الوصف المفصل
- من مظاهر العناية بالقرآن الكريم في المملكة العربية السعودية
- الطباعة المبكرة للقرآن في المملكة العربية السعودية
- مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
- تسجيل تلاوة القرآن الكريم
- الترجمات
- الخاتمة
عناية المملكة العربية السعودية بطبع القرآن الكريم وتسجيل تلاوته وترجمة معانيه ونشره
إعداد
أ.د محمد سالم بن شديد العوفي
الأمين العام
لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
عناية المملكة العربية السعودية بطبع القرآن الكريم وتسجيل تلاوته وترجمة معانيه ونشره
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد
يُعَدُّ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية منهج حياة، ونظام حكم، ومصدر استلهام، قامت به، ونهضت وتفوقت بهديه، فمنذ أن تفتحت عينا الملك عبد العزيز على الحياة، كان الدرس الأول الذي وعاه في صباه هو القرآن، تلاوة وتدبراً وحفظاً، وظل ملازماً له طوال حياته في عسره ويسره، فرحه وحزنه، سفره وإقامته، حربه وسلمه، يبدأ يومه بالقرآن، ويختمه بالقرآن، لم تـُضْعِف صلته به أبهة ملك، ولا عظمة سلطان، بل كان كلما اتسع ملكه، وقوي سلطانه تَرْقَى وتَقْوى صلته بالقرآن. طالما سكب العبرات وهو يتلوه تلاوة الخاشع المتبتل المتدبر؛ خوفاً من الله، ورجاء في ثوابه.
ربّى أبناءه على حب القرآن والتمسك به، وتعهده بالتلاوة والحفظ، وقد كان يوماً عظيماً ذلك الذي يختم فيه أحد أبنائه قراءة القرآن، فيحتفي به احتفاء عظيماً.
ففي صباح يوم السبت الرابع من رجب عام 1353ه احتفل في الرياض بختم قراءة القرآن لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان.
وفي يوم الثلاثاء الرابع عشر من رجب عام 1358ه أقيم احتفال في مدرسة الأمراء بختم صاحب السمو الملكي الأمير متعب لقراءة القرآن، وقد قرأ في الحفل آخر جزء بقي عليه، وألقى خطبة بهذه المناسبة، كما خطب أيضاً في الحفل أصحاب السمو الملكي الأمراء: عبد المحسن، ومشعل، وسلطان.
وفي يوم الاثنين التاسع عشر من رمضان عام 1359ه، احتفلت مدرسة الأمراء بختم الأمير محمد بن أحمد بن الإمام عبد الرحمن تلاوة القرآن الكريم.
وفي صباح يوم الاثنين الرابع عشر من رجب عام 1361ه، احتفلت مدرسة الأمراء بختم صاحب السمو الملكي الأمير بدر لقراءة القرآن الكريم، ورعى الحفل ولي العهد -في ذلك الوقت- صاحب السمو الملكي الأمير سعود، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير ناصر -أمير الرياض في ذلك الوقت-، وكان حفلاً مهيباً عبرت فيه الأسرة الكريمة عن غبطتها وسرورها، وألقى عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء خطباً بليغة بهذه المناسبة، منهم الأمراء: مساعد، وعبد المحسن، ومشعل، وسلطان، من طلاب السنة الثقافية، والأمراء: عبد الرحمن، ومتعب، وطلال، ومشاري، من طلاب السنة الثانية الابتدائية، والأمير تركي، من طلاب السنة الأولى الابتدائية، والأمير نواف، ونايف، من طلاب السنة الثانية التحضيرية، والأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز من طلاب السنة الثانية الابتدائية.
وفي صباح الأحد الثاني عشر من شعبان عام 1364ه احتفلت مدرسة الأمراء بختم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان قراءة القرآن الكريم، وحضر الحفل ولي العهد، الأمير سعود، وتلا الأمير سلمان في هذا الحفل آخر حزب بقي عليه من القرآن، ثم تلا صاحب السمو الملكي الأمير تركي شيئاً من دعاء ختم القرآن، ثم تقدم للخطابة أصحاب السمو الملكي الأمراء: عبد الرحمن، ومتعب، وطلال، ومشاري، وبدر، وتركي، ونايف، معبرين عن سعادتهم بختم أخيهم لتلاوة القرآن الكريم.
وفي صباح الخميس السابع عشر من شوال عام 1365ه أقامت مدرسة الأبناء حفلاً بمناسبة ختم صاحب السمو الملكي الأمير فواز لتلاوة القرآن الكريم، وحضر الحفل ولي العهد الأمير سعود، وخطب فيه أصحاب السمو الملكي الأمراء: بدر، وتركي، ونواف، ونايف، وسلمان، وسعود بن ناصر بن عبد العزيز.
أصبح الاحتفال بختم القرآن الكريم، تلاوة وحفظاً، عادة حسنة سار عليها الناس في هذه البلاد الطيبة، سواء على المستوى الرسمي من خلال الجمعيات والمؤسسات القائمة على تعليم القرآن الكريم، أو على المستوى الفردي، وكثيراً ما يحضر هذه الاحتفالات الأمراء، والوزراء، وكبار الوجهاء، وكبار الموظفين، وعامة الناس.
من مظاهر العناية بالقرآن الكريم في المملكة العربية السعودية
تجلَّتْ عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم في مظاهر عدة منها:
(1) في مجـال التعـليـم للبنيـن والبنـات: قـام التعليم في المملكة على أسس ثابتة وهي: الإيمان بالله رباً، وبالإسـلام دينـاً، وبمحمد ﷺ نبياً ورسـولاً، وعلى التصور الإسلامي الكامل للكون والحياة، وأن الوجود كله خـاضع لمـا سنَّه الله تعالى؛ ليقوم كل مخلوق بوظيفته دون خلل، أو اضطراب، وتوجيه العلوم والمعارف بمختلف أنواعها وموادها -منهجاً وتأليفاً وتدريساً- وجهة إسلامية في معـالجة قضايـاها، والحكـم على نظرياتها وطرق استثمارها حتى تكون منبثقة من الإسلام، متناسقة مع التفكير الإسلامي السديد.
فبالإضافة إلى الاهتمام بالقرآن الكريم (تلاوة وحفظاً وتفسيراً) في مراحل التعليم المختلفة، أقيمت مدارس خاصة بتحفيظ القرآن الكريم: ابتدائية، ومتوسـطة، وثانوية، بل وكليات وأقسام متخصصة في بعض الجامعـات: الجـامعة الإسلامية بالمدينة، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
(2) وفي المجال الإعلامي: هناك ندوات، ودروس، ومحاضرات تبث عبر الإذاعة والتلفاز عن القرآن، وتلاوته، وتفسيره، والعلوم المتعلقة به، إضافة إلى إنشاء إذاعة خاصة بالقرآن الكريم في مكة المكرمة عام 1392ه 1972م. وفي العام نفسه أنشئت إذاعة أخرى في الرياض، وأُدمجتا في إذاعة واحدة في غرة المحرم من عام 1413ه الموافق 18 / 10 / 1993م، وسميت إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية بالرياض، وفُتحت فروع لها في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة.
وتـقـوم هـذه الإذاعة بإذاعة آيات مجوَّدة ومرتلة، وتقديم أحاديث وبرامج مستمدة من القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة.
ويسـتمـر بثهـا يـوميـاً إلى عشـرين ساعة: 75% لتلاوات قرآنية، والباقي لعلوم القـرآن والسـنة النبويـة، ويشمل بثها العالم العربي، وشرق آسيا وجنوبها ووسطها، وشمال ووسط إفريقيا.
(3) ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم إنشاء ست عشرة جمعية خيرية لتحفيظ القرآن الكريم، منتشرة في أنحاء المملكة، تشرف عليها وزارة الشؤون الإسـلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، تتلخص أهدافها في:
1. تعليـم القـرآن الكريم لأبناء المسلمين تلاوة وتجويداً وتفسيراً.
2. تحفيظ القرآن الكريم للناشئة.
3. إعداد المدرسين الأكفاء لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه.
4. تهيئة قراء وحفظة لإمامة المصلين في الصلاة.
5. تهذيب أخلاق الناشئة بما يتعلمونه من كتاب ربهم.
6. إحياء جانب مهم من جوانب رسالة المسجد.
وفي إحصائية لعام 1419ه 1420 هـ، بلغ مجموع الطلبة والطالبات في هذه الجمعيات (272.219) طالباً وطالبة، ومجموع الحِلق والفصول (10.787) حلقة وفصلاً، ومجموع المعلمين والمعلمات (9.290) معلماً ومعلمة.
(4) ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم تنظيم المسابقات في تلاوة القرآن الكريم وحفظه وتفسيره ليس على مستوى المملكة وحدها بل علـى مستوى العالم، وتم تكوين أمانة عامة للإشراف على المسابقتين عام 1399ه، وهي تتبع حالياً وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
وتجرى المسابقة المحلية في الرياض كل عام في خمسة فروع هي: الفرع الأول: حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد والترتيل، وتفسير جزء من القرآن يحدد كل عام، والفرع الثاني: حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التلاوة والتجويد، والفرع الثالث: حفظ عشرين جزءاً مع التلاوة والتجويد، والفرع الرابع: حفظ عشرة أجزاء مع التلاوة والتجويد، والفرع الخامس: حفظ خمسة أجزاء مع حسن الصوت والتلاوة. وقد بلغ عدد المشاركين في المسابقات المحلية حتى عام 1418ه (1412) متسابقاً(13).
أما المسـابقة الدوليـة فيعـود إنشـاؤها إلى صـدور الأمر الكريم ذي الرقم (25281) المؤرخ في 12 / 11 / 1398ه، على أن تقام كل عام في مكة المكرمة في خمسة فروع كالمسابقة المحلية، وتشرف عليها لجنة تحكيم دولية. وبلغ عدد المشاركين في هذه المسابقة حتى عام 1419ه (3135) متسابقاً من مختلف أنحاء العالم.
وفي شوال من عام 1418ه أعلن عن جائزة كبرى لحفظ القرآن الكريم، هي جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز تقام في الرياض كل عام، وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وبلغ مجموع جوائزها حوالي مليون وخمسمائة ألف ريال سعودي، يدفعها سموه الكريم من حسابه الخاص، رعاية للقرآن، وتشجيعاً على حفظه وحسن تلاوته، وهي موزعة على النحو التالي:
الفرع | الفائز الأول | الفائز الثاني | الفائز الثالث |
الأول | 70.000 | 68.000 | 66.000 |
الثاني | 50.000 | 48.000 | 46.000 |
الثالث | 40.000 | 38.000 | 36.000 |
الرابع | 30.000 | 28.000 | 26.000 |
الخامس | 20.000 | 18.000 | 16.000 |
ومثل ذلك للفائزات من الطالبات، إضافة إلى نفقات نقدية تصل إلى ألفي ريال لكل متسابق أو متسابقة.
(5) ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم طباعته بطريقة برايل، إذ تتراوح نسبة عدد المكفوفين في العالم ما بين 1-3%، منهم خمسة وعشرون مليوناً تقريباً من المسلمين، وفي المملكة العربية السعودية - حسب المسح الذي قامت به وزارة المعارف عام 1401ه - عشرون ألف كفيف.
وأصبحـت هذه الفئة من العالم الإسلامي هدفاً للمنصرين، وأصحـاب الأهواء المنحرفـة، فـوجهت لهم برامجها، ودربتهم على مهارات ومهن متنوعـة، وحرصـت على تخريجهم معاول هدم ضد الإسلام والمسلمين؛ مستغلة ما يتمتع به بعضهم من ذكاء وفطنة.
والاهتمـام والعنـايـة بـهذه الفئـة في البلاد والمنظمات والهيئات غير الإسـلامية، يقابله فتور وغياب في البلاد والهيئات الإسـلامية.
ففي بريطانيا (مثلاً) تصدر أكثر من أربعمائة صحيفة ما بين لمسية وسمعية موجهة للمكفوفين، وفي أمريكـا سـت آلاف صحيفة لمسية، وفي بعض الدول الشـيوعية السـابقة تصدر أكثر من تسعين ألف صحيفة لمسـية، بينما لا يوجد في العالم العربي والإسـلامي سوى خمس مجلات لمسـية، ربما توقف بعضها لأسـباب فنية ومالية.
وقد بذلت جهود في كل من: مصر، والأردن، وتونس؛ لطبع القرآن الكريم بطريقة برايل، إلا أنها لا توفِّي حاجة المكفوفين، ولا سيما أن بعض هذه الدول توقف عملها في ذلك؛ لأسباب خارجة عن إرادتها.
وفي المملكـة العربيـة السـعوديـة تتـولى وزارة المعارف، ممثلة في الأمـانـة العـامـة للتـربيـة الخاصة، العناية بهذا المشروع، بـدعم سـخي من خـادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وهي تبـذل جهـوداً طيبـة حاليـاً؛ لتلبية حاجة المكفوفين من المصاحف المطبوعة بطريقة برايل، وغيرها من المطبوعات النافعة والمفيدة.
(6) ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم ترجمة معانيه إلى اللغات المختلفة، فقد تبرع الملك فيصل رحمه الله بطبع ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة اليوربا التي يتحدث بها أكثر من سبعة عشر مليوناً في إفريقيا، وقد طُبع خمسة وعشرون ألف نسخة من هذه الترجمة على نفقته الخاصة.
وجـاء في مـجلـة المنهـل أن إحـدى الصـحـف العربية نشـرت مـايـلي: ((تم تـوزيـع معـاني القرآن الكريم التي طبـعـت عـلـى نفقـة جـلالـة الملـك خـالد بن عبد العـزيـز، خادم الحرمين الشريفين بمختلف اللغات، وذلك على جميع المراكز والمؤسسات والمكاتب التابعة لرابطة العالم الإسلامي، وكذلك تم تـوزيعهـا على مراكز الدعاة التـابعـيـن للرابطـة)).
الطباعة المبكرة للقرآن في المملكة العربية السعودية
تعود بداية طباعة المصحف الشريف في المملكة العربية السعودية إلى عام 1369ه عندما ظهر المصحف المعروف بمصحف مكة المكرمة، والذي طبعته شركة مصحف مكة المكرمة.
ففي مقال للأستاذ عبد القدوس الأنصاري في مجلة المنهل، ذكر أن فكرة طباعة هذا المصحف كانت للأستاذ ((محمد سعيد عبد المقصود)) عندما كان مديراً لمطبعة أم القرى الحكومية، إلا أنه توفي قبل تحقيقها. ثم تبنى المشروع الأساتذة: محمد علي مغربي، وإبراهيم النوري، وعبد الله باحمدين، وفي بيان إجمالي عن هذا المصحف في جريدة أم القرى، ذكر أنه عندما نضجت فكرة طباعة مصحف مكة المكرمة، تكونت شركة مساهمة محدودة سجلت رسمياً باسم ((شركة مصحف مكة المكرمة)) مؤلفة من: محمد سرور الصبان، وعبد الله باحمدين (المدير الرسمي للشركة)، وإبراهيم نوري (المراقب العام لأعمالها)، ومحمد علي مغربي (أمين الصندوق)، ومحمد لبنى، وكان رأس مالها مائتي ألف ريال سعودي.
اشترت الشركة مقراً لها في مكة المكرمة، واشترت آلة طباعة حديثة من أمريكا، يمكن أن يطبع فيها المصحف الشريف بأحجام مختلفة، واتفقت مع مهندسين فنيين لتركيبها.
وتم الاتفاق مع الخطاط المعروف الأستاذ محمد طاهر الكردي في سنوات الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) على كتابة المصحف على قواعد الرسم العثماني، وقام بذلك خير قيام، وعندما انتهى من كتابته صححته لجنة من علماء مكة: السيد أحمد حامد التيجي أستاذ علم القراءات بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة، والشيخ عبد الظاهر أبو السمح إمام وخطيب المسجد الحرام، والسيد محمد أحمد شطا المعاون الثاني لمدير المعارف بمكة، والسيد إبراهيم سليمان النوري المفتش بمديرية المعارف بمكة، ثم أرسل إلى مشيخة الأزهر فوافقت على التصحيح، وكان شيخ القرّاء والمقارئ المصرية الشيخ محمد علي الضَّباع ممن صححه ووضع خاتَمه الرسمي عليه.
وبعد خمس سنوات استغرقها العمل بين الكتابة والتصحيح تم الانتهاء من هذا المصحف في عام 1367ه، وبدأ طبعه بالحجم الكبير ليلة الجمعة الموافق 17 من شهر ذي القعدة عام 1368ه، وانتهى في 7 من شهر ربيع الأول عام 1369ه، ثم بدئ في طبع الحجم الصغير، وبقية الأحجام. ووصفت جريدة أم القرى هذا المصحف بما يلي:
(1) أن ابتداء كل صفحة أول آية، كما أن نهاية كل صفحة آخر آية.
(2) أن ابتداء كل جزء في أول صفحة، كما أن انتهاء كل جزء في آخر صفحة.
(3) أن كل جزء عشرون صفحة ما عدا جزء عمّ.
(4) أن علامات الأحزاب وأنصافها وأرباعها قوسية هلالية.
(5) أن علامات السجدات رسم الكعبة.
(6) أن النقوش التي حول الفاتحة في الصفحة الأولى، وحول أوائل البقرة في الصفحة الثانية مركبة من كلمة مكة بالأحرف الكوفية.
(7) وضع بعد نهاية المصحف في آخره دعاء جامع يتلى عند ختم القرآن، وهو مختار من الأدعية المأثورة.
وكان صدى ظهور هذا المصحف واسعاً داخل المملكة وخارجها، وكانت فرحة الملك عبد العزيز رحمه الله بظهوره كبيرة، وقدم للقائمين عليه دعماً مادياً ومعنوياً سخياً، وكذلك أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء وكبار موظفي الدولة، كما لاقى استحسان المسلمين وثناءهم خارج المملكة، وأشادت به الصحف الصادرة في بعض تلك البلاد.
وبعد ثلاثين عاماً من ظهور مصحف مكة، ظهر مصحف آخر في مدينة جدة، وذلك في عام 1399ه، بمطابع الروضة، بعد مراجعته والموافقة عليه من الجهة المخولة بذلك في المملكة العربية السعودية. وقد أشرف على هذه الطبعة عدد من القائمين على المطبعة وعلى رأسهم: الأستاذ عبد الله باعكضه مدير عام مطابع الروضة، وزميلاه: محمد طرموم، ومحمد بلجون. وفي شهر المحرم من عام 1405ه (1984م) أُعلن عن افتتاح أعظم وأكبر مطبعة في العالم تقوم على خدمة القرآن الكريم في المدينة المنورة، وهو أول عمل حكومي رسمي لطباعة القرآن الكريم، وفتح عظيم نفع الله به ملايين المسلمين في مختلف بقاع الأرض.
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تتجلى في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة أروع مظـاهر العنايـة بالقـرآن الكـريم التي قـامت بها المملكـة العربيـة السـعودية.
فعندما كثرت الطبعات التجارية وغيرها للمصحف الشريف، والتي لم تحظ بالعناية الكافية من التدقيق والضبط، وحسن الطباعة والإخراج، وفق الله ولاة الأمر في هذه البلاد بإنشاء مجمع لطباعة المصحف الشريف، وزوّد بأرقى التجهيزات الطباعية الحديثة، وأمهر الفنيـين المختصين في مجال الطباعة.
ووقع الاختيار على مدينة المصطفى ﷺ لتكون مقرّاً لهذه المنشأة العظيمة؛ لمكانتها في نفوس المسلمين، ولأنها عاصمة الإسلام الأولى التي تنـزل فيها الوحي على خير الخلق محمد ﷺ وشع منها نور القرآن فأضاء أنحاء المعمورة.
واتفق على تسمية المصحف الذي يتم طبعه في هذا المجمع بمصحف المدينة النبوية؛ تيمناً بهذه البقعة المباركة.
ففي السادس عشر من شهر المحرم عام 1403ه، تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بوضع حجر الأساس لهذا المشروع العملاق، وقال عند وضع حجر الأساس: ((بسم الله الرحمن الرحيم، وعلى بركة الله العلي القدير، إننا نرجو أن يكون هذا المشروع خيراً وبركة لخدمة القرآن الكريم أولاً، والإسلام والمسلمين ثانياً، راجياً من الله العلي القدير العون والتوفيق في أمورنا الدينية والدنيوية، وأن يوفق هذا المشروع الكبير لخدمة ما أنشئ من أجله، وهو القرآن الكريم؛ لينتفع به المسلمون، وليتدبروا معانيه)).
وفي السادس من شهر صفر عام 1405ه، الموافق 30 أكتوبر 1984 كان حدثاً عظيماً أثلج صدور المسلمين، عندما أزاح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الستار إيذاناً بتشغيل المجمع، بعد أن اكتمل بناؤه وتجهيزاته الفنية، والبشرية، وسطر في سجل المجمع الكلمات التالية: ((لقد كنت قبل سنتين في هذا المكان لوضع حجر الأساس لهذا المشروع العظيم، وفي هذه المدينة التي كانت أعظم مدينة فرح أهلها بقدوم رسول الله ﷺ وكانوا خير عون له في شدائد الأمور، وانطلقت منها الدعوة، دعوة الخير والبركة للعالم أجمع. وفي هذا اليوم أجد أن ما كان حلماً يتحقق على أفضل مستوى، ولذلك يجب على كل مواطن في المملكة العربية السعودية أن يشكر الله على هذه النعمة الكبرى، وأرجو أن يوفقني الله أن أقوم بخدمة ديني ثم وطني، وجميع المسلمين، وأرجو من الله التوفيق)).
يقع المجمع في الشمال الغربي من المدينة المنورة على طريق تبوك، على مساحة تقدر بمائتين وخمسين ألف متر مربع، وهو عبارة عن وحدة عمرانية متكاملة في مرافقها المختلفة، حيث يضم مسـجداً، ومبنى للإدارة، وساحة كبيرة للطباعة، ومستودعات للمواد الأولية، ومستودعات للإنتاج التام، ومجموعة من الوحدات السكنية للموظفين غير المتزوجين، ومجموعة من الفلل السكنية لكبار الموظفين، ومركزاً للتسوق، ومطاعم، وملاعب رياضية، ومكاتب بريد ومستوصفاً وغير ذلك من المرافق.
أهداف المجمع
أما أهم أهدافه فهي:
1- طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي.
2- ترجمة معاني القرآن الكريم وتفسيره، إلى أهم اللغات وأوسعها انتشاراً وطباعتها.
3- تسجيل تلاوة القرآن الكريم بأصوات مشاهير القراء.
4- إجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، والسنة والسيرة النبوية المطهرة.
5- نشر إصدارات المجمع على الشبكات العالمية.
6- تلبية حاجة المسلمين في الداخل والخارج من إصداراته المختلفة.
وقد طبع المصحف الشريف في المجمع برواية حفص عن عاصم، وهي الرواية التي يُقرأ بها في معظم بلاد العالم الإسلامي، وقد كتب هذا المصحف على قواعد الرسم العثماني، وضُبط على ما قرره علماء الضبط مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، وعدد آياته 6236 آية وفقاً للعدد الكوفي، ومجموع صفحاته 604 صفحة تنتهي كل صفحة بآية، وطبع بأحجام مختلفة هي: الجيب، والثمن، والربع، والعادي 75جم، والعادي 45جم، والممتاز، والجوامعي العادي 75جم، والجوامعي العادي 45جم، والجوامعي الخاص، والجوامعي الفاخر، والملكي الفاخر، إضافة إلى طبعه مجزأ: جزء عم، وجزء تبارك، وجزء قد سمع، والعشر الأخير، وربع يس، كما طُبِع مصحف بكامله مجزأ على ستة أقسام.
كما طُبع برواية ورش عن نافع المدني، وهي الرواية التي يُقرأ بها في معظم دول المغرب العربي (المغرب، والجزائر، وتونس، وموريتانيا) إضافة إلى السنغال، وتشاد، ونيجيريا، وكتب هذا المصحف بالخط المشرقي على حسب قواعد الرسم العثماني، وضُبط بالضبط المغربي، وعدد آياته 6214 آية وفقاً لعدد المدني الأخير، ومجموع صفحاته 559 صفحة.وطبع بالحجم العادي 75جم، والجوامعي الخاص.
كما طبع برواية الدوري عن أبي عمرو البصري، وكتب بالخط المشرقي على حسب قواعد الرسم العثماني، وضبط على ما قرره علماء الضبط، مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، ما عدا بعضاً يسيراً، فقد روعي في ضبطه مذهب أكثر المغاربة، وما جرى العمل به في السودان. وعدد آياته 6214 آية وفقاً للعدد المدني الأول، ومجموع صفحاته 521 صفحة، ولا تنتهي صفحاته بآية، وطبع بالحجم العادي 75جم.
كما طبع مصحف نسخ تعليق برواية حفص عن عاصم، على حسب قواعد الرسم والضبط المتعارف عليها في باكستان وما جاورها، وعدد آياته 6236 آية وفقاً للعدد الكوفي، وعدد صفحاته 611 صفحة، وطبع بالحجم العادي 75جم.
أما المصاحف المخطوطة والمعدَّة للطبع فهي:
مصحف برواية حفص عن عاصم لا تنتهي صفحاته بآية، وفق قواعد الرسم العثماني، وضبط على ما قرره علماء الضبط، مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، وعدد آياته 6236 آية وفقاً للعدد الكوفي، ومجموع صفحاته 521 صفحة.
مصحف برواية حفص عن عاصم تنتهي صفحاته بآية وفق قواعد الرسم العثماني، وضبط على ما قرره علماء الضبط، مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، وعدد آياته 6236 آية وفقاً للعدد الكوفي، ومجموع صفحاته 604 صفحة.
مصحف برواية قالون عن نافع المدني، والعمل جارٍ لإعداد هذا المصحف.
أسلوب العمل في المجمع
تكتب مصاحف المجمع بيد خطاط متمرس، مشهود له بالتفوق في كتابة المصاحف، هو الخطاط عثمان طه.
وتشرف على كتابة المصاحف وطبعها لجنة علمية مختارة بعناية من المختصين في علوم التجويد، والقراءات، والرسم، والضبط، وعد الآي، والوقوف، والتفسير، والفقـه، واللغـة، والنحـو والصرف، وهي مكونة -حالياً- برئاسة فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي وعضوية أصحاب الفضيلة: عبد الرافع رضوان علي، وعبد الحكيم عبد السلام خاطر، ومحمد الإغاثة ولد الشيخ، ومحمد عبد الرحمن أطول العمر، ومحمد عبد الله زين العابدين، ويوسف محمد شفيع عبد الرحيم، ومحمد تميم الزعبي.
تسير اللجنة في عملها وفق خطة دقيقة، وتراجع العمل خطوة خطوة، فكل عضو فيها يطالع نسخة من أصل المصحف المخطوط على انفراد، ويقرؤُها ويدقق فيها آية آية، وكلمة كلمة، وحرفاً حرفاً، وحركة حركة، إضافة إلى المصطلحات والرموز، مستعيناً في ذلك بآلة تكبير حسب الحاجة، ويُدوِّن ما يقف عليه من ملحوظات في بيان معد لذلك، ويوقع عليه باسمه، ثم تجتمع اللجنة لمناقشة ما دوِّن في البيانات، وتصاغ الملحوظات في بيان واحد بعد حذف المكرر، ثم يجتمع أعضاء اللجنة لمناقشة هذا البيان بكل جزئياته، فما أُجمع عليه يوقع من الجميع، ويعتمد عليه في تصحيح الأصل الذي يعاد مرة أخرى للجنة، وتتبع الأسلوب نفسه حتى تطمئن اللجنة على سلامة ما كُتب.
ثم تأذن اللجنة بالبدء بالتحضير للطباعة ((المونتاج))، وتقوم بمراجعة العمل في هذه المرحلة بدقة متناهية، حتى تطمئن على سلامة التحضير للطباعة النهائية للمصحف الشريف.
وتتلخص الضوابط التي تسير عليها اللجنة في مراجعتها للمصحف الشريف فيما يلي:
1. اشتراط الإجماع في كل خطوة، والمصادر الأساسية من كتب المتقدمين وكتب المتأخرين هي المرجع في حسم أي خلاف.
2. التمسـك بالحجـة إن ظهـرت، وإسقـاط ما عداها، والحجة مبنية على الرواية وكلام الأئمة المتقدمين، ولا دخل للرأي والاستحسان فيها.
3. اتباع قواعد الرسم العثماني، الذي حظي بإجماع الصحابة والتابعين.
4. تجـريـد المصحـف مـمـا عـدا القرآن الكريم لقوله ﷺ كما جاء في صحيح مســـلم: { لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فَلْـيَمْحُه } ([1])، وذلك خشية اختلاط نص القـرآن بغيـره والتبـاس ذلـك على الناس، مما قد يكون مدخلاً وسببـاً للتحـريـف والزيـادة، متأسية في ذلك بما سار عليه الصحابة رضي الله عنهم في تجريد المصاحـف العثمانيـة مما سوى القرآن الكريم، مما لم يحظ بالتواتر والقطع واليقين، كترقيم السـور، وعدد آياتها وبيان المكي والمدني منها، مما هو داخل في نطاق النص القرآني، حيث يمكن تفصيل الأقوال فيه، وبيان الراجح من المرجوح في كتب التفسير، وعلوم القرآن الكريم.
5. أمـا أسـماء السور، ورموز الوقوف، والنقْط والشكل، فقد دعت الحاجـة إلى إثباتها؛ لالتصاقها بالنص القرآني. أما ما هو خارج نطاق النص القرآني في حواشي الصفحات، كاسم السورة، ورقم الجزء، أو في جانب الصفحات، كرموز الأجزاء، والأحزاب، والأرباع، والأعشار، والأخماس، ورموز السجدات، والسكتات، فلقلّة المحذور فيها؛ لبعدها عن مجال النص القرآني أُثبتت بإخراج طباعي يختلف عن النص القرآني.
لا تنتهي المراجعة والتصحيح عند هذا الحد، بل تمرّ بعد ذلك بخطوات دقيقة وفق أنظمة ومعايير معدَّة بعناية وإحكام، من أجل المحافظة على سلامة النص القرآني من أي خطأ، وحسن الإخراج الطباعي، وأنشئت من أجـل ذلك إدارة من أهم إدارات المجمع هي ((إدارة مراقبة الإنتاج))، تضم:
(أ) مراقبة النص.
(ب) المراقبة النوعية للإنتاج.
(ج) المراقبة النهائية للإنتاج.
(أ) قسم مراقبة النص، وفيه ما يصل إلى ثلاثين مراقباً من المختصين في الرسم، والضبط، وعد الآي، والوقوف، ومن الحافظين المتقنين لكتاب الله تعالى بالروايات المختلفة.
ويبدأ عمل هذا القسم مع أول خطوة من خطوات الطباعة، ويتوزع في ثلاثة أقسام:
1- قسم مراقبة التجهيز؛ ومهامه التأكد من سلامة تركيب الصور (المونتاج)، وسلامة عمل الألواح الطباعية (البليتات) من خلال مراقبة التجارب الابتدائية للطباعة (الأوزاليد).
2- قسم مراقبة النص الابتدائية، ويقوم المختصون في هذا القسم بمراقبة ملزمة خلال ربع الساعة الأولى من بدء الطباعة، ثم مراقبة ملزمة كل ساعة، فإذا لُحظ أي خطأ؛ كضعف في الحرف، أو في شكله، أو في نقْطه، أو قطعٍ في الحرف، والشكل والنقْط، أوقفت آلة الطباعة فوراً حتى يتم تصحيح ذلك الخطأ.
ويوقع جميع العاملين في هذا القسم على كل ملزمة تتم مراجعتها، وتحفظ في المكان المخصص لها حيث يمكن الرجوع إليها عند الحاجة، كما تُسجل أي ملحوظة تكتشف في سجلات خاصة بذلك.
3- قسم مراقبة النص النهائية: ويقوم بمراجعة الملازم مراجعة نهائية بعد طبعها، وبعد مراجعتها من قسم المراقبة الابتدائية، وبنفس الأسلوب الذي يسير عليه القسم السابق، وتحفظ الملازم التي تتم مراجعتها، بعد التوقيع عليها من أعضاء اللجنة للرجوع لها عند الحاجة.
(ب) أما قسم المراقبة النوعية للإنتاج، فهو المسؤول عن مراقبة العمل على خطوط الإنتاج، وتحديد الأخطاء، وما يمكن إصلاحه، وما يجب إتلافه، ويتفرع العمل في هذا القسم إلى ما يلي:
قسم المراقبة النوعية على المواد: للتأكد من مطابقة المواد الأولية للمواصفات المحدَّدة، بإجراء الاختبارات والفحوصات الميدانية والمخبرية، والتأكد من سلامة تخزين المواد الأولية في مستودعات المجمع حسب الأساليب الصحيحة للتخزين، والتأكد من توافر أنظمة سلامة التعامل مع المواد الأولية وشبه المصنعة، والمصنعة على مختلف مراحل الإنتاج، والتأكد من توافر الظروف المناخية الملائمة، كدرجة الحرارة والرطوبة ونوعية الماء، إضافة إلى متابعة تسليم المواد الأولية لمراحل الإنتاج المختلفة.
قسم المراقبة النوعية على أعمال التحضير والتصوير، وألواح الطباعة، ويقوم بمراقبة هذه الأعمال حتى تبدأ مرحلة الطباعة.
قسم المراقبة النوعية للإنتاج، وتبدأ مهمة هذا القسم مع بدء أعمال الطباعة؛ للتأكد من سلامة وجودة المواد الأولية الداخلة في تصنيع العمل الطباعي، وبخاصة الورق والأحبار، ومطابقتها للمواصفات والمعايير المطلوبة وفق ما يلي:
4- قسم المراقبة النوعية على التجليد؛ لمراقبة طرق التصنيع، وفحص عينات من إنتاج كل مرحلة للتأكد من اتباع الشروط والمعايير المقررة، وخلو الإنتاج في كل مرحلة مما يؤثر في المرحلة اللاحقة من عيوب، أو على مستوى جودة الإنتاج النهائي، وذلك ابتداءً بطيّ صحائف الطباعة الورقية، أو تجميع الملازم بالنسبة للطباعة الشريطية، وانتهاءً بالتجليد، وفق المواصفات والمعايير الفنية التالية:
م | النقاط الفنية التي يجب التأكد منها في التجليد النهائي (غلاف مقوى) | الحد المسموح به |
كل ما يظهر من عيوب في الطباعة أو غيرها وصلت إلى قسم التجليد يتم إيقافها قبل البدء بعملية التجليد | ||
غراء زائد لأكثر من 2 ملم في منطقة التصاق القميص بالكتاب | لا يسمح به | |
فارق القص | لا يسمح به | |
ضربة السكين الظاهرة على الكتاب | لا يسمح بها | |
عدم وجود شريط التحديد | لا يسمح به | |
التدوير الذي يؤدي إلى تدريج بالملازم أو يؤدي لفرق في التلبيس | لا يسمح به | |
الشاش الظاهر أو غير الموجود | لا يسمح به | |
طول الحبكة (طويلة – قصيرة) أو زيادة غراء | 2 ملم | |
ارتفاع الحبكة إلى جهة رأس الكعب | 1 ملم | |
فارق التلبيس (الغلاف) | + 1 ملم | |
العلامات التي تظهر على الكتاب أثناء عملية التلبيس | لا يسمح بها | |
الخصرة غير الجيدة | لا يسمح بها | |
القميص غير اللاصق | لا يسمح به | |
أي عيوب أو عدم تناسق في الإخراج (الشكل) النهائي | لا يسمح به | |
الفسخ بأشكاله المختلفة | لا يسمح به |
م | النقاط الفنية التي يجب التأكد منها في التجليد النهائي (غلاف مرن) | الحد المسموح به |
الفسخ بأشكاله المختلفة | لا يسمح به | |
الغراء الناقص | 1 ملم | |
فرق التغليف (التلبيس) | + 1 ملم | |
ظهور تكسير أو ضربات أو علامات أو أوساخ بعد عملية التغليف | لا يسمح بها |
م | النقاط الفنية للتجميع | الحد المسموح به |
ملزمة في غير موضعها الصحيح | لا يسمح بها | |
التمشيح الحبري الحاصل من كثرة الملازم على مغذي الآلة بالملازم | لا يسمح به | |
التكسير الورقي | لا يسمح به | |
الأوساخ الطباعية | لا يسمح بها | |
ملزمة مكررة أو ناقصة أو مقلوبة | لا يسمح بها |
م | النقاط الفنية التي يجب التأكد منها على آلة الطباعة وإنتاجها | الحد المسموح به |
يجب أن تكون المسافات بين حدود المساحة المطبوعة وأطراف الصفحة متماشية مع المواصفات الفنية ووفقاً لما تم تحديده، وأي زيادة أو نقص في المسافات غير مقبولة. | 0.00 | |
عدم ضبط الألوان | 0.0 mm-0.20 mm | |
الخطأ في تسلسل الصفحات | لا يسمح به | |
عدم مطابقة المادة المطبوعة للأصل (كسلامة النص ووجود كل الإشارات على الصفحات المطلوب طباعتها). | لا يسمح به | |
عدم مطابقة المادة المطبوعة للعينة المعتمدة (كاللون وكثافة الحبر) | + أو - 5% | |
تطابق درجة الانعكاس للورق المستعمل في الطباعة مع ما تم الموافقة عليه. | + أو - 5% | |
الطباعة المزدوجة (Doubling) | لا يسمح بها | |
التمشيح الحبري على الصفحات | لا يسمح به | |
حذف أجزاء من الحروف والنقاط المطبوعة | لا يسمح به | |
النظافة العامة (نقاط حبر، زيت..) على النص وداخل الصفحات | لا يسمح به | |
عيوب في الورق | لا يسمح به | |
عيوب في الطباعة ناتجة عن تنظيف الوسيط المطاطي (Blanke) | لا يسمح بها | |
الطي (في حالة آلات الطباعة الشريطية) وعدم ضبطه حسب علامات الطي الموجودة على الملزمة، أو عدم تطابق الإطارات | 1 ملم | |
التكسير الورقي | لا يسمح به | |
التمزيق الورقي أو التخريم | لا يسمح به | |
الرطوبة الزائدة على الورق أثناء الطباعة | لا يسمح بها | |
المشح الحبري من ناقل الملازم أو آلة التربيط | لا يسمح به |
م | النقاط الفنية للخياطة | الحد المسموح به |
- الحاسب الآلي جزء لا يتجزأ من الآلة وفي حالة وجود عطل به يجب إيقاف الآلة مباشرة. | ||
- في حالة حدوث أي اختلاف في الملازم أثناء عمل الآلة يجب أن يعيد المشغل كامل ملازم الكتاب إلى بداية مرحلة الخياطة. | ||
الملازم في غير موضعها الصحيح، أو زيادة أو نقص أو قلب فيها | لا يسمح به | |
الأخطاء الحاصلة عن ضربة الإبرة و الشنكل والميبر | لا يسمح بها | |
تشريم الملازم | لا يسمح به | |
خياطة رخوة أو مشدودة | لا يسمح بها | |
التمشيح الظاهر على الملازم | لا يسمح به | |
تمزيق بالملازم | لا يسمح به | |
كتب مخيط بعضها مع بعض | لا يسمح بها | |
ملازم غير مخيطة من الداخل | لا يسمح بها |
م | النقاط الفنية للخياطة السرجية | الحد المسموح به |
القطبة الناقصة إذا كان المصحف الواحد لا يتعدى أربع قطب | لا يسمح بها | |
وجود مسافة بين الإطارين المتقابلين نتيجة للطي | 1 ملم | |
الخياطة الجانبية | لا يسمح بها | |
تنسيل الخيوط | لا يسمح به |
النقاط الفنية لمقطع الكرتون |
يجب أن تكون المقاسات صحيحة مائة في المائة كما يجب التأكد من دقة وجودة القص (عدم وجود عيوب في الأطراف نتيجة للقص)، وكذلك التأكد من وضع الكرتون عند القص بحيث تكون الألياف باتجاه واحد |
م | النقاط الفنية لقطع الجلد | الحد المسموح به |
فرق مقاس الجلد بالطول أو بالعرض | 1 ملم | |
تعدد الألوان | لا يسمح به | |
تمشيح أو ضربات | لا يسمح به |
م | النقاط الفنية لصنع الغلاف | الحد المسموح به |
فرق مقاس الخصرة | + أو – 2 ملم | |
فرق قص كرتون الكعب (الفيدول) الطول أو العرض | 1 / 2 ملم | |
أي اعوجاج بالكرتون | لا يسمح به | |
أوساخ الغراء على الغلاف | لا يسمح به | |
عيوب في زاوية الغلاف (زاوية مدببة) | لا يسمح به | |
عيوب في لصق القماش على الكرتون | لا يسمح به | |
عدم تساوي الثنية من أي جهة من الجهات الأربع للغلاف | لا يسمح به | |
وجود فراغ في الغراء مما يؤدي إلى تنفيخ في الغلاف | لا يسمح به |
م | النقاط الفنية للتذهيب | الحد المسموح به |
فرق البصمة الحرارية على الوجهين | 1 ملم | |
فرق البصمة الحرارية على الكعب | 1 / 2 ملم | |
أي تقطيع أو فراغات على الذهب | لا يسمح به | |
التطميس من شدة الكبس واستعمال (قالب البصمة الحرارية) الكليشة فوق طاقتها | لا يسمح به | |
عدم التجانس في درجة لمعة الذهب | لا يسمح به | |
اتساخ قالب البصمة الحرارية (الكليشة) مما يؤدي إلى ظهور نقاط على الغلاف | لا يسمح به |
م | النقاط الفنية للشك | الحد المسموح به |
ملزمة في غير موضعها أو مكررة أو ناقصة أو مقلوبة | لا يسمح به | |
انحراف في الشك عن الكعب (شك جانبي) | لا يسمح به | |
اختلاف مسافات الشك | لا يسمح به | |
عيب في دبوس الشك من الخارج أو من الداخل (شك غير سليم) | لا يسمح به |
5- قسم المراقبة النوعية على التسجيلات، للتأكد من أن جميع مراحل الإنتاج على أشرطة الكاسيت، والأقراص المضغوطة C.D قد تمت حسب الأصول الفنية والضوابط والمعايير المطلوبة.
6- قسم التفتيش على المراقبة النوعية للإنتاج؛ للتفتيش على أعمال المراقبين في أقسام المراقبة النوعية، وذلك بالاطلاع على عينات عشوائية وفي أوقات متفاوتة للتحقق من قيام المراقب بعمله وفق المعايير المحددة.
(ج) أما المراقبة النهائية للإنتاج، فهي المسؤولة عن المرحلة الهامة والأخيرة للمراجعة، بعد إخراج كتاب الله الكريم في أكمل صورة، وتضمن أقساماً وشعباً متعددة، مثل: قسم الاستلام والتسليم والتصليح والتعليب، شعب المراقبة النهائية، وقسم التفتيش، ولكل قسم من هذه الأقسام أو شعبة من الشعب مهام متعددة (يطول شرحها).
وزيادة في دقة العمل، وضبط المراجعة زوِّد كل جهاز في المجمع بأجهزة مراقبة آلية توقف الجهاز آلياً عند اكتشاف الخطأ، هذا إضافة إلى متابعة العامل الفني على الجهاز نفسه، فهو مسؤول عن أي خطأ يقع بسبب الجهاز الذي يقوم عليه.
ولكل مراقب، أو مفتش في خطوط الإنتاج المختلفة ختم خاص به لختم العمل الذي راقبه، وبواسطته يمكن التعرف عليه في حال اكتشاف أي خطأ في عمله، ويخضع لنظام الجزاءات الذي وضعه المجمع، إلى جانب ما وضعه من حوافز ومكافآت لكل عامل يكتشف أي خطأ في العمل.
تسجيل تلاوة القرآن الكريم
جانب مهم من جوانب الاهتمام والعناية بكتاب الله الكريم، ويسير العمل فيه بنفس الدقة التي يسير فيها في كتابة المصحف الشريف وطباعته؛ حيث يخضع إلى مراجعة وتصحيح من قبل لجنة تسمى اللجنة العلمية لمراجعة التسجيلات برئاسة فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي وعضوية أصحاب الفضيلة: أحمد عبد العزيز أحمد الزيات، وعبد الرافع رضوان علي، وعبد الحكيم عبد السلام خاطر.
ويتم تسجيل التلاوة في ((استديو)) مجهز بأحدث أجهزة التسجيل، وتقوم اللجنة بمتابعة القارئ أثناء التلاوة، ويدون كل عضو ملحوظاته في بيان خاص بذلك، وتناقش هذه الملحوظات، ويطلب من القارئ تصحيح ما أُجمع على تصحيحه منها في نفس اليوم الذي تلا فيه، وهكذا يستمر العمل حتى تنتهي تلاوة كامل المصحف، فتراجع اللجنة مرة أخرى التلاوة بكاملها وتتخذ الخطوات السابقة نفسها حتى تطمئن على سلامة التسجيل، وتوقع على إجازة العمل.
ثم تتابع بعد ذلك خطوات الاستنساخ من الشريط الأصل إلى شريط ماستر 1بوصة ثم إلى قرص C.D ثم إلى بكرات تعبئة أشرطة الكاسيت، وفي كل مرحلة يخضع العمل إلى مراقبة عاملين وفنيين متخصصين حتى يظهر التسجيل على مستوى جيد من الدقة العلمية والفنية.
وربما استغرق القارئ سنة إلى ثلاث سنوات لتسجيل تلاوة المصحف كاملاً، وقد تم حتى الآن التسجيل لكل من: فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي برواية حفص، ورواية قالون، والشيخ إبراهيم الأخضر القيم برواية حفص، والشيخ الدكتور محمد أيوب برواية حفص، والشيخ الدكتور عبد الله بن عمر بصفر برواية حفص، ويجري العمل حالياً على التسجيل للشيخ الدكتور عماد زهير حافظ برواية حفص عن عاصم بقَصْر المنفصل، كما أن هناك تهيئة لتسجيل مصحف معلم.
ويأخذ المجمع حالياً بأسلوب التسجيل على أشرطة الكاسيت، أما التسجيل بواسطة الأقراص المضغوطة C.D فقد تم الانتهاء من إعداد دراسة متكاملة للأخذ بهذا الأسلوب الذي سيتم تنفيذه قريباً إن شاء الله.
الترجمات
يقوم المجمع بترجمة معاني القرآن الكريم إلى العديد من اللغات العالمية، وقد ساهم مساهمة كبيرة في تيسير فهم القرآن الكريم على ملايين المسلمين الذين لا يتكلمون اللغة العربية، وللمزيد من العناية بالترجمات فقد أنشئ في المجمع في عام 1416ه 1996م مركزٌ متخصصٌ للترجمات من أهدافه:
* القيام بأعمال ترجمات معاني القرآن الكريم وتفسيره إلى لغات العالم.
* دراسة المشكلات المرتبطة بترجمات معاني القرآن الكريم، وتقديم الحلول المناسبة لها.
* إجراء البحوث والدراسات في مجال الترجمات.
* تسجيل ترجمة معاني القرآن الكريم في أشرطة صوتية واسطوانات الليزر.
* ترجمة ما يحتاج إليه المسلمون من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم.
* القيام بالمشروعات البحثية التي تخدم أعمال الترجمات مثل:
* إصدار دليل ببليوجرافي للترجمات التي تمت في العالم لمعاني القرآن الكريم، والاستفادة من الجهود السابقة في هذا المجال.
* إعداد المعاجم الخاصة بالقرآن الكريم، والتي تساعد في ترجمة معانيه مثل: معجم الألفاظ القرآنية، ومعجم المصطلحات الإسلامية.. تترجم إلى اللغات، لغرض المساعدة في أعمال الترجمات.
ويتكون المركز حالياً من الوحدات البحثية التالية: وحدة اللغات الأوربية، وحدة اللغات الأفريقية، وحدة اللغات الآسيوية، وحدة المعاجم اللغوية للألفاظ القرآنية والإسلامية، وحدة المعلومات، وحدة النشر والتوزيع.
وتم تأسيس مكتبة متخصصة في الترجمات لمختلف اللغات، زودت بالمصادر الأصلية والأعمال المرجعية والمعاجم اللغوية في كثير من لغات العالم ولهجاته.
كما بُـنِيَتْ فيه قاعدة معلومات مناسبة بواسطة الحاسب الآلي، عن الترجمات، وأشهر المترجمين، ولغات العالم ولهجاته، وأعداد سكانه.
وله مجلس علمي، ويضم عدداً من المختصين في علوم الشريعة، واللغات الأجنبية، يقوم بالتخطيط ووضع البرامج والمشروعات العلمية، ويتلقى الاقتراحات في مجال الترجمات لدراستها وتقديم توصياته بشأنه.
أما الترجمات التي قام بها المجمع حتى عام 1420ه، فتصل إلى ثلاثين ترجمة هي: الأردية، والإسبانية، والألبانية، والأندونيسية، والإنكليزية، والأنكو، والأورمية (صوتية)، والإيغورية، والبراهوئية، والبشتو، والبنغالية، والبورمية، والبوسنية، والتاميلية، والتايلندية، والتركية، والزولو، والصومالية، والصينية، والفارسية، والفرنسية، والقازاقية، والكشميرية، والكورية، والمقدونية، والمليبارية، والهوسا، واليوربا، واليونانية، التغالوغ (الفاتحة وجزء عمّ فقط).
الخاتمة
وبعد
.. فإن أعظم عناية بالقرآن الكريم في الوقت الحاضر هو ما قامت به المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله.
وتجلت هذه العناية في مظاهر عديدة، في التربية والتعليم، وفي المناشط الإعلامية المتنوعة، وفي إقامة هيئات (جمعيات) تنتشر حلقها ومدارسها في كل قرية ومدينة، وفي رصد الجوائز السنية لمسابقات سنوية محلية ودولية، وتعد جائزة سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم للطلاب والطالبات على مستوى المملكة أحدث الروافد المباركة لهذا العمل الجليل.
ويمثل إنشاء مجمع لخدمة القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية المطهرة أعظم حدث يشهده العالم الإسلامي اليوم. وهو الذي شيده وتعهده بالعناية والاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله في مهبط الوحي ومنبع الرسالة (المدينة المنورة) عام 1405ه 1984م فخُدم القرآن الكريم في هذا المجمع خدمة لا مثيل لها.
وبلغت العناية بسلامة نصه، والاهتمام بجمال طبعه وإخراجه حداً بعيداً نال التقدير والإعجاب، فحرص المسلمون في كل مكان على اقتناء مصحف المدينة النبوية، والقراءة فيه.
لقد سدّ المجمع حاجة ماسة عند المسلمين لمصاحف متقنة سليمة في رسمها وضبطها من أي خطأ أو تحريف، سار في كتابتها على ما ارتضاه وأجمع عليه الصحابةُ والتابعون، وبلغ إنتاجه حتى عام 1420ه أكثر من مائة وأربعين مليون نسخة من مختلف الإصدارات، وزع منه على المسلمين في مختلف أنحاء العالم أكثر من مائة وعشرين مليون نسخة هدية دون مقابل من حكومة المملكة العربية السعودية؛ إيماناً منها برسالتها، وإدراكاً لمسؤوليتها تجاه كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وخدمة للدين ونشره في أرجاء الأرض.
لم تقتصر عناية المملكة العربية السعودية على طبع المصحف الشريف ونشره، بل امتدت إلى ترجمة معانيه إلى لغات العالم وقد بلغت حتى عام 1420ه ثلاثين لغة، وكذلك العناية بتفسيره وعلومه المختلفة والعناية بالسنة النبوية والسيرة النبوية المطهرة.
وتحظى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بشرف القيام على نصيب وافر من مظاهر العناية بالقرآن الكريم في المملكة العربية السعودية؛ كالإشراف على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، والإشراف على المسابقات المحلية والدولية ومسابقة سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز، وسنام هذا الشرف هو قيامها وإشرافها على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.