الوصف المفصل
نبذة تاريخية
عن ترجمة السنة والسيرة النبوية
إلى اللغة االألمانية
أنكه إيمان بوزنيته
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المصطفى، صلى الله عليه وسلم:
" بلغوا عني ولو آية"[1]
يقتضي تبليغ رسالة الإسلام إلى العالم ترجمة مبادءها لغير الناطقين باللغة العربية، لغة الوحي.
ومن هذا الباب، يحاول هذا البحث المبسط أن يساهم في فهم موضوع ترجمة السنة والسيرة إلى إحدى اللغات الأوروبية الهامة، اللغة الألمانية، ويعرف لهذا الغرض الأطراف المشاركة في هذا العمل، وذلك على الشكل التالي:
أ ـ نبذة عن اللغة الألمانية والناطقين بها، دور اللغة الألمانية في الدعوة إلى الإسلام
ب ـ نبذة عن ترجمة السنة والسيرة النبوية وأسباب تأخرها
ت ـ تقريرعن أهم الترجمات المتداولة في مجال السنة والسيرة
د ـ توصيات وآفاق مستقبلية
أ ـ نبذة عن اللغة الألمانية والناطقين بها، دور اللغة الألمانية في الدعوة إلى الإسلام
تنتمي اللغة الألمانية إلى عائلة اللغات الجرمنية، وهي اللغة الرسمية أو إحدى اللغات الرسمية في الدول الآتية: ألمانيا، النمسا، سويسرا، لكسمبورج ولختنشتين. ويوجد إضافة إلى ذلك أقليات لغوية تنطق بها في فرنسا (الزاس)، الدنمارك، رومانيا، وبعض البلاد الأخرى. يقارب عدد الناطقين بالألمانية كلغة الأم 87 مليون في الاتحاد الأروبي[2]، و100 مليون على المستوى العالمي كما يتكلم قرابة ثلث سكان الاتحاد الأروبي اللغة الألمانية.[3]
ولا يقارن هذا العدد بعدد الناطقين باللغة الإنجليزية مثلا.
أما عدد المسلمين في هذه البلدان، فيبلغ تقريبا3 ملايين في ألمانيا، و 400000 مسلم في النمسا، و تقريبا 310000 مسلم في سويسرا.[4]
و يذكر خاصة عدد المسلمين الجدد ذوي الأصل الألماني في هذه البلدان.[5]
من المؤكد أن اللغة الإنجليزية تتصدر قائمة اللغات غير العربية في أهميتها في مجال دعوة ذوي اللسان غير الإسلامي، أو بعبارة أخرى، دعوة الذين لا يتكلمون اللغات المتداولة في بلاد المسلمين. كما تعكس كثرة المؤلفات الإسلامية وترجمة كتب السنة والسيرة إلى اللغة الإنجليزية هذه الظاهرة. أما اللغة الألمانية، فهي تقل أهمية كأداة تبليغ وتعليم للإسلام مقارنة بالإنجليزية، نظرا لعدم كونها لغة عالمية من جهة، ولصعوبتها، ولا سيما نظرا للخلفية الثقافية والتربوية لدى الجالية المسلمة الناطقة بها من جهة أخرى.
ويجدر بالذكرأن المسلم النمسوي الأصل، محمد أسد، قد فضل أن يترجم صحيح البخاري إلى اللغة الإنجليزية بدلا من اللغة الألمانية التي هي لغته الأم أصلا.[6]
ومن المعلوم أن البلاد الناطقة باللغة الألمانية تتوفر على زخم بشري
كبيرلقبول الإسلام إذا أوجدت المعلومات الصحيحة عن الإسلام والمسلمين وإذا أزيلت تلك الصورة المشوهة والمهيمنة في وسائل الإعلام، كما يدل على ذلك عدد المسلمين الجدد في ألمانيا خصوصا. ولهذا السبب أصبح من الضروري توفير المواد الكافية لكل المناطق الناطقة بالألمانية لتحقيق أهداف الدعوة.
ب ـ نبذة عن ترجمة السنة والسيرة النبوية وأسباب تأخرها
لقد ذكرنا آنفا أن تبليغ رسالة الإسلام إلى العالم يقتضي ترجمة مبادءه لغير الناطقين باللغة العربية، لغة الوحي. إلا أن ترجمة النصوص الإسلامية تحتاج إلى أهلية خاصة تتجاوز الأهلية اللغوية المعتادة، إذ ينقل المترجم مفاهيم الدين الإسلامي من لغة الأصل إلى لغات لم تكن جزءاً من الثقافة الإسلامية، وبالتالي لم تنتج مصطلحات للمعاني الإسلامية. حيث أن المشاكل المتعلقة بمسألة الترجمة، وخاصة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى أي لغة كانت، هي معروفة ومشهورة.
لقد ناقش العلماء قديما إشكالية ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأعجمية وصلاحية وجواز استعمالها في الصلاة، ورأى الجمهور أن ترجمة معاني القرآن إلى أي لغة، كشرح القرآن باللغة العربية لا يعتبر قرآنا ولا يجوز قراءتها في الصلاة. لأن إعجاز القرآن يكمن في لغته ، ولأن القرآن كلام الله المنزل باللغة العربية.
بيد أن هذه الاشكالية لا تلعب دورا في مسألة ترجمة السنة النبوية، إذ لا يعتبر الحديث النبوي الشريف معجزاً. ويلاحظ الباحث في مسألة ترجمة السنة إلى اللغات الأعجمية، ولا سيما إلى اللغة الألمانية، أن الاهتمام بترجمة السنة النبوية جاء متأخرا بالنسبة للجهود التي بذلت في مجال ترجمة القرآن. ذلك ويسجل التاريخ الثـقافي أول ترجمة إلى الألمانية سنة 1616 م.[7]
بعدما أشرنا إلى التأخر المتعلق بترجمة السنة والسيرة بالنسبة لترجمة القرآن الكريم، سنحاول تحليل هذه الظاهرة.
ولهذا الغرض، لا بد من لفت النظر إلى الجهات الفاعلة في مجال ترجمة النصوص الإسلامية أو المؤهلين لفتح هذه النافذة الصغيرة إلى العالم الإسلامي وتعاليم الإسلام أمام غير الناطقين باللغة العربية. تتكون هذه الأطراف بطبيعة الحال من فئتين، أولاً فئة المستشرقين من غير المسلمين، الذين سيطروا على المجال الأكاديمي، وثانياً فئة المسلمين الناطقين باللغة الألمانية، سواء أكانوا من أصل عربي ثم تعلموا الألمانية، أم ممن أسلم من أصحاب البلد وتعلم العربية في سبيل دراسة الإسلام والتعمق فيه. ولكل من الفئتين صفات خاصة. أما المستشرقون، فكثير ما نظروا إلى الإسلام والمسلمين من برج العاج أو توظفوا أو وُظفوا لأغراض استعمارية، وأقل ما يقال هو أن هذه الفئة تتميز بابتعادها وإبعاد غيرها عن الإسلام ،إذ لا يزال المستشرقون يعتبرون من اعتنق الإسلام ديناً مفتقراً إلى الموضوعية الأكاديمية.
إنه من المسلم به أن الاستشراق، ولا سيما الاستشراق الألماني، لم يكن له تأثير في الرأي العام ولا في صورة الإسلام لدى الجماهير في البلاد غير الإسلامية، إلا أنه أصبح من الملاحظ أن هناك حركة جديدة النشأة توحي بأن الإستشراق الألماني قد تخلى عن هذه الصورة الكلاسيكية، إذ ظهر تحالف بين بعض المتعصبين ضد الإسلام وذوي خلفية تبشيرية غير أكاديمية (لكسنبرج)[8] وبين بعض المستشرقين والمستغربين بغية الهجوم على العقيدة الإسلامية وأصل القرآن الكريم ذاته مرددين أنه يعود إلى أصول سريانية ولم يَعدُ كونه ترجمة تعاليم الكنيسة إلى اللغة العربية. ويبدو أن هذه الظاهرة تعبرعن بداية مرحلة جديدة في تطور الاستشراق الألماني.
أما جهود الفئة الثانية، فتتميز عادة برغبة شديدة في تعريف الناس بالإسلام والدعوة إليه. وكما سوف نرى فإن لخاصيات ودوافع كلتي الفئتين آثار في مصير ترجمة السنة والسيرة.
وفي رأي الباحثة إن تأخر ترجمة السنة والسيرة بالنسبة للقرآن الكريم يعود إلى الأسباب الآتية:
1 – انتماء معظم الباحثين من المستشرقين الذين اهتموا بدراسة الإسلام إلى كليات الدراسات السامية أو المسيحية، وذلك منذ دخول علم الاستشراق إلى الجامعات الألمانية، مما أدى إلى اهتمامهم بالقرآن الكريم من باب دراسات اللغات السامية المقارنة أو من باب البحث النقدي في نصوصهم المقدسة، وكثيرا ما استعمل البحث والتعليق على القرآن الكريم نموذجا لنقد النصوص الدينية ـ إذ أخذوا القرآن الكريم زمزا للنص المنزل أو، في فهمهم، النص الديني المنقول والمزعوم تنزيله. وقصدوا بطعنهم فيه في حقيقة الأمرالطعن في مقدساتهم وكتبهم الدينية.
وبالتالي، سبق الاهتمام بالقرآن الكريم الانشغال بالسنة وهيمن عليه لمدة من الزمن.
2 – لم يكن قصد هؤلاء الباحثين، بطبيعة الحال، نشر الدعوة أونشر معلومات صحيحة عن الاسلام، كما لم تكن ترجمة السنة النبوية في مصلحة الأجيال الأولى للمستشرقين.
3 – تركيزاهتمام المستشرقين على أمور واقعية، خاصة في وقت الاستعمار، اذ جاء الاهتمام المكثف بالفقه الإسلامي متزامنا مع جهود إدارة المستعمرات المسلمة ونشوء نظام قانوني مزدوج، يحتوي على صفات الفقه الإسلامي مع هيمنة للنظم القانونية الأوروبية.[9]
4 – يُلاحَظ أيضا أن اهتمام المستشرقين بالسنة النبوية، ولا سيما أبيهم الروحي إجناتز جولدزيهر[10]، لم يكن يهدف إلى ترجمة شاملة لنصوص السنة والسيرة النبوية، وإنما ترجمة ما يحتاجونه للإستدلال به على نظرياتهم حول "التطورالمتأخر" للسنة النبوية كمصدر من مصادر التشريع وروايتها.
أما نظرية جولدزيهر في الموضوع، كما هو معروف، فهي تتمثل في أن السنة النبوية ما هي إلا من ابتكار وابداع متأخرلفقهاء القرن الثاني بغية تسديد حاجتهم إلى إثبات آرائهم الفقهية ومن ثم إعطائها الشرعية من خلال جعل السنة في منزلة مصدر للتشريع الإسلامي.
5 ـ هناك سبب إضافي لعدم الاهتمام بترجمة شاملة للسنة النبوية يكمن في صعوبة الترجمة ذاتها. ذلك أن الأحاديث النبوية تعبر عن مفاهيم عقائدية وفقهية وخلقية وتمثل واقع الحياة الإسلامية في كل وجوهها، مما يضع المترجم أمام إشكاليات الفهم، خاصة إن لم يكن ينتمي إلى الأمة الإسلامية أو كان يفتقر إلى إلمام دقيق بالحياة الإسلامية ونظمها. وقد نستخلص مما سبق أن عدم الاهتمام بهذه المهمة عبارة عن عدم كفاءة أهلها.
6 – ولهذه الأسباب لا يتوقع أن يعود أصل ترجمة السنة والسيرة، ولا سيما ترجمة شاملة لكتب الحديث، إلى صفوف المستشرقين، وخاصة الأجيال الأولى منهم.
7 ـ وقد يكمن سبب آخر لهذا التأخر في ثقافة الجالية المسلمة المقيمة في البلاد الناطقة بالألمانية. فمعظم المسلمين المقيمين في ألمانيا، سويسرا والنمسا ينتمون إلى الجالية التركية أو المغربية أو الباكستانية التي هاجرت عادة من أجل كسب الرزق في معظم الأحوال. وكان لذلك آثار ملموسة في تبليغ الرسالة باللغة الألمانية بصفة عامة وترجمة السنة النبوية بصفة خاصة، وذلك من جهتين أولاهما عدم الاهتمام وأخراهما عدم القدرة اللغوية على الترجمة إلى اللغة الألمانية لدى الجيل الأول. وقد تغيرت هذه الظروف لدى الجيل الثاني والثالث للمهجر وكانت أسبابها فقدان اللغة الأصلية (بشكل يفيد الدراسة والبحث)، مما أدى إلى حاجة إلى مراجع باللغة الألمانية،
ثم تزايد وعي الجيل الثاني والثالث تجاه دينهم، نظراً لحياتهم في بيئة غير إسلامية وما يقتضي ذلك من مناقشات وتساؤلات حول الإسلام، ثم التفريق الضروري بين تقاليد الجالية المهاجرة وبين ما هو إسلامي أصيل وثابت في النصوص، وكذلك تخرج هذا الجيل من المنظومة التربوية الألمانية وتمكينهم من اللغة الألمانية.
أما ترجمة النصوص الإسلامية إلى اللغة الألمانية، فقد يحتاج إلى معرفة العلوم الإسلامية ودراسة اللغة العربية بالضرورة. ويلاحظ أن التحاق المسلمين الناطقين بالألمانية بجامعات البلد له دور في إيجاد هذه المهارة.
ويبدو أن لمن أسلم من أهل ألمانيا دور الوسيط في ترجمة السنة النبوية إلى اللغة الألمانية وتبليغها.
ت ـ تقريرعن أهم الترجمات المتداولة في مجال السنة والسيرة
يحاول هذا البحث سرد أهم الأعمال في مجال ترجمة السنة النبوية إلى اللغة الألمانية وتقييمها من حيث علميتها ومساهمتها في تحقيق التبليغ.
1 ـ ترجمة الحديث النبوي الشريف
أ ـ من المنشورات الأولى في مجال ترجمة الحديث النبوي الشريف إلى اللغة الألمانية كتاب بعنوان (يوم مع الرسول صلى الله عليه وسلم)
(Ein Tag mit dem Propheten)
ألف هذا الكُتيب لأحمد فن دنفر ونشر سنة 1401 هــ الموافق 1981 م
بلستر ـ بريطانيا باللغة الإنجليزية. وترجم فيما بعد إلى اللغة الألمانية في كتاب
بحجم 103 صفحة سنة 1983 م الموافق 1403 هـ.
ويتابع الناشر فكرة عرض الأحاديث من الكتب الستة حسب أعمال الناس اليومية في ضوء السنة النبوية، إذ ترجم أحاديث نبوية متعلقة بكل وجوه أفعال الإنسان، من القيام صباحاً إلى النوم ليلاً، ويدعو الناشر في مقدمته إلى تطبيق السنة النبوية يوماً واحداً، ثم إلى مراجعة النفس والنظر في فائدة ذلك. ويعرض الكتاب الحديث باللغة العربية مع ذكر اسم الصحابي المروي له وذكر المستخرج دون ترقيم مفصل للحديث. يحتوي الكتاب على بعض الهوامش، خاصة كتابة الأدعية بالحروف اللاتينية.[11]
طبع هذا الكتاب في السنة 1984 بلتسلباخ، دار الإسلام.
تتكون الترجمة من أحاديث مختارة من الكتب الستة عادة، قام بترجمتها أحمد فن دنفر، إفا وعمر الشاباسي وأمين ولتر.[12] ويمتاز هذا الكتاب بمقدمة وجيزة حول معنى الحديث والسنة، رواية الحديث ومراحل الكتابة والتدوين والتصنيف، طبقات الرواة، علم الحديث وأهم الكتب في رواية الحديث (الصفحة 9 ـ 32). يتميز هذا الكتاب عن غيره حسب مقدمة الناشر بكونه أول تدوين شامل للحديث باللغة الألمانية وبأنه يستند إلى جهود مشتركة لمجموعة من المسلمين الناطقين باللغة الألمانية. أما الأحاديث المختارة للترجمة فإنها تركز على مواضيع الإسلام، الإيمان والإحسان لأهميتها في الدعوة والتربية، بينما لم يختر إلا القليل من الأحاديث المتعلقة بفقه المواريث، العقوبات، الاقتصاد وتنظيم المجتمع، لأهمية المجال الأول في نظر فن دنفر على الساحة الألمانية آنذاك.
بعكس الكُتيب المذكور أعلاه، لم يسرد هذا الكتاب النص العربي للحديث، وإنما اكتفى بالترجمة مباشرة. ثم لم ينقل الإسناد، بل يذكر الراوي الآخير بين قوسين مع ذكر الكتاب المستخرج للحديث. يبدو أن هذا الكتاب فضّل تسهيل الاستعمال في سبيل الدعوة على الأسلوب الأكاديمي المدقق، إذ يبتعد عن نقل الأسماء والمصطلحات العربية بالأسلوب العلمي المعتاد[13] مع العلم أن الأسلوب الأكاديمي كثيرا ما يُـعَـوِّق القراءة، خاصة للقادمين على تعلم الثقافة الإسلامية. يحتوي الكتاب على 870 حديث نبوي شريف وقائمة للمصطلحات العربية مع الشرح.
ويجدر الأنتباه إلى مؤلفات أخرى مختصة بالسنة النبوية باللغة الألمانية.[14]
ب ـ ترجمة مختصر صحيح البخاري لمحمد بن أحمد بن رسول أبو الرضاء. طبعت هذه الترجمة الثمينة في السنة 1409 للهجرة الموافق 1989 للميلاد (الطبعة الأولى) في مكتبة المترجم: المكتبة الإسلامية في كولونيا، ألمانيا.
وللمترجم شأن كبير في الدعوة باللغة الألمانية، كما له تجربة نادرة في ترجمة النصوص الإسلامية مثل ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية وتأليف كتب متعددة حول الإسلام.[15]
وتشتمل هذه الترجمة على 879 صفحة، ويسبق فيها ذكر الحديث باللغة العربية مع إسناده الكامل والترقيم لصحيح البخاري ترجمة النص بالألمانية.
إن ترجمة الحديث النبوي الشريف سليمة من ناحية اللغة وفهم المترجم للنص، وأسلوب الترجمة يبقى قريباً من النص العربي كما يضيف المترجم معلومات كثيرة على الهوامش مما يسهل فهم غير الناطق باللغة العربية، ويضيف أيضا ترقيم الآيات القرآنية والإشارة إلى أحاديث ذات الصلة بالموضوع.
لم يترجم الإسناد الكامل، كما هو معتاد في ترجمة الحديث، بل يذكر اسم الصحابي فقط. ويحتوي الكتاب على شرح المختصرات ونطق الحروف العربية وكتابتها بالحروف اللاتينية ومفتاح الرموز المستعملة (صفحة 11ـ16)، ثم على ملاحظة الناشر(17ـ18) ومقدمة وجيزة حول منزلة السنة في الوحي وسيرة ذاتية موجزة للإمامين البخاري والعسقلاني (19ـ21)، ثم يليها الجزء الرئيسي للحديث النبوي الشريف وترجمته حسب أبواب صحيح البخاري(23 ـ 764) وملحق فيه >فهرس مبسط< برقم الحديث وموضوعه (766ـ 837)، وفهرس الكلمات والمواضيع والأسماء (صفحة 838 ـ 865)،وأخيراً قائمة المصطلحات مع شرحها (866 ـ 878). واستعمل المترجم نظاماً علمياَ لكتابة الأسماء والمصطلحات العربية بالحروف اللاتينية.
طبعت الترجمة أيضاَ مجردة من الأحاديث باللغة العربية، كما أنها متوفرة على مواقع الانترنيت، مما يسهل استعمالها ونشرها في سبيل تبليغ الرسالة.
ج ـ ترجمة رياض الصالحين للإمام النووي، في مجلدين، نشر المجلد الأول في سنة 1996 . قام بالترجمة السيد تلمن شيبله والسيدة نجاة جستون واعتمادا على ترجمة إنجليزية لهذا الكتاب.[16] ويبدو أن هذه الترجمة تستند كثيراً إلى النسخة الإنجليزية لرياض الصالحين لمدني عباسي.[17]
كما أضاف الناشر سيرة ذاتية موجزة عن الإمام النووي. وتتميزالترجمة بطباعة النص العربي في الجهة اليسرى وطباعة ترجمته في الجهة اليمنى من الكتاب مما يسهل التأكد من سلامة الترجمة ومقارنتها بالأصل لناطق اللغة العربية وطالبها. فالترجمة ترجمة شاملة وسليمة.
د ـ ترجمة البيان، وتحتوي على 1700 حديث مختار لصحيحي مسلم والبخاري. وقام بها السيد سمير مراد.[18]
و ـ ويذكر أخيراً ترجمة لم تصدر عن المسلمين، ولكنها متداولة في الساحة الألمانية نظراً للإهتمام المكثف بالإسلام. وطبعت ترجمة المستشرق ديتر فرخل لأحاديث مختارة من صحيح البخاري لأول مرة سنة 1990، وتحتوي على مقدمة عامة حول أهمية الحديث في حياة المسلمين وأهم الكتب والمحدثين. يبلغ حجم الكتاب 512 صفحة، ويشمل في الملحق على موافقة الأحاديث المترجمة بترقيم صحيح البخاري، كما يشمل على فهرس الأسماء والألفاظ العربية مع شرح. وتتصف الترجمة بموضوعية الأسلوب.[19]
ب ـ ترجمة السيرة
قد تختلف حالة ترجمة كتب السيرة قليلاً عما ذكر بالنسبة للحديث. فيجد الباحث عدداً من الكتب باللغة الألمانية تهدف إلى تقديم شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم للقراء الألمان. ويلاحظ أن معظم هذه الكتب حول السيرة النبوية الموجهة للإستهلاك العام تخلو من الدقة العلمية والتاريخية ومن الموضوعية إذ لا تستند عادة إلى المراجع الأصلية. وتنقسم هذه الكتب إلى عدة أصناف.
1 ـ ما كتبه غير المختصين في لغات وتاريخ الإسلام وثقافته حيث يستند عادة إلى مراجع غربية.
وقد كثر الإنتاج في هذا الصدد إلى اليوم، ونذكر على سبيل المثال من المؤلفات كتاب كنزلمن "محمد. نبي الله وقائده الميداني." [20]
2 ـ ثم يذكر ما كتب ممن له معلومات في اللغة العربية أو اللغات الشرقية الأخرى وقد تميز الكثير مما كتب في هذا الصدد بعدم الموضوعية والحقد على الإسلام والمسلمين، مثل كتاب آلويس شبغنجر بعنوان "سيرة وتعليم محمد"[21] صلى الله عليه وسلم والذي يحتوي على ترجمة لكتاب المؤلف المنشور باللغة الإنجليزية في الهند في السنة 1851. وكون المؤلف قد عمل وعاش في العالم الاسلامي، خاصة في الهند، لمدة طويلة، لم يمنعه من تردد الأقاويل والأحكام المسبقة السيئة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي كانت ولا زالت تُـتَـداوَل في الغرب، فيرميه في كتابه "بالمرض النفسي" و"مرض الصرع" ويدَّعي شبغنجر أنه يركز على "الوجوه السلبية" في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى يظهرها للناس بعد أن كانت المراجع الأصلية قد تجاهلتها أو سكتت عنها. ويستهدف الكتاب، حسب مقدمة المؤلف، الباحث غير المتمكن من اللغة العربية الذي يقصد دراسات عميقة عن الإسلام، كما يستهدف القارئ غير المدقق الذي يكتفي بنتائج أبحاث غيره.[22]
والواقع أن القارئ المتعلم يدرك تماما قلة المعلومات الحقيقية التي يوفرها الكاتب.
كما يظهر خاصة في مؤلفات القرن التاسع العشر، مثل كتاب الدكتور هوبرت جرمه[23]، فإن المعلومات الأساسية في اللغة العربية لم تحول دون حقد وتحريف المؤلفين.
3 - ما يتصف بأكثر من الموضوعية ولو لم يبلغ الدرجة المتمنى لها. ولا بد من ذكر مؤلفات الأستاذ السويدي تور أندري الذي كتب ونشر باللغة الألمانية، وله مؤلفتان في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، "شخصية محمد في تعليم وإيمان أمته"، نشر بستكهولم في سنة 1918[24]، ثم "محمد. حياته وعقيدته"، نشر بجتنجن في سنة 1932،[25]
ولا يتجاوزان مع كل الأسف الطابع المعتاد لكتب معظم الغربيين في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في تثبيت أخطاء وأحكام المؤلفين المسبقة.
4 ـ ما يتميز بدقة علمية في ترجمة النصوص الأصلية بأقلام المستشرقين الألمان،
ويُـذكَـر في هذا الصدد مؤلفتين، أولهما ترجمة الأستاذ جوستاف ويل:
Das Leben Mohammed' s nach Mohammed Ibn Ishak[26].
وطبعت هذه الترجمة لسيرة ابن إسحاق في سنة 1864 بشتتجارت الألمانية في مجلدين، المجلد الأول من ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى غزوة بني سليم (390 صفحة)، والمجلد الثاني من غزوة سويك إلى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم (364 صفحة). وتتميز هذه الترجمة بدقة علمية، رغم تجاوز الزمن للأسلوب اللغوي الذي اعتمده. أما المترجم (1806 ـ 1889)، فاشتهر بترجمة العديد من الكتب العربية للقراء الألمان، منها الكتاب المشهَّر ألف ليلة وليلة. وكان الأستاذ ويل من أصل يهودي وأصبح أول أستاذ جامعي يهودي يقلد الأستاذية، وذلك في سنة 1845 بفريبورج.[27]
5 ـ وثانيهما ترجمة نفس الكتاب، يعني السيرة النبوية لابن إسحاق، إلى اللغة الألمانية مرة ثانية في القرن العشرين إذ قام الاستاذ جرنوت رتر(أستاذ للعلوم الشرقية بجامعة همبورج سابقا) بهذه المهمة. طبعت تلك الترجمة في سنة 1976 ويبلغ حجمها 288 صفحة. والتي تتميز بأسلوب موضوعي رغم اختصارها، وتقرأ إلى يومنا في صفوف القراء الألمان من المسلمين وغيرهم سواء. يشمل الكتاب الهوامش وقائمة الأسماء، خريطة الجزيرة العربية وقائمة الأحداث التاريخية.[28]
6 ـ ولا يُنكر أخيرا مساهمة بعض المستشرقين الألمان في تحقيق النصوص المخطوطة. فقد حقق فردناند وستنفلد كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المخطوطات المتوفرة في المكاتب الجامعية ببرلين، ليبزج، جوتا وليدن في سنة 1858، ويشتمل التحقيق على 3 مجلدات.[29]
وفي هذا الإطارلا بد من ذكر المعجم المفهرس للأحاديث النبوية للأستاذ ين أرنت ونسنك، رغم أنه نشر باللغة الفرنسية.[30]
أما المساهمات العلمية الأخرى حول السنة النبوية باللغة الألمانية، فلا بد من ذكر"تاريخ الأدب العربي" للأستاذ فؤاد سزكن[31]
المنشور بليدن في سنة 1967، ويحتوي المجلد الأول على معلومات ثمينة في علوم الحديث ورجالها.
كما يضاف من باب السيرة مساهمة الأستاذة المشهورة أنيماري شمل التي ركزت في كتابها. " ومحمد نبيه" [32]
على تقدير الرسول صلى الله عليه وسلم وإكرامه من قبل الشعوب المسلمة من خلال الشعر الشعبي ساعية إلى إيجاد توازنٍ بالنسبة للتصورالسلبي للرسول عليه الصلاة والسلام لدى الجماهير الغربية، ويفهم من خلال ذلك محاولة إيجاد قطب مضاد لما خلفته قضية سلمان رشدي.
د ـ الخاتمة: توصيات وآفاق مستقبلية
يستنتج هذا المقال أن المعلومات الأساسية في السيرة والسنة النبوية متوفرة باللغة الألمانية بفضل جهود عدد المترجمين من المسلمين وغيرهم في السنوات الأخيرة.
ويشار إلى ظهور نموذج جديد من أصحاب الترجمة والرعاية بالسنة النبوية في الآونة الأخيرة، إذ صدرت عن مركزالاسلام الألماني[33] سلسلة من المذكرات المستعملة في التعليم على مستوى الباكالوريوس في الجامعة الإسلامية بفرنسا[34]، و منها مذكرة قيّمة في علوم الحديث وأحاديث الأحكام وتتصف الترجمة (التي قام بها السيد سمير مراد) بأسلوب سليم وعلمي[35]، وقد بدأت بهذه السلسلة مرحلة جديدة في التأليف والترجمة العلمية لكتب في العلوم الاسلامية
ثم لا بد من ذكر تأسيس كرسيين في جامعات ألمانية لتكوين المدرّسين لمادّة التربية الإسلامية في المدارس الإسلامية وباللغة الألمانية[36]، فقد يتوقع أن الحاجة إلى نصوص ألمانية تؤدي إلى المزيد من الترجمات في مجال السنة والسيرة أيضا.
ونشير إلى أن التكنولوجيا الحديثة توفر خدمات ثمينة في التبليغ عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كثرت مواقع الانترنت التي توفر معلومات عن السنة والسيرة[37]، كما يُوفّر موقع (كعبة اونلين) خدمة إرسال حديث شريف يوميا إلى أعضائه عبر البريد الإلكتروني، ويعتمد على الكتب المترجمة المذكورة أعلاه.[38]
أما إنجاح عملية ترجمة السنة والسيرة، فإنه يتوقف على توفر الأساليب الضرورية للفهم الصحيح. فمجرد ترجمة الحديث الشريف مثلا قد يؤدي إلى سوء الفهم عند من قرأ هذا النص عند انعدام الأساليب العلمية والخلقية والثقافية والفقهية لفهم الحديث. فمن المرغوب فيه إذا ألا تكون الترجمة مجردة عن توفير معلومات إضافية في هذا المجال. أما التعمق في علوم الحديث، فيبقى دائما مرهونا بإتقان اللغة العربية وأصولها كوسيلة وأداة الفهم الأصيل.
[1] رواه عبدالله بن عمرو وأخرجه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب أحاديث الأنبياء. رقم الحديث 3202.
[2] http://de.wikipedia.org/wiki/Deutsche_Sprache
[3] http://de.wikipedia.org/wiki/Deutsche_Sprache
[4] لا يوجد احصاءات دقيقة عن عدد المسلمين في هذه البلدان، فوظفت الباحثة الأرقام المقدرة الموفرة في االإعلام
[5] يقدرعدد المسلمين من أصل الماني بـ250000 عادة، ولايوجد احصاءات معتمدة، ولكن الدعاة في الساحة الألمانية يلاحظون تزايد عدد المسامين الجدد خاصة في المناطق الشرقية لالمانيا.
[6] Sahih al-Bukhari: The early years of Islam. Muhammad Asad, 306 pages, reprint 2003 Noordeen Publishers, Kuala Lumpur.
[7] وقام بترجمته سلومون شويجر.
(Salomon Schweiger)
www.wikipwedia.or
[8] انظر خاصة
Burgmer, Christoph (ed): Streit um den Koran. Die Luxenberg-Debatte. Verlag Hans Schiler, Berlin, 2004. 144 pages.
أنظر مقال " تاريخ الفقه الاسلامي في مرآة المستشرقين" لمؤلفة هذا المقال، نشر في مجلة التجديد، كوالا لمبور، ا لعدد 21، 2007[9]
ص. 45 ـ81
[10] Ignaz Goldziher: Muhammedanische Studien. Band II, Halle, 1890.
[11] Ahmad von Denffer: Ein Tag mit dem Propheten, The Islamic Foundation, Leicester, 1981/1401, Haus des Islam, Aachen, 1983/ 1403.
[12] Ahmad von Denffer, Allahs Gesandter hat gesagt.. Haus des Islam, Lützelbach, 1984.
[13] وأزيل، عن سبيل المثال، كتابة ما يشير إلى الهمزة والعين في الكتابة
[14] Al-Nawawi : Vierzig Hadithe (übersetzt von Ahmad von Denffer), The Islamic Fondation, Leicester, 1979, IIFSO, Kuwait, 1980; Worte des Propheten, Haus des Islam, Aachen, 1983.
Vielfach überlieferte Prophetenworte. Jalal ud-Din as-Suyuti. Uebersetzt von Ahmad von Denffer, 100 Seiten.
[15] Rassoul, Muhammad Ahmad: Goettliche Lichter in den heiligen Hadithen. 40 heilige Hadithe uebersetzt und zusammengestellt von Muhammad Rassoul. 96 Seite, Islamische Bibliothek, Koeln, 1419.
----: Allah's letzte Botschaft. Islamische Bibliothek, Köln 1995.
----: Der deutsche Mufti. Islamische Bibliothek, Köln
----: Das deutsche Kalifat. Islamische Bibliothek, Köln
----: Der blonde Imam. Islamische Bibliothek, Köln
----: Handbuch der muslimischen Frau. Islamische Bibliothek, Köln
----: Was ist Islam? Islamische Bibliothek, Köln
----: As-Salah: Das Gebet im Islam. Islamische Bibliothek, Köln.
----: Ar-Rayyan. Das Fasten im Islam. Islamische Bibliothek, Köln
[16] Riyad us Salihin. Gärten der Tugendhaften. Zusammengestellt von Imam Au Zakariya Yahya ibn Scharaf an-Nawawi, Dar-us-Salam Garching 1996.
[17] S.M. Madni Abbasi, New Delhi, 1984.
[18] والترجمة موفرة بالانترنتفي موقع
http://www.alhamdulillah.net/modules.php?name=Hadith-alBayan
[19] Şaĥīĥ al Buhārī Nachrichten von Taten und Aussprüchen des Propheten Muhammad. Ausgewählt, aus dem rabischen übersetzt und herausgegeben von Dieter Ferchl. Philipp Reclam jun. Stuttgart, 1991, Neudruck 2006:
[20] Konzelmann, Gerhard: Mohammed. Allahs Prophet und Feldherr. Luebbe Verlag, 1981.
[21] Alois Sprenger: Das Leen und die Lehre des Mohammed. Nach bisher grösstentheils unbenutzten Quellen. Bearbeitet von A. Sprenger. Berlin, 1861. 2.Auflage 1869, Nicolaische Verlagsbuchhandlung (A. Effert & L. Lindtner.
[22] P.XIX
[23] Mohammed: Erster Teil: Das Leben. Nach den Quellen von Dr. Hubert Grimme, Prof. an der Universität Freiburg in der Schweiz. Band 1, Münster 1892, Zweiter Teil: Einleitung in den Koran. System der Koranischen Theologie. Münster, 1895.
[24] Tor Andrae: Die Person Muhammads in Lehre und Glaube seiner Gemeinde, Stockholm 1918.
[25] Tor Andrae: Mohammed. Sein Leben und sein Glaube. Göttingen, 1932.
[26] Das Leben Mohammed's nach Mohammed Ibn Ishak; bearbeitet von Abd el-Malik Ibn Hischam, Bd. !: Von Mohammed' s Geburt bis zum Feldzug gegen die Banu Sulaim; and 2: Feldzug von Sawik is zum Tode Mohammed' s. Stuttgart, Verlag der J. Metzer' schen Buchhandlung, 1864.
[27] www. wikipedia.org
[28] Ibn Ishaq: Das Leben des Propheten. Aus dem Arabischen übertragen und bearbeitet von Gernot Rotter. Horst Erdmann Verlag, Tübingen und Basel, 1976. 288 Pp.
[29] Ferdinand Wüstenfeld: Das Leen Mohammed' s nach Mohammed Ibn Ishak. Bearbeitet von Abd el-Malik Ibn Hisham. Aus Handschriften zu Berlin, Leipzig, Gotha und Leyden. Göttingen, 1858: Minerva Gmbh, Frankfurt, unveränderter Nachdruck, 1961.
[30] Arent van Wensinck: Concordance et indices de la tradition musulmane. 7 vols, Leiden, 1936-1969.
[31] Fuat Sezgin: Geschichte des Arabischen Schrifttums, Band 1, Leiden, 1967, pp.53-233.
[32] Annemarie Schimmel: Und Muhammad ist Sein Prophet. Die Verehrung des Propheten in der islamischen Frömmigkeit. München, 1981, Zweite Auflage, München 1989.
[33] Deutscher Informationsdienst ueber den Islam e.V. www.didi.de
[34] Institut Européen des sciences humaines, Chateau-Chinon www.iesh.org
[35] الكتب موفرة في موقع
http://www.way-to-allah.com/
[36] وذلك بجامعت منستر وارلنجن.
[37] http://www.way-to-allah.com/, www.alhadulillah.net, www.salaf.de, www.al-islaam.de
[38] www.kaaba-online.de