الوصف المفصل
- مختصر
الكلام في شرح نواقض الإسلام
- مُقدِّمة
- تمهيد
- الشرك في العبادة
- من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعاً
- من لم يكفِّر المشركين أوشك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر
- من اعتقد أن هدي غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضِّـل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر
- من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو عمل به
- من استهزأ بشيء من دين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو ثوابه أو عقابه كفر
- السِّحر ومنه الصرف والعطف فمن فعله أو رضي به كفر
- مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين
- من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر
- الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به
- الخاتمة
مختصر الكلام في شرح نواقض الإسلام
ناصر بن سعيد السيف
مُقدِّمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فإن معرفة المسلم بالأمور الشائعة الناقضة لإسلامه وإيمانه هو أوجب الواجبات حتى لا يذهب عنه ما خُلق لأجله وبه نجاته في الدنيا والآخرة ألا وهو دينه وتوحيده. وإن من أنفع ما كُتب في هذا المجال مختصر كتاب: «نواقض الإسلام» للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى.
ولشدة الحاجة إلى العلم بهذه النواقض كتبتُ وجمعتُ بعض شروحات هذه النواقض وما يتعلق بها مختصراً وسميتها: «مختصر الكلام في شرح نواقض الإسلام»([1]).
نسأل الله العلي القدير أن يرزقنا علماً نافعاً وإيماناً صادقاً وعملاً متقبلاً ودعاءً مستجاباً ومبادرةً للأعمال الصالحات وتركاً للمنكرات وصلى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه الفقير إلى عفو ربه القدير
أبو خلاد ناصر بن سعيد بن سيف السيف
غفر الله له ولوالديه وجميع المسلمين
تمهيد
* تعريف النواقض: «جمع ناقض اسم فاعل من نقض الشيء إذا حلّه وهدمه وأفسده».
* تعريف الإسلام: «هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله».
* التوحيـد: «هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة».
* أهمية نواقض الإسلام عند الفقهاء: «العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة يبوِّبون في كتب الفقه باباً يسمونه باب حكم المرتد ويذكرون فيه صور الكفر وأنواعه الاعتقادية والقولية والفعلية التي يكفر متلبسها بعد إسلامه».
* سبب ذكر المؤلف عشرة نواقض للإسلام فقط:
1- لأنها أكثر النواقض وقوعاً.
2- لأنها أشد النواقض خطراً.
* قاعدة مهمة: «من وقع في مكفِّر أو مبدِّع أو مفسِّق فلا يقع الحكم عليه حتى تتوفر الشروط وتنتقي الموانع».
* شروط التكفير والتبديع والتفسيق:
العقل – البلوغ – العلم – الاختيار – عدم التأويل – القصد.
* موانع التكفير والتبديع والتفسيق:
الجنون – الصغر – الجهل – الإكراه – وجود التأويل – الخطأ.
* الضرورات الخمس التي يجب المحافظة عليها:
1- الدين.
2- النفس.
3- العقل.
4- حفظ الأموال.
5- حفظ الأنساب والأعراض.
* تعريف الردة: «المرتد: هو الذي يرجع عن دينه إما بقول أو باعتقاد أو بفعل أو بشك».
* أصول الردة:
1- قول الكفر والشرك من غير إكراه.
2- اعتقاد الكفر والشرك.
3- فعل الكفر والشرك.
4- الشك في الدين وما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
* الردة بالقول: «كأن يتكلم بلفظ الكفر والشرك غير مُكره سواء كان جاداً أو هازلاً أو مازحاً فإذا تكلم بالكفر فإنه يحكم عليه بالردة إلا إذا كان مُكرهاً».
* الردة بالاعتقاد: «أن يعتقد الإنسان بقلبه ما يناقض الإسلام مثل المنافقين».
* الردة بالفعل: «كأن يذبح لغير الله فإذا ذبح لغير الله خرج عن دين الإسلام وارتد لأنه عبد غير الله لأن الذبح عبادة».
* الردة بالشك: «الشك التردد فإذا شك في قلبه هل ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - صحيح أو غير صحيح؟ هل هناك بعث أم لا ؟ فهذا يكفر بشكه ولو كان يصلي ويصوم ويعمل ما يعمل».
* الناس في نواقض الإسلام على ثلاثة أقسام:
الأول: الذين يغالون في التكفير والحكم على الناس بالكفر ويكفِّرون الناس من غير رويَّة أو فقه أو معرفة وهذا مبدأ الخوارج.
الثاني: المرجئة الذين يقولون الإيمان بالقلب ولم يدخلوا فيه العمل ويقولون: لا يضر مع الإيمان معصية ولا ينفع مع الكفر طاعة.
الثالث: أهل السُّنة والجماعة وهم وسط بين مذهب الخوارج ومذهب المرجئة فيجمعون بين النصوص ويقولون: إن الكفر في القرآن والسُّنة ينقسمان إلى قسمين: كفر أكبر وكفر أصغر وشرك أكبر وشـرك أصغر والذنوب التي دون الشرك لا يكفر صاحبها في الدنيا وهي تحت المشيئة في الآخرة.
* فوائد مهمة:
1- من عبد الله بالخوف فقط فهو خارجي ومن عبد الله بالرجاء فقط فهو مرجئ ومن عبد الله بالحب فقط فهو صوفي ومن عبد الله بالخوف والرجاء والحبة فهو موحد سني.
2- لا فرق بين نواقض الإسلام ونواقض الإيمان ولكن قد يكون الإنسان مسلماً بلسانه فقط وباطنه فيه الكفر وهذا هو المنافق.
3- الجهل يختلف فإذا كان الجاهل لا يمكنه أن يتعلم فإنه يعذر حتى يجد من يعلمه كالذي يعيش في بلاد منقطعة عن بلاد المسلمين وما فيها إلا الكفار فهذا يعذر بالجهل وأما الذي يعيش بين المسلمين وفي بلاد المسلمين ويسمع القرآن ويسمع الأحاديث وكلام أهل العلم فهذا لا يعذر بالجهل.
4- الكفر أعم من الشرك لأن الكافر قد يكون جاحداً للرب سبحانه وتعالى وأما المشرك فإنه يؤمن بالرب ولكنه يشرك معه غيره فبين الكفر والشرك عموم وخصوص فكل مشرك كافر وليس كل كافر مشرك.
5- الإكراه يختلف باختلاف مواقعه ولكن الإكراه الذي يعذر به هو الذي لا يمكن التخلص منه بشرط أن يكون قلبه مطمئناً بالإيمان.
الناقض الأول
الشرك في العبادة
* تعريف الشرك: «هـو جعـل شريك لله تعالى في ربوبيته وإلهيته والذي يغلب الإشراك فيه الألوهية».
* تعريف العبادة: «هي اسم جامـع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة».
* العبادة لا تصح إلا بشرطين:
1- الإخلاص لله عز وجل.
2- موافقة سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
* ضابط مهم: «من صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله فهو مشرك».
* الشرك نوعان:
1- الشرك الأكبر: لا يغفره الله إلا بالتوبة وصاحبه إن لقي الله به فهو في النار خالداً فيها أبد الآبدين.
2- الشرك الأصغر: هو ما ورد في الشرع أنه شرك ولم يصل إلى الشرك الأكبر ولا يخرج مرتكبه من الإسلام لكنه ينقص توحيده وهو وسيلة إلى الوقوع في الشرك الأكبر وعدَّه الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى فوق رتبه الكبائر.
* مدار الشرك الأكبر على أربعة أنواع:
1- شرك الدعوة: وهو أن يدعو العبد غير الله بصرف دعاء العبادة أو المسألة.
2- شرك النية والإرادة والقصد: وهو أن يقصد ويريد بعمله أصلاً غير الله.
3- شرك الطاعة: وهو مساواة غير الله بالله في التشريع والحكم.
4- شرك المحبة: وهو أن يحب مع الله غيره كمحبته لله أو أشد من ذلك.
* أقسام المحبة:
1- محبة الله ولا تكتفي وحدها في النجاة من عذابه والفوز بثوابه.
2- محبة ما يحب الله وهذه هي التي تدخله في الإسلام وتخرجه من الكفر.
3- الحب لله وفيه وهي من لوازم محبة ما يحب الله ولا يستقيم محبة ما يحب الله إلا بالحب فيه وله.
4- المحبة مع الله وهي المحبة الشركية وكل من أحب شيئاً مع الله لا لله ولا من أجله ولا فيه فقد اتخذه نداً من دون الله.
* الشرك الأصغر ينقسم إلى قسمين:
1- شرك ظاهر: وهو ما يقع في الأقوال والأفعال.
2- شرك خفي: وهو الشرك في النيات والإرادة والمقاصد.
* الشرك الخفي ينقسم إلى قسمين:
1- رياء المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار.
2- رياء المسلمين.
* قال الإمام ابن القيم رحمه الله في الشرك الخفي -رياء المسلمين-: «فذلك البحر الذي لا ساحل له وقلَّ من ينجو منه» .
* إذا خالط العمل الرياء له ثلاث حالات:
- الحالة الأولى: أن الباعث من الأصل مراءاة الناس:
فهذا شرك والعبادة باطلة.
- الحالة الثانية: أن تكون نيته لله ثم طرأ عليه الرياء:
وهذا له حالان:
1- أن يجاهد نفسه ولا يسترسل مع الرياء ولا يسكن إليه فهذا لا يؤثر عليه.
2- أن يطمئن للرياء ويسترسل معه ولا يدافعه فحكم العبادة على أمرين وهما:
الأول: إذا كان لا يبنى آخرها على أولها.
فالأول صحيح وما دخله الرياء باطل.
مثال: رجل تصدق بمائة ريال وهو مخلص ثم رأى شخصاً فتصدق مائة ريال أخرى فالأولى صحيحة والثانية باطلة.
الثاني: إذا كان يبنى آخرها على أولها.
فهذه العبادة باطلة.
مثال: رجل صلَّى وأثناء الصلاة طرأ عليه الرياء واسترسل معه إلى نهاية الصلاة فالعبادة كلها باطلة.
- الحالة الثالثة: ما يطرأ بعد انتهاء العبادة:
فهذا لا يؤثر عليها شيئاً.
مثال: سماع المدح والثناء والسرور به لا شيء في ذلك بل هو عاجل بشرى المؤمن كما جاء في صحيح مسلم.
* مسألة مهمة: قد يكون الامتناع من عمل الخير خشية الرياء فقد روى البيهقي في شعب الإيمان من حديث محمد بن عبد ربه قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: «ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما».
* الفروق بين الشرك الأكبر والأصغر:
الشرك الأكبر - الشرك الأكبر يخرج من الملة. - الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال. - الشرك الأكبر يحل الدم والمال. - صاحب الشرك الأكبر يخلد في النار. | الشرك الأصغر - الشرك الأصغر لا يخرج من الملة. - الشرك الأصغر لا يحبط جميع الأعمال. - الشرك الأصغر لا يحل الدم والمال. - صاحب الشرك الأصغر لا يخلد في النار. |
الناقض الثاني
من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعاً
* من قال لا بد من واسطة بين الله وبين خلقه فإنه يسأل: ما مقصوده بالواسطة؟.
إن كان مقصوده: أنه لا بد من واسطة في تبليغ الرسالة فيما بيننا وبين الله فهذا صحيح ولا بد منها ومن أنكرها كفر بالإجماع وهناك واسطة من أثبتها فقد كفر بالإجماع وهي أن يتخذ واسطة بينه وبين الله يدعوهم ويطلب منهم الشفاعة ويتوكل عليهم لأنه لا واسطة بين الله وعباده في العبادة.
* مسائل مهمة:
1- ذكر القرآن ما يدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وعدم جعل الوسائط بينه وبين خلقه.
2- الذي يتخذ الوسائط ويعتقد أنها سبب ولا يدعوها ولا يذبح ولا ينذر لها ويعتقد أن العبادة لله وحده ولا يعبد إلا الله ولكن يتخذ الوسائط على أنها سبب تقرِّبه إلى الله بزعمه ويسأل الله بجاههم وحقهم فعمله هذا بدعة ووسيلة إلى الوقوع في الشرك الأكبر وقد تقرر: أن من اتخذ سبباً لم يدل عليه الشرع ولا القدر فهذا شرك أصغر وإن اعتقد بذاته كان شركاً أكبر.
3- الدولة الفاطمية الشيعية الباطنية في مصر هي أول من بنى على القبور كما قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
* شبهات وردود:
1- الشبهة الأولى: أن من اتخذوا الواسطة بينهم وبين الله يستدلون بقوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] {المائدة: 35} وبقوله تعالى: [أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا] {الإسراء: 57} وفسَّروا الوسيلة بأن تجعل بينك وبين الله واسطة من الخلق.
الجواب: التفسير باطل لم يقل به أئمة التفسير بل أئمة التفسير فسَّروا الوسيلة بأنها الطاعة والتقرب إلى الله بعبادته وحده لا شريك له.
2- الشبهة الثانية: أنهم يتخذون الوسائط بينهم وبين الله من باب التعظيم لله فإن الله عظيم ولا يتوصل إليه إلا بالوسائط.
الجواب: أنهم قاسوا على ملوك الدنيا وهذا أمر باطل وأن قياس الله على البشر تنقُّص لله تعالى وأن ملوك الدنيا في الغالب لا يريدون الخير ولا يعطون الطلب إلا مع التثاقل وأن ملوك الدنيا فقراء ينفد الذي عندهم وقد لا يكون عندهم شيء.
3- الشبهة الثالثة: الوسائط رجال صالحون ولهم مكانة عند الله سبحانه وتعالى فنحن نسأل بهم لأننا مذنبون وهؤلاء رجال صالحون.
الجواب: أن صلاح الآخرين وعمل الآخرين ليس لك فيه استحقاق وعملهم لهم وأنت لا ينفعك إلا عملك فإذا لم يكن لك عمل فهؤلاء لا ينفعونك.
4- الشبهة الرابعة: وهي شبهة عريضة عندهم أن عمر رضي الله عنه توسل بالعباس رضي الله عنه في الاستسقاء وفيه دليل على أن اتخاذ الوسائط جائز.
الجواب: أن عمر توسل بدعاء العباس ولم يتوسل بذات العباس أو بجاهه وأن الأصل في طلب الدعاء من الصالحين الأحياء الحاضرين أمر مشروع.
* التوسل ينقسم إلى قسمين:
1- توسل جائز: وينقسم إلى قسمين وهما:
أ - توسل إلى الله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى.
ب- توسل بدعاء الصالحين الأحياء الحاضرين.
2- توسل ممنوع: وهو التوسل إلى الله بجاه الشخص أو بحق الشخص على الله أو بذات الشخص وهذا توسل مبتدع ومحرم وهو وسيلة من وسائل الوقوع في الشرك الأكبر.
* الشفاعة ملك لله عز وجل وليست ملكاً لغيره ولا تكون إلا بشرطين:
1- أن يأذن الله بها.
2- أن يكون المشفوع فيه من أهل التوحيد ولا يكون مشركاً.
* الشفاعة شفاعتان وهي:
1- شفاعة منفية: وهي التي تُطلب من غير الله.
2- شفاعة مثبتة: وهي التي تُطلب من الله ولا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص وهي مقيدة بأمرين هما:
1- إذن الله للشافع.
2- رضا الرب عن المشفوع له.
الناقض الثالث
من لم يكفِّر المشركين أوشك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر
* من لوازم التوحيد:
1- الكفر بالطاغوت.
2- الإيمان بالله عز وجل.
وهذا معنى كلمة التوحيد «لا إله إلا الله»: لا معبود بحق إلا الله .
* قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: «وصفة الكفر بالطاغوت: أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتكفِّر أهلها وتعاديهم».
* قال القاضي عياض رحمه الله: «ولهذا نكفّر من دان غير ملة المسلمين من الملل أو شك فيهم أو شك أو صحح مذهبهم وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقد إبطال كل مذهب سواه فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك».
* الكافر بالله تعالى لا يخلو من حالين:
1- أن يكون كافراً أصلياً كاليهودي والنصراني وغيرهم فهذا كفره ظاهر وجلي ومن لم يكفِّره أوشك في كفره أو صحح مذهبه فقد كفر وخرج من ملة الإسلام.
2- أن يكون مسلماً فارتكب ناقضاً يخرجه من الإسلام مع زعمه ببقائه على الإسلام فإن كان ما ارتكبه من النواقض صريحاً ومحل إجماع عند أئمة الإسلام فلا يخلو الممتنع من تكفيره من حالين:
1- أن ينكر ما وقع فيه من نواقض الإسلام فهذا حكمه بعد توفر الشروط وانتفاء الموانع.
2- أن يقر بكون ما وقع فيها من نواقض الإسلام ولكنه يحترز من الحكم عليه لاحتمال ورود المانع من تكفيره.
* ينبني على تكفير الكفار أحكام كثيرة ومنها:
1- يجب بغض الكفار ومعاداتهم وعدم موالاتهم حتى ولو كانوا من أقرب الناس.
2- إذا مات المشرك أو الكافر فإن المسلم لا يتولى جنازته إلا إذا لم يوجد من يدفنه من الكفار وإنه يوارى في التراب ولا يدفن في مقابر المسلمين.
3- المسلم لا يرث الكافر والكافر لا يرث المسلم لأن الله قطع الصلة بينهما.
4- لا يجوز أن يتزوج الكافر من المسلمة خشيةً على دينها منه لأنها تحت سلطانه.
5- البراءة من الكفار ووجوب الهجرة على المسلم من بلادهم إذا لم يقدر على إظهار دينه.
6- لا يُصدَّرون في المجالس ولا يفسح لهم في الطريق.
7- عدم تمكينهم من دخول الحرم المكي.
8- يلزم ولي أمر المسلمين إخراجهم من جزيرة العرب.
9- عدم الثناء عليهم ومدحهم لأن الله تعالى ذمهم فهم أعداء الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
10- تحريم التشبه بهم في لباسهم وعائداتهم الخاصة بهم لأن التشبه بهم في الظاهر يدل على محبتهم في الباطن.
* الأحكام التي يجوز مزاولتها مع الكفار:
1- التعامل معهم في التجارة.
2- الاستفادة من خبراتهم وعلمهم الدنيوي استئجارهم للقيام بأعمال ليست عند المسلمين.
3- التعاقد معهم بالمعاهدات إذا كان في ذلك مصلحة للإسلام والمسلمين.
4- مكافأتهم إذا أحسنوا إلينا.
5- أن نقسط ونعدل في الحكم عليهم وندعوهم للإسلام.
* مسألة مهمة: «من قال إن اليهود والنصارى إخواننا فإن يكفِّر بذلك إلا إذا كان القائل جاهلاً فإنه يُبين له فإن أصر يُحكم بكفره وأما إذا تاب تاب الله عليه».
الناقض الرابع
من اعتقد أن هدي غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضِّـل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر
* قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: «إن من الكفر الأكفر المستبين تنزيل القانون اللعين منزلة ما نزل به الروح الأمين على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين».
* قال سليمان بن سحمان رحمه الله: «فلو اقتتلت البادية والحاضرة حتى يذهبوا لكان أهون من أن ينصبوا في الأرض طاغوتاً يحكم بخلاف شريعة الإسلام التي بُعث بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ».
* مسألة مهمة: «من زعم أن الزمان قد تغير وأن حكم الكتاب والسُّنة كان في زمان قد مضى وأن الحال في الوقت الحاضر يقتضي أن يُؤتى بحكم يناسب الوقت الحاضر فهذه ردة عن دين الإسلام».
الناقض الخامس
من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو عمل به
* الذي أنزل الله على قسمين:
1- القرآن وهذا هو الوحي الأول والمصدر الأول من مصادر الإسلام.
2- السُّنة التي جاء بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأنها وحي من الله جل وعلا.
* الذين يبغضون ما أنزل الله على فريقين:
1- الكفار الأصليون.
2- الذين يدَّعون الإسلام وهم المنافقون.
* مسألة مهمة: «مما ينبغي التنبيه عليه أن كثيراً من الناس قد تبين له حكم شرعي بالدليل فلا يقبل لسوء الطريقة في البيان أو أن هناك خلافات شخصية فهذا لا يسمى مبغضاً لما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكن إن جاء آخر بحُسن طريقة في البيان فلم يقبل فهذا فيه دليل على نفاقه في الباطن وبغضه بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الظاهر وقد وقع في ناقض من نواقض الإسلام».
الناقض السادس
من استهزأ بشيء من دين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو ثوابه أو عقابه كفر
* ضابط الاستهزاء: «ليس له قليل فقليله كثير والعياذ بالله فكل ما كان استهزاءً وسخريةً فهو كفر حتى الإشارة بالشِّفة واليد والعين يعتبر من الاستهزاء ولو لم يتكلم».
* حكم الاستهزاء: «الاستهزاء بشيء مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - كفر بإجماع المسلمين ولو لم يقصد حقيقة الاستهزاء كما لو كان هازلاً أو مازحاً».
* الاستهزاء على نوعين:
1- الاستهزاء الصريح كالقول أو الفعل ونحو ذلك.
2- الاستهزاء غير الصريح كالغمز باليد وإخراج اللسان عند قراءة القرآن.
* الاستهزاء وسب الصحابة:
1- ما هو كفر وردة بالإجماع كالاستهزاء بهم أو سبهم بالجملة أو اتهامهم بالنفاق أو الردة.
2- ما ليس بكفر ولكن صاحبه يستحق التفسيق والتعزير والزجر كالاستهزاء بقلة الفهم واتهام بعضهم بالجبن أو البخل أو قلة العلم ونحو ذلك.
* الاستهزاء بأهل العلم والصلاح:
1- السخرية والاستهزاء بأشخاصهم كالاستهزاء بصفتهم الخَلْقية أو الخُلَقية فهذا النوع محرم.
2- السخرية والاستهزاء لأجل صلاحهم وعلمهم ودينهم فهذا النوع كفر وردة لأن المقصود منه استهزاء بالدين الذي يحملونه.
الناقض السابع
السِّحر ومنه الصرف والعطف فمن فعله أو رضي به كفر
* تعريف السِّحر: «السِّحر في اللغة: عبارة عن الشيء الخفي ولهذا يقول العلماء: السِّحر ما خُفي ولطف سببه».
* السِّحر في الشرع ينقسم إلى قسمين:
1- حقيقي: عبارة عن عمل يؤثر في الأبدان أو في القلوب منه ما يقتل ومنه ما يُمرض.
2- التخييلي: ما يؤثر في الأبصار والأنظار فترى الشيء على خلاف ما هو عليه.
* حكم السِّحر: «تعلم السِّحر وتعليمه والعمل به والرضا على ذلك كفر».
* قال ابن هبيرة رحمه الله: «أجمعوا على أن السِّحر له حقيقة إلا أبا حنيفة فإنه قال: لا حقيقة له».
* حقيقة السِّحر: «الحق أن للسحر حقيقة والأدلة والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين وسلف الأمة كثيرة جداً».
* السِّحر يدخل في الشرك من جهتين:
1- استخدام الجن والشياطين والتقرب إليهم من دون الله بما يريدونه.
2- ادِّعاء علم الغيب ومنازعة الله في خصوصيته.
الناقض الثامن
مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين
* أنواع موالاة الكفار: «المظاهرة والنصرة والمحبة بالقلب والثناء والمدح وغير ذلك».
* التولي على قسمين:
1- توليهم من أجل دينهم وهذا كفر مخرج من الملة.
2- توليهم من أجل طمع الدنيا مع بغضهم وبغض دينهم وهذا محرم وليس بكفر.
* مسألة: الاستعانة بالكفار على قتال الكفار:
اختلف فيها أهل العلم:
1- منهم من منع مطلقاً .
2- منهم من أجاز بقيود وشروط منها: الحاجة إليهم وأمن مكرهم وخيانتهم بالمسلمين.
* مسألة: الاستعانة بالكفار على قتال المسلمين:
منع ذلك أكثر العلماء وجماهيرهم: فإن كان في قتال هؤلاء البُغاة من المسلمين مما يقوي شوكة الكفار على المسلمين ويظهرهم عليهم فهذا داخل في قوله تعالى: [وَمَنْ يَتَوَلَّهمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ] {المائدة:51}. وأما الاستعانة بهم دون ذلك في الحكم فلا يصل إلى الكفر والردة والخروج من الملة.
الناقض التاسع
من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر
* هل الخضر نبي أم ولي؟
اختُلف على قولين:
القول الأول: أنه نبي لأن هذه الخوارق من المعجزات التي لا تكون إلا لنبي وهو الصحيح وهو اختيار شيخنا الشيخ خالد بن عبدالعزيز الهويسين حفظه الله تعالى.
القول الثاني: أنه ولي وليس بنبي وهذه الأمور كرامات من كرامات الأولياء.
* هل الخضر حي أم ميت؟
«الذي تدل عليه الأدلة الصحيحة أنه ميت وهذا هو الحق وأما من يقول إنه حي فليس له دليل صحيح صريح».
* لماذا لم يتَّبع الخضر موسى عليه السلام؟
«لأن موسى عليه السلام ليست رسالته عامة بل رسالته خاصة لبني إسرائيل ولم يُرسل للناس كافة».
* ملاحظة هامة: «لا يقال أن الخضر خرج عن شريعة موسى لأنه لم يكن من أمة موسى أصلاً حتى يقال أنه خرج».
* الخروج عن شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -: «الذي يخرج عن الشرع أو عن شيء منه ويستحل ذلك فإنه يكفر والذي يخرج ولا يستحل الخروج فهذا ضال ليس بكافر».
الناقض العاشر
الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به
* مسألة مهمة: «الإعراض إذا كان عن تعلم أصول الدين والعقيدة وعدم الرغبة فيها فهذا ناقض من نواقض الإسلام وأما إذا كان الإعراض عن تعلم تفاصيل الدين وتفاصيل الأحكام بسبب الكسل أو عدم التفرغ لذلك فهذه معصية ولا يُعد ناقضاً من نواقض الإسلام».
* قال الإمام ابن القيم رحمه الله: «كفر الإعراض بأن يُعرض بسمعه وقلبه عن الرسول لا يصدقه ولا يكذبه ولا يواليه ولا يعاديه ولا يُصغي إلى ما جاء به البتة».
@ @ @
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني
اللهم اغفر لي جدِّي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي
اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم انفعني بما علَّمتني وعلِّمني ما ينفعُني وارزقني علماً
ينفعُني وزدني علماً
والحمد لله على كل حال وأعوذ بالله من حال أهل النار
سبحانك اللهم وبحمدك أشهدُ أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه الفقير إلى عفو ربه القدير
أبو خلاد ناصر بن سعيد بن سيف السيف
غفر الله له ولوالديه وجميع المسلمين
24/4/1429هـ
([1]) استفدت في تحضير هذه المادة من عدة مراجع وفي مقدمتها كتاب: «دروس في شرح نواقض الإسلام» لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى وكتاب: «التبيان في شرح نواقض الإسلام» لفضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله تعالى وكتاب: «الإعلام بتوضيح نواقض الإسلام» لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي حفظه الله تعالى، وقد اعتمدت غالباً على مواضيع هذه الكتب والتعليق عليها والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.