كثُر في هذا الزمان خوضُ الناس في موقف الدين الإسلامي من العدوان على الآخرين، أو ما يُسمى في وقتنا الحاضر بالإرهاب، وأكثر مَن يخوضون في ذلك يخوضون فيه بلا علم، عمدتُهم في ذلك ما يُنشر في وسائل الإعلام من أخبار يتلقَّونها بلا تمحيص ولا تدقيق، وبدون تأكد هل لتلك الاتهامات حقيقةٌ وأساسٌ في أصول الدين الإسلامي أم لا، وهل الذين قاموا بتلك المواقف العدوانية يمثلون الإسلام أم يمثلون أنفسهم، وهل تصرفاتهم -إن كانوا من المسلمين- مستندةٌ لمنابع ومصادر الدين الإسلامي، أم أنها تصرفات فردية، ومصادر الدين الإسلامي منها بَراء.
والحق أن الواجب على الإنسان المنصف المثقف الذي يريد أن يعرف عن علم ما هو موقفَ الإسلام من الإرهاب أن يرجع إلى مصادر الدين الإسلامي، وليس إلى تصرفات بعض المنتسبين إليه، ولا أن يُسلِم عقله لوسائل الإعلام، لأن البشر -بطبيعتهم- يُصيبون اليوم ويخطئون غدًا، أما مصادر الدين الإسلامي فهي ثابتة لا تتغير.
وهذا البحث يبين موقف الدين الإسلامي من الإرهاب من خلال مصادر الدين الإسلامي ومن خلال تاريخ الإسلام أيضا، كما يبين أن المتهِمين للإسلام بالإرهاب هم الإرهابيون في الحقيقة، اعتمادا على وقائع تاريخية معلومة.