهُ" ولم يقل مثلاً بإعطاء الدراهم أو الصدقة أو اللباس أو ما أشبه هذا، وكل شيء يأتي مطلقاً في الشريعة فإنه يرجع فيه إلى العرف.
فالإكرام إذاً ليس معيناً بل ما عدّه الناس إكراماً، ويختلف من جار إلى آخر، فجارك الفقير ربما يكون إكرامه برغيف خبز، وجارك الغني لا يكفي هذا في إكرامه، وجارك الوضيع ربما يكتفي بأدنى شيء في إكرامه، وجارك الشريف يحتاج إلى أكثر.
والجار: هل هو الملاصق، أو المشارك في السوق، أو المقابل أو ماذا؟
هذا أيضاً يرجع فيه إلى العرف.
وأما في قوله -عليه الصلاة والسلام-: "وَمَنْ كَانَ يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فَليُكرِمْ ضَيْفَهُ" الضيف هو النازل بك، كرجل مسافر نزل بك، فهذا ضيف يجب إكرامه بما يعد إكراماً.
قال بعض أهل العلم -رحمهم الله-: إنما تجب الضيافة إذا كان في القرى أي المدن الصغيرة، وأما في الأمصار والمدن الكبيرة فلا يجب؛ لأن هذه فيها مطاعم وفنادق يذهب إليها، ولكن القرى الصغيرة يحتاج الإنسان إلى مكان يؤويه. ولكن ظاهر الحديث أنه عام: "فَليُكْرِمْ ضَيْفَهُ".
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الضيافة - الرقائق.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: الأربعين النووية.
معاني المفردات:
· يؤمن : الإيمان الكامل المنجي من عذاب الله الموصل إلى رضاه.
· يؤمن بالله : أي: أنه الذي خلقه, وبأنه هو المستحق للعبادة.
· ويؤمن باليوم الآخر : أي: أنه سيجازى فيه بعمله.
· فليقل خيرا : كالإبلاغ عن الله وعن رسوله، وتعليم الخير والأمر بالمعروف عن علم وحلم، والنهي عن المنكر عن علم ورفق، والإصلاح بين الناس، والقول الحسن لهم.
· ليصمت : ليسكت.
· فليكرم جاره : أي: المجاور له، بالإحسان إليه وكف الأذى عنه، وتحمل ما يصدر منه، والبشر في وجهه، وغير ذلك من وجوه الإكرام.
· فليكرم ضيفه : بالبشر في وجهه، وطيب الحديث معه، وإحضار المتيسر.والضيف: هو القادم على القوم النازل بهم، سواء غنيا أو فقيرا.
فوائد الحديث:
544. التحذير من آفات اللسان، وأن على المرء أن يتفكر فيما يريد أن يتكلم به.
545. وجوب السكوت إلا في الخير.
546. تعريف حق الجار، والحث على حفظ جواره وإكرامه.
547. الأمر بإكرام الضيف، وهو من آداب الإسلام وخلق النبيين.
548. دين الإسلام دين الألفة والتقارب والتعارف بخلاف غيره.
549. الإيمان بالله واليوم الآخر أصل لكل خير، ويبعث على المراقبة والخوف والرجاء، ويتضمن المبدأ والمعاد، وأقوى البواعث على الامتثال.
550. الكلام فيه خير، وشر، وما ليس بخير, ولا شر في نفسه.
551. أن هذه الخصال من شعب الإيمان ومن الآداب السامية.
552. أن الأعمال داخلة في الإيمان.
553. أن الإيمان يزيد وينقص.
المصادر والمراجع:
التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة: الأولى، 1380 هـ.
شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط. مدار الوطن.
صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
مَنْ لا يَرْحَمُ النَّاسَ لا يَرْحَمُهُ اللهُ
الحديث: عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- مرفوعاً: «مَنْ لا يَرْحَمِ النَّاسَ لا يَرْحَمْهُ اللهُ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الذي لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل، والمراد بالناس: الناس الذين هم أهل للرحمة كالمؤمنين وأهل الذمة ومن شابههم، وأما الكفار الحربيون فإنهم لا يرحمون، بل يقتلون لأن الله تعالى قال في وصف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه (أشداء على الكفار رحماء بينهم) [سورة الفتح:29].
___________________________
راوي الحديث: جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· من لا يرحم الناس : الرحمة من الخلق بمعنى اللطف ولين الجانب.
· لا يرحمه الله : لا ينال رحمة الله وهي صفة حقيقية له سبحانه على معناها الظاهر على ما يليق بجلاله.
فوائد الحديث:
554. خص الناس بالذكر اهتمامًا بهم؛ وإلا فالرحمة مطلوبة لسائر المخلوقات.
555. الرحمة خُلق عظيم حرص الإسلام على تعزيزه في النفس البشرية.
556. التراحم بين الناس سبب في رحمة الله لهم.
557. إثبات رحمة الله وهي صفة حقيقية له سبحانه على معناها الظاهر على ما يليق بجلاله.
المصادر والمراجع:
شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، نشر: دار الوطن للنشر، الرياض، الطبعة: 1426ه.نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الرابعة عشر، 1407ه 1987م.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415ه.
صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422ه.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ
الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
إن الله -تبارك وتعالى- يبغض شديد الخصومة ودائم الخصومة الذي لا يقبل الانقياد للحق.
___________________________
راوي الحديث: عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· الألد : الأَلَدّ هو الشديد الخصومة، الذي لا يقبل الحق ويدعي الباطل.
· الخَصِم : أي دائم الخصومة أو شديد الخصومة، فهو يخصم غيره بالباطل.
فوائد الحديث:
558. أن الله -تعالى- يبغض الرجل كثير الخصومة والجدل.
559. أن الذي يحاج عن حق له وهو مظلوم بطريق الحجاج الشرعي، وأصول المرافعات الشرعية، فهذا لا بأس به، ولا تدخل في باب الخصومات المذمومة.
560. أن الإنسان إذا خاصم فإنه لابد أن تكون عنده بينة، ليتوصل إلى حقه، ولا يشد في الخصومة.
561. (أبغض الرجال) هذا من باب التغليب وإلا فإن المرأة مثل الرجل في الحكم.
562. أن الذي يغلب غيره ويخصمه لكن بالحق فهذا حق وصاحبه محبوب عند الله غير مبغوض.
563. في الحديث إثبات صفة البغض لله -عزو جل- على الوجه اللائق به -سبحانه-.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، طبعة مصورة عن النسخة السلطانية، موافقة لترقيم محمد فؤاد عبد الباقي.
صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ط دار إحياء التراث العربي، بيروت.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، ط مكتبة الأسد الإسلامية، الطبعة الخامسة.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، للشيخ عبد الله بن صالح الفوزان، ط دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، للشيخ صالح الفوزان بن عبد الله الفوزان، طبعة الرسالة .
فتح ذي الجلال والإكرام، للشيخ محمد بن صالح العثيمين، ط المكتبة الإسلامية، الطبعة الأولى.
سبل السلام بشرح بلوغ المرام، للإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني، ط دار الحديث.
أَحَبُّ الْكَلَامِ إلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ، لَا يَضُرُّك بِأَيِّهِنَّ بَدَأْت: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَاَللَّهُ أَكْبَرُ
الحديث: عن سَمُرة بن جُنْدَب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أحب الكلام إلى الله أربع لا يَضُرُّك بِأَيِّهِنَّ بدأت: سُبْحَانَ الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الحديث دليل على فضل هذه الجمل الأربع، وأنها من أحب كلام البشر إلى الله تعالى، لاشتمالها على أمور عظيمة، وهي تنزيه الله تعالى، ووصفه بكل ما يجب له من صفات الكمال، وإفراده بالوحدانية والأكبرية، وأن فضلها وحصول ثوابها لا يقتضي ترتيبها كما جاءت في الحديث.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الدعوات.
راوي الحديث: سَمُرة بن جُنْدَب -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· سُبْحَانَ اللَّهِ : التسبيح: هو التنزيه، معناه تنزيهاً لك يارب عن كل نقص في الصفات أو في مماثلة المخلوقات.
· الْحَمْدُ لِلَّهِ : التحميد: هو ذكر أوصاف المحمود الكاملة وأفعاله الحميدة مع محبته وتعظيمه.
· وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ : هذه هي كلمة التوحيد، ومعناها لا معبود بحق إلا الله تعالى.
· اَللَّهُ أَكْبَرُ : التكبير يعني التعظيم، أي الله تعالى أعظم من كل شيء.
فوائد الحديث:
564. إثبات المحبة لله عزو جل، وأنه يحب الأعمال الصالحة.
565. شرف هذه الكلمات الأربع على غيرها، وأنها أحب إلى الله.
566. الحث على لزوم هذه الكلمات الأربع، لأن العبد إذا علم بمحبة الله لشيء لزمه وحافظ عليه.
567. تيسير الشرع على الناس "لا يضرك بأيهن بدأت".
المصادر والمراجع:
صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ط دار إحياء التراث العربي، بيروت.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، ط مكتبة الأسد الإسلامية، الطبعة الخامسة.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان، ط دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، الشيخ صالح الفوزان بن عبد الله الفوزان، اعتنى بها عبد السلام بن عبد الله السليمان، الطبعة الأولى.
فتح ذي الجلال والإكرام، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ط المكتبة الإسلامية، الطبعة الأولى.
سبل السلام بشرح بلوغ المرام، للإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني، ط دار الحديث.
أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أكْثَرُ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ».
درجة الحديث: حسن صحيح.
المعنى الإجمالي:
في الحديث دليل على فضل التقوى، وأنها سبب لدخول الجنة، وكذلك فضل حسن الخلق وأن هذين الأمرين "التقوى وحسن الخلق" من أعظم وأكثر الأسباب التي تدخل العبد الجنة.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه الترمذي.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· تَقْوَى اللَّهِ : التقوى: من أحسن تعاريفها: هي العمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وترك معصية الله، على نور من الله، مخافة عقاب الله.
فوائد الحديث:
568. أن دخول الجنة يكون بأسباب وأعمال ذكرها الشارع.
569. أن من أسباب دخول الجنة أسباب متعلقة بالله ومنها في الحديث: (تقوى الله)، وأسباب متعلقة بالخَلق ومنها في الحديث: (حسن الخُلق).
570. في الحديث دليل على فضيلة التقوى، وأنها سبب لدخول الجنة.
571. فضل حسن الخلق على كثير من العبادات وأنه كذلك من أسباب دخول الجنة.
المصادر والمراجع:
سنن الترمذي، لمحمد بن عيسى الترمذي، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر، ومحمد فؤاد عبد الباقي، وإبراهيم عطوة عوض، ط شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر.
صحيح الترغيب والترهيب، لمحمد ناصر الدين الألباني، ط مكتبة المعارف – الرياض.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، ط مكتبة الأسد الإسلامية، الطبعة الخامسة.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان، ط دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، الشيخ صالح الفوزان بن عبد الله الفوزان، اعتنى بها عبد السلام بن عبد الله السليمان، الطبعة الأولى.
فتح ذي الجلال والإكرام، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ط المكتبة الإسلامية، الطبعة الأولى.
سبل السلام بشرح بلوغ المرام، للإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني، ط دار الحديث.
الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ
الحديث: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- مرفوعاً: «الْحَيَاء مِنْ الْإِيمَانِ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الحياء من الإيمان لأن المستحيي يُقْلِع بحيائه عن المعاصي، ويقوم بالواجبات، وهذا من تأثير الإيمان بالله -تعالى- إذا امتلاْ به القلب، فإنه يمنع صاحبه من المعاصي ويحثه على الواجبات،
فصار الحياء بمنزلة الإيمان، من حيث أثر فائدته على العبد.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الإيمان.
راوي الحديث: عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· الحياء : هو خلق يبعث على فعل الحسن، وترك القبيح.
فوائد الحديث:
572. الحث على التخلق بخلق الحياء كونه من الإيمان.
573. أن الحياء: هو خلق يبعث على فعل الجميل، وترك القبيح.
574. أن ما يمنعك من الخير لا يسمى حياء بل يسمى خجلًا وعجزًا وذلًا وخورًا وجبنًا.
575. أن الحياء قد يكون من الله، ويكون بفعل المأمورات، وترك المحظورات، وقد يكون الحياء من الخلق، ويكون باحترامهم، وإنزالهم منازلهم.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، طبعة مصورة عن النسخة السلطانية، موافقة لترقيم محمد فؤاد عبد الباقي.
صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ط دار إحياء التراث العربي، بيروت.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، ط مكتبة الأسد الإسلامية، الطبعة الخامسة.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان، ط دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، الشيخ صالح الفوزان بن عبد الله الفوزان، اعتنى بها عبد السلام بن عبد الله السليمان، الطبعة الأولى.
فتح ذي الجلال والإكرام، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ط المكتبة الإسلامية، الطبعة الأولى.
سبل السلام بشرح بلوغ المرام، للإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني، ط دار الحديث.
إن الدعاء هو العبادة
الحديث: عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الدعاء هو العبادة».
ومن حديث أنس -رضي الله عنه- بلفظ: «الدعاء مُخُّ العبادة».
درجة الحديث: حديث النعمان بن بشير: صحيح.حديث أنس بن مالك: ضعيف.
المعنى الإجمالي:
الدعاء هو العبادة: يدل على أن دعاء الله تعالى هو أصل عبادته التي تعبد الله بها خلقه، لأن الإنسان إذا انقطع أمله مما سوى الله وأظهر العجز وأفرد ربه بالدعاء، ولم يلتفت قلبه إلى غيره فقد اعترف لله تعالى بالكمال وإجابة الدعاء، وأنه سميع قريب على كل شيء قدير، وهذه هي حقيقة العبادة وخلاصة التوحيد.
أما قوله: الدعاء مخ العبادة: معناه أن خالص العبادة وروحها التي لا تقوم العبادة إلا بها هو الدعاء كما أن الإنسان لا يقوم إلا بالمخ.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: التوحيد - الشرك - التفسير.
راوي الحديث: النعمان بن بشير-رضي الله عنهما-أَنَس بن مالك -رضي الله عنه-
التخريج: حديث النعمان -رضي الله عنه-: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد.
حديث أنس -رضي الله عنه-: رواه الترمذي.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· مُخُّ العبادة : مُخُّ الشيء: خالصه وما يقوم به كمخ الدماغ للإنسان الذي هو نقيه وخلاصته، ومخ العبادة أي خالص العبادة وأصلها وروحها.
فوائد الحديث:
576. أن الدعاء أعظم أنواع العبادة.
577. أن الدعاء هو أصل وروح العبادة فلا تقوم إلا به.
578. الحث على الدعاء.
579. الحرص على الدعاء في كل وقت لما فيه من جمع الذكر باللسان والانكسار بين يدي الله.
580. أن الدعاء يتضمن حقيقة العبودية والاعتراف بغنى الرب وقدرته -تعالى-، وافتقار العبد إليه.
581. أن الدعاء يزيد العبد قربًا من ربه واعترافا بحقه وبإحاطته -تعالى- بكل شيء علما وبعجز العبد.
المصادر والمراجع:
سنن أبي داود، لأبي داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجِسْتاني، تحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد، ط المكتبة العصرية، صيدا – بيروت.
سنن الترمذي، لمحمد بن عيسى الترمذي، أبو عيسى، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر، ومحمد فؤاد عبد الباقي، وإبراهيم عطوة عوض، ط شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر.
مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م.
سنن ابن ماجه، لابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ط دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي.
صحيح الجامع الصغير وزيادته، لأبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الألباني، ط المكتب الإسلامي.
ضعيف الجامع الصغير وزيادته، لأبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الألباني، ط المكتب الإسلامي.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، ط مكتبة الأسد الإسلامية، الطبعة الخامسة.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، للشيخ عبد الله بن صالح الفوزان، ط دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، للشيخ صالح الفوزان بن عبد الله الفوزان، اعتنى بها عبد السلام بن عبد الله السليمان، الطبعة الأولى.
فتح ذي الجلال والإكرام، للشيخ محمد بن صالح العثيمين، ط المكتبة الإسلامية، الطبعة الأولى.
سبل السلام بشرح بلوغ المرام، للإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني، ط دار الحديث.
كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كَلِمَتَانِ خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أن ربنا الرحمن -تبارك وتعالى- يحب هاتين الكلمتين القليلات الحروف مع ثقلهما في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم؛ لما تضمنتاه من تسبيح الله تعالى وتنزيهه عن النقائص وعما لا يليق بجلاله -تبارك وتعالى-، والتأكيد على هذا التنزيه بالوصف بالعظمة.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· كلمتان : أي جملتان.
· حبيبتان : صفة لله تعالى أي محبوبة.
· سبحان الله : التسبيح: هو التنزيه، معناه تنزيهاً لك يارب عن كل نقص في الصفات أو في مماثلة المخلوقات.
· وبحمده : التحميد: هو ذكر أوصاف المحمود الكاملة وأفعاله الحميدة مع محبته وتعظيمه.
· العظيم : أي الله تعالى أعظم من كل شيء.
فوائد الحديث:
582. جواز استعمال السجع بشرط عدم التكلف.
583. فضل هاتين الكلمتين من ذكر الله -عز وجل-.
584. إثبات صفة المحبة لله -عزوجل- على الوجه اللائق بالله -تعالى-.
585. إثبات اسم الرحمن لله -عز وجل-.
586. الحث على هذا الذكر القليل الكلمات الكثير الحسنات.
587. أن الذكر يتفاضل، ويتبع ذلك تفاضل الأجور.
588. إثبات الميزان وأنه حق.
589. يستحب لمن رغّب غيره في عمل ما أن يذكر له شيئا من فوائده.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
صحيح مسلم، للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب، الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، تأليف عبد الله الفوزان، طبعة دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى 1428هـ.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، تأليف الشيخ صالح الفوزان، عناية عبد السلام السليمان، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى.
فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام، للشيخ ابن عثيمين، المكتبة الإسلامية، القاهرة، تحقيق صبحي رمضان وأم إسراء بيومي- الطبعة الأولى 1427هـ.
لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللهِ مِنَ الدُّعَاءِ
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «ليس شيءٌ أكرمَ على الله من الدعاء».
درجة الحديث: حسن.
المعنى الإجمالي:
(ليس شيء أكرم على الله من الدعاء) لأنه عبادة، والعبادة هي التي خلق الله -تعالى- الخلق من أجلها، فالدعاء يدل على قدرة الله وعلى سعة علمه، وعلى عجز الداعي واحتياجه، لأجل هذا كان الدعاء من أكرم الأشياء على الله -جل وعلا-.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: التوحيد - التفسير.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· أكرم : أعلى قدرًا.
فوائد الحديث:
590. فضل الدعاء وأنه من أفضل وأكرم الأمور على الله -تعالى-.
591. الحث على الدعاء، والحرص عليه؛ لأنه من أكرم الأشياء على الله -تعالى-.
المصادر والمراجع:
سنن الترمذي، لمحمد بن عيسى الترمذي، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر، ومحمد فؤاد عبد الباقي، وإبراهيم عطوة عوض، ط شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي - مصر.
سنن ابن ماجه، لابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ط دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي.
صحيح الجامع الصغير وزيادته، لمحمد ناصر الدين الألباني، ط المكتب الإسلامي.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، ط مكتبة الأسد الإسلامية، الطبعة الخامسة.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، للشيخ عبد الله بن صالح الفوزان، ط دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، للشيخ صالح الفوزان بن عبد الله الفوزان، طبعة الرسالة.
فتح ذي الجلال والإكرام، للشيخ محمد بن صالح العثيمين، ط المكتبة الإسلامية، الطبعة الأولى.
سبل السلام بشرح بلوغ المرام، للإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني، ط دار الحديث.
مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله -عز وجل-»
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
(ما نقصت صدقة من مال) المعنى أن الصدقة إذا أخرجت فإنها لا تنقص المال بل تزيده، وتبارك فيه، وتدفع عنه الآفات، الزيادة للمال إما كمية: بأن يفتح الله للعبد أبواباً من الرزق، أو كيفية: بأن ينزل الله تعالى البركة التي تزيد على مقدار ما أخرجه من الصدقة.
وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، أي أن من عرف بالعفو وترك المؤاخذة والمعاتبة، فإنه يسود ويعظم في القلوب، ويزداد عزة وكرامة، ورفعة في الدنيا والآخرة.
وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله، المعنى أن من تذلل لله، وانكسر بين يديه سبحانه وتعالى، وكان لين الجانب للخلق، وأظهر الخمول للمسلمين، فإن هذه الصفات لا تزيد المتحلي بها إلا رفعة في الدنيا ومحبة في القلوب، ومنزلة علية في الجنة.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: مكارم الأخلاق.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· الصَدَقَةٌ : ما يخرج من المال تقرباً إلى الله تعالى.
فوائد الحديث:
592. الحث على الصدقة.
593. أن الصدقة سبب لحماية المال وزيادته وبركته.
594. الزيادة في المال قد تكون معنوية كأن يفتح الله له أبواباً من الرزق، وقد تكون حسية بأن ينزل الله البركة على المال فيزيد على المقدار الذي أخرجه للصدقة.
595. الحث على العفو عن المسيء.
596. الحث على التواضع.
597. أن التواضع ليس ذلًا كما يتصوره بعض الناس، بل هو عز كما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم-.
598. هذا الفضل في التواضع لمن تواضع مخلصاً لله ليس رياءً (من تواضع لله).
599. أن العزة والرفعة بيد الله سبحانه وتعالى يعطيها من يشاء ممن حصل أسبابها.
المصادر والمراجع:
صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ط دار إحياء التراث العربي، بيروت.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، ط مكتبة الأسد الإسلامية، الطبعة الخامسة.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان، ط دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، الشيخ صالح بن عبد الله الفوزان، طبعة الرسالة.
فتح ذي الجلال والإكرام، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ط المكتبة الإسلامية، الطبعة الأولى.
سبل السلام بشرح بلوغ المرام، للإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني، ط دار الحديث.
مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
الحديث: عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
في الحديث فضيلة من دافع عن عرض أخيه المسلم، فإذا أغتابه أحد الحاضرين في مجلس، فإنه يجب عليك الدفاع عن أخيك المسلم، وإسكات المغتاب، وإنكار المنكر، أما إذا تركته فإن هذا يعتبر من الخذلان لأخيك المسلم, ومما يدل على أن المراد بذلك في غيبته حديث أسماء بنت يزيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ذب عن لحم أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار". رواه أحمد وصححه الألباني.
___________________________
راوي الحديث: أبو الدَّرْدَاء -رضي الله عنه-
التخريج: رواه الترمذي وأحمد.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· مَنْ رَدَّ : أي من دفع عنه وحفظه في غيبته.عِرْضِ أَخِيهِ : العرض هو ما يُمْدَح به الإنسان أو يذم.
فوائد الحديث:
600. هذا الثواب خاص في حال عدم وجود أخيك المسلم الذي أُغتيب
601. أن الجزاء من جنس العمل، فمن رد عن عرض أخيه رد الله عنه النار
602. إثبات النار، وإثبات يوم القيامة.
المصادر والمراجع:
سنن الترمذي، لمحمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر (جـ 1، 2)، ومحمد فؤاد عبد الباقي (جـ 3)، وإبراهيم عطوة عوض (جـ 4، 5)، ط شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر.
مسند الإمام أحمد بن حنبل، لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، تحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، ط مؤسسة الرسالة.
صحيح الجامع الصغير وزيادته، لأبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الألباني، ط المكتب الإسلامي.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، ط مكتبة الأسد الإسلامية، الطبعة الخامسة.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان، ط دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، الشيخ صالح الفوزان بن عبد الله الفوزان، طبعة الرسالة
فتح ذي الجلال والإكرام، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ط المكتبة الإسلامية، الطبعة الأولى.
سبل السلام بشرح بلوغ المرام، للإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني، ط دار الحديث.
مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ في يوم مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ في يومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
في الحديث دليل على فضل هذا الذكر المشتمل على التسبيح بهذه الصيغة، وأن من أتى بذلك فإن الله يمحو خطاياه مهما بلغت من الكثرة ولو كانت مثل رغوة البحر في الكثرة، فضل من الله لعباده الذاكرين.
وهو من أذكار الصبح لما في هذا الحديث: "في يوم"، ومن أذكار المساء أيضًا، لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قال: حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة، بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه" رواه مسلم.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· سُبْحَانَ اللَّهِ : التسبيح: هو التنزيه، معناه تنزيهاً لك يارب عن كل نقص في الصفات أو في مماثلة المخلوقات.
· وبحَمْدِهِ : التحميد: هو ذكر أوصاف المحمود الكاملة وأفعاله الحميدة مع محبته وتعظيمه.
· حُطَّتْ : مُحيت، ووُضعت، وأُزيلت بالعفو والمغفرة.
· زَبَدِ الْبَحْرِ : رغوته عند هيجانه، والمراد الكثرة.
فوائد الحديث:
603. فضل هذا الذكر المشتمل على تسبيح الله، وتنزيهه عما لا يليق به من النقائص والعيوب.
604. ظاهر الحديث أن هذا الأجر يحصل لمن قالها في اليوم سواء أقالها متوالية أم متفرقة، أم بعضها في النهار وبعضها الآخر في الليل.
605. في قوله: (من قال...) رد على من قال العبد مجبور على فعله ولا اختيار له.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، طبعة مصورة عن النسخة السلطانية، موافقة لترقيم محمد فؤاد عبد الباقي.
صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ط دار إحياء التراث العربي، بيروت.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، ط مكتبة الأسد الإسلامية، الطبعة الخامسة.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان، ط دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، الشيخ صالح بن عبد الله الفوزان، طبعة الرسالة.
فتح ذي الجلال والإكرام، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ط المكتبة الإسلامية، الطبعة الأولى.
سبل السلام بشرح بلوغ المرام، للإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني، ط دار الحديث.
مَنْ قَالَ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ
الحديث: عن أبي أيوب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَالَ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الحديث دليل على فضل هذا الذكر لما فيه من الإقرار بالتوحيد، وأن من قاله عشر مرات عارفاً عاملاً بمقتضاه صار له من الأجر مثل أجر من أعتق أربعة من المماليك من ذرية إسماعيل بن إبراهيم -عليهما الصلاة والسلام-.
___________________________
راوي الحديث: أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
فوائد الحديث:
606. فضيلة هذا الذكر المتضمن كلمة التوحيد التي هي أساس الإسلام.
607. انفراده سبحانه وتعالى بالألوهية والملك والحمد.
608. من فوائد الحديث: أن الله له الملك المطلق، والحمد المطلق، وأن قدرته عامة لكل شيء.
609. أنه ليس في هذا الذكر زيادة "يحي ويميت".
610. قوله في الحديث "عشر مرات" ظاهره يفيد أنه لا فرق بين أن يأتي بها متتابعة أو متفرقة.
611. في الحديث جواز أن يكون بعض العرب رقيقا إذا جرى عليهم سبب الرق.
612. فضل العرب على غيرهم، لأنهم هم ولد إسماعيل.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، طبعة مصورة عن النسخة السلطانية، موافقة لترقيم محمد فؤاد عبد الباقي.
صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ط دار إحياء التراث العربي، بيروت.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، ط مكتبة الأسد الإسلامية، الطبعة الخامسة.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان، ط دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، الشيخ صالح بن عبد الله الفوزان، اعتنى بها عبد السلام بن عبد الله السليمان، الطبعة الأولى.
فتح ذي الجلال والإكرام، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ط المكتبة الإسلامية، الطبعة الأولى.
سبل السلام بشرح بلوغ المرام، للإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني، ط دار الحديث.
مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ
الحديث: عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من يُرِدِ الله به خيرا يُفَقِّهْهُ في الدين».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
من أراد الله به نفعاً وخيرًا يجعله عالمًا بالأحكام الشرعية ذا بصيرة فيها، والفقه له إطلاقان: الأول: العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية، كأحكام العبادات والمعاملات، والثاني: العلم بدين الله تعالى مطلقًا، فيشمل أصول الإيمان وشرائع الإسلام ومعرفة الحلال والحرام والأخلاق والآداب.
___________________________
راوي الحديث: معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· يفقهه : أي يجعله عالمًا بالأحكام الشرعية.
فوائد الحديث:
613. في الحديث دليل على عظمة التفقه في الدين والحث عليه.
614. أن الفقه له إطلاقان: العلم بالأحكام الشرعية التفصيلية، من أدلتها التفصيلية، والثاني العلم بدين الله تعالى مطلقًا أصول الإيمان، وشرائع الإسلام، وحقائق الإحسان، ومعرفة الحلال والحرام.
615. يستفاد من الحديث أيضا أن من أعرض عن الفقه في الدين فإن الله تعالى لم يرد به خيرًا.
616. من حرص على العلم فإن الله يحبه؛ لأن الله أراد له الخير بتوفيقه للعلم والفقه في الدين.
617. أن الفقه في الدين يُحمد، أما الفقه في غير الدين فلا يحمد ولا يذم، إلا إذا كان وسيلة لمحمود فيحمد، وإن كان وسيلة للمذموم فيذم.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، طبعة مصورة عن النسخة السلطانية، موافقة لترقيم محمد فؤاد عبد الباقي.
صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ط دار إحياء التراث العربي، بيروت.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، ط مكتبة الأسد الإسلامية، الطبعة الخامسة.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، للشيخ عبد الله بن صالح الفوزان، ط. دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، للشيخ صالح الفوزان بن عبد الله الفوزان، طبعة الرسالة.
فتح ذي الجلال والإكرام، للشيخ محمد بن صالح العثيمين، ط المكتبة الإسلامية، الطبعة الأولى.
سبل السلام بشرح بلوغ المرام، للإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني، ط دار الحديث.
إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي
الحديث: عن سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه- مرفوعاً: "إنَّ اللهَ يُحبُّ العَبدَ التقيَّ الغنيَّ الخفيَّ".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
بين النبي عليه الصلاة والسلام صفة الرجل الذي يحبه الله عز وجل فقال: "إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي"، التقي: الذي يتقي الله عز وجل فيقوم بأوامره ويجتنب نواهيه، فيقوم بالفرائض ويجتنب المحرمات، وهو مع ذلك وصف بأنه غني استغنى بنفسه عن الناس غنى بالله عز وجل عمن سواه لا يسأل الناس شيئاً ولا يتعرض للناس بتذلل بل هو غني عن الناس مستغن بربه، لا يلتفت إلى غيره.، وهو خفي لا يظهر نفسه ولا يهتم أن يظهر عند الناس أو يشار إليه بالبنان أو يتحدث الناس عنه .
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الفتن.
راوي الحديث: سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· التقي : الممتثل للأوامر، والمجتنب للنواهي.
· الغني : غني النفس.
· الخفي : الخامل الذكر الذي لا يعرف بين الناس، المعتزل لهم، المنقطع لعبادة ربه.
فوائد الحديث:
618. فضل اعتزال الناس مع لزوم طاعة الله عند خوف الفتنة وفساد الناس.
619. بيان الصفات المقتضية لمحبة الله لعباده، وهي التقوى والتواضع والرضى بما قسم الله.
620. إثبات صفة المحبة لله –وهي على الوجه اللائق به-، وأنه يحب العبد الطائع.
المصادر والمراجع:
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي, دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى1418ه.
كنوز رياض الصالحين بإشراف حمد العمار, دار كنوز إشبيليا, الطبعة الأولى, 1430ه.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين لمجموعة من الباحثين, مؤسسة الرسالة, الطبعة الرابعة عشرة, 1407ه.
شرح رياض الصالحين لابن عثيمين,دار الوطن للنشر،الرياض, الطبعة: 1426 هـ.
صحيح مسلم, ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء التراث العربي, بيروت.
رياض الصالحين للنووي, ت: الفحل, دار ابن كثير, الطبعة: الأولى، 1428 هـ.
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج, للإمام النووي دار إحياء التراث العربي, الطبعة الثانية , 1392ه.
إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته
الحديث: عن جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- قال: كنا عندَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فنظرَ إلى القمرِ ليلةَ البدرِ، فقالَ: «إنَّكم سترون ربَّكُمْ كما تروْن هذا القمر، لاَ تُضَامُونَ في رُؤْيَته، فَإن استطعتم أنْ لاَ تُغْلَبُوا على صلاة قبل طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا». وفي رواية: «فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
عن جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- أنهم كانوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلى القمر ليلة البدر -ليلة الرابع عشر-، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر"، -يعني: يوم القيامة وفي الجنة يراه المؤمنون كما يرون القمر ليلة البدر، ليس المعنى أن الله مثل القمر؛ لأن الله ليس كمثله شيء، بل هو أعظم وأجل -عز وجل-، لكن المراد من المعنى تشبيه الرؤية بالرؤية، لا المرئي بالمرئي فكما أننا نرى القمر ليلة البدر رؤية حقيقية ليس فيها اشتباه، فإننا سنرى ربنا -عز وجل- كما نرى هذا القمر رؤية حقيقية بالعين دون اشتباه، وألذ نعيم وأطيب نعيم عند أهل الجنة هو النظر إلى وجه الله فلا شيء يعدله، فيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما ذكر أننا نرى ربنا كما نرى القمر ليلة البدر: "فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها، فافعلوا"، والمراد من قوله: "استطعتم ألا تغلبوا على صلاة"، أي: على أن تأتوا بهما كاملتين، ومنها: أن تصلى في جماعة، إن استطعتم ألا تغلبوا على هذا، "فافعلوا"، وفي هذا دليل على أن المحافظة على صلاة الفجر وصلاة العصر من أسباب النظر إلى وجه الله -عز وجل-.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: المحافظة على الصلوات - الرد على المعطلة.
راوي الحديث: جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· لا تُضامُون : بضم التاء وتخفيف الميم: لا يصيبكم ضيم، أي: تعب ومشقة.
· ليلة البدر : ليلة الرابع عشر من الشهر، حيث يكون القمر مكتملًا ويسمى بدرًا.
فوائد الحديث:
621. حرص الصحابة على مجالسة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
622. إثبات البشرى لأهل الإيمان أنهم سيرون الله -تعالى- يوم القيامة.
623. إثبات الرؤية حقيقة ؛ كما أخبر الله ورسوله، بخلاف ما قاله أهل التأويل والتعطيل.
624. فضل صلاتي الصبح والعصر، فينبغي المحافظة عليهما.
625. خصَّ هذين الوقتين لاجتماع الملائكة فيهما، ورفعهم الأعمال، لئلا يفوتهم هذا الفضل العظيم.
626. من أساليب الدعوة التوكيد والترغيب.
المصادر والمراجع:
1- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي.
2- تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبدالغني المقدسي؛ تأليف عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر، غراس-الكويت، الطبعة الأولى، 1424هـ.
3- رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428هـ.
4- شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
5- صحيح البخاري –الجامع الصحيح-؛ للإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
6- صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبدالباقي، دار عالم الكتب-الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
7- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
8- كنوز رياض الصالحين، لحمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا- الطبعة الأولى1430ه.
9- تطريز رياض الصالحين؛ تأليف فيصل آل مبارك، تحقيق د. عبد العزيز آل حمد، دار العاصمة-الرياض، الطبعة الأولى، 1423هـ.
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يرد الطيب
الحديث: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- مرفوعاً: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يَرُدُّ الطيب.
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لا يرد الطيب ولا يرفضه؛ لأنه خفيف المحمل وطيب الرائحة، كما جاء في الرواية الأخرى.
___________________________
راوي الحديث: أَنَس بن مالك -رضي الله عنه-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
فوائد الحديث:
627. استحباب قبول عطية الطيب؛ لأنه لا مؤنة لحمله ولا منة في قبوله.
628. كمال خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- في رغبته بالطيب وعدم رده.
629. ينبغي للإنسان أن يستعمل الطيب دائما لأنه علامة على طيب العبد فالطيبات للطيبين والطيبون للطيبات.
المصادر والمراجع:
- صحيح البخاري، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
- منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري تأليف- حمزة محمد قاسم مكتبة دار البيان، دمشق - الجمهورية العربية السورية، مكتبة المؤيد، الطائف - المملكة العربية السعودية
1410 هـ - 1990 م.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشرة، 1407هـ.
أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم».
درجة الحديث: حسن.
المعنى الإجمالي:
أعلى درجات المؤمنين هو من حسن خُلقه، ومن أحق الناس بحسن الخلق هي الزوجة؛ بل أحسن الناس خلقًا من حسن خلقه مع زوجه.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه أبو داود والترمذي والدارمي وأحمد.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· أحسنهم خلقًا : حسن الخلق وصف جامع لخصال الخير، وعِمادها بذل المعروف، وكف الأذى، وطلاقة الوجه، والنصح للمسلمين.
فوائد الحديث:
630. ارتباط الإيمان بحسن الخلق.
631. فضيلة الأخلاق الحسنة في الإسلام.
632. تفاوت الإيمان وأنه يزيد وينقص وليس شيئًا واحدًا.
المصادر والمراجع:
-سنن أبي داود - سليمان بن الأشعث السِّجِسْتاني تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد: المكتبة العصرية. صيدا – بيروت.
-سنن الترمذي - محمد بن عيسى ، الترمذي، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم عطوة عوض -شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر الطبعة: الثانية، 1395 هـ - 1975 م.
-سنن ابن ماجه :ابن ماجه أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي- دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي.
-سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها/محمد ناصر الدين، الألباني مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض-الطبعة: الأولى، (لمكتبة المعارف).
- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين؛ لمحمد بن علان الشافعي، دار الكتاب العربي-بيروت.
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى1418ه.
- شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
- كنوز رياض الصالحين، لحمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا- الطبعة الأولى1430ه.
الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة
الحديث: عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- مرفوعاً: «الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الدنيا بما فيها شيء يتمتع به حيناً من الوقت ثم يزول، ولكن أفضل متاع هذه الدنيا الزائلة المرأة الصالحة، التي تعين على الآخرة، وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله)).
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عَمْرِو بن العاص -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· متاع : ما ينتفع به ويستمتع.
فوائد الحديث:
633. يجوز التمتع بطيبات الدنيا التي أحلها الله لعباده دون سرف أو مخيلة.
634. الترغيب في اختيار المرأة الصالحة لأنها عون للزوج على طاعة ربه.
635. خير متاع الدنيا ما كان في طاعة الله أو أعان عليها.
المصادر والمراجع:
المسند الصحيح (صحيح مسلم), تأليف: مسلم بن حجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, دار إحياء التراث العربي.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين, تأليف: سليم بن عيد الهلالي, دار ابن الجوزي.
كشف المشكل من حديث الصحيحين, تأليف: جمال الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن علي الجوزي, تحقيق: علي حسين البواب, الناشر: دار الوطن.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين, تأليف: مصطفى الخن ومصطفى البغا ومحي الدين مستو وعلي الشربجي ومحمد لطفي, مؤسسة الرسالة, ط 14 عام 1407 - 1987.
إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه
الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
صاحب الرفق يدرك حاجته أو بعضها أما صاحب العنف لا يدركها وإن أدركها فبمشقة.
___________________________
راوي الحديث: عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· الرفق : لين الجانب بالقول والفعل.زانه : حسنه وجمله.شانه : عابه وقبحه.
فوائد الحديث:
636. ضرورة التحلي بالرفق، فإنه يزين المرء ويجمله في أعين الناس وعند الله -تعالى-.
637. البعد عن العنف والشدة والغلظة؛ لأنها تشين صاحبها عند الناس وعند الله -سبحانه-.
المصادر والمراجع:
صحيح مسلم, تأليف: مسلم بن حجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, دار إحياء التراث العربي.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين, تأليف: سليم بن عيد الهلالي, دار ابن الجوزي.
تطرز رياض الصالحين, تأليف: فيصل مبارك, دار العاصمة, ط1423 – 2002.
إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة، فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة، فيحمده عليها
الحديث: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- مرفوعاً: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة، فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة، فيحمده عليها».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
إن من أسباب مرضاة الله سبحانه شكره على الأكل والشرب فهو سبحانه وحده المتفضل بهذا الرزق.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: التوحيد.
راوي الحديث: أَنَس بن مالك -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· الأَكْلَة : هي المرة الواحدة من الأكل كالغداء والعشاء، والقول الثاني أنها اللقمة الواحدة.
· الشَّرْبة : هي المرة الواحدة من الشراب، وفيه قولان كالأكلة.
فوائد الحديث:
638. إثبات صفة الرضى لله -سبحانه وتعالى-.
639. أن رضى الله قد ينال بأدنى سبب كالحمد بعد الأكل والشرب.
640. الحث على شكر الله -عز وجل- وأنه سبب لرضاه, وأن الشكر طريق للنجاة والقبول.
641. بيان أدب من آداب الطعام والشراب.
642. بيان كرم الله عز وجل فقد تفضل عليك بالرزق ورضي عنك بالحمد.
643. السنة تحصل بقول: الحمد لله.
المصادر والمراجع:
المسند الصحيح (صحيح مسلم), تأليف: مسلم بن حجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, دار إحياء التراث العربي.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين, تأليف: مصطفى الخن ومصطفى البغا ومحي الدين مستو وعلي الشربجي ومحمد لطفي, مؤسسة الرسالة, ط 14 عام 1407 - 1987.
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين, تأليف: محمد بن علان الصديقي الشافعي, دار الكتاب العربي.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين, تأليف: سليم بن عيد الهلالي, دار ابن الجوزي.
شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين, تأليف: محمد بن صالح العثيمين, مدار الوطن بإشراف المؤسسة, ط 1425.
كنوز رياض الصالحين, رئيس الفريق العلمي: حمد العمار, دار كنوز إشبيليا, ط1430 - 2009 .
تطرز رياض الصالحين, تأليف: فيصل مبارك, دار العاصمة, ط1423 - 2002.
إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم
الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها- مرفوعاً: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم»
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
فضيلة حسن الخلق وأنه يبلغ بصاحبه في المنزلة عند الله وفي الجنة منزلة المداوم على الصيام وقيام الليل، وهما عملان عظيمان وفيهما مشقة على النفوس، وحسن الخلق أمر يسير.
___________________________
راوي الحديث: عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه أبو داود وأحمد.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· بحسن خلقه : بسط الوجه وبذل الندى وكف الأذى.
فوائد الحديث:
644. حسن الخلق يضاعف الثواب والأجر، حتى يبلغ العبد به درجة الصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يتعب.
المصادر والمراجع:
مسند الإمام أحمد بن حنبل, تأليف: أبو عبدالله أحمد بن حنبل الشيباني, تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرون, إشراف: عبدالله التركي, الناشر: مؤسسة الرسالة, ط1 عام 1421.
سنن أبي داود, تأليف: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني, تحقيق: شعيب الأرنؤوط, الناشر: دار الرسالة العالمية, ط1 عام 1430.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين, تأليف: سليم بن عيد الهلالي, دار ابن الجوزي.
تطرز رياض الصالحين, تأليف: فيصل مبارك, دار العاصمة, ط1423 – 2002.
مشكاة المصابيح, تأليف: محمد بن عبدالله الخطيب العمري, تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني, الناشر: المكتب الإسلامي, ط3 عام 1985.
إن من خياركم أحسنكم أخلاقا
الحديث: عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- مرفوعاً: قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول: «إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- صاحب قول فاحش ولا فعل سيء ولا متعمداً لذلك متكلفاً له بل كان ذا خلق عظيم, وأخبر أن أفضل المؤمنين أحسنهم خلقاً لأن حسن الخلق يدعو إلى المحاسن وترك المساوئ.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عَمْرِو بن العاص -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· فاحشاً : صاحب الفحش وهي القبائح.متفحشاً : الذي يتكلف الفحش ويتعمده.
فوائد الحديث:
645. ينبغي على المؤمن أن يبتعد عن الكلام السيء والفعل القبيح.
646. تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلقه فلم يصدر عنه إلا العمل الصالح والقول الطيب.
647. حسن الخلق ميدان للتنافس بين المؤمنين فمن سبق فيه كان من خيار المؤمنين وأكملهم إيماناً.
المصادر والمراجع:
الجامع المسند الصحيح (صحيح البخاري), تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري, تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر, دار طوق النجاة ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي, ط 1422.
المسند الصحيح (صحيح مسلم), تأليف: مسلم بن حجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, دار إحياء التراث العربي.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين, تأليف: سليم بن عيد الهلالي, دار ابن الجوزي.
تطرز رياض الصالحين, تأليف: فيصل مبارك, دار العاصمة, ط1423 – 2002.
قال الله تعالى: أنفق يا ابن آدم ينفق عليك
الحديث: عن أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه- مرفوعاً: .«قال الله تعالى: أنفق يا ابن آدم ينفق عليك».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أنفق ينفق عليك، أي لا تخش الفقر ببذل المال وإخراجه ولا تكن شحيحًا، فإنك إذا أنفقت على غيرك سوف ينفق الله تعالى عليك، فما عندكم ينفد وما عند الله باق، وهذا الحديث بمعنى قوله تعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) فتضمن الحث على الإنفاق في وجوه الخير والتبشير بالخلف من فضل الله تعالى.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: العقيدة.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· أنفق : أنفق المال في وجوه الخير بالطرق المأذون به شرعاً إيماناً واحتساباً.
· ينفق عليك : أي يوسع عليك ويأتيك عوض ما تنفقه ويبارك لك فيه.
فوائد الحديث:
648. الإنفاق سبب لسعة الرزق.
649. إعطاء الله لعبده على قدر إعطاء العبد للفقراء والمحتاجين.
650. خزائن الله ملأى لا تنفد والمولى كريم لا يمسك خشية الإنفاق.
المصادر والمراجع:
الجامع المسند الصحيح (صحيح البخاري), تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري, تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر, دار طوق النجاة ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي, ط 1422.
المسند الصحيح (صحيح مسلم), تأليف: مسلم بن حجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, دار إحياء التراث العربي.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين, تأليف: سليم بن عيد الهلالي, دار ابن الجوزي.
إن الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته
الحديث: عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- مرفوعاً: «إن الله ليُمْلِي للظالم، فإذا أخذه لم يُفْلِتْهُ»، ثم قرأ: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبر -صلى الله عليه وسلم- أن الله -عز وجل- يمهل الظالم ويدعه يظلم نفسه؛ حتى إذا أخذه لم يتركه حتى يستوفي عقابه، ثم تلا -صلى الله عليه وسلم- قوله -تعالى-: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).
___________________________
راوي الحديث: أبو مُوسَى عبد اللَّه بن قيس الأشعري -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· يملي للظالم : أي: يمهل ويؤخر ويطيل له في المدة.
· لم يفلته : أي:لم يخلصه ولم يتركه حتى يستوفي عقابه.
· أخذ ربك : أي: مؤاخذة ومعاقبة ربك لأهلها.
فوائد الحديث:
651. العاقل لا يأمن من مكر الله إذا ظلم ولم يصبه أذى بل يعلم أن ذلك استدراج فيسارع إلى إعادة الحقوق لأهلها.
652. يستدرج الله الظالمين ليزدادوا إثماً فيضاعف لهم العذاب.
653. خير ما يفسر به الحديث أو القرآن هو كلام الله ورسوله.
المصادر والمراجع:
- رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428ه.
- صحيح البخاري -للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب-الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
- شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم بن عيد الهلالي، دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى1418ه.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشرة، 1407هـ.
- تطريز رياض الصالحين؛ تأليف فيصل آل مبارك، تحقيق د. عبد العزيز آل حمد، دار العاصمة-الرياض، الطبعة الأولى، 1423هـ.
- مرقاة المفاتيح :علي بن سلطان القاري -دار الفكر، بيروت – لبنان الطبعة الأولى، 1422هـ - 2002م.
ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء
الحديث: عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- مرفوعاً: «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم أن النساء سبب عظيم للفتنة، وذلك بإغرائهن وإمالتهن عن الحق إذا خرجن واختلطن بالرجال, وإذا حصلت خلوة بهن، والضرر هنا يكون في الدين والدنيا.
___________________________
راوي الحديث: أسامة بن زيد بن حارثة -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· فتنة : ابتلاء واختبار.
فوائد الحديث:
654. فتنة النساء أخطر من غيرها على الرجال.
المصادر والمراجع:
الجامع المسند الصحيح (صحيح البخاري), تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري, تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر, دار طوق النجاة ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي, ط 1422.
المسند الصحيح (صحيح مسلم), تأليف: مسلم بن حجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, دار إحياء التراث العربي.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين, تأليف: سليم بن عيد الهلالي, دار ابن الجوزي..
تعليق البغا على صحيح البخاري، دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت، تحقيق : د. مصطفى ديب البغا، الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987.
يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا
الحديث: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- مرفوعاً: «يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب التخفيف واليسر على الناس فما خير -صلى الله عليه وسلم- بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن محرماً, فقوله: يسروا ولا تعسروا أي: في جميع الأحوال, وقوله: وبشروا ولا تنفروا, البشارة هي الإخبار بالخير عكس التنفير، ومن التنفير الإخبار بالسوء والشر.
___________________________
راوي الحديث: أَنَس بن مالك -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· بشروا : من البشارة وهي الإخبار بخير.
· ولا تنفروا : ولا تباعدوهم عن الخير وتصرفوهم عنه.
· يسروا : أي: سهلوا.
· ولا تعسروا : أي: ولا تضيقوا.
فوائد الحديث:
655. واجب المؤمن أن يحبب الناس بالله ويرغبهم في الخير.
656. ينبغي على الداعي إلى الله أن ينظر بحكمة إلى كيفية تبليغ دعوة الإسلام إلى الناس.
657. التبشير يولد السرور والإقبال والاطمئنان للداعي ولما يعرضه على الناس.
658. التعسير يولد النفور والإدبار والتشكيك في كلام الداعي.
659. سعة رحمة الله بعباده وأنه رضي لهم ديناً سمحاً وشريعة ميسرة.
المصادر والمراجع:
الجامع المسند الصحيح (صحيح البخاري), تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري, تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر, دار طوق النجاة ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي, ط 1422
المسند الصحيح (صحيح مسلم), تأليف: مسلم بن حجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي, دار إحياء التراث العربي.
شرح صحيح البخاري لابن بطال, تأليف: ابن بطال أبو الحسن علي بن خلف بن عبدالملك, تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم, الناشر: مكتبة الرشد ط2 عام 1423.
إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري, تأليف: أبو العباس أحمد بن محمد القسطلاني, الناشر: المطبعة الكبرى الأميرية, ط7 عام 1323.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين, تأليف: سليم بن عيد الهلالي, دار ابن الجوزي.
تعليق البغا على صحيح البخاري، دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت، تحقيق : د. مصطفى ديب البغا، الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987.
تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا مِنَ الإبلِ فِي عُقُلِهَا
الحديث: عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «تعاهدوا هَذَا القُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أشَدُّ تَفَلُّتاً مِنَ الإبلِ فِي عُقُلِهَا». .
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
"تعاهدوا القرآن" أي: حافظوا على قراءته وواظبوا على تلاوته، وقوله: "فوالذي نفس محمد بيده لهو أشدّ تفلتاً" أي تخلصاً، "من الإبل في عقلها" جمع عقال، وهو حبل يشد به البعير في وسط الذراع، شبه القرآن في كونه محفوظاً عن ظهر القلب بالإبل النافرة وقد عقل عليها بالحبل، واللّه تعالى بلطفه منحهم هذه النعمة العظيمة فينبغي له أن يتعاهده بالحفظ والمواظبة عليه، فيجعل له حزباً معيناً يتعاهده كل يوم، حتى لا ينساه، وأما من نسيه بمقتضى الطبيعة فإنه لا يضر، لكن من أهمل وتغافل عنه بعد أن أنعم الله عليه بحفظه فإنه يخشى عليه من العقوبة، فينبغي الحرص على القرآن بتعاهده بالقراءة وتلاوته ليبقى في الصدر، وكذلك أيضا بالعمل به؛ لأن العمل بالشيء يؤدي إلى حفظه وبقائه.
___________________________
راوي الحديث: أبو مُوسَى عبد اللَّه بن قيس الأشعري -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· تعاهدوا : حافظوا على قراءته.
· تفلتاً : التفلت: التخلص من الشيء فجأة من غير تمكّث.
· عُقُلها : جمع عِقَالٍ، وهو حبل يشد به البعير في وسط الذراع.
فوائد الحديث:
660. الحث على المواظبة على قراءة القرآن ومذاكرته.
661. أن حافظ القرآن إن واظب على تلاوته مرة بعد مرة بقي محفوظاً في قلبه، و إلا ذهب عنه ونسيه؛ لأنه أشد ذهاباً من الإبل.
المصادر والمراجع:
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي.
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لمحمد بن علان الشافعي، دار الكتاب العربي، بيروت.
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428هـ.
شرح رياض الصالحين، للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
صحيح البخاري، للإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
صحيح مسلم، للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبدالباقي، دار عالم الكتب، الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
كنوز رياض الصالحين، فريق علمي برئاسة أ.د. حمد العمار، دار كنوز إشبيليا، الرياض، الطبعة الأولى، 1430هـ.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
خيركم من تعلم القرآن وعلمه
الحديث: عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «خَيرُكُم من تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
"خيركم من تعلم القرآن وعلمه" هذا الخطاب عام للأمة، فخير الناس من جمع بين هذين الوصفين من تعلم القرآن وعَلَّمَ القرآن، تعلمه من غيره وعلمه غيره؛ لأن تعلم القرآن من أشرف العلوم، والتعلم والتعليم يشمل التعلم اللفظي والمعنوي، فمن حفظ القرآن يعني: صار يعلم الناس التلاوة، ويحفظهم إياه فهو داخل في التعليم، وكذلك من تعلم القرآن على هذا الوجه فهو داخل في التعلم، والنوع الثاني: تعليم المعنى يعني: تعليم التفسير أن الإنسان يجلس إلى الناس يعلمهم تفسير كلام الله -عز وجل- كيف يفسر القرآن، فإذا علم الإنسان غيره كيف يفسر القرآن وأعطاه القواعد في ذلك فهذا من تعليم القرآن.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: المفاضلة بين الأعمال.
راوي الحديث: عثمان بن عفان -رضي الله عنه-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
فوائد الحديث:
662. فضل تعلم القرآن الكريم وتجويده، وفضل تعليمه.
663. فضل العمل بما فيه من الأحكام والآداب والأخلاق.
664. ينبغي على العالم بذل العلم بعد تعلمه.
665. تشريف لمن تعلم شيئاً من القرآن، ورفع منزلته بما تعلم.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري, تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري, تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر, دار طوق النجاة، ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي, ط 1422هـ.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين, تأليف: سليم بن عيد الهلالي, دار ابن الجوزي.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين, تأليف: مصطفى الخن ومصطفى البغا ومحي الدين مستو وعلي الشربجي ومحمد لطفي, مؤسسة الرسالة, ط 14، عام 1407 - 1987.
شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، نشر: دار الوطن للنشر، الرياض، الطبعة: 1426هـ.
رياض الصالحين، للنووي، تحقيق: ماهر الفحل، دار ابن كثير، بيروت، الطبعة الأولى 1428هـ - 2007م.
فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني، الناشر: دار المعرفة - بيروت، 1379.
مَن نزَل مَنْزِلًا فقال: أعوذ بكلمات الله التَّامَّات من شرِّ ما خلَق، لم يَضُرَّه شيءٌ حتى يَرْحَلَ مِن مَنْزِله ذلك
الحديث: عن خولة بنت حكيم -رضي الله عنها- مرفوعًا: «مَن نزَل مَنْزِلًا فقال: أعوذ بكلمات الله التَّامَّات من شرِّ ما خلَق، لم يَضُرَّه شيءٌ حتى يَرْحَلَ مِن مَنْزِله ذلك».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- أُمَّتَه إلى الاستعاذة النافعة التي يندفع بها كل محذور يخافه الإنسان عندما ينزل بقعة من الأرض سواء في سفر أو نزهة أو غير ذلك: بأن يستعيذ بكلام الله الشافي الكافي السالم من كل عيب ونقص؛ لِيَأْمَنَ في منزله ذلك ما دام مقيمًا فيه مِن كل ما يؤذي.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: كتاب الأدعية.
راوي الحديث: خولة بنت حكيم -رضي الله عنها-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· من نزل منزلا : أي: نَزَل مكانًا.
· أعوذ : أَعْتَصِم وأَلْتَجِئ.
· بكلمات : المراد بها هنا القرآن.
· التامات : الكاملات التي لا يلحقها نقص ولا عيب.
· من شر ما خلق : أي: من كل شر في أي مخلوق قام به الشر من حيوان أو غيره.
· لم يضره شيء : لم يصبه أذى ولا ما يؤدّي إلى الأذى.
· يرحل : ينتقل.
فوائد الحديث:
666. أن الاستعاذة عبادة.
667. أن الاستعاذة المشروعة هي ما كانت بالله -تعالى- أو بأسماء الله وصفاته.
668. أن كلام الله غير مخلوق؛ لأن الله شرع الاستعاذة به، والاستعاذة بالمخلوق شرك، فدل على أنه غير مخلوق.
669. فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره.
670. أن نواصي المخلوقات بيد الله -تعالى-.
671. بيان بركة هذا الدعاء.
672. بيان شمول القرآن وكماله.
المصادر والمراجع:
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1423 هـ.
القول المفيد على كتاب التوحيد، للشيخ محمد بن صالح العثيمين دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثانية, محرم 1424ه.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، للشيخ صالح الفوزان دار العاصمة الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ- 2001م.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، للشيخ محمد بن عبد العزيز القرعاوي، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ/2003م.
معجم اللغة العربية المعاصرة، لأحمد مختار. الناشر: عالم الكتب.الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م.
ألا أَبْعَثُك على ما بَعَثَني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أن لا تَدْعَ صُورَةً إلا طَمَسْتَها، ولا قَبْرًا مُشْرِفًا إلا سَوَّيْتَه
الحديث: عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي -رضي الله عنه-: «ألا أَبْعَثُك على ما بَعَثَني عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ أن لا تَدْعَ صُورَةً إلا طَمَسْتَها، ولا قَبْرًا مُشْرِفًا إلا سَوَّيْتَه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الإسلام حريص على سَدِّ كلِّ باب يُؤَدِّي إلى الشرك خَفِيًّا أو ظاهرًا، وقد أخبرنا عليٌّ -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَرْسَله وأَمَرَه بأن يَمْحُوَ كلَّ صُورَة وَجَدَها؛ لما فيها من الـمُشابهة لخَلْق الله -تعالى-، والافتِتَان بها بتعظيمها؛ مما يَؤُول بأصحابها إلى الوَثَنِيَّة.
وأن يَهْدِم كلَّ بِنَاءٍ بُنِيَ على قَبْرٍ أو رفع أكثر من القدر المشروع؛ لما في تَعْلِيَتها من الافتتان بأصحابها، واتخاذهم شركاء لله في العبادة والتعظيم.
وذلك ليَبْقَى للمسلمين إسلامُهم، وتَصْفُوَ عقيدتُهم؛ وذلك لأن تصوير الصُّوَر والبِنَاءَ على القَبْر يُؤَدِّي إلى تعظيمها وتقديسها ورَفْعها فوق مَنْزِلَتها، وإعطائها حقًّا مِن حُقُوق الله -تعالى-.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: كتاب الجنائز.
راوي الحديث: علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· ألا : أداة تنبيه.
· أبعثك : البَعْث: الإرسال بأَمْرٍ مُهِمٍّ; كالدعوة إلى الله -تعالى-.
· لا تدع : لا تَتْرُكْ.
· إلا طمستها : أَزَلْتَها ومَحَوْتَها.
· مُشْرِفًا : مُرْتَفِعًا عن القَدْر المشروع، وهو شِبْرٌ.
· إلا سويته : أي: هَدَمْتَ ما عليه من البِناء، وسَوَّيْتَه بالأَرْض.
فوائد الحديث:
673. تحريم التصوير ووجوب إزالة الصور ومحوها بجميع أنواعها.
674. التواصي بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبليغ العلم.
675. تحريم رفع القبور ببناء أو غيره؛ لأنه من وسائل الشرك.
676. وجوب هدم القباب المبنية على القبور.
677. إن التصوير مثل البناء على القبور وسيلة إلى الشرك.
678. يدخل في الإشراف زيادة على ما سبق أن يكون القبر عليه أعلام كبيرة، أو أعلام ملونة مزخرفة، وتسمى عند الناس (نصائل) أو (نصائب).
المصادر والمراجع:
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1423 هـ.
القول المفيد على كتاب التوحيد، للشيخ محمد بن صالح العثيمين دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثانية, محرم 1424ه.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، للشيخ صالح الفوزان دار العاصمة الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ- 2001م.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، للشيخ محمد بن عبد العزيز القرعاوي، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ/2003م.
كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب ص 337 ت: دغش.
لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن وَلَدِه، ووالَدِه، والناس أجمعين
الحديث: عن أنس وأبي هريرة -رضي الله عنهما- مرفوعاً: «لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن وَلَدِه، ووالِدِه، والناس أجمعين».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يُخْبِرُنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: أنه لا يَكْمُل إيمانُ المسلم، ولا يَتَحَصَّل على الإيمان الذي يَدْخُلُ به الجَنَّة بلا عذاب، حتى يُقَدِّم حُبَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حُبِّ وَلَدِه ووالده والناس أجمعين، وذلك أن حُبَّ رسول الله يعني: حُبَّ الله؛ لأن الرسول هو المبلِّغ عنه، والهادي إلى دينه، ومحبَّة الله ورسوله لا تَصِحُّ إلا بامتثال أوامر الشرع واجتناب نواهيه، وليس بإنشاد القصائد، وإقامة الاحتفالات، وتلحين الأغاني.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: حب النبي -صلى الله عليه وسلم- وعظم مكانته.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-أَنَس بن مالك -رضي الله عنه-
التخريج: حديث أنس -رضي الله عنه-: متفق عليه.حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· لا يؤمن أحدكم : أي: لا يَحْصُلُ له الإيمان الكامل الذي تَبْرَأُ به ذِمَّتُه، ويَدْخُل الجَنَّة بلا عذاب.
· من ولده : يَشْمَل الذَّكَر والأُنْثَى، وبدأ بمحبَّة الولد؛ لأن تَعَلَّق القلب به أشدّ مِن تعلُّقه بأبيه غالبًا.
· ووالده : يَشْمَل أباه، وجَدَّه وإن علا، وأُمَّه وجَدَّتَه وإن عَلَتْ.
· والناس أجمعين : يَشْمَل إِخْوَته، وأعمامه، وأبناءهم، وأصحابه، ونَفْسَه؛ لأنه من الناس.
فوائد الحديث:
679. وجوب محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وتقديمها على محبَّة كل مخلوق.
680. أن الأعمال من الإيمان؛ لأن المحبة عمل القلب، وقد نُفِي الإيمان عمن لم يكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحبَّ إليه مما ذكَر.
681. أن نفي الإيمان لا يَدُلُّ على الخروج من الإسلام.
682. أن الإيمان الصادق لا بدَّ أن يَظْهَرَ أَثَرُه على صاحبه.
683. وجوب تقديم محبة رسول الله على محبَّة النَّفْس، والوَلَد، والوالد، والناس أجمعين.
684. فداء الرسول بالنفس والمال؛ لأنه يَجِبُ أن تُقَدِّم محبَّتَه على نَفْسِك ومالك.
685. أنه يجب على الإنسان أن يَنْصُر سنة رسول الله، ويَبْذُل لذلك نَفْسَه وماله وكل طاقته؛ لأن ذلك من كمال محبة رسول الله، ولذلك قال بعض أهل العلم في قوله: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} أي: مُبْغِضَك، قالوا: وكذلك مَن أَبْغَضَ شريعته؛ فهو مقطوع لا خير فيه.
686. جواز المحبة التي للشَّفَقَة والإكرام والتعظيم؛ لقوله: «أحب إليه من وَلَدِه ووالده ...». فأَثْبَتَ أصل المحبَّة، وهذا أمر طبيعي لا يُنْكِرُه أحد.
687. وجوب تقديم قول الرسول على قول كل الناس: لأن مِن لازم كونه أحبَّ مِن كل أحد أن يكون قوله مُقَدَّمًا على كل أحد مِن الناس، حتى على نَفْسِك.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة الأولى، 1422ه.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، للقرعاوي، الناشر: مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الخامسة، 1424هـ - 2003م.
التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، لشيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-، طبعة الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، للفوزان، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1422هـ - 2001م.
القول المفيد على كتاب التوحيد، لابن عثيمين، دار ابن الجوزي، الطبعة الثانية، 1424هـ.
ليس منا من تَطَيَّر أو تُطُيِّر له، أو تَكَهَّن أو تُكِهِّن له، أو سحَر أو سُحِر له؛ ومن أتى كاهنا فصدَّقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-
الحديث: عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- وابن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعاً: «ليس منا من تَطَيَّر أو تُطُيِّر له، أو تَكَهَّن أو تُكِهِّن له، أو سحَر أو سُحِر له؛ ومن أتى كاهنا فصدَّقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يقول -صلى الله عليه وسلم-: هذا وعيد شديد يدل على أن هذه المعصية من الكبائر يفيد الوعيد والزجر لمن فعل الطِّيَرَةَ أو الكهانة أو السحر، أو فُعِلَت له هذه الأشياء؛ لأن فيها ادعاء لعلم الغيب الذي اختص الله به، وفيها إفساد للعقائد والعقول، ومن صدَّق من يفعل شيئا من هذه الأمور؛ فقد كفر بالوحي الإلهي الذي جاء بإبطال هذه الجاهليات ووقاية العقول منها، ويلحق بذلك: ما يفعله بعض الناس من قراءة ما يسمى بالكف والفنجان، أو ربط سعادة الإنسان وشقائه وحظه بالبروج ونحو ذلك.
وقد بيَّن كل من الإمامين البغوي وابن تيمية معنى العرَّاف والكاهن والمنجِّم والرَّمَّال بما حاصله: أن كل من يدعي علم شيء من المغيَّبات فهو إما داخل في اسم الكاهن أو مشارك له في المعنى فيلحق به، والكاهن هو الذي يخبر عما يحصل في المستقبل ويأخذ عن مُسْتَرِق السمع من الشياطين.
___________________________
راوي الحديث: أبو نُجَيد عمران بن حصين الخزاعي -رضي الله عنه-عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه البزار عن عمران بن حصين -رضي الله عنهما-.
ورواه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· ليس منا : هذا وعيد شديد يدل على أن هذه المعصية من الكبائر يفيد الوعيد والزجر.
· من تطير : فَعَلَ الطِّيَرة، وهي التشاؤم بمعلوم مرئيا كان أو مسموعا، زمانا كان أو مكانا، وأضيفت إلى الطَّير؛ لأن غالب التشاؤم عند العرب بالطَّير؛ فعلِّقت به.
· أو تطير له : أي فُعِلَتِ الطِّيَرة مِن أجله.
· أو تكهن : أي: فعَل الكهانة. وهي حِرْفة الكاهن، وهو من يدعي معرفة الغيب.
· أو تكهن له : أي: فُعِلَت الكَهانة من أجله.
· أو سحر : أي: فعَل السحر. وهو استخدام الشياطين، والاستعانة بها؛ لحصول أمر، بواسطة التقرب لذلك الشيطان بشيء من أنواع العبادة.
· أو سحر له : أي: فُعِل السِّحْر من أجله.
فوائد الحديث:
688. تحريم ادعاء علم الغيب؛ لأنه ينافي التوحيد.
689. تحريم تصديق من يفعل ذلك بكهانة أو غيرها؛ لأنه كفر.
690. وجوب تكذيب الكهان ونحوهم، ووجوب الابتعاد عنهم، وعن علومهم.
691. وجوب التمسك بما أُنْزِل على الرسول صلى الله عليه وسلم، وطرح ما خالفه.
692. تحريم الطيرة والسحر والكهانة.
693. تحريم طلب فعل هذه الثلاثة.
694. أن القرآن منزل غير مخلوق.
المصادر والمراجع:
مسند البزار المنشور باسم البحر الزخار: أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي المعروف بالبزار، المحقق: محفوظ الرحمن زين الله، (حقق الأجزاء من 1 إلى 9) وعادل بن سعد (حقق الأجزاء من 10 إلى 17) وصبري عبد الخالق الشافعي (حقق الجزء 18) الناشر: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة لطبعة: الأولى، (بدأت 1988م، وانتهت 2009م).
المعجم الأوسط سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الشامي أبو القاسم الطبراني، المحقق: طارق بن عوض الله بن محمد، عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني الناشر: دار الحرمين - القاهرة.
سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها: محمد ناصر الدين الألباني مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الأولى لمكتبة المعارف.
القول المفيد على كتاب التوحيد- محمد بن صالح بن محمد العثيمين- دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية- الطبعة: الثانية, محرم 1424هـ.
التمهيد لشرح كتاب التوحيد دروس ألقاها صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ثم طُبعت دار التوحيد الطبعة: الأولى، 1424هـ - 2003م
الجديد في شرح كتاب التوحيد- محمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي- دارسة وتحقيق: محمد بن أحمد سيد أحمد- مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية- الطبعة: الخامسة، 1424هـ/2003م.
الملخص في شرح كتاب التوحيد- صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان- دار العاصمة الرياض- الطبعة: الأولى 1422هـ- 2001م.
من أتَى عرَّافًا فسأله عن شيء، فصدَّقه لم تُقْبَلْ له صلاةٌ أربعينَ يومًا
الحديث: عن حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أتَى عرَّافًا فسأله عن شيء، فصدَّقه لم تُقْبَلْ له صلاةٌ أربعينَ يومًا".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أن من جاء إلى عرّاف من العرافين -وهو من يدعي معرفة المغيبات- فسأله عن شيء من أمور الغيب، وصدّقه بما يقول فإن الله سيحرمه من ثواب صلاته أربعين يومًا، وذلك عقوبة له على ما أقدم عليه من الإثم والذنب الكبير، وأما من صدّقهم فقد كفر بما أنزل على محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كما جاء في الحديث الآخر، وإذا كان هذا جزاءُ من أتى الكاهن فكيف بجزاء الكاهن نفسه! نعوذ بالله من ذلك ونسأل الله العافية.
___________________________
راوي الحديث: حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· العراف : هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك.
· لم تقبل له صلاة أربعين يوما : أي لم يكن له ثواب صلاته أربعين يوما، لكن لا يلزمه إعادة صلاة أربعين يوما.
فوائد الحديث:
695. المنع من الذهاب إلى الكهان وسؤالهم عن المغيبات وتصديقهم في ذلك، وأنه كفر.
696. تحريم الكهانة، وأنها من الكبائر.
697. قد يحرم الإنسان من ثواب الطاعة عقوبة له على فعل المعصية.
المصادر والمراجع:
- صحيح مسلم، تأليف: مسلم بن حجاج النيسابوري, تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، دار إحياء التراث العربي.
- الجديد في شرح كتاب التوحيد، للقرعاوي، الناشر: مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الخامسة، 1424هـ - 2003م.
- الملخص في شرح كتاب التوحيد، للفوزان، دار النشر: دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1422هـ - 2001م.
- كتاب التوحيد، لمحمد بن عبد الوهاب، الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية.
من اقتَبَس شُعْبَة من النُّجوم؛ فقد اقتَبَسَ شُعْبة من السِّحْر، زاد ما زاد
الحديث: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من اقتَبَس شُعْبَة من النُّجوم؛ فقد اقتَبَسَ شُعْبة من السِّحْر، زاد ما زاد".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
لما كان الغيب من الأشياء التي استأثر الله -تعالى- بها أبطل النبي -صلى الله عليه وسلم- كل محاولة للاستكشاف والاطلاع على أسراره، ومن ذلك التنجيم الذي هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، فقد بين -صلى الله عليه وسلم- أن تعلم هذا ضرب من السحر، وأنه كلما أكثر الإنسان منه فقد أكثر من السحر.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· من اقتبسَ : من تعلّم.
· شعبة : طائفة وقطعة.
· من النجوم : قسم من علم النجوم.
· زاد ما زاد : كلما زاد تعلمه من علم النجوم زاد تعلمه للسحر.
فوائد الحديث:
698. تحريم التنجيم الذي هو الإخبار عن المستقبل اعتماداً على أحوال النجوم؛ لأنه من ادعاء علم الغيب.
699. أن التنجيم من أنواع السحر المنافي للتوحيد.
700. أنه كلما زاد تعلّمه للتنجيم زاد تعلّمه للسحر.
701. أن السحر يتجزأ.
المصادر والمراجع:
- الجديد في شرح كتاب التوحيد، للقرعاوي. الناشر: مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية. الطبعة: الخامسة، 1424هـ/2003م
- الملخص في شرح كتاب التوحيد، للفوزان. دار النشر: دار العاصمة الرياض. الطبعة: الأولى 1422هـ- 2001م
- كتاب التوحيد، لمحمد بن عبد الوهاب. الناشر: جامعة الأمام محمد بن سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية.
- مسند أحمد، تحقيق شعيب الأرنؤوط. الناشر : مؤسسة الرسالةالطبعة : الأولى ، 1421 هـ - 2001 م.
- سلسلة الأحاديث الصحيحة، محمد ناصر الدين الألباني، دار المعارف، 1415ه.
- سنن ابن ماجه. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي. الناشر: دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي.
- سنن أبي داود. المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد. الناشر: المكتبة العصرية، صيدا - بيروت.
إن أحق الشروط أن توفوا به: ما استحللتم به الفروج
الحديث: عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- مرفوعاً: «إن أحَقَّ الشُّروط أن تُوفُوا به: ما استحللتم به الفروج».
درجة الحديث: صحيح
المعنى الإجمالي:
لكل واحد من الزوجين مقاصد وأغراض في إقدامه على عقد النكاح، فيشترط على صاحبه شروطًا ليتمسك بها ويطلب تنفيذها، وتسمى الشروط في النكاح، وهي زائدة على شروط النكاح التي لا يصح بدونها.
وجاء التأكيد على الوفاء بها؛ لأن الشروط في النكاح عظيمة الحرمة قوية اللزوم؛ لكونها استحق بها استحلال الاستمتاع بالفروج.
___________________________
راوي الحديث: عُقبة بن عامر الجُهَنِي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: عمدة الأحكام.
معاني المفردات:
· أحق الشروط : أولى الشروط المشروعة.
· أن توفوا : بالتوفية والالتزام.
· ما استحللتم به الفروج : لأن التوفية به أحوط وبابها أضيق.
فوائد الحديث:
702. وجوب الوفاء بالشروط التي التزم بها أحد الزوجين لصاحبه، وذلك كاشتراط زيادة في المهر أو السكنى بمكان معين من جانب المرأة، وكاشتراط البكارة والنسب، من جانب الزوج.
703. يقيد عموم هذا الحديث بوجوب الوفاء بالشروط، بمثل حديث [لا يحل لامرأة أن تسأل طلاق أختها].
704. أن الوفاء بشروط النكاح آكد من الوفاء بغيرها، لأنها في مقابل استحلال الفروج.
705. أن ما يلزم لكل واحد من الزوجين على الآخر كالنفقة والاستمتاع والمبيت للمرأة وكالاستمتاع للزوج ليس بمقدر، بل المرجع في ذلك إلى العرف.
706. الشروط في النكاح قسمان: صحيح وهو: مالا يخالف مقتضى العقد، وأن يكون للمشترط من الزوجين غرض صحيح.ب- وباطل وهو: ما كان مخالفا لمقتضي العقد.والميزان في هذه الشروط ونحوها، قوله -صلى الله عليه وسلم-: "المسلمون على شروطهم، إلا شرطاً حرم حلالا أو أحل حراماً" ولا فرق بين أن يقع اشتراطها قبل العقد أو معه.
المصادر والمراجع:
- صحيح البخاري –الجامع الصحيح-؛ للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب-الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
- الإلمام بشرح عمدة الأحكام للشيخ إسماعيل الأنصاري-مطبعة السعادة-الطبعة الثانية 1392ه.
- تيسير العلام شرح عمدة الأحكام-عبد الله البسام-تحقيق محمد صبحي حسن حلاق- مكتبة الصحابة- الشارقة- الطبعة العاشرة- 1426ه.
أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله
الحديث: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مَكْرِ الله، والقُنُوطُ من رحمة الله، واليَأْسُ من رَوْحِ الله".
درجة الحديث: إسناده صحيح.
المعنى الإجمالي:
ذكر رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في هذا الحديث ذنوبًا تعتبر من كبائر الذنوب، وهي: أن يُجعل لله -سبحانه- شريكٌ في ربوبيته أوعبوديته وبدأ به؛ لأنه أعظم الذنوب، وقطع الرجاء والأمل من الله؛ لأن ذلك إساءة ظنٍّ بالله وجهل بسعة رحمته، والأمن من استدراجه للعبد بالنعم حتى يأخذه على غفلة، وليس المراد بهذا الحديث حصر الكبائر فيما ذكر؛ لأن الكبائر كثيرة، لكن المراد بيان أكبرها.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الرجاء والخوف - التحذير من القنوط واليأس - التحذير من الأمن من مكر الله -تعالى-.
راوي الحديث: عبد الله بن مَسعود -رضي الله عنه-
التخريج: رواه عبد الرزاق.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· الكبائر : جمع كبيرة، وهي: كل ذنب توعّد الله صاحبه بنارٍ أو لعنةٍ أو غضبٍ أو عذابٍ أو نفي الإيمان أو رتب الله عليه حداً في الدنيا.
· واليأس من روح الله : أي قطع الرجاء والأمل من الله، فيما يقصد الإنسان ويخافه ويرجوه.
· الأمن من مكر الله : أي: من استدراجه للعبد، أو سلبه ما أعطاه من الإيمان.
· الشرك بالله : عبادة غير الله معه، أو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله -تعالى-.
فوائد الحديث:
707. انقسام الذنوب إلى كبائر وصغائر.
708. أن الشرك أعظم الذنوب وأكبر الكبائر.
709. تحريم الأمن من مكر الله -سبحانه- واليأس من رحمته، وأنهما من أكبر الكبائر.
710. جواز وصف الله -تعالى- بالمكر في مقابلة الماكرين، وهذه صفة كمال، والمذموم هو المكر بمن لا يستحق أن يُمكر به.
711. أن الواجب على العبد أن يكون بين الخوف والرجاء، فإذا خاف لا ييأس، وإذا رجا لا يأمن.
712. إثبات صفة الرحمة لله -تعالى- على وجه يليق بجلاله.
713. وجوب إحسان الظن بالله -عز وجل-.
المصادر والمراجع:
كتاب التوحيد، محمد بن عبد الوهاب، تحقيق: دغش العجمي، مكتبة أهل الأثر، الطبعة: الخامسة 1435هـ.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، محمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي، تحقيق: محمد بن أحمد سيد، مكتبة السوادي، الطبعة: الخامسة 1424هـ، 2003م.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، دار العاصمة، الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ، 2001م.
جامع معمر بن راشد، معمر بن أبي عمرو راشد الأزدي، نزيل اليمن، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، الناشر: المجلس العلمي بباكستان، وتوزيع المكتب الإسلامي ببيروت، الطبعة: الثانية 1403 هـ.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا
الحديث: عن أنس -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أحسنَ النَّاس خُلُقاً.
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
بيان ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه من حسن الخلق وكرم الشمائل والتواضع، لحيازته جميع المحاسن والمكارم وتكاملها فيه.
___________________________
راوي الحديث: أَنَس بن مالك -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
فوائد الحديث:
714. ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من كمال الخُلق.
715. الحث على حسن الخلق تأسيا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.
المصادر والمراجع:
- صحيح البخاري، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق محمد الناصر، دار طوق النجاة.
- صحيح مسلم، للإمام مسلم بن الحجاج، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي.
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى1418ه.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
- كنوز رياض الصالحين، لحمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا- الطبعة الأولى1430ه.
- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لمحمد علي بن محمد بن علان بن إبراهيم البكري الصديقي الشافعي اعتنى بها: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة.
- شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
يقول: في دبر كل صلاة حين يُسلِّم «لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاه، له النِّعمة وله الفضل، وله الثَّناء الحَسَن، لا إله إلا الله مخلصين له الدِّين ولو كَرِه الكافرون
الحديث: عن عبد الله بن الزبير -رضي الله تعالى عنهما- أنّه كانَ يقول: في دبر كل صلاة حين يُسلِّم «لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاه، له النِّعمة وله الفضل، وله الثَّناء الحَسَن، لا إله إلا الله مخلصين له الدِّين ولو كَرِه الكافرون» وقال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُهَلِّل بهن دُبُر كلِّ صلاة».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
كان عبد الله بن الزبير-رضي الله عنهما- حين يسلِّم من صلاة الفرض يقول هذا الذكر العظيم, والذي فيه الكثير من المعاني الجليلة من إثبات العبودية الحقة لله -تعالى- وحده, ونفي وجود شريك معه في ذلك -سبحانه-، وإثبات تفرده بالملك الظاهر والباطن, واستحقاقه الحمد في كل الأحوال, وإثبات القدرة المطلقة له -سبحانه-، كما أن فيه اعترافا من العبد لربه بعجزه وتقصيره, وبراءته من حوله وقوته وإقراره بأن لا حول له في دفع شر، ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله -تعالى-، كما تضمّن هذا الذكر المبارك إضافة النعمة إلى مسديها -سبحانه-، وإضافة الكمال المطلق والذكر الحسن الجميل له -جل وعز- على ذاته وصفاته وأفعاله ونعمه وعلى كل حال، ثم خُتم هذا الذكر بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، مذكرا بالإخلاص لله في العبادة، ولو كره الكافرون جميعهم.
ثم ذكر عبد الله بن الزبير-رضي الله عنهما- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان إذا سلم من صلاته، تكون ألفاظ تهليله بهذه الصيغة، وكان يرفع صوته بهذا تعليماً لمن حضر معه من الملأ.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن الزُّبير -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· دبر كل صلاة : خلفها وبعد الفراغ منها.
· الثناء : المدح والذكر.
· الحسن : الجميل.
· يهلل بهن : تكون ألفاظ تهليله بعد الصلاة بهذه الألفاظ وهذه الصيغة.
· الفضل : الكمال المطلق.
· لاحول ولا قوة : لا حول في دفع شر، ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله.
· لا إله إلا الله : يعني لا معبود حق إلا الله.
· له الدين : أي لا نعبد معه غيره.
فوائد الحديث:
716. استحباب المحافظة على هذه الأذكار الجامعة لنعوت الكمال بعد كل صلاة مكتوبة.
717. مدار الدين على الإخلاص والمتابعة؛ فهما ساقا الإسلام.
718. حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على تطبيق السنن وإشاعتها.
719. المسلم يعتز بدينه ويظهر شعائره رغم أنوف الكافرين.
المصادر والمراجع:
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى 1418هـ.
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428هـ.
كنوز رياض الصالحين، فريق علمي برئاسة أ.د. حمد العمار، دار كنوز إشبيليا، الرياض، الطبعة الأولى، 1430هـ.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
صحيح مسلم، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي - الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
بهجة الناظرين, سليم بن عيد الهلالي، الناشر: دار ابن الجوزي، سنة النشر: 1418 هـ- 1997م.
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، لعلي بن سلطان الملا الهروي القاري، الناشر: دار الفكر، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م.
سبل السلام شرح بلوغ المرام، تأليف : محمد بن إسماعيل بن صلاح الصنعاني، الناشر: دار الحديث الطبعة: بدون طبعة وبدون تاريخ.
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين, محمد علي بن محمد البكري الصديقي الشافعي, اعتنى بها: خليل مأمون شيحا, الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان, الطبعة: الرابعة، 1425 هـ - 2004 م.
شرح رياض الصالحين، تأليف: محمد بن صالح العثيمين، الناشر: دار الوطن للنشر، الطبعة: 1426هـ.
لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تجعلوا بيوتكم مَقَابر، إنَّ الشيطان يَنْفِرُ من البيت الذي تُقْرَأُ فيه سورةُ البقرة».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبر أبو هريرة –رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن جعل البيوت مقابر بأن تكون مثلها في عدم اشتغال من فيها بالصلاة والقراءة، وإنما سمى البيوت في حال عدم الصلاة فيها مقابر؛ لأن المقبرة لا تصح الصلاة فيها، ثم أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه أهله سورة البقرة، ليأسه من إغوائهم وإضلالهم ببركة قراءتها وامتثالهم لما فيها.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: كتاب الصلاة.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· لا تجعلوا بيوتكم مقابر : أي لا تكن كالمقابر خالية من القراءة والعمل، فتكونوا كالموتى.
· ينفر : يصد ويعرض إعراضاً بالغاً.
فوائد الحديث:
720. بيان فضل سورة البقرة.
721. الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ولا يقربه.
722. لا تجوز الصلاة في المقابر.
723. يستحب الإكثارمن العبادات وصلاة النافلة في البيوت.
المصادر والمراجع:
1/بهجة الناظرين, تأليف : سليم بن عيد الهلالي، الناشر: دار ابن الجوزي ، سنة النشر: 1418 هـ- 1997م.
2/دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين, محمد علي بن محمد البكري الصديقي الشافعي, اعتنى بها: خليل مأمون شيحا, الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان, الطبعة: الرابعة، 1425 هـ - 2004 م.
3/رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428هـ.
4/شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
5/صحيح مسلم المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي - الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
6/نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
7/مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، لعلي بن سلطان الملا الهروي القاري، الناشر: دار الفكر، بيروت.
لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَأَنْ أَقُولَ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أَحَبُّ إلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عليْه الشمسُ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الحديث فيه الحث على ذكر الله -تعالى- بتنزيهه وحمده وتعظيمه وتوحيده وتكبيره, وهذه الأذكار خير من الدنيا وما فيها؛ لأنها من أعمال الآخرة, وهي الباقيات الصالحات, وثوابها لايزول, وأجرها لا ينقطع, بينما الدنيا صائرة إلى زوال وآيلة إلى فناء.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· سبحان الله : تنـزيه الله عما لا يليق.
· الحمد لله : ثناء عليه بصفات الكمال، ونعوت الجلال.
· لا إله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله.
· الله أكبر : التكبير التعظيم.
· مما طلعت عليه الشمس : كناية عن الدنيا كلها.
فوائد الحديث:
724. الحث على ذكر الله بتنزيهه وحمده وتعظيمه وتوحيده وتكبيره.
725. سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هن الباقيات الصالحات.
726. متاع الدنيا قليل وشهواتها زائلة.
727. نعيم الآخرة لا يزول ولا يحول.
المصادر والمراجع:
1-بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، الناشر: دار ابن الجوزي ، سنة النشر: 1418 هـ- 1997م.
2-رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428هـ.
3-شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
4-صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبدالباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
5-نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
6ـ دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين, محمد علي بن محمد البكري الصديقي الشافعي, اعتنى بها: خليل مأمون شيحا, الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان, الطبعة: الرابعة، 1425 هـ - 2004 م.
7- تطريز رياض الصالحين, فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي, المحقق: د. عبد العزيز بن عبد الله آل حمد, الناشر: دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض, الطبعة: الأولى، 1423 هـ - 2002 م.
ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام
الحديث: عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام» يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يَرْجِعْ من ذلك بشيء»
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
"ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" يعني: أيام عشر ذي الحجة، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"، فقوله: "العمل الصالح"، يشمل الصلاة والصدقة والصيام والذكر والتكبير وقراءة القرآن وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الخلق وحسن الجوار وغير ذلك من الأعمال الصالحة، فيُسن صيام أيام العشر عشر ذي الحجة الأول لدخولها في عموم العمل الصالح، والمراد ما عدا يوم العاشر؛ للنهي عن صيام العيد.
وفي هذا دليل على فضيلة العمل الصالح في أيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، وفيه دليل أيضاً على أن الجهاد من أفضل الأعمال، ولهذا قال الصحابة: "ولا الجهاد في سبيل الله"، وفيه دليل على فضيلة هذه الحال النادرة أن يخرج الإنسان مجاهداً في سبيل الله بنفسه وماله -وماله يعني: سلاحه ومركوبه- ثم يقتل ويؤخذ سلاحه ومركوبه يأخذه العدو، فهذا فقد نفسه وماله في سبيل الله فهو من أفضل المجاهدين، فهذا أفضل من العمل الصالح في أيام العشر، وإذا وقع هذا العمل في أيام العشر تضاعف فضله.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: تفاضل الأزمنة - الصيام.
راوي الحديث: عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه البخاري، وهذا لفظ أبي داود وغيره.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· أيام العشر : العشر الأول من شهر ذي الحجة.الجهاد : هو مقاتلة الكفرة لإعزاز دين الله -تعالى-.
فوائد الحديث:
728. فضل أيام عشر ذي الحجة على غيرها من أيام السنة.
729. استحباب صيام العشر الأول من ذي الحجة.
730. فضيلة الجهاد عظيمة في الإسلام.
731. تفضيل بعض الأزمنة على بعض.
732. من آداب المدعو السؤال عما أشكل.
المصادر والمراجع:
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي، 1418.
- رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428هـ.
- سنن أبي داودالمحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد-الناشر: المكتبة العصرية، صيدا - بيروت.
- تطريز رياض الصالحين، فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي-المحقق: د. عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل حمد-الناشر: دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الأولى، 1423 هـ - 2002 م.
- شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
- صحيح البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- صحيح مسلم، حققه ورقمه محمد فؤاد عبدالباقي، دار عالم الكتب-الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار المعرفة-بيروت.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
- كنوز رياض الصالحين، لحمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا- الطبعة الأولى1430ه.
من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله
الحديث: عن بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تَرَكَ صلاةَ العصرِ فقد حَبِطَ عَمَلُهُ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أفاد الحديث عقوبة من ترك صلاة العصر متعمداً، وخص العصر لأنها مظنة التأخير بالتعب من شغل النهار؛ ولأن فوتها أقبح من فوت غيرها؛ لكونها الصلاة الوسطى المخصوصة بالأمر بالمحافظة عليها في قوله -تعالى-: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) [البقرة: 238]، والعقوبة المترتبة على ذلك حبوط عمل من تركها, ببطلان ثوابه، وقيل: المراد مَنْ تركها مستحلاً لذلك، أو جاحداً لوجوبها، فيكون المراد بحبوط العمل الكفر، واستدل بهذا بعض العلماء على أن من ترك صلاة العصر كفر؛ لأنه لا يحبط الأعمال إلا الردة، وقيل: هو وارد على سبيل التغليظ؛ أي: من تركها فكأنما حبط عمله، وهذا من فضائل صلاة العصر خاصة أن من تركها فقد حبط عمله؛ لأنها عظيمة.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: مفسدات الأعمال - الصلاة الوسطى.
راوي الحديث: بُرَيْدَة بن الحُصَيب الأَسْلَمِيّ -رضي الله عنه-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· حبط عمله : بطل ثوابه.
فوائد الحديث:
733. الحث على المحافظة على صلاة العصر في وقتها.
734. حرمة ترك الصلاة، وخاصة صلاة العصر.
735. من ترك صلاة العصر متعمدًا فقد بطل أجره وقيد التعمد قد ورد في رواية صحيحة: (متعمدًا).
المصادر والمراجع:
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428هـ.
شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
صحيح البخاري –الجامع الصحيح-؛ للإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين, محمد علي بن محمد البكري الصديقي الشافعي, اعتنى بها: خليل مأمون شيحا, الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان, الطبعة: الرابعة، 1425 هـ - 2004 م.
فيض القدير شرح الجامع الصغير, زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري , الناشر: المكتبة التجارية الكبرى - مصر, الطبعة: الأولى، 1356.
بهجة الناظرين, سليم بن عيد الهلالي، الناشر: دار ابن الجوزي ، سنة النشر: 1418 هـ- 1997م.
تطريز رياض الصالحين؛ تأليف فيصل آل مبارك، تحقيق د. عبد العزيز آل حمد، دار العاصمة-الرياض، الطبعة الأولى، 1423هـ.
من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده
الحديث: عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضَّأ فَأَحْسَن الوُضُوءَ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُج مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يدل الحديث على أن الوضوء من أفضل العبادات، ومن فضائله التي جاءت في هذا الحديث أن من توضأ فأحسن الوضوء, بحيث حافظ على سننه وآدابه، كان وضوؤه هذا سببًا لخروج ما اقترفه من صغائر الذنوب المتعلقة بحق الله -تعالى-, حتى تخرج هذه الذنوب والخطايا من أدق مكان وهو ما تحت الأظفار، وعلى هذا ينبغي للإنسان أن ينوي بوضوئه التقرب إلى الله -عز وجل-، ويستشعر بأنه يمتثل أمر الله في قوله: "إذا قمتم إلى الصلاة، فاغسلوا وجوهكم" المائدة: 6، ويستشعر أيضاً أنه متبع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وضوئه، ويستحضر أيضاً أنه يريد الثواب، وأنه يثاب على هذا العمل حتى يتقنه ويحسنه.
___________________________
راوي الحديث: عثمان بن عفان -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· أحسن الوضوء : المقصود الوضوء المشتمل على سننه وآدابه.
· خرجت : ذهبت ذنوبه وغُفرت.
· خطاياه : المراد بها الصغائر المتعلقة بحق الله -تعالى-.
فوائد الحديث:
736. الحث على الاعتناء بتعلم آداب الوضوء وشروطه، والعمل بذلك.
737. بيان فضل الوضوء، وأنه كفارة للذنوب.
738. شرط خروج الخطايا هو تحسين الوضوء والإتيان به كما بينه النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته.
739. الحث على الاعتناء بتعلم شروط الوضوء وسننه وآدابه والعمل بذلك.
المصادر والمراجع:
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428هـ.
شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
صحيح مسلم، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي - الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين, محمد علي بن محمد البكري الصديقي الشافعي, اعتنى بها: خليل مأمون شيحا, الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان, الطبعة: الرابعة، 1425 هـ - 2004 م.
بهجة الناظرين, سليم بن عيد الهلالي، الناشر: دار ابن الجوزي ، سنة النشر: 1418 هـ- 1997م.
من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه
الحديث: عن أبي مسعود البدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخر سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن من قرأ الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة في الليل قبل نومه فإن الله يكفيه الشر والمكروه، وقيل في معنى كفتاه: أي عن قيام الليل، أو كفتاه عن سائر الأوراد، أو أراد أنهما أقل ما يجزىء من القراءة في قيام الليل، وقيل غير ذلك، وكل ما ذكر صحيح يشمله اللفظ.
___________________________
راوي الحديث: أبو مسعود عقبة بن عمرو البدري الأنصاري -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· الآيتان من آخر سورة البقرة : وهما تبدأن بقوله -تعالى-: "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه"، إلى آخر السورة.
· كفتاه : أي كفَتَاه المَكْرُوهَ تِلك اللَّيْلَة، وقِيلَ: كفَتَاه مِنْ قيامِ اللَّيْلِ، ويجوز أن يراد كل ما تقدم.
فوائد الحديث:
740. بيان فضل أواخر سورة البقرة.
741. أواخر سورة البقرة تدفع عن صاحبها السوء والشر والشيطان إذا قرأها من الليل.
المصادر والمراجع:
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي.-الطبعة الأولى 1418ه
- رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428هـ.
- صحيح البخاري –الجامع الصحيح-؛ للإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبدالباقي، دار عالم الكتب-الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
- تطريز رياض الصالحين, فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي, المحقق: د. عبد العزيز بن عبد الله آل حمد, دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض, الطبعة: الأولى، 1423 هـ - 2002 م.
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري؛ للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار المعرفة-بيروت.
- مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح؛ تأليف ملا علي القاري، تحقيق صدقي العطار، دار الفكر-بيروت، الطبعة الأولى، 1412هـ.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها
الحديث: عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتاب الله فَلَهُ حَسَنَة، والحَسَنَة بِعَشْرِ أمْثَالِها، لا أقول: ألم حَرفٌ، ولكِنْ: ألِفٌ حَرْفٌ، ولاَمٌ حَرْفٌ، ومِيمٌ حَرْفٌ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يروي ابن مسعود -رضي اللّه عنه- في هذا الحديث أن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن كل مسلم يقرأ حرفاً من كتاب اللّه فجزاؤه عن الحرف الواحد عشر حسنات، وقوله: "لا أقول الم حرف" أي: لا أقول إن مجموع الأحرف الثلاثة حرف، بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف، فيثاب قارئ ذلك ثلاثين حسنة، وهذه نعمة عظيمة وأجر كبير، فينبغي على الإنسان أن يكثر من تلاوة كتاب الله -عز وجل-.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن مَسعود -رضي الله عنه-
التخريج: رواه الترمذي.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
فوائد الحديث:
742. الحث على تلاوة القرآن.
743. أن للقارئ بكل حرف من كل كلمة يتلوها حسنة مضاعفة.
744. بيان معنى الحرف، والتفريق بينه وبين الكلمة.
745. سعة رحمة الله وكرمه حيث ضاعف للعباد الأجر فضلا منه وكرماً.
746. إثبات أن كلام الله بصوت وحرف.
المصادر والمراجع:
- بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي.-الطبعة الأولى 1418ه.
- الجامع الصحيح –وهو سنن الترمذي-؛ للإمام محمد بن عيسى الترمذي، تحقيق أحمد شاكر وآخرين، مكتبة الحلبي-مصر، الطبعة الثانية، 1388هـ.
- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين -المؤلف: محمد علي بن محمد بن علان الصديقي-اعتنى بها: خليل مأمون شيحا-دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان-الطبعة: الرابعة، 1425 هـ - 2004 م.
- رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين؛ للإمام أبي زكريا النووي، تحقيق د. ماهر الفحل، دار ابن كثير-دمشق، الطبعة الأولى، 1428هـ.
- سلسلة الأحاديث الصحيحة؛ للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف-الرياض، 1415هـ.
- شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د. مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشر، 1407هـ.
إِذَا أَنْفَقَ الرجلُ على أَهْلِهِ نَفَقَةً يَحْتَسِبُهَا فهي له صَدَقَةٌ
الحديث: عن أبي مسعود البدري -رضي الله عنه- مرفوعاً: «إذا أَنْفَقَ الرجلُ على أهله نَفَقَةً يَحْتَسِبُهَا فهي له صَدَقَةٌ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
إذا أنفق الرجل على أهله الذين تلزمه نفقتهم كزوجه وولده، وغيرهم كذلك، وهو يتقرب بذلك إلى الله -تعالى- ويحتسب عنده أجر ما ينفق فإنه يُجزى بهذه النفقة كأجر الصدقة على الفقراء ونحوهم من وجوه البر.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الإخلاص (باب إنما الأعمال بالنيات).
راوي الحديث: أبو مسعود عقبة بن عمرو البدري الأنصاري -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· يحتسبها : يطلب بها الأجر من الله -تعالى-.صدقة : الصدقة: مَا يعْطى على وَجه الْقُرْبَى لله -تعالى-.
فوائد الحديث:
747. حصول الأجر والثواب بالإنفاق على الأهل.المؤمن يبتغي في عمله وجه الله وما عنده من الأجر والثواب.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري -للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
- صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب-الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
- كنوز رياض الصالحين»، لحمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا- الطبعة الأولى1430ه.
- شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
- نزهة المتقين بشرح رياض الصالحين/تأليف مصطفى سعيد الخن-مصطفى البغا-محي الدين مستو-علي الشربجي-محمد أمين لطفي-مؤسسة الرسالة-بيروت –لبنان-الطبعة الرابعة عشرة-1407ه.
-بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين –سليم بن عيد الهلالي دار ابن الجوزي –الطبعة الأولى 1418.
-دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين -المؤلف: محمد علي بن محمد بن علان الصديقي-اعتنى بها: خليل مأمون شيحا-دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان-الطبعة: الرابعة، 1425 هـ - 2004 م.
الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وسِتُونَ شُعْبَة
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وسِتُونَ شُعْبَةً: فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لا إله إلا الله، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
الإيمان ليس خصلة واحدة، أو شعبة واحدة، ولكنه شعب كثيرة، بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، ولكن أفضلها كلمة واحدة: وهي لا إله إلا الله، وأيسرها إزالة كل ما يؤذي المارين، من حجر، أو شوك، أو غير ذلك من الطريق، والحياء شعبة من الإيمان.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الرقاق.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· الإيمان : المراد جميع أمور الدين من اعتقاد القلب، وقول اللسان، وفعل الجوارح.
· بِضْع : من ثلاثة إلى تسعة.
· شعبة : قطعة.
· أفضلها : أعلاها وأكثرها أجرًا.
· أدناها : أيسرها.
· إماطة الأذى : تنحيته وإبعاده.
· الأذى : هو كل ما يؤذي المارِّين.
· الحياء : حالة نفسية تعتري الإنسان عند فعل ما يخجل منه.
فوائد الحديث:
748. الإيمان مراتب بعضها فوق بعض في الأهمية.
749. الإيمان عند أهل السنة قول وعمل واعتقاد.
750. الإيمان دافع وضابط للعمل الصالح.
751. الإيمان يتجزأ ولذلك فهو يزيد وينقص.
752. الإيمان أمر مكتسب.
753. فضيلة الحياء والحث على التخلق به.
المصادر والمراجع:
-نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الرابعة عشر، 1407هـ - 1987م.
-شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، نشر: دار الوطن للنشر، الرياض، الطبعة: 1426هـ.
-تطريز رياض الصالحين، لفيصل الحريملي، نشر: دار العاصمة، الرياض، الطبعة: الأولى، 1423هـ - 2002م.
-بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، للهلالي، نشر: دار ابن الجوزي.
-صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
-صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
أنه كان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، فأرسل رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر -أو قلادة- إلا قطعت
الحديث: عن أبي بشير الأنصاري -رضي الله عنه- "أنه كان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، فأرسل رسولا أن لا يَبْقَيَنَّ في رقبة بَعِيرٍ قِلادَةٌ من وَتَرٍ (أو قلادة) إلا قطعت".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعث في بعض أسفاره من ينادي في الناس بإزالة القلائد التي في رقاب الإبل التي يُراد بها دفع العين ودفع الآفات، لأن ذلك من الشرك الذي تجب إزالته.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الجهاد والسير.
راوي الحديث: أبو بشير الأنصاري -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: كتاب التوحيد.
معاني المفردات:
· أرسل رسولا : هو زيد بن حارثة.
· وتر : مفرد أوتار، وهو ما يشد به القوس كانت العرب تعلقه تتقي به العين.
· قلادة : ما يعلق في رقبة البعير وغيره.
فوائد الحديث:
754. أن تعليق الأوتار -لدفع الآفات- محرم، ويعتبر من تعليق التمائم.
755. تبليغ الناس ما يصون عقيدتهم.
756. وجوب إنكار المنكر بحسب الاستطاعة.
757. قبول خبر الواحد.
758. إبطال اعتقاد النفع في القلائد من أي نوع كانت.
759. نائب الإمام يقوم مقامه فيما أسند إليه.
760. ينبغي لكبير القوم أن يكون مراعيا لأحوالهم، فيتفقدهم وينظر في أحوالهم.
761. يجب على كبير القوم رعايتهم بما تقتضيه الشريعة، فإذا فعلوا محرما منعهم منه، وإن تهاونوا في واجب حثهم عليه.
المصادر والمراجع:
القول المفيد على كتاب التوحيد، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثانية, محرم 1424هـ.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، دار العاصمة الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ- 2001م.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ/2003م.
صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
من تعلق شيئا وُكل إليه
الحديث: عن عبد الله بن عكيم -رضي الله عنه- مرفوعاً: «مَنْ تَعَلَّقَ شيئا وُكِلَ إليه».
درجة الحديث: حسن.
المعنى الإجمالي:
من التفت بقلبه أو فعله أو بهما جميعا إلى شيء يرجو منه النفع أو دفع الضر وكله الله إلى ذلك الشيء الذي تعلَّقه، فمن تعلَّق بالله كفاه ويسَّر له كل عسير، ومن تعلق بغيره وكله الله إلى ذلك الشيء وخذله.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عكيم -رضي الله عنه-
التخريج: رواه أحمد والترمذي.
مصدر متن الحديث: التوحيد.
معاني المفردات:
· من تعلق شيئا : أي التفت قلبُه إلى شيءٍ يعتقد أنه ينفعه أو يدفع عنه.
· وُكِل إليه : أي وكله الله إلى ذلك الشيء الذي تعلَّقَه من دونه وخذله.
فوائد الحديث:
762. النهي عن التعلق بغير الله -تعالى-.
763. وجوب التعلق بالله في جميع الأمور.
764. بيان مضرة الشرك وسوء عاقبته.
765. أن الجزاء من جنس العمل.
766. أن نتيجة العمل ترجع إلى العامل خيرا أو شرا.
767. خذلان من انصرف عن الله وطلب النفع من غيره.
المصادر والمراجع:
الملخص في شرح كتاب التوحيد، دار العاصمة الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ- 2001م.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ - 2003م.
مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م.
سنن الترمذي، نشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، الطبعة: الثانية، 1395هـ - 1975م.
غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام، للألباني، المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة: الثالثة - 1405.
مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مَنْ دُونِ اللهِ، حَرُمَ مَالُهُ، وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ
الحديث: عن طارق بن أشيم الأشجعي مرفوعاً: "من قال لا إله إلا الله، وكَفَرَ بما يُعْبَدُ من دون الله حَرُمَ مالُه ودمُه وحِسابُه على الله".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يبين -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في هذا الحديث أنه لا يحرُم قتلُ الإنسان وأخذُ ماله إلا بمجموع أمرين:
الأول: قول لا إله إلا الله -تعالى-.
الثاني: الكفر بما يُعبد من دون الله -تعالى-، فإذا وُجد هذان الأمران وجب الكفُّ عنه ظاهرًا وتفويضُ باطنه إلى الله -تعالى-، ما لم يأت بما يستحل دمه كالردة أو ماله كمنع الزكاة أو عرضه كالمماطلة في دفع الدين.
___________________________
راوي الحديث: طارق بن أشيم الأشجعي والد أبي مالك سعد -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: التوحيد.
معاني المفردات:
· حرم ماله ودمه : مُنع أخذ ماله وقتله بناء على ما ظهر منه.
· وحسابه على الله : أي أن الله -تعالى- هو الذي يتولى حسابَ من تلفَّظ بهذه الكلمة، فيجازيه على حسب نيته واعتقاده.
· من قال لا إله إلا الله : نطق بها وعرف معناها وعمل بمقتضاها.
· وكفر بما يعبد من دون الله : أنكر كل معبود سوى الله بقلبه ولسانه.
فوائد الحديث:
768. أن معنى: لا إله إلا الله هو الكفر بما يعبد من دون الله من الأصنام والقبور وغيرها.
769. أن مجرد التلفظ بلا إله إلا الله مع عدم الكفر بما يُعبد من دون الله لا يحرِّم الدم والمال ولو عرَف معناها وعمل به، ما لم يضف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله.
770. أن من أتى بالتوحيد والتزم شرائعه ظاهرًا وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك.
771. وجوب الكف عن الكافر إذا دخل في الإسلام، ولو في حال القتال حتى يعلم منه خلاف ذلك.
772. أن الإنسان قد يقول: لا إله إلا الله ولا يكفر بما يُعبد من دونه.
773. أن الحكم في الدنيا على الظاهر، وأما في الآخرة فعلى النيات والمقاصد.
774. حرمة مال المسلم ودمه إلا بحق.
775. فضيلة الإسلام حيث يعصم دم معتنقه وماله.
776. تحريم أخذ مال المسلم إلا ما وجب في أصل الشرع كالزكاة، أو تغريمه ما أتلف.
المصادر والمراجع:
الملخص في شرح كتاب التوحيد، دار العاصمة الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ- 2001م.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ -2003م.
صحيح مسلم, ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء التراث العربي, بيروت.
كان خلق نبي الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن
الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان خُلُقُ نَبي اللِه -صلى الله عليه وسلم- القرآن.
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
معنى الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- يتخلق بأخلاق القرآن، ما أمر به القرآن قام به وما نهى عنه القرآن اجتنبه، سواء كان ذلك في عبادات الله -تعالى- أو في معاملة عباد الله، فخلق النبي -صلى الله عليه وسلم- امتثال القرآن، وفي هذا إشارة من أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أننا إذا أردنا أن نتخلق بأخلاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعلينا أن نتخلق بالقرآن.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الآداب - العمل بالقرآن - السيرة.
راوي الحديث: عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه مسلم في جملة حديثٍ طويلٍ.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
فوائد الحديث:
777. الحث على التأسي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في تخلقه بأخلاق القرآن.
778. مدح أخلاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنها كانت من مشكاة الوحي.
779. تنبيه على منزلة الأخلاق في الإسلام وأنها من مقتضيات كلمة التوحيد التي تثمر العمل الصالح.
المصادر والمراجع:
صحيح مسلم المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي - الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، تأليف سليم بن عيد الهلالي، دار ابن الجوزي.
رياض الصالحين، تأليف محيي الدين النووي، تحقيق عصام موسى هادي، ط: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر.
شرح رياض الصالحين، المؤلف : محمد بن صالح بن محمد العثيمين، دار الوطن للنشر، الرياض، الطبعة: 1426 هـ.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، تأليف د/ مصطفى الخن، د/ مصطفى البغا، محيي الدين مستو، علي الشربجي، محمد أمين لطفي، مؤسسة الرسالة، ط:الرابعة عشر1407.
كنوز رياض الصالحين، تأليف حمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا، ط1-1430ه.
الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء
الحديث: عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- يبلغ به النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الرَّاحمون يرحَمُهمُ الرحمنُ، ارحموا أهلَ الأرضِ، يرحمْكم مَن في السماءِ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
«الراحمون» الذين يرحمون من في الأرض من آدمي وحيوان محترم بشفقة وإحسان ومواساة «يرحمهم الرحمن» من الرحمة وهي مفهومة، ومن ذلك أن يحسن إليهم ويتفضل عليهم والجزاء من جنس العمل «ارحموا من في الأرض» أتى بصيغة العموم ليشمل جميع أصناف الخلق فيرحم البر والفاجر والوحوش والطير «يرحمكم من في السماء» أي: يرحمكم الله تعالى الذي في السماء، ولا يجوز تأويله بأن المراد من في السماء ملكه وغير ذلك؛ فإن علو الله على خلقه ثابت في الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وليس المراد بقولنا: «الله في السماء» أن السماء تحويه وأنه داخل فيها، تعالى الله عن ذلك، بل «في» بمعنى «على» أي: فوق السماء عالٍ على جميع خلقه.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: البر والصلة.
راوي الحديث: عبد الله بن عَمْرِو بن العاص -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه أبو داود والترمذي وأحمد.
مصدر متن الحديث: سنن أبي داود.
فوائد الحديث:
780. الرحمة مقيدة باتباع الكتاب والسنة فإقامة الحدود والانتقام لحرمة الله لا ينافي كل منهما الرحمة.
781. الله في السماء عالٍ على جميع خلقه.
782. إثبات صفة الرحمة لله -تعالى-.
المصادر والمراجع:
سنن أبي داود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، نشر: المكتبة العصرية، صيدا – بيروت.
سنن الترمذي، نشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، الطبعة: الثانية، 1395هـ - 1975م.
مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م.
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي لمحمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفورى، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت.
سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، تأليف محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الأولى، لمكتبة المعارف.
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول -حافظ الحكمي -المحقق : عمر بن محمود أبو عمر دار ابن القيم – الدمام -الطبعة : الأولى ، 1410 هـ - 1990 م
- الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه محمد أمان بن علي الجامي - المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1408هـ.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر الله على كل أحيانه
الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر الله على كل أحْيَانِه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
معنى الحديث: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله" بجميع أنواع الذكر من التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد ومن ذلك قراءة القرآن؛ لأن القرآن من ذِكْر الله، بل هو أفضل أنواع الذِّكْر .
"على كل أحْيَانِه" أي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يذكر الله في جميع أوقاته ولو كان مُحدثا حَدَثا أصغر أو أكبر، إلا أن العلماء استثنوا من ذِكْر الله تعالى قراءة القرآن حال الجنابة، فالجُنُب ليس له أن يقرأ القرآن حال الجَنَابة مطلقا، لا نَظَرا ولا عن ظَهر قَلْب؛ لحديث علي -رضي الله عنه- قال: "كان النَّبي -صلى الله عليه وسلم- يُقْرِئُنَا القرآن ما لم يَكُن جُنباً" أحمد وأصحاب السنن الأربعة.
واختلف العلماء في الحائض والنفساء هل تلحقان بالجُنب؟
والأظهر أنه تجوز لهما القراءة عن ظهر قلب؛ لأنهما تطول مدتهما، وليس الأمر في أيديهما كالجنب.
ويستثنى من جواز قراءة القرآن على أي حال: قراءته حال البول والغائط والجماع وفي المواطِن التي لا تليق بعَظَمَته، كالحمامات ودورات المياه وغير ذلك من المواضِع النجسة.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الأذكار - الطهارة.
راوي الحديث: عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه مسلم والبخاري معلقا.للفائدة: التعليق حذف الإسناد.
مصدر متن الحديث: صحيح مسلم.
معاني المفردات:
· كل أحْيَانِه : جميع أوقاته.
فوائد الحديث:
783. لا تشترط الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر لذِكْر الله -تعالى-، فيجوز للمسلم أن يُسَبِّح الله -تعالى- ويحمدَه ويُهَلِلَه ويستغفره، ويقرأ القرآن ما لم يكن جنبا لورود السُّنة بذلك.
784. عموم الحديث يدل على أن للحائض والنفساء قراءة القرآن لكن من غير مسٍّ له، بل من وراء حائل كالقفاز ونحوه.
785. مداومة النبي -صلى الله عليه وسلم- لذِكْر الله -تعالى-.
786. معرفة عائشة -رضي الله عنها- بأحوال النبي -صلى الله عليه وسلم-.
المصادر والمراجع:
صحيح مسلم ، تأليف: مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
صحيح البخاري، تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: محمد زهير الناصر، الناشر: دار طوق النجاة الطبعة: الأولى، 1422هـ.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، تأليف: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة: الأولى، 1427 ه - 2006 م.
توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
فتح ذي الجلال والإكرام، شرح بلوغ المرام، تأليف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين، الناشر: المكتبة الإسلامية، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة.
مجموع فتاوى ومقالات، تأليف: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، أشرف على جمعه وطبعه: محمد بن سعد الشويعر.
نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن القَزَع
الحديث: عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن القَزَع.
درجة الحديث: صحيح
المعنى الإجمالي:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعض، وهو عام في كل أحد.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين
معاني المفردات:
· القَزَع : حَلْق بعض الشَّعر وترك بعضه.
فوائد الحديث:
787. النهي عن حلق بعض الرأس وترك بعضه.
المصادر والمراجع:
نزهة المتقين، تأليف: جمعٌ من المشايخ، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى: 1397 هـ الطبعة الرابعة عشر 1407 هـ
كنوز رياض الصالحين، تأليف: حمد بن ناصر بن العمار ، الناشر: دار كنوز أشبيليا، الطبعة الأولى: 1430 هـ
صحيح مسلم، تأليف: مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
رياض الصالحين، تأليف: محيي الدين يحيى بن شرف النووي ، تحقيق: د. ماهر بن ياسين الفحل، الطبعة: الأولى، 1428 هـ
شرح رياض الصالحين، تأليف: محمد بن صالح العثيمين، الناشر: دار الوطن للنشر، الطبعة: 1426 هـ.
إن الملائكة تَنْزِل في العَنَانِ -وهو السَّحَاب- فَتَذْكُرُ الأمر قُضِيَ في السماء، فَيَسْتَرِقُ الشيطان السَّمْعَ، فيسمعه، فيُوحِيَه إلى الكُهَّان، فيكذبون معها مائة كَذْبَة من عند أَنْفُسِهم
الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: سَأَل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُنَاسٌ عن الكُهَّان، فقال: «ليْسُوا بشيء» فقالوا: يا رسول الله إنهم يُحَدِّثُونَا أحْيَانَا بشيء، فيكون حَقَّا؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تلك الكلمة من الحَقِّ يخْطفُها الجِنِّي فَيَقُرُّهَا في أُذُنِ وليِّه، فَيَخْلِطُونَ معها مائة كَذِبَة».
وفي رواية للبخاري عن عائشة -رضي الله عنها-: أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الملائكة تَنْزِل في العَنَانِ -وهو السَّحَاب- فَتَذْكُرُ الأمر قُضِيَ في السماء، فَيَسْتَرِقُ الشيطان السَّمْعَ، فيسمعه، فيُوحِيَه إلى الكُهَّان، فيكذبون معها مائة كَذْبَة من عند أَنْفُسِهم».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
تخبر عائشة -رضي الله عنها- أن أناسًا سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الذين يخبرون عن المغيبات في المستقبل فقال: لا تعبأوا بهم ولا تأخذوا بكلامهم ولا يهمكم أمرهم.
فقالوا: إن قولهم يوافق الواقع، كما لو أخبروا عن وقوع أمر غيبي في شهر كذا في يوم كذا، فإنه يقع على وفق قولهم، فقال -صلى الله عليه وسلم-: إن الجن يخطفون ما يسمعونه من خبر السماء، فينزلون إلى أوليائهم من الكهان فيخبرونهم بما سمعوا، ثم يَضيف هذا الكاهن إلى هذا الذي سمعه من السماء مائة كذبة.
ومعنى رواية البخاري: أن الملائكة تسمع في السماء ما قضى الله تعالى في كل يوم من الحوادث على أهل الدنيا ثم ينزلون في السحاب فيُحَدِّث بعضهم بعضا، فيسترق الشيطان تلك الأخبار، ثم ينزل بها إلى أوليائهم من الكهان فيخبرونهم بما سمعوا، ثم يضيف الكاهن على ما سمعه مائة كذبة وأكثر.
___________________________
راوي الحديث: عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-
التخريج: الرواية الأولى: متفق عليها.الرواية الثانية: رواها البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· الكُهَّان : من يخبرون عما سيقع في المستقبل من أمور غيبية.
· ليْسُوا بشيء : أي من الحَق والصِّدق.
· حَقَّا : أي يقع على وفق قولهم.
· تلك الكلمة : كلامهم الذي وافق الواقع.
· يخْطفُها : يأخذها بسرعة.
· فَيَقُرُّهَا في أُذُنِ : يلْقِيهَا على مسَامِع.
· وليِّه : الذي يستخدمه من الكهان.
· فَتَذْكُرُ الأمر : بخبر بعضهم بعضا به.
· يَسْتَرِقُ : يسمع مُسْتَخْفِيًا.
· يُوحِيه : بقوله أو يلقيه.
فوائد الحديث:
788. النهي عن تصديق الكُهان، وأن ما يقولونه كذب واختلاق وإن صَدق في بعض الأحيان.
789. ما يَصْدُق من قول الكهان هو من استِراق الجِن للسمع، وقد كانوا قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- يقعدون مقاعد دون السماء الدنيا يستمعون ما يجري في الملأ الأعلى، فبطل ذلك ومُنعوا منه ببعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأصبحوا يَسترقون السمع استِراقا فيُقْذَفُون بالشُّهب، وهو ما أخبر به القرآن الكريم.
790. الجِن يتخذون لهم أولياء من الإنس.
791. بقاء اسْتِرَاق الشياطين السَّمع، لكنه قَلَّ ونَدَر حتى كاد يَضْمَحِل بالنسبة لما كانوا فيه من الجاهلية.
المصادر والمراجع:
نزهة المتقين، تأليف: جمعٌ من المشايخ، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى: 1397 هـ الطبعة الرابعة عشر 1407هـ.
كنوز رياض الصالحين، تأليف: حمد بن ناصر بن العمار، الناشر: دار كنوز أشبيليا، الطبعة الأولى: 1430هـ.
بهجة الناظرين، تأليف: سليم بن عيد الهلالي، الناشر: دار ابن الجوزي، سنة النشر: 1418هـ- 1997م.
رياض الصالحين، تأليف: محيي الدين يحيى بن شرف النووي، تحقيق: د. ماهر بن ياسين الفحل ، الطبعة: الأولى، 1428هـ.
صحيح البخاري، تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: محمد زهير الناصر، الناشر: دار طوق النجاة الطبعة الأولى، 1422هـ.
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، تأليف: علي بن سلطان القاري، الناشر: دار الفكر، الطبعة الأولى، 1422هـ.
شرح رياض الصالحين، تأليف: محمد بن صالح العثيمين، الناشر: دار الوطن للنشر، الطبعة: 1426هـ.
نُهِيَنا عن التَّكَلُّف
الحديث: عن عمر -رضي الله عنه- قال: نُهِيَنا عن التَّكَلُّف.
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبر عمر -رضي الله عنه- في هذا الحديث: أنهم "نهوا عن التَّكلف" والناهي هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الصحابي إذا قال: "نهينا" فإن هذا له حكم الرفع يعني كأنه قال: نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التكلف.
والتكلف: هو كل فعل وقول يحاول صاحبه الظهور به أمام الآخرين وليس فيه .
فمثال القول: كثرة السؤال، والبحث عن الأشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها، والأخذ بظاهر الشريعة وقبول ما أتت به، وعن أنسٍ -رضي الله عنه- قال: كنَّا عند عمر وعليه قميصٍ في ظهرِه أربع رقاع، فقرأ (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا)، فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأَب؟ ثم قال: "قد نهينا عن التكلّف".
والفعل: كأن ينزل به ضَيف فيتكلف له بما يَشق عليه، بل وربما يحمله ذلك على الاستدانة وقد لا يجد لهذا الدين وفاء، فيلحق بنفسه الضرر في الدنيا والآخرة.
فعلى المسلم أن لا يتكلف في الأمور، بل يجعل الأمور وسطا كما كان حاله -صلى الله عليه وسلم- لا يُمسك موجودًا ولا يتكلف معدومًا.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: النهي عن التكلف.
راوي الحديث: عمرُ بنُ الخطَّاب -رضي الله عنه-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· التكلف : محاولة الظهور بمظهر غير حقيقي، أو هو كل فعل أو قول يحاول صاحبه التجمل به أمام الآخرين، ولا مصلحة فيه، وهو مضر بالعقل أو البدن، أو الدِّين.
فوائد الحديث:
792. النهي عن التَّكلف والحَثِّ على البُعد عنه في كلِّ شيء.
المصادر والمراجع:
نزهة المتقين، تأليف: مصطفى الخن وآخرون، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى: 1397 هـ الطبعة الرابعة عشر 1407 هـ
رياض الصالحين، تأليف : محيي الدين يحيى بن شرف النووي ، تحقيق: د. ماهر بن ياسين الفحل ، الطبعة: الأولى، 1428 هـ
صحيح البخاري، تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: محمد زهير الناصر، الناشر: دار طوق النجاة الطبعة: الأولى، 1422هـ
شرح رياض الصالحين، تأليف: محمد بن صالح العثيمين، الناشر: دار الوطن للنشر، الطبعة: 1426 هـ
فتح الباري شرح صحيح البخاري، تأليف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، رقمه وبوب أحاديث: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار المعرفة - بيروت، 1379 هـ
النهاية في غريب الحديث والأثر، تأليف: مجد الدين أبو السعادات المعروف بابن الأثير، الناشر: المكتبة العلمية، تحقيق: طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي
تطريز رياض الصالحين؛ تأليف فيصل آل مبارك، تحقيق د. عبد العزيز آل حمد، دار العاصمة - الرياض، الطبعة الأولى، 1423هـ.
استنزهوا من البول؛ فإن عامة عذاب القبر منه
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: «اسْتَنْزِهوا من البول؛ فإنَّ عامَّة عذاب القبر منه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يبين لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أحد أسباب عذاب القبر، وهو الأكثر شيوعاً، ألا وهو عدم الاستنزاه والطهارة من البول.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: اليوم الآخر: عذاب القبر ونعيمه.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه الدارقطني.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· استنزهوا : اطلبوا النزاهة بابتعادكم عن البول.عامة : أكثر.
فوائد الحديث:
793. الحرص على التنزه والابتعاد من البول، بأن لا يصيبه في بدنه ولا ثوبه .
794. الأفضل المبادرة بغسله، والطهارة منه بعد إصابته؛ لئلا تصاحبه النجاسة، أما وجوب إزالتها فيكون عند الصلاة.
795. أن البول نجس، فإذا أصاب بدناً أو ثوباً أو بقعة، نجسها؛ فلا تصح بذلك الصلاة؛ لأن الطهارة من النجاسة أحد شروطها.
796. أن ترك التنزه من البول من كبائر الذنوب.
797. ثبوت عذاب القبر، وهو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع.
798. إثبات الجزاء في الآخرة، فأول مراحل الآخرة هي القبور، فالقبر: إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار.
المصادر والمراجع:
سنن الدارقطني،أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق: شعيب الارنؤوط وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، الطبعة: الأولى، 1424هـ، 2004م.
إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، محمد ناصر الدين الألباني، إشراف: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة: الثانية 1405هـ، 1985م.
توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، عبد الله بن عبد الرحمن البسام، مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة 1423هـ، 2003م.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، عبد الله صالح الفوزان، دار ابن الجوزي، الطبعة: الأولى 1428هـ، 1432هـ.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، اعتنى بإخراجه عبدالسلام بن عبد الله السليمان، الرسالة، بيروت، الطبعة: الأولى 1427هـ، 2006م.
فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للشيخ ابن عثيمين- المكتبة الإسلامية القاهرة- تحقيق صبحي رمضان وأم إسراء بيومي- الطبعة الأولى 1427ه.
مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسولُهُ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إلَّا حَرَّمَهُ اللهُ على النَّارِ
الحديث: عن أنس -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعاذ رديفه على الرَّحْلِ، قال: «يا معاذ» قال: لبَّيْكَ يا رسول الله وسَعْدَيْكَ، قال: «يا معاذ» قال: لَبَّيْكَ يا رسول الله وسَعْدَيْكَ، قال: «يا معاذ» قال: لبَّيْكَ يا رسول اللهِ وسَعْدَيْكَ، ثلاثا، قال: «ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأَنَّ محمدا عبده ورسوله صِدْقًا من قلبه إلَّا حرمه الله على النار» قال: يا رسول الله، أفلا أُخْبِر بها الناس فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قال: «إِذًا يتكلوا» فأخبر بها معاذ عند موته تَأَثُّمًا.
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
كان معاذ -رضي الله عنه- راكبًا وراء النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا معاذ؛ فقال: لبيك يا رسول وسعديك أي إجابة بعد إجابة، وطاعة لك، (وسعديك) ساعدت طاعتك مساعدة لك بعد مساعدة ، ثم قال: يا معاذ؛ فقال: لبيك يا رسول وسعديك، ثم قال: يا معاذ؛ فقال: لبيك يا رسول وسعديك، قال: ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، صادقا من قلبه لا يقولها بلسانه فقط؛ إلا حرمه الله على الخلود في النار؛ فقال معاذ: يا رسول الله ألا أخبر الناس لأدخل السرور عليهم؛ فقال صلى الله عليه وسلم: لا لئلا يعتمدوا على ذلك ويتركوا العمل، فأخبر بها معاذ في آخر حياته مخافة من إثم كتمان العلم.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: المناقب - الإخلاص.
راوي الحديث: أَنَس بن مالك -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: رياض الصالحين.
معاني المفردات:
· رديفه : خلفه.
· الرحل : ما يوضع على ظهر البعير للركوب.
· لبيك : أي: إجابة بعد إجابة.
· وسعديك : أي: مساعدة في طاعتك بعد مساعدة.
· صدقًا : أي: صادقاً في ذلك.
· يتكلوا : يعتمدوا على ذلك ويتركوا العمل.
· تأثما : خوفا من الإثم.
فوائد الحديث:
799. جواز ترك التحديث بحديث إذا كان يترتب عليه محظور، أو قعود عما هو أفضل.
800. جواز الإرداف على الدابة بشرط عدم الإضرار بها.
801. بيان منزلة معاذ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحبه له.
802. جواز الاستفسار عما يتردد في نفس السائل.
803. من شروط شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أن يكون قائلها صادقًا غير شاك ولا منافق.
804. أهل التوحيد لا يخلدون في نار جهنم، وإن دخلوها بسبب ذنوبهم؛ أخرجوا منها بعد أن يطهروا .
المصادر والمراجع:
رياض الصالحين، للنووي، نشر: دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق – بيروت، تحقيق: ماهر ياسين الفحل، الطبعة: الأولى، 1428هـ - 2007م.
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين لمحمد علي بن محمد بن علان، ط4، اعتنى بها: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت، 1425 ه.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، لمجموعة باحثين، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الرابعة عشر، 1407ه 1987م.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين لسليم الهلالي، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1415ه.
كنوز رياض الصالحين، إشراف حمد العمار ، نشر: دار كنوز إشبيليا، الطبعة: الأولى، 1430ه 2009م.
صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422ه.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني، فأستجيب له من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثُلُثُ الليل الآخرُ يقول: «مَن يَدْعُوني، فأستجيبَ له؟ مَن يسألني فأعطيَه؟ مَن يستغفرني فأغفرَ له؟».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
ينزل الله -تبارك وتعالى- في كل ليلة، في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، ثم يقول: «مَن يَدْعُوني، فأستجيبَ له؟ مَن يسألني فأعطيَه؟ مَن يستغفرني فأغفرَ له؟» أي: أنه سبحانه –في هذا الوقت من الليل- يطلب من عباده أن يدعوه، ويرغِّبهم في ذلك، فهو يستجيب لمن دعاه، ويطلب منهم أن يسألوه ما يريدون، فهو يعطي من سأله، ويطلب منهم أن يستغفروه من ذنوبهم فهو يغفر لعباده المؤمنين، والمراد بالطلب الحث والندب.
وهذا النزول نزولٌ حقيقي، يليق بجلاله وكماله، لا يشبه نزول المخلوقين، ولا يصح تأويل النزول إلى نزول الرحمة أو الملائكة أو غير ذلك، بل يجب الإيمان بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا نزولًا يليق بجلاله، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الآداب - الأدعية والأذكار - الصلاة.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: صحيح البخاري.
فوائد الحديث:
805. الإيمان بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل نزولًا يليق بجلاله، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
806. الثلث الأخير من الليل من أوقات إجابة الدعاء.
807. ينبغي للإنسان عند سماع هذا الحديث أن يكون شديد الحرص على اغتنام أوقات الإجابة للدعاء.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، نشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
الإفصاح عن معاني الصحاح، ليحيى بن هبيرة الذهلي الشيباني، المحقق: فؤاد عبد المنعم أحمد، الناشر: دار الوطن، سنة النشر: 1417هـ.
لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها
الحديث: عن مَرْثَد الغَنَويّ -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:«لا تصلُّوا إلى القُبُور، ولا تجلِسُوا عليها».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة إلى القبور؛ بأن يكون القبر في جهة المصلي، وكذلك نهي عن الجلوس على القبر، ومن ذلك إهانتها بوضع القدم عليها، أو قضاء الحاجة عليها، وكل ذلك محرم.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الجنائز.
راوي الحديث: أبو مَرْثَد الغَنَويّ -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
فوائد الحديث:
808. النَّهي عن الصلاة إلى القُبور، بأنْ تكون المقْبَرة في جهة المُصَلِّي، والنَّهي يقتضي فساد المنهي عنه.
809. إغلاق جميع الأبواب المُوصلة للشِّرك.
810. النَّهْي عن الجُلوس على القُبور؛ لأنَّ فيه نوعًا من امْتِهان لصاحب القَبْر.
811. الجمع بين النَّهي عن الغُلو بالقبور، وعن امْتِهانها؛ وذلك لأن الصلاة إلى القبر تؤدي إلى تعظيم القَبر والغُلو فيه، والجلوس يؤدي إلى امْتِهانها، فنهى الإسلام عن الغُلو فيها وعن امْتِهانها، لا إفْرَاط ولا تفريط.
812. أن حُرمة الميت المُسلم باقية بعد موته، ويؤيده قوله -صلى الله عليه وسلم-: (كسر عظم الميت كَكَسره حيًا). ويتفرع على هذا: أن أولئك الذين يَمْتَهِنُون الموتى بقطع أعضائهم بعد موتهم قد أخطئوا؛ لأن هذا نوع امتهان للميت، وفيه تعذيب له؛ ولهذا نص الفقهاء على أنه يحرم قطع عضو من الميت ولو أوصى به؛ لأنه ليس له الحق في التصرف في نفسه.
813. جواز الاتكاء على القبر وهذا غير الجلوس، لكن إذا عَدَّه الناس عرفا امْتِهانًا فإنه لا ينبغي الاتكاء عليه؛ لأن العَبرة بالصورة، وما دَامت الصورة تُعد امْتِهانًا في عُرف الناس، فإنه وإن كانت مُباحة ينبغي تَجَنُّبها.
المصادر والمراجع:
صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة: 1423هـ.
توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، عبد الله بن عبد الرحمن البسام، مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة 1423هـ، 2003م.
فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام، محمد بن صالح العثيمين، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأم إسراء بنت عرفة، المكتبة الإسلامية، الطبعة: الأولى 1427هـ.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، عبد الله صالح الفوزان، دار ابن الجوزي، الطبعة: الأولى 1428هـ، 1432هـ.
أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح، أو الرجل الصالح، بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله
الحديث: عن عائشة - رضي الله عنها-، أن أمَّ سَلَمَة، ذَكَرَت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كَنِيسة رأتْهَا بأرض الحَبَشَةِ يُقال لها مَارِيَة، فذَكَرت له ما رأَت فيها من الصُّور، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أولئِكِ قوم إذا مات فيهم العَبد الصالح، أو الرُّجل الصَّالح، بَنُوا على قَبره مسجدا، وصَوَّرُوا فيه تلك الصِّور، أولئِكِ شِرَار الخَلْق عند الله».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
تخبر عائشة -رضي الله عنها- أن أمَّ سَلَمَة -رضي الله عنها- لما كانت بأرض الحَبَشة رأت كَنِيسة فيها صور، فَذَكرت له -صلى الله عليه وسلم- ما رأَت فيها من حسن الزخرفة والتصاوير؛ تعجبًا من ذلك، ومن أجل عظم هذا وخطره على التوحيد؛ رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- رأسه، وبيّن لهم أسباب وضع هذه الصور؛ لتحذير أمته مما فعل أولئك، وقال: إن هؤلاء الذين تذكرين كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا يصلون فيه، وصورُوا تلك الصور، وبيَّن أن فاعل ذلك شر الخلق عند الله -تعالى-؛ لأن فعله يؤدي إلى الشرك بالله -تعالى-.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: أحكام الجنائز.
راوي الحديث: عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: عمدة الأحكام.
معاني المفردات:
· كَنِيسَة : الكَنِيسَة: مُتَعَبد اليَّهود والنَّصارى.
فوائد الحديث:
814. تحريم بناء المساجد على القُبور، أو دَفن الموتى في المساجد؛ سَدَّا لذَريعة الشِّرك، والبُعد عن التَّشبُّه بِعَبدة الأوثان.
815. أنَّ بناء المساجد على القُبور، ونَصب الصُّور في المسجد هو عمل اليَّهود والنَّصارى، وأنَّ من فعل هذا، فقد شَابَهَهم واستحق العذاب الذي يستحقونه.
816. أن الصلاة عند القُبور ذَرِيعة للشِّرك، سواء كانت القُبور في المَسجد أو خَارجه.
817. تحريم اتخاذ الصُّور إذا كانت لذَوَات الأرواح.
818. أن مَن بَنى مسجدا على قَبر وصَوَّر فيه التصاوير، فهو من شَرِّ خَلْقِ الله تعالى.
819. حِماية الشَّريعة لجَنَاب التوحيد حماية كاملة؛ بحيث سَدَّت جميع الوسائل التي قد تُؤدي إلى الشِّرك.
820. عدم صحة الصلاة في المساجد المَبْنِية على القبور؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك ولعَن فاعله، والنَّهي يقتضي فساد المَنْهِي عنه.
821. حِرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على هِداية أُمَّته؛ وجه ذلك: أنه -صلى الله عليه وسلم- وهو على فِراش المُوت يُحذِّر أمَّته من صَنِيع اليَّهود والنَّصارى مع أنبيائهم وصالحيهم.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى 1422هـ.
صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة: 1423هـ.
مرقاة المفاتيح، علي بن سلطان القاري، دار الفكر، بيروت، لبنان، الطبعة: الأولى 1422هـ، 2002م.
توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، عبد الله بن عبد الرحمن البسام، مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة 1423هـ، 2003م.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، اعتنى بإخراجه عبدالسلام بن عبد الله السليمان، الرسالة، بيروت، الطبعة: الأولى 1427هـ، 2006م.
فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام، محمد بن صالح العثيمين، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأم إسراء بنت عرفة، المكتبة الإسلامية، الطبعة: الأولى 1427هـ.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، عبد الله صالح الفوزان، دار ابن الجوزي، الطبعة: الأولى 1428هـ، 1432هـ.
تنبيه الأفهام شرح عمدة الأحكام، محمد بن صالح العثيمين، مكتبة الصحابة، الإمارات، الطبعة: الأولى 1426هـ، 2005م.
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، عبد الله بن عبد الرحمن البسام، تحقيق: محمد صبحي حلاق، مكتبة الصحابة، الإمارات، مكتبة التابعين، القاهرة، الطبعة: العاشرة 1426هـ، 2006م.
الجديد في شرح كتاب التوحيد، محمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي، دارسة وتحقيق: محمد بن أحمد سيد أحمد- مكتبة السوادي، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الخامسة، 1424هـ، 2003م.
الملخص في شرح كتاب التوحيد، صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، دار العاصمة الرياض، الطبعة: الأولى 1422هـ - 2001م.
أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة، وأشار بيده على أنفه واليدين والركبتين، وأطراف القدمين ولا نكفت الثياب والشعر
الحديث: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أمِرْت أن أسْجُد على سَبْعَة أعَظُم على الجَبْهَة، وأشار بِيَده على أنْفِه واليَدَين والرُّكبَتَين، وأطْرَاف القَدَمين ولا نَكْفِتَ الثِّياب والشَّعر».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
معنى حديث :"أمِرْت أن أسْجُد" وفي رواية "أُمرنا"، وفي رواية: "أَمَر النبي -صلى الله عليه وسلم-"؛ والثلاث الروايات كلها للبخاري، والقاعدة الشرعية أنَّ ما أُمِرَ به النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو أمرٌ عامٌّ له ولأمته؛ "على سَبْعَة أعَظُم" أي: أمِرت أن أسجد على سَبعة أعْضَاء، فالمراد بالأعَظُم: أعضاء السُّجود كما جاء مفسرا في الرواية الأخرى، ثم فسَّرها بقوله:
"على الجَبْهَة" أي أُمِرت بالسُّجود على الجَبَهة، مع الأنْف كما يدل عليه قوله: "وأشار بِيَده على أنْفِه"، أي أشار إلى أنْفِه ليُبَيِّن أنَّهما عُضو واحد.
"واليَدَين" أي وعلى باطِن الكَفَّين، كما هو المُراد عند الإطلاق، "والرُّكبَتَين وأطْرَاف القَدَمين" أي: وأُمِرت أن أسْجُد على الرُّكبتين وعلى أطراف أصابِع القَدَمَين وفي حديث أَبي حُميد السَّاعدي -رضي الله عنه- في باب صفة الصلاة بلفظ: (واسْتَقبل بأصابع رِجْلَيه القِبْلَة) أي وهو ساجد.
"ولا نَكْفِتَ الثِّياب والشَّعر" والكَفْت: الجَمع والضَّم، والمعنى: لا نَضُم ولا نَجمع الثِّياب والشَّعر من الانتشار عند الرُّكوع والسُّجود، بل نترك الأمر على حاله حتى يقعا على الأرض ليَسجد بجميع الأعضاء والثِّياب والشَّعر.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· أعَظُم : أعضاء السُّجود.
· اليَدَيْن : الكفَّين، كما هو المُراد عند الإطلاق.
· الرُّكبَتَين : الرُّكبتان: مَفصل ما بَيْن السَّاق والفَخِذ.
· ولا نَكْفِت : الكَفت: الجَمع والضَّم.
فوائد الحديث:
822. وجوب السُّجود في الصلاة على الأعَضاء السَّبعة؛ لأن الأصل في الأمر الوجوب.
823. أنه لا يجزئ السَّجود على الجَبَهة دون الأنف أو الأنْف دون الجَبهة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما ذَكر الجَبَهة أشار إلى الأنْف.
824. وجوب السُّجود على العُضو جَميعه، ولا يَكفي بَعض ذلك، والجَبهة يَضع منها على الأرض ما أمْكَنه.
825. ظاهره أنه لا يجب كَشف شيء من هذه الأعضاء؛ لأن مُسمى السُّجود عليها يصدق بوضْعِها من دون كَشْفِها، ولا خلاف أن كشف الرُّكبتين غير واجب، لما يخاف من كَشْف العورة، وكذا القَدَمين لجواز الصلاة بالخُفْين.
826. كراهية كَفْت الثَّوب في الصلاة.
827. كراهية عَقْص الشَّعر وعقده خلف القَفَا، سواء تَعمده للصلاة أَمْ كان كذلك قبل الصلاة وفعلها لمعنى آخر وصلَّى على حاله بغير ضرورة.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: محمد زهير الناصر، الناشر: دار طوق النجاة الطبعة: الأولى، 1422هـ.
صحيح مسلم، تأليف: مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
المنهاج شرح صحيح مسلم، تأليف: محيي الدين يحيى بن شرف النووي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة: الثانية 1392هـ.
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، تأليف: علي بن سلطان القاري، الناشر: دار الفكر، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
سبل السلام شرح بلوغ المرام، تأليف : محمد بن إسماعيل بن صلاح الصنعاني، الناشر: دار الحديث الطبعة: بدون طبعة وبدون تاريخ.
توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة الطبعة: الخامِسَة، 1423هـ - 2003 م.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، تأليف: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة: الأولى، 1427هـ 2006 م.
فتح ذي الجلال والإكرام، شرح بلوغ المرام، تأليف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين، الناشر: المكتبة الإسلامية، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة.
منار القاري، تأليف: حمزة محمد قاسم، الناشر: مكتبة دار البيان، عام النشر: 1410 هـ.
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول بين السجدتين: اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، واهدني، وارزقني
الحديث: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول بين السَّجدتَين: «اللَّهمَّ اغْفِرْ لي، وارْحَمْنِي، وعافِني، واهْدِني، وارزقْنِي».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يخبر ابن عباس -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كان يقول بين السَّجدتَين: اللَّهمَّ اغْفِرْ لي.."
أي: كان يَدعُو بين السَّجدتين بهذا الدعاء ولا فرق بين صلاة الفَرض وصلاة النفل، فالصلاة كلها ذِكْر وقراءة للقرآن، ومعنى قوله: "اللَّهمَّ اغْفِرْ لي": أي: اسْتُرنِي، مع التجاوز عن المؤاخذة.
"وارْحَمْنِي"، أي: هَات لي من لدُنْك رَحمة تشتمل على سَتر الذَّنب وعدم المؤاخذة، مع التَّفَضُل عليَّ من خَيري الدُّنيا والآخرة.
"وعافِني" أي: اعطني سَلامة وعافية، في دِيني من السَّيئات والشُّبهات، وفي بَدني من الأمراض والأسْقَام، وفي عقلي من العَتَه والجُنون، وأعظم الأمراض هي أمراض القلب، إما بالشُّبهات المُضلَّة، وإما بالشهوات المُهلكة،
"واهْدِني" الهِداية نوعان:
أحدهما: هداية دلالة وإرشاد إلى طريق الحق والصواب، وهذه حاصلة للمسلم والكافر: (وأما ثمود فهديناهم) [فصلت : 17] ، يعني: دللناهم على الحق.
الثاني: هداية توفيق وقبول، وهذه لا يحصل عليها إلا أهل الإيمان، وهي: المطلوبة هنا، ومعناها: اهْدِني للحقِّ وثَبِّتنِي عليه.
"وارزقْنِي" أي: أعطني رزقًا، يُغنيني في هذه الحياة الدنيا عن الحاجة إلى خلقِك، وأعطني رزقًا واسعًا في الآخرة، مثل ما أعددته لعِبادك الَّذين أنْعَمت عليهم.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه أبو داود
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· اغْفِرْ لي : أي: اسْتُرني، مع التَّجَاوز عن المؤاخذة.
· ارْحَمْنِي : هَات لي من لدُنْك رَحمة تشتمل على سَتر الذَّنب وعدم المؤاخذة، مع التَّفَضُل عليَّ من خَيري الدُّنيا والآخرة.
· عَافِني : اعطني سَلامة وعافية، في دِيني من السَّيئات والشُّبهات، وفي بَدني من الأمراض والأسْقَام.
· اهْدِني : أي: اهْدِني للحقِّ وثَبِّتنِي عليه.
· ارزقْنِي : أعْطِني رزقًا، يُغنيني في هذه الحياة الدنيا عن الحاجة إلى خلقِك، وأعطني رزقًا واسعًا في الآخرة.
فوائد الحديث:
828. مشروعية الطُمأنينة في الجلسة التي بين السَّجدتين، كما ثبت ذلك في أحاديث أخرى أيضًا.
829. وجوب الدعاء وقول: رب اغفر لي، أو اللهم اغفر لي. بين السجدتين.
830. الأفضل أن يأتي بالدعاء بين السجدتين كما ورد، فإن زاد أو نقص فيه لم تبطل صلاته.
المصادر والمراجع:
سنن أبي داود، تأليف: سليمان بن الأشعث السِّجِسْتاني، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الناشر: المكتبة العصرية، صيدا.
سنن الترمذي، تأليف: محمد بن عيسى الترمذي، تحقيق أحمد شاكر وغيره، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، الطبعة: الثانية، 1395هـ.
سنن ابن ماجه، تأليف: محمد بن يزيد القزويني، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وغيره، الناشر: دار الرسالة العالمية، الطبعة: الأولى، 1430هـ.
مشكاة المصابيح، تأليف: محمد بن عبد الله، التبريزي، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإسلامي، الطبعة: الثالثة، 1985م.
سبل السلام شرح بلوغ المرام، تأليف: محمد بن إسماعيل بن صلاح الصنعاني، الناشر: دار الحديث الطبعة: بدون طبعة وبدون تاريخ.
توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، تأليف: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة: الأولى، 1427 هـ _ 2006 م.
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا، وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام
الحديث: عن ثَوْبَان -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انْصَرف من صلاته اسْتَغْفَر ثلاثا، وقال: «اللهُمَّ أنت السَّلام ومِنك السَّلام، تَبَارَكْتَ يا ذا الجَلال والإكْرَام».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
في الحديث بيان استحباب قول المصلي بعد الانتهاء من الصلاة: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله. ثم يقول هذا الدعاء: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْك السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.
وهناك أدعية أخرى وردت في أحاديث أخرى مما يقال عقب الصلاة.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الأدعية والأذكار.
راوي الحديث: ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم ورضي عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· السَّلام : السَّالم من التَّغيُّرات والآفَات.
· تَبَارَكْتَ : أي: ثَبَت الخَير عندك وكَثُر.
· الجَلال : التَّنَاهي في عِظم القَدْر والشَّأن.
فوائد الحديث:
831. فيه الرَّد على من قال: أن المصلِّي يُكبر بعد الصلاة.
832. فيه إثبات اسم: "السَّلام" لله -تعالى- وصفته، فهو السَّالم من كل نقص وعَيب، وهو واهب السَّلامة لعباده من شُرور الدُّنيا والآخرة.
المصادر والمراجع:
صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة: 1423هـ.
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، عبيد الله بن محمد عبد السلام المباركفوري، إدارة البحوث العلمية والدعوة والإفتاء، الجامعة السلفية، بنارس الهند، الطبعة: الثالثة 1404هـ.
سبل السلام، محمد بن إسماعيل الصنعاني، دار الحديث، الطبعة: بدون طبعة وبدون تاريخ.
توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، عبد الله بن عبد الرحمن البسام، مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة 1423هـ، 2003م.
بلوغ المرام من أدلة الأحكام، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار القبس للنشر والتوزيع، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى 1435هـ، 2014 م.
صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب
الحديث: عن عمران بن حصين -رضي الله عنهما- قال: كانت بي بَوَاسيرُ، فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة، فقال: «صَلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جَنْبٍ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
يبين الحديث الشريف كيفية الصلاة لمن كان به مرض من بواسير أو ألم عند القيام ونحو ذلك من الأعذار، فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الأصل القيام، إلا في حال عدم الاستطاعة فيصلي جالساً وإن لم يستطع الصلاة جالساً فله أن يصلي على جنبه.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: قواعد فقهية: 1. لا واجب مع العجز ولا محرم مع الضرورة - 2. المشقة تجلب التيسير.
راوي الحديث: أبو نُجَيد عمران بن حصين الخزاعي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: صحيح البخاري.
معاني المفردات:
· جنب : الجنب مصدر، ويطلق على عدة معانٍ متعددة، ومنها: شق الإنسان وجانبه، وجمعه: جنوب وأجناب، وهو المراد هنا.
· بواسير : جمع باسور، وهو ورم يكون في مقعدة الإنسان.
فوائد الحديث:
833. وجوب مراعاة مراتب صلاة المريض المكتوبة، فيجب عليه القيام إن قدر عليه؛ لأَنَّه ركن من أركان الصلاة المكتوبة، ولو معتمدًا، أو مستندًا إلى شيء من عصا، أو جدار، أو نحو ذلك.
834. فإن لم يستطع القيام، أو شقَّ عليه، فتلزمه قاعدًا، ولو مستندًا أو متكئًا، ويركع ويسجد مع القدرة عليه، فإن لم يستطع القعود، أو شقَّ عليه فيصلي على جنبه، والجنب الأيمن أفضل، فإن صلى مستلقيًا إلى القبلة صحَّ، فإن لم يستطع أومأ إيماء برأسه، ويكون إيماؤه للسجود أخفض من إيمائه للركوع، للتمييز بين الركنين، ولأنَّ السجود أخفض من الركوع.
835. لا ينتقل من حال إلى حال أقل منها إلاَّ عند العجز، أو عند المشقة عن الحالة الأولى، أو في القيام بها؛ لأنَّ الانتقال من حال إلى حال مقيد بعدم الاستطاعة.
836. حد المشقة التي تبيح الصلاة المفروضة جالسًا، هي المشقة التي يذهب معها الخشوع؛ ذلك أنَّ الخشوع هو أكبر مقاصد الصلاة.
837. الأعذار التي تبيح الصلاة المكتوبة قاعدًا كثيرة، فليس خاصًّا بالمرض فقط، فقِصر السقف الذي لا يستطيع الخروج منه، والصلاة في السفينة، أو الباخرة، أو السيارة، أو الطيارة عند الحاجة إلى ذلك، وعدم القدرة على القيام، كلها أعذار تبيح ذلك.
838. الصلاة لا تسقط ما دام العقل ثابتًا، فالمريض إذا لم يقدر على الإيماء برأسه أومأ بعينيه، فيخفض قليلاً للركوع، ويخفض أكثر منه للسجود، فإن قدر على القراءة بلسانه قرأ، وإلاَّ قرأ بقلبه، فإن لم يستطع الإيماء بعينه صلَّى بقلبه.
839. مقتضى إطلاق الحديث أنَّه يصلي قاعدًا، على أيَّةِ هيئة شاء، وهو إجماع، والخلاف في الأفضل، فعند الجمهور أنَّه يصلي متربعًا في موضع القيام، وبعد الرفع من الركوع، ويصلي مفترشًا في موضع الرفع من السجود.
840. أنَّ أوامر الله تعالى يؤتى بها حسب الاستطاعة والقدرة، فلا يكلف الله نفسًا إلاَّ وسعها.
841. سماحة ويُسر هذه الشريعة الإسلامية، وأنَّها كما قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:78], {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [النساء]، فرحمة الله تعالى بعباده واسعة.
842. ما تقدم هو حكم الصلاة المكتوبة، أما النافلة فتصح قاعدًا، ولو من دون عذر، لكن إن كانت بعذر فأجرها تام، وبدون عذر على النصف من أجر صلاة القائم كما ثبت في السنة.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري, تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة، الطبعة الأولى 1422هـ.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، شرحه الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان، اعتنى بإخراجه: عبد السلام السليمان، ط 1، 1427هـ - 2006م.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، لعبدالله بن عبد الرحمن البسام، مكتبة الأسدي، مكة، ط الخامسة 1423هـ.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن صالح الفوزان، ط 1، 1427هـ، دار ابن الجوزي.
أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل أعمى، فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه، فقال: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب
الحديث: عن أبي هريرة، قال: أتَى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجُلٌ أعْمَى، فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يَقُودُني إلى المسجد، فَسَأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يُرَخِّص له فيصلِّي في بَيْتِه، فرَخَّص له، فلمَّا ولىَّ دَعَاه، فقال: «هل تسمع النِّداء بالصلاة؟» قال: نعم، قال: «فأجِب».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أتَى رجُلٌ أعْمَى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-, فقال يا رسول الله إنني رجل أعمى ليس عندي من يساعدني ويأخذ بيدي إلى المسجد، في الصلوات الخمس, يريد أن يرخص له النبي -صلى الله عليه وسلم- في ترك الجماعة فرخص له, فلما أدبر ناداه وقال: هل تسمع الأذان بالصلاة؟ قال: نعم. قال: فأجب المُنادي بالصلاة.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام من أدلة الأحكام.
فوائد الحديث:
843. وجوب صلاة الجماعة؛ لأن الرُّخصة لا تكون إلا من شيء لازم وواجب، ثم إن قوله: "أجب" هذا أمر والأصل أن الأمر للوجوب.
844. وجوب صلاة الجماعة على الأعمى ولو لم يكن له قائد يقوده للمسجد.
845. تربية المفتي على ترك الاستعجال في الفُتيا وأنه ينبغي عليه أن يستفصل من حال السائل قبل إصدار الفتوى.
المصادر والمراجع:
صحيح مسلم، تأليف: مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، تأليف: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة الأولى، 1427هـ - 2006م.
فتح ذي الجلال والإكرام، شرح بلوغ المرام، تأليف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين، الناشر: المكتبة الإسلامية، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة.
إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال، فليصنع كما يصنع الإمام
الحديث: عن علي بن أبي طالب، ومعاذ بن جبل -رضي الله عنهما- مرفوعًا: «إذا أتى أحدُكم الصلاةَ والإمامُ على حال، فلْيصنعْ كما يصنع الإمامُ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال من قيام أو ركوع أو سجود أو قعود فليوافق الإمام فيما هو فيه من القيام أو الركوع أو غير ذلك، ولا ينتظر حتى يقوم الإمام كما يفعله بعض العوام.
___________________________
راوي الحديث: علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-معاذ بن جبل -رضي الله عنه-
التخريج: رواه الترمذي.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
فوائد الحديث:
846. مشروعية دخول اللاحق مع الإمام في أي جزء من أجزاء الصلاة أدركه، من غير فرق بين الركوع والسجود والقعود.
847. أن إدراك الركعة التي لحق الإمام فيها يكون بإدراك ركوعها، كما دلت عليه النصوص الأخرى.
المصادر والمراجع:
سنن الترمذي، محمد بن عيسى الترمذي، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر، ومحمد فؤاد عبد الباقي، وإبراهيم عطوة عوض، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، الطبعة الثانية، 1395هـ - 1975م.
نيل الأوطار، محمد بن علي الشوكاني اليمني، تحقيق: عصام الدين الصبابطي، الناشر: دار الحديث، مصر، الطبعة الأولى، 1413هـ - 1993م.
صحيح الجامع الصغير وزيادته، محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1408هـ.
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفورى، دار الكتب العلمية، بيروت.
بلوغ المرام من أدلة الأحكام، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار القبس للنشر والتوزيع، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1435هـ - 2014م.
علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطبة الحاجة: إن الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا
الحديث: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطبة الحاجة: إن الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، من يهد الله، فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} [النساء: 1] , {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [آل عمران: 102] , {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا (70) يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما} [الأحزاب:70 - 71].
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
دل حديث ابن مَسْعُود -رضي الله عنه- عَلَى مشروعية هذه الخطبة الجامعة لمحامد الله، وطلب عونه، والالتجاء إليه من الشرور، وتلاوة تلك الآيات الكريمات، وينبغي للإنسان أن يقدمها بين يدي مخاطبة الناس بالعلم من تعليم الكتاب والسنة، والفقه، وموعظة الناس، فهي لا تخص النكاح وحده، وإنما هي خطبة لكل حاجة؛ لتحلها البركة، وليكون لها الأثر الطيب فيما تقدمته، فهي سنَّةٌ مؤكَّدة.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن مَسعود -رضي الله عنه-
التخريج: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي وأحمد.
مصدر متن الحديث: سنن أبي داود.
معاني المفردات:
· الخطبة : هي التي تكون مشتملة على الحمد والشهادتين وبعض الآيات القرآنية.
· الحاجة : ما يفتقر إليه الإنسان ويطلبه، جمعه حوائج، في النكاح أو غيره.
· الْحَمْد : الثناء بالجميل من نعمة أو غيرها.
· نستعينه : الاستعانة: هي طلب العون من الله في جميع الأمور.
· وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا : أي نعتصم بالله من ظهور شرور أخلاق أنفسنا الرديّة، وأحوال أهوائنا الدَّنية.
· مَنْ يَهْدِهِ الله : من يُوفّقهُ الله لاتباع طريق الحقّ.
· فَلَا مُضِلَّ لَهُ : فلا أحد يقدر على إضلاله من شيطان، أو نفس، أو غيرهما.
· وَمَنْ يُضْلِلْ : من يزل عن اتباع الحقّ.
· فَلَا هَادِيَ لَهُ : لا أحد يهديه إلى الحقّ، لا من جهة العقل، ولا من جهة النقل، ولا من جهة أحد من الخلق.
فوائد الحديث:
848. أن الحاجة يستحبّ افتتاحها بهذه الخطبة، فإنها سوف تنجح ببركة هذا الذكر.
849. أن الخطبة ينبغي أن تكون مشتملة على الحمد، والشهادتين، وبعض الآيات القرآنية.
850. هذا الحديث هو خطبة، تسمى خطبة الحاجة، وتستحب في مخاطبة الناس بالعلم من تعليم الكتاب والسنة، والفقه، وموعظة الناس، فهي لا تخص النكاح وحده، وإنما هي خطبة لكل حاجة، والنكاح من جملة ذلك.
851. الحديث اشتمل على إثبات صفات المحامد لله، واستحقاقه لها، واتصافه بها.
852. الحديث اشتمل على طلب العون من الله -تعالى-، والمساعدة على طلب التسهيل، والتيسير على الحاجة التي سيُقدِم عليها الإنسان، لاسيَّما النكاح بكُلَفِه ومؤنته.
853. الحديث اشتمل على طلب المغفرة منه -تعالى-، وستر العيوب والذنوب، والاعتراف بالقصور والتقصير، وأن يمحو ذلك ويغفره.
854. الحديث اشتمل على الاستعاذة به، والاعتصام به، من شرور النفس الأمارة بالسوء، التي تنازعه إلى فعل ما يحرم، وترك ما يجب، إلاَّ من عصمه الله -تعالى- وأعاذه.
855. الحديث اشتمل على الإقرار بأنَّه -تعالى- صاحب التصرف المطلق في خلقه، وأنَّ هداية القلوب وضلالها بيده.
856. الحديث اشتمل على الإقرار بالشهادتين اللتين هما مفتاح الإِسلام، وهما أصله وأساسه، فالإنسان لا يكون مسلمًا إلاَّ بإقراره بهما، إقرارًا نابعًا من قلبه.
المصادر والمراجع:
- سنن أبي داود , ت: محمد محي الدين, المكتبة العصرية
- سنن للنسائي, تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة, مكتب المطبوعات الإسلامية الطبعة: الثانية، 1406
- مسند أحمد، تحقيق شعيب الأرنؤوط. الناشر : مؤسسة الرسالة الطبعة : الأولى ، 1421 هـ - 2001 م
- بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر ت: سمير بن أمين الزهيري, دار الفلق - ط: السابعة، 1424 هـ
- شرح سنن النسائي المسمى «ذخيرة العقبى في شرح المجتبى» للإثيوبي, دار آل بروم , الطبعة: الأولى
- عون المعبود شرح سنن أبي داود، للعظيم آبادي دار الكتب العلمية - بيروت, الطبعة: الثانية، 1415 هـ
- حاشية السندي على سنن النسائي , مكتب المطبوعات الإسلامية -الطبعة: الثانية، 1406
- توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام، للبسام، مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة، الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
لا نكاح إلا بولي
الحديث: عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا نِكاح إلا بِوَلِيّ».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
دل الحديث على اعتبار الولي في عقد النكاح وأنه شرط لصحته، فلا يصح النكاح إلاَّ بولي، يتولى عقد النكاح، ويشترط في الولي: التكليف، والذكورية، والرشد في معرفة مصالح النكاح، واتفاق الدين بين الولي والمولى عليها، فمن لم يتَّصف بهذه الصفات فليس أهلاً للولاية في عقد النكاح، فإن تعسر فوليها السلطان.
___________________________
راوي الحديث: أبو مُوسَى عبد اللَّه بن قيس الأشعري -رضي الله عنه-
التخريج: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي وأحمد.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· لا نكاح : لا نكاح صحيح ومعتبر شرعًا.
· الوَلِيُّ : هو أقرب الرجال إلى المرأة من عصبتها الذين يرثونها، كالأب والأخ.
فوائد الحديث:
857. وجود الولي شرط في صحة النكاح.
858. الولي هو أقرب الرجال إلى المرأة، فلا يزوجها ولي بعيد مع وجود أقرب منه.
859. فساد النكاح بدون ولي، ويعتبر نكاحًا غير شرعيّ ويجب فسخه عند الحاكم أو بطلاق شرعي.
860. إذا لم يوجد للمرأة وليٌّ من أقاربها أو مواليها، فوليها الإِمام أو نائبه، فإنَّ السلطان ولي من لا ولي له.
861. لا بد أن يكون الولي ذا رشد؛ لأنه لا يمكن أن تتحقق المصلحة للمرأة إلا إذا كان الولي رشيدًا.
المصادر والمراجع:
- سنن أبي داود, ت: محمد محي الدين, المكتبة العصرية.
- سنن الترمذي, ت: محمد فؤاد عبد الباقي, مكتبة ومطبعة مصطفى البابي، الطبعة الثانية، 1395هـ.
- سنن ابن ماجه، المؤلف: ت: محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء الكتب العربية.
- مسند أحمد، تحقيق شعيب الأرنؤوط. الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1421هـ - 2001م.
- البدرُ التمام شرح بلوغ المرام، للمَغرِبي, ت: علي بن عبد الله الزبن, دار هجر, الطبعة الأولى، 1428هـ.
- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل للألباني, المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية، 1405هـ.
- توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام، للبسام. مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة، الطبعة الخامِسَة، 1423هـ - 2003م.
- بلوغ المرام من أدلة الأحكام، لابن حجر، دار القبس للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1435هـ - 2014م.
- منحة العلام في شرح بلوغ المرام، تأليف عبد الله الفوزان، طبعة دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى، 1428ه.
- فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام، للشيخ ابن عثيمين، المكتبة الإسلامية، القاهرة، تحقيق صبحي رمضان وأم إسراء بيومي- الطبعة الأولى، 1427ه.
يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك
الحديث: عن عمر بن أبي سلمة قال: كنتُ غُلاما في حَجْرِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَة، فقالَ لِي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا غُلامُ، سمِّ اَلله، وكُلْ بِيَمِينِك، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ» فما زَالَتْ تِلك طِعْمَتِي بَعْدُ.
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
كان عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما- ابنَ زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم- أم سلمة -رضي الله عنها-, وكان في تربيته وتحت رعايته, وقد ذكر من حاله في هذا الحديث أنه كان أثناء الأكل يحرك يديه في جوانب القصعة ليلتقط الطعام، فعلَّمه النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث ثلاثة آداب من آداب الأكل:
أولها: قول "بسم الله" في بداية الأكل.
وثانيها: الأكل باليمين.
وثالثها: الأكل مما يليه؛ لأن أكله من موضع يد صاحبه سوء أدب، قال العلماء: إلا أن يكون الطعام أنواعًا مثل أن يكون فيه قرع وباذنجان ولحم وغيره، فلا بأس أن تتخطى يدك إلى هذا النوع أو ذاك، مع الأكل مما يليه من ذلك النوع، وكذلك لو كان الإنسان يأكل وحيدًا فلا حرج أن يأكل من الطرف الآخر؛ لأنه لا يؤذي أحدًا في ذلك.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الأدَب - النِّكَاح - الأَطْعِمَة - الْأَشْرِبَة.
راوي الحديث: عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما-
التخريج: متفق عليه.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· حجر : بفتح الحاء, أي في تربيته وتحت رعايته وحضانته.
· تطيش في الصحفة : أحركها وأمدها إلى جوانب القصعة لألتقط الطعام, ولا أقتصر على موضع واحد.
· غلام : هو الصبي من الولادة إلى سن البلوغ.
· سم الله : قل: "بسم الله" عند بدء الأكل.
· يليك : من الجانب الذي يقرب منك من الطعام.
· تلك طعمتي : صفة أكلي وطريقتي فيه.
فوائد الحديث:
862. من آداب الأكل التسمية في أوله.
863. وجوب الأكل باليمين، وتحريم الأكل بالشمال، إلاَّ من عذر؛ لأنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يأكل أحدكم بشماله، ولا يشرب بشماله، فإنَّ الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله"، ومتابعة الشيطان محرَّمة، ومن تشبَّه بقومٍ فهو منهم.
864. استحباب تعليم الجاهل من كبار وصبيان، لاسيَّما من تحت كفالة الإنسان.
865. من آداب الطعام أن لا يأكل الإنسان إلا مما يليه, وأن لا يتعداه إلى الجوانب الأخرى.
866. التزام الصحابة بما أدَّبهم به النبي -صلى الله عليه وسلم-, وذلك مستفاد من قول عمر: فما زالت تلك طعمتي بعد.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري، تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: محمد زهير الناصر، الناشر: دار طوق النجاة الطبعة: الأولى، 1422هـ
صحيح مسلم المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي - الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، للنووي، نشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة: الثانية، 1392ه.
توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، تأليف: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة: الأولى، 1427 ه _ 2006 م
فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام لمحمد بن صالح بن محمد العثيمين، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة، ط1، المكتبة الإسلامية، مصر، 1427هـ.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، تأليف : عبد الله بن صالح الفوزان، الناشر : دار ابن الجوزي الطبعة : الأولى ، 1427 هـ ـ 1431 هـ
شرح رياض الصالحين، تأليف: محمد بن صالح العثيمين، الناشر: دار الوطن للنشر، الطبعة: 1426 هـ
بلوغ المرام من أدلة الأحكام، لابن حجر. دار القبس للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1435 هـ - 2014 م.
إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله
الحديث: عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أَكَلَ أحدُكم فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِه، وإذا شَرِب فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِه فإنَّ الشيطان يأكلُ بِشِمَالِه، ويَشْرَب بِشِمَالِه».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
هذا الحديث فيه الأمر بالأكل باليمين، والشرب باليمين؛ والنهي عن الأكل والشرب بالشمال, وفيه بيان سبب الحكم, وهو أن الشيطان يأكل ويشرب بشماله, وهذا يدل على أنَّ الأمر هنا للوجوب، وأن الأكل والشرب بالشمال محرم, لأنه علل ذلك بأنه فعل الشيطان وخُلُقُهُ, والمسلم مأمور بتجنب طريق أهل الفسوق, فضلًا عن الشيطان, ومن تشبَّه بقومٍ فهو منهم.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الوليمة.
راوي الحديث: عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
فوائد الحديث:
867. وجوب الأكل والشرب باليمين, وأن الأمر في الحديث للوجوب.
868. تحريم الأكل والشرب بالشمال.
869. فيه إشارة إلى أنه ينبغي اجتناب الأفعال التي تشبه أفعال الشيطان.
870. أن للشيطان يدين وأنه يأكل ويشرب.
871. إكرام اليمين؛ لأننا أمرنا أن نأكل بها, ومعلوم أن الأكل غذاء للبدن, والأفعال الكريمة تكون باليد اليمنى.
872. النهي عن التشبه بالكفار؛ لأننا نهينا عن التشبه بالشيطان, والشيطان رأس الكفر.
873. نصح النبي -صلى الله عليه وسلم- للأمة حين أرشدهم إلى هذا الأمر الذي يخفى عليهم.
المصادر والمراجع:
صحيح مسلم المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي - الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت, د ط, دت.
توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، تأليف: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة: الأولى، 1427 ه - 2006 م
فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام لمحمد بن صالح بن محمد العثيمين، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة، ط1، المكتبة الإسلامية، مصر، 1427ه.
سبل السلام شرح بلوغ المرام، تأليف : محمد بن إسماعيل بن صلاح الصنعاني، الناشر: دار الحديث الطبعة: بدون طبعة وبدون تاريخ
عون المعبود شرح سنن أبي داود، ومعه حاشية ابن القيم: تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته, محمد أشرف بن أمير بن علي بن حيدر، أبو عبد الرحمن، شرف الحق، الصديقي، العظيم آبادي, دار الكتب العلمية – بيروت, الطبعة: الثانية، 1415 هـ
بلوغ المرام من أدلة الأحكام، لابن حجر. دار القبس للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1435 هـ - 2014 م
فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى-، اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - جمع وترتيب: أحمد بن عبد الرزاق الدويش.
من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلة جاهلية
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات مِيتَةً جاهلية، ومن قاتل تحت راية عِمِّيَّة يغضب لِعَصَبَة، أو يدعو إلى عَصَبَة، أو ينصر عَصَبَة، فقتل، فَقِتْلَة جاهلية، ومن خرج على أمتي، يضرب برها وفاجرها، ولا يَتَحَاشَى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني ولست منه»،
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
معنى هذا الحديث أن مَن فارق الجماعة الذين اتفقوا على طاعة إمام انتظم به شملهم واجتمعت به كلمتهم وحاطهم عن عدوهم وخرج عن طاعة ولي أمر المسلمين فمات وهو كذلك فقد مات كميتة أهل الجاهلية من حيث إنهم فوضى لا إمام لهم، ومن قاتل تحت راية أمرها أعمى لا يستبين وجهه، كتقاتل القوم للعصبية والقبلية، يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة، ومعناها أنه يقاتل لشهوة نفسه وغضبة لها وعصبيةٍ لقومه وهواه.
ومن خرج على الأمة يضرب الصالح والفاسق، المؤمن والمعاهد المقيم بدياره، والذمي المقيم بديار المسلمين مقابل الجزية، ولا يكترث بما يفعله فيها ولا يخاف وباله وعقوبته؛ فقد تبرأ منه النبي -صلى الله عليه وسلم-.
___________________________
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: صحيح مسلم.
معاني المفردات:
· من خرج عن الطاعة : طاعة ولي أمر المسلمين.
· جَاهلية : منسوبة إِلى: الجهل، والمراد به: من مات على الكفر قبل الإسلام.
· عِمِّية : الأمر الأعمى، أي الذي لا يستبين وجهه.
· لعَصَبة : عصبة الرجل أقاربه من جهة الأب سموا بذلك؛ لأنهم يعصبونه ويعتصب بهم أي يحيطون به ويشتد بهم.
· لا يتحاشى : لا يكترث بما يفعله فيها ولا يخاف وباله وعقوبته.
فوائد الحديث:
874. طاعة ولاة الأمور واجبة في غير معصية الله -عز وجل-.
875. فيه تحذير شديد لمن خرج عن المسلمين، وعن طاعة الإمام ، وفارق جماعة المسلمين، فإذا مات على هذه الحال، فقد مات على طريق أهل الجاهلية.
876. في الحديث دليل على أنه إذا فارق أحد الجماعة ولم يخرج عليهم، ولا قاتلهم أنا لا نقاتله لنرده إلى الجماعة ويذعن للإمام بالطاعة بل نخليه وشأنه.
877. في الطاعة ولزوم الجماعة الخير الكثير، والأمن والطمأنينية، وصلاح الأحوال.
المصادر والمراجع:
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1423 هـ.
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، محيي الدين يحيى بن شرف النووي - دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: الثانية، 1392.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، عبد الله بن عبد الرحمن البسام، مكتبة الأسدي، مكة، الطبعة الخامسة، 1423.
سبل السلام، محمد بن إسماعيل الصنعاني، الناشر: دار الحديث.
منحة العلام شرح بلوغ المرام، عبد الله الفوزان، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى، 1428.
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، علي بن سلطان القاري، الناشر: دار الفكر، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م.
من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه
الحديث: عن عرفجة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من أتاكم وأمرُكُم جَمِيْعٌ على رجل واحد، يُريد أن يَشُقَّ عَصَاكُم، أو يُفَرِّقَ جَمَاَعَتَكُم، فاقتُلُوهُ".
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
مضمون هذا الحديث في قتال أهل البغي ومن يريد تفريق كلمة المسلمين بعد اجتماعهم وإذعانهم لحاكم، وقد أفاد أنَّ المسلمين إذا اجتمعوا على خليفة واحد ثم جاءهم من يريد أن يعزِلَ إمامَهم الذي اتفقُوا على إمامته وجب عليهم وضع حد له ولو بقتله؛ دفعًا لشره وحقنًا لدماء المسلمين.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الْإِمَارَةِ - قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ.
راوي الحديث: عرفجة -رضي الله عنه-
التخريج: رواه مسلم.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· وأمركم جميع : كلمتكم مجتمعة على إمام واحد، وأنتم يد واحد.
· يشق عصاكم : أصل العصا الاجتماع والائتلاف، والمراد هنا أنه يريد تفريق جماعتكم التي اجتمعت على إمام واحد.
· فاقتلوه : أي حدًّا ودفعًا لِشَرِّه وتفريقه لكلمة المسلمين.
فوائد الحديث:
878. وجوب السمع والطاعة لولي أمر المسلمين، وتحريم الخروج عليه.
879. من خرج على إمام قد اجتمعت عليه كلمة المسلمين فإنه يجب قتله مهما كان كانت منزلته شرفا ونسبًا.
880. الحديث يشمل بظاهره ما إذا كان الخارج واحدا أو جماعة فإنهم يقتلون, لكن الجماعة إن كان لها شوكة ومنعة وخرج أفرادها بتأويل سائغ فهم بغاة, أما إن لم يكن لهم تأويل وأرادوا السيطرة على الحكم, فإن حكمهم حكم قطاع الطريق.
881. الحث على الاجتماع وعدم التفرق والاختلاف.
المصادر والمراجع:
صحيح مسلم؛ للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبد الباقي، دار عالم الكتب-الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام: تأليف عبد الله الفوزان-طبعة دار ابن الجوزي-الطبعة الأولى 1428.
توضيح الأحكام شرح بلوغ المرام: تأليف عبد الله البسام- مكتبة الأسدي –مكة المكرمة –الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام:تأليف الشيخ صالح الفوزان- عناية عبد السلام السليمان - مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى.
فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للشيخ ابن عثيمين- المكتبة الإسلامية القاهرة- تحقيق صبحي رمضان وأم إسراء بيومي- الطبعة الأولى 1427.
المفاتيح في شرح المصابيح، الحسين بن محمود بن الحسن المشهورُ بالمُظْهِري - تحقيق ودراسة: لجنة مختصة من المحققين بإشراف: نور الدين طالب - دار النوادر، وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية- الطبعة: الأولى، 1433 هـ - 2012 م.
بلوغ المرام من أدلة الأحكام، لابن حجر، دار القبس للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1435 هـ - 2014 م.
من قتل معاهدًا لم يَرَحْ رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عامًا
الحديث: عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قَتَلَ مُعَاهَدًا لم يَرَحْ رَائحَةَ الجنة، وإن رِيْحَهَا تُوجَدُ من مَسِيرَة أربعين عامًا».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
أفاد الحديث أن من قتل معاهدًا بغير حق، والمعاهد هو من دخل أرض الإسلام بعهد وأمان، أو كان من أهل الذمة، من الكفار، لم يمكنه الله من دخول الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة، وهذا دلالة على بعده عنها، وهو يفيد حرص الإسلام على الحفاظ على الدماء المعصومة من المعاهدين والذميين، وأن قتلهم بغير حق من كبائر الذنوب.
___________________________
راوي الحديث: عبد الله بن عَمْرِو بن العاص -رضي الله عنهما-
التخريج: رواه البخاري.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· معاهدًا : المعاهد هو الذمي الذي أعطي عقدًا مستمرًا للبقاء في دار الإسلام على أن يدفع الجزية مقابل حمايته والتزام أحكام الإسلام، كما يشمل أيضًا الكافر الذي بين دولته ودولة المسلمين عهد وهدنة بترك القتال.
· يَرَحْ : بفتح الياء والراء: لَمْ يَجِدْ.
· رائحة الجنة : الرائحة: النسيم، ورائحة الجنة: ريح نسيمها الطيب العَطِر.
· من مسيرة أربعين عاما : أي إن ريح الجنة وطيبها يجده المؤمن يوم القيامة من مسافة سير أربعين عامًا.
فوائد الحديث:
882. تحريم قتل المعاهد، وأنه كبيرة من كبائر الذنوب؛ لأنه رتب عليه حرمانه من دخول الجنة في ظاهر الحديث.
883. جاء في بعض روايات الحديث بأن القتل "بغير جرم"، و"بغير حق"، وهذا التقييد معلوم من قواعد الشرع.
884. وجوب الوفاء بالعهد.
885. إثبات أن للجنة رائحة.
886. أن ريح الجنة يوجد من مسافات بعيدة.
المصادر والمراجع:
صحيح البخاري -الجامع الصحيح-؛ للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عناية محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422هـ.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام: تأليف عبد الله الفوزان، طبعة دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى 1428.
توضيح الأحكام شرح بلوغ المرام: تأليف عبد الله البسام، مكتبة الأسدي، مكة المكرمة، الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام: تأليف الشيخ صالح الفوزان، عناية عبد السلام السليمان، مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى.
فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للشيخ ابن عثيمين، المكتبة الإسلامية القاهرة، تحقيق صبحي رمضان وأم إسراء بيومي- الطبعة الأولى 1427.
سبل السلام، لمحمد بن إسماعيل الصنعاني، دار الحديث، بدون طبعة وبدون تاريخ.
بلوغ المرام من أدلة الأحكام، لابن حجر، دار القبس للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1435 هـ - 2014 م.
لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الراشي والمرتشي في الحكم
الحديث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «لَعَن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرَّاشِي والمُرْتَشِي في الحُكْم».
درجة الحديث: صحيح.
المعنى الإجمالي:
لما كانت حقيقة الرشوة بذل المال ليتوصل به إلى باطل, دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالطرد والإبعاد من رحمة الله على معطيها وآخذها؛ لما فيها من أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع, والرشوة محرمة مطلقًا, وجاء تخصيصها بالحكم في الحديث؛ لأن الرشوة لأجل الحكم أعظم لما في ذلك من تبديل حكم الشرع, بأن يعطى القاضي ما يكون له أثر في تغيير الحكم أو تخفيفه واعتباره في صالح الراشي.
___________________________
موضوعات الحديث الفرعية الأخرى: الأَقْضِيَة - الأحْكَامِ.
راوي الحديث: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي -رضي الله عنه-
التخريج: رواه الترمذي وأحمد.
مصدر متن الحديث: بلوغ المرام.
معاني المفردات:
· لعن : حقيقة اللعن الطرد والإبعاد عن رحمة الله -تعالى-.
· الراشي : هو الذي يبذل المال -ونحوه من المنافع-؛ ليتوصل به إلى إبطال حق، أو الوصول إلى باطل، وهو مأخوذٌ من الرشا، وهو الحبل الذي يتوصل به إلى الماء في البئر, والرشوة: بكسر الراء وضمها: هي بذل المال ليتوصل به إلى باطل.
· المرتشي : آخذ الرشوة، وهو الحاكم الَّذي يأخذ الرشوة؛ ليحكم بإسقاط حقٍّ، أو إثبات باطل.
· في الحكم : في القضاء.
فوائد الحديث:
887. يَحْرُمُ بذل الرشوة، وأخذُهَا، والتوسُّطُ فيها، والإعانةُ عليها؛ لما فيها من التعاون على الباطل.
888. الرشوة من كبائر الذنوب؛ لأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعن آخذها ومعطيها، واللعنُ لا يكون إلاَّ على كبيرةٍ من كبائر الذنوب، وقد أجمع العلماء على تحريمها.
889. الرشوة في باب القضاء والحكم أعظم جرمًا, وأشد إثمًا؛ لما فيها من أكل أموال النَّاس بالباطل وتغيير حكم الله -تعالى-، والحكم بغير ما أنزل الله؛ وآخذها قد ظَلَمَ بأخذها نفسه، وظَلَمَ المحكومَ له، وظَلَمَ المَحكومَ عليه.
المصادر والمراجع:
- سنن الترمذي، تأليف: محمد بن عيسى الترمذي، تحقيق أحمد شاكر وغيره، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، الطبعة: الثانية، 1395 هـ.
- مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2001م.
- توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
- تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، تأليف: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة: الأولى، 1427 ه - 2006 م.
- فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام لمحمد بن صالح بن محمد العثيمين، تحقيق: صبحي بن محمد رمضان، وأُم إسراء بنت عرفة، ط1، المكتبة الإسلامية، مصر، 1427هـ.
- منحة العلام في شرح بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن صالح الفوزان، الناشر: دار ابن الجوزي الطبعة: الأولى ، 1427 هـ - 1431 هـ.
- تيسير العلام شرح عمدة الأحكام, عبد الله بن عبد الرحمن البسام, تحقيق محمد صبحي حلاق, مكتبة الصحابة، الإمارات - مكتبة التابعين، القاهرة الطبعة العاشرة، 1426 هـ - 2006 م.
- سبل السلام شرح بلوغ المرام، تأليف: محمد بن إسماعيل بن صلاح الصنعاني، الناشر: دار الحديث, بدون طبعة وبدون تاريخ.
- بلوغ المرام من أدلة الأحكام، لابن حجر، دار القبس للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1435 هـ - 2014 م.
- صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، ط3، المكتب الإسلامي، بيروت، 1408هـ.